البناء: الاحتلال يعلن بدء العملية البرية الكبرى ويحدّد 24 أيار لبدء آلية المساعدات

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
May 19 25|08:38AM :نشر بتاريخ

 أعلن كيان الاحتلال البدء بعملياته العسكرية الكبرى في قطاع غزة، وسط تشكيك من الأوساط العسكرية المعنية بالقدرة على تحقيق نتائج جدّية في ملف القضاء على المقاومة المحدّد كهدف للعمليات، بسبب العجز عن تأمين أعداد كافية من الضباط والجنود للعمليات، مع تمرّد الاحتياط والعجز عن التطويع وتراجع الروح القتالية في وحدات النخبة، في ظل كفاءة عالية تظهرها وحدات المقاومة تنظيمياً وقتالياً وتعبوياً في مواجهاتها التي خاضتها منذ استئناف الحرب على غزة قبل شهرين، وبينما يتقدّم الملف الإنساني في غزة ويستنهض حركة شعبية وسياسية وإعلامية عالمية تضغط على الحكومات التي اضطرها المشهد المتوحش للحرب إلى رفع صوتها بالدعوة إلى وقف الحرب، وتسعى حكومة الاحتلال إلى احتواء هذه الضغوط عبر الحديث عن آليّة جديدة لإدخال المساعدات بالتعاون مع واشنطن، يفترض أن تبدأ في 24 من الشهر الحالي.
في المنطقة عاد الحراك لكسر الجمود في مفاوضات الملف النووي الإيراني بين واشنطن وطهران، بعد مغادرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المنطقة، حيث ظهرت نتائج مباحثات ترامب مع أمير قطر وحديثه عن دور قطر في المفاوضات مع إيران، من خلال زيارة مشتركة لرئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري والوسيط العماني إلى طهران، وفيما بقيت المباحثات ونتائجها طي الكتمان طرحت بعض المصادر المتابعة الحديث عن فرضية تقديم مقترح قطري لإيران بموافقة أميركية على إقامة منشأة إيرانية للتخصيب في قطر تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، عبر بروتوكول قطري إيراني يضمن السيادة الإيرانية على المنشأة التي تنال الصفة الدبلوماسية والحصانة الكاملة، لكنها توفر ضمانة بعدم تطوير منتجاتها لصالح برنامج عسكري نووي.
في لبنان، انتهت الانتخابات البلدية في بيروت والبقاع، وفيما نجحت القوات اللبنانية بتحقيق انتصار في زحلة على لائحة العائلات، بعد كلام عن تعاون قواتي مع التيار الوطني الحر والكتلة الشعبية، كان الأبرز غياب مرشحي القوى التغييرية وجمعيات المجتمع المدني عن ضفة الرابحين انتخابياً، وشكلت انتخابات بيروت صفعة لنواب التغيير مقارنة بنتائج عام 2016 عندما فازت لائحة بيروت مدينتي بـ 40% من أصوات الناخبين، ومهدت الطريق لنتائج الانتخابات النيابية في 2022، وكان الفوز المؤكد حسب التوقعات للائحة الأحزاب، طلباً لضمان المناصفة الطائفية، قد ترافق مع التسليم بأن الثنائي وحده يستطيع أن يشكل ضمانة المناصفة بغياب تيار المستقبل عن الانتخابات، وقد وفر الثنائي رافعة 20 ألف صوت تقريباً لللائحة الموحدة التي اشتركت فيها القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر وحزب الكتائب، بتجاوز القوات والكتائب لدعواتهم لنزع سلاح المقاومة.
وفيما تترقب الساحة المحلية ارتدادات وتداعيات القمم الأميركية - الخليجية - السورية على لبنان والمنطقة ومساراتها التنفيذية، انشغل الداخل اللبناني بالانتخابات البلدية والاختيارية بجولتها الثالثة في مدينة بيروت والبقاع، حيث سارت العملية الانتخابية بأجواء من الهدوء والديمقراطية والروح التنافسية الرياضية، مسجلة نسبة متدنية من الإشكالات الأمنية واللوجستية والشكاوى.
وبينما شكلت انتخابات البقاع لا سيما في بعلبك - الهرمل والبقاع الغربي استفتاءً على خيار المقاومة وتجديد البيعة للثنائي حركة أمل وحزب الله وللمقاومين وللشهداء وعلى رأسهم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وفق ما تشير مصادر في فريق المقاومة لــ"البناء" والتي أشارت الى أن أهل البقاع وبعلبك - الهرمل أثبتوا مرة جديدة تمسكهم بالمقاومة رغم كل حملات التحريض والتشويه الخارجية التي تتعرّض لها المقاومة، وكما أجهضوا بالميدان وبالمواجهات العسكرية المشاريع الإسرائيلية والإرهابية وحموا الحدود الشرقية اللبنانية، أسقطوا أمس، بأصواتهم في صناديق الاقتراع كل الرهانات الداخلية والخارجية على تراجع حضور المقاومة وإبعاد بيئتها عنها، وكانت إشارة بالغة الدلالة حضور أهالي شهداء المقاومة الإسلامية في محافظة بعلبك الهرمل للإدلاء بأصواتهم للوائح "تنمية ووفاء"، تأكيدًا على الثبات على نهج المقاومة، واستكمالًا لمسيرة الشهداء الذين قدّموا دماءهم دفاعًا عن لبنان.
وأوضحت المصادر أنه وكما كانت انتخابات جبل لبنان خصوصاً في الضاحية الجنوبية كانت انتخابات البقاع تجديداً للبيعة لخيار المقاومة، وكانت بيروت إثباتاً للحضور الشعبي الكبير لثنائي حركة أمل وحزب الله ودورهما في ضمان المناصفة المسيحية - الإسلامية في تمثيل بلدية بيروت، استكمالاً لدور الثنائي الوطني المقاوم في تثبيت السلم والاستقرار في الجنوب عبر اتفاق وقف إطلاق النار وتسليم الجيش منطقة جنوب الليطاني وإعادة بناء الدولة والمؤسسات عبر انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة وإطلاق مسار الإصلاحات واستعادة النهوض الاقتصادي.
وحققت لوائح حزب الله وحركة أمل فوزاً كاملاً وهي لوائح "التنمية والوفاء" في 19 بلدة في محافظة بعلبك الهرمل. والبلدات هي علي النهري، رياق، إيعات، الهرمل، حزرتا، تمنين، تعلبايا، العين، اللبوة، النبي عثمان، بدنايل، بيت شاما، بريتال، عين بورضاي، بوداي، سرعين، النبي شيت، قصرنبا وشمسطار.
وأعلنت الماكينة الانتخابية المركزية لحزب الله في البقاع فوز لائحة التنمية والوفاء بكامل أعضائها في مدينة بعلبك.
وفازت لائحتا "التنمية والوفاء" في بلدة سحمر وفي بلدة مشغرة في البقاع الغربي. وفازت اللائحة البلدية المدعومة من الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة أكرم عربي في بلدة كفرقوق.
وأشار النائب حسين الحاج حسن، في حديث لـ"المنار"، الى أن "مؤشرات الانتخابات إيجابية وقوية وتثبت أن حزب اللّه وحركة أمل حاضرون شعبياً بشكل كبير وواسع"، لافتاً إلى أن "الذي يفكر بحصار أي منطقة أو بلدية هو يحاصر كل البلد والدولة معنية بكل أبنائها".
وأعلنت ماكينة حركة أمل في بيروت بأنه حتى منتصف ليل أمس، تمّ فرز أكثر من 35% من الأصوات والنتائج تظهر تقدم لائحة بيروت بتجمعنا وضمانها الفوز بالمقاعد كافة حتى الساعة.
وفي سياق ذلك، قال عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب أمين شري بعد الإدلاء بصوته في بيروت: "حافظوا على المناصفة في المدينة ورؤيتنا إنمائيّة".
بدورها، أعلنت الماكينة الانتخابية للتيار الوطني الحر، عن فوز عدد من المخاتير في الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظتَي بعلبك الهرمل والهرمل.
ووفق خبراء في الشأن الانتخابي فإن الأرقام تشير الى أن ثنائي حركة أمل وحزب الله ثبت حضوره في مناطق انتشاره في البقاع وبعلبك الهرمل والبقاع الغربي وبيروت، فيما توزّعت الحصص في المناطق السنية على قوى وأحزاب ومتعدّدة مع تراجع تصويت تيار المستقبل، فيما الحزب الاشتراكي نال عدداً من البلديات ولم تتغير حصته عن السابق، أما النتائج النهائية في قضاء زحلة ستفرز أحجام القوى والعائلات المسيحية لا سيما القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر وميريام سكاف. ووفق ما يشير الخبراء لـ"البناء" فإنه ورغم الطابع الإنمائي والتحالفات التكتيكية بين القوى والأحزاب المتخاصمة لا سيما في بيروت وزحلة، إلا أن لها طابعاً سياسياً، أما في البقاع فلها طابع سياسي بامتياز، وتحمل مؤشرات على ما ستكون عليه نتائج الانتخابات النيابية المقبلة.
ولفت وزير الداخلية والبلديات أحند الحجار إلى أن العملية الانتخابية سارت بشكل جيد، رغم وقوع بعض الإشكالات الأمنية في أماكن محددة، مع متابعة حالات الرشوة التي تمّ ضبط إحداها في منطقة المعلقة - زحلة، حيث تمّ توقيف شخص على خلفيتها. مشدداً على أن "الدولة وجّهت رسالة مفادها إعادة احترام الاستحقاقات الدستورية وإعطاء الفرصة للتعبير عن الرأي".
وأشار الحجار إلى أن "عمليات فرز الأصوات في بيروت تتمّ على أحسن ما يرام وهناك رضى تام من المندوبين على سير العملية الانتخابية". وقال: "سنواكب العملية الانتخابية في جنوب لبنان قبل إجرائها وبعده ولن نتخلى عن هذه المنطقة العزيزة على قلبنا".
الى ذلك، تفقَّدَ قائد الجيش العماد رودولف هيكل غرفة العمليات المركزية في قيادة منطقة بيروت وغرفة العمليات الفرعية وقيادة فوج التدخل الرابع في ثكنة هنري شهاب - بيروت، حيث اطّلع على الإجراءات الأمنية التي تنفذها الوحدات العسكرية المنتشرة بهدف حفظ أمن العملية الانتخابية. كما أكد أن نجاح هذه العملية يعكس فاعلية عمل المؤسسات المعنية، ويرتكز على أداء الجيش لحفظ الأمن.
وشدّد هيكل، على أن "المسّ بالأمن ممنوع"، مشيرًا إلى "توقيف عدد كبير من مطلقي النار والمخلّين بالأمن في المراحل السابقة من الانتخابات، وهو ما سوف يتواصل حتى توقيف جميع المتورّطين".
وتوجّه إلى العسكريين بالقول "أنتم تقومون بواجبكم على أكمل وجه، وهذا أمر أساسيّ لضمان ممارسة المواطنين حقهم في الانتخاب"، وأشاد باحتراف العناصر وانضباطهم رغم تشعُّب المهمات.
وفيما تتحضر القرى والمدن الجنوبية للاستحقاق البلدي في جولته الرابعة والأخيرة، فازت لوائح "التنمية والوفاء" البلديّة في بلدة الطيبة في قضاء مرجعيون بالتزكية، وكذلك الأمر في حاروف - النبطية، حبوش - النبطية وفي باريش - صور، ومخاتير في عربصاليم وحبوش.
في غضون ذلك، عاد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون إلى بيروت آتيًا من روما، بعدما شارك والسيدة الأولى في القدّاس الحبري الأوّل للبابا لاوون الرابع عشر، وقدّما له التهاني بانتخابه على رأس الكنيسة الكاثوليكية. ومن المقرّر أن يغادر الرئيس عون بيروت اليوم إلى القاهرة، في زيارة رسميّة إلى مصر، تلبيةً لدعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. ويضمّ الوفد الرسمي وزير الخارجيّة والمغتربين يوسف رجي، وسفير لبنان في القاهرة علي الحلبي، وعددًا من المستشارين.
وشدّد رئيس الجمهورية في مقابلة مع قناة "ON TV" المصرية قبيل زيارته إلى القاهرة، إلى أنّ "مصر تلعب دورًا قياديًا في المنطقة وهي تتفهّم ظروف لبنان". ولفت إلى أن "مصر شريك أساسي في المحافظة على الاستقرار"، مضيفًا "سنبحث مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي العلاقات الثنائية والتطورات في المنطقة وسنبحث في ملف إعادة الإعمار وملف الطاقة ودعم الجيش وزيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب". وأشار عون إلى "أننا بدأنا في خطوات إصلاحيّة واقتصاديّة"، موضحًا أنّه "لا يمكن حصر موضوع السلاح ضمن مدة زمنية ولا يجب العمل بتسرّع".
وفي وقت سابق، أشار رئيس الجمهورية جوزاف عون، خلال لقائه البابا لاوون الرابع عشر في الفاتيكان، إلى "أننا ننتظر زيارتكم إلى لبنان، ونثمن عاليًا إعلانكم القيام بكل ما يلزم للسلام في لبنان".
بدوره، أكّد البابا لاوون للرئيس عون "أنني أصلي دائمًا لأمن لبنان واستقراره وسعادة شعبه، وسأستمر في العمل من أجل السلام في لبنان والمنطقة".
وكانت القمة العربية للدورة الـ34 انعقدت في بغداد السبت الماضي، وأكد رئيس الحكومة نواف سلام الذي رأس وفد لبنان إلى القمة أن "لبنان افتتح صفحة جديدة بتاريخه عبر فرض سيادة الدولة على كامل أراضيها وحصر السلاح بيدها وامتلاك قرار الحرب والسلم". وأضاف: "الدولة اللبنانية تعمل على تنفيذ القرار 1701 بشكلٍ كامل حرصًا على الشرعية الدولية وإعادة الإعمار وندعو إلى ضغط دولي على إسرائيل للانسحاب من أراضينا". وتابع سلام: "ندين بشدة السياسة الإسرائيلية التي تتمادى بسبب غياب المحاسبة ونؤكد دعمنا الثابت لفلسطين ولمبادرة السلام العربية ونؤكد رفض أي محاولات لتهجير أو توطين الفلسطينيين في بلد آخر". وأشار الى ان "رفع العقوبات عن سورية سينعكس إيجاباً على لبنان". أضاف: "مستعدون للتعاون مع السلطات السورية لعودة النازحين السوريين إلى بلدهم ونسعى الى ضبط الحدود مع سورية ونكرر ترحيب لبنان بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب على رفع العقوبات عن سورية".
كما شدّد رئيس الحكومة على عمق العلاقات التاريخية بين لبنان والعراق، واصفًا إياها بـ"الكبيرة والراسخة"، قائلاً: "لطالما وقف العراق إلى جانب لبنان في أصعب الظروف". وفي مقابلة على "تلفزيون السومرية" العراقي، أضاف سلام: "الضوء الذي يُنار في بيروت اليوم هو دليل على كرم العراق. نشكر الحكومة والشعب العراقي على الدعم المستمر". كما أعرب عن أمله في أن ترفع باقي الدول الخليجية الأخرى الحظر المفروض على سفر رعاياها الى لبنان. وأشار إلى تطلّع لبنان أيضاً إلى رفع الحظر عن الصادرات اللبنانية إلى دول الخليج. وكان سلام التقى نظيره العراقي محمد شياع السوداني، وبحث معه في سبل توسيع مجالات التعاون الثنائي، خصوصاً في ميادين الطاقة، الاقتصاد، والتبادل الثقافي، بما يساهم في تحقيق المصالح المشتركة.
وخلال القمة أعلن رئيس الوزراء العراقي، "تقديم مبلغ 20 مليون دولار لإعادة إعمار لبنان، و20 مليون دولار لإعادة إعمار غزة". وشدّد السوداني على "أننا ندعم وقف إطلاق النار في لبنان وكل ما يؤدي إلى استقرار هذا البلد العربي الشقيق".
أمنياً، واصل العدو الإسرائيلي عدوانه على لبنان، حيث استهدفت مسيّرة إسرائيلية سيارة على طريق الزرارية - أبو الأسود. وأفاد مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة في بيان أن "الغارة أدّت إلى سقوط ضحية". من جهته، زعم المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي أن "الجيش الإسرائيلي قضى على قائد في حزب الله كان يعمل على ترميم بنية تحتية عسكرية للحزب".
وأفاد مراسل "المنار"، بأن "قوات إسرائيلية ألقت قذائف مضيئة بشكل منخفض في منطقة الشحل جنوب بلدة شبعا الجنوبيّة بهدف إشعال حريق".
على صعيد آخر، أشار وزير الخارجية السوري أسعد شيباني إلى أنه التقى رئيس الحكومة نواف سلام، على هامش القمة العربية في بغداد، حيث ناقشنا ضرورة التسريع في إنهاء معاناة السوريين الموقوفين في سجن رومية. وقد اتفقنا على بعض الخطوات العملية بهذا الخصوص.
ولفت شيباني في تصريح له، إلى أننا نؤكد في الحكومة السورية حرصنا الكامل على إنهاء هذا الملف في أقرب وقت ممكن، ومن الطبيعي أن تستمر بعض تداعيات سنوات الحرب لفترة من الزمن، إلا أن ما يمكن ضمانه هو أن السوريين والسوريات سيبقون دائمًا على رأس قائمة أولوياتنا.
وعلمت "البناء" أن الاتصالات ستتفعل بين الحكومتين اللبنانية والسورية في وقت قريب لإعادة إحياء عدد من الملفات الأساسية بين الدولتين ولا سيما ملف النازحين السوريين في ضوء إعلان الرئيس الأميركي رفع العقوبات عن سورية.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : البناء