الأخبار: لبنان في الحرب
الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Jun 17 25|08:25AM :نشر بتاريخ
هناك كثير من الأسباب التي تجعل السؤال مشروعاً أكثر من أيّ وقت، حول إمكانية أن يبادر العدو بشنّ حرب جديدة ضد لبنان. ويمكن إيراد أسباب كثيرة لذلك، منها:
أولاً، إن العقيدة الأمنية الجديدة للعدو تستند إلى فكرة «عدم المخاطرة». ومعنى ذلك، أن العدو لم يعد يكتفي بتقديرات أمنية أو سياسية عن رغبة أو قدرة طرف معادٍ له على تفعيل إمكانات موجودة لديه، بل صار يعتبر أنه معنيّ بالعمل المُسبق على أساس النوايا.
وطالما أن العدو يفترض أن حزب الله لا يزال يملك قدرات عسكرية وبشرية مقاتلة، فهو يتصرف على أساس أن الحزب خطر قائم في كل لحظة.
وبالتالي، فإن أصل القرار بضرب حزب الله موجود على الطاولة، لكنّ هناك عناصر سياسية وعسكرية ولوجستية تتحكّم باتخاذه.
ثانياً، تفترض إسرائيل أن حزب الله هو الفصيل المقاوم الأكثر التصاقاً بإيران، والأكثر قرباً منها عقائدياً وتنظيمياً وسياسياً، وأن مصير حزب الله كمؤسسات يبقى رهن مستقبل بقاء النظام في إيران، وبالتالي، توجد الكثير من الأسباب الموجبة التي تجعل الحزب في حالة توثّب لمساعدة إيران متى كانت هناك حاجة إلى ذلك، ما يعني أن إسرائيل ستفكر في كيفية إزالة هذا التهديد قبل تحوّله إلى فعل. ولهذا القرار أيضاً توقيته وحساباته وآلياته.
ثالثاً، تخشى إسرائيل أن يعمد حزب الله، وقوى المقاومة في فلسطين والعراق واليمن، إلى اعتماد سياسة جديدة في حال انتهت الحرب بصمود إيران وفشل أهداف العدو من الحرب، إذ تعتقد إسرائيل، بقوة، أن حلفاء إيران الذين خسروا الكثير خلال عشرين شهراً، سيحاولون استثمار أي انتصار إيراني، أو فشل إسرائيلي، لاستعادة بعض ما خسروه، أقلّه في الجانب السياسي، وأن حزب الله قد يجد حافزاً للقيام بعمل يلغي النسخة الحالية من آلية تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار. وهذا في حدّ ذاته، عنصر محفّز لإسرائيل لشن حرب على لبنان.
رابعاً، تفترض إسرائيل أنها في حال حقّقت حربها نجاحات كبيرة، من النوع الذي يكسر الدور الإقليمي لإيران، فإنها ستعمل على استثمار ذلك في لبنان، من خلال حملة جديدة تستهدف توجيه ضربات إضافية إلى حزب الله، ولدفع السلطة في لبنان إلى إجراءات وخطوات لم تحصل بعد الحرب الأخيرة على لبنان، وبعد تلمّس إسرائيل فشل المشروع السياسي الذي تقوده الولايات المتحدة في فرض قرار عملاني بنزع سلاح المقاومة وإنهاء حالة العداء بين لبنان وإسرائيل تمهيداً لمرحلة جديدة من التواصل نحو اتفاق سلام. وهذا، أيضاً، سبب كافٍ لأن توسّع إسرائيل عدوانها على لبنان، وفق آليات عمل مختلفة وتوقيت خاص.
خامساً، قد يجد العدو نفسه مُلزَماً بالقيام بعمل لإشغال حزب الله بأمور داخلية من النوع الذي يحدّ من فعاليته في حال قرّر المشاركة في الحرب. وتفكير العدو الرتيب، يقود إلى أعمال تتعلق ببيئة المقاومة، على خلفية اعتقاد إسرائيل بأن الضغط على الناس سيتسبب في إرباك كبير لقيادة حزب الله، وسينتج واقعاً سياسياً ضاغطاً في البلاد، وكل ذلك سيتحوّل إلى قيد على حركة المقاومة.
لكن، هل توجد في المقابل مشروعية للسؤال عمّا إذا كان حزب الله مستعداً للدخول في الحرب ابتداءً، إسناداً لإيران، كما فعل إسناداً لفلسطين؟.
منعاً لنقاش بيزنطي يعشقه كل ثقيل دم، فإن واقع الأمر يقول إن من بيده كلمة السر لا يتحدّث ولن يتحدّث. أمّا من لا يملك كلمة السر، فيُفترض به أن لا يتحدّث عمّا لا علم له به، ومن الأفضل للجمهور أن يرتاح قليلاً من «جعدنة» هذا وذاك، ممن يصرّون على الحديث باسم عقل المقاومة. لأنه، ببساطة، تغيّرت قواعد التفكير والعمل، وارتفع عالياً جداً منسوب الصمت… والحصيلة، أن السؤال حول ما يمكن لحزب الله أن يقوم به، سيبقى من دون جواب حتى إشعار آخر!
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا