نداء الوطن: بري يستنفد «أرانبه»... الحوار
الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Sep 01 25|08:37AM :نشر بتاريخ
للسنة الثانية تواليًا، اختار رئيس مجلس النواب ورئيس حركة «أمل» نبيه بري كلمة متلفزة، بدلًا من المهرجان الشعبي المعتاد في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر. الكلمة، التي لم تتجاوز اثنتي عشرة دقيقة، لم تحمل أي جديد نوعي كما كان متوقّعًا، بل بدت تكرارًا لمواقف سبق أن أعلنها، ما طرح تساؤلات حول ما إذا كان بري قد استنفد «أرانبه» السياسية، فعاد إلى خيار قديم: الحوار من خلال قوله: «منفتحون لمناقشة مصير السلاح الذي هو عزنا وشرفنا، كلبنان، في إطار حوار هادئ توافقي تحت سقف الدستور وخطاب القسم والبيان الوزاري والقوانين والمواثيق الدولية، بما يفضي إلى صياغة استراتيجية للأمن الوطني تحمي لبنان وتحرّر أرضه وتصون حدوده المعترف بها دوليًا، وأبدًا ليس تحت وطأة التهديد وضرب الميثاقية واستباحة الدستور ولا في القفز فوق البيان الوزاري وتجاوز ما جاء في خطاب القسم والإطاحة باتفاق وقف إطلاق النار الذي يمثل إطارًا تنفيذيًا للقرار 1701».
الرئيس بري، ومن دون أن يسمِّي، غمز من قناة فريق داخلي، فتحدّث عمّن يقود حملات التنمّر السياسي والشتم والشيطنة والتحقير، على نحو ممنهج بحق طائفة مؤسِسة للكيان اللبناني، هو هو قبل العدوان وخلاله ولا يزال حتى الساعة، كان يعمل في السرّ والعلن على إطالة أمد الفراغ، مراهنًا على وقائع العدوان الإسرائيلي ونتائجه التي قد ينجم عنها خلل في موازين القوى وانقلاب المعادلات، لعلّها تكون فرصة لإعادة ضخ الحياة في مشاريع قديمة جديدة ولو كانت على ظهر دبابة إسرائيلية.
كيف سيترجِم بري موقفه؟
كلمة بري فتحت الباب أمام تساؤلات سياسية عدة، خصوصًا مع قرب جلسة مجلس الوزراء يوم الجمعة المقبل، والتي ستشهد عرض خطة من قائد الجيش العماد رودولف هيكل لحصر السلاح بيد الدولة. مصادر سياسية طرحت تساؤلًا واضحًا: هل يعني كلام بري عن الحوار أنه سيطلب من وزرائه مقاطعة الجلسة؟
القوات تردّ على بري
ردّ «القوات اللبنانية» على الرئيس بري لم يتأخر حيث اعتبر النائب غياث يزبك أنّ «الدعوة إلى الحوار حول السلاح غير الشرعي تندرج تحت سقف الانقلاب وليس تحت سقف الدستور، يا دولة الرئيس بري، لأن اتفاق الطائف الذي صار دستورًا، لا يقول إلّا بسلاح الجيش حاميًا وحيدًا للدولة والشعب».
سلام يصحّح خطيئة نائبه
في موازاة ذلك، استمرّت ارتدادات «الزوبعة» التي أثارها نائب رئيس الحكومة طارق متري، ووأدها الرئيس نواف سلام في مهدها من خلال ردّه على متري، لكن على الرغم من عدم القيمة القانونية لِما أدلى به متري واعتبار كلامه من باب «الثرثرة السياسية»، فإنّ أوساطًا سياسية دعت إلى بحث «اجتهادات» متري على طاولة مجلس الوزراء لئلا يعاوِد نهج «التشويش» الذي يطلّ به من وقتٍ لآخر.
غارات إسرائيلية استهدفت مراكز لـ«حزب اللّه»
ميدانيًا، وقبيل جلسة الحكومة المنتظرة، صعّدت إسرائيل ضرباتها في الجنوب، حيث شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات عنيفة على مرتفعات منطقة علي الطاهر، قضاء النبطية، شمال الليطاني، وهي منطقة جرى استهدافها مرات عديدة في الآونة الأخيرة.
وأظهرت مشاهد حزامًا ناريًّا متزامنًا على مرتفعات علي الطاهر ومحيطها. وتحدثت مصادر ميدانية عن أنّ عدد الغارات تجاوز الثماني، وقد أسفرت عن أضرار على طريق كفرتبنيت - الخردلي، وعمل الجيش على إعادة فتح الطريق بعد انقطاعها من جرّاء الغارات الإسرائيلية الأخيرة على منطقة علي الطاهر.
وألقت الطائرات الإسرائيلية منشورات فوق بلدة عيتا الشعب الحدودية، متوعّدة السكان بعقوبات مباشرة في حال تعاونهم مع «حزب اللّه».
وجاء في المنشورات: «تحذير، سنواصل العمل ضد كلّ من يعمل على إعادة بناء بنى تحتية إرهابية لصالح «حزب اللّه» في قرى الحدود. لقد أعذر من أنذر، «حزب اللّه» يواصل تقويض أمنكم ويعرّضكم للخطر».
المواقع المستهدفة
وأعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي أنّ سلاح الجو شنّ سلسلة غارات على جنوب لبنان، واستهدف مقرًّا تحت الأرض تابعًا لـ «حزب اللّه» سبق أن تعرّض لهجوم وكانت تجري إعادة ترميمه.
وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أنّ «الغارات على جنوب لبنان أعقبت رصد نشاط عسكري لـ «حزب اللّه» في الشقيف وأن القصف استهدف البنية التحتية في موقع لـ «حزب اللّه» تحت الأرض في جنوب لبنان تمّ تحديد نشاط عسكري فيه»، لافتًا إلى أنّ «النشاط العسكري لـ «حزب اللّه» في الشقيف يشكّل خرقًا للتفاهمات مع لبنان». كما أكّد الجيش الإسرائيلي «مواصلة العمليات العسكرية في جنوب لبنان لإزالة أي تهديد».
وبدوره، كتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر منصة «أكس»: «أغارت طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو على بنى تحتية عسكرية في جنوب لبنان، ومن بينها بنى تحتية تحت أرضية في موقع تابع لـ «حزب اللّه» في منطقة الشقيف، حيث تمّ رصد أنشطة عسكرية داخله». وتابع: «وجود هذا الموقع والنشاط فيه يُشكلان خرقًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان». وختم: «الجيش الإسرائيلي سيواصل العمل على إزالة أي تهديد عن إسرائيل».
الأسمر يردّ على باسيل
وفي المشهد السياسي، وبعد الكلام الذي أطلقه رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل من جزين، ردّ نائب جزين، عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب سعيد الأسمر، فخاطب باسيل عبر منصة «إكس»: كفى كذبًا! كفى استغباءً للناس!
لقد فشلتم في فرض مشروعكم في زمن «العهد الأسود»، حين كانت مفاتيح الدولة بأيديكم»، وتابع الأسمر: «ألا يخجل رئيس التيّار حين يقدّم الدعم للجيش في العلن، فيما يسلّم مفاتيح الدولة للميليشيات في الخفاء! أما الطاقة والمياه، فلو بدأتم العمل الجدّي بدل الخطابات الرنانة والشعارات الخادعة، لما كنّا غرقنا في هذا الانهيار، فلولا فسادكم، وسرقتكم، وخداعكم المستمر، لكان في لبنان دولة، دولة فيها كهرباء، ومياه، وأمن، وكرامة، أنسيتم إنجازاتكم الوهمية؟ أم تناسيتموها؟».
وختم الأسمر: «لذلك فإنّ مكانكم الطبيعي، ليس على منابر السياسة، بل في قفص الاتهام، أمام قضاءٍ نزيه، وشعبٍ لا ينسى، ولن يسامح».
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا