نداء الوطن: برَّاك وأورتاغوس معًا يستطلعان خارطة الطريق
الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Aug 18 25|08:25AM :نشر بتاريخ
يعيش لبنان في هذه الأيام في "زحمة وثائق": الوثيقة التي قدمها الموفد الأميركي توم براك للحكومة اللبنانية التي أقرت أهدافها بعد "لبننتها"، وفق ما يقول رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام.
وثيقة الاتصال التي عممتها قيادة الجيش والتي حذرت فيها من محاولات عبر الحدود السورية مع لبنان لاختطاف جنود لبنانيين لمبادلتهم بموقوفين سوريين، وفي انتظار تبلور الوثائق بدأت المواعيد تزدحم مع وصول براك ومورغان أورتاغوس مساء إلى بيروت، وعلمت "نداء الوطن" أن براك وأورتاغوس التقيا إلى مائدة العشاء عددًا من الشخصيات في دارة أحد رجال الأعمال في الأشرفيه. جدول مواعيد براك وأورتاغوس يبدأ عند الثامنة والنصف من صباح اليوم في قصر بعبدا بلقاء مع رئيس الجمهورية.
الرئيس عون يوجِّه رسائل عبر "العربية"
وعشية اللقاء، وجه الرئيس عون سلسلة رسائل، وفي مقابلة مع قناة "العربية" سئل الرئيس عون: ماذا قلتم لعلي لاريجاني في خلال لقائكم به، بعد التصريحات الإيرانية التي اعتُبرت أنها تمس بسيادة لبنان؟
أجاب: كنت واضحًا معه. قلت إذا كنتم ترغبون بصداقة لبنان، فأهلًا وسهلًا بكم، ولكن يجب أن تكون مرتكزة على الاحترام المتبادل. ذكّرته بزيارة وزير الخارجية الإيراني إلى لبنان في الرابع من حزيران الماضي، حيث تكلمت معه عن أسس العلاقات بين أي بلدين، والتي تقوم على أربع ركائز: الشفافية، الصراحة، الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في شؤون الآخرين. كنت واضحًا بالقول إن ايران هي دولة صديقة، ولكن على قاعدة الاحترام المتبادل وحفظ السيادة. ويجب عليها أن تكون صديقة لكافة مكونات المجتمع اللبناني وليس لفئة واحدة. هذا هو مختصر ما تكلمنا به. المساعدة تكون استنادًا للاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدولة اللبنانية.
سئل: عندما تشير التصريحات الإيرانية إلى أن سلاح المقاومة قضية مركزية، ولا يمكن المس به، ومن المعلوم أن هذا السلاح يقع ضمن العقيدة الإيرانية في السياسة الخارجية، ماذا يعني لكم هذا الحديث اليوم؟
قال: "لا أحكم على النوايا وأنا رجل دولة جئت لأبني بلدًا، ليس لدي حسابات انتخابية أو حزب أو تطلعات سياسية لاحقة".
الرئيس عون وصف ورقة براك بأنها خريطة طريق لتنفيذ اتفاقية وقف إطلاق النار، ووضعنا ملاحظاتنا عليها، فأضحت بذلك ورقة لبنانية وليس أميركية، وأجرينا إضافات عليها، أهمها تحت بند ملاحظات، وهو التالي: لا تصبح هذه الاتفاقية نافذة قبل موافقة لبنان وسوريا وإسرائيل عليها. وهناك أيضا إضافات أخرى ضمن بند ملاحظات أيضًا، والأمر الثاني الذي أكدنا عليه هو مبدأ "خطوة مقابل خطوة"، إذا لم تنفذ أي خطوة، فلن يتم تنفيذ الخطوة المقابلة لها. والورقة في حد ذاتها، تحتوي على 4 مواضيع أساسية: اولًا الانسحاب الإسرائيلي وتحرير الأسرى وتثبيت الحدود ووقف الاعتداءات على لبنان، ثانيًا إنعاش الاقتصاد اللبناني، ثالثًا إعادة الإعمار، ورابعًا ترسيم الحدود مع سوريا.
وسئل: هل فعلًا تلقيتم تحذيرات عبر الطرف الأميركي تحمل تهديدًا بضرب لبنان، إذا لم يتم إقرار هذه الورقة؟
أجاب: لم نتلق أي تهديد، ما قاله الأميركيون هو أنكم إذا أردتم تنفيذ الورقة فأهلًا وسهلًا، وإذا لم تريدوا تنفيذها، فلن يبقى لبنان في دائرة اهتماماتنا.
سئل: في موضوع المحادثات مع "الحزب" هل هو منفتح اليوم على موضوع تسليم السلاح؟
فأجاب: أنا منفتح على أن أبحث أي موضوع تحت سقف الدولة، ومن يرغب فاهلًا وسهلًا به.
سئل: حتى وإن كانت هناك فتوى إيرانية تحرّم تسليم السلاح؟
فأجاب هذا الأمر يعود لهم.
الرئيس بري: لا خوف من حرب أهلية
وفي موقف لا يخلو من النبرة العالية، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري لـ "العربية: "سأسمع من المبعوث الأميركي رؤيته بشأن كيفية نزع سلاح حزب الله، لكن ليس لدي أي شيء أطرحه عليه، ولا يمكن تطبيق أي قرار بشأن الحزب طالما إسرائيل ترفض تنفيذ التزاماتها".
وأشار بري إلى أن "حزب الله لم يطلق أي رصاصة منذ وقف النار لكن إسرائيل مستمرة في ضرباتها". وتابع: "لا خوف من حرب أهلية أو أي تهديد للسلم الداخلي".
سلام يبق البحصة
وفي ما يشبه "بق البحصة"، وجَّه الرئيس نواف سلام انتقادات إلى "حزب الله" وإلى السياسة الإيرانية في لبنان، من دون أن يسميهما. قال لـ "الشرق الأوسط": "بعد سنة 2000، للأسف، جلسنا سنوات نناقش، هل يذهب الجيش إلى الجنوب أم لا؟ ما القضية التي يمكن أن يُختلف عليها إذا نزل الجيش إلى أرضه في الجنوب لحماية أهلنا؟ قيل: لا نريد ذلك. صار هناك تشكيك بالجيش. كانت هذه إحدى الفرص التي ضيَّعناها. كما حصل مع قرار الحرب والسلم. هل يمكن أن نأخذ قرارًا بزج لبنان في ما سميت حرب الإسناد؟ أكيد لا يمكن أن نفعل ذلك. نحن خارج هذا الأمر. قرار الحرب والسلم اليوم يعود إلى الدولة اللبنانية. صارت هناك محاولات لإطلاق صواريخ في الأشهر الأخيرة. فورًا تم التحري والقبض على مطلقي الصواريخ ومنعهم. نحن نتخذ القرار في شأن متى ندخل الحرب ومتى لا ندخل فيها. هذا القرار استعادته الدولة. قرار الحرب والسلم يمكنني أن أؤكد لك أننا استعدناه. هذا لا يعني أنه ليس هناك سلاح خارج عن سلطة الدولة. نحن يهمنا أن يصير هذا السلاح كله تحت سلطة الدولة".
وتابع: "استخدام تعبيرات فيها تشاوُف، على غرار القول إن هناك أربع عواصم عربية تسيطر عليها طهران. أعتقد أن هذا زمن ولّى. قرار لبنان اليوم يؤخذ في بيروت، في مجلس الوزراء، وليس في أي مكان آخر. لا يملَى علينا لا من طهران ولا من واشنطن".
وثيقة الاتصال حقيقية
وأمس، انشغلت الأوساط بوثيقة الاتصال الصادرة عن قيادة الجيش والتي تبيَّن أنها صحيحة وفيها أن عناصر متطرفة في الأراضي السورية الملاصقة للحدود مع لبنان، تخطط لخطف عناصر من الجيش في البقاع والشمال، بهدف مبادلتهم بموقوفين إسلاميين في السجون اللبنانية.
وكانت انتشرت فيديوات على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيها أشخاص سوريون يطالبون بالإفراج عن موقوفين في سجن رومية ويهددون بخطف عسكريين من الجيش اللبناني لمبادلتهم بهم.
الرسوم على المحروقات راجعة
ماليًا، كشف وزير المال ياسين جابر في حديث لـ "نداء الوطن" أن الرسوم على المحروقات راجعة، انطلاقًا من أن المنحة للعسكريين ستستمر من دون عجز في الموازنة وحتى من دون الاقتراض مجددًا، من خلال العودة إلى الرسوم، ولكن كيف ذلك؟ جابر يبدو متفائلًا جدًا بأن المراجعة التي تمّ التقدّم بها إلى مجلس شورى الدولة عبر هيئة القضايا، ستؤدي مجددًا إلى إقرار الرسم الإضافي على المحروقات، لأن الملف الذي تم تقديمه متماسك، ويستند إلى واقع لا يمكن دحضه، وهو حق السلطة التنفيذية في التشريع الجمركي، إذ لا يحتاج الأمر إلى مشروع قانون يُرسل إلى مجلس النواب. وانطلاقًا من هذا الواقع القانوني، يعتبر جابر أن القرار سيصدر لمصلحة إعادة العمل في الرسوم. وبالتالي، ستُحل مشكلة تمويل المنحة.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا