نداء الوطن: مُفتٍ ممتاز
الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Aug 21 25|08:30AM :نشر بتاريخ
هل هي مصادفة أن يأتي كلام المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، في حق البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قبل عشرة أيام من الذكرى السابعة والأربعين على تغييب الإمام موسى الصدر؟ يستذكر اللبنانيون "إمام اللبنانيين" الذي كان كلامه جامعًا لكلمة سواء، وبعد تغييبه كانت الكلمة لنائبه الشيخ محمد مهدي شمس الدين، صاحب مبدأ "التوافقية" ثم مَن حل محله الشيخ عبد الأمير قبلان، إلى أن جاء نجله أحمد قبلان.
من الإمام موسى الصدر الذي أضرب عن الطعام لثلاثة أيام في العام 1975 في مسجد الصفا، في رأس النبع في بيروت، احتجاجاً على الحرب الأهلية. إلى الشيخ أحمد قبلان الذي من خلال هجومه على البطريرك الراعي يكاد أن يتسبب بحربٍ أهلية، شتَّان ما بين إمام يضرب عن الطعام احتجاجًا على الحرب الأهلية، وبين شيخٍ يكاد أن يتسبب بحربٍ أهلية.
من القمة الروحية إلى نبذ القمة الروحية
الشيخ أحمد قبلان كان بمعية نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب في القمة الروحية التي انعقدت في بكركي في الثالث عشر من تشرين الأول الفائت، وكان له موقف منخفض السقف خصوصًا بعد الجهود الذي بذلها الصرح لتوحيد موقف اللبنانيين، فلم يتوقف البطريرك الراعي عند ما كان يقوله الشيخ قبلان قبل ذلك، بل ركَّز على توحيد كلمة اللبنانيين، وهذا الموقف للصرح البطريركي لقي استحسانًا من جميع اللبنانيين. والمفارقة أن الشيخ قبلان الذي كان من أكثر المتحمسين للقمة الروحية، عاد وقال أول من أمس كلامًا مناقضًا، فرأى أن "لا قيمة للقمة الروحية إذا كانت تريد الانتصار للصهيونية أو النيل من سلاح المقاومة الذي يمثّل سلاح الأنبياء في هذا الزمان".
اللافت أن مواقف الراعي لم تتبدَّل منذ وصوله إلى سدة البطريركية ورفعه شعار "شركة ومحبة"، وهو الذي ثابر على طرح "حياد لبنان" على رغم ما تعرَّض له من حملات. وكانت الرسائل توجَّه إليه حتى عبر القضاء، وشهيرة قضية المطران الحاج الذي أحتُجِز جواز سفره كما احتُجِزت الأمانات المالية التي كانت آتية لعائلات من أبنائها في الأراضي المقدسة.
هل كان هجوم قبلان معدًا مسبقًا؟
اليوم خطورة ما قاله الشيخ قبلان غير نابعة من مضمون كلامه بحدِّ ذاته، بل لأنه يشكِّل واجهة لثنائي "حزب الله" و"حركة أمل"، والتهمة جاهزة، فما كاد البطريرك الراعي ينهي مقابلته مع "العربية" حتى عاجله الشيخ قبلان ببيان مسهب مليء بالافتراء والتجني، حتى ليُخيَّل أن البيان معدٌّ سلفًا ولم يكن ينقصه سوى إسقاط بعض الأسماء والوقائع.
والسؤال الذي يطرحه المراقبون هو: هل موقف الشيخ قبلان يتبناه رئيس مجلس النواب نبيه بري وقيادة "حزب الله"؟ إذا كان الجواب بالإيجاب، فهذا يعني أن الشيعية السياسية والشيعية المذهبية والشيعية الحزبية اختارت أن تكون ضد رأس الكنيسة المارونية، وهذا أخطر ما في الأمر، لأنه يشكِّل منعطفًا خطيرًا لم يشهده لبنان طوال سنوات الحرب وحتى زمن الوصاية السورية، فحتى في عز الاحتلال السوري، كان النظام السوري يتفادى الاصطدام ببكركي، وكان أزلامه يحاولون استرضاء البطريرك الراحل الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، ويعملون جاهدين للتخفيف من وقْع القسم السياسي في عظة قداس الأحد، لكن ظنهم كان يخيب باستمرار لأن البطريرك صفير بقي ثابتًا على مواقفه حتى استقالته من السدة البطريركية.
أين أمس من اليوم؟ الشيخ قبلان يطيح كل الحرمات فيقول: "من يردْ إسرائيل فليرحل إليها" ويتابع :"لا قيمة لحصر السلاح وسط دولة ضعيفة لا تملك إلا عدّ الغارات من وراء مكاتب خاوية، والسيادة مع ورقة التنازل السيادي ليست إلا بضاعةً بخسة في سوق البيع والشراء، ولا سلطة لباعة الوطن، ولا شرعية فوق سيادة ومصالح لبنان"، مؤكدًا أن "من استعاد لبنان منذ نصف قرن لن يقبل لهذا البلد السقوط بيد الصهاينة مجددًا".
واضحٌ أن الشيخ قبلان يعيش على وهم أن البلد ساقطٌ في يد ثنائية "حزب الله - حركة أمل" و" الشيعية السياسية"، وأن هذه المكتسبات متمسكون بها، بهذا المعنى فإن الأمر يتجاوز مسألة رفض حصرية السلاح للوصول إلى رفض "حصرية القرار السياسي" بيد الدولة.
قال الشيخ قبلان كلمته فمَن سيرد؟ وكيف سيكون الرد؟
وفد أميركي استمع إلى مطالب لبنانية
داخلياً، جال وفد أميركي على المسؤولين رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، أبلغ السيناتور الأميركي ماكوين مولن، عضو لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي وأعضاء الوفد المرافق بأن "الجيش اللبناني بحاجة إلى دعم كي يتمكن من القيام بواجبه الوطني عمومًا، والانتشار في الجنوب حتى الحدود المعترف بها دوليًا. ولفت إلى أن "الدعم المطلوب للجيش يتركز على المعدات والتجهيزات إضافة إلى الدعم المالي لأن الإمكانات المالية للدولة تراجعت في السنوات الأخيرة، وشدد الرئيس عون على "تمسك لبنان بانسحاب القوات الإسرائيلية من الأماكن التي لا تزال تحتلها ليتمكن الجيش من استكمال انتشاره".
وردًا على سؤال حول الورقة التي قدمها الموفد الأميركي توم براك والملاحظات التي وضعها الجانب اللبناني، شدد عون على "ضرورة العمل لتحقيق الانسحاب الإسرائيلي من النقاط الخمس المحتلة ووقف العمليات العسكرية وإطلاق سراح الأسرى اللبنانيين ومساهمة الدول المانحة في إعادة الإعمار ليصار إلى إنجاز الورقة بشكل كامل".
الوفد زار أيضًا الرئيس بري الذي أثار في اللقاء موضوع التمديد لـ "اليونيفيل".
الرئيس نواف سلام أكد للوفد أن "زيادة الدعم الدولي للجيش، مالًا وعتادًا، تنعكس تعزيزًا للأمن والاستقرار"، مشيرًا في الوقت نفسه إلى "أهمية التجديد لقوات "اليونيفيل"، نظرًا لدورها المحوري في ترسيخ الاستقرار ومساندة الجيش في بسط سلطة الدولة على كامل الأراضي".
وجدد تأكيده "ضرورة قيام الجانب الأميركي بمسؤوليته في الضغط على إسرائيل لوقف الاعتداءات، والانسحاب من النقاط الخمس، والإفراج عن الأسرى".
وعلمت "نداء الوطن" أن عضوي مجلس الشيوخ الأميركي أكدا رغبة أميركية حثيثة في مساعدة لبنان خصوصًا في ملفي الإعمار ودعم الجيش. وشدّدا في المقابل على أن ذلك مشروط بإتمام بسط سلطة الدولة ونزع السلاح غير الشرعي من كامل الأراضي اللبنانية.
تكتل الاعتدال الوطني
وفي المواقف، برز "موقف متقدم لتكتل الاعتدال الوطني من "حزب الله" اعتبر فيه أن "الحزب" لم يأخذ العبرة من كل ما جناه من ويلات على نفسه وعلى كل اللبنانيين، وما زال مستعدًا للانتحار بلبنان كرمى لعيون إيران التي تفرجت على معاناة اللبنانيين خلال العدوان الأخير"، داعيًا إياه مجددًا إلى "إعادة النظر في كل المرحلة الماضية، والتعاون مع السلطات اللبنانية تحت سقف الدولة، والعودة إلى لبنانيته التي لا خلاص له ولكل اللبنانيين من دونها".
رجي: لا عودة إلى الوراء
من جهته، لفت وزير الخارجية يوسف رجي إلى أن "لا عودة إلى الوراء بشأن قرار حصر السلاح"، مشددًا على أن "هذا القرار تاريخي للحكومة ولا علاقة له لا بالأميركيين ولا بإسرائيل فهو طلب لبناني ومن اللبنانيين". وكشف أن "الجيش اللبناني سيقدم خطته لحصر السلاح في أيلول وقد يطلب مهلة إضافية لأسبوعين لتقديمها".
عيسى الخوري: الجيش هو الحامي
إلى ذلك غرد الوزير جو عيس الخوري عن انتشار الجيش في الجنوب، فكتب: "قرى عديدة في الجنوب لم يتم قصفها أو الاعتداء على أهلها، والسبب أن هذه القرى طلبت من الجيش أن يتواجد داخلها ليحميها، ولم تسمح لأي مجموعة مسلحة غير شرعية أن تخزّن سلاحًا أو أن تنشر راجمات صواريخ على أراضيها، من يحمي أهل الجنوب وكلّ لبنان هو الجيش، والجيش فقط.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا