إحتفال بعيد القديسة حنة وسعي لترميم الدير الأثري المهجور

الرئيسية ثقافة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Jul 27 25|14:44PM :نشر بتاريخ

ايكو وطن- الجنوب- ادوار العشي

حالت الأوضاع الأمنية وحرب الجنوب للسنة التالية على التوالي، دون الإحتفال  بالذبيحة الألهية، كما جرت العادة، لمناسبة عيد القديسة حنة، والدة السيدة العذراء وجدة الإله، بالهواء الطلق في كنيسة الدير الأثري المهجورالذي يحمل إسمها، حيث لا سقف يظللها، وقد سلمت بعض جدران وأقبية الدير دون السقف، من عوامل الطبيعة وعوادي الأيام والزلازل، ويربو عمره على قرنين من الزمن. ويعود بناءُ الدير، الكائن في خراج  بلدة القليعة في قضاء مرجعيون، والمشرف على سهل مرجعيون، إلى القرن الثامن عشر.  

ولمناسبة عيد القديسة حنة والدة السيدة العذراء، إحتفلت أبرشية بانياس ومرجعيون للروم الملكيين الكاثوليك، بإقامة قداس إحتفالي في كاتدرائية القديس بطرس بجديدة مرجعيون، ترأسه  كاهن الرعية الأب ميلاد كلاس، وخدمته جوقة رعية مار بطرس، بحضور جمهور من المؤمنين من أهالي مرجعيون والجوار.
بعد قراءة الإنجيل المقدس، ألقى الأب كلاس عظة من وحي المناسبة، ودعا للتشبه بفضائل وإيمان القديسة حنة.

تاريخ الدير الأثري المهجور

يتربع دير القديسة حنة الأثري، الذي قارب عمره المائة وأربعين سنة، كما يظهر جلياً على ما تبقى من معالمه الهندسية، جدرانه، حجاره، وأقبيته، وتصميمه الداخلي، وتعود ملكية الدير المهجور، على ما ينوف المائة عام، والقائم على تلة مشرفة على سهل مرجعيون قبالة جبل حرمون، إلى وقف أبرشية "قيصرية فيليس"، بانياس ومرجعيون وتوابعهما للروم الملكيين الكاثوليك.

وتدلّ جدرانه وطرازه المعماري على تاريخه، فهو عاصر فترة الحكم العثماني، إذ أنشئ عام 1886، بتمويل من قداسة الحبرالأعظم البابا ليون السادس عشر، وأشرف على بنائه، المطران بطرس جريجيري، الذي أصبح في ما بعد بطريركاً. وكان الهدف من تأسيسه، إحتضان الأيتام، وتعليمهم فن الزراعة وتربية النحل، ولم يكن آنذاك من منشآت زراعية، ما دفع بالجريجيري للذهاب الى الأستانة، والحصول على فرمان من السلطان العثماني، يسمح له بإنشاء المؤسسة الإجتماعية.
وعن تاريخ الدير، يقول المطران جاورجيوس حداد، راعي أبرشية بانياس ومرجعيون وتوابعهما، إنه "دُشّن سنة 1892، وضمت المجموعة الأولى خمسة وأربعين طالباً، تعلموا العربية والفرنسية والحساب حتى الشهادة الإبتدائية، بحضور تلامذة اكليريكيين. 
وجرى إرسال التلامذة المتفوقين منهم الى دير القديسة حنة في الصلاحية بالقدس، حيث الآباء البيض. وكانت الحكومة الفرنسية آنذاك، تؤمّن نفقات كهنة فرنسيين يعملون في الدير، ويساعدون على تربية الأولاد. وخلال هذه الفترة، ازدهر الدير، فزُرعت الأراضي، وأنشئت مزرعة لتربية الأبقار، وأخرى للنحل. وكان الطلاب يهتمون بالزراعة، ويروونها من النبع الموجود أسفل المنحدر، ويقومون بنقل المياه على ظهور الدوابّ»
وبقيت "المؤسسة" تعمل حتى أحداث 1925ـ 1926. في ذلك التاريخ، أُحرق الدير ونُهب، فغادر الأولاد مع الكهنة وتوقف العمل فيه، لكن المطران بقي يتابع الإدارة، ويهتم بالشؤون الزراعية. أمّا الإهمال، فقد بدأ يهدد المباني التي تهدّم قسم من طابقها العلوي بعد زلزال 1956.
وتسعى الأبرشية اليوم إلى ترميم الدير. ويقول المطران حداد: "إن هذه الورشة تتطلب مبلغ مليون ونصف المليون دولار، ونحن بحاجة الى جهات مموّلة قادرة على متابعة العمل، وتعرف تقنيات ترميم الأماكن الدينية، للحفاظ على معالمها التاريخية.
وتعمل المطرانية جاهدة لترميم الدير، ليكون محطة سياحة دينية خاصة، ويكون له اكتفاء ذاتي. ويقصد الدير المؤمنون من مختلف أنحاء المنطقة، للتبرّك من الأيقونة العجائبية، بالتزامن مع القدّاس الاحتفالي الذي يقام في ذكرى وفاة القديسة حنة.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan