إحياء الليلة الثانية من مهرجانات الأرز الدولية مع وائل كفوري والنائبة جعجع

الرئيسية ثقافة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Jul 27 25|17:07PM :نشر بتاريخ

أطلّ النجم وائل كفوري على جمهور مهرجانات الأرز الدولية 2025، في الليلة الثانية من المهرجان، ليشعل المسرح بصوته وإحساسه ويحوّل السهرة إلى واحدة من أجمل ليالي لبنان الفنية.

تميّز الاحتفال بحضور رسمي وشعبي لافت، تقدّمه النائبة ستريدا جعجع، إلى جانب وزير الإعلام بول مرقص، النائبة غادة أيوب، النائب السابق جوزيف إسحق، رئيس اتحاد بلديات قضاء بشري إيلي مخلوف، رئيس بلديّة بشري جو كيروز، أمين سر منسقية "القوات اللبنانية" في منطقة بشري شربل مخلوف ورؤساء مراكز الحزب في القضاء، إضافة إلى مجموعة من داعمي المهرجان ومحبّي النجم كفوري.

ومنذ إعادة إحياء مهرجانات الأرز الدولية، حرصت لجنة المهرجانات برئاسة النائبة جعجع، على ألا تكون هذه المهرجانات مجرّد حدثٍ فنّيٍ عابر، بل مساحةً حقيقية لتجسيد روح لبنان، وإرادة شعبه، وثقافته المتجذّرة، ورسالة تؤكّد على صموده وتمسّكه بدوره كمنارةٍ للثقافة والفنّ والإبداع في الشرق. وقد اتّخذت هذه المهرجانات طابعًا وطنيًا جامعًا من خلال المواضيع التي تناولتها في كلّ عام، فكانت البداية في عام 2015 مع تكريم الجيش اللبناني، باعتباره رمزًا وطنيًا موحّدًا يجتمع حوله اللبنانيون من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب. وفي عام 2016، احتفت المهرجانات بجبران خليل جبران، ابن مدينة بشري، الذي تجاوزت كتاباته الإطار المحلي لتبلغ العالمية، إذ تُرجمت إلى نحو خمسين لغة، وعلى رأسها كتاب "النبي".

أما في عام 2017، فقد سلّطت الضوء على أرزة العلم اللبنانيّ، من خلال أوبيريت وطنية شارك فيها ثلاثة عشر فنانًا من مختلف الأطياف اللبنانية، في لوحة فنية وحدوية جامعة. وفي عام 2018، اختارت المهرجانات أن تبرز البعد العالمي للبنان، عبر الاحتفاء بمواقعه الأثرية الخمسة المدرجة على لائحة التراث العالمي، وهي: وادي قاديشا – أرز الرب، صور، بعلبك، عنجر وبيبلوس، في خطوةٍ هدفت إلى تأكيد الانتماء الوطني الشامل، وتثبيت الشعور بأن هذه المهرجانات ليست حكرًا على فئة أو منطقة، بل تعني كلّ اللبنانيين دون استثناء. أما في العام 2019، وفي ظلّ الأزمات التي كانت تتخبّط بها البلاد، فقد شكّل النضال محور النسخة الخامسة من المهرجانات، من خلال عرضَين مميّزين، أحدهما للتينور العالمي أندريا بوتشيللي، والثاني لثلاثة عشر كوميديًّا لبنانيًا، حيث عُدّ بوتشيللي رمزًا عالميًا للنضال والانتصار على التحديات، ما يعكس تجربة اللبنانيين أنفسهم في مواجهتهم اليومية للضغوط الاقتصادية والاجتماعية.

في السياق، حافظت جعجع على التوجّه نفسه في دورة العام 2025، بحيث رأت في إعادة إطلاق مهرجانات الأرز تأكيدًا على الإصرار الوطني في مواجهة الأزمات، وعلى إيمانٍ راسخ بأنّ رهان الحياة هو الغالب. وأنّ عودة المهرجانات إلى قلب لبنان، إلى أرز الرب، إلى جبّة بشري مهد الكيان، وعودة الأضواء إلى أعالي قمم لبنان المطلة على الوادي المقدس، إنما تجسّد في معناها العميق عودة الوطن إلى ذاته، تمامًا كما ينهض طائر الفينيق من رماده، وكما يواجه الأرز العاصفة ليعود أكثر صلابة. ويأتي هذا التصميم في ظلّ مرحلة جديدة من الأمل، على وقع عهد واعد، وحكومة طموحة، وبعد أكثر من سنة من المعاناة المستمرة، حيث أنّ الوقت قد حان لاستعادة مشاهد الحياة والفرح والكرامة، ولمحو آثار الموت والحزن والدمار التي خيّمت على يوميات اللبنانيين.

من هنا، تستمر جعجع بعملها في مهرجانات الأرز على أنها كمساحة ثقافية وسياحية واقتصادية جامعة، وكمبادرة وطنية تسعى إلى المساهمة في تحريك العجلة الاقتصادية، لا سيما من خلال تفعيل قطاع السياحة الذي ترى فيه رافعة حقيقية للاقتصاد الوطني. وضمن هذا التوجّه، حرصت النائب جعجع على أن يكون حضور زحلة مميزًا في مهرجانات هذا العام، لما تمثّله المدينة من رمزية عزيزة على قلبها وقلب رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع. لذلك، جاء اختيار النجم اللبناني العالمي وائل كفوري، ابن زحلة، لإحياء الليلة الثانية من المهرجان، كما جاء دعمها لموهبة المصمّمة اللبنانية الشابة وابنة زحلة أيضاً كلارا مسلم، من خلال ارتداء عباءة من تصميمها خلال الحفل، ليكون ذلك رسالة واضحة على أهمية دعم الطاقات اللبنانية الشابة، وترسيخ مكانة المهرجانات كمنبر للإبداع المحلي بمختلف أشكاله.

وقد توافد الآلاف من عشاق كفوري إلى أرز الرب، حيث صدح بصوته في ليلة امتزجت فيها المشاعر الوطنية بالفن الراقي، وسط مسرح ضخم وإضاءة ساحرة ومشهدية طبيعية خلابة زادتها عظمة أرزات بشري رونقًا. وقد شكّلت هذه السهرة الفنية محطّة مضيئة ضمن فعاليات مهرجانات الأرز لهذا العام، التي تسعى في كل دورة إلى تعزيز الإيمان بلبنان، وتأكيد دور الثقافة والفن كرافعة معنوية لشعب يواجه التحديات بإرادة لا تلين. وقد تم توزيع بذور الأرز على الـVIP وقد بلغ عددها 200 تقدمة لجنة أصدقاء غابة الأرز.

أما على المستوى التقني، فقد شكّلت ليلة وائل كفوري في "مهرجانات الأرز الدولية 2025" ذروة من ذرى الإبداع الهندسي والتقني، إذ خُصّصت لها بنية تقنية متكاملة وغير مسبوقة، سواء من حيث ضخامة المسرح أو المعدات المستخدمة في الإضاءة والصوت والتجهيزات البصرية. فقد تم إعداد المسرح خصيصاً ليواكب طابع الحفل الغنائي المباشر، فاعتمد تصميمًا يدمج بين الحداثة والاحتراف، بمساحة مسرح بلغت 2200 متر مربع وبارتفاع ستة أمتار ونصف، محاط بأشجار الأرز التاريخية دون المساس بها، ضمن موقع جديد اختير بعناية ليتّسع لآلاف المتفرجين ويوفّر رؤية صوتية وبصرية مثالية.

من الناحية البصرية، تمّ تجهيز المسرح بشاشات LED عملاقة من الأمام والخلف وعلى الجوانب، مما أضفى على الحفل بُعداً بصرياً مبهراً، يليق بجمهور تعدّى الـ14 ألف شخص. كما تمّت تغطية المسرح وما حوله بأكثر من 400 رأس إضاءة متحرّك (Moving Heads) من أحدث الموديلات العالمية، تم توزيعها بطريقة تضمن التنوّع والحركة الديناميكية مع كل إيقاع موسيقي، بما يرفع من جودة العرض الحي إلى مستويات احترافية عالية.

أما على صعيد الصوت، فاستُخدمت أنظمة صوتية متطورة جداً ذات تكنولوجيا فائقة الدقة، شملت ميكسرات رقمية من الجيل الأخير، ونظام تغطية صوتية شامل يمتد على كامل مساحة المدرج، بما يضمن وضوح الصوت وجودته العالية في جميع النقاط، من أقصى المدرج إلى أقرب نقطة للمسرح.

هذا العمل التقني الضخم يُعدّ من الأضخم في تاريخ مهرجانات الأرز، سواء من حيث الحجم أو عدد المعدّات أو مستوى التنظيم، وقد تميّز بتركيبة فريدة متكاملة تجمع بين الأداء الفني الرفيع والبنية التقنية المتطوّرة. كما جرى العمل على إنشاء منطقة خلفية ضخمة للمسرح (Backstage Area)، تضمّنت غرف تبديل ومناطق استراحة للفنان والموسقيين، ووحدات لوجستية مجهّزة بأعلى المواصفات. كذلك، وُضعت خطة سير دقيقة ومنظمة لتسهيل وصول الجمهور، مع تأمين وسائل نقل خاصة من مختلف المناطق اللبنانية.

بهذا الإعداد المتكامل، لم تكن ليلة وائل كفوري مجرّد أمسية غنائية، بل تحوّلت إلى عرض استثنائي متكامل تقنياً وفنياً، عكس احترافية القائمين على المهرجانات، ورسّخ موقع "الأرز" كمنصة فنية لبنانية رائدة بمستوى عالمي.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan