"تجمع العلماء المسلمين": نرفض قرار الحكومة بالموافقة على مقدمة الورقة الأميركية
الرئيسية سياسة / Ecco Watan
الكاتب : المحرر السياسي
Sep 04 25|17:27PM :نشر بتاريخ
وجّه "تجمع العلماء المسلمين" رسالة إلى اللبنانيين بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف وأسبوع الوحدة الإسلامية، تلاها رئيس الهيئة الإدارية الشيخ الدكتور حسان عبد الله، واستهلها بالقول: "ذكرى ولادةِ الرسولِ الأعظمِ محمد بن عبد الله (ص) هي مناسبةٌ للتأسّي به كقدوةٍ في كلِّ شيء، في الأخلاقِ والسياسةِ والتّعلمِ من سيرتهِ كيف يكون الصبرُ في الشدائدِ من خلالِ الاتكالِ على الله عز وجل الذي يؤمِّنُ للمؤمنينَ المخرجَ من الصعابِ التي يمرونَ بها لنردِّدَ معه "إنْ لم يكن بكَ غضبٌ عليّ فلا أبالي" فالأساسُ في كلّ تحركاتنِا أن ننالَ رضا الله عزّ وجلّ، ورضاهُ يكونُ بالعملِ على خدمةِ الناسِ وتأمينِ مصالحِهم ورفعِ الظلمِ عنهم والدفاعِ عن مقدساتِ الإسلامِ وحمايةِ الأوطانِ وطردِ المحتلينَ واسترجاعِ الحقوقِ السليبة، وهذه معاني أكّدها رسولُ الله (ص) من خلالِ سيرتهِ وما علَّمهُ لنا بالاعتمادِ على نهجينِ جهاديينِ الأولُ هو جهادُ الأعداءِ والمحتلينَ واعتبرهُ الأصغرَ، والأخرُ جهادُ النفسِ واعتبَرَهُ الأكبرَ، إن أهمّ أهدافِ بعثةِ النبي محمد (ص) هو العملُ لإتمامِ مكارمِ الأخلاقِ وهو قال (ص): "إنما بعُثتُ لأتممَ مكارمَ الأخلاق" فلا يمكنُ أن ينسجمَ أو يجتمعَ الإيمانُ مع سوءِ الخُلُق، ومن أهمِّ دواعي وأهدافِ رسالةِ الإسلامِ التي جاءَ بها محمدٌ (ص) هو السعيُ والعملُ الدؤوبُ لنشرِ الرحمة، فقد قال الله عز وجل: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾، وقال رسول الله (ص): "إنما أنا رحمةٌ مهداة" فلا تنسجمُ دعوى الإسلامِ والإيمانِ مع نشرِ الرعبِ والإرهابِ والقتلِ والدمارِ الذي حاولتْ جماعاتُ في عصرِنا هذا نشرَهُ إساءةً للإسلام وتشويهاً له".
وأضاف: "لقد شهدنا هذا العامَ حرباً طاحنةً بين محورِ المقاومةِ والعدوِّ الصهيونيِّ الذي دعَمَتهُ الولاياتُ المتحدةُ الأمريكيةُ ودولُ العالمِ المستكبر، إضافةً الى حكامِ العالمِ العربيِّ، إما بالتواطؤِ المباشرِ أو بالسكوتِ عن الإبادةِ الجماعيةِ التي نفّذها في غزة، وحربِهِ الظالمةِ على لبنان، وقد خسرنا في هذه ِالحربِ شخصيةً عظيمةً قادتْ محورَ المقاومةِ لعقودٍ مضتْ هو سيدُ شهداءِ الأمةِ السيدُ حسن نصر الله، غير أن هذه الشهادةَ دفعتنا للتمسكِ أكثرَ وأكثر بسلاحنا ومقاومتنا ولن يفُتَّ ذلك من عَضُدِنا، فمحمدٌ (ص) الذي نحتفل اليوم بذكراهُ ماتَ ولم يتأثرِ الإسلامُ، بل انتشرَ وعمِّ أرجاءَ المعمورة، وحسبُنا في ذلكَ قولُ الله ُسبحانه وتعالى: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ﴾. ونحن باستشهادِ قائدِنا سنزدادُ تمسكاً بمبادئهِ التي بثّها في الأمةِ وصولاً الى تحقيقِ النصرِ النهائيِّ على العدوِّ الصهيوني بزوالِ كيانه".
وأعلن أن "ديننا ما ركّزَ على شيءٍ مثلما ركّزَ على الدعوةِ لوحدةِ الأمةِ الإسلاميةِ وقال الله عز وجل: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾. وقد ركز نبيُنا الأكرمُ (ص) على هذهِ الوحدةِ ونهانا عن الاقتتالِ فقال: لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعضٍ"، داعياً "الأمةَ علماءَ ومثقفينَ ودعاةً وطلاباً من كلّ المذاهبِ الإسلاميةِ الى خوضِ عملٍ موحّدٍ كلٌ من موقِعِهِ من أجلِ رفعةِ الدينِ وإعادتِهِ إلى موقِعِهِ الرياديِّ الذي كان عليهِ والذي لن يكونَ إلا من خلالِ الوَسَطيةِ والوحدةِ الإسلامية".
واذ أكد رفضه "قرارِ الحكومةِ اللبنانيةِ بالموافقةِ على مقدمةِ الورقةِ الأمريكيةِ وسعيِها لسحبِ سلاحِ المقاومة"، اعتبر أن القرارَ "غيرَ دستوريٍّ ولاميثاقيّ"، ودعاها الى التراجعِ عنهُ، مشدداً على "تمسّكِنا بالمقاومةِ وسلاحِها حتى زوالِ الخطرِ الصهيونيِّ المُحْدِق بأمتنا".
ودعا الى "تنفيذِ خطابِ القَسَمِ لفخامةِ رئيسِ الجمهوريةِ العماد جوزاف عون والبيانِ الوزاري وذلكَ من خلالِ إعادة أموالِ المودعينَ وإعادةِ إعمارِ ما هدّمَتْهُ الحربُ، والتمسكِ بالموقفِ الثابتِ بأن ينفّذَ الكيانُ الصهيونيُّ القرار 1701 وينسحبَ من كاملِ الأراضي اللبنانيةِ التي يحتلُها ويوقفَ خرْقَهُ للسيادةِ اللبنانيةِ براً وبحراً وجواً ويعيدَ الأسرى قبلَ أن ننطلقَ إلى أي خطوةٍ ثانيةٍ في هذا الاتفاق، فلبنانُ نفّذَ التزامَهُ وعلى العدوِّ الصهيونيِّ أن ينفّذَ ما عليه".
كما دعا "علماءَ الدينِ الإسلاميِّ إلى تبيانِ حقيقةِ الواقعِ وشرحِ الوضعِ للجماهيرِ والتأكيدِ على ضرورةِ التحركِ لفضحِ الفاسدينَ والسارقينَ والضغطِ من أجلِ محاسبَتِهم واستردادِ المالِ المنهوبِ وإرجاعِهِ لخزينةِ الدولة".
واعتبر التجمع أن "حربَ الإبادةَ التي يفرضُها العدوُّ الصهيونيُّ ضدّ غزةَ سيكونُ مصيرُها الفشلَ التامَّ أمامَ الصمودِ الأسطوريِّ للشعبِ الفلسطينيِّ ومقاومتِهِ الصلبةِ وهي ستُنتجُ بل انتَجتْ رأياً عاماً دولياً داعماً للشعبِ الذي يُعملُ على قتلِهِ بآلاتِ الدمارِ وبالتجويعِ، ما سيؤدي إلى فشلِ الدعايةِ الصهيونيةِ وتبيانِ المظلومِ من الظالمِ، وهذا ما باتتِ الشعوبُ تعرفُ حقيقتَهُ وتعرفُ كذِبَ ونفاقَ حكامهم".
وركّز على أن "المقاومةَ الإسلاميَة هي رمزُ عزةِ لبنانَ وسيادَتِهِ واستقلالِهِ وأن محاولةَ البعضِ بتحريضٍ من الولايات المتحدةِ الأمريكيةِ أن يصوّبَ السهامَ نحوها هو استغلالٌ لمعاناةِ الشعبِ لتحقيقِ أهدافٍ سياسيةٍ لا يستفيدُ منها سوى العدوِّ الصهيونيِّ"، داعياً الشبابَ الى التنبُّهِ لهذا الموضوعِ وطردِ هؤلاء من بينهم.
وأكد أن "الكيان الصهيونيّ سيبقى العدوَّ الأوحدَ لأمتِنا ولا عدوَّ لنا داخِلَها سواهُ وسنعملُ لأجل اجتثاثِهِ من الجذورِ، وعلى علماءِ الدينِ تحريضُ الأمةِ للجهادِ ضدّ العدوِّ حتى إزالتِهِ من الوجودِ وهذا وعدٌ إلهيٌّ ندعو الله عز وجلّ أن يكونَ تحقيقُهُ على أيدينا"، منبّهاً على "خطورةِ الإجراءاتِ الأخيرةِ التي اتخذها العدوُّ الصهيونيُّ في ما يتعلقُ بالمسجدِ الأقصى والانتهاكاتِ الدائمةِ بتدنيسِهِ من المستوطنينَ الصهاينة".
ودعا "الله عزَّ وجل أن يوفِّقَنا لتحقيقِ الوحدةِ والانخراطِ في المعركةِ الحقيقيةِ مع العدوِّ الحقيقيِّ لأمتِنا الذي هو العدوُّ الصهيونيُّ، خصوصاً أن تباشيرَ النصرِ النهائيِّ وزوالَ الكيانِ الصهيونيِّ باتتْ قريبةً بعد الهزيمةِ النكراءِ للعدوِّ الصهيونيِّ في غزةَ وفشلِهِ في تحقيقِ أهدافِهِ، وأن نصليَّ جميعاً في المسجدِ الأقصى بعد تحريرهِ من رجسِ الصهاينة".
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا