افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الاحد 15 يونيو 2025
الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Jun 15 25|07:38AM :نشر بتاريخ
النهار
في اليوم الثاني للحرب الإسرائيلية على ايران بدأ السؤال البديهي الذي شغل الشرق الأوسط والعالم هو أين حدود الحرب والى متى يمكن ان تستمر واي نتائج استراتيجية لها في ظل التفوق العسكري الاستراتيجي الواضح لإسرائيل على ايران ؟
والواقع ان مجريات اليوم الثاني اختلفت عن اليوم الأول لجهة تظهير معالم حرب متبادلة الضربات في الأعماق والأهداف في كل من إسرائيل وايران بحيث لم يعد الهجوم الإسرائيلي وحده محتلا المشهد في ظل تكثيف نسبي للرد الصاروخي الإيراني .ومع ذلك فان ميزان القوى في الحرب ظل جانحا بقوة إسرائيليا وان تكن ايران غادرت لحظات الصدمة الأولى علما ان وسائل إعلام أميركية وغربية بدأت تتحدث عن معالم انهيار في البنى الأمنية الاستراتيجية الإيرانية عكسها تراكم هائل في الخسائر التي تلحق ببناها العسكرية والنووية والبشرية تحت وطأة الهجوم المتدحرج االاسرائيلي .
وسط هذه المعطيات المتسارعة ظل المشهد في لبنان ساكنا وحذرا إلى أقصى الحدود بل ازدادات وتيرة التوجس من تداعيات احتمال ان تطول الحرب على مختلف الصعد الأمنية والاقتصادية ولا سيما لجهة الخشية الكبيرة المتسعة على ضرب موسم الاصطياف فيما بدأت تظهر سريعا معالم ازمة شل حركة الطيران المدنية في معظم بلدان المنطقة والمحيط .
ولكن الهاجس الأساسي بقي وسيبقى ملازما لايام الحرب لجهة تحييد لبنان عن التداعيات العسكرية والميدانية للحرب من خلال امتناع "حزب الله " عن أي تورط ميداني علما ان اليوم الثاني من الحدث رسخ الاقتناع الغالب بان الحزب يصعب عليه جدا التورط ان لأسباب استراتيجية تتشكل في ايران نفسها وتنعكس على انعدام او شلل التواصل بين طهران وأذرعها في المنطقة وان على صعيد حسابات الحزب اللبنانية التي باتت الحاجز الأقوى امام تورطه .
وسط ذلك جرى رصد قيام إسرائيل بحشد عسكري كبير على الحدود مع لبنان وسوريا، بالتزامن مع شنّها غارات جوية على أهداف داخل إيران. وذكرت وسائل إعلام عبرية أنه جرت تعبئة ألوية الاحتياط في الجيش الإسرائيلي في الشمال، ونشر كتائب على طول حدود لبنان وسوريا. ووفقا لتقييم الوضع، تم خلال الـ24 ساعة الماضية، حشد مقر الفرقة 146 واللواء الاحتياط "القبضة الحديدية" (205) و "العتزيوني" (6)، والتي ستكون بمثابة احتياطي لسيناريوهات مختلفة في الساحة الشمالية.
بالإضافة إلى ذلك، تم تجنيد ونشر عدة كتائب احتياط .
وفي غضون ذلك أفيد ان رئيس الجمهورية العماد جوزف عون تلقى اتصالا هاتفيا مساء امس من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون تم خلاله البحث في التطورات المتسارعة بعد تصاعد المواجهات الإيرانية الاسرائيلية.
وأكد الرئيس ماكرون للرئيس عون وقوف بلاده إلى جانب لبنان في هذه المرحلة الدقيقة ودعمها لسيادته والمحافظة على الامن والاستقرار فيه.
وشكر الرئيس عون نظيره الفرنسي على موقفه مؤكدا على استمرار التشاور والتنسيق لمواكبة المستجدات.
وكان الرئيس عون ترأس قبل ظهر امس في قصر بعبدا، اجتماعا حضره وزير الدفاع الوطني اللواء ميشال منسى ووزير الداخلية والبلديات العميد احمد الحجار ووزير الاشغال العامة والنقل فايز رسامني، وقائد الجيش العماد رودولف هيكل والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء رائد عبدالله والمدير العام للامن العام اللواء حسن شقير والمدير العام لأمن الدولة اللواء ادغار لاوندوس ونائبه العميد مرشد الحاج سليمان، ومدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي ورئيس شعبة المعلومات العميد محمود قبرصلي، ورئيس مكتب شؤون المعلومات في الامن العام العميد جوني الصيصا، والمستشار العسكري والأمني لرئيس الجمهورية العميد انطوان منصور. وتم خلال الاجتماع عرض الأوضاع في ضوء التطورات الامنية التي نتجت عن المواجهات العسكرية بين الجمهورية الاسلامية الايرانية واسرائيل، والإجراءات الواجب اتخاذها لمواكبة تداعيات هذه المواجهات على الصعيد الامني، وكذلك ما يتصل بحركة الملاحة الجوية عبر مطار رفيق الحريري الدولي. وفي ضوء التقارير المتوافرة لدى الأجهزة الامنية "تم اتخاذ عدد من الاجراءات للمحافظة على الاستقرار في البلاد وتأمين سلامة الطيران المدني والحركة الجوية". وشدد الرئيس عون على اهمية الجهوزية الامنية والإدارية لمتابعة الموقف من جوانبه كافة، لاسيما لجهة المحافظة على الاستقرار والامن في البلاد. وتقرر إبقاء الاجتماعات مفتوحة لتقييم التطورات تباعاً.
اما في انعكاسات الحرب فأكد وزير الأشغال فايز رسامني أن لا قرار بإعادة إغلاق مطار بيروت إلا في حال حدوث أمر غير متوقع.
وأعلنت شركة طيران الشرق الأوسط – الخطوط الجوية اللبنانية، استئناف تشغيل جميع رحلاتها المغادرة من بيروت والمجدولة بعد الساعة الواحدة من بعد ظهر امس السبت، والتي ستعود بعد الساعة الثانية من بعد ظهرالسبت. وشهد المطار بعد ظهر امس زحمة وحركة خانقة. وحضر وزير الأشغال للإشراف ومتابعة الإجراءات للتخفيف من الزحمة وتسهيل الحركة .
على صعيد المواقف من التطورات اعلن سينودس أساقفة الكنيسة المارونية بعد دورته العادية في بكركي ان "الآباء يتابعون باهتمام كبير تسارع الأحداث السياسية والديبلوماسية في الشرق الأوسط وما يمكن ان تنعكس تأثيراتها على لبنان. ويجدون في الدعم الدولي للبنان ولحكومته فرصة، لا يمكن أن تتكرر ولا يجب أن تضيع، بل ينبغي أن يستفيد منها أركانُ الحكم، وعلى رأسهم فخامة
رئيس الجمهورية، ويتخذوا خطوات جريئة وحازمة وحاسمة ينتظرها جميع اللبنانيين على صعيد تعافي الدولة وحصرية مرجعيتها في شؤونهم المصيرية والحياتية" . وأضاف "يلفت الآباء انتباه السياسيين والأحزاب والكتل النيابية الى الأهمية القصوى المعلّقة على متابعة تنفيذ وثيقة اتفاق الوفاق الوطني وسدّ الثغرات في ما نُفّذ منها استنسابيًا. وهذا يحتاج برأيهم الى إطلاق مسيرة وطنية لتنقية الذاكرة، كان من المفترض أن تحصل بين اللبنانيين بعد اتفاق الطائف لتضع حدًا نهائيًا للحرب. لهذا أعلنوا في حزيران من السنة الماضية عن تأليف لجنة أسقفية تعمل على تهيئة الأجواء ووضع خطة عمل وآلية التنفيذ والتواصل مع جميع الأطراف اللبنانيين”.
الانباء
دخلت المنطقة في مرحلة شديدة الخطورة، تُنذر بانفجارٍ إقليمي واسع، فيما الأنظارُ مسمّرة على تطوّرات التصعيد غير المسبوق بين العدو الإسرائيلي وإيران، وسط ازدياد المخاوف من مؤشرات مجريات الأحداث، التي تخطت الخطوط التقليدية للحرب بالوكالة، لترقى إلى مواجهة عسكرية مباشرة ومفتوحة على احتمالات وتغيّرات وتحوّلات وسيناريوهات صعبة، في وقتٍ يترقّب فيه العالم معالم الشرق الأوسط الجديد بعد الحدث الحربي الضخم، وتبعاته على مستوى لبنان خصوصاً.
وفي خضم النار المشتعلة مع تسارع وتيرة الأحداث، خصوصاً بعد إعلان التلفزيون الإيراني مقتل الأدميرال علي شمخاني مستشار السيد علي الخامنئي متأثراً بجراحه التي أُصيب بها يوم الجمعة، لفتَ الصحافي والكاتب السياسي جورج شاهين إلى أنَّ من المبكر قراءة آفاق هذه الحرب، كما الحديث عمّا ستؤول إليه، وكيف ستَرسم نتائجها على مستوى المنطقة.
إنجاز إيراني في تجنّب الحرب، لكن...
وفيما هيمنت حرب الوكلاء، طيلة العقود الماضية إلى أن حان وقت خروج المواجهة إلى العلن، اعتبرَ شاهين في حديث لـ"الأنباء" الإلكترونية أنَّ إيران حاولت على مدى السنوات الثلاث إبعاد هذا الكأس عن أراضيها، إذ نجحت بتجنيد الحوثيين في اليمن، كما "حزب الله" في لبنان وبعض الفصائل في سوريا، بالإضافة إلى بعض المنظمات الأخرى التي أنشئت في العراق بعد أن وضعت إيران يدها عليه، بتسليم مباشر من الأميركيين بعد ضعف صدام حسين آنذاك.
استراتيجية جديدة
شاهين رأى أنَّ إسرائيل قادت هذه الحرب بعكس الأساليب أو الاستراتيجيات التقليدية في الحروب السابقة، مشيراً إلى تفاهمٍ عميق بين العقلين اليهودي والفارسي محوره القضاء على العرب والثروات العربية، برزَ قبل طوفان الأقصى، وفق تعبيره، وهو ما وصفه شاهين بتناغمٍ فارسيّ يهودي بين إسرائيل وإيران، تمثّل من خلال التحدّي على أرض الغير، إذ إن الحروب أجمعها لم تكُن مباشرة، بل كانت تُشنّ على أرض لبنان، سوريا، الأردن، مصر وغيرها.
المواجهة مستمرّة
إلى ذلك، تستمرّ العمليات العسكرية بين الطرفين، مع تصاعد التهديدات المتبادلة، خصوصاً بعد استهداف إسرائيل يوم السبت لقطاع الطاقة، إثر قصف مصفاة رئيسية في إيران ما تسبب بانفجار قوي وحريق في الموقع الواقع في مدينة كنغان الساحلية قرب بوشهر بجنوب البلاد، في وقت زعمَ فيه جيش العدو استهداف منشأة صواريخ تحت الأرض في غرب البلاد، ليُعلن التلفزيون الرسمي الإيراني عن هجمات إيرانية عنيفة ومدمّرة مُرتقبة على إسرائيل.
وفي السياق، أشارَ شاهين إلى أنَّ إسرائيل لم تستهدف حتّى اللحظة المناطق السكنية، بل كانت أهدافها محصورة بمناطق صناعية وقادة عسكريين، خبراء نوويين وأحد مستشاري خامنئي، موجهةً بذلك رسالة قاسية إلى خامنئي، عندما أعلنت استهداف مقره لكنّها كانت على علمٍ أنه غادره قبل دقائق.
الحسم لا يزال بعيداً
عملية عسكرية طويلة، وليسَ مستبعداً أن يُنفذّ الإسرائيليّ برنامجه الذي أعلن أنه يمتدّ لأربعة عشر يوماً كما قالَ في اليوم الأول من المواجهة، وفق ما يلفت شاهين، مشيراً إلى أنَّ إيران تشعر بالوحدة اليوم، وأيّ حديث عن دعمٍ لها هو "كلام فارغ"، فترامب نجحَ في إتمام الاتفاق التجاري مع الصين لإبعادها عن المواجهة، وبالتالي من الطبيعي أن تلجأ إيران إلى توجيه الضربات الصاروخية على اسرائيل، ما سيُعقد المشهد أكثر.
ترامب مغلوب
شاهين رأى أنَّ نتنياهو غلبَ ترامب، فالأخير كان يُصرّ على أن يبقى الخيار الدبلوماسي متقدّماً عندما أطلق المفاوضات الأميركية - الإيرانية، لافتاً إلى عملية توزيع أدوار بين واشنطن وتل أبيب، تجلّت مع إعلان ترامب المهلة الزمنية أمام إيران التي تمثلت بـ60 يوماً للبتّ في التفاهم، وبعدها قالت إسرائيل إنها لن تمس بالملف الإيراني ما دامت المفاوضات قائمة، إلّا أنَّ مع انتهاء مهلة الستين يوماً في 12 حزيران الجاري فجّرت الوضع في إيران صباح اليوم الواحد والستين في 13 حزيران.
ملفات مع وقف التنفيذ
من الطبيعي أن يتأثر المشهد الداخلي بالحرب الدائرة، والتي أدّت إلى تأجيل البت ببعض الملفات الداخلية الساخنة من التعينات المالية والقضائية مروراً بفتح دورة استثنائية لمجلس النواب وقانون الانتخابات، وصولاً إلى مسألة التمديد لليونيفيل وخطورتها على مستوى الوضع في الجنوب خصوصاً، وغيرها من الملفات العالقة، فيما تبقى العين على ما سيحمله مطلع الأسبوع المُقبل من أحداثٍ وتطوّرات مفصلية إقليمية وداخلية على حد سواء.
الديار
هل تتحول المواجهة المتصاعدة والمتدحرجة بين ايران و«اسرائيل» الى حرب مفتوحة من دون اي ضوابط قد تؤدي الى تداعيات خطرة على سائر المنطقة، ام ان بعض الاشارات التي ظهرت امس، لا سيما بعد اتصال هاتفي بين الرئيسين الاميركي والروسي ترامب وبوتين، تدل على امكان العودة الى المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة الاميركية وايران حول الملف النووي الايراني؟
ايران ترفض حضور مفاوضات الغد
جلسة المفاوضات غير المباشرة التي كانت مقررة غدا الاحد في مسقط الغيت كما كان متوقعا بعد العدوان الاسرائيلي على ايران، حيث اعلن وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي امس «ان لا مبرر لمواصلة المحادثات النووية مع الولايات المتحدة الاميركية». واكدت لجنة الامن القومي في البرلمان الايراني على هذا الموقف ايضا وقالت « لا معنى للتفاوض مع الطرف الذي يعتبر الداعم والحليف للكيان الصهيوني».
واعلن وزير الخارجية العماني لاحقا عن الغاء الاجتماع الذي كان مقرار غدا في مسقط، مؤكدا في الوقت نفسه انه «رغم ذلك تظل الديبلوماسية والحوار السبيل الوحيد لتحقيق السلام».
مصدر لـ«الديار»: فشل «اسرائيل» يفتح افاق العودة للتفاوض
وتفاوتت التوقعات حول مدى ومصير هذه الحرب، وقال مصدر سياسي مطلع لـ«الديار» انه من الصعب التكهن بشأن مدة استمرار هذه الحرب وتداعياتها، خصوصا في ظل محاولة رئيس حكومة العدو الاسرائيلية نتنياهو المضي في تصعيده مستفيدا من الدعم الاميركي، وقوله امس «نحن في معركة مصيرية من اجل وجودنا، وستكون هناك ايام صعبة لكنها عظيمة».
لكن المصدر اضاف «ان فشل الهجوم الاسرائيلي في تدمير البنية التحتية النووية الاسرائيلية باعتراف مسؤولين اسرائيليين ونتنياهو نفسه، وتمكن ايران من استيعاب صدمة الضربة الاسرائيلية الاولى والرد عليها بضرب العمق «الاسرائيلي»، يبعث على الاعتقاد بان محاولات لجم التصعيد وعدم الذهاب الى حرب مفتوحة يمكن ان تنجح».
ولفت المصدر الى اتصالات بدأت تسجل في اطار هذه المحاولات الى جانب اتصال بوتين وترامب، ومنها اتصال بين امير قطر والرئيس الايراني، عدا اتصالات سلطنة عمان.
الخارجية الاميركية: ملتزمون باستمرار المفاوضات
واعلنت وزارة الخارجية الاميركية مساء «اننا ملتزمون بمسار المفاوضات مع ايران رغم الغاء اجتماع الاحد، ونأمل ان تنضم ايران قريبا».
ورغم تصريحات نتنياهو ومحاولته تبرير استمرار عدوانه وتصعيده، فان ما نقل عن مسؤولين اسرائيليين امس اظهر تراجعا في اللهجة الاسرائيلية بعد الرد الايراني. ونقلت القناة 13 عن مسؤول امني «ان اسرائيل لن تتمكن من تدمير جميع البنى التحتية النووية الايرانية، ومن الواضح ان ينتهي التوتر باتفاق».
واعترف معهد دراسات الامن القومي الاسرائيلي بفشل اسرائيل في الحاق ضرر كبير بالبنية التحتية النووية الايرانية، ملمحا الى طلب تدخل اميركي مباشر.
وقالت تقارير ديبلوماسية ان استئناف المفاوضات الايرانية الاميركية مشروط اولا بوقف الهجمات الاسرائيلية على ايران، خصوصا بعد ان نجحت طهران في فرض نوع من التوازن في المواجهة عندما ضربت صواريخها عمق «اسرائيل».
وبعد الاتصال الذي جرى امس بين الرئيسين بوتين وترامب، قال مسؤول في الكرملين ان الرئيسين لم يستبعدا العودة لمسار المفاوضات بشان الملف النووي الايراني، وان الرئيس الاميركي ابلغ نظيره الروسي ان المفاوضين الاميركيين مستعدون لاستئناف العمل مع ممثلي ايران.
وفي ظل تصاعد حدة المعركة لليوم الثاني على التوالي، تبادلت طهران وتل ابيب التهديدات، واعلن نتنياهو التوجه نحو المزيد من توسيع التصعيد في الحرب على ايران، وقال «قريبا جدا سترون طائراتنا في سماء طهران وسنضرب كل هدف للنظام الايراني».
واكد الرئيس الايراني مسعود بزشكيان في المقابل ان ايران سترد بقوة على هجمات «إسرائيل»، واشار الى اسقاط الدفاعات الجوية الايرانية احدث الطائرات الحربية لدى اسرائيل «F35» من دون ان يذكرها او يفصّل المعلومة.
اليوم الثاني من المواجهات بين طهران وتل ابيب
وفي تطورات الموقف العسكري بين الطرفين امس، برز اعلان الجيش الايراني عن اسقاط طائرتين حربيتين اسرائيليتين احداهما من نوع «F35»، وقالت وسائل الاعلام الايرانية ان قوة خاصة من الجيش استطاعت اسر الطيار بعد هبوطه بالمظلة.
وكانت ايران ردت على الهجمات الاسرائيلية باطلاق 3 موجات من الصواريخ الباليستية الثقيلة منذ ليل اول من امس وحتى الصباح، ودمرت الصواريخ عشرات الابنية في مناطق في تل ابيب في رامات وريشون ومبنيين بجانب وزارة الدفاع. ونقلت وسائل اعلام اسرائيلية عن شهود عيان استهداف هدف استرتيجي في تل ابيب. وتساقطت الصواريخ في مناطق واسعة من ايلات والنقب والقدس وحيفا واصابت اهدافا عسكرية. كما لحق دمار كبير بمباني بلدة اسرائيلية في الشمال. وادى القصف الصاروخي الايراني الى مقتل 3 اسرائيليين واصابة 172 حسب الاسعاف الاسرائيلي. كما جرح 7 جنود للعدو.
وفي الجانب الايراني، اعلن عن تدمير مبنى سكني كامل في طهران ومقتل 60 مدنيا. كما اعلن الجيش الايراني خسارة مسؤولين كبيرين في هيئة الاركان و3 خبراء نوويين ليصبح عدد الخبراء 9. وكثفت «اسرائيل» لا سيما بعد الظهر ومساء غاراتها على بلدات وقواعد جوية وعسكرية ومنشآت نووية وحقل للغاز في بوشهر جنوبي طهران، وشنت سلسلة غارات مساء على العاصمة طهران. وتصدت لها الدفاعات الجوية الايرانية بكثافة، مع العلم ان قادة الهدو العسكريين اعلنوا التمكن من تمهيد الجو من غربي ايران الى طهران.
وجاء تكثيف الغارات ليلا على طهران بعد تهديد وزير دفاع جيش العدو باحراقها، وكذلك تصريح نتنياهو في هذا الاطار.
وتحدثت المعلومات مساء عن تحرك بحرية بريطانية لارشاد الصواريخ الاسرائيلية.
وهدد الناطق باسم الجيش الايراني بقصف صارخي بزيادة 20 ضعفا على ما حصل اول من امس، اي بحوالى 2000 صاروخ. وكانت ايران اطلقت 200 صاروخ قال الجيش الاسرائيلية انه تمكن من اسقاط 150 منها بينما سقط خمسون صاروخا في تل ابيب ومناطق عديدة اخرى.
واعلن التلفزيون الايراني مساء عن رد عنيف على الهجمات والغارات الاسرائيلية خلال ساعات.
مصدر يقوّم نقاط قوة ايران و«اسرائيل»
ونقلت الوكالات عن مسؤول اميركي توقعه استمرار الحرب بين ايران و «اسرائيل» اسبوعا، بينما ذكرت مصادر ديبلوماسية ان هذه الحرب مرشحة للاستمرار في الايام المقبلة على اقل تقدير.
وفي تقويم للعوامل والعناصر التي تحكم المواجهة الدائرة بين طهران وتل ابيب، قال مصدر مطلع لـ«الديار» امس ان اليومين الماضيين اكدا النقاط الاتية:
- تمكنت «اسرائيل» من الاعتماد على المباغتة والمفاجأة في الضربة الكبيرة الاولى على ايران باغتيال القيادات العسكرية والخبراء النوويين واستهداف المنشآت النووية، لا سيما منشأة نطنز المهمة التي احدثت فيها اضرارا جسيمة في المباني على سطح الارض. كما ضربت قواعد ومطارات عسكرية ووسائل دفاع جوي ورادارات ومنصات صواريخ.
- استطاعت «اسرائيل» تعزيز تفوقها الجوي والسيطرة على الاجواء الايرانية، واعلن المتحدث باسم جيش العدو امس عن ان سلاح الجو بات يتحرك بحرية.
- برهنت «اسرائيل»، من خلال الضربة الواسعة الاولى، نجاحها في احداث اختراق امني واستخباري واضح ساهم في استهداف القادة والخبراء الايرانيين.
- وفي المقابل نجحت ايران، بعد الضربة الاولى الموجعة التي تعرضت لها، في امتصاص الصدمة بسرعة لافتة، من خلال تعيين مرشد الثورة خامنئي قيادات جديدة بديلة عن القياديين الذين خسرتهم ايران.
- بعد الارباك الواضح والاستهدافات الاسرائيلية للدفاعات الجوية والرادارات الايرانية، نجحت ايران منذ ليل اول امس في اعادة تشغيل الدفاعات الجوية في طهران والمناطق الاخرى. واعلن الجيش الايراني عن اسقاط طائرتين حربيتين اسرائيليتين واحدة من نوع «F35» هبط طيارها بالمظلة، وتحدثت وسائل الاعلام عن اسر الطيار. كما تمكنت الدفاعات الجوية من اسقاط عدد ملحوظ من الصواريخ والمسيرات الاسرائيلية.
- تمكنت السلطات الايرانية من اعتقال عدد من العملاء والمتعاونين مع اسرائيل. وذكرت احدى الوكالات الايرانية ان الجهات الامنية تمكنت ايضا من ضبط مركبتين تحملان مسيرات اسرائيل في احدى المناطق الايرانية.
- نجحت ايران في الرد على الهجمات الاسرائيلية واطلاق 3 موجات من الصواريخ منذ ليل اول من امس، وحتى صباح الامس استهدفت تل ابيب والقدس وايلات وحيفا والقواعد الجوية في النقب. ودمرت الصواريخ الايرانية 9 مبان في احد احياء تل ابيب ثم مبنيين اخرين بجانب وزارة دفاع العدو، واحدثت دمارا هائلا في منطقة ريشون في تل ابيب الكبرى، ما حدا رئيس بلديتها على وصف الدمار بانه غير مسبوق. واصابت الصواريخ ايضا مناطق عديدة اخرى، ومنها احدى البلدات في الشمال التي تعرضت لدمار شديد.
- نجحت الصواريخ الايرانية في اختراق الدفاعات والقبب الجوية الاسرائيلية بنسبة جيدة، وادعى الجيش الاسرائيلي اسقاط 150 من اصل 200 صاروخ اطلقتها ايران منذ ليل اول من امس وحتى صباح امس.
تحصين الوضع اللبناني
من جهة ثانية طغت الحرب الايرانية الاسرائيلية على الاجواء العامة في لبنان، وتابع المسؤولون باهتمام وقلق تطوراتها وتداعياتها على المنطقة باسرها.
وترأس رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون صباح امس اجتماعا وزاريا وامنيا موسعا في حضور وزراء الدفاع والداخلية والاشغال وقائد الجيش والقادة الامنيين لتقويم الوضع بصورة عامة، وبحث عددا من القضايا المتصلة بالامن والاستقرار في البلاد.
وقالت مصادر مطلعة لـ«الديار» ان الاجتماع تناول التدابير والاجراءات المتخذة في اطار الحيلولة ومنع حصول اي انعكاسات سلبية لهذه الحرب على الاوضاع في البلاد، وان القادة العسكريين والامنيين عرضوا وفق تقارير مفصلة التدابير المتخذة في هذا المجال.
وتطرق الحديث الى الوضع في المطار بعد قرار اقفال المجال الجوي اللبناني مساء اول من امس، وتقرر فتحه صباح امس واستئناف الملاحة الجوية.
وفي المجال نفسه علمت «الديار»، نقلا عن مرجع مسؤول، بالارتياح للوضع بصورة عامة منذ بدء المواجهة بين ايران و«اسرائيل»، لا سيما لجهة ضبط السلطات الرسمية والدولة للاوضاع وعدم تدخل حزب الله في هذه المواجهة والذي عكسه بيان الحزب وتصريح امينه العام الشيخ نعيم قاسم.
واضافت المعلومات ان تواصلا حصل بين قيادة الجيش وقيادة الحزب وان الاجواء كانت ايجابية وجيدة في هذا المجال.
موقف حزب الله
وعزز هذا الجو تصريح النائب في حزب الله حسن فضل الله امس وقوله «لاصحاب الذاكرة المثقوبة وتزوير الحقيقة، لم تكلف ايران يوما احدا القتال عنها، فعندما يعتدى عليها لا تسمح كرامتها الوطنية وسيادتها بأن تتكل على غير قوتها الذاتية».
واضاف «اليوم تتولى بجدارة الرد على العدوان الاسرائيلي، فهي تعرف كيف تحمي شعبها وتتغلب على اعدائها وتنتصر… وان محاولة زرع الوهم الاعلامي والسياسي على مدى سنوات طويلة بان ايران تعتمد على وكلاء واذرع، تكذّبه الوقائع الميدانية، وهو لم يكن سوى تكرار لحملة التضليل الاسرائيلية».
الاساقفة الموارنة
وفي اطار المواقف السياسية، اعرب سينودس الاساقفة الموارنة في بيان له امس عن قلقه من الحرب بين ايران و «اسرائيل» وتداعياتها في المنطقة، داعيا الى وقفها والعودة الى منطق الحوار والحلول الديبلوماسية.
وجدد دعمه للرئيس عون والحكومة، واثنى على بدء تنفيذ الاصلاحات والتعيينات، آملا الاستمرار في هذه المسيرة بوتيرة اسرع.
مجلس الوزراء والتعيينات
من جهة اخرى، يعقد مجلس الوزراء غدا جلسة له لبحث الوضع وجدول اعمال من بينه تعيين الهيئة العليا للتشريع والقضايا. ووفقا لمصادر مطلعة لـ«الديار»، من غير المؤكد ان يدرج على جدول الجلسة تعيين المدعي العام المالي الجديد بسبب استمرار الخلاف حوله، حيث يتمسك الرئيس بري بتعيين زاهر حمادة نظرا الى عدم وجود اي مبرر او مسوغ قانوني للاعتراض على تعيينه.
واضافت المصادر ان الحديث عن ان سبب تاخير التعيين هو الخلاف مع وزير العدل، هو في غير محله، لان القرار بحسم هذا الموضوع يعود لمجلس الوزراء وليس للوزير.
وقالت المصادر ان تعيين نواب حاكم مصرف لبنان لم يحسم ايضا، لكن الاتصالات تواصلت لمعالجة الخلافات والتباينات.
ترقب زيارة الموفد الاميركي
على صعيد اخر، يترقب لبنان زيارة الموفد الاميركي الجديد توم باراك الى بيروت الاربعاء المقبل وما سيحمله بعد تنحية مورغان اورتاغوس عن هذه المهمة.
ولم يعرف حتى الان ما اذا كان باراك سيتولى هذه المهمة بشكل دائم او مؤقت، باعتباره سفيرا لدولته في تركيا ومبعوثا خاصًا للرئيس ترامب الى سورية.
وقال مصدر مطلع لـ«الديار» انه لا يملك معلومات عن تحديد مواعيد للقاءات باراك مع المسؤولين، او ما سيطرحه في اطار الدور الاميركي بشأن تنفيذ اتفاق وقف النار والقرار 1701 والوضع بين لبنان و «اسرائيل».
واضاف المصدر ان كل ما ينشر حول ما سيطرحه الموفد الاميركي يندرج في اطار التكهنات والتوقعات، لكنه لم يخف توجسه من الاجواء السائدة في ظل الحرب الايرانية الاسرائيلية والموقف الاميركي المساند لـ «اسرائيل» وما اذا كان ذلك سيترجم بنقل باراك رسالة متشددة موجهة للبنان في اطار الضغط عليه للقبول بالمفاوضات المباشرة بين لبنان و «وإسرائيل»، من اجل ما يوصف بترتيبات امنية وسياسية لاستقرار الوضع بين الطرفين.
وردا على سؤال، قال المصدر ان لبنان عبر ويعبر دائما عن الالتزام الكامل باتفاق وقف النار والقرار 1701، وان الخروقات والانتهاكات تكمن في الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة وفي استمرار احتلال العدو لاراض لبنانية، وان الجانب الاميركي الذي يرأس لجنة المتابعة مدعو للضغط على «اسرائيل» لوقف اعتداءاتها وتنفيذ اتفاق وثف النار.
وحول سلاح حزب الله، اوضح المصدر ان هذا الملف بيد رئيس الجمهورية الذي يتعامل معه بمسؤولية، انطلاقا مما اكد عليه في خطاب القسم وحصر السلاح بيد الدولة ووضع استراتيجية للامن الوطني.
على صعيد اخر، اعيد عند العاشرة من صباح امس فتح المجال الجوي اللبناني الذي كان اقفل بوجه الملاحة مساء اول من امس لاسباب امنية بسبب تطورات الحرب الايرانية الاسرائيلية. واعلن وزير الاشغال فايز رسامني والمديرية العامة للطيران المدني فتح المجال الجوي واستئناف حركة المطار والرحلات الجوية.
وجال رسامني في المطار، مؤكدا ان الوضع فيه جيد وكل شيء على ما يرام. واعادت شركة طيران الشرق الاوسط جدولة رحلاتها بعد ظهر امس.
الشرق الاوسط
تَوسَّع نطاق الصراع العنيف بين إيران وإسرائيل، إذ لم يهدأ تبادل إطلاق الصواريخ وشن ضربات جوية، فجر السبت، غداة تنفيذ إسرائيل هجوماً جوياً كاسحاً على عدوتها اللدودة، الذي أسفر عن مقتل قادة عسكريين وعلماء، وقصف مواقع نووية، في محاولة لمنع إيران من صنع سلاح نووي.
وأكدت كل من إيران وإسرائيل أن هجماتهما ستتواصل، مما أثار المخاوف من نشوب صراع طويل جديد في الشرق الأوسط. وذكرت القوات الإسرائيلية، السبت، أنها قتلت 9 علماء وخبراء كبار من المشاركين في المشروع النووي الإيراني. من جهته، أعلن السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة، سعيد إيرواني، مقتل 78 شخصاً، وإصابة أكثر من 320 في الهجمات. ولا تزال الحصيلة ترتفع.
ليلة رعب من الانفجارات
وعاش سكان العاصمة طهران الليلة الثانية على التوالي، أجواء غير مألوفة، حتى في ذروة الحرب الإيرانية - العراقية في ثمانينات القرن الماضي. وسُمع دوي انفجارات وإطلاق الدفاعات الجوية ليلاً في أنحاء العاصمة طهران. وأفادت وكالتا «تسنيم»، و«فارس» التابعتان لـ«الحرس الثوري» أن مقذوفين سقطا على مطار مهر آباد بطهران، وهو مطار مدني وعسكري. وأظهرت مقاطع على منصة «إكس» تصاعد الدخان والنيران من الموقع.
وأفادت وكالة «إرنا» الرسمية بأن الانفجار الذي وقع منتصف ليل أمس في مهر آباد لم يحدث في نطاق المدارج أو المباني الرئيسية أو المنشآت التابعة للمطار. ووقع الانفجار خلف مبنى الصالة رقم 4، وخلف مبنى الآليات، وفي حظيرة طائرات الطائرات الحربية.
وأعلنت العلاقات العامة لشركة المطارات والملاحة الجوية الإيرانية، في بيان، أن جميع الرحلات الجوية في مطارات البلاد كافة قد توقفت حتى إشعار آخر. وجاء في البيان دعوة للمواطنين إلى الامتناع عن التوجه إلى المطارات. وذكرت تقارير أن إيران تبحث عن مأوى آمن لحماية طائراتها المدنية في مطار الخميني الدولي جنوب طهران، ومطار مهر آباد.
وتحدَّث التلفزيون الإيراني الرسمي، صباح السبت، عن مقتل نحو 60 شخصاً، بينهم 20 طفلاً، في هجوم على مبنى سكني من 14 طابقاً في مجمع سكني في بلدة تشمران، الخاضع لوزارة الدفاع، ومقر إقامة قيادات عسكرية رفيعة، مع ورود أنباء عن مزيد من الضربات في جميع أنحاء البلاد. وقالت إسرائيل إنها هاجمت أكثر من 150 هدفاً.
وذكرت وسائل الإعلام الإيرانية، صباح السبت، أن الدفاعات الجوية أُطلقت في مدن خرم آباد، وكرمانشاه، وتبريز، وزنجان، مما يُشير إلى احتمال بدء هجوم إسرائيلي جديد. وأظهرت لقطات من تبريز تصاعد الدخان الأسود من المدينة. ودوي انفجار بمدينة شيراز في جنوب إيران.
وبدا من الأفلام والصور المتداولة أن الضربات الإسرائيلية ركَّزت على استهداف المطارات العسكرية والقواعد الصاروخية ومنظومات الرادار. وقالت وسائل إعلام إن 3 من ضباط «الحرس الثوري» قضوا في مدينة زنجان شمال غربي البلاد.
وتضاربت الأنباء حول استهداف منشآت نفطية في مدينة عبادان، الواقعة على شط العرب في جنوب غربي البلاد. كما تراجعت وسائل إعلام إيرانية عن تقارير بشأن تعرُّض مدينة بوشهر، التي تضم مفاعلاً نووياً، ومنشآت كبيرة للغاز، لضربات، وذلك بعدما تحدَّثت مواقع لـ«الحرس الثوري» عن إصابة طائرات مسيّرة.
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي إن الجيش يستعد لتنفيذ مزيد من الضربات داخل إيران، مضيفاً: «هذا لم ينتهِ بعد». وأكدت القوات الإسرائيلية تنفيذ ضربات على عشرات الأهداف في منطقة طهران، بينها الدفاعات الجوية. وقال قائد سلاح الجو الإسرائيلي، تومر بار، إنه في ظل الأضرار الجسيمة التي لحقت بالدفاعات الجوية الإيرانية، فإن «الطريق إلى إيران أصبح ممهداً».
وأفادت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري»، بأن مصدراً مطلعاً نقل عن قادة عسكريين كبار: «الحرب التي بدأت مع انطلاق اعتداءات الكيان الصهيوني، ستتوسَّع خلال الأيام المقبلة لتشمل جميع المناطق الخاضعة لاحتلال هذا الكيان، بالإضافة إلى القواعد الأميركية في المنطقة، وسيكون المعتدون هدفاً لرد إيراني واسع وحاسم».
وقال المصدر: «القادة العسكريون الكبار، أكدوا أن هذه المواجهة لن تقتصر على العمليات المحدودة ليلة أمس، بل ستتواصل الضربات الإيرانية، والتي ستكون مؤلمةً للغاية، وتجعل المعتدين يندمون بشدة».
وحذرت طهران حلفاء إسرائيل من أن قواعدهم العسكرية في المنطقة ستتعرَّض للقصف أيضاً إذا ساعدوا على إسقاط الصواريخ الإيرانية، حسبما ذكر التلفزيون الرسمي.
ونقلت وكالة «إرنا» الرسمية عن القيادي في «الحرس الثوري» وعضو لجنة الأمن في البرلمان، النائب إسماعيل كوثري، أن إيران تدرس بجدية إغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي.
وقال المرشد الإيراني علي خامنئي، في رسالة مُسجَّلة، الجمعة: «لن نسمح لهم بالإفلات من هذه الجريمة الكبرى». وعيَّن خامنئي، السبت، اللواء مجيد موسوي قائداً جديداً للوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري»، بعدما خسرت إيران العقل المدبر لبرنامجها الصاروخي والطائرات المسيَّرة اللواء أمير علي حاجي زاده، في الضربة الإسرائيلية المباغتة، فجر الجمعة. وكان موسوي نائباً لحاجي زاده.
وأكدت هيئة الأركان مقتل اللواء غلام رضا محرابي، نائب رئيس الهيئة في الشؤون الاستخباراتية، وكذلك مهدي ربائي نائب قائد العلميات.
وقضى في الضربات قادة الصف الأول من القوات المسلحة: قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي، ورئيس الأركان محمد باقري، وقائد العلميات المشتركة، غلام علي رشيد، وقائد البرنامج الصاروخي أمير علي حاجي زاده.
ولا يزال الغموض يلف مصير قائد «فيلق القدس» إسماعيل قاآني، ووزير الدفاع السابق محمد رضا أشتياني، وسط معلومات متضاربة بشأن مقتلهما، بينما يمر الأدميرال علي شمخاني بأوضاع حرجة للغاية إثر إصابة بالغة. وذكرت وكالة «نور نيوز» أن الأطباء «فقدوا الأمل بسبب وعيه المتدني».
وكشفت وكالة «تسنيم»، التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني، عن مقتل 3 علماء نوويين إضافيين في الهجمات الإسرائيلية الأخيرة، ما يرفع إجمالي عدد الضحايا من العلماء إلى 9.
إيران ترد بالصواريخ والمسيّرات
وردَّت إيران بإطلاق موجات من الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية على إسرائيل؛ مما أدى إلى انفجارات أضاءت سماء القدس وتل أبيب وهزّت المباني. ودعت القوات الإسرائيلية المدنيين إلى اللجوء إلى الملاجئ لساعات، في ظل استمرار تداعيات حرب غزة المستمرة منذ 20 شهراً.
وأفاد الجيش الإيراني بأن طائراته الانتحارية المسيّرة من طراز «آرش» تمكَّنت من اختراق المجال الجوي لإسرائيل، واستهدفت بـ«نجاح» الأهداف المحددة.
وقال مسؤول إسرائيلي إن الهجوم الإيراني الليلي تضمَّن إطلاق مئات الصواريخ الباليستية والطائرات المسيَّرة. وذكرت خدمة الإسعاف الإسرائيلية أن رجلاً وامرأة قُتلا وأُصيب العشرات.
ونقلت «أسوشييتد برس» عن مسؤول أميركي أن أنظمة الدفاع الجوي الأميركية على الأرض ساعدت على إسقاط الصواريخ الإيرانية. ومع ذلك، لا تزال الصواريخ الإيرانية تستهدف مناطق سكنية في إسرائيل.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه اعترض صواريخ إيرانية سطح-سطح وطائرات مسيّرة، وإن صاروخين أُطلقا من غزة. واستعداداً لتصعيد محتمل، جرى نشر جنود الاحتياط في أنحاء إسرائيل. وذكرت «إذاعة الجيش الإسرائيلي» أن وحدات تمركزت على طول الحدود اللبنانية والأردنية.
ودوت صفارات الإنذار في إسرائيل؛ مما دفع السكان إلى الملاجئ مع وصول موجات متتالية من الصواريخ الإيرانية إلى السماء، وانطلاق صواريخ لاعتراضها في هجمات أدت إلى مقتل 3 أشخاص. وقال مسؤول إسرائيلي إن إيران أطلقت نحو 200 صاروخ باليستي على 4 دفعات.
وبثَّ التلفزيون الإيراني مشاهد متكررة للضربات على إسرائيل، وسط مشاهد لمدنيين يحتفلون ويوزعون الحلوى. وقالت القوات الإسرائيلية إنها اعترضت مزيداً من الطائرات المسيّرة قرب البحر الميت، صباح السبت.
وحذَّر وزير الدفاع الإسرائيلي، السبت، من أن «طهران ستحترق» إذا واصلت إيران إطلاق الصواريخ على إسرائيل، وذلك بعد مقتل ما لا يقل عن 3 أشخاص وإصابة العشرات صباح السبت.
وقال: «إذا استمر (المرشد علي) خامنئي في إطلاق الصواريخ على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، فستحترق طهران».
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الجمعة، إن هدفه هو القضاء على أي تهديد إيراني. ودعا الإيرانيين للانتفاض ضد حكومتهم، مضيفاً أن إسرائيل سترحِّب بسقوط النظام حتى إن لم تكن تسعى إليه بشكل مباشر. وأشاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالضربات الإسرائيلية، وحذَّر من أن ما هو أسوأ بكثير سيأتي ما لم تقبل إيران بسرعة التقليص الحاد لبرنامجها النووي الذي طالبتها به واشنطن خلال المحادثات التي كان من المقرر أن تُستأنف غداً (الأحد). ولكن مع إعلان إسرائيل أن عمليتها قد تستمر لأسابيع، وحثها الشعب الإيراني على الانتفاض على الحكام، ازدادت المخاوف من تصعيد إقليمي يجذب إليه قوى خارجية، مع تداعيات اقتصادية ومالية عالمية.
استهداف منشآت نووية
من بين المواقع التي هاجمتها إسرائيل منشأة «نطنز» لتخصيب اليورانيوم، حيث تصاعد دخان أسود. كما يبدو أنها استهدفت منشأة ثانية في «فوردو»، وذكرت وكالة إيرانية أن انفجارات سُمعت بالقرب منها.
استهدفت إسرائيل أيضاً منشأة أبحاث نووية في «أصفهان»، بالإضافة إلى مواقع رادار ومنصات إطلاق صواريخ في غرب إيران. وأكدت طهران ضربة أصفهان.
ترى إسرائيل أن البرنامج النووي الإيراني يُشكِّل تهديداً لوجودها، وقالت إن حملة القصف تهدف إلى منع طهران من اتخاذ الخطوات المتبقية نحو صنع سلاح نووي، على الرغم من أن أجهزة المخابرات الأميركية تقول إنها لم ترَ أي مؤشر على أن هذا كان وشيكاً. ووصف المندوب الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، الضربات بأنها «عمل من أعمال الحفاظ على الأمن الوطني». وقال مسؤول عسكري، اليوم (السبت)، إن إسرائيل قتلت 9 علماء نوويين إيرانيين، وإن الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية في أصفهان ونطنز سوف تستغرق «أكثر من بضعة أسابيع» لإصلاحها.
وتؤكد طهران أن برنامجها مدني بالكامل بما يتماشى مع التزاماتها بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي، وأنها لا تسعى إلى امتلاك قنبلة ذرية. لكنها أخفت مراراً أجزاء من برنامجها عن المفتشين الدوليين، وأعلنت «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» أنها تنتهك معاهدة حظر الانتشار النووي.
وقال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، لمجلس الأمن، إن القسم العلوي المكشوف من منشأة نطنز دُمِّر، بينما لم يُصب المفاعل تحت الأرض، لكنه قد تضرَّر؛ بسبب انقطاع الكهرباء.
وأكد نتنياهو أن الهجوم كان يُخطَّط له منذ أشهر، وكان من المقرر تنفيذه في أبريل (نيسان)، قبل أن يؤجل.
ووفقاً لمسؤولين أمنيين، قام الموساد بتهريب طائرات مُسيّرة متفجرة وأسلحة دقيقة إلى داخل إيران، واستخدمها لضرب الدفاعات الجوية ومنصات الصواريخ قرب طهران.
وتقول إسرائيل، التي لم توقِّع على المعاهدة ومن المعروف على نطاق واسع أنها صنعت قنبلة نووية، إنها لا يمكن أن تسمح لعدوتها الرئيسية بالمنطقة بالحصول على أسلحة نووية. وتعثرت المحادثات بين إيران والولايات المتحدة لحل النزاع النووي هذا العام.
ولمَّحت طهران إلى أنها لن تحضر الجولة التي كان من المقرر أن تُعقَد غداً (الأحد) في سلطنة عمان، لكنها لم ترفض بعد المشاركة بشكل قاطع.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا