بعد ثلاثة وخمسين عاماً على هجوم مطار اللدّ..كوزو أوكاموتو لا يزال مطلوباً وخمسة ملايين دولار مقابل معلومات عن مكان وجوده في لبنان

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي
Jun 11 25|21:40PM :نشر بتاريخ

 

ايكووطن - الجنوب- ادوار العشي
 

كوزو أوكاموتو المناضل الياباني، الذي قاتل لأجل القضية الفلسطينية، وجذب أنظار العالم، في أشهرعملية نفذها وإثنين من رفاقه في "الجيش الأحمر الياباني"، ضد إسرائيل، في مطار اللد العام 1972، أسفرت عن مقتل ستة وعشرين شخصاً، من بينهم سبعة عشر  أميركيّاً، وجرح أكثر من واحد وسبعين آخرين.

فبعد ثلاثة وخمسين عاماً على الهجوم، لا يزال كوزو أوكاموتو، مطلوباً لوزارة العدل الأميركية بتهمة الإرهاب. ووضعت الولايات المتحدة، مكافأة مالية  قدرها خمسة ملايين دولار، على الحساب الرسمي لـ"برنامج مكافآت العدالة التابع لوزارة الخارجية الأميركية"، لمن يدلي بمعلومات عن مكان وجوده، مرفقة بمنشور: "نحن لم ننسَ، لذا ساعدونا في تحقيق العدالة للضحايا وعائلاتهم".

كما أنه لايزال مطلوباً من سلطات بلاده اليابان، إذ  تقدمت الحكومة اليابانية العام 2020، بطلب رسمي من السلطات اللبنانية، بتسليمه إليها، على الرغم من بلوغه سن الثمانية والسبعين.

كوزو أوكاموتو، المناضل الياباني العتيق بجسده الهزيل، الذي أطلق عليه لقب "أحمد الياباني"، أضحى اليوم، اللاجئ السياسي الوحيد، في في بلد لا يعترف بهذا الحق؛ على الرغم من ذلك، منحته السلطات اللبنانية، حق اللجوء السياسي، لأنه وفقاً للحكومة اللبنانية، فإنه قد شارك في عمليات المقاومة، وتعرض للتعذيب في السجون الإسرائيلية، وذلك استناداً إلى قرار المحكمة الذي أصدره القاضي سهيل عبد الصمد، بتاريخ الواحد والثلاثين من أيار 1997، إذ تمّ اعتقاله في الخامس عشر من شباط 1997، مع أربعة أعضاء آخرين في الجيش الأحمر الياباني، في أثناء إقامتهم في منزل الناشطة اللبنانية أمية عبود، بتهمة الدخول إلى البلاد خلسة وتزوير مستندات، واستخدامهم جوازات سفر مزوّرة، وانتهاء تأشيرة دخولهم، وحُكم عليهم بالسجن ثلاث  سنوات، رغم أن أوكاموتو، دأب خلال السنوات العشر التي سبقت ذلك التاريخ، على تجديد إقامته دورياً بشكل قانوني، وأصدر القاضي سهيل عبد الصمد يوم الواحد والثلاثين من يوليو/تموز 1997، حكما بالسجن ثلاث سنوات بحق أوكاموتو ورفاقه.

في شهر مارس/آذارمن العام 2000 ، أُطلق سراح كوزو أوكاموتو والمجموعة، بعد انتهاء فترة محكوميتهم، وجددت الحكومة اليابانية مطالبة السلطات اللبنانية بتسليمهم، فقامت تظاهرت للحيلولة دون تسليمهم إلى بلادهم، باعتبارهم من أنصار القضية الفلسطينية، ولأنهم وقفوا ضد إسرائيل، التي تحتل أراضٍ لبنانية. 

وتحت ضغط تحركات الشارع اللبناني، والأحزاب والقوى الوطنية، والفصائل الفلسطينية، والحقوقيين العرب، منحته الحكومة اللبنانية، حق اللجوء السياسي، في بلدٍ لا يعترف بهذا الحق، واشتُرط عليه، ألا يمارس أي نشاط سياسي، وألا يظهر على وسائل الإعلام، وظل مكان إقامته غير معروف. فيما تمّ ترحيل الأعضاء الأربعة الآخرين في الجيش الأحمر إلى الأردن، ومن هناك إلى اليابان عبر الطائرة بصحبة دبلوماسيين يابانيين، ولدى وصولهم ألقي القبض عليهم في مطار ناريتا في طوكيو، وجرت محاكمتهم، ثم أطلق سراحهم بعد عشرين عاماً، حسب مصادر الجبهة الشعبية، وسمى الإعلام اللبناني، الإتفاق اللبناني -  الياباني بـ "صفقة العار".

وأقام المقاوم الياباني في البقاع اللبناني، كلاجئ سياسي، وتزوج خلال إقامته من مي شيغينوبو، إبنة الثائرة اليابانية فوساكو شيغينوبو، مؤسسة الجيش الأحمر الياباني، التي كانت أيضاً معتلقة في سجن ياباني، وأطلق سراحها بعد عشرين عاماً. 

ويعيش أوكاموتو مع زوجته مي شيغينوبو، وولديهما. وتقول زوجته مي شيغينوبو: "لن يُشكّل (أوكاموتو) تهديداً على إسرائيل أو اليابان، لكنّ اليابان لا تزال تطالب كل عام باستعادته، لذلك هناك تركيز عليه رغم حالته الصحية والنفسية". وتضيف مي، التي نشأت في لبنان: "لا يمكنني أن أستبعد إحتمال، أن حياته لا تزال مهدّدة".

عملية مطار اللدّ

يوم ثلاثين مايو/ أيار 1972 غادر ثلاثة يابانيين، ياسويوكي ياسودا، أوكوديرا تسويوشي، وكوزو أوكاموتو، مدينة روما الإيطالية، على متن الطيران الفرنسي، متجهين إلى مطار اللد (بن غوريون)  في تل أبيب، وفي نيتهم تنفيذ عملية باسم "الجيش الأحمر الياباني"، بالتعاون مع "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، بهدف الإنتقام لتدمير إسرائيل أسطول طائرات الشرق الأوسط، (دمّرت ثلاث عشر طائرة)  في مطار بيروت العام 1968، أيضاً، إغتيال عالم الأسلحة البيولوجية البروفيسور الإسرائيلي هارون كاتسير.

بعد هبوط الطائرة، توجّه الثلاثة إلى منطقة استلام الأمتعة، وأخرجوا أسلحة رشاشة وقنابل يدوية من شنطهم، وأخذوا يطلقون النار في كل صوب على المسافرين، فقتل ستة وعشرين شخصاً، من بينهم 17 أميركيّاً، وجرح أكثر من 71، معظمهم من المسيحيين، من حملة الجنسية الأميركية من جزيرة بورتوريكو، كانوا في رحلة حج إلى الأماكن المقدسة.

وخلال العملية، التي لفتت أنظار العالم إلى المنطقة، قُتل ياسودا، وانتحر تسويوشي بقنبلة يدوية كان يحملها، فيما حاول أوكاموتو الفرار، رغم إصابته بجروح، بعد أن فرغ رشاشه من الرصاص، فألقي القبض عليه، وجراء ما خلفته هذه العملية، بدأت شركات الطيران في العالم، لاسيما طائرات العال الإسرائيلية، تشديد إجراءات الأمن على متن الطائرات، وتفتيش حقائب الركاب.

ورغم  محاولات يائسة للجيش الأحمر والجبهة الشعبية بالضغط على الإسرائيليين لتحريره، باختطاف طائرة يابانية في هولندا في يوليو/تموز 1973، واقتيادها إلى ليبيا، حيث طالب الخاطفون بالإفراج عن أوكاموتو، مقابل الإفراج عن الرهائن الذين كانوا على متن الطائرة، إلاّ أن هذا الطلب جوبه برفض الإسرائيليين، فأطلق الخاطفون سراح الطاقم والركاب، وفجروا الطائرة.

في عشرين أيار من العام 1985، أطلق سراحه في صفقة تبادل للأسرى، بين الجبهة الشعبية - القيادة العامة وإسرائيل، أطلق عليها "عملية الجليل"، شملته مع العديد من الأسرى الفلسطينيين والعرب، بعدما حكمت عليه المحكمة في إسرائيل، بتاريح  الثالث والعشرين من تموز 1973، بثلاثة مؤبدات، قضى  ثلاثة عشر عاماً في السجون الإسرائيلية، معظمها في العزل الانفرادي، أنهكت قواه العقلية والجسدية، وروى بعد خروجه من السجن، أن الإسرائيليين كانوا يجبرونه على تناول الطعام بفمه مثل الكلاب، ويداه مكبلتان خلف ظهره، حتى قيل يومها، أنه خرج يعوي مثل الكلاب ولا يفقه الكلام، من شدة أساليب التعذيب التي مورست بحقه، بوضعه في الإنفرادي طيلة هذه المدة مع الكلاب.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan