اللواء: لبنان لبراك وأورتاغوس: الكرة في ملعب الإحتلال ونريد التمديد لليونيفيل

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Aug 18 25|08:27AM :نشر بتاريخ

لا كبيرة، نهضت بوجه المنظومة المتكاملة لخطاب الأمين العام لحزب االله الشيخ نعيم قاسم السبت الماضي: فالرئيس نواف سلام، وهو المعني بالأول بما تضمنه الخطاب من سياقات غير مسبوقة، فاعتبر ان ما قيل في حق الحكومة والسلم الأهلي، هو كلام مرفوض، وحرام أن يقال.

وتناولت المواقف الحزبية والسياسية، وحتى الوزارية، لتعتبر ان الخطاب تهديد للشرعية اللبنانية، والبلد لم يعد بامكانه الاحتمال، لدرجة ان وزير العدل عادل نصار اعتبر ان سلاح حزب االله لم يعد شرعياً.

وسط ذلك، وصل الموفد الأميركي توم براك يرافقه الدبلوماسية مورغن اورتاغوس، الى بيروت، على ان يلتقي قرابة الثامنة والنصف صباح اليوم الاثنين رئيس الجمهورية جوزف عون، ثم رئيس مجلس النواب نبيه بري، ثم رئيس الحكومة نواف سلام قرابة الواحدة ظهراً، لنقل الرد الاسرائيلي على تعديلات لبنان على الورقة الاميركية المتعلقة بحصرية السلاح وبنود اخرى اصلاحية. وسط معلومات رئاسية مفادها ان لبنان لم يعد لديه ما يقوله لبراك بعد تعديلاته على الورقة الاميركية.

ووفق المعلومات ستكون مع برّاك اورتاغوس مساعدة مندوبة الولايات المتحدة في الامم المتحدة، حيث ستكون لها مداخلات ونقاشات مع المسؤولين اللبنانيين حول الاتصالات الجارية في اروقة المنظمة الدولية بخصوص صيغة قرار التجديد للقوات الدولية- يونيفيل- في جنوب لبنان، والمنتظر ان يصدر في الاسبوع الاخير من شهر آب الحالي بين 22 و25 منه.

وتشير الأوساط إلى أن ورقة براك الثانية تراجعت عن التزامات أساسية كانت واردة في الورقة الأولى، لا سيما ضمان وقف النار وانسحاب إسرائيل من النقاط المحتلة، ومن دون ذلك، قد تلاقي مبادرة الرئيس نبيه بري لإقناع الحزب بالموافقة على الورقة الاميركية من دون ضمانات دولية واضحة تقتضي تعديل ورقة برّاك. لذلك ينتظر لبنان من الطرف الأميركي أن يترجم التزامه السياسي بالضغط على الجانب الإسرائيلي لبدء اتخاذ خطوات تنفيذية ولو تدريجية للانسحاب من النقاط المحتلة ووقف الاعتداءات والخروقات الجوية والبرية.

وسيتم البحث مع برّاك في كيفية تنفيذ اسرائيل وسوريا التزاماتهما بعدما حدد لبنان ما يمكن ان يقوم به وباشر فعلا تطبيق بعده مثل نشر الجيش في الجنوب ومداهمة مراكز ومواقع حزب االله جنوبي نهر الليطاني ومصادرة الاسلحة الموجودة فيها.

وسط مزاعم بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل ان عمليات جيش الاحتلال في لبنان، هي وفقا لاتفاق وقف اطلاق النار، و«نحن نواجه بالنيران اي طرق او محاولة تسلح من قبل حزب االله» على حد زعمه.

وذكرت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» ان برّاك سيُطلع المسؤولين اللبنانيين على التطورات المتعلقة بورقته والرد اللبناني عليها، وأن رئيس الجمهورية العماد جوزف عون سيؤكد بدوره لبرّاك على استئناف مجلس الوزراء مناقشة هذه الورقة وأهدافها.

ولم تستبعد ان يشيد الموفد الأميركي بخطوة الحكومة الأخيرة حول البت بمبدأ حصرية السلاح.

الى ذلك رأت هذه المصادر ان العمل جار من اجل تنفيس الإحتقان جراء إقرار الحكومة حصرية السلاح بيد الدولة ولفتت الى ان لا عودة عن هذا القرار وان مجلس الوزراء ينتظر خطة الجيش اللبناني بشأن هذا الملف لدرسها واقرارها.

يشار الى ان برّاك اجرى محادثات في باريس الخميس الماضي مع مسؤولة الشرق الاوسط في الرئاسة الفرنسية (Anne claire Le Genche) حول سوريا ولبنان.

وحسب مصدر دبلوماسي فإن الاجتماعات لم تصل بعد الى تفاهم حول التجديد لوحدات الامم المتحدة العاملة في الجنوب.

وأوضح الرئيس جوزف عون حول الورقة الاميركية التي حملها المبعوث الأميركي براّك، ان لبنان وضع ملاحظاته عليها واضحت ورقة لبنانية، وانها «لا تصبح نافذة قبل موافقة لبنان وسوريا وإسرائيل عليها. والامر الثاني الذي اكدنا عليه، هو مبدأ «خطوة مقابل خطوة»، فإذا لم تنفذ أي خطوة، فلن يتم تنفيذ الخطوة المقابلة لها».

ولفت في هذا المجال الى انه كان امام خيار من اثنين: «إما أن أوافق على الورقة وأقول للعالم أنني قمت بواجبي وعليكم الآن أن تقوموا انتم بواجبكم في الحصول على موافقة إسرائيل عليها، وإما لا أوافق، وعندها سترفع إسرائيل وتيرة اعتداءاتها، وسيصبح لبنان معزولا اقتصاديا، ولا احد منا بامكانه الرد على الاعتداءات. واذا كان لدى أي كان خيار ثالث يمكن ان يؤدي الى تنفيذ الانسحاب الإسرائيلي وتحرير الاسرى وترسيم الحدود وانعاش الاقتصاد، فليتفضل ويطرحه.»

وذكر الرئيس عون ان سلاح حزب االله شأن داخلي، والمؤسسات الدستورية هي المعنية بمعالجة هذا الموضوع، و«لا اعتقد ان أحداً في الدولة اللبنانية على مساحة الوطن، لديه مشكلة مع حصر السلاح.»

وشدد الرئيس عون على ان همّه ليس المحاور ولا نقل لبنان من محور الى آخر، بل ان يعود لبنان ويفك عزلته ويحقق الامن والازدهار والاستقرار. وقال: ليس لدي طموح سياسي او انتخابي وليس لديّ حزب لأحمل همّه بل لدي همّ لبنان، ولدي احتلال في الجنوب اريد ان انتهي منه، كما الانتهاء من ترسيم الحدود مع سوريا، لا آخذ البلد من محور الى آخر».

وعن ايران قال الرئيس عون لـ «العربية» «ايران دولة صديقة، ولكن على قاعدة الاحترام المتبادل وحفظ السيادة، ويجب عليها ان تكون صديقة لكافة مكونات المجتمع اللبناني وليس لفئة واحدة»، مشددا على ان لبنان لا يتدخل في شؤون اي دولة ولكنه لا يسمح بتدخل اي دولة في شؤونه.

وأردف: كان لدي خيار من اثنين، اما الموافقة على الورقة ومطالبة العالم بالحصول على موافقة إسرائيل، أو عدم الموافقة ورفع وتيرة الاعتداءات وعزل لبنان اقتصاديا.

واوضح عون: اننا لم نتلقَّ أي تهديد لو رفضنا الورقة الأميركية وكل ما قاله الأميركيون «بتمشوا بالورقة أهلا وسهلا واذا ما بتمشوا بالورقة فلن يبقى لبنان في دائرة اهتماماتنا».

ووصف علاقته بالرئيس بري بالممتازة، مؤكدا على رفض التوطين للفلسطينيين، لانه شأن ميثاقي.

سلام: اعتمدنا «النسخة الملبننة»

وقطع الرئيس سلام الشك عندما اكد ان الورقة التي سلمت الى الوزراء «النسخة الملبننة». واضاف: «نحن في مجلس الوزراء اعتمدنا اهدافا في هذه الورقة التي لا اعتقد ان هناك لبنانيين وطنيين اثنين يمكن ان يكون لديهما خلاف حولها».

وقال الرئيس ان لـ «العربية»: لا يمكن تطبيق أي قرار بشأن حزب االله طالما إسرائيل ترفض تنفيذ التزاماتها وتفاهمات وقف النار، مشيرا الى ان حزب االله لم يطلق أي رصاصة منذ وقف النار لكن إسرائيل مستمرة في ضرباتها. ولفت الى ان «لا خوف من حرب أهلية أو أي تهديد للسلم الداخلي».

وأضاف أنه سيستقبل المبعوث الأميركي توم برّاك وسيستمع لرؤيته بشأن كيفية نزع سلاح حزب االله لكنه لن يطرح عليه أي شيء، وانه قرار الحكومة حصر السلاح، مؤكدا أنه لا يمكن تنفيذه بالطريقة المطروحة.

مواقف الحزب

بالمقابل، اكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب إبراهيم الموسوي، في تصريح أمس، أن الحزب منفتح على الحوار ويتعاطى بإيجابية مع مختلف الطروحات، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن «نزع سلاح المقاومة» أمر غير مطروح، قائلاً: «نتفق على حصر السلاح بيد الدولة، لكن نزع السلاح أمر مختلف تمامًا».

كما رأى رئيس تكتل نواب بعلبك الهرمل النائب حسين الحاج حسن أن الخطر الأساسي على لبنان يأتي من الولايات المتحدة وإسرائيل، وليس من أي طرف لبناني داخلي. وأعرب عن استغرابه من أداء الدولة اللبنانية، التي لم تسعَ، على حد قوله، «إلى تحرير الأسرى أو وقف العدوان، أو حتى مطالبة حليفتها أميركا بالالتزام بالاتفاقيات».

كذلك رأى أى عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب علي فياض ان «السلطة اللبنانية وقعت في خطأ جسيم، وأوقعت معها البلد في حالة خطيرة وأكثر تعقيداً، وتنطوي على احتمالات أكثر سلبية، عندما تراجعت عن أولوية الانسحاب الإسرائيلي ووقف الأعمال العدائية، علماً أن هذا الشرط هو حقها القانوني بحسب القرار ١٧٠١ وتفاهم وقف إطلاق النار، وهذا المطلب أو الشرط، إنما يشكل الضمانة الأساسية والجوهرية عملياً، في ظل غياب الضمانات الأخرى، وفي ظل انهيار مصداقية كل الضمانات والوعود التي تضمنها التفاهم أو التي أطلقتها الدول الضامنة». وقال: إن قرارات الحكومة كشفت لبنان، وجعلته يقف في العراء، ونسفت الأساس الذي تستند إليه قوة الموقف التفاوضي اللبناني الرسمي».

وكان الشيخ قاسم قال في اربعينية الإمام الحسين ان قرار الحكومة اللبنانية في 5 آب يجرد المقاومة وشعب المقاومة ولبنان من السلاح الدفاعي اثناء العدوان. هذا القرار الحكومي يعني تسهيل قتل المقاومين واهلهم، وطردهم من ارضهم وبيوتهم. كان على الحكومة ان تبسط سلطتها بطرد اسرائيل اولاً. كان على الحكومة ان تعمل على حصرية السلاح بمنع الاسرائيلي ان يكون متواجداً او ان يكون سلاحه متواجدا على الارض. لكن هذه الحكومة تنفذ الامر الاميركي الاسرائيلي بإنهاء المقاومة، ولو ادى ذلك الى حرب اهلية وفتنة داخلية، لا حياة للبنان اذا كنتم تقفون في المقلب الآخر، وتحاولون مواجهتنا والقضاء علينا لا يمكن ان يبنى لبنان، الا بكل مقوماته. واما ان يبقى وتبقى معاً، واما على الدنيا السلام.

وحول التجديد لليونيفيل، فحسب المعلومات فإن الجانب الأميركي الآن لديه اقتراح يتضمن رفض التجديد بالصيغة الحالية، واقتراح الجانب الاميركي ان يكون التجديد لمرة اخيرة هذه السنة في مقابل توسيع انتشار الجيش اللبناني، لأنه يعتبر ان اليونيفيل لم تنجز مهمتها كما يفترض بمنع تحويل جنوب لبنان الى ساحة مواجهة عسكرية كبيرة ضد الكيان الاسرائيلي، وأيضا توسيع صلاحياتها خلال هذه السنة لتشمل العمل في شمال نهرالليطاني بعدما باتت منطقة جنوبي النهر خالية من السلاح، وتعزيز قدراتها ومهامها بحيث تشمل مداهمة المواقع والمخازن المشتبه بوجود اسلحة فيها، على ان يشمل دورها المعابر والمنافذ الحدودية كافة لمنع دخول السلاح الى حزب االله، لتحقيق الهدف النهائي هو إنهاء العمليات العسكرية ضد إسرائيل بشكل تام وصولاً الى ترسيم الحدود في شكل كامل ونهائي لاحقا.

لكن بالمقابل، وحسب قول مصادر رسمية لـ «اللواء»، ثمة دول عديدة، وأبرزها فرنسا تعمل وتضغط بالتواصل مع الجانب الاميركي للتجديد لقوات «اليونيفيل» بالصيغة الحالية او بتعديلات بسيطة مقبولة من لبنان لتبقى في الجنوب، لذلك ثمة تقديرات بتراجع الادارة الاميركية والكيان الاسرائيلي عن شروطهما اذا ما لمسا توجهاً لبنانياً جدّياً لتنفيذ المطلوب عبر إجراءات عملية لبسط سيادة الدولة على كامل الجنوب ومناطق اخرى. لكن حسب مصادراخرى، فإنّ تنفيذ المطلوب من لبنان يبقى مرتبطاً بشروط حزب االله حول التزام اسرائيل، وبقدرة الجيش اللبناني على وضع خطة مرنة بما يكفي لتكون مقبولة من الحزب اولاً ومعه أهل الجنوب، بما يسمح بعودة اهالي القرى الحدودية وبدء اعادة بناء منازلهم ومزارعهم ومصادر عيشهم.

المصادر الرسمية اكدت لـ«اللواء» ان التجديد لليونيفيل سيتم لكن لم نعرف بعد ما هي الصيغة التي يتضمنها قرار التجديد، علما ان مندوب لبنان الجديد في الامم المتحدة السفير احمد عرفة لم يتسلم مهامه بعد من سلفه السفير هادي هاشم، وقد يتم التسلّم والتسليم خلال اليومين المقبلين ليبدأ اتصالاته بالمراجع المعنية في المنظمة الدولية لشرح مطلب لبنان من ظروف التجديد، وهو زار قبل ايام رئيس الحكومة نواف سلام وقائد الجيش العماد رودولف هيكل لمناقشة المواضيع المتعلقة بكامل وضع الجنوب لمعرفة التوجهات الرسمية.

هيكل في زبقين

تفقد قائد الجيش العماد رودولف هيكل موقع انفجار مخزن الأسلحة والذخائر في وادي زبقين - صور، وعاين آثار الانفجار واطّلع على ظروف الحادثة، ثم انتقل إلى قيادة لواء المشاة الخامس في البياضة، حيث قدم التعازي بالعسكريين الشهداء من عداد اللواء، وأكد أنه «لا خيار أمام الجيش سوى الاستمرار في أداء واجبه في ظل الاعتداءات المتكررة من جانب العدو الإسرائيلي، لأن صون الوطن مهمة مقدسة تهون في سبيلها التضحيات» .

بعدها قدم العماد هيكل التعازي لعائلات العسكريين الشهداء في بلدتَي دبعال - صور والبيسارية - صيدا، ومنطقة الشويفات - العمروسية، مثمنًا تضحياتهم واندفاعهم في أداء الواجب، ولافتًا إلى أن قيادة الجيش ستبقى وفية لهم ولعائلاتهم.

تجمُّع أبناء البلدات الحدودية

ومن النبطيةً افاد مراسل اللواء سامر وهبي أنه اعلن في النبطية تأسيس «تجمع ابناء البلدات الجنوبية الحدودية» والذي يهدف الى المطالبة بالعودة والامان والاعمار والدعم للاهالي العائدين والنازحين.

وتلا منسق التجمع المهندس طارق مزرعاني بيان التأسيس بحضور شخصيات وفاعليات من البلدات الحدودية ، وقال : نحن نرفض كل ما يُشاع عن مناطق عازلة خالية من السكان فلهذه الارض اصحاب لن يتخلوا عنها..وهناك عشرات الآلاف من النازحين ما زالوا مشردين في انحاء البلاد ومنهم ما زال نازحاً في المدارس..

لذلك نحن نطالب ونناشد الجهة التي بدأت بدفع تعويضات للمتضررين ان تستأنف عملها، ونطالب ونناشد الدولة وكل المعنيين.باعتبار ان المناطق هذه منكوبة والبدء بدفع تعويضات، وانشاء صندوق خاص لتمويل المتطلبات، ودفع ما لا يقل عن 300 دولار في الشهر لكل اسرة كبدل ايجار.

وعلى الأرض، لم تتوقف انتهاكات الاحتلال، فحلقت مسيّرات إسرائيلية في أجواء مدينة بعلبك ومنطقتها على علو منخفض، وفي أجواء بلدات النبطية وبنت جبيل.

واستهدفت مسيّرة إسرائيلية جرافة في بلدة عيترون يوم السبت،كما ألقت مسيّرة قنبلة صوتية بالقرب من مزارعين في كفركلا، وألقت محلّقة قنبلة صوتية على بلدة راميا من دون وقوع اصابات.

وسجل تحليق لطائرة استطلاع من دون طيار وعلى علو منخفض فوق منطقة راشيا.

وحلقت مـسيّرة على علو منخفض فوق المحمودية والعيشية والجرمق وحـبوش وشـوكين وعبـا وجباع وكفرفيلا ومزرعة البياضة وبصليا في النبطية و فوق منطقة مرجعيون و فوق مجرى نهر رومين ، الخريبة، حومين وادي بنعفول وعنقون.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : جريدة اللواء