إفتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الخميس ١٥ مايو ٢٠٢٥
الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
May 15 25|08:46AM :نشر بتاريخ
"الجمهورية":
بموازاة الإيجابيات التي راكمتها زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الأجواء الخليجية، مضافة إليها الإيجابيات التي حصدها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في زياراته الخارجية ووعود المساعدات التي تلقّاها، لاسيما من دول الخليج، وآخرها دولة الكويت التي قالت مصادر الوفد الرئاسي لـ"الجمهورية"، انّ نتائجها فاقت بإيجابيتها كل التوقعات"، يبقى لبنان في حال انتظار على أحر من الجمر، أن تلفحه تلك الإيجابيّات وتُترجم الوعود على أرض الواقع بفتح نوافذ الفرج الإقتصادي والمالي أمامه، وكذلك انتظار الفرج الأمني بحملِ اسرائيل على وقف اعتداءاتها على لبنان والإلتزام باتفاق وقف إطلاق النار والانسحاب من الأراضي اللبنانية التي ما زالت تحتلها.
حضور لبنان
في القمة الخليجية مع الرئيس الأميركي التي انعقدت في الرياض أمس، وتناولت ملفات استثمارية مشتركة بين الولايات المتحدة ودول الخليج، من زاوية مراكمتها وتزخيمها، وكذلك الملفات الساخنة او المشتعلة في المنطقة من زاوية الرغبة في إطفائها وإخراجها من دائرة التوتير والتصعيد، وتجنّب ارتداداتها البالغة السلبيّة والخطورة على المستويَين الإقليمي والدولي، حضر لبنان في هذه القمّة.
وقد كانت لافتة في هذا السياق مقاربة الرئيس دونالد ترامب للملف اللبناني بقوله: "إنّ لبنان أمام فرصة للتحرّر من قبضة سطوة إرهابيي "حزب الله"، إذا تمكن الرئيس اللبناني (جوزاف عون) ورئيس الوزراء (نواف سلام) من بناء دولة جيدة ومستقرة وتعيش بسلام، وفرصة لبنان لا تأتي الّا مرّة في العمر ليكون مزدهراً وفي سلام مع جيرانه، واعتقد أنّ الامور يمكن ان تتطور بشكل متميّز". وكذلك ما قاله ولي العهد السعودي لناحية تأكيده على "وقوف السعودية مع استقرار لبنان"، وتشديده على "حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية"، وتأكيد دعمه "الجهود الرامية إلى إحلال الاستقرار".
الكرة عندنا
في النتائج المباشرة للقمة الأميركية - الخليجية، فقد أجمعت تقديرات المحللين والمعلّقين على مفاعيلها البالغة الإيجابية للجانبين الأميركي والخليجي، ولكن بنسبة أعلى للولايات المتحدة ربطاً بما جناه الرئيس ترامب من اتفاقيات واستثمارات، واما سائر الملفات فحظيت بمرور عابر في أعمال القمة، اكّد بما لا يقبل أدنى شك، أنّها ما زالت معلّقة إلى مديات زمنية مفتوحة ويشوب محاولات حسمها غموض قلق، ولاسيما ما يتعلق بالملف النووي الإيراني، الذي يقاربه ترامب بغزل وترغيب وتهديد في آن معاً، او بملف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المفتوحة بدورها على تصعيد خطير، والتي أكّدت واشنطن على لسان مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الاوسط ستيف ويتكوف، أنّ إسرائيل لا تريد إنهاءها.
وإذا كان بعض المراقبين قد قرأوا في ما وصفوه "الحضور الرمزي للبنان في القمة الأميركية - الخليجية، بأنّ وضع لبنان مؤجّل حسمه، ربما إلى ما بعد حسم ملف المفاوضات النوويّة الأميركيّة- الإيرانيّة، وملف الحرب في غزة لارتباطه بهما بصورة مباشرة أو بصورة غير مباشرة، كونه يشكّل الضلع الثالث في مثلث الاستهدافات الإسرائيليّة من إيران إلى غزّة فلبنان"، إلّا أنّ مرجعاً مسؤولاً يؤيّد هذه القراءة، مؤكّداً لـ"الجمهورية" انّ "حسم الوضع في لبنان مرتبط بقرار كبير بوضعه على سكة الانفراج، على شاكلة القرار الذي اتخذه الرئيس الأميركي برفع العقوبات عن سوريا، لكن الذي حصل هو أنّ لبنان ما زال خارج دائرة القرار بحسم وضعه، والمقاربات العاطفية التي شهدتها القمة أبقت الكرة في ملعبه، وينبغي هنا التوقف ملياً عند ما سمّاها ترامب "فرصة أمام لبنان للازدهار والسلام وللتحرر من سطوة "حزب الله"، وأنّ هذه الفرصة لا تأتي إلّا مرّة واحدة في العمر"، حيث يُقرأ فيها تذكير بمسؤوليّات الدولة اللبنانيّة، وبأنّ عليها اتخاذ خطوات وإجراءات ولاسيما في اتجاه "حزب الله"، وما يتصل بسلاحه، فيما ليست خافية على أحد في الداخل والخارج حساسيّة الوضع اللبناني ومحاذير الملفات الخلافية".
يُشار في هذا السياق، إلى ما نُقل عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية سام وربيرغ، بأنّ "الولايات المتحدة تسعى إلى تقديم دعم كامل للشعب اللبناني"، مشيرًا إلى أنّ "لبنان أصبح الآن يمتلك رئيسًا وحكومة جديدة، وأنّ الولايات المتحدة ستواصل دعمها للجيش اللبناني".
ويُشار في هذا السياق ايضاً، إلى انّ القرار الأميركي برفع العقوبات عن سوريا، لقي صدى إيجابياً في لبنان، حيث تقاطعت المواقف حول هذا الامر بأنّه يساعد من جهة في إعادة النازحين السوريين إلى بلدهم، كما يساهم من جهة ثانية في إيجابيات على الوضع الاقتصادي وحركة الترانزيت، وفي تمكين لبنان من الاستفادة من فتح خط إمداده بالنفط ولاسيما من العراق إلى مصفاة طرابلس، وكذلك إعادة فتح خط الربط الكهربائي الخماسي وتأمين نقل الغاز والكهرباء من مصر والاردن إلى لبنان.
فيتو .. لا فيتو؟
إلى ذلك، وعلى الرغم من إيجابية الوعود التي يتلقّاها لبنان، ولاسيما من دول الخليج بمساعدته في تجاوز أزمته وإعادة الإعمار، وكذلك من التطمينات الخارجية حول مستقبل لبنان، على حدّ ما أبلغ سفير دولة غربية كبرى وفداً من الاقتصاديين قبل ايام قليلة، بأنّ لا وجود لأي "فيتو" خارجي يمنع المساعدات عن لبنان، الاّ انّ معطيات مصدر سياسي رفيع تشي بغير ذلك، حيث كشف لـ"الجمهورية" أنّ "هناك قوى خارجية تقول إنّها تدعم العهد الرئاسي الجديد وتريد إنجاحه، الّا انّها في الوقت نفسه تفرمل، وتمنع وصول المساعدات إلى لبنان. والراغبون بالمساعدة يعتذرون منا ويقولون صراحة انّهم يتعرضون لضغوط".
وأوضح المصدر السياسي عينه "انّهم لا بدُّن يساعدوا، ولا بدُّن يخلو حدا يساعد"، بدليل انّهم يتنقلون من ذريعة إلى أخرى، في بداية الأمر طلبوا إصلاحات وإجراءات تعيد انتظام الإدارة ومكافحة الفساد، والدولة التزمت بذلك. وبعد مباشرة العمل في هذا الامر، سارعوا إلى ربط المساعدات ببند هو الأصعب ويتعلّق بـ"حزب الله"، ووقف تمويله، ونزع سلاحه وليس تسليمه، والنزع يعني اعتماد القوة، وهذا أمر خطير جداً، علماً انّ موقف رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون عقلاني ومتقدّم حول هذا الأمر، وكلّ البلد خلفه في هذه المعالجة التي يسعى اليه مع "حزب الله" وصولاً الى تأكيد الغاية التي ينشدها بحصر السلاح بيد الدولة".
إساءة .. وتشويش
وإذا كان حجب المساعدات عن لبنان أو تأخيرها يؤديان إلى تفاقم ازمته المالية والإعمارية، إلّا أنّ الخطر الأكبر يتجلّى في العامل الإسرائيلي والاعتداءات المتكرّرة على الجنوب وسائر المناطق اللبنانية، ومنع الجيش اللبناني من إكمال مهمّته الموكلة إليه وفقاً لمندرجات القرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار.
وعلمت "الجمهوريّة" من مصادر أمنية موثوقة، أنّ لجنة الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار، وعدت ببذل جهود جدّية مع الجانب الإسرائيلي لخفض التصعيد وتأكيد الإلتزام باتفاق وقف اطلاق النار، دون ان يقترن هذا الوعد بما يضمن تجاوب اسرائيل مع هذا المسعى.
ولفتت المصادر، إلى انّ لجنة المراقبة في ظلّ رئاستها الجديدة توحي بتبدّل مقاربتها لمهمّتها الموكلة اليها، وللتطورات التي تنشأ في منطقة عملها، ولكن ذلك لم يرقَ حتى الآن إلى الضغط المطلوب على إسرائيل لإلزامها بالالتزام باتفاق وقف اطلاق النار، ووقف تفلّتها منه بالاعتداءات المتتالية على المناطق اللبنانية، وقالت: "ليس المطلوب كلاماً تخديرياً للبنان كمثل أن تقول اللجنة بأنّها تلحظ التزاماً كليّاً من الجانب اللبناني باتفاق وقف إطلاق النار، وانّ الجيش اللبناني يقوم بمهامه الموكلة اليه، فالمشكلة ليست مع لبنان الملتزم بالاتفاق وبالقرار 1701، بل مع اسرائيل التي تستبيحهما وتتفلّت منهما وتبقي الوضع على حافة الانفجار".
ونُقل عن مسؤول كبير قوله لديبلوماسيين غربيين معنيين بمهمّة لجنة المراقبة: "انّ بقاء الوضع على ما هو عليه وسط التفلّت الإسرائيلي من اتفاق وقف اطلاق النار قد يصل في لحظة ما إلى انفلات الامور وتصعيد واسع. ولبنان منذ لحظة إعلان اتفاق وقف اطلاق النار قدّم ما توجب عليه بصورة كاملة، ولم يتوان الجيش اللبناني عن القيام بمهامه الموكلة اليه، ولاسيما لناحية الانتشار في منطقة جنوب الليطاني، وكذلك التنسيق والتعاون مع قوات "اليونيفيل"، وهو يحظى بقرار رسمي واحتضان شعبي لمهمّته".
ولفت المسؤول الكبير الانتباه إلى "انّ جهات دولية وغير دولية سعت الى تغطية الاعتداءات الإسرائيلية، تارةً بالقول بحقها في الدفاع عن نفسها، وتارةً أخرى باتهام الجيش بالتقصير في تنفيذ مهمّته. فهذا الاتهام باطل ومردود، هدفه الإساءة للجيش والتشويش على مهمته، حيث انّه بشهادة الجميع يقوم بواجباته على أكمل وجه، خصوصاً في منطقة جنوب الليطاني، والذي يمنع استكمال هذه المهمّة هي إسرائيل باستمرار احتلالها للنقاط الخمس، إضافة إلى اعتداءاتها المتواصلة وعدم التزامها باتفاق وقف اطلاق النار، وهو ما اشار اليه صراحة القائد العام لقوات "اليونيفيل"، التي كرّرت ذلك بالأمس، بالإعراب عن قلقها مما سمّتها "تصرّفات عدائية" للجيش الإسرائيلي، بعد تعرّض أحد مواقعها لإطلاق نار من الجانب الإسرائيلي".
مجلس الوزراء
وكان مجلس الوزراء قد عقد أمس، جلسة في القصر الجمهوري في بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وحضور رئيس الحكومة نواف سلام والوزراء. حيث وافق المجلس على التمديد لقوات "اليونيفيل"، وتمّ تعيين محمد قباني رئيساً لمجلس الإنماء والإعمار، وأقال محافظ الشمال رمزي نهرا من موقعه وقرّر وضعه بتصرف وزير الداخلية احمد الحجار، الذي قال إنّه طلب وضع محافظ الشمال بالتصرّف، "ومجلس الوزراء اتخذ القرار، وفعلنا ذلك كي نعيّن بديلاً منه، وليست انتخابات طرابلس هي السبب، ولا انتماؤه السياسي، لأننا لا نتعاطى مع الموضوع بهذا الشكل". وأعلن وزير الإعلام بول مرقص بعد الجلسة انّ الرئيس عون اكّد خلال الجلسة انّ زيارة الكويت كانت ناجحة ومثمرة، وأشاد بالإجراءات المتخذة في مطار بيروت، وشجب الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان.
معركة زحلة
بقاعياً، علمت "الجمهورية" أنّه تمّ التواصل مع رئيسة "الكتلة الشعبية" ميريام سكاف من قِبل المرشح أسعد زغيب، الذي اتفق معها على زيارة سيقوم بها غداً مع أعضاء كتلته إلى مقر "الكتلة الشعبية" في زحلة. كما وعلمت "الجمهورية" من أوساط سكاف، أنّ هناك توجّهاً لدى "الكتلة الشعبية" بالسير في دعم لائحة "زحلة رؤية وقرار" التي يترأسها أسعد زغيب ويدعمها النائب ميشال ضاهر، بوجه لائحة "قلب زحلة" التي تدعمها "القوات اللبنانية".
وفي السياق عينه، علمت "الجمهورية" أنّ هناك توجّهاً أيضاً من قِبل "التيار الوطني الحر" بدعم لائحة أسعد زغيب بعد تواصل الأخير مع أحد نواب التيار الذي يعمل حالياً على إيجاد مخرج لإبرام الاتفاق البلدي مع لائحة أسعد زغيب، باعتبارها اللائحة المنافسة للائحة "القوات اللبنانية".
"نداء الوطن":
سوريا، المولعة بالتواريخ والمحطات، يمكن اعتبار أن الرابع عشر من أيار 2025، هو التاريخ الفعلي لسقوط "سوريا الأسد" وقيام "سوريا الشرع". ومع سقوط "سوريا الأسد" سقطت كل السرديات التي رافقت صعود الرئيس حافظ الأسد ثم نجله المخلوع الرئيس بشار الأسد، وغابت إلى غير رجعة شعارات: "قائدنا إلى الأبد حافظ الأسد" و "جبهة الصمود والتصدي" و "جبهة الرفض العربية" و "لا حرب من دون مصر ولا سلم من دون سوريا".
من "الحركة التصحيحية" إلى "تصحيح مسار التاريخ" الذي مرَّ على مدى نصف قرن بمرحلة تزويرية قادتها "النسخة الإجرامية" لحزب البعث الذي استولى عليه حافظ الأسد وزوَّر أوراقه وأفكاره التي خطَّها ميشال عفلق، فحوَّله من حزب علماني إلى حزب شعاره الخفي "الأقلية تحكم بشعار الأكثرية"، فحكم بالعشرة في المئة التسعين في المئة، ولم يكن يقبل في أي استفتاء بأقل من 99 في المئة.
حُكمُ سوريا ... ولبنان
حكم حافظ الأسد، ثم بشار الأسد، سوريا، على مدى أكثر من نصف قرن، و"حكَم" لبنان، من ضمن هذه الفترة، ثلث قرن، من العام 1976إلى العام 2005، ولم يتوانَ عن القول دائماً: "نحن ولبنان شعب واحد في بلدين"، لكنه لم يعترف يوماً بلبنان، وكان يرفض فتح سفارة في كل من لبنان وسوريا، ويرفض التبادل الدبلوماسي، وأن الحدود بين لبنان وسوريا وضعها "الاستعمار" واتفاقية "سايكس بيكو".
نجح في أن يكون حليف الاتحاد السوفياتي، من دون أن يُغضِب الولايات المتحدة الأميركية، ولعب دور "الشرطي" للجولان، ولفترة معينة لجنوب لبنان، وهذا ما جعل إسرائيل تتمسك به وتمنع إسقاطه.
معاصرة أربعة أمناء عامين سوفيات وثمانية رؤساء أميركيين
عاصر "نظام الأسد" أربعة أمناء عامين للحزب الشيوعي السوفياتي، من ليونيد بريجنيف إلى يوري أندروبوف إلى قسطنطين تشرنينكو إلى ميخائيل غورباتشيف، وثلاثة رؤساء بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، بوريس يلتسين وبوتين وديمتري مدفيديف.
كما عاصر هذا النظام ثمانية رؤساء جمهورية في الولايات المتحدة الأميركية.
جمع في سوريا كل المنظمات الإرهابية، وكان يقايض دولها "ويبيع ويشتري" وفق الحاجة، احتضن "حزب الله" بالجملة، وباع قادته بالمفرَّق، من عماد مغنيه إلى مصطفى بدر الدين وآخرين، حيث كانت عمليات الاغتيال تتم في مربعات أمنية نادراً ما كان سهلاً الوصول إليها.
الصورة التاريخية ثلاثية زائداً واحداً
أمس، بدأت مرحلة "سوريا الشرع" مع الصورة التاريخية في الرياض والتي تضم الرئيس الشرع والرئيس الأميركي دونالد ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وعلى الهاتف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وهذه المرحلة بدأت برفع العقوبات الأميركية عن سوريا والتي كانت استُهلَّت عام 1979 عندما صنفت الولايات المتحدة الأميركية سوريا كـ "دولة راعية للإرهاب" على خلفية دعمها لبعض الفصائل الفلسطينية، والتدخل السوري في لبنان.
الشرع وافق على المطالب الأميركية
القمة الأميركية - السعودية - السورية - التركية، أبلغ خلالها الرئيس ترامب الشرع أن أمامه فرصة عظيمة لفعل شيء تاريخي في بلاده. وحثّ على ما يلي:
1. التوقيع على اتفاقات أبراهام مع إسرائيل.
2. مطالبة جميع الإرهابيين الأجانب بمغادرة سوريا.
3. ترحيل الإرهابيين الفلسطينيين.
4. مساعدة الولايات المتحدة على منع عودة تنظيم داعش.
5. تولي مسؤولية مراكز احتجاز داعش في شمال شرق سوريا.
الشرع شكر ترامب وولي العهد وأردوغان على جهودهم في ترتيب الاجتماع، وأكد على الفرصة الكبيرة التي يتيحها انسحاب الإيرانيين من سوريا، وعلى المصالح المشتركة السورية - الأميركية في مكافحة الإرهاب والقضاء على الأسلحة الكيميائية. وأكد الشرع التزامه اتفاقية فصل القوات لعام 1974 مع إسرائيل. وأعرب عن أمله في أن تكون سوريا حلقة وصل حيوية في تسهيل التجارة بين الشرق والغرب، ودعا الشركات الأميركية للاستثمار في قطاعي النفط والغاز السوريين.
هكذا يمكن القول إن سوريا دخلت مرحلة جديدة، لا بل عصراً جديداً، وسقطت كل الرهانات التي سعت إلى زعزعتها، من أحداث الساحل السوري إلى أحداث الجنوب السوري.
اتصال رجّي بالشيباني
وزير الخارجية يوسف رجّي أجرى اتصالاً بنظيره السوري أسعد الشيباني، وهنَّأه بالقرار الأميركي برفع العقوبات عن سوريا.
مجلس الوزراء... تعيين ووضع بالتصرف
حكومياً، مجلس الوزراء، وفي خطوة غير مفاجئة، عين رئيساً جديداً لمجلس الإنماء والإعمار هو المهندس محمد علي نزار قباني، من دون تعيين أعضاء المجلس، ويأتي هذا التعيين من ضمن مئة وعشرين مركزاً شاغراً، كما قرر مجلس الوزراء وضع محافظ الشمال رمزي نهرا بالتصرف، يُذكَر أن سجالاً وقع بين وزير الداخلية ومحافظ الشمال الأحد الفائت، في انتخابات الشمال، ونقِل هذا السجال على الهواء مباشرة لأن وسائل الإعلام كانت تنقل تصريح وزير الداخلية مباشرة أثناء جولته في مدينة طرابلس.
الاستهدافات الإسرائيلية تابع
وأمس، جددت إسرائيل استهدافاتها جنوباً حيث قامت طائرة مسيّرة إسرائيلية باستهداف سيارة بصاروخين على طريق قعقعية الجسر - وادي الحجير، جنوب لبنان. وكتب المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر حسابه على "أكس": هاجمت طائرات جيش الدفاع في منطقة قعقعية الجسر في جنوب لبنان وقضت على أحد عناصر "حزب الله" الذي كان يشغل منصب قائد مجمع قبريخا في "الحزب". وصباح يوم أمس أُصيبت طائرة مسيّرة إسرائيلية بعطل تقني أدّى إلى سقوطها وانفجارها داخل منزل في بلدة شبعا - قضاء حاصبيا، واقتصرت الأضرار على الماديات.
"الأخبار":
ينتظر لبنان نتائج زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الخليج لكونها تنعكس على أوضاعه في عدة اتجاهات. ومع أن الواضح، أن بند تقديم العون للبنان اقتصادياً ومالياً لم يكن مُدرجاً على جدول أعمال لا الرئيس الأميركي ولا قادة الخليج، إلا أن ما خلصت إليه الاجتماعات في السعودية على وجه التحديد، جاء ليؤكد أن واشنطن في طريقها إلى ترك ملفات سوريا ولبنان لتدار من قبل السعودية.
وهو ما جرى التعبير عنه في تعامل واشنطن مع الملف السوري لجهة رفع العقوبات "تلبية لطلب" السعودية أو حتى اللقاء بين ترامب والرئيس السوري أحمد الشرع.
لكن ما قاله ترامب عن لبنان ظلّ محور ترقّب داخلي، وسوف يراقب لبنان انعكاس هذا الموقف على اجتماعات القمة العربية في بغداد، والتي يترأس وفد لبنان إليها رئيس الحكومة نواف سلام، والسؤال يبقى حول الموقف من ورشة إعادة إعمار ما خلّفه العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان، خصوصاً أن الدول العربية المعنية، أو التي بعثت برسائل تعبّر فيها عن الاستعداد للمساعدة في الورشة، أكّدت أن العائق أمامها الآن، لا يتعلق بموقف الولايات المتحدة فقط، لكن بالأساس، كون الحكومة اللبنانية لم تبادر إلى إطلاق برنامج إعادة الإعمار بعد، ولم تعرض خطتها ولا برامجها الخاصة بهذه الخطوة.
وحسب مصادر مطّلعة، فإن دولاً عربية منها العراق وقطر والكويت والجزائر، وحتى دولة الإمارات، أبدت رغبتها في المساهمة في ورشة إعادة الإعمار. ويبدو العرض العراقي هو الأكثر وضوحاً بين كل ما سبقت الإشارة إليه.
وتقول مرجعية على تواصل مع القيادة العراقية، إن المسؤولين العراقيين أبدوا استغرابهم لعدم إقدام الحكومة في لبنان على إطلاق الورشة، وسألوا عما إذا كان ذلك ناجماً عن ضغوط خارجية أو عن رغبة أطراف محلية بعدم إطلاق ورشة الإعمار.
وتضيف المرجعية أن الاتصالات التي جرت مع الحكومة العراقية، كشفت عن استعداد لصرف مبالغ ضخمة في ورشة الإعمار، من بينها صرف الأموال المستحقة للحكومة العراقية كثمن للفيول الذي يؤمّن بصورة مفتوحة لمصلحة شركة كهرباء لبنان.
وكشفت المرجعية، أن المستحقات التي للعراق في ذمة الحكومة اللبنانية ارتفعت من 1.2 مليار دولار إلى 1.8 مليار دولار، وأن الحكومة العراقية تبدي استعدادها لاستخدام هذه الأموال في الورشة، وهي بصدد اتخاذ قرار بإنشاء مؤسسة عراقية رسمية لتولّي الإشراف على هذا المشروع.
وكان مجلس الوزراء استمع أمس إلى رئيس الحكومة حول ملف إعادة الإعمار، وهو قال إن "اللجنة المعنية بمتابعة قرض البنك الدولي البالغ 250 مليون دولار، يمكن أن يكون لديها دور تنسيقي على مستوى إعادة الإعمار".
وهذه اللجنة مؤلّفة من وزراء معنيين مباشرة بقطاعات محدّدة ستطاولها المشاريع المموّلة من قرض البنك الدولي، ولا تشمل إعادة إعمار المساكن ولا بلدات الحافة الأمامية.
عندها طُرح اقتراح بأنه في حال تخطّت الهبات التي تأمل الحكومة استقطابها، أو القروض التي يمكن عقدها لصالح صندوق إعادة الإعمار، المليار دولار، يمكن تشكيل لجنة أوسع. حيث سيكون بوسع وزارات غير معنية مباشرة بمشاريع البنى التحتية الاستفادة من الأموال لصالح مشاريع أخرى. ولفتت المصادر إلى أن "مجلس الوزراء أضاف على لجنة إعادة الإعمار التي هي برئاسة رئيس الحكومة ومؤلّفة من وزيرة البيئة تمارا الزين ووزير الطاقة جو الصدّي، وزير الاقتصاد عامر البساط ووزيري الاتصالات شارل الحاج والمالية ياسين جابر".
ترامب ولبنان
بالعودة إلى زيارة الرئيس الأميركي، فهو كان قد قال إن "حزب الله جلبَ البؤس إلى لبنان ونهب الدولة اللبنانيّة. ميليشيا حزب الله وضعت بيروت في المأساة، مستعدون لمساعدة لبنان في بناء مستقبل من التنمية الاقتصاديّة والسّلام مع جيرانه". وقد كانت هذه الكلمات كافية لتحديد معالم المرحلة المقبلة التي تنبئ بمزيد من الضغوط على لبنان.
ومن يعرف فحوى الرسائل العربية التي كانت تصل إلى لبنان ولا تزال حتى الآن، منذ وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني الماضي، يفهم جيداً أن ترامب تحدّث بلسان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي وضعَ شرطاً أساسياً لمساعدة لبنان وهو التخلص من سلاح حزب الله.
يقول مطّلعون، إن التوجيه واضح للسلطة الجديدة في ما يتعلق بهذا الأمر، فضلاً عن ربط المساعدات بالعلاقة مع الجيران، وهو تلميح إلى التطبيع مع العدو الإسرائيلي. وقد حملَ قرار رفع العقوبات عن سوريا، الذي اتّخذه الرئيس الأميركي "تلبية لطلب ابن سلمان" رسالة أخرى إلى السلطة في لبنان، باعتبار أن الرياض تعتقد بأنها "تتلكّأ في تنفيذ ما هو مطلوب"، وجاء التحذير بطريقة غير مباشرة، عبر لفت الانتباه إلى التعامل مع الرئيس السوري أحمد الشرع الذي يقدّم فروض الطاعة، وأكثر مما هو مطلوب منه وهو وافقَ على السير في خطوات تقوده بشكل أو بآخر إلى اتّفاقيات أبراهام وقبض ثمن ذلك وساطة سعودية لدى الأميركيين وفتح باب المساعدات، وبالتالي فإن الرسالة الأميركية - السعودية جاءت بوضوح، أنه على من يريد أن يحظى بما حظيَ به الشرع، أن يبادر إلى تلبية الشروط من دون تلكّؤ.
ترامب قال أيضاً إن "لبنان قادر على التحرر من قبضة حزب الله وإن الرئيس جوزيف عون يمكنه بناء دولة بعيداً عن الحزب"، وقد فسّر المطّلعون هذا الكلام على أنه "ردّ على التعامل المرن والموضوعي لعون مع ملف السلاح وتأكيده الدائم على الحوار كسبيل للحل من دون دفع البلد إلى الانفجار وتخريب العهد". وتوقّعت أن يزداد الضغط على لبنان في الفترة المقبلة، وقد ترسل واشنطن قريباً إلى لبنان موفدين لتكرار المطالب الأميركية وتذكير عون والحكومة بضرورة الإسراع بالبتّ في ملف السلاح.
في هذا الوقت، يستمر الحوار غير المعلن بين الدولة والحزب، لكن بأشكال مختلفة عمّا يجري تظهيره في وسائل الإعلام. ويبدو أن البحث قد توسّع ليطاول أكثر من نقطة من بينها ملف مؤسسة "القرض الحسن" التي يطالب الأميركيون بإقفالها.
وعلمت "الأخبار" أن المعنيين بالحوار نقلوا أخيراً إلى الحزب "أجواء الضغط الأميركي في هذا الإطار، وبأنها ضغوط متزايدة، رغم أن مسؤولين في الدولة تحدّثوا إلى شخصيات في الإدارة الأميركية وشرحوا حساسية هذا الأمر".
وقد بادر مسؤولون في الحكومة إلى مطالبة الحزب بـ"التعاون لمعالجته والبحث عن صيغ مقبولة لا تؤدي إلى زعزعة الاستقرار".
وقد ردّ حزب الله على الرسائل بالقول: "إن مؤسسة "القرض الحسن" هي جمعية لا تبغي الرّبح، وإن توسّعها جاء نتيجة للعقوبات والضغوط التي تعرّضت لها بيئة الحزب واهتزاز الثقة بالمصارف اللبنانية"، كما أوضح الحزب أن ""القرض الحسن" له دور في تخفيف الأعباء عن الناس، حتى في موضوع الإيواء والترميم، واتّخاذ أي خطوة ضده قد يؤدي إلى انفجار في وجه الحكومة وزعزعة الاستقرار وهذا ما يجب أن يعرفه الأميركيون جيداً".
وفيما تمنّى الحزب أن "ينسحب الجو الإيجابي المتصل بملف السلاح على ملف "القرض الحسن"، وعدم اتّخاذ أي إجراء خارج إطار التفاهمات"، أكّد الحزب "انفتاحه على مناقشة أي فكرة تعالج الموضوع وتساعد الدولة من دون استفزاز البيئة".
"النهار":
على رغم "حضوره" ولو باقتضاب، لليوم الثاني في خطب كل من الرئيس الأميركي دونالد ترامب وولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان، بدا لبنان أمس معنياً أكثر من سوريا نفسها بالانعكاسات "المامولة" والمرجوة لقرار ترامب برفع العقوبات عن سوريا، علّه يفتح الطريق أخيراً أمام بدء عودة جديّة ومنهجية للنازحين السوريين في لبنان إلى بلدهم. ومع أن الكلام المقتضب لكل من ترامب وبن سلمان عن لبنان لم يتجاوز الإطار العام المتصل باحتكار الدولة للسلاح كما قال ولي العهد السعودي، أو"فرصة العمر للتخلّص من "حزب الله" كما عبّر الرئيس الأميركي، فإن الأوساط اللبنانية الرسمية والسياسية بدت "متشوّقة" لمعرفة ماذا دار في كواليس زيارتي ترامب للسعودية وقطر حيال لبنان، بما يعني أن ملفه كان حاضراً حتماً ضمن سياق الإطار الواسع للوضع في الشرق الأوسط ومستقبل الحلول التي جرى تداولها حياله والدول التي شهدت وتشهد تطورات حربية ومن بينها لبنان. ولكن مسالة رفع العقوبات الأميركية عن سوريا وضعت لبنان في مقدم الدول التي ستتلقى الانعكاسات المتصلة بأزمة النازحين السوريين، بما يتوقع معها قيام اتصالات ديبلوماسية كثيفة في الفترة المقبلة بين لبنان وسوريا والولايات المتحدة الأميركية لجلاء الخط البياني المتعلق بملف عودة النازحين السوريين، وهو أمر، كما تؤكد الأوساط المعنية، سيلزم لبنان بتحرك عاجل وفعّال مختلف اختلافاً كبيراً عن المرحلة السابقة لفرض أولوية إعادة النازحين السوريين من أرضه إلى سوريا بعد انتفاء كل الذرائع والحجج والظروف التي حالت دون هذه العودة سابقاً. أما الشق المتعلق بملف الوضع الحدودي مع إسرائيل، فينتظر استئناف التواصل الديبلوماسي بين لبنان والجانب الأميركي، علماً أن ما تردّد أخيراً عن زيارة قريبة لنائبة المبعوث الأميركي إلى المنطقة مورغان أورتاغوس لبيروت لم يكن صحيحاً، إذ يبدو أن أي زيارة جديدة لها ترتبط بمراقبة الجانب الأميركي للإجراءات اللبنانية المتصلة بنزع السلاح في جنوب الليطاني وشماله ومدى التقويم الإيجابي أو السلبي الذي يجريه الجانب الأميركي في هذا الشأن.
وأما الموقفان السعودي والأميركي من لبنان خلال انعقاد القمة الأميركية- الخليجية في الرياض أمس، فتمثل الأول منهما في ذكر ولي العهد السعودي للموضوع اللبناني في الكلمة التي القاها بقوله: "نجدد دعمنا للجهد الذي يقوده فخامة الرئيس اللبناني والحكومة اللبنانية لإصلاح المؤسسات وحصر السلاح بيد الدولة والمحافظة على سيادة لبنان وسلامته".
وبدوره، قال الرئيس ترامب عن لبنان: "إن لبنان يحظى بفرصة جديدة مع الرئيس ورئيس الوزراء الجديدين، وأن هناك فرصة حقيقية لمستقبل خالٍ من "حزب الله" في لبنان"، مؤكداً أن "فرصة لبنان تأتي مرة في العمر ليكون مزدهراً وفي سلام مع جيرانه".
من جهته، جدّد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية سام وربيرغ التاكيد "أننا نريد أن نقدم دعمًا كاملًا للشعب اللبناني، ولدى لبنان الآن رئيس جمهورية وحكومة جديدة وسنستمر في دعم الجيش اللبناني".
وسط هذه الأجواء، كان لافتاً أن تداعيات التأخير الذي حصل في إنهاء فرز الأصوات في طرابلس وإعلان نتائج الانتخابات البلدية والاختيارية في المدينة، تردّدت اصداؤها الفورية لدى مجلس الوزراء الذي بادر إلى وضع محافظ الشمال رمزي نهرا في تصرف وزير الداخلية، بما فسر بإقالته ضمناً تحت وطأة ضجة الفوضى التي تسبّب بها تأخير إصدار النتائج. ولكن وزير الداخلية أحمد الحجار نفى ربط وضع المحافظ بالتصرف بما جرى في طرابلس، إذ قال إنه طلب وضع نهرا في التصرف "كي نعيّن بديلاً منه، وليست انتخابات طرابلس السبب ولا انتماؤه لجهة سياسية لأننا لا نتعاطى مع الموضوع بهذا الشكل".
وأفادت معلومات أنّ أمينة سر محافظة الشمال قائمقام قضاء زغرتا -الزاوية إيمان الرافعي ستستلم مهام محافظ الشمال بالوكالة.
وتم تعيين محمد قباني رئيسًا لمجلس الإنماء والإعمار، وتم تأجيل تعيين الأعضاء الـ3 المتفرّغين إلى جلسة لاحقة.
وقبيل الجلسة، كان وزير الداخلية أعلن أن عملية فرز نتائج انتخابات طرابلس شارفت على الانتهاء، مؤكدًا أن "كل الأصوات موجودة، ما في شي تبخر، وبالتالي عند بعض الاقلام اضطررنا إلى إعادة الفرز بالكامل، ولكن لا تزوير". وقال: "نتيجة عدم التحاق عدد من الموظفين، تم الطلب من بعضهم الآخر تلبيتنا، ولكن عدداً منهم لا خبرة كافية له في موضوع ممارسة عملية الانتخاب، ما أدى إلى بعض الشوائب في عملية الفرز، وهذه حقيقة لا ننكرها، ولكن الأمر جرى بحضور المندوبين ووسائل الإعلام، وبالتالي لا تزوير". وعن المطالبة بإعادة الانتخابات فرعياً، قال الحجار: "وزارة الداخلية لا يحق لها أن تعيد الانتخابات، ولينتظر من يرغب بالطعن صدور النتائج لتقديم الطعون أمام مجلس شورى الدولة".
اغتيال وصدامات مع اليونيفيل
على صعيد الوضع الميداني في الجنوب، استهدفت مسيّرة إسرائيلية سيارة بصاروخين على طريق قعقعية الجسر - وادي الحجير. وقال المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إن "طائرات جيش الدفاع استهدفت منطقة قعقعية الجسر في جنوب لبنان وقضت على أحد عناصر حزب الله والذي كان يشغل منصب قائد مجمع قبريخا في الحزب".
وأكد مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة، أن الغارة الإسرائيلية على السيارة في بلدة قعقعية الجسر أدت إلى سقوط ضحية.
وبرز تطور خطير آخر في اعلان "اليونيفيل" في بيان، "قلقها إزاء الموقف العدائي الأخير، الذي اتخذته قوات جيش الدفاع الإسرائيلية والمتعلق بأفراد اليونيفيل وممتلكاتها بالقرب من الخط الأزرق، بما في ذلك الحادث الذي وقع أمس (الثلاثاء) حيث أصابت نيران مباشرة محيط موقع لليونيفيل جنوب قرية كفرشوبا". وأشارت إلى أن "في حادثة الأمس، التي وقعت قرابة السابعة والثلث مساء، لاحظ جنود حفظ السلام إطلاق طلقتين ناريتين من جنوب الخط الأزرق، أصابت إحداهما قاعدة اليونيفيل"، لافتة إلى أن "هذه هي المرة الأولى التي يصاب فيها موقع لليونيفيل بشكل مباشر منذ اتفاق وقف الأعمال العدائية في 27 نوفمبر". وأوضحت أنها "رصدت ما لا يقل عن أربعة حوادث أخرى تضمنت إطلاق جيش الدفاع الإسرائيلي نيرانه، بالقرب من مواقعها على طول الخط الأزرق"، وقالت: "في الأيام الأخيرة، رصدت اليونيفيل أيضا سلوكاً عدائياً آخر من جانب جيش الدفاع الإسرائيلي تجاه جنود حفظ السلام الذين يقومون بأنشطة عملياتية، وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي 1701".
أضافت: "أفاد جنود حفظ السلام التابعون لليونيفيل الذين كانوا يقومون بدورية مع الجيش اللبناني، بالقرب من مارون الراس، بأنهم استهدفوا بشعاع ليزر من موقع قريب لجيش الدفاع الإسرائيلي. وفي حادثة أخرى جنوب علما الشعب في 7 مايو، وجهت أشعة ليزر نحو دورية تابعة لليونيفيل من دبابتين من طراز ميركافا تابعتين لجيش الدفاع الإسرائيلي. وبينما بدأت الدورية بالتحرك، حلّقت طائرة مسيّرة فوقها على ارتفاع خمسة أمتار تقريبا، وتبعتها لمسافة كيلومتر تقريبا. وفي حادثة منفصلة، في اليوم نفسه، حلّقت طائرة استطلاع مراراً وتكراراً فوق موقع لليونيفيل شرق حولا"، وأكدت أن "اليونيفيل تحتج على كل هذه الأعمال"، مشيرة إلى أنها "تواصل تذكير كل الجهات الفاعلة بمسؤوليتها في ضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها، واحترام حرمة أصولها ومبانيها في كل الأوقات".
"اللواء":
إنشغل اللبنانيون، لليوم الثاني، بوقائع زيارات الرئيس الاميركي دونالد ترامب لقادة المملكة العربية السعودية وقطر وصولاً الى دولة الامارات العربية، فضلاً عن القمة الخليجية - الاميركية، وجلسة النصف ساعة ويزيد مع الرئيس السوري احمد الشرع، فضلاً عن الرسالة التي بعث بها الى لبنان، مع موقف متقدم لولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، وذلك مع متابعة التحضيرات الجارية لقرارات جديدة في مجلس الوزراء، تتعلق بالتشكيلات الدبلوماسية واستكمال التعيينات الاخرى، ومتابعة جلسة التشريع التي على جدول اعمالها 83 بنداً، من بينها اقرار قانون اعطاء صندوق تعاضد اساتذة الجامعة اللبنانية مليار وثلاثماية وعشرين مليون ليرة لبنانية للتغطية الاجتماعية والصحية.
وقالت مصادر وزارية لـ«اللواء» ان ما جرى في مجلس الوزراء هو تجسيد حقيقي لمعنى العمل المؤسساتي السليم والقاضي بوضع حدّ لأي تجاوزات والقدرة على السير بنهج دولة القانون وهذا ما كان عليه قرار وضع المحافظ رمزي نهرا بالتصرف. ولفتت الى ان هذا الإجراء من شأنه ان يشكل رسالة قوية لجميع المسؤولين والعاملين في الإدارات بأن لا خيمة فوق رأس أحد.
وعلم من المصادر نفسها ان ملف التعيينات استحوذ على نقاش وإستفسارات من الوزراء ولاسيما وزراء القوات الذين سجلوا اعتراضا على طريقة تعيين الدكتور محمد قباني رئيسا للمجلس، وكان رد من رئيس الحكومة نواف سلام بأن آلية التعيين واضحة. وفهم ان التعيينات المقبلة فد تخرج تباعا بعد إنجازها ضمن هذه الالية.
وبقي القرار الاميركي برفع العقوبات عن سوريا موضع ترحيب وتقدير ايجابي لدى اللبنانيين، وسط رهانات طبيعية على ان يساهم القرار في اعادة بناء سوريا، وتنشيط اقتصادها وصولاً الى اعادة النازحين السوريين اليها.
وقال ترامب عن لبنان: اننا امام فرصة «العمر» للتحرر من قبضة حزب الله، وبإمكان الرئيس اللبناني ورئيس الوزراء بناء دولة جيدة، مضيفاً: هناك فرصة في لبنان للتخلص من سطوة الحزب، وفرصة لبنان تأتي مرة في العمر ليكون مزدهراً وفي سلام مع جيرانه، مشيراً الى انه يمكن للرئيس اللبناني جوزف عون بناء دولة بعيداًعن حزب الله.
واكد ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان على ضرورة حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، مجدداً دعم المملكة للجهود الرامية الى احلال الاستقرار في لبنان.
وفي اطار الترحيب برفع العقوبات عن سوريا، جدّد الرئيس نواف سلام في مجلس الوزراء التأكيد على ان رفع العقوبات الاميركية عن سوريا، له تأثير ايجابي على لبنان، ومن شأنه تسهيل عودة النازحين السوريين الى بلادهم، وتسريع اعادة اعمار القرى والمدن في الشمال السوري، وتفعيل ربط الطاقة مع مصر والاردن عبر سوريا، اضافة الى امكان تفعيل الاستثمارات اللبنانية في سوريا.
رأى وزير المالية ياسين جابر أن «قرار رفع العقوبات عن سوريا بالقدر الذي يُشكّل فيه عاملاً مهماً لسوريا، يُشكّل أيضاً دفعاً ايجابياً في انعكاساته على مستوى ما يقوم به لبنان من تحضيرات لتأمين عبور النفط العراقي الى مصفاة طرابلس وخط الفايبر أوبتيك وكذلك لخط الربط الكهربائي الخماسي وتأمين نقل الغاز والكهرباء من مصر والأردن إلى لبنان».
ومن بكفيا شكر النائب السابق وليد جنبلاط ترامب على قرار رفع العقوبات عن سوريا، واعتبره انجازاً كبيراً، داعياً الى تأجيل ما اسماه الصلح مع اسرائيل قليلاً مع التحفظ الشخصي.
ورحب وزير الخارجية يوسف رجي بالقرار الاميركي الصادر بمساع حميدة من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وتأثيره الايجابي المرتقب على لبنان والمنطقة، لا سيما على صعيد عودة النازحين السوريين الى وطنهم، وحسب معلومات «اللواء» اجرى رجي اتصالاً بنظيره السوري اسعد الشيباني مهنئاً برفع العقوبات، ومؤكداً على دعم استقرار سوريا وتطورها الاقتصادي.
مجلس الوزراء
استأنف مجلس الزراء امس التعيينات الادارية بتعيين رئيس مجلس ادارة مجلس الإنماء الاعمار، وقرر وضع محافظ لبنان الشمالي بتصرف وزير الداخلية على خلفية الفوضى التي حصلت في انتخابات بلديات محافظتي الشمال وعكار تمهيدا لتعيين محافظ جديد بعد الشكاوى الكثيرة بحقه والمطالبة بإقالته بسبب أدائه، وقد اطلقت الالعاب والمفرقعات النارية مساء في طرابلس ابتهاجاً بإقالة نهرا.
وانتهت قرابة السادسة من مساء امس، جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت في قصر بعبدا. وتم تعيين المهندس محمد علي قباني رئيسًا لمجلس الإنماء والإعمار.وبحسب المعلومات، تم تأجيل تعيين الأعضاء الـ 3 المتفرّغين إلى جلسة لاحقة.
وحسب سيرة المهندس قباني التي حصلت عليها «اللواء»، هو خريج جامعة جورج تاون واشنطن كهرباء وطاقة واختصاص من جامعة كورنيل الاميركية، وعمل في شركات عالمية في السعودية وقطروالامارات العربية المتحدة. وهو المؤسس والرئيس التنفيذي الحالي لشركة KC اللهندسة والصناعة (لبنان والجزائر)، وهي شركة لبنانية رائدة متخصصة في توزيع ونقل الطاقة الكهربائية. تأسست الشركة عام ٢٠٠٤، وأصبحت من أبرز المقاولين والمورّدين ومُصنّعي الألواح/مُتكاملي الأنظمة في مجال الهندسة والتوريد والبناء (EPC)، حيث تخدم القطاعات الصناعية والتجارية والسكنية في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا.
وهو ايضا عضو مجلس إدارة في مجلس الأعمال اللبناني الإيطالي، وعضو المجلس الاستشاري لبرنامج القوى والآلات الكهربائية في كلية الهندسة الكهربائية والإلكترونية بجامعة بيروت العربية. وقد شارك بنشاط في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين لبنان ومختلف البلدان من خلال أدواره في مجالس ولجان الأعمال.
وبحث مجلس الوزراء في جدول اعمال من 28 بنداً يتضمن مواضيع مختلفة منها اتفاقيات واقتراحات ومشاريع قوانين ومراسيم، إضافة الى بند حول التعيينات وشؤون وظيفية وأخرى تنظيمية.
وأطلع رئيس الجمهورية مجلس الوزراء على نتائج زيارته إلى دولة الكويت، كما إستمع المجلس إلى تقارير حول العملية الانتخابات البلدية والاختيارية في مرحلتها الثانية في محافظتي الشمال وعكار والتحضيرات للانتخابات الاحد المقبل في بيروت والبقاع.
وسبق الجلسة اجتماع بين الرئيسين عون وسلام بحث في المستجدات.
واعلن وزير الإعلام المحامي بول مرقص خلال تلاوته مقررات الجلسة ان «الرئيس جوزاف عون أكد خلال الجلسة أن زيارته إلى الكويت كانت مثمرة وناجحة. كما أشاد الرئيس عون بالإجراءات المتخذة في مطار بيروت وشجب الإعتداءات الإسرائيلية على لبنان» .
اضاف:ان مجلس الوزراء قرر وضع محافظ الشمال رمزي نهرا بتصرف وزير الداخلية وتعيين محمد قباني رئيساً للإنماء والإعمار، كما وافق على تمديد العمل لقوات «اليونيفيل»، ووافق ايضا على طلب وزارة العمل تحديد الاشتراكات المتوجبة على الصحافيين اللبنانيين للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي.
تابع: ان المجلس وافق على طلب وزارة التربية تمكين التلامذة اللبنانيين الذين تابعوا دراستهم خارج لبنان في سوريا أو في أي دولة أخرى والتلامذة السوريين وسواهم من سائر الجنسيات، من التقدم للامتحانات الرسمية لعام 2025 بشروط. كذلك تمت الموافقة على طلب الهيئة العليا للإغاثة الموافقة على تعديل وجهة إستعمال سلفة الخزينة المُعطاة بموجب المرسوم 14056 بغية تخصيص بدلات الإيواء.
وفي اجراء حيوي بالنسبة لأساتذة الجامعة اللبنانية بالوظيفة او المتقاعدين، موافقة مجلس الوزراء على احالة مشروع قانون معجل يرمي الى فتح اعتماد اضافي في الموازنة العامة للعام 2025، قدره 1.320.000.000 ل.ل. لإعطاء مساهمة لصندوق تعاضد افراد الهيئة التعليمية في الجامعة اللبنانية لتغطية المساعدات الاجتماعية والصحية للعام 2025.
البلديات
بلدياً، استمر التركيز على إنجاز الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظات بيروت والبقاع وبعلبك- الهرمل الاحد المقبل، وسط استمرار الهواجس حول تحقيق المناصفة بسبب الخوف من التشطيب، وهوما كان مدعاة اطلاق اركان اللائحة الائتلافية (بيروت بتجمعنا) وداعميها من كل الاحزاب والاطياف نداءات بعدم التشطيب.
لكن عضو المكتب السياسي لحزب الكتائب الدكتور آلان حكيم قال لـ «اللواء»: ان الاتصالات لا زالت قائمة لضمان الالتزام بالتصويت للائحة وعدم التشطيب، والمطلوب استمرار التجنيد لدى اهل بيروت وبخاصة المسيحيين للتصويت لللائحة التي لا تضم حزبيين بل مجموعة منتقاة من عائلات بيروت مدعومة من الاحزاب لأنهاجامعة لكل الاطياف، مع التأكيد انه ليس الحل الانسب لمعالجة الهواجس القائمة بل هي مرحلة مؤقتة، بل يجب لاحقا ايجاد حل قانوني نهائي لهذه المسألة وبما يرضي ايضا هواجس الطائفة السنية، لكننا لانستطيع الغاء الانتخابات ولا بد من اتمام الاستحقاق بما هو الافضل لبيروت واهلها عبر تنفيذ البرنامج الانمائي.
وعن تقديره لموقف الشارع البيروتي لا سيما مناصري تيار المستقبل،؟ قال حكيم: ان الرئيس سعد الحريري اكد عند لقائنا به حرصه على وحدة بيروت وبلديتها،ولكنه اعطى الخيار لمناصريه وقد ينقسموا بالتصويت بين اللوائح تبعا لقناعاتهم.
وختم حكيم بالقول: المهم ان لا نعيد التجربة مع من خدعنا بالانتخابات النيابية تحت شعارات التغيير وتراجعوا عنها.
وقال الوزير الحجار قبيل مجلس الوزراء ان كل الأجهزة الإدارية قامت بدورها والعملية الانتخابية في طرابلس سليمة لا شك فيها وبنتائجها ولا تزوير. كما رأس الوزير الحجار، في مكتبه، إجتماعا لغرفة العمليات المركزية الخاصة بالإنتخابات البلدية والإختيارية وفريق عمل الوزارة في حضور محافظي بيروت القاضي مروان عبود، البقاع القاضي كمال ابو جوده وبعلبك الهرمل بشير خضر والقضاة المعنيين، جرى خلاله مناقشة التحضيرات للإنتخابات البلدية والإختيارية التي ستجري يوم الأحد المقبل في كل من محافظات بيروت، البقاع وبعلبك-الهرمل، وشدّد الوزير الحجار على ضرورة إستتباب الأمن خلال اليوم الإنتخابي والعمل على إنجاحه بشفافية تامة وحيادية مطلقة. هذا وأجرى الوزير الحجار خلال الإجتماع عينه تقييما شاملا للعملية الإنتخابية التي جرت في محافظتي لبنان الشمالي وعكار مثنيا على الجهود التي بُذلت لإنجاحها.
ولاحقاً صدرت نتائج بلدية طرابلس بعد سلسلة عمليات تدقيق قامت بها لجان القيد العليا، حيث سجل فوز لائحة رؤية طرابلس المدعومة من النواب :فيصل كرامي،وأشرف ريفي،وعبد الكريم كبارة وطه ناجي بـ12 مقعداً، ولائحة نسيج طرابلس بـ11 مقعداً، ولائحة حراس المدينة بمقعد واحد.
وقال النائب فؤاد مخزومي بعد زيارته لمتروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده، الى أن اللقاء كان «للتشاور كما نفعل دائما»، وقال: «كلنا يعلم أن المنطقة تسير في الاتجاه الصحيح، وواجبنا دائما أن نتحاور مع مرجعياتنا الوطنية.
الى ذلك، اقفل منتصف ليل الثلثاء - الاربعاء باب الترشح الى الانتخابات البلدية والاختيارية في قضاء النبطية، وسجل في دوائر سرايا النبطية الحكومية 918 مرشحا لعضوية المجالس البلدية، و308 مرشحين لمقعد مختار وعضو اختياري، سيتنافسون في 40 بلدة في القضاء .
واشرفت محافظ النبطية الدكتورة هويدا الترك من مكتبها في السرايا، على هذا اليوم، بهدف المتابعة والتوجيه وتسهيل امور المرشحين.
وقد سجل في اليوم الاخير، تقديم 203 طلبات ترشح الى الانتخابات البلدية، و57 طلب ترشح الى الانتخابات الاختيارية في قضاء النبطية.
وفازت تسع بلديات بالتزكية في منطقة جزين، بعد اقفال باب الترشحات للانتخابات البلدية والاختيارية، هي: وادي الليمون، كفرجرة، عازور، وادي جزين، كرخا، قطين وحداب، الحمصية، صيدون وجرنايا.
إنارة شارع الروشة
وأضاء الرئيس سلام شارع الروشة، مساء امس «لهزيمة الظلمة» والاحتفال بعودة النبض الى وريد بيروت البحري.
وقال الرئيس سلام في حفل افتتاح مشروع انارة كورنيش الروشة وشارع استراليا والشوارع المتفرعة عنها: ليس عادلاً أن نترك بيروت تنام على حزنٍ وتستيقظ على وحشة، هي التي جمعت الشرق والغرب، صالحت الجبل والبحر، جمعت العراقة والمعاصرة، وكانت في مقدم من تلقّف الحداثة والمدنيّة، «كواحدة من أولى بؤر الحداثة في أرض العرب منذ القرن التاسع عشر».
اغتيال في الجنوب
واستمر التصعيد الاسرائيلي العسكري على الارض. فقد استهدفت طائرة مسيّرة إسرائيلية سيارة بصاروخين على طريق قعقعية الجسر – وادي الحجير، جنوب لبنان. وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان، أعلن أن الغارة أدت إلى سقوط ضحية. وكانت أُصيبت طائرة مسيّرة إسرائيلية بعطل تقني أدّى إلى سقوطها صباحًا وانفجارها داخل منزل في بلدة شبعا – قضاء حاصبيا، واقتصرت الأضرار على الماديات.
"البناء":
تعمّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب عدم ذكر "إسرائيل" في كل خطاباته التي ألقاها خلال جولته الخليجية، بعكس ما فعل في زيارته السابقة قبل ثماني سنوات، عندما كرّسها لتسويق التطبيع الخليجي الإسرائيلي وصفقة القرن، وسيكون حدثاً له معانٍ وأبعاد أن يكون الرئيس الأميركي في المنطقة في اليوم الذي تحتفل فيه "إسرائيل" بيوم ميلادها الذي تسميه يوم الاستقلال في 15 أيار، ولا يقوم بزيارتها ومشاركتها احتفالاتها، كذلك كان لافتاً أن الرئيس الأميركي لم يشترط على السعودية في كثير من الصفقات ذات الخصوصيّة مثل المفاعلات النووية والاسلحة الحديثة، ان تذهب إلى التطبيع مع "إسرائيل"، تاركاً انضمام السعودية إلى ما أسماه الخيار الإبراهيمي لتوقيت تختاره السعودية وتراه مناسباً، بينما تعمّد الرئيس ترامب عند الحديث عن المفاوضات حول الملف النووي الإيراني إظهار تفاؤله بالتوصل إلى اتفاق مناسب، مشيراً إلى احتمال الفشل في التوصل إلى اتفاق دون التهديد بالحرب بل بالعودة إلى العقوبات ولما يصفه بالضغوط القصوى. وعندما تحدث عن لبنان أعاد توصيف حزب الله بالإرهاب العقبة أمام تقدّم لبنان، لكنه لم يتحدث عن نزع سلاح حزب الله كشرط لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار أو كشرط لإعادة الإعمار، ولم يضمّن كلامه أي إشارة للحديث عن انضمام لبنان إلى مسار التطبيع، بينما تعمّد أن يشير في بيان البيت الأبيض عن لقائه برئيس سورية الانتقالي احمد الشرع إلى أنه طلب من الشرع التطبيع والانضمام الى الاتفاقات الإبراهيميّة، مضيفاً أنه سمع جواباً إيجابياً من الشرع.
في لقاء ترامب الشرع بحضور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ومشاركة حلقة فيديو للرئيس التركي رجب أردوغان، طلب ترامب ضمانة السعودية وتركيا لالتزام النظام الجديد في سورية بالشروط الأميركية لرفع العقوبات، وأبرزها التطبيع مع "إسرائيل"، وملاحقة المقاومة الفلسطينية، وإنجاز مصالحة وشراكة كاملة في الحكم مع جماعة قسد، بعدما أنهى قرار حل حزب العمال الكردستاني ذريعة تركيا لاستبعاد قسد عن بنية مؤسسات الدولة الجديدة، وترحيل المقاتلين الأجانب وإبعاد رموزهم عن مراكز الجيش والأمن العليا، والتعاون في ملاحقة المطلوبين على لوائح الإرهاب الأميركية والشراكة في الحرب على داعش، والالتزام بعدم بناء جيش يسبب القلق لـ"إسرائيل".
بالتوازي كانت محاولة القمة الخليجية ومن بعدها سعي أمير قطر، للاستثمار على البعد المعنوي لزيارة ترامب للدفع باتجاه وقف الحرب على غزة، وحتى ما بعد منتصف الليل كانت مساعي التوصل إلى صفقة تتعثر، بينما تتعالى الصرخات المحذرة من كارثة مجاعة حقيقيّة تتفشّى في غزة وتهدّد حياة المئات بالموت جوعاً.
وفيما خطفت الأضواء زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الخليج والقمم التي عقدها في الرياض والقرارات الصادرة عنها، برز ما قاله ترامب في خطابه حول لبنان بأن "هناك فرصة في لبنان للتخلّص من سطوة حزب الله"، مشيراً إلى أن "فرصة لبنان تأتي مرة في العمر ليكون مزدهراً وفي سلام مع جيرانه"، مشيراً إلى أنه "يمكن للرئيس اللبناني جوزاف عون بناء دولة بعيدًا عن حزب الله"، بينما أعلن وليّ العهد السعودي دعم المملكة لاستقرار لبنان. مؤكداً "ضرورة حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية"، مجددًا دعم المملكة للجهود الرامية إلى إحلال الاستقرار في لبنان.
ورأت مصادر سياسيّة أن كلام ترامب ينطوي على رسالة ترهيب وترغيب للبنان للسير بالمشروع الأميركيّ بالسلام والتطبيع العربي - الخليجي مع "إسرائيل"، وذلك بعدما تحدثت المعلومات أن رئيس المرحلة الانتقالية في سورية أحمد الشرع وافق خلال لقائه في قمة الرياض الأميركية - السعودية الخليجية على الشروط الأميركية - الإسرائيلية وفي مقدمتها الانضمام الى الاتفاقات الإبراهيمية. وحذرت المصادر عبر "البناء" من تشديد الضغوط السياسية والدبلوماسية والمالية والاقتصادية على لبنان لفرض الشروط الخارجيّة وأخطرها الضغط الأميركي لنزع سلاح حزب الله بالقوة تحت تهديد عودة الحرب الإسرائيلية ولحاق لبنان بسورية بموضوع السلام والتطبيع مع "إسرائيل". ولفتت المصادر إلى أن وقائع قمم الرياض ستترك تداعياتها الكبرى على المنطقة برمّتها، ومن ضمنها لبنان، وبالتالي الأشهر القليلة المقبلة ستكون حافلة بالتطورات الداخلية، لكن أي ضغط على لبنان في هذه الملفات سيهزّ الاستقرار والسلم الأهلي، ما يستوجب من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة احتواء هذه الضغوط ومعالجة الأزمة بحكمة ووطنية. وتوقعت المصادر أن تبدأ جبهة داخلية - خارجية بإثارة ملف سلاح المقاومة والتطبيع مع "إسرائيل" بشكل واسع جداً للضغط بهذا الاتجاه بموازاة تكثيف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان.
في المقابل، جدّدت مصادر مطلعة على موقف المقاومة استعدادها للحوار مع رئيس الجمهورية حول استراتيجية الأمن الوطني وليس على قاعدة ما يريده البعض بنزع أو سحب سلاح حزب الله، وذلك بعد الانسحاب الإسرائيلي من التلال الخمس والنقاط المتنازع عليها إلى الحدود الدولية المعترف بها في الأمم المتحدة، وضمانات بأن لا تكرّر "إسرائيل" عدوانها على لبنان. وأوضحت المصادر لـ"البناء" أننا لا زلنا في حالة الحرب من خلال الاحتلال والاعتداءات على المواطنين في القرى وانتهاك السيادة عبر المسيّرات المستمرة من دون أي رادعٍ وبالتالي أي عاقل يمكن أن يسلّم أوراق القوة التي يملكها لبنان في أي مفاوضات تحصل في وقت لاحق على الحدود البرية وحقوق لبنان.
وكشفت المصادر أن التواصل مع رئيس الجمهورية مستمر ويجري البحث حول أفكار عامة بما يخص الأخطار والتهديدات التي تواجه لبنان واستراتيجية مواجهتها، لكن لا حديث عن مصير السلاح في ظل استمرار العدو الإسرائيلي في احتلال جزء من الجنوب والاعتداء عليه، موضحة أن حزب الله مستعد لبحث دور ووظيفة المقاومة في الدفاع عن لبنان ضمن إطار مشروع الدولة الدفاعيّ، وبالتالي لا تسليم للسلاح كما يحلم أو يراهن بعض الداخل والخارج.
ولفتت إلى أن "المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس حاولت حشر الدولة اللبنانيّة والحكومة بمهلة معينة لحل مسألة السلاح، لكن رفض قيادة المقاومة والموقف اللبنانيّ الموحّد والتطوّرات التي شهدتها المنطقة تجاوزت تلك المهل وفرضت واقعاً جديداً على الأميركي والإسرائيلي، لا سيما أن هذه المعطيات والتطوّرات على الساحة الإقليمية لا تصبّ في مصلحة رئيس الحكومة الإسرائيلية، حيث إن الولايات المتحدة الأميركيّة تحاول فرض مشروعها في المنطقة وتحقيق مصالحها الحيويّة والاستراتيجيّة وبالتالي لم تعُد تستطيع تغطية مشروع نتنياهو المستند الى الحروب وإشعال الوضع في الشرق الأوسط".
وفي سياق ذلك، اعتبر عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله في تعليقه على زيارة الرئيس الاميركي الى المنطقة، فاعتبر أن "العدوان" الإسرائيلي على لبنان كان ولا يزال بدعم أميركي دائم. وقال في مؤتمر صحافي في مجلس النواب: "حزب الله الذي وُلد من بين عذابات الشعب اللبناني قدّم التضحيات دفاعاً عن وطنه والمقهورين بفعل السياسات الأميركية". أضاف: "حزب الله تنتخبه فئة كبيرة من الشعب اللبناني ليكون ممثلاً عنها، لأنها تأتمن هذا الحزب على مصالح وطنه، وحزب الله هو الذي يعمل وفق الدستور والقوانين، والمشهود له في الكفاءة ونظافة الكف ومحاربة الفساد". ونفى فضل الله "أي علاقة لحزب الله بملف تهريب الذهب عبر المطار" داعياً "الجهات الرسمية لأن تعلن للرأي العام تفاصيل هذه القضية". وقال: "أؤكد حرصنا على أمن المطار وتطبيق القوانين على الجميع وتوفير البيئة الآمنة لهذا المرفق الحيويّ وساهمنا بشكل كبير في مساعدة الجهات الرسمية الأمنية من أجل إتمام مهمة حفظ أمن المطار".
إلى ذلك واصل العدو الإسرائيلي اعتداءاته على لبنان، فزعم جيش الاحتلال "استهداف عنصر في حزب الله في غارة على جنوب لبنان".
وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة، في بيان أعلن أن الغارة أدت إلى سقوط ضحية. وكانت أُصيبت طائرة مسيّرة إسرائيلية بعطل تقني أدّى إلى سقوطها صباحًا وانفجارها داخل منزل في بلدة شبعا - قضاء حاصبيا، واقتصرت الأضرار على الماديات.
من جهتها، أعربت قيادة قوات "اليونيفيل" عن "قلقها إزاء الموقف العدائي الأخير الذي اتخذته قوات جيش الدفاع الإسرائيلية والمتعلق بأفراد اليونيفيل وممتلكاتها بالقرب من الخط الأزرق، بما في ذلك الحادث الذي وقع أمس، حيث أصابت نيران مباشرة محيط موقع لليونيفيل جنوب قرية كفر شوبا". ولفتت اليونيفيل، الى أنه "في حادثة الأمس (أمس الأول) التي وقعت حوالي الساعة 7:20 مساءً، لاحظ جنود حفظ السلام إطلاق طلقتين ناريتين من جنوب الخط الأزرق، أصابت إحداهما قاعدة اليونيفيل". وأضافت: "هذا وقد رصدت اليونيفيل ما لا يقل عن أربعة حوادث أخرى تضمنت إطلاق جيش الدفاع الإسرائيلي نيرانه بالقرب من مواقعها على طول الخط الأزرق".
على صعيد آخر وبعد أيام على الانتخابات البلدية في الشمال ونتائجها وما رافقها من فوضى وإشكالات أمنية ولوجستية، قرّر مجلس الوزراء وضع محافظ الشمال رمزي نهرا بتصرّف وزير الداخلية.
وأوضح وزير الداخلية أحمد الحجار في تصريح إلى أنني "طلبتُ وضع نهرا بالتصرّف ومجلس الوزراء اتخذ القرار وفعلنا ذلك كي نعين بديلاً منه وليست انتخابات طرابلس السبب ولا انتماؤه لجهة سياسية لأننا لا نتعاطى مع الموضوع بهذا الشكل".
كما قرر المجلس تعيين محمد قباني رئيساً للإنماء والإعمار، كما وافق على تمديد العمل لقوات "اليونيفيل"، ووافق أيضاً على طلب وزارة العمل تحديد الاشتراكات المتوجبة على الصحافيين اللبنانيين للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي".
وفي جلسة عقدها المجلس في بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، أشار وزير الإعلام المحامي بول مرقص خلال تلاوته المقرّرات إلى أن "الرئيس جوزاف عون أكد خلال الجلسة أن زيارته إلى الكويت كانت مثمرة وناجحة. كما أشاد الرئيس عون بالإجراءات المتخذة في مطار بيروت وشجب الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان".
وقبيل الجلسة التقى رئيس الجمهورية رئيس الحكومة في قصر بعبدا.
أمنياً، شهد سجن رومية المركزي احتجاجات داخل مبانٍ للمطالبة بإقرار قانون العفو المدروس الذي سيصوّت عليه مجلس النواب اليوم.
"الأنباء" الالكترونية:
شكّلت زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى السعودية ومشاركته في القمة السعودية - الأميركية الخامسة، بحضور رؤساء دول مجلس التعاون الخليجي الى جانب ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، الحدث الأكبر الذي لم تشهد المنطقة مثيلاً له منذ سنوات.
وكان بارزاً ما قاله بن سلمان في كلمة الافتتاح، حيث دعا لوقف الحرب في المنطقة والتشجيع على الحوار والمحافظة على وحدة الاراضي السورية. أما بالنسبة الى لبنان فقد طالب بن سلمان بحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية والمحافظة على سيادة لبنان واستقلاله، من جهته انتقد ترامب في كلمته إدارة الرئيس الاميركي السابق جو بايدن في المنطقة وتعاطيه مع الاذرع الايرانية التابعة لها، وفي سياق حديثه عن لبنان، شدد على أنّه يمكن لرئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس مجلس الوزراء نواف سلام بناء دولة.
جنبلاط: للاستفادة من الشرق الأوسط الجديد
بدوره، أشارَ الرئيس وليد جنبلاط إلى أنَّه "لا يمكننا ان ننفصل عما يجري في المنطقة خصوصاً وانه ايجابي، فمن قال إن النظام السوري سيسقط ويختفي في هذه السرعة ومن قال إن ترامب سيجتمع مع أحمد الشرع اليوم؟، معتبراً أنَّه "أصبح لدينا سوريا جديدة، على أمل أن نستفيد من هذا الشرق الأوسط الجديد وأن ننطلق منه، ونتمنى ان نحافظ على خرائط سايكس بيكو ويهمنا المحافظة على لبنان الكبير".
كلام جنبلاط جاءَ خلال لقاء حواري أثناء مشاركته في مؤتمر "تجاوز الانقسامات: ندوة من أجل مستقبل لبنان" في بكفيا، يرافقه رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط، وبدعوة من النائب سامي الجميّل، بحضور شخصيات سياسية واجتماعية.
وإذ لفتَ جنبلاط إلى أنَّنا "نريد لبنان جديد ويمكننا تغيير بعض الطروحات، لكن لا يمكننا تغيير الطائف لاننا سندخل في المجهول إنما يمكننا تحديثه وتطبيق البنود المعلقة، تطرّق إلى الوضع الجنوبي لافتاً إلى أنَّ العدو الإسرائيلي لا يتيح الفرصة أمام تسيير عمل اللجنة المكلفة، لكن بالمقابل فالجيش اللبناني يقوم بواجباته ويجب تقديم المزيد من الدعم له ولا يجب ان يكون هذا الدعم مشروطاً باعادة اصلاح المصارف، بحيث لا يوجد أي ترابط بين الموضوعين".
توازياً، شكر جنبلاط ترامب على رفع العقوبات عن النظام السوري وهذا الأمر له وقع كبير علينا وآن الأوان لوقف الابادة في غزة ووقف تزويد اسرائيل بالأسلحة.
زيارة ترامب ومتغيّرات واضحة
في السياق، رأى النائب بلال الحشيمي أن زيارة ترامب الى السعودية عكست متغيرات شديدة جداً في منطقة الشرق الاوسط أعادت دور السعودية كحاضنة اساسية في العالم العربي، واصفاً لقاء ترامب مع الرئيس السوري احمد الشرع بالعمل غير السهل ومنوهاً بدور الدبلوماسية السعودية التي اثبتت حضورها على الصعد كافة.
الحشيمي اعتبرَ في حديث لـ"الأنباء" الإلكترونية أن لقاء الشرع – ترامب بمثابة الفرصة الوحيدة لانقاذ الشعب السوري بما يتماشى مع الواقع الجديد بعد انفتاح على العالم العربي، مشيراً إلى أن السعودية كانت اللاعب الاساسي في كل ما جرى، مبدياً خشيته من عدم قدرة اللبنانيين على الالتحاق بقطار التطور ومواكبة المرحلة لاننا دائماً نضيع الفرص.
وإذ لفت الحشيمي إلى أن سوريا بحاجة للحاضنة العربية بعد انتزاعها كلياً من الكابوس الايراني، استغرب التأخير بتنفيذ الإصلاحات على المستوى الداخلي ومعرفة مصير سلاح حزب الله واعادة انتظام عمل الدولة، مستبعداً أي تغيير على ارض الواقع قبل الانسحاب الإسرائيلي من المواقع التي تحتلها، مشيراً إلى أننا نمر بمرحلة مفصلية ويجب التعامل معها بحرية فهناك تحديات كبيرة يجب التنبه لها.
إقالة نهرا
على صعيد آخر، في جلسته التي عقدها مجلس الوزراء، أمس الاربعاء، لاقرار البنود المدرجة على جدول الاعمال اصدر قراراً بوضع محافظ الشمال رمزي نهرا بتصرف وزير الداخلية احمد الحجار وتعيين محمد علي نزار قباني رئيساً لمجلس الإنماء والإعمار.
"الشرق":
حدثان تصدرا واجهة المشهد الدولي- الاقليمي في الرياض امس. القمة الخليجية- الاميركية بما تضمنت من مواقف بالغة الاهمية كانت للبنان حصة وازنة منها، ولقاء الرئيسين الاميركي دونالد ترامب والسوري أحمد الشرع.
الاول نسبة لانعكاساته على قضايا وملفات المنطقة من غزة الى لبنان وايران، اذ امل ترامب خلال القمة “بتحقيق الأمن والكرامة للشعب الفلسطيني في غزة، وسنعمل ما في وسعنا لوضع حد للحرب في غزة، وتأمين الرهائن الأميركي”، معلنا أن السعودية ستنضم إلى الاتفاقيات الإبراهيمية “في الوقت الذي تختاره”، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة ستسعى إلى ضم المزيد من البلدان إلى هذه الاتفاقيات.
والثاني لكونه اللقاء الاول بين رئيسين أميركي وسوري منذ 25 عاما، ولانه يبدو يؤسس على ما افيد لمرحلة جديدة من العلاقات ستكون فيها سوريا في المقلب الاميركي بعد التطبيع. وقد دعا ترامب الشرع للانضمام للاتفاقيات الإبراهيمية مع إسرائيل. كما طالبه بترحيل الفصائل الفلسطينية التي تصنفها واشنطن إرهابية من سوريا.
مرة في العمر
وبعد ان حضر لبنان في خطابه امس في المملكة، حضر اليوم مجدداً في كلمة دونالد ترامب امام القمة في الرياض، بمواقف عالية السقف خاصة ضد حزب الله. فقد أعلن ترامب أن “هناك فرصة في لبنان للتخلّص من سطوة حزب الله”، مؤكدا أن “فرصة لبنان تأتي مرة في العمر ليكون مزدهراً وفي سلام مع جيرانه”، مشيرا إلى أنه “يمكن للرئيس اللبناني جوزاف عون بناء دولة بعيدًا عن حزب الله”.
إلى ذلك، أعلن ترامب أنه أمر “برفع العقوبات على سوريا بعد مشاورات مع الأمير محمد بن سلمان”، كاشفا عن “أننا نسعى لتطبيع العلاقات مع الحكومة السورية الجديدة”.
حصر السلاح
من جهته، أشاد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بالقرار الذي اتخذه الرئيس الأميركي دونالد ترامب اول أمس برفع العقوبات عن سوريا، مؤكدًا وقوف المملكة إلى جانب “سوريا الشقيقة” ودعمها لاستقرار لبنان. وأكد ولي العهد “ضرورة حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية”، مجددًا دعم المملكة للجهود الرامية إلى إحلال الاستقرار في لبنان.
ترحيب لبناني
رحّب لبنان بالقرار الذي أعلنه الرئيس ترامب، برفع العقوبات عن سوريا، معتبراً أن انعكاساته لن تكون على سوريا فقط، بل إنها ستطال لبنان وعموم المنطقة.
وفي هذا السياق، عون أعرب رئيس الجمهورية، العماد جوزاف عون عن “ترحيبه الكبير بإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب رفع العقوبات عن سوريا، وذلك بمسعى مشكور من سمو ولي العهد في المملكة العربية السعودية، الأمير محمد بن سلمان”، وفق بيان لرئاسة الجمهورية، ، متمنياً “أن يكون هذا القرار الشجاع خطوة أخرى على طريق استعادة سوريا لعافيتها واستقرارها، بما ينعكس خيراً على لبنان وكل منطقتنا وشعوبها”.
بدوره، رحّب رئيس الحكومة، نواف سلام بقرار الرئيس الأميركي، وتقدم “من سوريا دولة وشعباً بالتهنئة على هذا القرار الذي يشكل فرصة للنهوض”.
واعتبر سلام، وفق بيان لرئاسة الحكومة، أن هذا القرار “ستكون له انعكاسات إيجابية على لبنان وعموم المنطقة”.
وشكر رئيس الحكومة المملكة العربية السعودية “على مبادرتها وجهودها في هذا الإطار “.
دعم الجيش
من جهته، رأى المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية سام وربيرغ، في حديث تلفزيوني من الرياض، أن “اللقاء بين الرئيس دونالد ترامب والرئيس السوري أحمد الشرع في الرياض صباح اليوم، كان أشبه بلحظة تاريخية”. وقال وربيرغ: “نريد أن نقدم دعمًا كاملًا للشعب اللبناني، ولدى لبنان الآن رئيس جمهورية وحكومة جديدة وسنستمر في دعم الجيش اللبناني”. من جهة ثانية، أكد أن “يجب حماية الأقليات في سوريا وضمان أن ليس هناك من إمكانية لأي مجموعة لكي تستغلّ الفراغ الأمني لتشنّ هجمات على الدول المجاورة، وعلى الحكومة السورية تأمين حقوق الشعب السوري المسلوبة منه منذ سنوات، والباب مفتوح مع المسؤولين السوريين”.
تعليق الحزب
وعلّق عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله على زيارة الرئيس الاميركي الى المنطقة، فاعتبر ان “العدوان” الإسرائيلي على لبنان كان ولا يزال بدعم أميركي دائم. وقال في مؤتمر صحافي في مجلس النواب: “حزب الله الذي وُلد من بين عذابات الشعب اللبناني قدم التضحيات دفاعاً عن وطنه والمقهورين بفعل السياسات الأميركية”. اضاف: “حزب الله تنتخبه فئة كبيرة من الشعب اللبناني ليكون ممثلاً عنها لأنها تأتمن هذا الحزب على مصالح وطنه وحزب الله هو الذي يعمل وفق الدستور والقوانين، والمشهود له في الكفاءة ونظافة الكف ومحاربة الفساد”. ونفى فضل الله “أي علاقة لحزب الله بملف تهريب الذهب عبر المطار” داعيا “الجهات الرسمية لأن تعلن للرأي العام تفاصيل هذه القضية”. وقال: “أؤكد حرصنا على أمن المطار وتطبيق القوانين على الجميع وتوفير البيئة الآمنة لهذا المرفق الحيوي وساهمنا بشكل كبير في مساعدة الجهات الرسمية الأمنية من أجل إتمام مهمة حفظ أمن المطار”.
دعم اوروبي
في المواكبة الدولية ايضا للتطورات اللبنانية، أعلن الاتحاد الأوروبي في بيان “تخصيص 8 ملايين يورو لدعم جهود الاستقرار والسلام والأمن في لبنان، بعد أكثر من عام على اندلاع النزاع الذي خلّف خسائر بشرية فادحة، ودماراً واسعاً، وتسبب بنزوح آلاف العائلات، وأثقل كاهل مؤسسات الدولة، ممّا حدّ من قدراتها على الاستجابة لأدنى متطلّبات المواطنين. أمّا المؤسسات الأمنيّة، فلا تزال تواجه صعوبات عديدة في الحفاظ على الاستقرار في ظلّ التوتّرات القائمة”.
"الشرق الأوسط":
لاقى المسؤولون اللبنانيون بتفاؤل تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب، من المملكة العربية السعودية، خصوصاً لجهة إعلانه استعداد بلاده لـ"مساعدة لبنان على بناء مستقبل أفضل مع جيرانه"، وكذلك رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا، وهو ما عدّوه سينعكس إيجاباً على الوضع اللبناني بشكل عام، وعلى ملف عودة النازحين السوريين بشكل خاص.
وخصص ترمب، خلال زيارته التاريخية للمملكة العربية، جزءاً من تصريحاته للملف اللبناني، مما عكس اهتماماً بهذا الملف، وظهر على أنه رسائل للبنانيين. ويدرك المسؤولون اللبنانيون أن هناك شروطاً عربية ودولية لمد يد المساعدة، وأولها تحقيق حصرية السلاح، إضافةً إلى الإصلاحات المتعددة التي بدأت الحكومة اللبنانية بإقرارها.
ما المطلوب من لبنان؟
يرى أستاذ القانون والسياسات الخارجية في باريس الدكتور محيي الدين الشحيمي، أن "المنطقة دخلت، بعد زيارة ترمب، عصراً جديداً، وسنشهد من الآن وصاعداً متغيرات كثيرة كان أولها الهدية الأميركية للأمير محمد بن سلمان برفع العقوبات عن سوريا إيذاناً بفتح مرحلة جديدة قوامها الدعم والتحفيز والحماية والتحصين وبناء سوريا الجديدة"، مشدداً في تصريح لـ"الشرق الأوسط" على أنه "على لبنان أن يقرأ جيداً هذه التغيرات الجيوسياسية ويماشيها ويجاريها بالسرعة اللازمة كي لا يقع في فخ أن يكون على هامشها ويصبح خارج المشهد الجديد للمنطقة، وهذا يحصل من خلال التطبيق الصريح للقرارات الدولية، واتخاذ كل الإجراءات والإصلاحات اللازمة لسلوك مسار دولة القانون والمؤسسات وتحقيق حصرية السلاح والسيادة اللبنانية، كي يسترجع الثقة الدولية".
مواقف استثنائية
وخلال القمة الخليجية - الأميركية يوم الأربعاء، أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وقوفه إلى جانب استقرار لبنان، مؤكداً "ضرورة حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية ودعم الجهود الرامية إلى إحلال الاستقرار هناك". بدوره، شدد ترمب على أن "لدى لبنان فرصة لبناء دولة حقيقية بعيداً من قبضة (حزب الله) إذا نجحت مساعي رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء".
كان ترمب قد أكد خلال المنتدى الاستثماري السعودي - الأميركي، الثلاثاء، أن "لبنان كان ضحية لهيمنة (حزب الله) وتدخلات إيران"، لافتاً إلى أن "(حزب الله) نهب الدولة اللبنانية، وجلب البؤس لشعبها، ودمّر طموحات بيروت".
ورأى ترمب أن "الإرهاب في غزة ولبنان أنهى حياة الكثيرين، وترك شعوب هذه المناطق رهينة الفوضى والدمار"، لافتاً إلى أن بلاده "مستعدة لمساعدة لبنان على بناء مستقبل أفضل مع جيرانه". وأضاف: "أسمع أن الإدارة الجديدة في لبنان محترفة، وتعمل بجد من أجل مصلحة شعبها، ونحن نرحّب بأي جهود إصلاحية تنطلق من سيادة لبنان واستقلاله".
المواقف اللبنانية
ورحّب رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، بقرار الرئيس الأميركي رفع العقوبات عن سوريا، ورأى أنه "سيكون لهذا القرار انعكاسات إيجابية على لبنان وعموم المنطقة"، شاكراً المملكة العربية السعودية على مبادرتها وجهودها في هذا الإطار.
كذلك أثنى وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي، على قرار ترمب رفع العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا، "بمساعٍ حميدة من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان"، وتحدث عن "تأثير إيجابي مرتقب على لبنان والمنطقة، لا سيما على صعيد عودة النازحين السوريين إلى وطنهم".
كذلك شكر الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، ترمب، لأنه أزال العقوبات عن سوريا، واصفاً الأمر بـ"الإنجاز الكبير الذي سيكون له وقع كبير علينا"، بإشارة إلى لبنان.
أما رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، فحيَّا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، على "الجهود التي يبذلها من أجل حماية المنطقة ومنع المخططات الرامية إلى تقسيم دولها وشرذمتها".
وقال في بيان: "إن القمة التي جمعت ولي العهد والرئيس الأميركي دونالد ترمب والنتائج التي أفضت إليها تشكّل محطة مفصلية في تاريخ المنطقة"، قائلاً: "أما بالنسبة إلى لبنان، فإننا على ثقة أن جهود سمو ولي العهد ستُفضي إلى توفير دعم فعلي للبنان يساعد على تعافيه ونهوضه وتأمين استقراره الدائم".
كذلك رحّب رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة بالقرار الأميركي ورأى أنه "من شأنه، إضافةً إلى اللقاء التاريخي بين الرئيس ترمب والرئيس الشرع برعاية سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أن يسهما وبشكل كبير في التخفيف من تداعيات تلك العقوبات على الاقتصاد اللبناني، المرتبط بالاقتصاد السوري، كون سوريا تمثل بوابة لبنان البرية الوحيدة إلى دول المشرق العربي وإلى أوروبا. كذلك يسهمان أيضاً في تعزيز الجهود لتسريع عودة اللاجئين السوريين المقيمين في لبنان إلى بلداتهم وقراهم في سوريا".
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا