النهار: ارتياح رسمي وتحذير ديبلوماسي من تجميد المسار… هل لوّح "حزب الله" بالتدخل "إذا ترنّح النظام"؟

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Jun 19 25|09:13AM :نشر بتاريخ

يبدو أن الاتجاه إلى تجميد البحث في الاستحقاقات الساخنة مثل ملف نزع السلاح، صار يتقدم الأولويات بما يخشى معه أن يتسبب هذا الجمود لاحقاً بتداعيات سلبية خارجية على البلد

عشية مرور الأسبوع الأول على الحرب الإسرائيلية- الإيرانية، لا تبدو الصورة من لبنان وفي لبنان أقل تعقيداً وغموضاً عن مجمل المناخ القلق والمشدود الذي يسود منطقة الشرق الأوسط برمتها، بل إن الحذر اللبناني يكاد يكون متقدماً نظراً إلى المحاذير المعروفة حيال أي تورّط في الحرب على يد "حزب الله". ومع طي الأسبوع الأول اليوم على اندلاع الحرب، لم تخف أوساط المسؤولين المعنيين بمجملهم ارتياحاً يسود المستوى الرسمي عموماً على ما يمكن أن يكون شكّل اختباراً أولياً مشجعاً، بدا معه موقف أركان السلطة والدولة متماسكاً ومنسجماً ومتوافقاً على إبعاد لبنان عن كأس أي تورّط جديد في الحرب والمضي في الإعداد ولو الهادئ لاستحقاق استكمال بسط سيادة الدولة واحتكارها السلاح، كما أبرزت هذه الأوساط أن الموقف المباشر لـ"حزب الله" من الحرب أقله حتى الآن لا يشير إلى ما يثير الخشية من تورطه في مغامرة بالغة الخطورة يبدو أنه يدرك تماماً حجم أكلافها هذه المرة عليه وعلى لبنان كلاً.

ولكن على رغم مؤشرات الارتياح الرسمي هذه وسوق المبررات لطمأنة الرأي العام الداخلي، تبدي أوساط سياسية وديبلوماسية مستقلة حذراً متنامياً حيال تجميد كل الملفات الأساسية في لبنان بداعي التحجج بالحرب الإسرائيلية- الإيرانية. إذ أنه في الكواليس الرسمية والسياسية يبدو أن الاتجاه إلى تجميد البحث في الاستحقاقات الساخنة مثل ملف نزع السلاح، صار يتقدم الأولويات بما يخشى معه أن يتسبب هذا الجمود لاحقاً بتداعيات سلبية خارجية على البلد. وتعتقد هذه الأوساط، أنه على رغم عدم امتلاك المعنيين معلومات دقيقة عن حقيقة ما سينقله الموفد الأميركي الجديد توماس بارّاك الى بيروت في زيارته التي ستبدأ في الساعات المقبلة، فإنها ستكون كفيلة بإبراز عدم تبدل الأجندة الأميركية حيال الملفات الكبيرة التي تعني الإدارة الأميركية ومعظم الدول المعنية بلبنان، وخصوصاً لجهة تثبيت معادلة دعم لبنان في مقابل نزع السلاح غير الشرعي تحت طائلة التكلفة الباهظة لأي تجميد لمسار الدولة في بسط سلطتها الاحادية.

أما في ما يتعلق بموقف "حزب الله" من احتمال التدخل في الحرب، فنقلت أمس قناة "الحدث" عن مصدر مقرب من "الحزب" قوله "إن وجود الحرس الثوري داخل بنية الحزب طبيعي جدًا ولولا تدخل الحرس الثوري خلال الحرب لما استعاد الحزب قدرته على البقاء". ونقلت القناة عن المصدر "أن الحزب سيتدخل في الحرب بين إسرائيل وإيران فقط إذا شعر بأن النظام بدأ يترنح". وأوضح أنه "إذا دخل الحزب في الحرب إلى جانب إيران فيعني أنه سيستعمل سلاحه الثقيل"، ونقلت عنه القناة أن "القضاء على الحرس الثوري يعني حكماً انتهاء حزب الله". وأشار إلى أن "تطورات الأمور في إيران ستُظهر الحاجة لدخول الحزب في الحرب".

وسط هذه الاجواء، أعاد لبنان تثبيت موقفه المتمسك ببقاء القوة الدولية في الجنوب. وفي هذا السياق، قام مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لإدارة عمليات السلام، جان بيار لاكروا، بزيارة إلى بيروت تستمر نحو أسبوع، قبل نحو شهرين من موعد التجديد لقوات "اليونيفيل" العاملة في الجنوب. وأبلغ رئيس الجمهورية جوزف عون، لاكروا أن لبنان متمسك ببقاء "اليونيفيل" لتطبيق القرار 1701 بالتعاون مع الجيش اللبناني الذي سيواصل انتشاره في الجنوب وتنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل اليه في تشرين الثاني الماضي بكل مندرجاته. وأشار الرئيس عون إلى أن المحافظة على الاستقرار في الجنوب أمر حيوي ليس للبنان فحسب، بل لدول المنطقة كلها، ودور "اليونيفيل" أساسي في المحافظة على هذا الاستقرار.

من جهته، أكد لاكروا أن "اليونيفيل" مستمرة في أداء مهامها على رغم الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة، لافتاً إلى أن طلب الحكومة اللبنانية بالتمديد للقوة الدولية هو موضع درس من الأمم المتحدة والدول الأعضاء في مجلس الأمن، وثمة وجهات نظر مختلفة في ما خص دور "اليونيفيل" ومهامها يجري العمل على التقريب في ما بينها للتوصل إلى اتفاق في هذا الصدد، قبل حلول موعد التمديد نهاية شهر آب المقبل. وشدّد لاكروا على أن الأمم المتحدة تدعم لبنان في المطالبة باستمرار عمل "اليونيفيل"، لا سيما وأن التنسيق بينها وبين الجيش اللبناني يجري بانتظام. وبدوره أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري للمسؤول الأممي تمسك لبنان بالشرعية الدولية من خلال استمرار قوات اليونيفيل، وشدد أمام لاكروا على أن لبنان متمسك بأن يبادر المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى التمديد لهذه القوات لولاية جديدة.

وفي المواقف البارزة من التطورات، أكد البطريرك الماروني الكادرينال مار بشارة بطرس الراعي أن "لبنان ليس ذاهباً إلى الزوال"، مشيراً إلى أن "واقعه الدقيق يدعو إلى الحياد، وقد ذكره رئيس الجمهورية في خطاب القسم ومن الضروري أن تدعمنا الدول لتحقيق ذلك". وشدّد البطريرك الراعي في اللقاء الإعلامي الخاص الذي نظمه المركز الكاثوليكي للإعلام، لمناسبة "اليوم العالمي الـ59 لوسائل الإعلام" والسنة اليوبيلية في بكركي، على وجوب انسحاب إسرائيل من التلال التي تحتلها كي يفعل رئيس الجمهورية فعله في نزع سلاح حزب الله". أضاف: "عندما يعيش لبنان استقراراً اقتصادياً وسياسياً يستفيد من هذا الوضع الجميع، والهجرة اليوم تطال المسلمين والمسيحيين، وللأسف لبنان لا يقدم الفرص للشباب، وهذه مأساتنا، ولكنهم استطاعوا تحقيق ذاتهم، و نأمل بأن تقوم الدولة اقتصادياً ليبقى شبابنا في وطنهم". وسأل الراعي: "لماذا إسرائيل لا تزال في الجنوب؟ ولماذا حزب الله لا يسلّم سلاحه وبالتالي لا إعادة اعمار؟".

المناخات والأجواء المتصلة بالحرب لم تحل دون تواصل اجتماعات اللجنة النيابية الفرعية المنبثقة عن اللجان النيابية المشتركة لدرس مشاريع القوانين الانتخابية، وفي جلستها أمس برئاسة نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب طالبت بموقف الحكومة وما اذا كانت سترسل مشروع قانون جديد إلى اللجنة لدرسه. وأعلن بوصعب "أن النقاش كان حول ما إذا كان للحكومة نية أن ترسل شيئاً، طلبنا منها أن ترسل خلال أسبوعين. أرجانا الجلسة من الأسبوع المقبل إلى الأسبوع الذي يليه، على أمل أن تقدم الحكومة شيئاً، وإذا لم تقدم مشروعاً طرحت على مقدمي الاقتراحات إذا أرادوا سحب اقتراحاتهم من الدرس، في إنتظار ما سيأتي من الحكومة أو الإبقاء على اقتراحاتهم، واستطيع القول، إن كل الذين تقدموا باقتراحات قوانين لتعديل قانون الانتخابات تمسكوا أكثر من قبل باقتراحاتهم".

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : النهار