البناء: مفاوضات غزة جامدة وترامب لم يتمسّك بالاتفاق السابق لمنع نتنياهو من المناورة
الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Jul 11 25|08:42AM :نشر بتاريخ
تتواصل المفاوضات في واشنطن والدوحة حول مسودة اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وسط مواقف إعلامية للرئيس الأميركي دونالد ترامب ومعاونيه ووزرائه توزّع التفاؤل بقرب التوصل إلى اتفاق، بينما تؤكد المصادر الفلسطينية أن المفاوضات تعاني من الجمود مع تعنّت نتنياهو عند شروط جديدة، وسط تساؤلات عن مبرر التفاوض من جديد حول أمور سبق التفاوض حولها وتمّ التوصل إلى اتفاق بصددها، هو الاتفاق الذي رعاه مبعوث الرئيس ترامب ستيف ويتكوف قبل دخول ترامب إلى البيت الأبيض، وهو الاتفاق الذي نص على ثلاث مراحل مفصّلة ودقيقة في إجابتها على ذات أسئلة التفاوض الراهن من المساعدات إلى الانسحابات والمعابر ومفاوضات إنهاء الحرب، فإن لم تكن إدارة ترامب ترغب بمنح بنيامين نتنياهو فرصة العبث مجدداً لماذا لم تقم المبادرة الأميركية على استئناف تنفيذ الاتفاق السابق الذي نفّذت منه مرحلة وبقيت منه مرحلتان، بعدما خرقه الاحتلال وتوقف عن تنفيذ المرحلة الثانية بدعم كامل من واشنطن التي رعت الاتفاق وضمنت تنفيذه من الجانب الإسرائيلي.
على خلفيّة هذا الاستعصاء تقوم المقاومة في غزة والضفة الغربية بتصعيد عملياتها النوعية للضغط على الجبهة الداخلية للكيان باتجاه تعزيز المطالبة بوقف الحرب من جهة، ودفع جيش الاحتلال وضباطه وجنوده إلى رفع الصوت طلباً لوقف الحرب، بينما اليمن يضاعف ضرباته في البحر الأحمر ضد سفن الشركات التي تخرق قرار الحظر المفروض على موانئ كيان الاحتلال ويزيد من استهدافه عمق الكيان، فيؤكد حقيقة أن اتفاق وقف إطلاق النار مع واشنطن لم يكن على قاعدة تراجع اليمن عن الانكفاء من خطط حظر السفن المتّجهة إلى موانئ الكيان، ويتحدى الاحتلال بعدما شن غاراته على اليمن أن يتمكّن من وقف الاستهدافات التي تطاله من اليمن، ليشكل التصعيد من اليمن وفي غزة مدخلاً لتعزيز أوراق التفاوض وصولاً إلى وقف الحرب وفك الحصار عن غزة.
لبنانياً، كان كلام رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عن ربط انسحاب قوات الاحتلال بنزع سلاح المقاومة كتكرار لما يقوله الاحتلال نفسه، واتهامه رئيس الجمهورية الذي يدعو لحل قضية السلاح عبر الحوار ويربط ذلك بتنفيذ الاحتلال موجباته وفق اتفاق وقف إطلاق النار، بالخوف المبالغ به من الحرب الأهلية، بينما لم يجب جعجع عن سؤال ماذا لو نزع السلاح ولم ينسحب الاحتلال ولم يتوقف العدوان، فنكون قد فقدنا السلاح ولم نوقف العدوان، فهل يعزينا عندها اعتذار جعجع واعترافه بالخطأ في الحسابات؟
`وفيما التقط لبنان أنفاسه وتنفس الرؤساء الصعداء بعد مغادرة المبعوث الأميركي توم برّاك البلاد، على أن يعود أواخر الشهر الحالي حاملاً الرد الأميركي والإسرائيلي على ورقة الملاحظات اللبنانية على مسودة الورقة الأميركية، ستعكف لجنة المستشارين الممثلة للرؤساء الثلاثة على التمحيص بالمباحثات التي أجراها برّاك ومواقفه الدبلوماسية حيناً والتي تحمل رسائل مبطّنة حيناً آخر.
ووفق معلومات «البناء» فإن لجنة المستشارين ستعود إلى الاجتماع مطلع الأسبوع المقبل لإجراء تقييم لزيارة براك ووضع تمهيد للتحضير لجولة مباحثات جديدة بين بيروت وواشنطن للتحضير لزيارة ثالثة للموفد الأميركي وبلورة رد لبناني موحّد على أي ملاحظات أو أسئلة يطرحها الموفد الأميركي على المسؤولين اللبنانيين.
ووسط تضارب في القراءات والتوقعات لنتائج زيارة الدبلوماسي الأميركي إلى لبنان، بين مَن يعتبرها إيجابية وأنها فتحت كوّة في جدار الأزمة، وبين من رآها سلبية لكون مواقف الزائر الأميركي حملت رسائل تهديد مبطنة للبنان، لا سيما قوله إن اللبنانيين معنيون بسلاح حزب الله، وبأن الولايات المتحدة غير معنية بما تقوم به «إسرائيل» في لبنان، أبدت مصادر نيابية التقت مسؤولين أميركيين تفاؤلها بزيارة براك واصفة إياها بأنها وضعت الأسس لمسار الحل للأزمة اللبنانية المتمثلة بسلاح حزب الله والانهيار الاقتصادي والمالي وأزمة العلاقات اللبنانية مع الدول المجاورة لا سيما سورية، ولفتت المصادر لـ»البناء» الى أن هناك فرصة للحل بحال وافقت «إسرائيل» على الانسحاب من النقاط الخمس ثم الى الحدود الدولية مقابل بحث مسألة سلاح حزب الله جدياً في الحكومة وعبر حوار مباشر بين رئيس الجمهورية وحزب الله، على قاعدة الخطوة مقابل خطوة، لكن الخلاف وفق المصادر هو من يخطو الخطوة الأولى بظل رفض «إسرائيل» الانسحاب من أي نقطة طالما حزب الله متمسّك بسلاحه، إذ أن «إسرائيل» تريد ضمانة بأن لا يبقى سلاح مع الحزب بحال انسحبت لأنه سيستخدم هذا السلاح في مرحلة لاحقة، وبالتالي يشكل خطراً على أمنها، بينما حزب الله لم يقتنع بأي ضمانة أكانت داخلية أو خارجية من أن «إسرائيل» ستوقف خروقها وتنسحب إذا وضع سلاحه بيد الدولة.
وجدّدت أوساط على صلة بموقف المقاومة أن لا ضمانة سوى سلاح المقاومة لحماية الجنوب والبقاع والضاحية والعاصمة وكل لبنان واللبنانيين، والتاريخ يعلمنا أن لا ضمانة حقيقية مع التوحّش والإجرام والغدر الإسرائيلي فيما الأميركي ليس وسيطاً نزيهاً بل داعماً لـ»إسرائيل» على حقوق الدول العربية، والدولة اللبنانية غير قادرة على استعادة الحقوق اللبنانية والزام الإسرائيلي بالانسحاب بقوة القرارات الدولية والدبلوماسية والبكاء عند أعتاب الأميركيين كما بشّر وزير الخارجية، وبالتالي الضمانة هو سلاح المقاومة إلى جانب الشعب والجيش اللبناني للدفاع عن لبنان من الأطماع والنوايا الإسرائيلية. وشددت الأوساط على أنه لا يمكن للدولة أن تطلب من المقاومة بحث مسألة السلاح خارج جنوب الليطاني وهي لم تقدّم شيئاً على صعيد إلزام الاحتلال بوقف خروقاته واعتداءاته اليومية وانسحابه من النقاط الخمس والأراضي المحتلة وإعادة الأسرى.
ويواصل رئيس الجمهورية جوزف عون مساعيه الدولية لإلزام «إسرائيل» بالانسحاب من لبنان.
وفي سياق ذلك، استقبل رئيس الجمهورية السفير الفرنسي في بيروت هيرفيه ماغرو وأجرى معه جولة افق تناولت الأوضاع في لبنان والمنطقة والتطورات الأخيرة، ومنها زيارة الموفد الأميركي توم براك والمحادثات التي أجراها مع المسؤولين اللبنانيين.
كما طالب رئيس الجمهورية «الاتحاد الأوروبي بدعم لبنان في استعادة كامل أراضيه وبسط سيادة الدولة عليها، وبإطلاق مبادرة شاملة لدعم الجيش اللبناني بكل الوسائل».
وقال خلال استقباله وفدًا أوروبيًا وسفراء من الاتحاد الأوروبي: «إن غياب الجيش اللبناني قد يؤدي إلى تراجع كبير في الوضع الأمني، مما سينعكس سلبًا على المنطقة في أسرها، وهو أمر لا يرغب فيه أحد».
ودعا «الاتحاد الأوروبي إلى رفع أي عقوبات أوروبية مفروضة على لبنان، والعمل على عقد مؤتمر أوروبي – عربي لإعادة بناء لبنان وإنعاش اقتصاده، بالتوازي مع مسيرته نحو سيادته الكاملة أمنيًا وعسكريًا».
وعرض رئيس الجمهورية جوزاف عون مع رئيس الحكومة نواف سلام الأوضاع العامة، وأطلعه على نتائج زيارته إلى قبرص واللقاءات التي أجراها هناك. كما تمّ البحث في كافة بنود جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء التي ستُعقد غداً في قصر بعبدا.
وأفادت معلومات للـLBCI، بأن عون وسلام ناقشا ملف التعيينات المالية والقضائية في قصر بعبدا، وسط معلومات عن توجه مجلس الوزراء اليوم لإعلان تعيين أعضاء لجنة الرقابة على المصارف.
وأكد رئيس الجمهورية أمام وفد «نقابة المقاولين الثانويين والمتعاقدين الثانويين للأنشطة والخدمات البترولية» أنه يُجري الاتصالات اللازمة لإعادة إطلاق عملية التنقيب عن النفط في الحقول اللبنانية.
في المقابل، واصل قائد القوات اللبنانية سمير جعجع هجومه على رئيس الجمهورية، متهماً في مقابلة تلفزيونيّة وزيري الدفاع والداخلية المحسوبين على عون، بالتقصير حيال الإشكالات التي تحصل بين قوات اليونفيل وبعض الأهالي في الجنوب، كما اتهمه بالتباطؤ والخوف والتردّد في مسألة حل سلاح حزب الله.
وفي مواقف تحريضيّة ضد التيار الوطني الحر فسّرها البعض على أنها إطلاق للمعركة الانتخابية، وصف جعجع التيار بأنه «يُدَرِّس كيفية خداع الناس وتزوير الوقائع».
كما واصل تحريض الدولة على المقاومة وبيئتها بقوله وزج الجيش في مواجهة مع المقاومة والأهالي بقوله: «إذا قامت الدولة اللبنانية بنزع سلاح أي فصيل مسلح، فهذا لا يُعتبر حربًا أهلية، بل هو أمر طبيعيّ تقوم به الدولة لبسط سلطتها على كامل أراضيها».
وفعّل رئيس القوات حملة التهويل على لبنان بحال لم يلتزم بالشروط الأميركية والإسرائيلية، بقوله «هناك أمر واقع يجب تصحيحه، وإذا لم يُصحَّح، فسيلزّموننا لسورية أو لـ»إسرائيل» أو لأي دولة أخرى».
ونقل جعجع عن الموفد الأميركي توم برّاك أنّه قال في مجالسه المغلقة ما قاله علنًا: «إن هذا البلد هو بلدنا، وموضوع السلاح شأننا»، مضيفًا: «إذا لم نتحرك، فإن الولايات المتحدة ستنسحب ولن تتدخل بعد الآن، وستترك لبنان لمصيره».
في المقلب الأمنيّ استهدفت مُسيرة إسرائيلية دراجة نارية عند مفترق بلدة المنصوري في قضاء صور. وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة في بيان «أن الغارة أدت إلى سقوط شهيد وإصابة شخصين بجروح». كما استهدفت المدفعية الإسرائيلية أطراف بلدة شبعا. وأغارت مسيّرة إسرائيلية، على دفعتين على مقهى ومحل لأشغال الألمينيوم ضمن مبنى في بلدة يحمر الشقيف في قضاء النبطية. وتسببت الغارتان في إلحاق أضرار مادية في المكان، ولم يفد عن وقوع إصابات.
وأفيد مساء أمس، عن تحرك آليات إسرائيلية في وادي هونين مقابل بلدة مركبا، وفي تلة المحافر على أطراف العديسة.
أمنياً أيضاً، وقع إشكال أمس، في بلدة عيتيت – قضاء صور، بين عدد من الأهالي ودورية تابعة لقوات «اليونيفيل»، وذلك أثناء مرور الآلية العسكرية في البلدة من دون مرافقة الجيش اللبناني. وبحسب المعلومات، اعترض الأهالي على مسار الدورية، معتبرين أن مرورها بمفردها يُخالف البروتوكول المعتمَد، فطالبوها بالتوقف والعودة. لكن عناصر «اليونيفيل» رفضوا الانصياع، ما أدّى إلى تلاسن وتوتر في المكان، تطور لاحقًا إلى اشتباك محدود. وقد تدخلت جهات محلية لاحتواء الموقف ومنع تطوّره، وسط دعوات للتمسك بالتنسيق الكامل مع الجيش اللبناني خلال تحركات قوات الطوارئ الدولية، احترامًا للسيادة ولخصوصيّات المناطق الجنوبية.
وأعلن الناطق الرسمي باسم «اليونيفيل» أندريا تيننتي في بيان أن «عدة أفراد بملابس مدنية اعترضوا صباح اليوم جنود حفظ سلام تابعين لليونيفيل قرب وادي جيلو، بينما كانوا يقومون بدورية مُخطط لها». ولفت الى أن «هذا النشاط نُسّق مسبقاً مع القوات المسلحة اللبنانية، دعماً لتطبيق لبنان لقرار مجلس الأمن الدولي 1701». وأضاف: ان «الوضع كان هادئاً في البداية، ولكن سرعان ما بدأ الأفراد برشق جنود حفظ السلام بالحجارة، مما اضطرهم إلى تفريق الحشد بالدخان لحماية أنفسهم من الأذى»، مشيراً الى ان «القوات المسلحة اللبنانية وصلت إلى مكان الحادث، وتمّت السيطرة على الوضع».
على صعيد آخر، حذرت قيادة الجيش في بيان، «المواطنين من خطورة التطبيقات Applications المشبوهة واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة غير مسؤولة، كونها تُستغلّ من العدو الإسرائيلي بشكل سري للتواصل معهم واستدراجهم إلى العمالة».
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا