فضل الله: لتوحيد جهود الأمة وتضافرها في مواجهة أي خطر خارجي
الرئيسية سياسة / Ecco Watan
الكاتب : المحرر السياسي
Jun 15 25|11:24AM :نشر بتاريخ
عقد العلّامة السيّد علي فضل الله لقاءً حواريًا في المركز الإسلامي الثقافي في حارة حريك بعنوان "النصر شروط ومسؤوليات". وقال: "ان الله وعد المؤمنين في أكثر من آية في القرآن الكريم بأنّه حاضر معهم وغير بعيد، ويسدّد رميتهم، ويقوّي عزائمهم، ويضعف عدوّهم، ويثبّت أقدامهم فهو معهم في كلِّ مواقع جهادهم التي انطلقوا إليها بكلّ وعيٍ وتخطيط، وأعدّوا لها جيّداً، ودرسوا أدقَّ تَفاصيل المعركة".
أضاف: "بيّن الله ان للنَّصر شروطا لا بدَّ من استيفائها، ومعايير لا بدَّ من الالتزام بها، حتى يتحقق ابتداءً من إخلاص النية بحيث يكون الهدف منه نصرة الله في دينه ورسالته ونصرة عباده المظلومين والمضطهدين. ومن شروط النصر ان يكون الانسان مستعدا للتضحية فالنّصر لن نحصل عليه بالمجّان حتّى ولو كانت القضية التي يقاتل من اجلها قضية مُحقّة وان يبقى الإنسان صابراً ثابتاً في مواقعه، لا تُهزمه تحدّيات الدّنيا، ولا تخضعه الضغوط والتهاويل النّفسيَّة والأمنيَّة والاقتصاديَّة والاجتماعيَّة الّتي تُمارس عليه حتى تسقطه وتسقط قضاياه المحقة بل يتابع طريقه من أجل الله وفي سبيله بكلّ صبرٍ وثبات وإرادة وعزيمة مع الإعداد الجيد للمعركة من النواحي السياسية والعسكرية والإعلامية والاقتصادية".
وتابع: "لقد استشرى الظّلم في واقعنا، وفقدنا العدل في محافلنا. بتنا نعيش في عالمٍ القويّ فيه يأكل الضّعيف، عالم لا صوت فيه إلاّ للقوَّة، بدلاً من أن يكون صوت الحقّ هو الأعلى... ما أحوجنا اليوم إلى المزيدِ من محطَّات النَّصر.. هذا العصر الّذي جعل مقدَّساتنا مستباحةً، وثروات الامة بيد الآخرين.. وقرارها في عهدة الدول المستكبرة، يحصل كل ذلك لأنَّ شعوبها رضخت للهزيمة النَّفسيَّة الّتي اقتنعوا معها بأنَّهم ضعفاء، وراحوا يفكِّرون في الحسابات الشَّخصيَّة أكثر مما يفكِّرون في الحسابات العامَّة، وانقسموا ولم يتوحدوا، وركزوا على نقاط الاختلاف فيما بينهم واستبعدوا نقاط الوحدة".
ودعا إلى "ضرورة توحيد جهود الأمة وتضافرها في مواجهة أي خطر خارجي يتهددها بعيدا عن أي اعتبارات او خلافات سياسية او مذهبية وان يكون موقفنا دائما مع الحق وضد الباطل فالأعداء يريدون القضاء على مواقع القوة فيها ونهب ثرواتها وتفتيتها حتى يكون لهم يد الطولى في التحكم فيها".
وتطرق إلى "ظاهرة ثقافة العنف والالغاء التي تتحكم في اكثر من موقع من واقع مجتمعاتنا مشيرا إلى أنها تشكل حالة مرضية خطيرة على واقعنا وتتسبب بآثار وتداعيات سلبية عليه وهي بعيدة كل البعد عن قيمنا الدينية ومفاهيمنا الأخلاقية والإنسانية وتعكس حالة من التخلف وعدم الوعي تتحكم بأصحابها وهي تسيء الى وحدة الصف وتؤدي إلى تمزيقه داعيا إلى ثقافة الحوار والانفتاح والى ان يكون الحوار الهادئ والمنطقي هو الحاكم في كل مواقع وقضايا الاختلاف والا نعيش الفوضى والصدام والعنف".
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا