الجمهورية: مخاوف من توترات.. وتساؤلات عن تدخّل الحزب... ترامب: قد أضرب.. خامنئي: خسارتكم لن تُعوّض
الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Jun 19 25|09:25AM :نشر بتاريخ
الحرب المشتعلة بين إسرائيل وإيران في مسار متصاعد لا يلوح في أفقه خط النهاية لها حتى الآن، والتحليلات متناثرة على مساحة الكرة الأرضية، الجامع بينها افتقارها تقدير المدى التدميري غير المسبوق على الجانبين، أو مساحة امتداداتها وتداعياتها على المستويين الإقليمي والدولي، وتأثيراتها المباشرة ليس فقط على مستقبل إسرائيل وإيران، بل على منطقة الشرق الأوسط بصورة عامة. وإذا كانت هذه الحرب التي تبادلت فيها إسرائيل وإيران ضربات موجعة ومدمّرة في الصميم، وفق ما تقدّر وكالات الأنباء العالمية، قد أخذت طابع المراوحة النارية بين هجمات جوية مكثفة من جهة إسرائيل، وهجمات صّاروخية مكثفة ايضاً من جانب إيران، فإنّ هذه المراوحة تتأرجح بين احتمالين لكسرها، أولهما ضعيف تتبنّاه تقديرات ترجّح نجاح الوساطات في بلوغ وقف قريب لإطلاق النار، وثانيهما أكثر قرباً إلى الواقع يعززه ما يتراكم في الأجواء الدولية، والأميركية على وجه الخصوص، من إشارات إلى قوة احتمال دخول الولايات المتحدة الأميركية المباشر في هذه الحرب إلى جانب إسرائيل وضرب البرنامج النووي الإيراني.
اطمئنان داخلي
في موازاة هذه الحرب، أعرب مصدر رسميّ مسؤول عن اطمئنانه للوضع الداخلي، وقال لـ«الجمهورية»، انّ «حركة الاتصالات الكثيفة التي جرت على غير صعيد داخلي كانت أكثر من مريحة ومطمئنة، حيث أنّ كلّ مكونات البلد أكّدت انّها حريصة على الحفاظ على أمنه واستقراره، وعدم الإقدام على أي خطوات من شأنها أن تعرّض البلد لمخاطر هو بغنى عنها».
ولفت المصدر عينه إلى أنّ «كلّ الأطراف، سواء على المستوى الرسمي او المستوى السياسي والحزبي، مدركة لمخاطر الحرب الجارية بين إسرائيل وإيران وتداعياتها على كلّ المنطقة، وتعي بأنّ الأولوية ينبغي أن تنصبّ على تحصين الدفاعات الداخلية لدرء واحتواء أيّ تداعيات على لبنان قد تنشأ جراء هذه الحرب. وهذا ما يشكّل أولوية في عمل الدولة وكل مؤسساتها وأجهزتها في هذه المرحلة الدقيقة».
وأكّد المصدر الرسمي «انّ الوضع الأمني في لبنان مطمئن ومريح ولا يدعو إلى القلق، وخصوصاً انّ الأجهزة الأمنية والعسكرية تقوم بواجباتها في السّهر على الأمن في كل المناطق على أكمل وجه، والتقارير الأمنية لم تلحظ ما يدعو إلى القلق من أي جانب».
مخاوف من اغتيالات
إلّا أنّ مرجعاً أمنياً أبلغ إلى «الجمهورية» قوله، «إنّ من البديهي والطبيعي جداً ان تتعزز الإجراءات والتدابير الأمنية في البلد في هذا الوضع المشتعل بين إسرائيل وإيران. وفي التقييم لا شيء استثنائياً على الصعيد الأمني، بل لا توجد أي مخاطر علينا من الداخل. إنما ما يثير القلق هو العامل الإسرائيلي الذي كثّف من تحرّكاته، سواء بالقرب من خط الحدود، أو من الطلعات المكثفة لطيرانه المسيّر في الأجواء اللبنانية، وخصوصاً في فترات النهار والليل في أجواء الضاحية الجنوبية، وكأنّه يمهّد لتوترات واغتيالات، وهذا ما ينبغي التنبّه له».
وكشف المرجع عينه «أنّ عدداً من السفراء والديبلوماسيين والملحقين العسكريين الأجانب سعوا بعد اشتعال الحرب بين إسرائيل وإيران إلى إجابات حول مدى متانة الوضع الأمني في لبنان، واحتمال أن يُقدم «حزب الله» على ما سمّوه مغامرة إسناد لإيران عبر فتح الجبهة الجنوبية مع إسرائيل. وكان لافتاً عدم اجتماع هؤلاء على قراءة موحّدة لهذه الحرب، بين من يقول إنّ إسرائيل وبرغم عنف الضربة على إيران لم تتمكن من تحقيق ما هدفت اليه، بدليل الردّ الصاروخي الإيراني العنيف والمتواصل وآثاره التدميرية في المدن الإسرائيلية. وهذا أمر مفاجئ لا يؤشر إلى نهاية قريبة للحرب، وبين من اعتبر أنّ إيران تلقّت ضربة عنيفة لن تجعلها قادرة على الصمود والإستمرار على ما كانت عليه قبل الحرب».
إلى ذلك، ورداً على سؤال لـ«الجمهورية» حول احتمالات تدخّل «حزب الله» في هذه الحرب، جزم مسؤول كبير أنّه لم يسأل الحزب عمّا يريد أن يفعله، الّا انّه قال: «من وجهة نظري، وقد أكون مصيباً او مخطئاً، فإنني أستبعد أن يبادر الحزب إلى هذا الأمر، ولو أنّه اراد ذلك، لكان فعل ذلك في اليوم الأول للحرب».
الحرب في خواتيمها
الّا انّ مصادر قريبة من أجواء «حزب الله» قالت رداً على سؤال «الجمهورية» نفسه: «دعهم يقلقون». مضيفة: «لن نقول إننا سنتدخّل او لن نتدخّل، فهذا مرهون بالظروف وكلّ شيء في أوانه».
وقالت المصادر إنّ الحزب يتابع مجرى الحرب بصورة دقيقة وحثيثة، وتقييمه لمجرياتها ونتائجها حتى الآن هو أنّ إيران بمواجهة هذه الحرب الإسرائيلية الأطلسية عليها، ما زالت ممسكة بزمام الأمور، والدليل على ذلك قدرتها على احتواء الضربة العدوانية، والردّ باستهداف غير مسبوق للمدن والمنشآت والمواقع العسكرية الإسرائيلية، ومسارعة إسرائيل إلى الاستنجاد بالأميركيين، برغم انّهم شركاء في هذه الحرب، وتوسّلهم إنقاذها، والدليل على ذلك ايضاً هو أنّ كل كلام عن تدخّل أميركي إلى جانب إسرائيل في حربها على إيران، هو تأكيد غير مباشر على أنّ إسرائيل قد هزمت.. وفي كل الاحوال الحرب في خواتيمها». وكان موقع «jcpa» الإسرائيليّ قد نشر تقريراً امس، قال فيه إنَّ «حزب الله» في لبنان يجهّز نفسه للقتال ضدّ إسرائيل».
وأشار التقرير إلى إنَّ الحزب ذكر أنّه «في حال طلبت طهران منه الإنضمام للمعركة، فسيقوم بذلك. ولكن خلف الكواليس، ووفقاً لتقديرات استخباراتية، يُجهز الحزب نفسه لاحتمال المُشاركة المباشرة في هذه المعركة».
وأشار التقرير إلى أنّ «حزب الله» يواصل استعداداته، بما في ذلك إعداد بنك أهداف. ونسب إلى مصادر أمنية إسرائيلية، قولها إنَّ «حزب الله ينتظرُ ضوءاً أخضر من طهران قبل تفعيل الجبهة الشمالية على نطاق واسع»، هذا الامر لم يحدث بعد، ولكنه قد يحدث، وقد يعني تصعيداً على جبهات متعددة».
ساعات حرجة
وإذا كان الميدان العسكري قد أظهر ضراوة في وتيرة التدمير واتساعاً كبيراً لمساحة الاستهدافات، وتجاوزاً واضحاً للمواقع العسكرية إلى النقاط المدنية والحيوية والاقتصادية في كلّ من إسرائيل وايران، فإنّ صوت جهود الحل السياسي ووقف اطلاق النار يبدو خافتاً، فيما وتيرة الإحتمالات الحربية تتصاعد بوتيرة متسارعة، في ظلّ حديث وسائل إعلام دولية وأميركية وإسرائيلية عمّا سمّتها «ساعات حرجة ودقيقة وحاسمة»، وما تتناقله حول قرار وشيك من الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالدخول في هذه الحرب. وأفادت قناة «أي بي سي» نقلاً عن مسؤولين أميركيين، بأنّ «اليومين المقبلين حاسمان لجهة حل ديبلوماسي مع إيران أو لجوء الرئيس الاميركي دونالد ترامب لعمل عسكري. واللافت في هذا السياق انّ اسرائيل تبدو واثقة من الدخول الاميركي، ويروّج المستويان السياسي والأمني فيها، أنّ كفة الميزان تميل نحو انضمام إدارة ترامب إلى الحملة العسكرية ضدّ ايران. فهناك العديد من الدلائل، وهناك مزيج من الحاجة والفرصة، وهذا ما يدفع الأميركيين إلى الانضمام».
قد أضرب؟
وفي موقف لافت أمس، قال الرئيس ترامب: «قد اقوم بضرب المنشآت النووية الإيرانية، وقد لا أقوم بذلك. وكان على إيران التفاوض معنا سابقاً».
ورداً على سؤال بشأن المفاوضات مع إيران قال: «الامر بات متأخّراً جداً، ولكن لا يزال هناك وقت لوقف الحرب». مضيفاً: «لم يعد لدى ايران اي دفاعات جوية ولا اعلم إلى متى سيصمدون»؟
من جهته، قال رئيس الأركان الاميركي: «وفقاً لتقارير الصحف فإنّ الاسرائيليين يحققون تقدّماً كبيراً في ايران».
ورداً على سؤال حول ما إذا كان توجيه ضربة لمنشآت إيران النووية سيقوّض قدراتها على صناعة سلاح نووي قال: «لا يمكنني التحدث عن هذا الموضوع».
خامنئي
وفي موازاة عنف العمليات العسكرية من الجانبين الإسرائيلي والإيراني في الساعات الاخيرة، واصلت اسرائيل تهديداتها باستمرار الحرب حتى تحقيق اهدافها بإزالة البرنامج النووي الإيراني، وصولاً الى إسقاط النظام الايراني كتمهيد لبناء شرق أوسط جديد. وقال وزير الخارجية الإسرائيلية جدعون ساعر، أن لا مفاوضات مع النظام الإيراني. وعمليتنا مستمرة حتى تحقيق أهدافها». وتوجّه إلى مجلس الأمن قائلاً إنّ «لدى إيران خطة استراتيجية للقضاء على إسرائيل، ولن نقبل التهديد بالإبادة». فيما تواصلت في المقابل الهجمات الصاروخية الإيرانيّة على العمق الإسرائيلي، وأعلنت إيران استمرار المواجهة حتى نهاياتها ضدّ «هذا العدو المجرم»، وقرنت ذلك بتهديدات وجّهها المرشد الإيراني السيد علي خامنئي، لإسرائيل وطالت الولايات المتحدة. وكان لافتاً في هذا السياق ما كتبه خامنئي على موقعه على منصة «إكس»: «تبدأ المعركة باسم حيدر.. علي بسيف ذو الفقار عاد ليفتح باب خيبر. يجب التعامل بقوّة في مواجهة الكيان الصهيوني الإرهابي. ولن نساوم الصهاينة أبدًا».
وفي كلمة متلفزة بثها التلفزيون الإيراني أمس، قال خامنئي: «إنّ الهجوم الأبله والخبيث للكيان الصهيوني على بلدنا وقع في حين كان المسؤولون الحكوميّون منشغلين بالتفاوض غير المباشر وعبر الواسطة مع الطرف الأميركي. لم يكن هناك أيّ موضوع من قِبَل إيران يُؤشّر إلى وجود خطوة عسكريّة أو تحرّك حادّ وقاسٍ».
وأكّد أنّ العدوّ الصهيوني ارتكب خطئًا جسيمًا وجريمة كُبرى، ويجب أن يُعاقب، وهو يلاقي جزاء وعقابه الآن. العقوبة التي أنزلها الشعب الإيراني وقواتنا المسلحة بهذا العدوّ الخبيث، هي عقوبة قاسية أضعفته. حتى أنّ تدخّل أصدقائه الأميركيين في الساحة وتصريحاتهم، دليل على ضعفه وعجزه». وقال: «الرئيس الاميركي تفوّه بتهديدات؛ إنّه يهدّدنا، وفي الوقت نفسه، وبأسلوب سخيف ومرفوض، يطلب من الشعب الإيراني بنحو صريح أن: إخضعوا لي. حين يرى المرء مثل هذه الأشياء، يتعجّب حقًا. أولاً إنّ التهديد يُوجَّه لمن يخاف من التهديد، أمّا الشعب الإيراني فقد أثبت أنّه لا يرتعد أمام تهديدات المهدّدين. إنّ التهديدات لا تؤثر في سلوك الشعب الإيراني ولا في فكره. وثانيًا، أن يُقال للشعب الإيراني تعالوا واستسلموا، فليس هذا بكلام عاقل. الحكماء الذين يعرفون إيران، ويعرفون الشعب الإيراني، ويعرفون تاريخ إيران، لن يتفوّهوا بمثل هذا الكلام أبدًا. لأيّ شيء يستسلم؟! الشعب الإيراني عصيّ على الاستسلام. نحن لم نعتدِ على أحد، ولا نقبل بأيّ حال من الأحوال اعتداء أيّ أحد، ولن نستسلم لاعتداء أيّ شخص. هذا هو منطق الشعب الإيراني، هذه هي روحية الشعب الإيراني. بالطبع، الأميركيون الذين هم على دراية بسياسات هذه المنطقة، يعلمون أنّ دخول أميركا في هذه القضية سيكون ضررهم بنسبة مئة بالمئة. ما ستتكبّده من خسائر في هذا الصدد سيكون أكثر بكثير مما قد تتكبّده إيران. ستكون خسارة أميركا إذا دخلت هذا الميدان- إذا دخلت عسكريًا- خسارة لا يمكن تعويضها بلا شك».
وفي موقف لافت ايضاً قال رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، إننا «لا نرغب في توسيع الحرب إلى الخليج»، مؤكّداً «اننا سنسلب نتنياهو الشعور بالأمان في جميع أنحاء العالم». ولفت إلى أنّه «إذا استهدف الصهاينة منشآتنا النفطية فعلى دول المنطقة إجراء حسابات صحيحة»، موضحاً أنّ «في هذه الحالة يمكن أن يلحق الضرر بعدد كبير من دول الجوار».
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا