إفتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الاثنين 2 يونيو 2025

الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Jun 02 25|08:43AM :نشر بتاريخ

"الأخبار":
في تسعينيات القرن الماضي، كان الرئيس الراحل رفيق الحريري يرفض تنظيم السلّم الضريبي في لبنان وفق مبدأ تصاعدي. وكانت حجته أن مثل هذا الأمر سيعطّل الاستثمار الخارجي والداخلي في البلاد.
ومع فشل المشاريع والتصورات التي وضعها لإنعاش الاقتصاد وزيادة نسبة النمو بطريقة صلبة، عاد ليدخل في بناء سياسات ضريبية تصيب جميع اللبنانيين من دون أي تمييز بين أعمالهم ومداخيلهم، حتى صار التطور في حجم الأجر، متزامناً مع زيادة أكبر في أسعار السلع والخدمات.
وفي كل مرة، كان النقاش يدور حول الضريبة الأنسب، كان الحريري وفريقه يذهبون باتجاه الصفقة السياسية، التي تقول إن على جميع اللبنانيين دفع الضريبة من دون تمييز.
حتى إنه ناقش ذات يوم البطريرك الماروني الراحل نصرالله صفير في أمر زيادة خمسة آلاف ليرة (في حينه) على ىسعر صفيحة البنزين، بأن الضريبة ستكون عادلة لأنها تصيب الجميع، وقد وافقه صفير يومها، انطلاقاً من فرضية كانت قائمة في بكركي، ومفادها أنه في حال رفعنا قيمة الضريبة على القيمة المضافة، فلن يلتزم جميع اللبنانيين بها، وستُنفّذ فقط بحق المسيحيين، لكنّ ضريبة المحروقات تصيب الجميع مباشرة، ولا مجال للتهرب من دفعها!.
يبدو أن من في الحكم اليوم لم يتعلّم أبداً من دروس الماضي، بل إن كل الشعارات الرنانة التي وردت في خطاب القسم، أو في البيان الوزاري، أو في تصريحات جميع القوى المشاركة في الحكومة، من حزب الله وحركة أمل إلى "القوات اللبنانية" والكتائب والحزب التقدمي الاشتراكي، ومعهم وزراء "الإصلاح" المحسوبون على رئيسَي الجمهورية والحكومة... كل هؤلاء، قالوا لنا، في ليل معتم، إن شيئاً لم يتغير في عقلية السلطة، وإن على المقهورين انتظار الأسوأ.
واستدلّ أحد الوزراء في الحكومة على أن منهج السلطة هو نفس ما سارت عليه السلطات المتعاقبة بقوله: "بدا أن هناك اتفاقاً بين رئيس الجمهورية جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام ووزير المال ياسين جابر على زيادة الضريبة على المحروقات، بل بدا كأنّ هذه الحكومة تشبه سابقاتها حين كانت القرارات تُتخذ من دون أي نقاش جدّي".
كما فشلت محاولة "القوات" نفض يدها من القرار، وسعيها إلى إلصاق الأمر بالوزيرة تمارا الزين بصفتها وزيرة الطاقة بالوكالة، بعدما أكّد رئيس الحكومة نفسه في الجلسة أن القرار نسّقه مع الوزير جو صدي، علماً أنّ القرار أُعدّ في مديرية النفط وبموافقة الوزير صدي. فيما سُجّل اعتراض وحيد من قبل وزير الصحة ركان ناصر الدين الذي عاد وتراجع عن اعتراضه بعد تدخّل رئيسَي الجمهورية والحكومة، لأن وزير المالية ياسين جابر كان قد اشترط أن يُتخذ القرار بالإجماع.
وعندما سُئل جابر عن الانعكاسات الاقتصادية والاجتماعية لهذا القرار وما إذا كانت الوزارة أعدّت دراسة جدوى، أجاب بأن الأمر لا يحتاج إلى دراسة بل قدّم عرضاً يشير فيه إلى "التحسينات" التي سيدخلها القرار على حياة اللبنانيين، إذ إنه سيخفّف من زحمة السير على الطرقات التي تعجّ بالسيارات، وسيقلّص من نزف العملات الأجنبية على استيراد المشتقات النفطية ولا سيما المحروقات. ما حصل هو أن الحكومة فرضت ضريبة على البنزين بمعدل 1.1 دولار على كل صفيحة بنزين، و1.94 دولار على كل صفيحة مازوت.
وبرّر جابر القرار بأن البنزين ضريبة سهلة التحصيل وسريعة المفعول وتخفّف من أعباء زحمة السير. لكنه أغفل أن قراراً كهذا يصيب كل الأسر بشكل مباشر، ويصيب النشاط الاقتصادي بأكثر من زاوية.
وبحسب الأرقام التي جرى تداولها في مجلس الوزراء وخارجه، فإن التقديرات تشير إلى أن الضريبة المستحدثة على المحروقات ستجمع ما لا يقلّ عن 450 مليون دولار إذا تمّ اعتماد أرقام الاستيراد في عام 2024، عندما استورد لبنان نحو 1.77 مليون طن من البنزين (الضريبة على الطن تبلغ 76.2 دولاراً، أي ما مجموعه 132.9 مليون دولار)، كما استورد نحو 2.9 مليون طن من المازوت (الضريبة على الطن تبلغ 113 دولاراً، أي ما مجموعه 330 مليون دولار).
وخلافاً لكل ما تعهّدت به الحكومة، فإن القرار الكارثة، لم يأت نتيجة تخطيط استراتيجي، وليس جزءاً من الإصلاح الضريبي، بل وصل الأمر بوزير المال إلى أن ردّ على طلب وزير الصناعة جو عيسى الخوري البدء بإصلاح الجمارك، كونه يدرّ نحو مليار دولار سنوياً، بالقول: "إنه أمر يحتاج إلى وقت طويل"!
واللافت أن قراراً كهذا بفرض ضريبة على نحو 1.4 مليون أسرة بمعدل 321 دولاراً على الأسرة الواحدة سنوياً، يُقرّ من دون قانون وبمرسوم يصدر عن وزيرَي المال والطاقة، وعندما أُدرج على جدول الأعمال أخفي موضوع الزيادة الضريبية داخل بند "منح العسكريين منحاً مالية"، وكأنّ المطلوب تقديم رشوة للعسكريين (سواء في الخدمة الفعلية أو المتقاعدون منهم)، فيما المطلوب أن تدرس الحكومة سلسلة رتب ورواتب تعيد للعسكريين بعضاً مما خسروه نتيجة الانهيار النقدي والمصرفي. وكان الجميع يتوقّع أن تعود الحكومة لتناقش الاستراتيجيات الاقتصادية والسياسات الضريبية والهدف منها.
أمّا لجهة انعكاسات القرار، فإن الصناعة الوطنية ستكون من أبرز الضحايا، كونها تعتمد على المازوت لتوليد الطاقة وتشغيل المعامل التي تحتاج إلى الطاقة المكثّفة. كما أن المازوت هو أحد العناصر الأساسية في الإنتاج الزراعي، علماً أن البنزين يصيب النشاط الاقتصادي مباشرة، لأن غالبية الشركات التجارية تعتمد على نقل البضائع من منطقة إلى أخرى، ما سيؤدي حكماً إلى رفع أسعار السلع، سواء المستوردة أو المُنتجة محلياً.
على أن كارثة أكبر ستصيب السكان في غالبية الأراضي اللبنانية، نتيجة قرار أصحاب المولّدات الكهربائية رفع سعر الكيلوواط إلى حدود 55 سنتاً، علماً أن هؤلاء أصلاً لا يتقيّدون بالتسعيرة التي تحددها الحكومة. وفي ظل انعدام الرقابة، سترتفع الفاتورة الشهرية بنسبة تتجاوز 35%، علماً أنه يُرجّح تراجع التغذية حتى عبر المولّدات الكهربائية.

 

 

 

 

 

"نداء الوطن":

توزَّع الحدث بين بغداد وواشنطن ونيويورك وبيروت، والجامع المشترك، لبنانياً، بين هذه العواصم، أن لبنان يتلمَّس طريقه لتحقيق التقدم على رغم الألغام الموضوعة في طريقه.
القمة اللبنانية-العراقية
جدّد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، من العراق، الموقف اللبناني الثابت القائم على "تحكيم سلطة القانون، وحصر السلاح بيد الدولة، ومكافحة الفساد". كلام الرئيس عون جاء بعد لقائه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، حيث شكر العراق على "ما قدمه للبنان من هباتٍ ومساعداتٍ في شتى المجالات".
وقال: "نحن بحاجةٍ ماسةٍ إلى نظامِ المصلحة العربية المشتركة، القائم على تبادلِ المصالحِ بين بلدانِنا وشعوبِنا ومضاعفتِها. نظام عربي مُمأسس ومُقَوْنن في إطارِ اتفاقياتٍ ثنائيةٍ ومشتركة بما يتبلورُ تدريجياً وبثبات، سوقاً عربيةً مشتركة تنظّمُ التعاونَ بين اقتصاداتِنا الوطنية في انتقالِ الأشخاصِ والسلعِ والخدماتِ على أنواعها".
مباحثات عون في العراق ركزت على المواضيع الاقتصادية خصوصاً ملف النفط، لكن الأساس أيضاً كان التعاطي الأمني والتنسيق الاستخباراتي بين البلدين، وهناك مشاكل مشتركة في ما يتعلق بتشارك الحدود مع سوريا وضرورة ضبطها، إضافة إلى المعاناة المشتركة من الميليشيات الخارجة عن سيطرة الدولة، وضرورة حفظ أمن البلدين، ومواجهة التحديات الأمنية المشتركة.
الرئيس عون، قبيل مغادرته بغداد، أجرى اتصالاً بنجل المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني، السيد محمد رضا السيستاني، اطمأن إلى صحته وصحة والده، متمنياً له الشفاء العاجل، "على أمل أن تتاح له فرصة زيارته لاحقا". وقد شكر السيد محمد رضا السيستاني الرئيس عون على مبادرته، متمنياً له "دوام التوفيق في مسؤولياته الوطنية".
كما زار عون البطريركية الكلدانية، والتقى الكاردينال لويس روفائيل ساكو.
عاصفة الرسوم على المحروقات
لم يمر قرار الحكومة وضع رسوم على المحروقات بسهولة، إذ بدأت حملة عنيفة من باب أنه يُرهق المواطنين.
القصة بدأت حين طلب وزير الدفاع الزيادة، وأن المنح التي أعطيت للقطاع العام لم تلحق العسكريين.
وزير المال ألحّ على واردات سريعة، وكان البنزين الأكثر إيراداً، بحجة أن سعره في لبنان أرخص من معظم الدول المجاورة. وفي رأي وزير المال، فإن انخفاض سعر البنزين عندنا دليل على تهريبه إلى سوريا، حيث يباع بسعر أغلى. وأن هذا القرار سيساعد في تخفيف زحمة السير والتلوث، وكأن النقل العام في أفضل حال!
كانت الفكرة في البداية وضع رسوم على البنزين ولكن نصّ القرار على وضع رسم على المازوت يساوي ضعف الرسم على البنزين، ما سينعكس سلباً على مولدي الكهرباء والصناعيين.
وكان أحد وزراء "القوات" قد طرح فكرة الجمارك التي يتم من خلالها التهريب وعدم الإفصاح عن السعر الحقيقي للفواتير، مما يحرم خزينة الدولة من ملايين الدولارات.
وللتذكير، إن أحد الوزراء السابقين عندما اجتمع مع سفير الصين قال له: "نحن نستورد من الصين بملياري دولار"، فأجابه السفير: "خطأ أنتم تستوردون بـ 4 مليارات". وهذا يعني أن الخزينة تخسر أكثر من 500 مليون دولار من جراء الغش في الفواتير، من خلال المعابر الشرعية وليس فقط من معابر التهريب.
كما شدد أحد وزراء "القوات" على أن الحكومة ملتزمة الإصلاح والإصلاح، يعني وضع سياسة اقتصادية قبل أي زيادة ضريبية، وإلّا نكون نكرر أخطاء الماضي.
وفي النهاية اتخذ القرار بالتوافق، ولو حصل اعتراض من وزيرين أو ثلاثة لم يكن ليتغير شيء. وفي المعلومات أن القرار لم يصدر عن وزارة الطاقة بل عن مجلس الوزراء، فوزير الطاقة كان في أميركا، ولكن وزير الصناعة جو عيسى الخوري تناقش مع الرئيس نواف سلام، خصوصاً أن القرار سيثير الصناعيين ويحد من تنافسية الصناعات اللبنانية.
حاصباني: الرسوم لن تذهب للجيش 
وفي السياق، اعتبر نائب رئيس مجلس الوزراء السابق النائب غسان حاصباني، أن القرار الذي جاء مفاجئاً وبغياب وزير الطاقة لن يخدم الهدف الأساسي الذي طرح من أجله، وهو تمويل العسكريين. فذلك يتطلب قانون زيادة اعتماد يقر في مجلس النواب.
كما أن من الواجب تحصيل الرسوم الجمركية والضرائب الحالية قبل طرح رسوم جديدة، كما أكدنا مراراً في مجلس النواب وفي الحكومة وفي الإعلام. ويضيف حاصباني أنه حتى لو تم تحصيل الزيادات من الرسوم فإنها لا تذهب إلى الجيش، لأنها تحتاج إلى قانون في مجلس النواب لفتح اعتماد للصرف.
مصدر مطلع سأل عبر "نداء الوطن": لماذا لم تفرض رسوم على أرباح شركات استيراد المحروقات بدلاً من فرضها على المواطنين؟ وتوقع أن هذا القرار سيزيد في أرباح الشركات.
أورتاغوس وعاصفة "إقالتها"
عاصفة أثارها خبر إعفاء الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس من مهامها في لبنان. مصادر ديبلوماسية كشفت لـ "نداء الوطن" أن المسألة ليست قريبة، وأن الدبلوماسية الأميركية ناشطة على مستوى الملف اللبناني، ولا انطباع في الدوائر الدبلوماسية أنها تحضِّر الملفات لمَن سيخلفها.
وتضيف المعلومات أن أورتاغوس مصرَّة على الحصول على أجوبة واضحة في موضوع سلاح "حزب الله"، وعلى أن تتضمن الأجوبة جدولاً زمنياً بتسليم السلاح. وتعتبر أن عدم وفاء لبنان بالتزاماته يعني أنه لا يريد الشراكة مع واشنطن، وغير مهتم بعودة الاستثمارات إليه. وتكشف المصادر الدبلوماسية أن هناك انسجاماً بين واشنطن والرياض حول الملف اللبناني، والتواصل يومي بين البلدين.
وتختم المصادر أنه في حال جرى تبديل أورتاغوس فإنه ستتم ترقيتها من خلال تعيينها سفيرة وربما في بلد عربي.
وعلمت "نداء الوطن" أن زيارة أورتاغوس إلى لبنان قائمة ولم تبلغ الدولة اللبنانية بأي تغيير، وقد تكون زيارة وداعية، علماً أن استبدالها حصل بسبب أمور تخص الإدارة الأميركية ولا علاقة للملف اللبناني فيها، لأن الموقف الأميركي تجاه لبنان ثابت في دعم سيادته وفرض سلطة الدولة.
عرقجي يلتقي رجّي غداً
وزير الخارجية الإيراني عباس عرقجي في بيروت اليوم، وفي برنامج لقاءاته اجتماع مع وزير الخارجية يوسف رجّي، وعلم أن الإجتماع لن يعقبه مؤتمر صحافي مشترك.
وفي خصوص اللجنة التي تكلم عنها الرئيس نبيه بري لإعداد طلب التجديد لـ "اليونيفيل"، كشفت معلومات وزارية أن الاقتراح صاحبه وزير الخارجية وليس بري، وأن رجي بحثه مع الرئيس عون، وأن الرئيسين عون وبري وافقا عليه. وتضيف المعلومات أن اللجنة ستكون برئاسة رجي وتضم ممثلين عن عون وبري وسلام ووزير الدفاع وقيادة الجيش، وأن الاجتماع الأول سيكون قبل عيد الأضحى، والسبب أن الوضع ضاغط ومعقد والعمل سيتم مع فرنسا صاحبة القلم، وهي من رأي لبنان الذي يطالب بألا تتعدل مهام "اليونيفيل"، وأنه سيرسل رسالة بهذا الخصوص.
من جهة ثانية يصل الوفد الفلسطيني برئاسة عزام الأحمد في الساعات المقبلة إلى بيروت لبحث ملف جمع السلاح الفلسطيني في المخيمات.
"فيتو"على مطار القليعات؟
علمت "نداء الوطن" أن هناك برودة في ملف التعاطي مع إعادة تشغيل مطار القليعات بعد الوعود والاندفاعة التي حصلت، وتطرح علامات استفهام عن الأسباب، وهل هي سياسية تتمثل بعودة فيتو "حزب الله"، أو إدارية بسبب الروتين الإداري، ونتيجة لذلك تستعد بلديات عكار وفاعلياتها للتصعيد في حال لم يتم الوفاء بالالتزامات، وسيلتقي النائب وليد البعريني اليوم وزير الأشغال فايز رسامني لبحث الملف، وسيطلب موعداً من رئيسي الجمهورية والحكومة لهذا الغرض.

 

 

 

 

"الجمهورية":

يستقبل لبنان اليوم وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في زيارة يُتوقع أن تعكس في طياتها بعض المعطيات عمّا آلت إليه المفاوضات الأميركية ـ الإيرانية الجارية برعاية سلطنة عمان، في ظل توقعات بتوصلها إلى اتفاق قريبا. فيما يُنتظر أن يستقبل الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس أواخر الأسبوع على الأرجح، في زيارة قد تكون الأخيرة لها للبنان قبل انتقالها إلى موقع آخر في الإدارة الأميركية.
قالت مصادر سياسية لـ"الجمهورية"، إنّ لبنان سيكون في دائرة الاستقطاب الإيراني - الأميركي المباشر، لافتةً إلى أنّ وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يزور بيروت اليوم، بينما من المتوقع أن تزورها الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس قريباً.
وأشارت هذه الأوساط إلى أنّ هاتين الزيارتين تكتسبان دلالات سياسية مهمّة في هذا التوقيت، وهما تعكسان طبيعة المرحلة التي يمرّ فيها لبنان وسط التجاذب بين خيارات متعارضة. ولفتت إلى أنّ المسار الذي ستتخذه المفاوضات الإيرانية ـ الأميركية سينعكس حتماً على لبنان في شكل او بآخر، فإذا اتفقا تصبح البيئة الإقليمية - الدولية المحيطة بالبلد ملائمة لمزيد من الانفراجات والاستقرار، واذا اختلفا تغدو تأثيرات تلك البيئة سلبية.
وتوقفت الأوساط نفسها عند احتمال مغادرة أورتاغوس منصبها قريباً، معتبرةً أنّ أي بديل منها سيكون بالتأكيد أفضل منها في ما خصّ الملف اللبناني، بعدما ظهرت نافرة ديبلوماسياً في التعاطي معه، وإن تكن السياسات العامة لا يرسمها الأشخاص بل الرئيس الأميركي وإدارته، ولكن يبقى انّ للشخص بصمته التي قد تسهّل الامور او تعقّدها.
تغييرات أميركية
وكانت "القناة 14" الإسرائيلية القريبة من رئيس الوزراء الإسرائيلي ينيامين نتنياهو أفادت أمس، أنّ أورتاغوس، نائبة المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف والمسؤولة عن "حقيبة لبنان" في إدارة الرئيس دونالد ترامب، ستُغادر منصبها قريباً.
ووصفت القناة هذه الخطوة بأنّها "ليست خبراً جيداً لإسرائيل"، نظراً إلى الدور الذي أدّته أورتاغوس في دعم جهود نزع سلاح "حزب الله".
وفي موازاة مغادرة أورتاغوس، كشفت القناة الإسرائيلية عن طرد ميرف سارين، وهي أميركية من أصل إسرائيلي كانت تتولّى مسؤولية "ملف إيران"، إلى جانب إريك تراجر الذي أشرف على ملفات "الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" داخل مجلس الأمن القومي الأميركي. وكان الاثنان يُعدّان من أبرز الداعمين لـ"إسرائيل" في الإدارة الحالية.
وأوضحت القناة أنّ تعيين سارين وتراجر تمّ في عهد مستشار الأمن القومي السابق مايك والتز، قبل أن يُقيله ماركو روبيو، الذي يشغل حاليًا منصب وزير الخارجية، ويتولّى موقتًا مسؤولية الأمن القومي بعد مغادرة والتز لتولّي منصب السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة.
وأشارت إلى أنّ هذه الإقالات ليست مرتبطة بمواقف الشخصين، بل تأتي في سياق نهج ترامب القائم على إعادة هيكلة مجلس الأمن القومي، وتحديدًا تقليص نفوذه لمصلحة إدارة السياسة الخارجية من قبل مجموعة ضيّقة من المقرّبين. ولهذا السبب، لا يشغل المنصب حالياً مستشار رسمي للأمن القومي، بل يديره روبيو بصفة موقتة.
عون في العراق
من جهة ثانية، تصدّرت الاهتمامات الداخلية أمس زيارة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الرسمية لبغداد، التي كان توجّه اليها صباحاً ليعود منها بعد الظهر، بعدما التقى نظيره العراقي عبد اللطيف رشيد، ورئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، وكان تأكيد على استمرار الدعم العراقي للبنان، وترحيب بانتظام العمل بالدولة ومؤسساتها في لبنان بعد انتخاب رئيس الجمهورية.
واكّد عون خلال محادثاته مع المسؤولين العراقيين، "انّ اللبنانيين لن ينسوا دعم العراق والعراقيين لهم في مختلف الظروف، وخصوصاً خلال الحرب الأخيرة التي عاشها لبنان". وأشار إلى وجود كثير من المشاريع المشتركة بين البلدين، والتي تعود بالنفع عليهما معاً، لافتاً إلى كثرة التحدّيات، لا سيما موضوع الإرهاب، والذي يلقى عناية كبيرة من الجانبين. واعتبر "انّ ما يجري في غزة أمر غير مقبول، وعلى المجتمع الدولي التحرك فوراً للتصدّي للحالات غير الإنسانية التي تسود في غزة، وهي مسؤولية تقع على عاتق هذا المجتمع".
ومن جهته، أبدى الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد ارتياحه لما شهدته الأوضاع اللبنانية من تحسن في الفترة الأخيرة، مشيراً إلى انّ هذا الشعور يخالج العراقيين جميعاً. وأكّد الاستعداد للتعاون في المجالات كافة، متمنياً النجاح للبنان في ظل قيادة الرئيس عون وفي ضوء التطورات الإيجابية التي يشهدها البلد، مؤكّداً وقوف العراق إلى جانب لبنان.
مواقف الرئيسين عون ورشيد جاءت خلال القمة اللبنانية- العراقية التي عُقدت في القصر الرئاسي العراقي (قصر بغداد) في العاصمة العراقية.
وكان الرئيس عون استهلّ زيارته الرسمية إلى العراق، بلقاء نظيره العراقي وعقد لقاء قمة استغرق نحو 30 دقيقة، تمّ خلاله عرض الأوضاع العامة في المنطقة، والجهود التي يبذلها البلدان لتعزيز الاستقرار والأمن في ربوعهما.
وتوقف عون خلال جلسة المحادثات الموسعة عند الاعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة على لبنان، واستمرار الإسرائيليين في احتلال النقاط الخمس داخل الأراضي اللبنانية، وعدم الانسحاب منها، والامتناع عن تسليم الأسرى، وهي كلها أمور تقوّض جهود السلام واستكمال انتشار الجيش اللبناني تنفيذاً للقرار الدولي 1701، الذي التزم به لبنان. ثم تطرّق الحديث إلى العلاقات مع سوريا، حيث اكّد الرئيس عون على أنّ التنسيق قائم بين الجانبين على الصعيد الأمني، لضبط الحدود وتفادي نشوء إشكالات جديدة كالتي حصلت في الفترة الأخيرة، وتعزيز التعاون الأمني في هذا المجال بين البلدين لما فيه مصلحتهما معاً.
وانتقل عون إلى مقر رئاسة الحكومة العراقية، حيث التقى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وأكّد عون أنّ "اللبنانيين يحفظون بامتنان المبادرات العراقية لمساعدتهم، في لائحة يطول تعدادها، خصوصاً في الأزمة الأخيرة التي مرّ فيها نتيجة الحرب الإسرائيلية عليه". ولفت إلى "وجوب تعزيز التعاون بين مختلف الإدارات العراقية واللبنانية، وإلى أهمية التعاون بين الجيشين العراقي واللبناني".
وشدّد عون على "وجوب التعاون لدعم لقضية الفلسطينية في المحافل الإقليمية والدولية وحل الدولتين، وفقاً للمبادرة العربية التي أقّرتها قمة بيروت 2002، وضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية". وقال: "نحن بحاجةٍ ماسةٍ إلى قيامِ نظامِ المصلحة العربية المشتركة... نظامٌ قائمٌ على تبادلِ المصالحِ المشتركة بين بلدانِنا وشعوبِنا... وتنميتِها ومضاعفتِها ... نظامٌ عربيٌ مُمأسسٌ ومُقَوْننٌ في إطارِ اتفاقياتٍ ثنائيةٍ ومشتركة... بما يتبلورُ تدريجياً وبثبات، سوقاً عربيةً مشتركة ... تنظّمُ التعاونَ بين اقتصاداتِنا الوطنية كافة... في انتقالِ الأشخاصِ والسلعِ والخدماتِ على أنواعها... وكما قلتُ في القاهرة أكرّرُ من بغداد... قد نبدأُ من مجالٍ واحدٍ، أو بين بلدين اثنين فقط... ثم نتوسّع... هكذا قامت اتحاداتُ المصالحِ الاقتصادية في عالمِنا المعاصر... وقد آنَ الأوانُ لنا، لنحيا أحراراً كِراماً، في هذا العالم". وتابع: "بهذه الرؤية، نحققُ خيرَ شعوبِنا وبلدانِنا. وبهذه الرؤية، نرى فلسطينَ دولةً مستقلة ضمن سلامٍ عادلٍ شاملٍ لمنطقتِنا، وهو ما نتطلّعُ إلى خطواتِه العملية، عبر المؤتمرِ الذي دعت إليه كلٌ من الشقيقة، المملكلة العربية السعودية، والصديقة فرنسا، هذا الشهر في نيويورك، والذي نؤكّدُ اهتمامَنا به، ومتابعتَنا لتحضيراتِه ومجرياتِه ونتائجِه المرجوة. وبهذه الرؤية، نستعيدُ حقوقَ كلِ بلدٍ من بلادِنا. فلا نكتفي بإدانةِ واجبةٍ، لاعتداءاتِ اسرائيلَ على لبنان، وعلى سوريا، وتأكيدِ رفضِنا ما يُرتكبُ بحقِ المدنيين في غزة".
ووجّه عون دعوة للسوداني لزيارة لبنان، مركّزاً على "تعويل اللبنانيين على رؤية أشقائهم العراقيين في الربوع اللبنانية للترحيب بهم".
نهج العراق
من جهته، اقترح السوداني تشكيل لجنة مشتركة للتبادل التجاري وأخرى للتنسيق السياسي والأمني بين البلدين، لما يعود بالمنفعة عليهما، وهو ما ايّده الرئيس عون. وشدّد السوداني على عمق العلاقات بين البلدين وعلى استعداد العراق الدائم لمساعدة لبنان في المجالات كافة، والرغبة في تطوير وتعزيز هذه العلاقات.
وقال: "أكّدنا في قمة بغداد نهج العراق الساعي إلى تأييد كل ما من شأنه وقف العدوان، وحماية الشعبين اللبناني والفلسطيني. وقد طرح العراق مبادرة الصندوق العربي لدعم جهود التعافي وإعادة الإعمار ما بعد الأزمات والصراع، وهي مبادرة حظيت بتأييد عربي ونعوّل عليها لإنجاز الكثير، خصوصاً خلال فترة رئاستنا للقمة العربية.
تقدّم العراق بدعم اوليّ بقيمة 20 مليون دولار لإعمار لبنان، ومستعدون للعمل وفق الآليات المناسبة لتفعيل واستكمال هذا المسار لمصلحة لبنان، وسنواصل مساعينا انطلاقاً من مسوؤلياتنا خصوصاً هذا العام الذي يتولّى فيه العراق رئاسة مجلس جامعة الدول العربية".
اتصال بالسيستاني
بعد انتهاء اللقاء بينه وبين السوداني، اتصل عون وهو في طريقه إلى المطار، بالسيد محمد رضا السيستاني نجل المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني، مطمئناً إلى صحة والده، ومتمنياً له الشفاء العاجل، آملاً ان يتسنى له زيارته في فرصة لاحقة.
وشكر السيستاني لعون مبادرته متمنياً له "دوام التوفيق في مسؤولياته الوطنية".
مواقف
وعلى صعيد المواقف الداخلية، قال البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في عظة الاحد من بكركي أمس "آن الأوان لأن يوحّد السياسيّون كلمتهم في الشأن العام، في مجتمع متعدّد الثقافات والأديان والأحزاب. على سبيل المثال، نتائج الانتخابات البلديّة والاختيارية، كان ينبغي أن تكون مدّ يد التعاون إلى الخاسرين ديموقراطيًّا، لا مظاهر ربح ورقص وأسهم ناريّة. فهذه تزيد من التشنّج في البلدة الواحدة بين أهلها، وتولّد النزاعات، وتجرح الوحدة، وتخلق العداوة. فالمحبّة توحي وتعلّم عكس ذلك".
ومن جهته أشار الرئيس السابق للحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط في تصريح له، إلى "انّ القرارات المتسرّعة قد تعيد البلاد إلى دوامة نحن بغنى عنها، لذا افضل الإصلاح الجدّي والمدروس".
ولاحظ المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أنّ "لبنان الغارق بالأزمات العميقة يعاني من فريق غير قادر على إدارتها، فالحكومة اللبنانية بلا أولويات اقتصادية أو مالية، وفريقها فاشل يعيد إغراق البلد بعقدة الأزمات الهيكلية المتراكمة". واعتبر أنّ "وعود الحكومة بالإنقاذ الاقتصادي تحترق بقرار رفع أسعار المحروقات الذي يفاقم الأزمات ويزيد من أعباء السقوط العمودي للاقتصاد الهش.
وأكّد أنّ الحكومة "تفاجئ المواطنين بقرارات ارتجالية تضرب بنية الأمل بالإنعاش الاقتصادي، وتُلحق الضرر المباشر بقطاعات حيوية كالصناعة والزراعة، وتُصيب الطبقة الفقيرة في الصميم". ووصفها بأنّها "بلا رؤية، تتخبّط بقرارات لا تراعي أولويات البلد، وتلعب بنار المحروقات، والإغراق المالي، والفشل السياسي، إضافة إلى التزامات دولية فادحة تكاد تحرق ما تبقّى من لبنان".

 

 

 

 

"النهار":

عون: إن العراق هو بلدنا الثاني، والعلاقات بين البلدين عميقة ومتجذرة في التاريخ، وأتيت إلى بغداد لشكر العراق والعراقيين باسم الشعب اللبناني، على وقوفهم إلى جانب لبنان خلال الظروف الصعبة التي عصفت به
على الأهمية التي تكتسبها الجولات العربية لرئيس الجمهورية العماد جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، وكان آخرها أمس زيارة الرئيس عون لبغداد، إلا أنها لا تحجب ملامح إرباك صار من الصعب تجاهله في واقع تماسك الحكم والدولة أمام العديد من الملفات والاستحقاقات الحيوية. ذلك أن التوتر الذي صعد إلى واجهة المشهد السياسي في السجالات التي دارت بين "حزب الله" ورئيس الحكومة سرعان ما تفشّت تداعياته لتضم إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري. ولم يقف الأمر عند "رسالة" إعلامية خاطفة وجّهها بري إلى سلام ليؤكد عدم التمايز بين موقفه وموقف "حزب الله"، بل إن "وحدة الحال" في الحكم بدت مهتزة أمام واقعتين لم تثارا إعلاميا ولكن اصداءهما ترددت في الكواليس السياسية ولو ظلت مكتومة. الأولى، تمثلت في اجتماع أمني رفيع المستوى عقد في بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية وخصّص للبحث في إجراءات سحب السلاح الفلسطيني من المخيمات بما أثار التساؤل عن تغييب رئيس الحكومة عن اجتماع بهذه الأهمية. والثانية، تمثلت في "مبادرة" الرئيس بري إلى الكشف عن أنَّ مسألة طلب التجديد للقوات الدولية العاملة في لبنان "اليونيفيل" تصدّرت الاجتماع الذي عقده مع رئيس الجمهورية جوزف عون قبل يومين، كاشفاً أن هناك لجنة تشكلت لإعداد نص الرسالة بهذا الخصوص إلى مجلس الأمن الدولي لطلب التجديد من دون أيّ تعديل. وهو الأمر الذي أثار مجدداً الاستغراب حيال "تفرّد" رئيس السلطة التشريعية بإعلان قرارات تنفيذية تتصل بصلاحيات حكومية أولاً، وبصلاحية وزارة الخارجية تحديداً. وفي هذا الإطار، عُلم أن الرئيس نواف سلام سيزور اليوم رئيس مجلس النواب في مقره في عين التينة.
يحصل ذلك ولبنان يستعد لحركة ديبلوماسية قد تنطوي على وضعه أمام معطيات خارجية مؤثرة جديدة. ففي وقت كانت أنظار المسؤولين تترقب الزيارة الثالثة لنائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس للبنان، فوجئت بيروت بالتقارير الصحافية عن مغادرة أورتاغوس منصبها بعدما أُبلغت أنه سيتم نقلها إلى منصب آخر داخل إدارة ترامب. وأفادت التقارير أن أورتاغوس كانت ترغب في أن تُعيَّن مبعوثة خاصة إلى سوريا، لكن المنصب أُعطي بدلاً منها لتوم باراك. وسيقوم ستيف ويتكوف هذا الأسبوع بالإعلان عن بديل مورغان، وذلك وفقاً لمصادر في البيت الأبيض.
في السياق، تحدثت القناة 14 الإسرائيلية أنّ أورتاغوس ستغادر منصبها قريباً وأنّ "هذا ليس خبراً ساراً لإسرائيل، فقد كانت أورتاغوس مؤيدة بشدة لإسرائيل وعملت بحزم على مسألة نزع سلاح حزب الله". وفي بيروت بدا واضحاً أن أي جهة لا تملك الجزم بعد، وفي انتظار تبلّغها معلومات رسمية من واشنطن، ما إذا كانت أورتاغوس ستقوم بزيارتها المرتقبة أم سيكون هناك تبديل واسع في تعيين البديل والآلية والأجندة التي اعتمدتها.
كما أن بيروت ستستقبل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الذي يصل اليوم ويجري غداً لقاءات مع الرؤساء الثلاثة ووزير الخارجية يوسف رجي. وهي زيارة سيجري رصد أهدافها في ظل الأولوية التصاعدية لملف نزع سلاح "حزب الله" وموقف إيران منه، كما في ظل المعطيات المتصلة بالمفاوضات النووية بين أميركا وإيران وانعكاسات فشلها أو نجاحها.
عون في بغداد
في ظل هذه الأجواء، اتّسمت زيارة الرئيس جوزف عون الرسمية أمس للعراق بدفء ديبلوماسي لافت، والتقى نظيره العراقي عبد اللطيف رشيد في قصر الرئاسة العراقي حيث عقد الرئيسان لقاء استغرق نحو 30 دقيقة، ثم عقد لقاء موسع، رحب خلاله الرئيس العراقي بضيفه اللبناني في "بلده الآخر" العراق. وأبدى الرئيس رشيد ارتياحه لما شهدته الأوضاع اللبنانية من تحسّن في الفترة الأخيرة، مشيراً إلى أن هذا الشعور يخالج العراقيين جميعاً. وأكد الاستعداد للتعاون في المجالات كافة، متمنياً النجاح للبنان في ظل قيادة الرئيس عون وفي ضوء التطورات الإيجابية التي يشهدها البلد، مؤكداً وقوف العراق إلى جانب لبنان.
بطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق والعالم مار لويس روفائيل الأول ساكو، مستقبلاً الرئيس عون في مقر البطريركية في بغداد.
بطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق والعالم مار لويس روفائيل الأول ساكو، مستقبلاً الرئيس عون في مقر البطريركية في بغداد.
وردّ الرئيس عون: وقال: "إن العراق هو بلدنا الثاني وإن العلاقات بين البلدين عميقة ومتجذرة في التاريخ، وأتيت إلى بغداد اليوم لشكر العراق والعراقيين باسم الشعب اللبناني، على وقوفهم إلى جانب لبنان واللبنانيين خلال الظروف الصعبة التي عصفت بهم"، لافتاً إلى أن اللبنانيين لن ينسوا هذه المبادرات الكريمة لا سيما إرساليات النفط التي ساعدت على توفير حلول عملية لأزمة الكهرباء والطاقة بشكل عام. كما تحدث عن احتضان العراق للبنانيين خلال الحرب الأخيرة، والعمل على إعادتهم إلى بلدهم الأم بمبادرة كريمة منهم. وأشار إلى وجود الكثير من المشاريع المشتركة بين البلدين والتي تعود بالنفع عليهما معاً، لافتاَ إلى كثرة التحديات لا سيما موضوع الارهاب.
وفي لقاء آخر عقده مع رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، استشهد عون بكلام السيد علي السيستاني، مؤكداً أنّ "السيستاني وضع خارطة طريق للحلّ في تحقيق مستقبل أفضل، وآن الأوان لنا لنحيا أحراراً كراماً في هذا العالم". وشدّد على "أن طموحَنا لهذا الغدِ الذي نأملُه قريباً جداً، لا يُعفينا من واجبِ تقديمِ أصدقِ الشكر، على كلِ ما قدمتموه دوماً للبنان واسمحوا لي ألا أدخلَ في التعدادِ من هباتٍ وتقدماتٍ ومساعداتٍ في شتى المجالات حتى لا أستوقفُكم طويلاً جداً ولا أفي العراقَ حقَه، ولا أُنجزُ التعداد يكفي عرفاناً منا لكم، أنّ كلَ لبنانيٍ باتَ يؤمنُ فعلاً عند كلِ أزمة، بأنّ "الترياقَ من العراق"، ليس قولاً مأثوراً، بل فعلٌ محقق".
أما السوداني، فشدد على ضرورة تطبيق القرار 1701 بشكل كامل غير انتقائي والوقوف باستمرار مع الشعب اللبناني بكل المجالات. وأعلن تقديم دعم أولي 20 مليون دولار لدعم إعمار لبنان.
سمير قصير في ذكراه الدائمة
اليوم 2 حزيران 2025 يصادف الذكرى الـ20 لاغتيال الكاتب والصحافي والناشط سمير قصير أحد أركان الكلمة الحرة الذي كان من كتّاب "النهار" وأعمدتها الفكرية والصحافية والثقافية. قضى سمير قصير غيلةً كما الشهداء الآخرون من نخب ثورة الأرز، ثورة 14 آذار 2005 السيادية الاستقلالية، وهو يرفع لواء التحرر السياسي والسيادي والفكري والثقافي في لبنان وسائر أنحاء العالم العربي. تمرّ عشرون سنة على تغييبه الدموي في جريمة تفجير سيارته، ولكن سمير قصير يمضي في حضور لا يغيب في عقول وقلوب من عايشه كما من لم يعايشه ويتعرّف إليه في إرث فكري وصحافي وثقافي نخبوي يملأ إرثاً إنسانياً كبيراً ونادراً. سمير قصير إلى جانب جبران تويني، بل سبقه بأشهر في سنة الشهادة تلك، سنة 2005، التي خطف الإجرام الاحتلالي الأسدي وأدواته فيها من لبنان نخباً وطنية وسياسية وصحافية وفكرية، سمير كان من بينهم حامل شعلة الثورة الفكرية المعمّمة على أنحاء العرب كلها. في الذكرى العشرين ها هو سمير قصير ينظر من عليائه إلى شرق عربي من بينه لبنان يتمخض بكل ما حملته كلمات سمير من استشراف رؤيوي. تحيّة إلى روحك.
في الذكرى العشرين لاغتيال الصحافي والمؤرّخ سمير قصير، أعلنت مؤسسة سمير قصير أنها تقدّم تحيّة خاصّة ومؤثّرة ضمن الدورة السابعة عشرة من "مهرجان ربيع بيروت"، من خلال التجهيز الفنّي في الهواء الطلق، بعنوان "بيان الحلم" للفنّان روي ديب، من 1 إلى 8 حزيران 2025، في ساحة سمير قصير.
تحمل هذه الدورة طابعاً وجدانياً خاصاً، ولا سيّما أنها تُكرّم أيضاً شخصيتَين مؤثّرتَين في عالم الثقافة والإعلام، لم يُطفئ رحيلهما وهج حضورهما الأبدي: الروائي الكبير إلياس خوري والإعلامية الرائدة جيزيل خوري.
في قلب هذا التجهيز الفنّي ينبض "بيان الحلم" الذي كتبه سمير قصير عام 2004 في أحلك لحظات القمع الشديد، وقد أُعيد تصوّره وإحياؤه اليوم ليبقى دعوة مفتوحة للحلم النابض وإعادة رسم الآفاق السياسية الجديدة.
بعد عشرين عاماً، لا يزال هذا النصّ مصدر إلهام ومرجعية لكل من يجرؤ على أن يحلم بمستقبل أكثر إشراقاً في لبنان وسوريا وفلسطين وكل المشرق العربي.
سيسمع زوّار الساحة صوت إلياس خوري المميّز، وهو يقرأ البيان الذي كتبه مَن كان يسمّيه "أخي الصغير". وعلى الضفة الأخرى، يتردّد صدى صوت جيزيل خوري في المكان، كأنها تقول "إن الحلم ممكن"، على رغم كل ما تفرضه غدرات السياسة وخيبات التاريخ وغيمات الحزن. معاً، يُشكّل صوتاهما بياناً مشتركاً يضجّ بالأمل والمقاومة الثقافية الحقيقية.
العمل الفنّي "بيان الحلم" مُتاح للجميع من 1 إلى 8 حزيران، 2025،  في ساحة سمير قصير، وسط بيروت، من العاشرة صباحاً حتى الثامنة مساءً.

 

 

 

 

الديار

أورتاغوس في زيارة أخيرة الى لبنان قبل مُغادرة منصبها
تفاهم لبناني ــ عراقي على تشكيل لجان تجاريّة ــ سياسيّة ــ أمنيّة

يُفترض ان يبدأ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عزام الأحمد، الذي وصل بيروت أمس الأحد، لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين والفلسطينيين في لبنان في الساعات القليلة المقبلة، لوضع القطار الذي سيحمل السلاح الفلسطيني داخل المخيمات على السكة الصحيحة، من خلال وضع خطة تفصيلية تلحظ آلية التسليم ومراحلها، كما تشمل رؤية واضحة لدور وشكل المخيمات بعد انتهاء التسليم.
القرار اتُخذ ولا تراجع
وتؤكد مصادر لبنانية رسمية ان "قرار افراغ المخيمات من السلاح، وبسط سلطة وسيطرة الدولة اللبنانية على اراضيها كافة اتُخذ، وهناك غطاء دولي كبير يواكب العملية. وبالتالي لا تراجع عنه ايا كانت التحديات والضغوط"، لافتة لـ"الديار" الى ان "هذا الاسبوع سيكون حاسما في هذا المجال، بحيث سيتضح مدى جدية الطرف الفلسطيني، الذي يُنتظر منه الايفاء بتعهداته، خاصة وان الطرف اللبناني يتمسك بمهلة منتصف الشهر الحالي لانطلاق الخطوات العملية ، التي يفترض ان تبدأ بتسليم السلاح المتواجد في مخيمات بيروت". 
وتشير المصادر الى ان "هناك قوى لبنانية دخلت على الخط لتخريب هذه العملية، لانها تعي الا مصلحة لها بذلك، فاذ بها بدأت تروج لمنطق ان هناك تسرّعا ببت الموضوع، وبأن مصير السلاح الفلسطيني في لبنان يفترض ان يكون مرتبطا بمصير الوضع العام في المنطقة".
ونبهت من "دعوة البعض لاستبدال قرار تسليم السلاح داخل المخيمات بتنظيمه، كما من طرح مقايضة السلاح بالحقوق"، قائلة:"كل ذلك يُراد منه الاطاحة بالقرار اللبناني- الفلسطيني المشترك".
وتشدد المصادر على ان "الطابة راهنا في الملعب الفلسطيني، والطرف اللبناني لن يتساهل مع اي محاولة للالتفاف على التعهدات، التي اعطاها صراحة الرئيس الفلسطيني محمود عباس للرئيس اللبناني العماد جوزيف عون". 
وداعاً اورتاغوس!
وتتجه الانظار كذلك هذا الاسبوع على الزيارة المرتقبة للمبعوثة الاميركية مورغن اورتاغوس، وان كان الاعلان عن مغادرة منصبها تماما، ترك ارتياحا في صفوف كثير من اللبنانيين، الذين اعتبروها منحازة تماما "لاسرائيل" واجندتها.
فقد كشف الصحافي "الإسرائيلي" في القناة 14 "الإسرائيلية" تامر موراغ، أن أورتاغوس المسؤولة عن ملف لبنان في الإدارة الأميركية، ستغادر منصبها قريبا، معتبرا أنّ "هذا ليس خبرا سارا لإسرائيل، فقد كانت أورتاغوس مؤيدة بشدة لإسرائيل، وعملت بحزم على مسألة نزع سلاح حزب الله".
كما أشارت الصحافية الأميركية لورا لومر القريبة من البيت الأبيض، في تغريدة على حسابها في منصة "إكس" إلى أن "أورتاغوس كانت ترغب في أن تعين كمبعوثة خاصة إلى سوريا، لكن المنصب مُنح إلى توم باراك". وأضافت: "ويتكوف سيكشف عن بديل مورغان أورتاغوس هذا الأسبوع".
واشارت مصادر لبنانية مواكبة لحركة اورتاغوس الى انه "صحيح ان اجندة الادارة الاميركية للبنان واحدة، ولا تتغير مع تغير المبعوثين، لكن شخصية اورتاغوس ومواقفها الحادة كاتت تستفز فريقا كبيرا في البلد، وبالتالي قد يكون من المفيد للبنان تعيين شخصية اكثر ديبلوماسية". واضافت المصادر لـ"الديار":"على كل الاحوال، فان المسؤولين اللبنانيين ينتظرون ان يسمعوا من اورتاغوس موقفا اميركيا واضحا بخصوص التجديد لقوات اليونيفيل، في ظل ما يتردد عن رفض اميركي- "اسرائيلي" للتجديد ودفع باتجاه انهاء مهام هذه القوات. كذلك سيحاول هؤلاء تبيان اذا كانت فترة السماح الاميركية لحل مسألة سلاح حزب الله شمالي الليطاني طويلة، او اذا كانت قاربت من نهايتها وما ستكون تداعيات ذلك".
التطورات الميدانية
ميدانيا، واصلت "اسرائيل" يوم امس خروقاتها لاتفاق وقف النار، حيث أعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة في بيان، عن سقوط شهيد في الغارة التي شنها العدو "الإسرائيلي" واستهدفت دراجة نارية في بلدة أرنون قضاء النبطية. 
كما اصيب شخص جراء استهداف مسيرة معادية لسيارة من نوع "رابيد" على طريق عيتا الشعب - دبل في قضاء بنت جبيل.
زيارة شكر للعراق
في هذا الوقت، كان رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون يقوم بزيارة سريعة الى العراق، التقى خلالها الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني.
وكانت الزيارة بشكل اساسي لتقديم الشكر للعراق لكل ما قدمه للبنا،ن سواء خلال الحرب "الاسرائيلية" الاخيرة، او بموضوع الفيول للحد من ازمة الكهرباء.
واكد مصدر واكب عن كثب الزيارة انها "اعادت التأكيد على عمق العلاقات اللبنانية- العراقية، بعد نوع من البرودة التي سادت في الاسابيع الماضية، على خلفية تصريحات الرئيس عون عن الحشد الشعبي ، واستدعاء وزارة الخارجية العراقية السفير اللبناني في بغداد"، مشددة في لـ"الديار" على ان "الحفاوة التي لقيها عون والوفد المرافق تؤكد ان ما حصل كان غيمة صيف عابرة". 
ومن العراق أكد عون أنّ "ان العراق هو بلدنا الثاني، وان العلاقات بين البلدين عميقة ومتجذرة في التاريخ"، وقال:"أتيت الى بغداد لشكر العراق والعراقيين باسم الشعب اللبناني، على وقوفهم الى جانب لبنان واللبنانيين خلال الظروف الصعبة التي عصفت بهم"، لافتاً الى ان "اللبنانيين لن ينسوا هذه المبادرات الكريمة ، لا سيما ارساليات النفط التي ساعدت على توفير حلول عملية لازمة الكهرباء والطاقة بشكل عام".
وعدّد عون الاصلاحات التي تعمل الحكومة اللبنانية على تنفيذها في شتى المجالات، خصوصاً منها الاقتصادية والمالية، اضافة الى العمل على تحسين باقي الملفات ومعالجتها. وتوقف عند الاعتداءات "الاسرائيلية" المتكررة على لبنان، واستمرار "الاسرائيليين" في احتلال النقاط الخمس داخل الاراضي اللبنانية وعدم الانسحاب منها، والامتناع عن تسليم الاسرى، "وهي كلها امور تقوّض جهود السلام واستكمال انتشار الجيش اللبناني تنفيذاً للقرار الدولي 1701، الذي التزم به لبنان".
ثم تطرق الحديث الى العلاقات مع سوريا، حيث اكد عون على ان "التنسيق قائم بين الجانبين على الصعيد الامني، لضبط الحدود وتفادي نشوء اشكالات جديدة كالتي حصلت في الفترة الاخيرة، وتعزيز التعاون الامني في هذا المجال بين البلدين لما فيه مصلحتهما معاً". 
من جهته، اكد الرئيس العراقي "الاستعداد للتعاون في المجالات كافة مع لبنان". واقترح رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني "تشكيل لجنة مشتركة للتبادل التجاري، واخرى للتنسيق السياسي والامني بين البلدين لما يعود بالمنفعة عليهما، وهو ما ايّده الرئيس عون". وشدد الرئيس السوداني على عمق العلاقات بين البلدين، وعلى استعداد العراق الدائم لمساعدة لبنان في المجالات كافة، والرغبة في تطوير وتعزيز هذه العلاقات.

 

 

 

اللواء

عون يعود من بغداد بالتأكيد على استمرار التعاون.. وتصفية حساب أميركية مع أورتاغوس والفريق الإسرائيلي

بعد القمة اللبنانية - العراقية التي اعادت الحيوية للعلاقات بين لبنان والعراق، ونقلت شكر اللبنانيين للمساعدات المقدمة، والتشديد على المصالح المتبادلة، ودعم استقرار لبنان، وادانة الاعتداءات الاسرائيلية المتمادية ضد الجنوب والمناطق اللبنانية، واستمرار خرق اسرائيل للقرار 1701، الذي التزم به التزاماً قوياً وثابتاً، يبقى الاهتمام منصباً على مآل الوضع الجنوبي، في ضوء استمرار الاعتداءات الاسرائيلية على الجنوبيين، واللغط الدائر حول التمديد لليونيفيل، في ضوء السعي الاميركي الى انهاء الانتداب، واللجوء الى خيارات اخرى، تتعلق بالمقاربة الجارية لجملة الملفات في الشرق الاوسط.

وقبيل ظهر امس، بثت القناة 12 الاسرائيلية خبراً يتعلق بأن الموفدة الاميركية المكلفة بـ «حقيبة لبنان» في الخارجية الاميركية مورغن اوتارغوس قد تغادر عملها الى وظيفة اخرى.

ولئن عبرت المصادر الاسرائيلية عن استيائها لإبعاد اروتاغوس التي كان ينتظر مجيئها الى لبنان وربما الى اسرائيل نهاية الاسبوع، من دون الاعلان عن اي امر يتعلق بالسفيرة اورتاغوس من الجانب الاميركي.

ومع ذلك، يحيط الغموض بكيفية معالجة الملفات العالقة بلا حلول، من وضع الجنوب والانسحاب الاسرائيلي، الى موضوع السلاح، وصولا الى الدعم المرتقب لإعادة اعمار ما هدمه العدوان الاسرائيلي، وتفعيل الاتصالات مع سوريا بما يكفل معالجة مواضيع الحدود وعودة العلاقات السياسية والاقتصادية الى طبيعتها ولو وفق اطر جديدة، وسط مراوحة رسمية وانتظار في مقاربة هذه الملفات.

وحسب معلومات «اللواء»، يُفترض ان تكون هذه الملفات او بعضها مدار بحث اليوم في زيارة رئيس الحكومة نواف سلام للرئيس بري، اضافة الى موضوع التجديد لقوات اليونيفيل في الجنوب، وفتح الدورة الاستثنائية لمجلس النواب لمناقشة واقرار اقتراحات ومشاريع القوانين الملحة وبخاصة الاصلاحية منها. وذكرت مصادر رسمية لـ «اللواء» حول العمل الحكومي على هذه الملفات، ان البحث الجدي بالتجديد لليونيفيل سيبدأ هذا الشهر، عبر اتصالات مكثفة بعد التسريبات الاميركية عن رفض واشنطن اعتماد التجديد التلقائي وفق القرار السابق واصرارها على تعديل مهامها ومنحها صلاحيات اوسع او استبدالها بقوات متعددة الجنسية. ولكن من الصعب على الادارة الاميركية تعديل القرار لوجود معارضة من الدول الكبرى الثلاث فرنسا صاحبة قلم صياغة قرار التجديد، وروسيا والصين ودوا اوروبية اخرى لها قوات مشاركة في اليونيفيل.

ولكن المصادر اوضحت ان اقصى ما فعلته الادارة الاميركية هو وقف تمويلها لليونيفيل البالغة نحو 54 بالمئة من نفقاتها، وهو مبلغ صعب تعويضه كله من دول اخرى.

وبالنسبة لإعادة الاعمار، قالت المصادر لـ«اللواء»: ما لدى الحكومة حاليا هو قرض البنك الدولي بقيمة 350 مليون دولار مخصص للبنى التحتية، اضافة الى تقديم العراق مبلغ 20 مليون دولار، وسنرى ما يحدث لاحقاً.

واشارت الى انتظار زيارة الموفدة الاميركية مورغان اورتاغوس، غير المحددة بعد، للبت بملف السلاح والانسحاب الاسرائيلي من الجنوب، وسط تسريبات عن انها قد تكون الزيارة الاخيرة الوداعية لها قبل اقالتها من منصبها.

وحول ملف العلاقة مع سوريا قالت المصادر «الشغل ماشي» ولو بطيئاً على المستوى الامني عبر اللقاءات بين ضباط من لبنان وسوريا، لضبط الحدود بشكل نهائي تمهيداً لإجراءت اخرى.

و لفتت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» الى انه مع دخول البلاد في أجواء عطلة عيد الأضحى فثمة ملفات ستحضر بعد مرور هذه المناسبة ولاسيما إستكمال التعيينات في عدد من المراكز التي يقترب الشغور منها اي نواب حاكم المصرف وتعيينات اخرى اساسية، كما تتواصل اللقاءات بين الجانبين اللبناني والفلسطيني في ما خص سلاح المخيمات للاتفاق على الية التنفيذ، في حين ان ثمة قضايا لا تزال محور متابعة.

اما بالنسبةِ الى زيارة نائبة المبعوث الأميركي مورغان اورتاغوس الى بيروت فان لبنان يتحضر لها في ظل الكلام عن تبدُّل مهمتها انما في هذه الزيارة التي تاتي إستكمالا لزيارات سابقة، فتستفسر عن موضوع تسليم السلاح وعن انتشار الجيش في الجنوب وعمل لحتى مراقبة وقف اطلاق النار.

إقالة اورتاغوس!

وفي تطور لافت قبيل زيارتها الى بيروت هذا الاسبوع كما هو متوقع من دون تحديد موعد دقيق بعد، أفادت «القناة 14» الإسرائيلية بأنّ مورغان أورتاغوس نائبة المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف والمسؤولة عن «حقيبة لبنان» في إدارة الرئيس دونالد ترامب، ستُغادر منصبها قريباً.ووصفت القناة هذه الخطوة بأنها «ليست خبراً جيداً لإسرائيل»، نظراً إلى الدور الذي أدّته أورتاغوس في دعم جهود نزع سلاح حزب الله.

في موازاة مغادرة أورتاغوس، كشفت القناة الإسرائيلية عن طرد ميرف سارين، وهي أميركية من أصل إسرائيلي كانت تتولى مسؤولية «ملف إيران»، إلى جانب إريك تراجر الذي أشرف على ملفات «الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» داخل مجلس الأمن القومي الأميركي. وكان الاثنان يُعدّان من أبرز الداعمين لـ«إسرائيل» في الإدارة الحالية.

وأوضحت القناة أن تعيين سارين وتراجر تم في عهد مستشار الأمن القومي السابق مايك والتز، قبل أن يُقيله ماركو روبيو، الذي يشغل حاليًا منصب وزير الخارجية، ويتولى مؤقتًا مسؤولية الأمن القومي بعد مغادرة والتز لتولّي منصب السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة.

وأشارت «إلى أن هذه الإقالات ليست مرتبطة بمواقف الشخصين، بل تأتي في سياق نهج ترامب القائم على إعادة هيكلة مجلس الأمن القومي، وتحديدًا تقليص نفوذه لمصلحة إدارة السياسة الخارجية من قبل مجموعة ضيقة من المقربين. ولهذا السبب، لا يشغل المنصب حالياً مستشار رسمي للأمن القومي، بل يديره روبيو بصفة موقتة».

وترددت معلومات في اكثر من مكان، ان اورتاغوس كانت ترغب بتعيينها موفدة اميركية لسوريا. لكن الرئيس ترامب قرر تعيين توماس باراك، الذي افتتح قبل ايام دار سكن السفير الأميركي بدمشق. في أول زيارة اميركية رسمية منذ إغلاق السفارة الأميركية في العام 2012. وسيتم تعيين اورتاغوس لمهمة اخرى في بلد آخر لم يتم تحديده. ولم يعرف ما اذا كان سيتم تعيين شخص آخر بديلا لها في لبنان من قبل الموفد الاميركي للمنطقة ستيف ويتكوف ام يتولى ويتكوف المهمة ولومؤقتاً.

وستزور بيروت خلال الشهر الجاري، حاملة معها رسالة للسلطات اللبنانية تتصل بالمستجدات وبشكل خاص ما يتعلق بحصر سلاح حزب الله، وقد تكون الزيارة الاخيرة.

عون في بغداد

محلياً، رأت مصادر واسعة الاطلاع ان زيارة عون الى بغداد، عززت التنسيق بين البلدين في مجالات عدة.

وعصراً عاد الرئيس عون، الى بيروت بعد زيارة رسمية للعراق استمرت نهارا واحدا، التقى فيها رئيسي الجمهورية عبد اللطيف رشيد والحكومة محمد شياع السوداني، واجرى معهما محادثات تناولت تعزيز العلاقة على المستويات السياسية والاقتصادية والامنية. اضافة الى مناقشة اوضاع المنطقة لا سيما في غزة وسوريا.

واعلن السوداني تقديم العراق بدعم اوليّ بقيمة 20 مليون دولار لاعمار لبنان، وقال لعون: مستعدون للعمل وفق الآليات المناسبة لتفعيل واستكمال هذا المسار لصالح لبنان، وسنواصل مساعينا انطلاقا من مسوؤلياتنا خصوصا هذا العام الذي يتولى فيه العراق رئاسة مجلس جامعة الدول العربية.

واقترح السوداني تشكيل لجنة مشتركة للتبادل التجاري واخرى للتنسيق السياسي والامني بين البلدين لما يعود بالمنفعة عليهما، وهو ما ايّده الرئيس عون. وشدد الرئيس السوداني على عمق العلاقات بين البلدين وعلى استعداد العراق الدائم لمساعدة لبنان في المجالات كافة، والرغبة في تطوير وتعزيز هذه العلاقات.

واجرى الرئيس عون قبيل مغادرته بغداد، اتصالًا بنجل المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني، السيد محمد رضا السيستاني، اطمأن خلاله الى صحته وصحة والده، متمنيًا له الشفاء العاجل، «على أمل أن تتاح له فرصة زيارته في وقت لاحق».

كما زار عون بطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق والعالم مار لويس روفائيل الأول ساكو، في مقر البطريركية في بغداد.

سعيد: الأزمة المالية نظامية

مالياً، اعتبر حاكم مصرف لبنان كريم سعيد ان «الأزمة القائمة أزمة نظامية نتجت من تراكم الاستدانة العامة لسنوات طويلة اجرت خلالها المصارف استثمارات وتوظيفات مفرطة في الديون السيادية في ظل تراخي مصرف لبنان في تطبيق الانظمة، داعيا المصارف والدولة ومصرف لبنان لتحمل مسؤولية اعادة الودائع ضمن مدى زمن معقول.

عراقجي في بيروت

أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية عن زيارة رسمية سيقوم بها وزير الخارجية عباس عراقجي إلى لبنان، حيث يصل مساء اليوم الاثنين، وحسب معلومات من المصادر الرسمية يتضمن برنامج الوزير عراقجي يوم الثلاثاء (٣ حزيران) لقاءات مع:

الساعة ٩ صباحا وزير الخارجية اللبنانية يوسف رجي في وزارة الخارجية اللبنانية (داون تاون)

الساعة ١١ صباحا رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون

-الساعة ١٢،١٥ ظهرا رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة.

• الساعة ١،٤٥ بعد الظهر رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام.

واعلن المتحدث بإسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، عن زيارة عراقجي إلى مصر الاثنين، ولبنان بهدف التباحث بشأن العلاقات الثنائية، والتشاور بشأن آخر مستجدات المنطقة، خاصة التطورات في فلسطين المحتلة، والتشاور بخصوص التطورات الدولية. وقال: أن زيارة عراقجي تأتي للتأكيد «على اهتمام إيران بتعزيز العلاقات والتنسيق مع دول المنطقة.

ويوقّع الوزير عراقجي خلال زيارته غدا الثلاثاء كتابه كتاب «قوة التفاوض» الصادر عن دار هاشم اللبنانية للطباعة، في حفل يقام في فندق كورال بيتش– الجناح، من الساعة 4:30 حتى 6 مساءً. ويتخلل الحفل لقاء حواري مع الوزير عراقجي.

ملف السلاح

ترى مصادر متابعة ان لا حلولَ قريبة لموضوع سلاح حزب الله، وقد تتأخر معالجة سلاح المخيمات الفلسطينية نتيجة الانقسام الفلسطيني بغياب اي ضمانات للبنان بعدم تجدد العمليات العدائية الاسرائيلية، ولعدم تعرض المخيمات لأي اعتداء او مشكلات امنية كبرى، فيما شواهد الاعتداءات اليومية الاسرائيلية على لبنان قائمة يومياً من دون ان تتحرك الدول المعنية الراعية لوقف اطلاق النار، وذكرى مجازر صبرا وشاتيلا لا زالت ماثلة في عقول الفلسطينيين ووجدانهم، عدا وجود تنظيمات اصولية خارجة عن الاجماع الفلسطيني. واقصى ما يمكن ان يتحقق بموضوع السلاح الفلسطيني هو شكليات معالجته في المخيمات الهادئة في بيروت والبقاع.

وبرغم الكلام «الايجابي» اللبناني والفلسطيني الرسمي في موضوع سلاح المخيمات، لم نسمع اي كلام إيجابي في موضوع سلاح المقاومة اللبنانية حتى الآن، سوى توجه رئيس الجمهورية جوزف عون للحوار مع حزب الله، وموافقة الحزب على هذا الحوار لكن في الوقت المضبوط على الساعة الاقليمية والدولية اذا تحققت انفراجات في الضغط على كيان الاحتلال لتنفيذ المطالب اللبنانية المحقة، واهمها ضمانات حقيقة تنفيذية بوقف العدوان الاسرائيلي الذي باتت اهدافه محصورة فقط في الضغط على لبنان لتحقيق مطالب سياسية صعبة التحقيق.

وفي سياق البحث في تسليم سلاح المخيمات،إستقبل سفير دولة فلسطين لدى لبنان اشرف دبور السبت، رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني السفير رامز دمشقية.

وعرض السفير دبور مع السفير دمشقية «الاوضاع الحياتية والمعيشية المأساوية للاجئين الفلسطينيين في مخيمات الحرمان» .

وهذه القضية ستكون موضع بحث الاسبوع المقبل بين السفير دمشقية ووفد امني لبناني مع وفد امني فلسطيني، الى جانب البحث الاساسي في ملف تسليم سلاح المخيمات للسلطات اللبنانية.

وحسب مصادر متابعة، تمت اثارة كيفية تحسين اوضاع اللاجئين الفلسطينيين بالسرعة الممكنة بالتوازي مع معالجة ملف السلاح في المخيمات.

وحول ما تتعرض «اليونيفيل» أكّد الناطق باسمِها (أندريا تيننتي) أن قواتِ حفظِ السلام تتعرّضُ لاطلاقِ نار، وتصويبِ أشعةِ الليزر باتجاهِ جنودِها, وكذلكَ الامرُ بالنسبةِ الى إطلاقِ المسيّرات، ليسَ فقط في مناطقِ عملِها، إنما أيضا قربَ دورياتِها وفوقَها. وقال: إنّ هذا أمرٌ غيرُ مقبول ويُعَدُّ خرقاً للقرار 1701, كما أنه يُقيِّدُنا ويجعلُ عملياتِنا صَعبةً، لأنّ سلامةَ جنودِنا مهمةٌ جداً، وهذه الامور تُصعِّبُ مهامَنا وتجعلُ دعمَنا للجيش صَعباً أيضاً.

وأضاف تيننتي: أَبلغنا مجلسَ الامن بهده التصرفات وتمّ الإحتجاجُ عليها, وعلى الجيشِ الإسرائيلي الإنسحابُ من المواقعِ الخمسة التي يحتلُّها، ويجبُ استكمالُ الإنتشارِ الكامل للجيشِ اللبناني, ومن دونِ هذه الشروط سيكونُ من الصَعب إعادةُ الإستقرار للجنوب.

الاحتلال يواصل الاغتيالات

واصل الاحتلال الاسرائيلي امس اغتيال العابرين على طرقات الجنوب، فنفذت مسيرة معادية غارة جوية بصاروخ موجه مستهدفة دراجة نارية على طريق بلدة ارنون الشقيف. وافيد عن ارتقاء شهيد هو احمد قاطبي من بلدة ارنون.

وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، بأنّ «طائرة للجيش قامت بمهاجمة والقضاء على أحد عناصر حزب الله الذي ينتمي إلى منظومة الصواريخ المضادة للدروع» .

كما استهدفت مسيرة معادية سيارة على طريق مدخل بلدة بيت ليف ما ادى الى سقوط جريح حسبما اعلنت وزارة الصحة.وأفادت معلومات صحافية عن نجاة المواطن أمين زغلوط من الغارة.

وألقت درون معادية، قنبلة صوتية على بلدة رامية، ولم يفد عن وقوع اصابات. وعصرا استهدفت مسيرة معادية لسيارة من نوع «رابيد» على طريق عيتا الشعب - دبل في قضاء بنت جبيل، ما ادى الى ارتقاء محمد علي سرور شهيداً.

والى ذلك، توغلت قوة للاحتلال من موقع "العباد” وأطلقت الرصاص قرب مواطن وزوجته كانوا يتفقدون منزلهما في الحي الشرقي لبلدة حولا، من دون إصابتهما.

من جهته، قام الجيش اللبناني بفتح طريقٍ أقفلته القوات الإسرائيلية بين حولا ومركبا وتلة العباد.

وكان الطيران الحربي الإسرائيلي حلق صباح اليوم، في أجواء الضاحية الجنوبية لبيروت.

 

 

 

الأنباء

يترقب لبنان زيارة الموفدة الأميركية مورغان اورتاغوس وما ستحمله في جعبتها لا سيما في مسألة التجديد لقوات اليونيفل. والى هذا الملف الذي سيكون موضع رسالة من الحكومة اللبنانية إلى مجلس الأمن الدولي سيثير لبنان مع اورتاغوس تكرارا مسألة الخروقات الاسرائيلية المتواصلة والذي وصفتها مصادر متابعة بالخطيرة جداً على الرغم من تقليل البعض من أهمية ما يحدث، واعتباره امراً عادياً مقارنة بالوضع المتفجر في غزة. المصادر لفتت من جهة أخرى عبر "الأنباء" الإلكترونية الى أن موضوع تسليم السلاح غير الشرعي الى الدولة اللبنانية ما زال محل سجال بين الحكومة بشخص رئيسها نواف سلام ووزير الخارجية يوسف رجي من جهة، وحزب الله وحلفائه من جهة ثانية. إذ تستمر الحملة من قبل الحزب على الرئيس سلام والوزير رجي، مع سعي حزب الله الى كسب الوقت والهروب إلى الأمام من خلال محاولته دق اسفين بين رئيس الجمهورية جوزاف عون والرئيس سلام على قاعدة ان اصرار سلام على حصرية السلاح وقرار الحرب والسلم بيد الدولة اللبنانية هو بنظر حزب الله هزيمة ثانية فيما يعمل الحزب منذ انتهاء الحرب وتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار في تشرين الثاني من السنة الماضية على تصوير نفسه بأنه المنتصر. المصادر كشفت أن حملة الحزب على سلام ووزير الخارجية تنطلق من التشكيك بقدرة الحكومة على سحب السلاح الفلسطيني من المخيمات التي قد تبدأ عملياً في منتصف هذا الشهر بحسب اتفاق الحكومة مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس اثناء زيارته الى بيروت. وهو الحزب يطلب من الفصائل الفلسطينية غير التابعة للسلطة أو لحركة فتح رفض تسليم السلاح والإبقاء عليه لضرورات أمنية. 
عراقجي
وتزامنا، يصل اليوم الى بيروت وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في زيارة تحمل في طياتها الكثير من التساؤلات حول أهدافها وتوقيتها وعما اذا كان سيطرح ورقة حل بالنسبة لحزب الله أم أنه سيتشدد لأن المفاوضات مع الولايات المتحدة لا تسير بشكل جيد أو العكس؟ إذ تأتي الزيارة بعد اعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب عن امكانية التوصل الى اتفاق مع إيران بخصوص ملفها النووي، وأيضا قرب التوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار بين حماس واسرائيل لمدة 60 يوما يتم الافراج خلاله عن 10 اسرى اسرائيليين أحياء، و15جثة.
المصادر ربطت بين توقيت زيارة عراقجي الى بيروت التي تسبق زيارة اورتاغوس وما قد تحمله هذه الاخيرة من رسائل شديدة اللهجة الى الحكومة اللبنانية تتعلق بعدم حسمها موضوع سحب سلاح حزب الله، وتعتقد المصادر ان اورتاغوس سوف تربط موضوع إعادة الإعمار والمساعدات بملف السلاح، ما قد ينعكس سلباً على الموسم السياحي الواعد الذي ينتظره لبنان هذا الصيف. وبرأي المصادر فإن عراقجي سوف يطلب من حزب الله ابداء ليونة في مفاوضاته مع الحكومة بخصوص السلاح، لأن كل المؤشرات توحي بامكانية التوصل الى اتفاق بخصوص ملف إيران النووي، واتفاق لوقف الحرب على غزة. وإبلاغ الحزب بأنه لا يمكنه الرهان على التطورات الإقليمية من أجل التصعيد في الداخل. وان موضوع السلاح يجب أن يحل على أن يعاد قسم منه الى ايران.
عون
على خط آخر وصفت مصادر مطلعة زيارة رئيس الجمهورية جوزاف عون الى العراق بأنها لا تقل اهمية عن الزيارات التي قام بها إلى دول الخليج العربي. وأشار عون في المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده مع رئيس الحكومة العراقي محمد شياع السوداني الى حاجة لبنان لقيام نظام المصلحة العربية المشتركة بين بلداننا وشعوبنا وترتيبها في إطار اتفاقيات مشتركة. مستذكراً العلاقة التاريخية بين بلاد ما بين النهرين ولبنان في العهد الروماني وارتباط شريعة حمورابي بمدرسة الحقوق في بيروت التي دمرت بالزلزال الذي ضرب المدينة سنة 55 قبل الميلاد. داعياً الى حل اشكالية الهوية الوطنية انطلاقاً من موقف أصيل عميق للمرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني في تشرين الثاني الماضي. حين وضع خارطة طريق من خلال دعوة النخب الواعية لاتخاذ العبر من التجارب التي مروا بها في سبيل تحقيق مستقبل أفضل لبلده عبر مبدأ الكفاءة والنزاهة وحصر السلاح بيد الدولة ومكافحة الفساد على جميع المستويات. أما الرئيس السوداني فقد جدد الدعوة امام عون لتطبيق القرار 1701 بالكامل والوقوف باستمرار مع الشعب اللبناني بكافة المجالات.
عملية اوكرانية في العمق الروسي
أكدت روسيا اندلاع النيران بعدد من طائراتها العسكرية، جراء هجوم واسع بمسيّرات أوكرانية، مشيرة إلى توقيف مشتبه فيهم على علاقة بالهجوم.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في رسالة عبر تطبيق" تلغرام"، "في منطقتي مورمانسك وإيركوتسك، اشتعلت النيران في عدّة طائرات بعد إطلاق مسيّرات من منطقة مجاورة مباشرة للمدرجَين"، مضيفة أنّ هذه الهجمات لم تسفر عن سقوط ضحايا، بينما تمّ توقيف "مشاركين".

 

 

البناء

فشل مشروع ويتكوف لانحيازه الكامل لنتنياهو… ومصر وقطر والمقاومة للتفاوض 
ترحيل أورتاغوس لفشلها بإقامة علاقات ثقة مع المسؤولين وأيتامها يوزّعون خطتها

 شنّت طائرات مسيّرة أوكرانيّة هجوماً مفاجئاً على مطارات عسكرية في العمق الروسي بعد تخبئتها على متن شاحنة ونجاحها بالتسلل إلى منطقة قريبة من المطار، والهجوم الذي أسفر عن إحراق أربع طائرات من القاذفات الاستراتيجية، كما قالت مصادر إعلامية أوكرانية، تم وفقاً لمصادر إعلامية روسية بتعاون استخباري غربي تحقق موسكو في هويّات الدول المنخرطة فيه، ولا تستبعد أن يكون لأجهزة أميركية تريد تعطيل مسار العلاقات الإيجابية الناشئ بين الرئيسين الروسي والأميركي يد في الهجوم، وتتوقع مصادر على صلة بملف التفاوض المرتقب اليوم في اسطنبول أن يؤدي الهجوم إلى إحباط المسار التفاوضيّ في ظل غياب أي مؤشرات على وصول الوفد الروسيّ للمشاركة في المفاوضات، بانتظار ردّ روسيّ يتوقع أن يكون من العيار الثقيل.

في مسار اتفاق حول غزة، وصلت مساعي المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إلى طريق مسدود بعدما تبنّى في مشروعه كل رؤية بنيامين نتنياهو ونسف الوثيقة التي عرضها على حركة حماس وقبلتها، وفيما استأنف جيش الاحتلال عمليات القتل والتجويع بحق الشعب الفلسطيني في غزة، واصلت المقاومة عملياتها التي تستهدف جيش الاحتلال بينما أعلن اليمن عن عدة عمليات استهدفت العمق الإسرائيلي منها صاروخ بالستي فرط صوتي استهدف مطار بن غوريون، ما تسبّب بتعطيله لساعات، ضمن خطة لإقفاله تعهّد بها اليمن لفرض حصار جوي وبحري على كيان الاحتلال رداً على الحصار المفروض على غزة.

لبنانياً، كشفت تقارير إعلامية أميركية عن قرار بترحيل نائبة المبعوث الأميركي في المنطقة المكلفة بلبنان مورغان أورتاغوس، وتقول التقارير الإعلامية إن أورتاغوس أبلغت رسمياً بإنهاء مهامها في لبنان ونيّة تشكيلها بملف آخر يرجّح أن يكون النزاع الهندي الباكستاني، أو النزاع الليبي، بعدما رفض طلبها تولي الملف السوري الذي كلّف به الدبلوماسي توماس باراك، باعتباره ملفاً حساساً يحتاج إلى دبلوماسي محترف ولا يحتمل تجارب هواة مثل أورتاغوس. وقالت مصادر إعلاميّة في كيان الاحتلال إن نقل أورتاغوس أصاب المسؤولين في الكيان بالصدمة نظراً لقرب أورتاغوس من قادة الكيان وتغليبها لهويّتها الصهيونية على هويتها الأميركيّة، بينما يتصرّف أيتام أورتاغوس في لبنان وكأنّها باقية في مهامها، فيواصلون توزيع الأنباء عن زيارتها المقبلة، وهي غير مؤكدة من وجهة نظر لبنان الرسمي الذي لم يتبلغ شيئاً عنها، ولا يكتفون بإعلان مواعيد مفترضة تغيرت لعدة مرات لزيارتها بل يتحدثون عن خطط حاسمة وتهديدات تحملها وهم بدورهم يهدّدون من لا يستمع لأوامرها، وهم يعيشون حالة إنكار كاملة لإمكانية شطبها من المعادلة اللبنانية.

يزور وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي اليوم لبنان، ويستهلّ لقاءاته غداً بلقاء مع وزير الخارجية يوسف رجّي فرئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في قصر بعبدا ثم رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة فرئيس مجلس الوزراء نواف سلام في السرايا الحكومية على أن تزور المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس بيروت خلال الأيام المقبلة لمتابعة الملف اللبناني إلى حين تسلّم شخصيّة أميركية أخرى الملف اللبناني. وكانت أفادت «القناة 14» الإسرائيلية بأنّ مورغان أورتاغوس، نائبة المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف والمسؤولة عن «حقيبة لبنان» في إدارة الرئيس دونالد ترامب، ستُغادر منصبها قريباً. ووصفت القناة هذه الخطوة بأنها «ليست خبراً جيداً لإسرائيل»، نظراً إلى الدور الذي أدّته أورتاغوس في دعم جهود نزع سلاح حزب الله.

وتقول مصادر مطلعة إن لبنان ينتظر معرفة الموقف الأميركي من ملفي التجديد لقوات اليونيفيل، ومسألة سلاح حزب الله شمالي الليطاني، وسط تساؤلات حول ما إذا كانت فترة السماح الأميركية قد انتهت، وما ستؤول إليه الأوضاع في حال اتخذت واشنطن موقفًا أكثر تشددًا. وتعوّل المصادر على تعيين الإدارة الاميركية شخصية أميركية أكثر دبلوماسيّة لا سيما أن أسلوب أورتاغوس التصعيدي أدى الى تعقيد المشهد بدل تسهيله، وزيادة التوتر الداخلي اللبناني بين الأطراف المختلفة.

إلى ذلك وبعد السجال الكلامي على خط عين التينة – السراي من المتوقع أن يزور رئيس الحكومة نواف سلام عين التينة اليوم للبحث في ملف إعادة الإعمار وملف السلاح ومن المنطقي أن يضع الرئيس سلام الرئيس بري في أجواء مواقفه والتي حُرّف بعضها، في حين أن لقاء لم يحدد بعد سيعقد في السراي بين رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد والرئيس سلام للبحث والنقاش في الملفات نفسها. وبينما أعلن وزير المال ياسين جابر إلى «أننا ذاهبون الى «التبريد» مع رئيس الحكومة نواف سلام»، مشيراً الى ان «العلاقة مع سلام يجب أن تلاقي طريقها للحل لأن التحديات التي تواجهنا مصيرية»، مؤكداً بان «ملف إعادة الإعمار غير مرتبط بالسلاح بل بالإصلاحات، ونتوقع حصولنا على مليار دولار من أصل 7 مليارات دولار كلفة إعادة الإعمار». اعتبر النائب علي فياض أن أحد أكثر الملفات حساسية، الذي لم يتم تحريكه ولم تؤخذ فيه أيَّ خطوات ملموسة، هي عملية إعادة الإعمار، والحكومة هي قادرة بصورة إجمالية وحتى بخطوات جزئية، أن تباشر بها بقدراتها الذاتية دون أن تنتظر أحداً. تعاطينا بإيجابية على الدوام ومن موقع الناصح والمتعاون، ولأننا شركاء في هذه الحكومة، فإننا حريصون على نجاحها وإنجازها للملفات التي وعدت بها، وفي مقدّمتها ملفات حماية السيادة وإعادة الإعمار، والدفاع عن اللبنانيين. نؤمن بأن هذه المرحلة الحرجة تحتاج إلى حكمة وثبات وتعاون في مواجهة الضغوط العسكرية والسياسية والمالية والاقتصادية التي تمارس ضد لبنان، والتي تهدف إلى إرضاخه وإرضاخ شعبه وابتزاز حكومته للتنازل عن أمور سيادية ومصيرية تتصل بخيارات الأغلبية من شعبه، ونحن من المؤمنين بأن لبنان قادر على تجاوز هذه المرحلة، فيما لو حرصنا على وحدتنا وتفاهمنا وتعاوننا، وتجنَّبنا سوء الحسابات وعقلية الانصياع للخارج».

وأشار الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في تصريح له، إلى أن القرارات المتسرعة قد تعيد البلاد إلى دوامة نحن بغنى عنها، لذا أفضل الإصلاح الجدي والمدروس.

إلى ذلك وصل أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، عزام الأحمد، إلى بيروت امس الاحد في زيارة تحمل أبعاداً سياسية وأمنية دقيقة. إذ تأتي هذه الزيارة في إطار جهود فلسطينية ـ لبنانية لإعادة تنظيم السلاح الفلسطيني داخل المخيمات، ووضع خطة واضحة المعالم لتسليم هذا السلاح بشكل منظم ومدروس. ويحمل الأحمد، الذي من المتوقع أن يبدأ لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين والفصائل الفلسطينية في لبنان خلال الساعات القليلة المقبلة، تصوراً مفصلاً لآلية تسليم السلاح. ولا تقتصر هذه الخطة على الجانب اللوجستي فحسب، بل تتعدّاه إلى رسم رؤية مستقبلية لمخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، بما يشمل إعادة تعريف دورها ووظيفتها بعد إنهاء ملف السلاح.

وتقول مصادر سياسية إن الخطوة التي يجري العمل عليها ليست معزولة عن السياق السياسي الإقليمي والدولي، ولا عن الضغوط المتزايدة التي يواجهها الوجود الفلسطيني في لبنان فهذا التحرّك يأتي في ظل توافق لبناني ـ فلسطيني متنامٍ حول ضرورة إنهاء مظاهر السلاح خارج إطار الشرعية اللبنانية، خاصة في ظل المخاوف من تحوّل بعض المخيمات إلى بؤر توتر أمني قد تُستغل إقليمياً أو دولياً.

وتسأل المصادر هل هناك إرادة فلسطينية ـ لبنانية حقيقية لطي صفحة السلاح في المخيمات، أم أن الضغوط الخارجيّة هي التي تدفع بهذا الاتجاه، مع تأكيدها أن الساعات المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مسار هذه المبادرة، التي تمثل، في حال نجاحها، خطوة مهمة نحو تعزيز الاستقرار في لبنان، وتحقيق قدر من التوازن في العلاقة بين الدولة اللبنانية والمخيمات الفلسطينية، بما يفتح الباب أمام معالجة قضايا أخرى أكثر تعقيداً تتعلق بأوضاع اللاجئين وحقوقهم المدنية والاجتماعية.

جدّد رئيسُ جمهورية العراق، عبد اللطيف رشيد، خلال لقائه في بغداد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، موقفَ بلاده الداعم لأمن لبنان واستقراره والحفاظ على وحدة أراضيه. وأوضح رشيد أنّ العراق «يَبذل، انطلاقًا من مقرَّرات قمّة بغداد، أقصى الجهود بالتنسيق مع الأشقّاء والأصدقاء لدعم الشعب اللبنانيّ»، مؤكّدًا كذلك «أهميّة مواصلة دعم وإسناد الشعب الفلسطينيّ في نَيل حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلّة»، ومُجدِّدًا «دعمَ بغداد لوحدة سورية واستقرارها والحفاظ على سيادتها وأمنها».

أما الرئيس عون فدعا في مؤتمرٍ صحافيّ مشترك مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني عُقِد في بغداد، إلى «إرساء نظامٍ عربيّ للمصلحة المشتركة، قائمٍ على تبادل المنافع بين دولنا وشعوبنا، وتنميتها ومضاعفتها، في إطار اتفاقيّات ثنائيّة وجماعيّة تؤسّس تدريجيًّا وبثبات لسوق عربيّة مشتركة، وتنظّم انتقالَ الأشخاص والسلع والخدمات بمختلف أنواعها». وأضاف: «آن الأوان لأن نحيا أحرارًا كرامًا في هذا العالم».

وعدّد الرئيس عون تحدّيَين رافقا البلدَيْن عبر العقود: – ترسيخ الهويّة الوطنيّة داخل كلّ دولة، بما يكفل التوافق الداخليّ ووحدةَ الدولة، ويحترم خصوصيّات المكوّنات التاريخيّة من دون عزلةٍ أو تطرف، مع صون الحرّيات وحفظ السلم الأهليّ من غير المساس بفعاليّة الدولة. – تأكيد السيادة الوطنيّة في الإقليم والعالم بلا عداوات أو تبعيّة، بحيث تكون كلّ دولة حرّةً مستقلّةً بحقّ، وتشكّل في الوقت نفسه جزءًا من إطارٍ إقليميّ واسع للتعاون والتكامل.

واستشهد عون برؤية المرجع الدينيّ الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني (تشرين الثاني 2024)، التي دعت النخبَ إلى «استخلاص العِبر وإعداد خططٍ علميّةٍ وعمليّة لإدارة الدول، انطلاقًا من الكفاءة والنزاهة، ومنع التدخّلات الخارجيّة، وإخضاع السلاح لسلطة الدولة، ومكافحة الفساد على كلّ المستويات».

وأعلن السوداني من جهته خلال المؤتمر الصحافي مع الرئس عون أنّ حكومتَه «تدعم التوافق السياسي الداخلي في لبنان وتُدين الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على أراضيه». ولفت إلى أنّ العراق «طرح مبادرةَ الصندوق العربي لإعادة إعمار لبنان وحظيت بتأييدٍ عربي»، مذكِّرًا بأنّ بغداد «قدّمت 20 مليون دولار دعمًا للصندوق».

وأعرب رئيس الجمهوريّة عن «تقدير لبنان للدعم العراقي، ولا سيّما المساعدات القيّمة التي قُدِّمت خلال الحرب الأخيرة، وإرساليات النفط التي شكّلت رافدًا حيويًّا في ظروفنا الصعبة، وهي دليلٌ صادق على أصالة الأخوّة العربيّة». وأضاف: «أثق بأنّ المحادثات ستُبرز تطابقًا كاملًا في وجهات النظر حيال ضرورة تعميق التنسيق الأمنيّ، ولا سيّما في مجال مكافحة الإرهاب والتطرّف، انطلاقًا من قناعتنا المشتركة بأنّ أمن بلدينا مترابطٌ وأنّ التحدّيات تتطلّب تضافر الجهود وتبادل الخبرات والمعلومات». وختم الرئيس عون تصريحه بالتأكيد على أنّ الزيارة «تجسّد حرص لبنان على تطوير علاقاته مع العراق في المجالات السياسيّة والاقتصاديّة والثقافيّة والأمنيّة، خدمةً لمصالح الشعبَين الشقيقَين وتعزيزًا لاستقرار المنطقة وازدهارها».

وفي سياق الاعتداءات الإسرائيليّة اليوميّة على الأراضي اللبنانيّة، وسط استمرار احتلال «إسرائيل» لعددٍ من النقاط الحدوديّة، وخرقها المتواصل لوقف إطلاق النار استهدفت مسيّرة معادية لسيارة من نوع رابيد على طريق عيتا الشعب – دبل وقد أصيب سائقها. ليعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة في بيان، عن سقوط شهيد وزعم جيش العدو الإسرائيليّ، في بيان، اغتيال «أحد عناصر حزب الله الذي ينتمي إلى منظومة الصواريخ المضادّة للدروع في منطقة أرنون جنوب لبنان».

وكان قد شنّ الطيران الإسرائيليّ المُسيَّر غارةً جويّة استهدفت سيارةً مدنيّة في بلدة بيت ليف جنوب لبنان، ما أسفر عن إصابة شخصٍ واحد على الأقلّ. كما وشنّ غارةً أخرى استهدفت بلدة أرنون أسفرت عن سقوط شهيد في الغارة .

وأعاد الجيش فتح الطريق الحيويّة التّي تربط بين بلدتي حولا ومركبا وصولًا إلى تلّة العباد، وذلك بعد أن كان جيش العدو الإسرائيليّ قد أقدم في وقت سابق على إقفالها. وتُعد هذه الطريق من المحاور الحيوية الّتي يستخدمها الأهالي للتنقل اليوميّ، كما أنّها تُشكّل ممرًا استراتيجيًّا في المنطقة الحدوديّة. 

 

 

 

 

الشرق

 أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون "ان اللبنانيين لن ينسوا دعم العراق والعراقيين لهم في مختلف الظروف، وخصوصا خلال الحرب الاخيرة التي عاشها لبنان"، مشيرا الى "وجود الكثير من المشاريع المشتركة بين البلدين والتي تعود بالنفع عليهما معا، لافتاَ الى كثرة التحديات لا سيما موضوع الارهاب، والذي يلقى عناية كبيرة من الجانبين". واعتبر "ان ما يجري في غزة امر غير مقبول، وعلى المجتمع الدولي التحرك فوراً للتصدي للحالات غير الانسانية التي تسود في غزة، وهي مسؤولية تقع على عاتق هذا المجتمع".
مواقف عون أطلقها من العراق، التي زارها أمس ليوم واحد، تلبية لدعوة رئاسية، وفي خلال القمة اللبنانية العراقية في القصر الرئاسي في بغداد، التي عقدها ونظيره الرئيس عبد اللطيف رشيد، الذي عبر عن ارتياحه"، "لما شهدته الاوضاع اللبنانية من تحسن في الفترة الاخيرة"، مشيرا الى: "ان هذا الشعور يخالج العراقيين جميعا".
واكد رشيد "الاستعداد للتعاون في المجالات كافة"، متمنيا "النجاح للبنان في ظل قيادة الرئيس عون وفي ضوء التطورات الايجابية التي يشهدها البلد، مؤكداً وقوف العراق الى جانب لبنان".
وكان الرئيسان عون ورشيد عقدا لقاء استغرق نحو 30 دقيقة، تم خلاله عرض الاوضاع العامة في المنطقة، والجهود التي يبذلها البلدان لتعزيز الاستقرار والامن في ربوعهما. أعقبه لقاء موسع إستهله الرئيس العراقي بالترحيب بضيفه اللبناني في "بلده الآخر" العراق. . واستعرض الاوضاع في العراق، مشدداً على اهمية التنسيق بين البلدين في كل المجالات، مشيراً الى توق العراقيين لعودة "ايام العز" الى الربوع اللبنانية، ليشاطروا اشقاءهم اللبنانيين الفرحة بعودة بلدهم الى المكانة التي تليق به، مع العلم ان العراقيين لم يغيبوا ابداً عن لبنان حتى في احلك الظروف واقساها.
ورد الرئيس عون، شاكراً للرئيس رشيد حفاوة الاستقبال. وقال: "ان العراق هو بلدنا الثاني وان العلاقات بين البلدين عميقة ومتجذرة في التاريخ، واتيت الى بغداد لشكر العراق والعراقيين باسم الشعب اللبناني، على وقوفهم الى جانب لبنان واللبنانيين خلال الظروف الصعبة التي عصفت بهم".
ولفت الى ان "اللبنانيين لن ينسوا هذه المبادرات الكريمة ولا سيما ارساليات النفط التي ساعدت على توفير حلول عملية لازمة الكهرباء والطاقة بشكل عام". وتحدث عن "احتضان العراق للبنانيين خلال الحرب الاخيرة، والعمل على اعادتهم الى بلدهم الام بمبادرة كريمة منهم".
ولفت الى "كثرة التحديات لا سيما موضوع الارهاب، والذي يلقى عناية كبيرة من الجانبين حيث يتم التنسيق بشكل دائم، وهو ما يقوم به المدير العام للامن العام اللواء حسن شقير وباقي المسؤولين الامنيين في لبنان، مع الجانب العراقي".
ثم عدّد الاصلاحات التي تعمل الحكومة اللبنانية على تنفيذها في شتى المجالات، وخصوصاً منها الاقتصادية والمالية، اضافة الى العمل على تحسين باقي الملفات ومعالجتها. وتوقف عند الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على لبنان، واستمرار الاسرائيليين في احتلال النقاط الخمس داخل الاراضي اللبنانية، وعدم الانسحاب منها، والامتناع عن تسليم الاسرى، وهي كلها امور تقوّض جهود السلام واستكمال انتشار الجيش اللبناني تنفيذاً للقرار الدولي 1701، الذي التزم به لبنان. ثم تطرق الرئيسان الى الوضع في فلسطين، واتفقا على ضرورة انهاء الاجرام الذي تشهده غزة، وسياسة قتل الابرياء، وعلى ضرورة الاستمرار في دعم القضية الفلسطينية وعدم السماح بتقويضها. وشدد الرئيس عون في هذا المجال على ان ما يجري هو امر غير مقبول، وانه على المجتمع الدولي التحرك فوراً للتصدي للحالات غير الانسانية التي تسود في غزة، وهي مسؤولية تقع على عاتق المجتمع الدولي. ثم تطرق الحديث الى العلاقات مع سوريا، واكد الرئيس عون على ان التنسيق قائم بين الجانبين على الصعيد الامني، لضبط الحدود وتفادي نشوء اشكالات جديدة كالتي حصلت في الفترة الاخيرة، وتعزيز التعاون الامني في هذا المجال بين البلدين لما فيه مصلحتهما معاً. وجدد "شكر العراق والعراقيين على مساندتهم الدائمة للبنان والرغبة في مساعدته في كل المجالات"، ووجه دعوة الى الرئيس رشيد لزيارة لبنان عندما تسمح له الظروف بذلك.
وحضر اللقاء عن الجانب العراقي كل من: رئيس هيئة المستشارين والخبراء علي الشكري، مدير مكتب رئيس الجمهورية العراقي الفريق كهدار محمد سعيد، والمستشارون: عبد الله الزيدي، عدنان الجرجري، اسراء فؤاد.
وحضر عن الجانب اللبناني: السفير اللبناني لدى العراق علي حبحاب، المدير العام للامن العام اللواء حسن شقير، والمستشارون: العميد اندريه رحال وجان عزيز ونجاة شرف الدين ،ومدير الاعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا. ومن القصر الرئاسي، توجه عون الى  مقر رئاسة الحكومة العراقية والتقى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، الذي اقترح تشكيل لجنة مشتركة للتبادل التجاري واخرى للتنسيق السياسي والامني بين البلدين لما يعود بالمنفعة عليهما، وهو ما ايّده الرئيس عون.
 وشدد الرئيس السوداني على "عمق العلاقات بين البلدين وعلى استعداد العراق الدائم لمساعدة لبنان في المجالات كافة، والرغبة في تطوير وتعزيز هذه العلاقات". كما تطرق الرئيس السوداني الى قمة بغداد، وما نتج منها من قرارات لا سيما صندوق التعافي الذي اقترحه وتقديمه مساهمة بقيمة 20 مليون دولار للبنان، ومبلغ مماثل للفلسطينيين، معرباً عن الجهوزية لوضع آلية لدعم هذا الصندوق. 
وأعلن السوداني "الاستمرار في تقديم كل اشكال الدعم للشعب اللبناني الشقيق"، وقال: "نحن ندعم التوافق السياسي الداخلي للبنان، في اطار التزامنا بمنهجنا الاساس في عدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين (…)".. 
في المقابل، اكد الرئيس عون أن "اللبنانيين يحفظون بامتنان المبادرات العراقية لمساعدتهم، في لائحة يطول تعدادها، خصوصاً في الازمة الاخيرة التي مر بها نتيجة الحرب الاسرائيلية عليه" . ولفت خلال لقائه رئيس الحكومة العراقي محمد شياع السوداني في القصر الحكومي في بغداد، الى "وجوب تعزيز التعاون بين مختلف الادارات العراقية واللبنانية، والى اهمية التعاون بين الجيشين العراقي واللبناني". ووجه الرئيس عون دعوة الى الرئيس السوداني لزيارة لبنان، مركزاً على تعويل اللبنانيين على رؤية اشقائهم العراقيين في الربوع اللبنانية للترحيب بهم.
وأقام الرئيس السوداني مأدبة غداء على شرف الرئيس عون الذي توجه بعدها والوفد المرافق، الى مقر البطريركية الكلدانية للقاء البطريرك لويس روفائيل الاول ساكو.
وأجرى عون، قبيل مغادرته بغداد، اتصالا بنجل المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني، السيد محمد رضا السيستاني، اطمأن خلاله الى صحته وصحة والده، متمنيًا له الشفاء العاجل، "على أمل أن تتاح له فرصة زيارته في وقت لاحق".
‏وقد شكر السيد محمد رضا السيستاني الرئيس عون على مبادرته، متمنيًا له "دوام التوفيق في مسؤولياته الوطنية" .
وكان عون وصل قبل ظهر أمس، حيث كان في إستقباله رئيس الحكومة العراقي محمد شياع السوداني ومدير مكتبه احسان العوادي، ورئيس جهاز الامن الوطني العراقي عبدالكريم البصري وعدد من كبار المسؤولين العراقيين، والسفير اللبناني في العراق علي حبحاب والقائمة باعمال السفارة ندى مجول واركان السفارة.
رئيس الجمهورية يشكر بن زايد
أعلنت رئاسة الجمهورية أن الرئيس جوزف عون أجرى اتصالاً هاتفياً مع رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حيث شكره على إيفاده بعثة للاطلاع على حاجات لبنان. وأكد عون أن مجيء البعثة يعكس اهتماماً صادقاً يعكس عمق العلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين والشعبين الشقيقين.
وكان الرئيس عون قد استقبل الثلاثاء الماضي في قصر بعبدا الوفد الإماراتي الذي جاء إلى بيروت ترجمةً لنتائج القمة اللبنانية-الإماراتية، للاطلاع على حاجات الدولة اللبنانية وأولوياتها.

 

 

 

الشرق الأوسط

شِعر ونفط و«ترياق» في زيارة الرئيس اللبناني إلى العراق

عند سلم الطائرة في مطار بغداد الدولي، وفي درجة حرارة مرتفعة، صافح رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ضيفه، الرئيس اللبناني جوزيف عون، الذي وصل إلى بغداد الأحد... حرارة الجو، وحفاوة الاستقبال بَدَّدَتَا البرود النسبي الذي ساد العلاقات بين بغداد وبيروت على أثر تصريحات عون بشأن "الحشد الشعبي"، وعدم حضوره "قمة بغداد"، التي حضرها رئيس الوزراء نواف سلام.
ولم يتوجه عون إلى مدينة النجف (160 كلم جنوب بغداد) للقاء المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني، بل تحدث هاتفياً مع نجله محمد رضا واطمأن على صحته وصحة والده، متمنياً له الشفاء العاجل على أمل أن تتاح له الفرصة لزيارته في وقت لاحق.
وكان الرئيس اللبناني، ذكر السيستاني في مؤتمره الصحافي المشترك مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، وتلا خلاله أبياتاً من شعر الشاعر العراقي الكبير محمد مهدي الجواهري، قبل أن يؤكد أن "السيد السيستاني وضع خريطة طريق لتحقيق مستقبل أفضل". وقال: إن الحل لإشكالية هويتنا الوطنية داخل دولتنا الناجزة، استلهمه حرفياً من موقف أصيل عميق للمرجع الدينى الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي حين وضع خريطة طريق للحل، إذ دعا النخب الواعية إلى أن تأخذ العبر من التجارب التي مرت بها وتعمل بجد في سبيل تحقيق مستقبل أفضل لبلدها ينعم فيه الجميع بالأمن والاستقرار والرقي والازدهار، وذلك عبر إعداد خطط علمية وعملية لإدارة البلد اعتماداً على مبدأ الكفاءة والنزاهة ومنع التدخلات الخارجية وتحكيم سلطة القانون وحصر السلاح بيد الدولة ومكافحة الفساد على جميع المستويات... انتهى كلامه (السيستاني) ولا نزيد عليه حرفاً".
وبشأن العلاقة مع بغداد، قال عون مخاطباً السوداني: "نتقدَّم بأصدق الشكر على كل ما قدمتموه دوماً للبنان، من هبات، وتقديمات، ومساعدات في شتى المجالات، ولا أفي العراق حقه ولا أنجز التعداد". وأضاف أن "كل لبناني بات يؤمن فعلاً عند كل أزمة، بأن الترياق من العراق ليس قولاً مأثوراً، بل فعل".
من جهته، أكد رئيس الوزراء العراقي، "حرص العراق، حكومة وشعباً، على دعم لبنان وتقوية مؤسسات الدولة فيه". وقال: "إن العراق يدعم تماسك ووحدة واستقرار لبنان، ومؤسسات الدولة فيه، والسيادة على أرضه، ويرفض كل ما يتجاوز على هذا الركن المهم، وهو ما سيعمل العراق عليه خلال رئاسته القمة العربية".
وأوضح، أن "نجاح القوى السياسية اللبنانية في تشكيل حكومة خطوةٌ واثقةٌ كنا ننتظرها مثلما كان ينتظرها الشعب اللبناني"، مؤكداً: "ندعم التوافق السياسي الداخلي في لبنان في إطار التزامنا بمنهجنا الأساسي في عدم التدخل في الشؤون الداخلية".
كما تطرَّق السوداني إلى الحوار الذي أجراه مع عون، واصفاً إياه بـ"المهم". وقال: "استعرضنا الفرص المشتركة في مجالات الطاقة والاتصالات والتبادل التجاري والتكامل المطلوب بما ينعكس على الشعبين، ويؤكد دعم كل فرص التعاون، خصوصاً في القطاع الخاص الذي نعوّل على وجوده في العراق ولبنان".
وكان المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي أكد، في بيان له، أن السوداني وعون عقدا اجتماعاً ثنائياً، بالقصر الحكومي في بغداد، "تناول العلاقات بين البلدين، وسبل التعاون في مختلف المجالات، إضافة إلى البحث في مستجدات الأوضاع في المنطقة".
وأضاف أن "الاجتماع شهد استعراض العلاقات الثنائية، والمواقف المشتركة، وسبل توسعة الشراكة البناءة بين العراق ولبنان، وتعزيز التكامل الاقتصادي على مختلف المستويات، وزيادة فرص التواصل المنتج بين القطاعين الخاص والعام في البلدين الشقيقين".
وأكد السوداني، بحسب البيان، "حرص العراق حكومة وشعباً على دعم لبنان، وتقوية مؤسسات الدولة فيه، والوقوف إلى جانب الشعب اللبناني الشقيق، ورفض أي اعتداء على السيادة، أو تدخل خارجي يحاول النيل من إرادته المستقلة"، مشيراً إلى "استمرار الدعم والإسناد من أجل تجاوز التحديات الراهنة".
من جانبه، أعرب الرئيس اللبناني عن "شكره وتقديره لمواقف العراق المبدئية والعملية تجاه لبنان، خصوصاً في الظروف الصعبة التي مرَّت على اللبنانيين، ورفع قدرته على مواجهة المنعطفات المختلفة، ودعم العراق لسيادة لبنان واستقراره، إضافة إلى السعي نحو توسعة آفاق التعاون لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين".
يضاف إلى ذلك، من المتوقع أن تتناول زيارة الرئيس اللبناني إلى العراق البحث في إمكانية استمرار تزويد لبنان بالوقود المخصَّص لتشغيل محطات الطاقة، وضمن الاتفاق السابق القائم على مقايضة جزء من الوقود بالخدمات، وجزء آخر بأسعار أقل من السوق العالمية، بالإضافة إلى مسائل أمنية بين البلدين بشأن تبادل المعلومات وتسليم المطلوبين، وغيرها.
وعقد الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد لقاءً ثنائياً مع الرئيس عون في قصر بغداد، رحَّب خلاله بالرئيس الضيف، وأكد "متانة العلاقات الثنائية بين البلدين، والحرص على تطويرها وتنميتها، وأهمية تعزيز التعاون والتبادل التجاري في مختلف المجالات". كما جرى خلال اللقاء، طبقاً لبيان صادر عن رئاسة الجمهورية، "استعراض الأوضاع في لبنان والمنطقة، مع التأكيد على ضرورة بذل مزيد من الجهود الدولية لتخفيف حدة التوترات، والركون إلى التهدئة والحوار البنَّاء لتحقيق السلام والاستقرار إقليمياً ودولياً، كما تم بحث الأوضاع في فلسطين وغزة، حيث أكد الرئيسان أهمية مواصلة دعم وإسناد الشعب الفلسطيني في نيل حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة، وجدَّدا دعمهما لوحدة سوريا واستقرارها والحفاظ على سيادتها وأمنها".
بعدها عُقد اجتماع موسَّع بين الجانبين بحضور عدد من المسؤولين العراقيين واللبنانيين، حيث أكد رئيس الجمهورية موقف العراق الثابت تجاه لبنان، "الذي يقوم على دعم كل ما يحفظ أمنه واستقراره وسيادته ووحدة أراضيه، وما يحقق مصلحة شعبه"، مشيراً إلى أن العراق "وانطلاقاً من مقررات (قمة بغداد) يبذل أقصى الجهود بالتنسيق مع الأشقاء والأصدقاء لدعم الشعب اللبناني الشقيق، وبما يسهم في تحقيق تطلعات وآمال اللبنانيين بجميع مكوناتهم".
بدوره، أعرب الرئيس عون عن شكره وامتنانه "لمواقف العراق الداعمة للبنان في مختلف المجالات، ودوره في لمّ الشمل وبناء جسور التعاون بين دول المنطقة"، مؤكداً حرص بلاده على "تعزيز العلاقات بين البلدين، وتوطيد التعاون الثنائي وبما يخدم المصالح المشتركة"، مستعرضاً الأوضاع في لبنان، ومؤكداً انتهاج الدولة اللبنانية "سياسة واضحة تلتزم الإصلاح في مختلف المجالات، وتقوم على احترام سيادة لبنان واستقراره".
يذكر أن زيارة عون إلى بغداد، تأتي بعد فترة برود قبيل انعقاد القمة العربية في بغداد الشهر الماضي بعد تصريحات للرئيس عون بشأن "الحشد الشعبي" العراقي. وكانت وزارة الخارجية العراقية استدعت السفير اللبناني في بغداد علي الحبحاب؛ للتعبير عن عدم ارتياحها إزاء تلك التصريحات. وأكد وكيل الوزارة لشؤون العلاقات الثنائية، السفير محمد بحر العلوم، أن "الحشد الشعبي جزء مهم من المنظومة الأمنية العسكرية في العراق، وهي مؤسسة حكومية وقانونية، وجزء من منظومة الدولة العراقية"، مشيراً إلى أن "ما صدر عن الرئيس اللبناني من ربط في هذا السياق لم يكن موفقاً، وكان الأجدر عدم إقحام العراق في الأزمة الداخلية اللبنانية، أو استخدام مؤسسة عراقية رسمية مثالاً في هذا السياق".
وأشار بحر العلوم إلى أن "حالة من عدم الارتياح سادت العراقيين، لا سيما أن العراق لم يتوانَ عن الوقوف إلى جانب لبنان في مختلف الظروف". وأعرب عن أمله في أن "يُصحِّح الرئيس اللبناني هذا التصريح، بما يعزِّز العلاقات الأخوية بين البلدين، ويؤكد احترام خصوصية كل دولة".

 

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية