دريان والصلح حمادة يدشنان مسجد الامام الاوزاعي بعد إعادة ترميمه

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي
Sep 07 25|20:16PM :نشر بتاريخ

بمناسبة عيد المولد النبوي الشريف وبرعاية مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان وبحضور الوزيرة السابقة ليلى الصلح حمادة، تم تدشين مسجد الامام الاوزاعي في منطقة الاوزاعي، بعد ان قامت مؤسسة الوليد للانسانية بترميمه وتوسعته وتأهيله.

 

الإمام الأوزاعي هو أحد كبار علماء الإسلام في القرن الثاني الهجري، عاش في بيروت ودفن فيها، وسُمّيت منطقة "الأوزاعي" باسمه تكريما له، ولا يزال مقامه في بيروت مزارا دينيا وتراثيا، يعبّر عن أثره العميق في تاريخ لبنان الإسلامي.

 

الاحتفال جرى بحضور رئيس المحاكم الشرعية السنية الشيخ محمد عساف، مفتي المناطق اللبنانية، مدراء المرافق في مؤسسات دار الفتوى، قضاء الشرع وعلماء اعضاء من المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى، محافظ جبل لبنان محمد مكاوي، الوزير السابق خالد قباني، مدير عام الاوقاف الإسلامية الشيخ محمد انيس الاروادي.

 

بعد قراءة سورة الفاتحة على ضريح الرئيس رياض الصلح المجاور لمسجد الامام الاوزاعي كانت جولة في ارجاء المسجد.

 

ثم ألقت الوزيرة الصلح كلمة قالت فيها: "نلتقي اليوم في مناسبة لها وقع خاص في القلب والعقل والوجدان. مناسبة تجمع الدين والوطن، الماضي والحاضر، الوفاء للإرث والرؤية للمستقبل. نلتقي لنحتفل بافتتاح مسجد الإمام عبد الرحمن الأوزاعي رضي اللّٰه عنه بعد ترميمه وتوسعته وتأهيله، ولنشهد إعادة تأهيل ضريح الرئيس الشهيد رياض الصلح، في مشروع استمر سنة ونصفا من العمل المتواصل، ليعيد لهذا المقام مكانته الدينية والتاريخية على المدخل الجنوبي لبيروت، بوابة العاصمة. منذ آخر زيارة للوليد بن طلال الى لبنان أي من سنوات خلت، ونحن نسعى الى هذه التوسعة والعقبات تتوالى عليها ولكن ليس للإنسان إلا ما سعى وان سعيه سوف يُرى، حتى رآنا سماحة المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان وبفضل حكمته وبفضل تعاليه عن الصغائر استطعنا ونجحنا، وهذه صفات قائد وطني يعيش ايمانه وعقد عزمه، فشكرا لسماحتك وسيرى الله ما سعيت اليه.. واليوم ونحن في رحاب الامام الاوزاعي لن ننسى كلمته الى الوالي، كلمة أدخلته تاريخ الدين والوطن إذ قال: ان  المسيحيين جيراننا وأهل ذمتنا ولهم ما لنا وعليهم ما علينا. نداء هذا قاوم تهجير المسيحي ومسجد له قائم هنا حاضر للتوحيد المذهبي ومدفن في صحنه يرقد فيه المفتي الشهيد حسن خالد لرفضه الوصاية وآخر بقربه شهيد الوطن رياض الصلح لرفضه المساومة، هو الذي اختار طوعا هذا الجوار مستنصرا بقدرته في الجهاد، مستبرئاً بشفاعته عند الاكتئاب، مستنجدا برسالته عند تأسيس مساجد الاشرفية والبترون بالذات وأخصّ بالذكر رجل الخير المرحوم الدكتور محمد خالد صديق والدي الكبير ومؤسس جامع محمد الأمين في ساحة الشهداء وساكن هذه الروضة المباركة أيضا. كل هؤلاء عاشوا الإسلام كما اعتنقناه اعترافا وتوحيدا وليس ادانة وانفصالا، عاشوا الإسلام كما أحببناه على خُطى الرسول عليه الصلاة والسلام بردا وسلاما وليس غلّا واستنسابا".

 

وأضافت: "اود ان اشكر المهندس إبراهيم جركس الحاضر الغائب اليوم لظروف خارجة عن ارادته لتنفيذ هذا المشروع بدقة وإخلاص والشكر أيضا للأستاذ المهندس عزمي فاخوري لرعايته هذا المشروع ارشادا وتفنّنا. ونسأل الله أن يكون هذا الإنجاز في ميزان حسناتنا جميعًا، في ميزان حسنات الوليد بن طلال، والمفتي عبد اللطيف دريان، وكل من ساهم في تحقيق هذا العمل المبارك، أردناه في ذكرى المولد النبوي الشريف يوما بعد يوم من وضع الحجر الأساس له، آملين ان يكون هذا العمل مما يشفع لنا الرسول عليه الصلاة والسلام يوم القيامة. كما نؤكد أن هذا المسجد أصبح أمانة في عنق دار الفتوى ومديرية الأوقاف الإسلامية، للحفاظ عليه وتحصينه ورعايته. وندعو كل المعنيين للتعاون كي يبقى هذا المكان أرضًا عامرة بالعبادة، ومثالا للوحدة، ومنارةً للمسلمين وغيرهم. وندعو أبناء بيروت جميعًا إلى قصد هذا المسجد للصلاة والتأمل وإعادة الحسابات، لنثبت أن هذه المدينة، التي جمعت الإمام الأوزاعي، ورياض الصلح، ومجمل عائلات بيروت، قادرة أن تبقى مدينة الوحدة والتلاقي، لا التفرقة والتماهي. وان لبنان وطن نهائي للجميع".

 

دريان

وكانت كلمة للمفتي دريان قال فيها: "نقف اليوم في ذكرى المولد النبوي الشريف، مولد خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، الذي تزامن مع مناسبة افتتاح مسجد الإمام عبد الرحمن الأوزاعي في هذا اليوم حتى تتنزل بركات المولد على هذا العمل الرائع المميز، صاحبة المعالي عودتنا دائما على الوقوف إلى جانب المؤسسات الإسلامية والإنسانية والخيرية والاجتماعية منذ بداية توليها هذه المهمة الكبيرة في التواصل والعطاء للمؤسسات كافة. كانت بداية العلاقة بيننا وبين صاحبة المعالي عندما كنت رئيسا للمحكمة الشرعية السنية العليا، طبعا قصدناها حتى ترمّم مبنى المحكمة بسرعة فائقة، هكذا هي عادتها تبدأ بأمور صغيرة ولا تنهيها حتى تنتهي من الأمور الكبيرة. بدأت بالعمل وفريقها في محكمة بيروت الشرعية وأقول لكم أن عملها قد غيّر منظر المحكمة الشرعية السنية كلها وجدّدتها أحسن تجديد، وكانت هذه المبادرة أولى إطلالاتها على المؤسسات الدينية ثم طلبت منها أن تقوم أيضا بترميم محكمة صيدا الشرعية، ما تأخّرت أبدا وأنهت العمل على أحسن وجه، وافتتحنا محكمة صيدا نحن وإياها وفاعليات صيدا الكريمة. ما أريد أن أقوله في هذه المناسبة أننا أوفياء وأوفياء جدا لكل من وقف إلى جانبنا ولكل من يقف إلى جانبنا، أنا بلسانكم جميعا أقول شكرا صاحبة المعالي من القلب والوجدان والضمير على كل ما تقدّمينه لمؤسساتنا، ولن ينتهي مشوارنا سوية عند هذا الحدّ، سنكمل نحن وإياك إن شاء الله في المزيد من مشاريع التطوير والتحديث في مؤسساتنا، وأملنا بك كبير وكبير جدا، ولا يسعني أيضا في هذه المناسبة إلا أن أتقدّم بالشكر الجزيل لصاحب السمو الملكي الوليد بن طلال ولمؤسسته الإنسانية مؤسسة الوليد بن طلال الإنسانية على كل المبادرات التي تقوم بها هذه المؤسسة. ونحن في دار الفتوى نكنّ كل التقدير والاحترام لهذه المؤسسة ولمؤسّسها سمو الأمير الوليد بن طلال آل سعود".

 

وأضاف: "هذا يوم مبارك أن نلتقي جميعا في افتتاح هذا الصرح، ونحن نقف الآن معا بين ضريحين، الضريح الأول ضريح دولة الرئيس رياض الصلح رجل الدولة والذي تم اغتياله لأنه كان يؤمن بالدولة ومؤسساتها، ونقف أيضا وعلى يميننا مقام الإمام عبد الرحمن الاوزاعي إمام العيش المشترك في لبنان، لهما منا كل المحبة والدعاء بأن يتغمدهم الله برحمته وأنا أقول نحن على درب كبرائنا الذين سبقونا بتقديم الوطنية وتقديم الإيمان وتقديم حماية الاقليات في هذا الوطن المتعدّد والمتنوّع".

 

وختم دريان: "أسأل الله سبحانه وتعالى أن يديمك صديقة وفية لدار الفتوى، ودار الفتوى تعتبر دارك ولك كل المحبة والإحترام من دار الفتوى ومن كل علماء دار الفتوى في بيروت وفي كل لبنان، وأمامي الآن مجموعة من مفتي المناطق الذين يشهدون بأنك ما تأخّرتِ أبدا في تقديم المساعدات لدور الإفتاء في كل المناطق اللبنانية، شكرا جميعا على حضوركم وان شاء الله في لقاء جامع في المستقبل القريب لافتتاح المشاريع التي هي قيد الإنجاز والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

 

بعد ذلك، أزيحت الستارة عن اللوحة التذكارية والتقطت الصور بالمناسبة.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan