افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الثلاثاء 21 أكتوبر 2025
الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Oct 21 25|08:05AM :نشر بتاريخ
"النهار":
اختصرت "العاصفة الجديدة" التي أطلقها الموفد الأميركي إلى لبنان توم برّاك أمس مجمل المشهد اللبناني وأخذته إلى منحى تشاؤمي لا جدل حياله، باعتبار أن المواقف الصادمة الجديدة والمفاجئة لبرّاك، وإن كان لبنان عهد مثلها سابقاً منه، بدت الأشد صرامة وقسوة وخطورة في آن واحد، نظراً إلى عدم إمكان تجاهل دلالاتها والمكانة الوثيقة الصلة التي يحتلها برّاك لدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب. ومع أن البعض ذهب إلى اعتبار "مضبطة" برّاك المطوّلة التي خطها "بصفة شخصية" على صفحته بأنها خلاصة مهمته العلنية والضمنية في لبنان قبيل تسلّم السفير الأميركي الجديد اللبناني الأصل ميشال عيسى مهمته في بيروت في بداية الشهر المقبل، فإن المضمون الساخن بل الحار للمواقف التي أطلقها برّاك من خلال مضبطته بدا أبعد من مناسبة تسلّم عيسى لمهماته سواء نُحيّ برّاك عن ملف لبنان أم بقي على اتصال وتنسيق مع السفير لاحقاً. وقد اكتسبت مواقفه بعداً أقرب إلى التحذير الشهير الذي أطلقه الموفد الأميركي السابق ريتشارد مورفي قبيل نهاية عهد الرئيس أمين الجميل "مخايل الضاهر أو الفوضى"، مع فارق جوهري في الإنذار الذي جسّده كلام برّاك لجهة التحذير من مواجهة كبيرة بين إسرائيل و"حزب الله"، ومن دون أن يفوته التحذير أيضاً من سيناريو "فوضى" قد يؤدي إليه تأجيل الانتخابات النيابية المقبلة بسبب حرب محتملة جديدة. وإذ علم أن مواقف برّاك شغلت الاهتمامات الرئاسية وخصوصاً في اجتماع رئيس الجمهورية جوزف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري في بعبدا أمس، لفت المراقبين أن بري سارع بعد الظهر إلى الحديث عن مبادرة كان يزمع برّاك إطلاقها لمسار تفاوضي ورفضتها إسرائيل، واستغربوا أن يكون برّاك أطلق ما أطلقه من مواقف منتقدة وحادة حيال السلطات اللبنانية لو كان لبنان وافق فعلاً على مبادرته. وتترقب الأوساط المعنية تالياً جلاء حقيقة الأمر بعد الاطلاع على معطيات رئاستي الجمهورية والحكومة والأميركيين في هذا الصدد.
وكان توم برّاك الذي شدّد على "نزع سلاح حزب الله داخل لبنان وبدء مناقشات أمنية وحدودية مع إسرائيل" اعتبر أن "اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي رُعِي في 2024 من قبل إدارة بايدن، وبواسطة وسطاء أميركيين وأمميين، سعى إلى وقف التصعيد لكنه فشل في النهاية". وبدا لافتاً قوله "يظل مبدأ الحكومة اللبنانية "دولة واحدة، جيش واحد" أكثر من مجرد طموح، مقيداً بسيطرة حزب الله السياسية وخوفه من الاضطرابات المدنية". وأوضح أن "الولايات المتحدة قدمت خطة "محاولة واحدة أخرى"، وهي إطار لنزع السلاح المرحلي، والامتثال الموثق، والحوافز الاقتصادية تحت إشراف الولايات المتحدة وفرنسا. رفض لبنان اعتمادها بسبب تمثيل وتأثير حزب الله في مجلس الوزراء اللبناني. بدلاً من ذلك، علّق مجلس الوزراء اللبناني في شلل طائفي، محاولاً اتخاذ خطوة حسن نية، وهو أمر استبعدته إسرائيل تمامًا". ورأى أن "نزع سلاح حزب الله، ليس فقط مصلحة أمنية لإسرائيل بل هو فرصة للبنان للتجديد. لإسرائيل، يعني ذلك حدودًا شمالية آمنة. للبنان، يعني استعادة السيادة وفرصة للنهضة الاقتصادية. وللولايات المتحدة، يحقق إطار السلام من خلال الازدهار". وذهب إلى التحذير من أنه "إذا فشلت بيروت في التحرك، فإن الذراع العسكرية لحزب الله ستواجه حتماً مواجهة كبيرة مع إسرائيل في لحظة قوة إسرائيل ونقطة ضعف حزب الله المدعوم من إيران. وفي المقابل، سيواجه جناحه السياسي على الأرجح عزلة محتملة مع اقتراب انتخابات أيار 2026… وإذا تعرّض حزب الله لهجوم عسكري خطير من إسرائيل وخسر أراضٍ أو سياسياً أو سمعة، فمن المرجح أن يسعى لتأجيل انتخابات أيار 2026 للحفاظ على قاعدته السياسية وإعادة التنظيم… وسيؤدي تأجيل انتخابات 2026 بذريعة الحرب إلى فوضى كبيرة داخل لبنان، ما يغرق النظام السياسي الهش بالفعل ويعيد إشعال عدم الثقة الطائفية".
مواقف برّاك حضرت إلى جانب ملف التفاوض مع إسرائيل في لقاء الرئيسين عون وبري، ولدى خروجه من بعبدا اكتفى بري بالقول: "اللقاءات دائماً ممتازة مع فخامة الرئيس".غير أنه بادر بعد ساعات إلى ابلاغ صحيفة "الشرق الأوسط" أن الموفد الأميركي توم برّاك، أبلغ لبنان بأن إسرائيل رفضت مقترحاً أميركياً يقضي بإطلاق مسار تفاوضي يستهل بوقف العمليات الإسرائيلية لمدة شهرين، وينتهي بانسحاب إسرائيلي من الأراضي اللبنانية المحتلة وإطلاق مسار لترسيم الحدود وترتيبات أمنية، وتالياً، قال بري إنه "تم التراجع عن أي مسار للتفاوض مع إسرائيل، ولم يبقَ سوى الآلية المتبعة عبر لجنة الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار (الميكانيزم)". وذكر أن برّاك نقل إلى الجانب اللبناني في الأسبوع الماضي، مبادرة تقوم على أن يجتمع رؤساء الجمهورية جوزف عون، والبرلمان نبيه بري، والحكومة نواف سلام معه لمناقشة انسحاب إسرائيلي من لبنان خلال شهرين، ووقف الخروقات، في إشارة إلى مفاوضات غير مباشرة لحل الأزمة، وكان رد لبنان إيجابياً على المبادرة الأميركية. وقال بري إن "برّاك أبلغ لبنان بشكل رسمي أن المبادرة رفضتها إسرائيل، وبالتالي، لم يعد هناك من مسار ديبلوماسي قائم، إلا العمل ضمن آلية لجنة (الميكانيزم)". وأشار إلى أنه "حصل تطور مهم في آلية عملها، بعدما باتت تجتمع كل أسبوعين، خلافاً للمسار الذي اتبعته في السابق".
وتزامن ذلك مع جانب آخر من المشهد السياسي تمثل في سجال حاد بين رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع والرئيس بري على خلفية الخلاف الحاد حول قانون الانتخاب، إذ كتب جعجع على حسابه عبر منصة "إكس": دولة الرئيس نبيه بري، لا تستطيع اختزال المجلس النيابي بشخصك. إن قولك "إننا قد جربنا تصويت المغتربين في الانتخابات النيابية السابقة لمرة واحدة وأخيرة، ولا إمكانية على الإطلاق لتكرار هذا الأمر لمرة ثانية مهما علا الصراخ والضجيج"، هو قول يضرب المجلس النيابي، والنظام البرلماني، والنظام اللبناني، والديموقراطية، برمتها. دولة الرئيس، ربما في السنوات الأربعين الماضية لم يقل لك أحد ذلك، وأنا أقوله لك اليوم: إن من يقرر في المجلس النيابي هو الأكثرية النيابية، لا أنت، ولا أي شخص آخر بحد ذاته، مع كامل احترامنا لك ولكل شخص آخر. إما دستور وقانون ونظام، وإما شريعة الغاب. ولن نقبل بعد الآن بشريعة الغاب".
على الاثر، نقلت مصادر بري عنه قوله رداً على كلام جعجع: "من أين لك هذا الكلام الذي نسبته إلي؟ ألم يعد في جعبتك غير إستصدار كلام عن لساني والجواب إليك!". ورد جعجع لاحقا فكتب: "دولة الرئيس بري هذا اقصى ما كنت اتمناه، من هذا المنطلق نحن في انتظار أن تدرج اقتراح القانون المعجل المكرر الذي وقعه 67 نائباً على جدول أعمال أول جلسة تشريعية".
وسط هذه الأجواء، تواصل التصعيد الإسرائيلي في الجنوب حيث نفّذ الطيران الحربي الإسرائيلي بعد الظهر سلسلة غارات جوية وصلت إلى ثماني غارات استهدفت مناطق مفتوحة وأودية في مناطق المحمودية، الجرمق، مجرى نهر الخردلي، وهي تقع عند اطراف بلدتي الجرمق ومزرعة الدمشقية إلى الشرق من سهل الميدنة- كفررمان. وألقت الطائرات المغيرة عدداً من الصواريخ التي احدث انفجارها دوياً هائلاً تردّد صداه في مناطق النبطية ومرجعيون والريحان وإقليم التفاح وتعالت سحب الدخان الكثيف التي غطت أجواء المنطقة المستهدفة.
"الأخبار":
هل يكفي الموقف اللبناني الرسمي الموحّد، الجازم بعدم إمكانية الدخول حالياً في مفاوضات مباشرة مع العدو الإسرائيلي، لدفع الولايات المتحدة لتغيير مقاربتها، أم سيكون الثمن مواجهة عسكرية كما هدّد المبعوث الأميركي توماس برّاك؟
برز هذا السؤال في حلقة من علامات الاستفهام التي لا تتوقف، فيما يبدو أنّ أحداً غير قادر على تقديم أجوبة مؤكّدة في ظل انعدام أي تطمينات خارجية، وحشر لبنان في زاوية تضطره إلى الاختيار بين القبول بما يُفرض عليه أو مواجهة «الجحيم» على غرار ما حصل في غزة. فيما لوحظ أن العدو تعمّد منذ مساء أول من أمس، في ظل الاتصالات المحلية والخارجية، توسيع دائرة عمل طيرانه الاستطلاعي، إذ واصلت نحو خمس طائرات حتى ليل أمس التحليق فوق بيروت والضاحية والقصر الجمهوري، في ما اعتُبر رسالة تهديد جديدة.
وكان لافتاً أمس، أن رئيس مجلس النواب نبيه بري تعمّد حسم التأويلات التي اجتاحت المشهد السياسي حول الموقف اللبناني من المفاوضات، معلناً سقوط المسار المُقترح للتفاوض، ومؤكداً أن «الميكانيزم» هو الخيار الوحيد. وفي حديثه إلى «الشرق الأوسط»، ردّ بري على كل ما أثير بشأن المقترحات الأميركية وتعاطي لبنان معها، موضحاً أن «تل أبيب رفضت مبادرة أميركية كانت تقضي بوقف مؤقّت للعمليات تمهيداً لانسحاب وترتيبات حدودية»، مؤكّداً أن «المسار الوحيد راهناً هو مسار الميكانيزم، وهي الآلية التي تضم ممثلين للدول المعنية والراعية لاتفاق وقف العمليات العدائية الذي أنهى حرب لبنان الأخيرة في تشرين الثاني الماضي».
وجاء موقف بري عقب لقائه رئيس الجمهورية جوزيف عون، حيث تصدّرت الأوضاع الأمنية في الجنوب وملف التفاوض جدول البحث. واكتفى بري بعد الاجتماع بالقول: «اللقاءات دائماً ممتازة مع فخامة الرئيس»، موضحاً أن «الموفد الأميركي توماس برّاك أبلغ الجانب اللبناني رسمياً رفض إسرائيل لمقترح أميركي يهدف إلى إطلاق مسار تفاوضي يبدأ بوقف العمليات لمدة شهرين، وينتهي بانسحاب إسرائيلي من الأراضي اللبنانية المحتلة، وإطلاق مسار لترسيم الحدود مع ترتيبات أمنية».
وأضاف: «تمّ التراجع عن أيّ مسارٍ للتفاوض مع إسرائيل، ولم يبقَ سوى الآلية المتّبعة عبر لجنة الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار المُسماة الميكانيزم»، كاشفاً عن تطور مهم في عمل اللجنة، إذ «باتت تجتمع كل أسبوعين، خلافاً للمسار السابق الذي اتّسم باجتماعات متقطّعة ومتباعدة». وأكّد بري تمسّك لبنان باتفاق وقف إطلاق النار الذي تمّ التوصل إليه في تشرين الثاني 2024، وهو الاتفاق الذي تشرف لجنة الميكانيزم على تنفيذه، مشدّداً على أن هذه الآلية هي المُعتمدة حالياً «ولا شيء سواها». وعند سؤاله عن مدى تفاؤله، أجاب بري: «أنا متشائل».
وقال مطّلعون على الاجتماع بين عون وبري، إن النقاش تمحور حول ملف التفاوض غير المباشر مع إسرائيل، استناداً إلى ما سبق أن طرحه رئيس الجمهورية، مشيرين إلى أن «الموقف اللبناني أيّد مبدأ التفاوض، لكنّ النقاش دار حول الشكل والآلية». وأضافوا أن المشكلة التي يواجهها لبنان تكمن في الموقف الإسرائيلي المدعوم أميركياً، والذي يفرض على لبنان صيغة واحدة للتفاوض، هي التفاوض المباشر وفق شروط إسرائيل، باعتبارها الطرف المنتصر في الحرب، أو مواجهة الضغوط التي قد يتعرّض لها لبنان على مختلف المستويات الاقتصادية والسياسية وربما العسكرية.
وبحسب معلومات «الأخبار»، لم تصل إلى لبنان أي رسائل جديدة بعد نقل الجواب الإسرائيلي، لكنّ هناك عملاً جدياً على ضرورة توحيد الموقف اللبناني، خصوصاً بعد أن رفض رئيس الحكومة نواف سلام عقد اجتماع ثلاثي لهذا الهدف، متذرّعاً بخشيته من العودة إلى الترويكا، على أن يُستكمل النقاش عبر الموفدين بين الرؤساء الثلاثة، للوصول إلى صياغة موحّدة قبيل جلسة الحكومة الخميس، والتي قد تُعقد في قصر بعبدا.
وفي الوقت ذاته، تصعّد الولايات المتحدة وتيرة الضغط على لبنان، وهو ما ترجمه كلام الموفد الأميركي توماس برّاك أمس، في أوضح تهديد، حين قال: «إذا فشلت بيروت في التحرك، فإن الذراع العسكرية لحزب الله ستواجه حتماً مواجهة كبيرة مع إسرائيل في لحظة قوة إسرائيل ونقطة ضعف حزب الله المدعوم من إيران». وأشار إلى ما اعتبره «وقت لبنان للعمل»، بالتزامن مع وصول السفير ميشال عيسى إلى بيروت الشهر المقبل، ووصف برّاك عيسى بأنه «سفير دونالد ترامب الجديد والموهوب للغاية، ويأتي لمساعدة لبنان على عبور هذه القضايا المعقّدة بثبات».
وفي موازاة الضغوط الأميركية، تتزايد وتيرة الضغط الإسرائيلي على لبنان، من خلال استمرار الغارات والاغتيالات، واستهداف المنشآت المدنية، بالإضافة إلى منع إعادة إعمار القرى والبلدات، فضلاً عن المناورات العسكرية الواسعة التي بدأها الجيش الإسرائيلي أول من أمس بالقرب من الحدود اللبنانية.
"الجمهورية":
قبل الحديث عن مبادرات وطروحات وأفكار طموحة لحلّ سياسي يوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان، وقبل إبداء الرغبة والاستعداد لإجراء مفاوضات بمعزل عن شكلها، سواء أكانت مباشرة او غير مباشرة، او سياسية - أمنية او غير ذلك، بين لبنان وإسرائيل، لتحقيق هذه الغاية، ينبغي أوّلاً الوقوف على جواب واضح عن السؤال التالي: هل هناك إرادة جديّة من قبل الدول الخارجية الصديقة للبنان لإطلاق مسار حل سياسي حقيقي؟ وقبل ذلك، هل إنّ إسرائيل مستعدة للتجاوب مع أي جهود لوقف هذا العدوان؟
ما من شك انّ لبنان الرسمي عبّر عن موقفه بصورة واضحة لبلوغ حلّ يوفّر الأمن والاستقرار في المنطقة الجنوبية، ولا يمسّ بسيادته ويضمن انسحاب إسرائيل من الأراضي التي تحتلها، والإفراج عن الأسرى اللبنانيين، وعلى هذا الأساس وافق على الورقة الأميركية التي قدّمها الموفد الأميركي توم برّاك، والتي قامت أساساً على قاعدة سمّاها برّاك نفسه بـ«خطوة مقابل خطوة»، إلّا أنّ هذه الورقة أحبطتها إسرائيل باشتراطها نزع سلاح «حزب الله» قبل أي أمر آخر، وإعفاء نفسها من اي التزامات او موجبات.
لقاء ممتاز
المستجدات على هذا الصعيد، كانت محور تداول في اللقاء الذي جمع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري في القصر الجمهوري في بعبدا أمس، والذي اكّد بعده رئيس المجلس رداً على سؤال: «اللقاءات دائماً ممتازة مع فخامة الرئيس».
تراجع الحماسة
ما حصل في الأيّام الأخيرة، على ما تكشف معلومات موثوقة لـ«الجمهورية»، ظهّر رغبة أميركية بإعادة تحريك المسار السياسي على جبهة لبنان، لبلوغ حلّ او اتفاق او تفاهم يتوازى من الإنجاز الأميركي في غزة، يمهّد له بوقف لإطلاق النار لمدة 60 يوماً، وورقة توم برّاك تشكّل الأساس لذلك، وتلقّى لبنان إشارات مباشرة بهذا المعنى من برّاك نفسه، وعلى هذا الأساس جاء الطرح باستعداد لبنان لإجراء مفاوضات غير مباشرة برعاية أميركيّة، على شاكلة ما جرى في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية.
وبحسب المعلومات الموثوقة، فإنّ الأميركيين كانوا مرتاحين للتجاوب اللبناني مع طرحهم المتجدد بإطلاق مسار الحل السياسي، إلّا انّ هذا الطرح لم يعمّر طويلاً، إذ سرعان ما بردت حماسته، حتى لا نقول إنّه تمّ التراجع عنه بشكل نهائي، حيث اصطدم بالرفض الإسرائيلي، ما أعاد الأمور إلى المربّع الاّول، وأبقى الوضع في دائرة التصعيد الذي تمارسه إسرائيل. وأما ما يعني الطرح اللبناني حول المفاوضات غير المباشرة، فهو لم يعد قائماً، أقلّه في هذه المرحلة». وعلى ما يقول رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد فشل الطرح الأميركي «لم يعد هناك مسار قائم سوى العمل بحسب الآلية المعتمدة حالياً ضمن اللجنة الخماسية (الميكانيزم)».
ومعلوم انّ إسرائيل تريد إلزام لبنان بمفاوضات مباشرة ذات طابع سياسي، تفضي إلى حلّ وفق مصلحتها، ويفرض واقعاً جديداً في المنطقة الجنوبية، الكلمة العليا فيه لها. وانعكس الموقف الإسرائيلي بصورة واضحة في رفع وتيرة الاعتداءات والاستهدافات للبنى والمنشآت المدنية في الجنوب في الفترة الأخيرة، واستُتبعت أمس بغارات جوية عنيفة من الطيران الحربي، استهدفت منطقة المحمودية والجرمق ومجرى نهر الليطاني ومزرعة الدمشقية في منطقة النبطية، وذلك بالتزامن مع تحليق مكثف للطيران التجسسي في أجواء بيروت والضاحية الجنوبية على علو منخفض.
تصعيد للضغط
على أنّ ما يثير المخاوف في رأي المصادر عينها، هو أن تبادر إسرائيل في المرحلة الراهنة إلى التدرّج التصعيدي في اعتداءاتها، في محاولة واضحة منها لفرض مزيد من الضغط على لبنان لجرّه إلى التسليم والموافقة على عقد مفاوضات مباشرة معها، لتحقيق هدفها الجوهري بالوصول إلى تطبيع وفق شروطها مع لبنان.
لا للتطبيع
وضمن هذا السياق، تؤكّد مصادر رسمية لـ»الجمهورية»، أنّ الموقف الرسمي موحّد حيال هذه المسألة، اولاً، بالتأكيد على وقف العدوان الإسرائيلي وتحقيق الانسحاب من الاراضي اللبنانية المحتلة وإطلاق الاسرى، وثانياً، بالتأكيد على المفاوضات غير المباشرة، وثالثاً، بالالتزام الكلي باتفاق وقف العمليات الحربية المعلن في 27 تشرين الثاني من العام الماضي، وبمندرجات القرار 1701، ولبنان قام بما هو مطلوب منه في هذا المجال، والشاهد الأساس قوات «اليونيفيل» ولجنة «الميكانيزم»، ورابعاً، بالرفض القاطع لما يسمّى «التطبيع الواضح» او ما يسمّى «التطبيع المقنّع» مع إسرائيل. وهذا الموقف مبلّغ بصورة واضحة إلى كلّ الاطراف المعنية في الداخل والخارج».
وعلى الرغم من تعثّر الطرح الأميركي، تؤكّد المصادر الرسمية عينها «انّ حركة الاتصالات، لم تتوقف، سواء على الخطوط الداخلية او على الخطوط الخارجية»، وتجزم بأنّ «الامور ليست مقفلة بالكامل، وخصوصاً أنّ الحل السياسي بين لبنان وإسرائيل يشكّل اولوية وهدفاً بالنسبة إلى الأميركيين، ومن هنا من غير المستبعد أن يعطى هذا الامر بعض الزخم في المدى المنظور، الذي قد يتزامن مع حضور مباشر للموفدين على خطّ تحريك مسار الحلّ السياسي».
وعندما تسأل المصادر الرسميّة عن مصير حصريّة السلاح، وما إذا كان سحب سلاح «حزب الله» هو السبب الذي تتذرّغ فيه إسرائيل لرفض مسار الحل، فضّلت المصادر عدم الخوض في التفاصيل، كما لم تنف او تؤكّد ما تردّد عن شرط إسرائيلي بنزع سلاح «حزب الله» اولاً، واكتفت بالقول: «القرار بحصر السلاح بيد الدولة وحدها، اتخذته الحكومة، وثمة آلية تنفيذية يعتمدها الجيش اللبناني بكلّ مسؤولية وحرص على الأمن والاستقرار والسلم الاهلي».
برّاك
إلى ذلك، كان لافتاً في الساعات الاخيرة، ما أورده برّاك في منشور موسّع على حسابه على منصة «إكس»، بأنّ «نزع سلاح «حزب الله» داخل لبنان، وبدء المحادثات الأمنية الحدودية مع اسرائيل، يشكّلان ركيزة في الإطار الامني الشمالي لإسرائيل».
واعتبر انّ «اتفاق وقف الأعمال العدائية لعام 2024، سعى إلى وقف التصعيد لكنه فشل في النهاية».
ورأى برّاك «انّ لبنان يواجه الآن خيارًا حاسمًا: إمّا انتهاز فرصة التجديد الوطني أو البقاء غارقًا في الشلل والتدهور». وقال: «على الولايات المتحدة دعم بيروت للانفصال سريعًا عن «حزب الله». ورأى أنّه «إذا لم تتحرك بيروت، فسيواجه الجناح العسكري لـ»حزب الله» حتمًا مواجهة كبرى مع إسرائيل في لحظة قوة إسرائيل ودعم إيران لـ»حزب الله» في أضعف نقاطه. وفي المقابل، سيواجه جناحه السياسي، بلا شك، عزلة محتملة مع اقتراب انتخابات أيار 2026»... «الآن وقت لبنان للعمل».
وأضاف: «إذا تعرّض «حزب الله» لهجوم عسكري جدّي من إسرائيل وواجه خسائر إقليمية أو سياسية أو في سمعته، فمن المرجح جداً أن يسعى لتأجيل الانتخابات للحفاظ على قاعدة سلطته وإعادة ترتيب صفوفه. الانتخابات في مثل هذه اللحظة ستكشف وضعه الضعيف، وتعرّض حلفاءه لخسائر انتخابية، وتشجع الفصائل المنافسة على تحدّي هيمنته ضمن النظام الطائفي الهش في لبنان. ومن خلال الاستناد إلى «الأمن القومي» و«عدم الاستقرار في زمن الحرب»، قد يبرّر «حزب الله» التأجيل كوسيلة للحفاظ على الوحدة وحماية المجتمع الشيعي من الاستغلال الخارجي المتصور. في الواقع، فإنّ التأجيل يمنحه وقتاً – لإعادة البناء عسكرياً، وإعادة التنظيم سياسياً، وإعادة التفاوض حول توازن القوى بعد الحرب قبل مواجهة الناخبين».
وشدّد برّاك على أنّ «تأجيل انتخابات 2026 بذريعة الحرب سيثير فوضى كبيرة في لبنان، ويقوّض نظاماً سياسياً هشاً أصلاً، ويعيد إشعال عدم الثقة الطائفية. العديد من الفصائل اللبنانية خاصة الكتل المسيحية والسنّية والإصلاحية، ستعتبر التأجيل استيلاءً غير دستوري على السلطة من قبل «حزب الله»، لترسيخ سيطرته وتجنّب المساءلة عن دمار الحرب. ومن المرجح أن يؤدي هذا التحرك إلى شلل في البرلمان، وتعميق فراغ الحكومة، وإطلاق احتجاجات شعبية على مستوى البلاد تشبه انتفاضة 2019 – ولكن هذه المرّة في ظل توتر مسلح وانهيار اقتصادي. التصور القائل بأنّ ميليشيا واحدة يمكنها تعليق الديمقراطية قد يقوّض ثقة الجمهور بالدولة، ويفتح الباب لتدخّل إقليمي، ويزيد خطر دفع لبنان من أزمة إلى انهيار مؤسساتي كامل».
تقرير إسرائيلي
في سياق متصل، نشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، تقريراً سألت فيه عمّا إذا كان لبنان سيتمكن من التحرر من قيود «حزب الله».
وووفق التقرير فإنّه «بعد أشهرٍ من المُواجهة المدمّرة مع إسرائيل، يقف لبنان عند مفترق طرق مصيري، فالبلاد، المُنهكة اقتصادياً واجتماعياً وبُنيوياً، مُمزقة بين قوتين مُتعارضتين: الرغبة في إعادة البناء والاندماج في نظام إقليمي جديد، وقيود «حزب الله» القديمة التي تُسيطر عليه من الداخل». وسأل: «هل سيجد لبنان الشجاعة للتغيير، ولتفكيك سلاح «حزب الله»، ولاختيار المسار الديبلوماسي؟ أم سيبقى متشبثاً بالماضي الذي شهد على طريق قاده مراراً وتكراراً إلى الخراب؟ وهل يمكن للبنان الانضمام إلى اتفاقيات أبراهام؟ قد تبدو الفكرة بعيدة المنال، لكنها ليست مستحيلة». وأضاف التقرير: «في الوقت الحالي، من غير المرجح الانضمام رسمياً إلى اتفاقيات إبراهام. فلا يزال «حزب الله» قوياً، والدولة ضعيفة، والمجتمع خائف ومُشرذم. ومن المرجح أن يمرّ طريق التطبيع، إن تحقق، بمرحلة وسيطة من عدم الاقتتال، إلى جانب آلية تنسيق أمني على طول الحدود الشمالية».
جعجع يهاجم وبري يردّ
على الصعيد الإنتخابي، نقلت مصادر عن رئيس مجلس النواب نبيه بري، رداً على كلام تناوله فيه رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع قوله لرئيس «القوات»: «من أين لك هذا الكلام الذي نسبته إليّ، ألم يعد في جعبتك غير إستصدار كلام عن لساني والجواب إليك»؟!
وكان جعجع قد أدلى بتصريح أمس، توجّه فيه إلى الرئيس بري قائلاً: «لا تستطيع اختزال المجلس النّيابي بشخصك. إنّ قولك «إنّنا قد جرّبنا تصويت المغتربين في الانتخابات النيابية السّابقة لمرّة واحدة وأخيرة، ولا إمكانيّة على الإطلاق لتكرار هذا الأمر لمرّة ثانية مهما علا الصّراخ والضّجيج»، هو قول يضرب المجلس النّيابي، والنّظام البرلماني، والنّظام اللّبناني، والدّيموقراطيّة برمّتها».
وأشار جعجع إلى أنّه «ربّما في السّنوات الأربعين الماضية، لم يقل لك أحد ذلك، وأنا أقوله لك اليوم: إنّ من يقرّر في المجلس النّيابي هو الأكثريّة النّيابيّة، لا أنت، ولا أي شخص آخر بحدّ ذاته، مع كامل احترامنا لك ولكل شخص آخر. فإمّا دستور وقانون ونظام، وإمّا شريعة الغاب. ولن نقبل بعد الآن بشريعة الغاب».
"الديار":
بعد طول انقطاع، عاد المبعوث الاميركي توم برّاك الى «ثرثرته» المعتادة حيال الملف اللبناني، متهما الحكومة اللبنانية بالعجز، والجيش بانعدام القدرة، متوعدا «بعضلات» «اسرائيل» لنزع سلاح حزب الله، بالتزامن مع غارات عنيفة شنتها طائرات قوات الاحتلال الحربية جنوبا، وتحليق مستفز بالطائرات المسيرة على علو منخفض فوق بيروت والضاحية. وكان لافتا بالامس تحليق احدى المسيرات فوق القصر الجمهوري في بعبدا.
في المقابل، نعى رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي عقد «لقاءً ممتازا» مع رئيس الجمهورية جوزاف عون، المسار التفاوضي الذي كثرت التحليلات حوله في الايام القليلة الماضية، وكشف ان حكومة الاحتلال رفضت الفكرة، وابلغت المبعوث الاميركي بانها غير معنية بذلك، ما يترك العلاقة مع الاحتلال معلقة على لجنة «الميكانيزم» المشكوك في نجاح جهودها ، في الزام «اسرائيل» بمفاعيل اتفاق وقف النار، وكذلك على احتمال انطلاق مبادرة قطرية لم تتضح معالمها بعد؟!
اتفاق الإذعان
ووفق مصادر مطلعة، لا جديد في تصريحات برّاك، فهو يكرر بشفافية تامة مواقف دولة الاحتلال، ولا يتحدث كوسيط نزيه، لكنه يدشن مرحلة جديدة من الضغوط القصوى على لبنان، للاستفادة من الموجة العالية لوقف النار المترنح في قطاع غزة، دون ان يعني ذلك حصول ترجمة عملية لمواقفه قريبا، في ظل شكوك في وجود نية اسرائيلية بشن حرب واسعة في المدى المنظور، بما ان الواقع الميداني الراهن مناسب جدا لاستراتيجيتها القائمة على مواصلة الضغط بالنار دون ان تدفع اي ثمن في المقابل، تمهيدا لرفع متدرج لا يصل الى حد الانفجار الكبير، على ان تتدخل واشنطن لاحقا لفرض تفاوض مباشر على لبنان «المنهك» امنيا واقتصاديا، للوصول الى اتفاق «اذعان» يؤمن مصالحها الامنية اولا، فيما لا تبدو مهتمة باي اتفاق سياسي لم يعد ضمن اولوياتها راهنا.
ماذا أراد الرئيس؟
وفي هذا السياق، جاءت مبادرة رئيس الجمهورية جوزاف عون كمحاولة «لاستدراج» الولايات المتحدة الى مربع جديد، يخرجها من حالة المراوحة التي ارتضت لنفسها به، عندما تنازلت عن دورها كضامن لاتفاق وقف النار.
الموقف السلبي مفاجىء
واذا كان الرئيس عون قد نجح في تحصين موقفه داخليا، بوضع شروط محددة لهذا التفاوض الذي يحمي السيادة اللبنانية، ويعيد الاستقرار الى البلاد دون الذهاب الى اتفاق سياسي، الا ان الموقف السلبي الاميركي كان مفاجئا بحديته، بعدما جاء الجواب من توم برّاك واضحا لجهة عدم القدرة على تسويق اقتراح مماثل في «اسرائيل»، التي عادت واكدت للمبعوث الاميركي انها غير معنية باي عملية تفاوض راهنا، وما هو مطلوب من السلطات اللبنانية لا يقبل التفاوض، وهو نزع سلاح حزب الله اولا، وبعد ذلك يمكن البحث في مستقبل العلاقات، مع اصرار حاسم على عدم التراجع عن استمرار الخروقات الحالية، التي تعتبرها «اسرائيل» جزءا من استراتيجية منع حزب الله من التعافي.
الرهان على الدور القطري؟!
وفي هذا الاطار، لا يبدو ان في نية رئيس الجمهورية «الاستسلام» للقضاء و «القدر الاسرائيلي»، وهو يعول على تسلم السفير الاميركي الجديد ميشال عيسى مهامه مطلع الشهر المقبل، لمحاولة «كسر الجليد» الاميركي.
ووفق مصادر سياسية بارزة، سبق وتواصل عون مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وكذلك مع القيادة السعودية، في محاولة لانعاش المسار التفاوضي. وبعد ان اتضح ان قدرات باريس والرياض في تعديل الموقف الاميركي ضعيفة، ثمة محاولة جدية يعمل عليها بعض الاصدقاء المقربين باتجاه قطر، كدولة راعية للكثير من عمليات التفاوض السابقة، واذا تبلور موقف واضح مع القطريين، فان ثمة بصيص امل في فتح «كوة في الجدار» الاميركي، باعتبار ان للدور القطري وزنا مختلفا داخل البيت الابيض، وقد تنطلق الجهود جديا بعد فترة قد لا تتعدى الشهر المقبل، اذا صمد الاتفاق في غزة!
لقاء «ممتاز» في بعبدا
وقبل ان ينعى رئيس مجلس النواب نبيه بري التفاوض مع «اسرائيل»، التقى لنحو نصف ساعة مع الرئيس عون في بعبدا. ووفق المعلومات، كانت المقاربة موحدة في كل الملفات، حيث حضر ملف اعادة الاعمار، وكذلك الاعتداءات الاسرائيلية المتصاعدة، وجرى البحث في كيفية الضغط على الدول الضامنة لتفعيل لجنة «الميكانيزم»، لكي تكون فاعلة في وقف الاستباحة الاسرائيلية للسيادة اللبنانية.
وبعد وصفه اللقاء مع الرئيس «بالممتاز» كالعادة، اكد الرئيس بري في تصريحات اعلامية، أن مسار التفاوض المقترح بين لبنان و «إسرائيل» قد سقط ، بسبب رفض «تل أبيب» التجاوب مع مقترح أميركي بهذا الشأن، قائلا إن المسار الوحيد حالياً هو مسار «الميكانيزم»...
«إسرائيل» تجهض الحوار
وقال الرئيس بري إن الموفد الأميركي توماس برّاك، أبلغ لبنان بأن «إسرائيل» رفضت مقترحاً أميركياً يقضي بإطلاق مسار تفاوضي، يُستهل بوقف العمليات الإسرائيلية لمدة شهرين، وينتهي بانسحاب إسرائيلي من الأراضي اللبنانية المحتلة وإطلاق مسار لترسيم الحدود وترتيبات أمنية...
وقال بري إن «برّاك أبلغ لبنان بشكل رسمي أن المبادرة رفضتها «إسرائيل»، وبالتالي لم يعد هناك من مسار ديبلوماسي قائم، إلا العمل ضمن آلية لجنة (الميكانيزم)». وأشار إلى أنه «حصل تطور مهم في آلية عملها، بعدما باتت تجتمع كل أسبوعين، خلافاً للمسار الذي اتبعته في السابق، حيث كانت تعقد اجتماعات متقطعة ومتباعدة». واكد بري ان «لبنان متمسك باتفاقية وقف إطلاق النار.» وأمام هذه التطورات، رفض أنه متشائم أو متفائل، قائلاً «أنا متشائل»، في إشارة إلى مساحة مختلطة بين التشاؤم والتفاؤل.
تصريحات استفزازية
من جهته، وبعد فترة من «الصمت»، عاد توم برّاك الى تصريحاته الاستفزازية التي تطالب لبنان بالاستسلام دون اي نقاش للمطالب الاسرائيلية، ويأتي تذكير برّاك بالخيار العسكري الإسرائيلي لتدمير ترسانة حزب الله في هذه الخانة، اي خانة الضغط على لبنان واستعجاله، تزامنا مع الغارات العنيفة جنوباً، كل ذلك على وقع تلويح بفرض عقوبات اميركية على معرقلي الحل التفاوضي في لبنان.
فمن دون مقدمات، اقتحم المبعوث الاميركي المشهد اللبناني، بحزمة تغريدات عالية السقف ضد حزب الله اولاً لنزع سلاحه سريعاً، لأن خلاف ذلك فالمواجهة الكبرى واقعة مع «اسرائيل القوية « و «ايران الضعيفة»، وعزله سياسياً في الانتخابات وللسلطة السياسية في لبنان، وثانياً للاختيار فإما «انتهاز فرصة التجديد الوطني، أو البقاء غارقًا في الشلل والتدهور»، حسب تعبيره.
تهديدات برّاك
وكان برّاك قال في تغريدات على «اكس» انه «مع استعادة سوريا استقرارها مع جيرانها، بما في ذلك «إسرائيل» وتركيا، تُشكل هذه العملية الركيزة الأولى في الإطار الأمني الشمالي لإسرائيل، أما الركيزة الثانية فيجب أن تكون نزع سلاح حزب الله داخل لبنان، وبدء مناقشات أمنية وحدودية مع إسرائيل».
وفي منشور «وقح» تحدث من خلاله عن امن «اسرائيل»، رأى ان «خطوات سوريا الشجاعة نحو اتفاق حدودي، ونأمل أن يكون تطبيعا مستقبليا، تمثّل الخطوات الأولى نحو تأمين الحدود الشمالية لإسرائيل. ويجب أن يكون نزع سلاح حزب الله الخطوة الثانية». ونبه برّاك إلى ان «إذا لم تتحرك بيروت، فسيواجه الجناح العسكري لحزب الله حتما مواجهة كبرى مع «إسرائيل»... وفي المقابل، سيواجه جناحه السياسي، بلا شك، عزلة محتملة مع اقتراب انتخابات أيار 2026.»
ارتفاع وتيرة الاعتداءات
وتزامنا مع مواقف برّاك التصعيدية، نفذ الطيران المعادي ظهر امس سلسلة غارات جوية، وصلت الى ثماني غارات استهدفت مناطق مفتوحة وأودية في مناطق المحمودية، الجرمق ومجرى نهر الخردلي، وهي تقع عند اطراف بلدتي الجرمق ومزرعة الدمشقية الى الشرق من سهل الميدنة - كفررمان .
وألقت الطائرات المغيرة عددا من الصواريخ، التي احدث انفجارها دويا هائلا تردد صداه في مناطق النبطية ومرجعيون والريحان واقليم التفاح، وتعالت سحب الدخان الكثيف التي غطت اجواء المنطقة المستهدفة، وتسبب باشعال حرائق عديدة في الاحراج. وعملت فرق الدفاع المدني من مراكز النبطية والهيئة الصحية الاسلامية وكشافة الرسالة الاسلامية على محاصرته وإهماده.
وزعم المتحدث باسم جيش العدو أفيخاي أدرعي انه تمة مهاجمة بنى تحتية لحزب الله في منطقة النبطية في لبنان.
وحلّق طيران العدو فوق السلسلة الشرقية لقرى البقاع الشمالي. كما حلق على علو منخفض جدا فوق بيروت والضواحي. كذلك حلق الطيران المسيرعلى علو منخفض فوق بيروت والضاحية الجنوبية، وكذلك فوق القصر الجمهوري في بعبدا.
سجال جعجع - بري
داخليا، وفي سجال لن «يقدم او يؤخر» في مسار القانون الانتخابي، كتب رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع على حسابه عبر منصة «إكس»، متوجها للرئيس بري بالقول» لا تستطيع اختزال المجلس النيابي بشخصك. إن قولك «إننا قد جربنا تصويت المغتربين في الانتخابات النيابية السابقة لمرة واحدة وأخيرة، ولا إمكان على الإطلاق لتكرار هذا الأمر لمرة ثانية مهما علا الصراخ والضجيج»، هو قول يضرب المجلس النيابي، والنظام البرلماني، والنظام اللبناني، والديموقراطية، برمتها. دولة الرئيس، ربما في السنوات الأربعين الماضية لم يقل لك أحد ذلك، وأنا أقوله لك اليوم: إن من يقرر في المجلس النيابي هو الأكثرية النيابية، لا أنت، ولا أي شخص آخر بحد ذاته، مع كامل احترامنا لك ولكل شخص آخر. إما دستور وقانون ونظام، وإما شريعة الغاب. ولن نقبل بعد الآن شريعة الغاب. مع تحياتي، دولة الرئيس. على الاثر، نقلت مصادر عن بري قوله رداً على كلام جعجع: من أين لك هذا الكلام الذي نسبته إلي؟ ألم يعد في جَعبتك غير استصدار كلام عن لساني والجواب إليك. وفي رد على الرد، قال جعجع هذا أقصى ما كنت أتمناه. من هذا المنطلق، نحن في انتظار ان تُدرِج اقتراح القانون المعجل المكرر، الذي وقّعه 67 نائبا، على جدول أعمال أول جلسة تشريعية. ولك منّا ألف تحية...
نصيحة «التنمية والتحرير»
ووفق مصادر نيابية في كتلة «التنمية والتحرير»، لن تغير محاولات الضغط على الرئيس بري في موقفه لا اليوم ولا في المستقبل حيال القانون الانتخابي، لان من يظن انه يتعامل مع «اغبياء» فهو «واهم»، فكيف يمكن ان يعتقد احد ان الرئيس بري يمكن ان يقدم تنازلات «لخصومه»، كي يتقدموا على فريقه السياسي انتخابيا؟ لهذا، فالنصيحة للجميع ان يبدؤوا التحضير للانتخابات وفق القانون الحالي، كيلا يداهمهم الوقت. اما الضغط على الرئيس بري فلن يؤدي الى اي نتيجة، وما على «القوات» الا ان تتواضع، وتخيط بغير «هالمسلة»، لان الاسلوب مكشوف وغير مُجدٍ؟!
"نداء الوطن":
تصدّر الأحداث أمس مقال مطوّل نشره المبعوث الأميركي توم برّاك على حسابه عبر منصة "إكس" بعنوان "سوريا ولبنان: الخطوة التالية نحو سلام شامل في الشرق الأوسط"، وأكد فيه أهمية قيام لبنان بنزع سلاح "حزب الله" قبل أن تقوم إسرائيل بذلك.
بدوره، أعلن مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب للشؤون الأفريقية مسعد بولس، أن "محادثات السلام في المنطقة قد تتوسع لتشمل سوريا ولبنان".
وترافق هذا التطور الدبلوماسي غير المسبوق مع تصعيد لافت في حركة المسيّرات الإسرائيلية في لبنان التي حلقت أمس وللمرة الأولى في الأجواء فوق القصر الجمهوري في بعبدا.
وتزامنًا، علمت "نداء الوطن" أن دولًا أوروبية وغربية أبلغت عددًا من المنظمات المدنية العاملة في لبنان بتوخي الحيطة والحذر في الأيام المقبلة وعدم التنقل إلا للضرورات القصوى واقتصار عملها في لبنان على الضروريات القصوى وتجنب الذهاب إلى مناطق الجنوب والبقاع ومحيط الضاحية الجنوبية.
عون وبري والمفاوضات مع إسرائيل ثالثهما
وأتت هذه التطورات فيما كان رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري يبحثان في لقاء جمعهما في بعبدا في وضع الجنوب والقصف الإسرائيلي المستمر ووضع لبنان بعد اتفاق غزة، وفق معلومات "نداء الوطن". وأضافت هذه المعلومات أن البحث بين الرئيسين تناول بشكل أساسي مسألة التفاوض مع إسرائيل. وبعدما طرح الرئيس عون سابقًا تجربة التفاوض على الحدود البرية، ركز الرئيس بري على تفعيل عمل الميكانيزم خصوصًا أنها تضم جميع الأطراف المعنية بهذا الموضوع، وجرى التشاور بين عون وبري وتم الاتفاق على إبقاء خطوط التواصل مفتوحة قبل تبني أي شكل من أشكال التفاوض خصوصًا أنه يجب معرفة رأي إسرائيل وأميركا في هذا المجال.
ولفتت مصادر سياسية عبر "نداء الوطن" إلى أن رئيس المجلس حاول في اجتماع بعبدا "الإيحاء بأن رئيس الجمهورية في صفه وتحييد الأخير عن المسار العام وإجهاض فكرة الرئيس عون حول المفاوضات عن طريق تفكيك الفكرة وإفراغها من مضمونها وتحويلها إلى مسألة شكلية وليست جوهرية كما هو مفترض". كما لفتت المصادر إلى أن كلام بري عن "علاقة ممتازة" مع رئيس الجمهورية موجّه أيضًا للرئيس نواف سلام لإظهار الأخير أنه على مسافة أبعد من رئيس الجمهورية مما هي المسافة بين عين التينة وبعبدا .
برّاك: مواجهة كبرى بين إسرائيل و"الحزب"
في المقابل، رأى برّاك أن "خطوات سوريا الشجاعة نحو اتفاق حدودي، ونأمل أن يكون تطبيعًا مستقبليًا، تمثل الخطوات الأولى نحو تأمين الحدود الشمالية لإسرائيل. ويجب أن يكون نزع سلاح "حزب الله" الخطوة الثانية. ونبه برّاك من أن "إذا لم تتحرك بيروت، فسيواجه الجناح العسكري لـ "حزب الله" حتمًا مواجهة كبرى مع إسرائيل في لحظة قوة إسرائيل ودعم إيران لـ "حزب الله" في أضعف نقاطه".
وخلص إلى القول: "يصل السفير الأميركي الجديد إلى لبنان، ميشال عيسى، الشهر المقبل لمساعدة بيروت على اجتياز هذه الملفات المعقدة بثبات. الآن هو وقت لبنان للعمل". وتساءلت أوساط إذا كانت تغريدته الطويلة تمهيدية لتنحّيه عن الملف لمصلحة السفير الجديد ميشال عيسى أو رسالة تنبيه لا تقبل أي تأويل.
لبنان في عين العاصفة
وقرأت مصادر سياسية بارزة وثيقة الصلة بالموقف الأميركي أبعاد ما صرّح به برّاك. وقالت لـ "نداء الوطن" في هذا الصدد: "إنه حراك استراتيجي ويأتي ضمنه كلام برّاك. فهو قال إنه في حال لم تقدم الدولة اللبنانية على خطوات لنزع سلاح "حزب الله " فسيترك الأمر لإسرائيل وينعكس تداعيات على الملف اللبناني. أهمية الموقف الذي أعلنه برّاك هي في توقيته، وهو الأول من نوعه بعد قمة شرم الشيخ ومبادرة رئيس الجمهورية في اتجاه المفاوضات وحلّ المشاكل العالقة بين لبنان وإسرائيل".
وقالت المصادر: "نتحدث عن دخول أميركي متجدد على الخط للقول إن الملف التالي هو لبنان، فلا يفكرن أحد بأن هذا الملف منسي، وأن لبنان على الرف الأميركي. بل بالعكس، ستكون الخطوة التالية في لبنان بعد غزة. هذا تحذير قبل العاصفة كي يأخذ لبنان بالاعتبار أن تلافي هذه العاصفة سيكون بنزع سلاح حزب الله. فإذا لم يقدم على ذلك، فسيكون لبنان في قلب العاصفة".
وخلصت المصادر إلى القول: "استراتيجيًا، بدأ موضوع سلاح "الحزب" يتحرك من الباب الأميركي بعد قمة شرم الشيخ بدعوة بيروت إلى أن تقدم، لأنه من الواضح أن "حزب الله" ليس في وارد التخلي عن مشروعه المسلح".
و"حزب الله" يرد
وبينما غاب أي موقف رسمي من مقلب برّاك قال عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسين الحاج حسن: "الكلام الأميركي واضح والمطالب الإسرائيلية واضحة، وكما قال برّاك في مقابلته الأخيرة، إن السلام وهم، وإن إسرائيل لا تريد أن تنسحب من النقاط الخمس، وإن إسرائيل تريد في المنطقة أن تذهب حيث تشاء ومتى تشاء وكيفما تشاء".
ردود بين جعجع وبري والخلاصة: المجلس سيد نفسه
وفي سياق منفصل اندلع أمس سجال بين رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع وبين الرئيس بري عندما كتب جعجع على حسابه عبر منصة "إكس"، التالي: "دولة الرئيس نبيه بري، لا تستطيع اختزال المجلس النيابي بشخصك. إن قولك "إننا قد جربنا تصويت المغتربين في الانتخابات النيابية السابقة لمرة واحدة وأخيرة، ولا إمكانية على الإطلاق لتكرار هذا الأمر لمرة ثانية مهما علا الصراخ والضجيج"، هو قول يضرب المجلس النيابي، والنظام البرلماني، والنظام اللبناني، والديمقراطية".
على الأثر، نقلت مصادر عن بري قوله ردًا على كلام جعجع: "من أين لك هذا الكلام الذي نسبته إليّ؟ ألم يعد في جعبتك غير استصدار كلام عن لساني والجواب إليك".
وبعد رد عين التينة كتب جعجع مجددًا على حسابه عبر منصة "إكس": "دولة الرئيس بري، هذا أقصى ما كنت أتمناه. من هذا المنطلق، نحن في انتظار أن تُدرِج اقتراح القانون المعجل المكرر، الذي وقعه 67 نائبًا، على جدول أعمال أول جلسة تشريعية. ولك منّا ألف تحية".
وأبلغت مصادر نيابية بارزة "نداء الوطن" أن ما قصده جعجع هو الإصرار على وضع اقتراح القانون المعجل الخاص بتعديل قانون الانتخابات على جدول أعمال أول جلسة تشريعية، وتذكير بري بأنه رئيس للمجلس وليس رئيسًا للنواب ما يعني الأكثرية النيابية هي التي تقرر".
وليلًا، علمت "نداء الوطن" أن وزير الثقافة غسان سلامة زار معراب حيث استقبله جعجع وبحثا معًا في موضوع اقتراع المغتربين.
عدوان: جلسة اليوم إدارية وليست تشريعية
وفي سياق متصل، أعلن النائب جورج عدوان مساء أمس أن جلسة مجلس النواب اليوم، هي إدارية تنظيمية وليست تشريعية. أضاف أن نواب كتلة "الجمهورية القوية" سيحضرون الجلسة حيث لن يكون هناك تغيير على مستوى أعضاء هيئة المكتب ورؤساء اللجان.
وأوضح عدوان أن النائب ميشال الدويهي سينسحب ولن يترشح لعضوية هيئة المكتب، وبالتالي لن تكون هناك مفاجآت. وخلص عدوان إلى القول: "بعد الجلسة سيكون لنا موقف تصعيدي في ما يتعلق باقتراع المغتربين".
يوم أمني طويل
ميدانيًا، واصل الطيران المسيّر الإسرائيلي تحليقه على علو منخفض فوق بيروت والضاحية الجنوبية، منذ صباح أمس.
وشوهدت مسيّرات تُحلّق على مستوى منخفض فوق بيروت والضاحية الجنوبية عصرًا، كما حلقت مسيرة إسرائيلية قرب القصر الجمهوري في بعبدا
ونفذ الطيران الحربي الإسرائيلي قرابة الثانية والثلث من بعد ظهر أمس سلسلة غارات جوية وصلت إلى ثماني غارات استهدفت مناطق مفتوحة وأودية في مناطق المحمودية، الجرمق، مجرى نهر الخردلي وهي تقع عند أطراف بلدتي الجرمق ومزرعة الدمشقية إلى الشرق من سهل الميدنة - كفررمان.
وألقت الطائرات المغيرة عددًا من الصواريخ التي أحدث انفجارها دويًا هائلًا تردد صداه في مناطق النبطية ومرجعيون والريحان وإقليم التفاح وتعالت سحب الدخان الكثيف التي غطت أجواء المنطقة المستهدفة، وتسببت بإشعال حرائق عدة في الأحراج.
وكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة "إكس" إن الغارات استهدفت بنى تحتية لـ "حزب الله" في منطقة النبطية.
"اللواء":
الأبرز في المداولات الجارية حول الوضع في الجنوب، عشية التقرير الثاني للجيش اللبناني حول حصرية السلاح بعد 11 يوماً، هو ما كشفه الرئيس نبيه بري من أن الوسيط الاميركي توماس براك كشف ان اسرائيل رفضت مقترحاً اميركياً يقضي باطلاق مسار تفاوضي يستهل بوقف العمليات العسكرية لمدة شهرين، وينتهي بانسحاب اسرائيل من الاراضي اللبنانية المحتلة واطلاق مسار لترسيم الحدود وترتيبات امنية.
والأهم أن كلام رئيس المجلس النيابي امس أتى بعد زيارة عاجلة الى بعبدا، بعد عودة الرئيس جوزف عون من الفاتيكان، وعشية الجلسة النيابية المخصصة لانتخاب اللجان النيابية وهيئة مكتب المجلس، مع سعي التيار الوطني الحر للاطاحة بأمين السر الحالي النائب آلان عون، عبر ترشيح النائب التغييري المعارض ميشال دويهي، وقبل 48 ساعة من جلسة مجلس الوزراء، والتي ستصدر خلالها تعيينات في الجمارك على الارجح.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان اللقاء بين الرئيسين عون وبري تركز على ملف التفاوض وآليته ، واشارت الى ان الرئيس بري يؤكد ان آلية الميكانيزم هي الانسب ، وهناك خيار ترسيم الحدود البحرية وليس معلوما ما اذا كان هناك من خيار ثالث يولد.
وأوضحت المصادر انه جرى التداول بهذين الخيارين واشارت الى ان هناك نموذجين في التفاوض اي نموذج الترسيم البحري حيث كانت الولايات المتحدة الأميركية هي الوسيط كما الأمم المتحدة ونموذج لجنة الميكانيزم التي نشأت بعد وقف اطلاق النار في السابع والعشرين من تشرين الثاني ٢٠٢٤، وهذه اللجنة تضم ممثلين عن لبنان والولايات المتحدة الاميركية وفرنسا واسرائيل والأمم المتحدة ومكلفة الأشراف على وقف الاعمال العدائية،معتبرة انه لا بد من معرفة وجهتي النظر الأميركية الاسرائيلية لجهة الخيار الذي يعتمد وقد لا يوافقان عليهما او يوافقان، متوقفة عند كلام رئيس المجلس النيابي لجهة تفضيله خيار الميكانيزم.
اللقاء بين الرئيسين عون وبري تركز على الاوضاع الامنية في الجنوب، وملف التفاوض مع اسرائيل محوراً اساسياً في الاجماع الذي اكتفى بعده بالقول: «اللقاءات دائماً ممتازة مع فخامة الرئيس».
وحسب بيان الرئاسة الاولى، فإنه تم عرض الاوضاع العامة في البلاد، لا سيما في الجنوب في ظل استمرار الاعتداءات الاسرائيلية. كما تطرق البحث الى التطورات في المنطقة بعد قمة شرم الشيخ والاتفاق حول غزة.
متري: لبنان رفض التفاوض السياسي
وفي السياق، اعلن نائب رئيس الحكومة طارق متري ان اسرائيل طلبت في آذار الماضي عبر وسطاء، التفاوض على المستوى السياسي مع لبنان، الا ان لبنان رفض ذلك.
وقال: لبنان اكد ان يكون هناك «تفاوض عسكريين مقابل عسكريين» يمكن ان ينضم اليهم مستشارون مدنيون.. لذا استمر الاسرائيليون بغطرسة القوة.
وجدد القول ان الصيغة التي اقترحها المبعوث الاميركي براك، وقبلها لبنان لم تُقبل عند الاسرائيلي، معلناً ان اسرائيل لم تُظهر في محادثات الناقورة نيتها في الالتزام، مشيراً الى اننا لن نتفاوض على قرار سبق واتفق عليه، بل الحديث عن تنفيذه.
وقال متري لـ«العربية» ان حزب الله لم يمنع اسرائيل من احتلال النقاط الخمس..
واكد ان لبنان اعتمد الدبولماسية والتعبئة الدولية لممارسة الضغط على اسرائيل للالتزام بقرار وقف النار من دون جدوى.
وكشف ان الحكومة مستمرة لمنع جرّ لبنان لأي مواجهة وتنظيم الانتخابات النيابية.
وبينما استخدم الموفد الأميركي إلى سوريا ولبنان توم براك امس عبارات قاسية وتهديدية بحق لبنان وحزب الله «ما لم يسلم الحزب سلاحه وينخرط في مسار التسويات وبدء لبنان مناقشات أمنية وحدودية مع إسرائيل»، ما يعني حسب مصادر متابعة مزيد من الضغوط على لبنان، نُقِلَ عن رئيس مجلس النواب نبيه بري قوله ان «مسار التفاوض المقترح بين لبنان وإسرائيل سقط والمسار الوحيد حالياً هو مسار لجنة الاشراف الخماسية على وقف اطلاق النار الميكانيزم». وأوضح أنّ براك أبلغ لبنان بشكل رسمي بأنّ إسرائيل رفضت مقترحًا أميركيًّا يقضي بإطلاق مسار تفاوضي، يُستهلّ بوقف العمليّات الإسرائيليّة لمدّة شهرين، وينتهي بانسحاب إسرائيلي من الأراضي اللّبنانيّة المحتلّة، وإطلاق مسار لترسيم الحدود وترتيبات أمنيّة.
وجاء كلام الرئيس بري بعد اجتماع بعبدا مع الرئيس عون. وقال بري بعد الاجتماع: اللقاءات دائماً ممتازة مع فخامة الرئيس. وأكدت مصادر رسمية لـ«اللواء» ان شيئاً جديداً لم يطرأ على موضوع المفاوضات التي المح اليها الرئيس عون، وان الاتصالات القائمة بين الرؤساء هدفت الى البحث فيما يرونه مصلحة للبنان.
واوضحت المصادر ان جلسة مجلس الوزراء قائمة يوم الخميس المقبل في القصر الجمهوري، لمناقشة التطورات السياسية المستجدة، ولدراسة وإقرار البنود المدرجة على جدول الأعمال. من بينها قضايا مالية واقتصادية واجتماعية، لكن لم يحدد جدول الاعمال بعد.
براك: عواقف وخيمة
وقد نعى سفير الولايات المتحدة في تركيا والمبعوث الأميركي إلى سوريا ولبنان توم براك مبادرة الرئيس جوزاف عون للتفاوض غير المباشرمع الاحتلال الاسرائيلي واسقط عمليا اتفاق وقف اطلاق النار، فكتب على حسابه عبر «اكس» مطالعة مطولة تضمنت رؤيته للوضع في غزة وسوريا ولبنان بعنوان: «وجهة نظر شخصية – سوريا ولبنان القطعتان التاليتان نحو سلام المشرق».
ومماجاء في كلامه الموسع عن لبنان:بينما تستعيد سوريا استقرارها عبر التطبيع مع جيرانها، بما في ذلك إسرائيل وتركيا، تشكل هذه الخطوة الركيزة الأولى لإطار الأمن الشمالي لإسرائيل. أما الركيزة الثانية فيجب أن تكون نزع سلاح حزب الله داخل لبنان وبدء مناقشات أمنية وحدودية مع إسرائيل.
«اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي رُعِي في 2024 من قبل إدارة بايدن، وبواسطة وسطاء أميركيين وأمميين، سعى إلى وقف التصعيد لكنه فشل في النهاية. لم يكن هناك اتفاق مباشر بين إسرائيل وحزب الله بسبب اعتقاد لبنان بأن التعامل مع إسرائيل جريمة، وبالتالي لا توجد آلية حقيقية للتنفيذ. تستمر إيران في تمويل ميليشيا حزب الله رغم العقوبات، ويقدم مجلس الوزراء اللبناني رسائل متضاربة للقوات المسلحة اللبنانية، التي تفتقر إلى التمويل والسلطة للقيام بمهامها. النتيجة كانت هدوءاً هشاً بدون سلام، وجيشاً بلا سلطة، وحكومة بلا سيطرة».
اضاف: لا تزال إسرائيل تحتل خمسة مواقع تكتيكية على طول «الخط الأزرق»، محافظًة على قدرة الإنذار المبكر، بينما تقوم بشن ضربات يومية على مستودعات حزب الله. وفي الوقت نفسه، يظل مبدأ الحكومة اللبنانية «دولة واحدة، جيش واحد» أكثر من مجرد طموح، مقيداً بسيطرة حزب الله السياسية وخوفه من الاضطرابات المدنية.
واوضح براك: في وقت مبكر من هذا العام، قدمت الولايات المتحدة خطة «محاولة واحدة أخرى»، وهي إطار لنزع السلاح المرحلي، والامتثال الموثق، والحوافز الاقتصادية تحت إشراف الولايات المتحدة وفرنسا. رفض لبنان اعتمادها بسبب تمثيل وتأثير حزب الله في مجلس الوزراء اللبناني. بدلاً من ذلك، علق مجلس الوزراء اللبناني في شلل طائفي، محاولاً اتخاذ خطوة حسن نية، وهو أمر استبعدته إسرائيل تمامًا. قالت إسرائيل إن الخطاب لا يتطابق مع الواقع.
واضاف: مع استقرار دمشق، يزداد عزل حزب الله. التحكم الأجنبي في الميليشيا يقوض سيادة لبنان، ويثبط الاستثمار، ويفقد الثقة العامة، ويشكل إشارة تحذير مستمرة لإسرائيل. لكن الحوافز للعمل الآن تفوق تكاليف التقاعس: الشركاء الإقليميون مستعدون للاستثمار، بشرط أن تستعيد لبنان احتكار القوة الشرعية تحت سيطرة القوات المسلحة اللبنانية فقط. وإذا استمرت بيروت في التردد، فقد تتصرف إسرائيل من جانب واحد، والعواقب ستكون وخيمة.
وقال: لذلك، فإن نزع سلاح حزب الله ليس فقط مصلحة أمنية لإسرائيل؛ بل هو فرصة للبنان الجديد. يعني ذلك حدودًا شمالية آمنة. للبنان يعني استعادة السيادة وفرصة للنهضة الاقتصادية. وللولايات المتحدة، يحقق إطار «السلام من خلال الازدهار» للرئيس مع تقليل التعرض الأميركي. وللمنطقة الأوسع يزيل أحد وكلاء النظام الإيراني الأساسيين إلى جانب حماس، ويسرع تحديث العرب واندماجهم.
وتابع: لهذا الغرض، حاولت الولايات المتحدة دفع لبنان نحو حل سلمي مع إسرائيل، من خلال الحوافز وليس الإملاءات، ربط المساعدات لإعادة الإعمار من دول الخليج بمعايير قابلة للقياس، وضمان التحقق (بدون سلطة تنفيذ) عبر إشراف أميركي وفرنسي وأممي، وتقوية القوات المسلحة اللبنانية من خلال التدريب والدعم المستهدف (التزمت الولايات المتحدة هذا الشهر فقط بأكثر من 200 مليون دولار إضافية للقوات المسلحة اللبنانية). كانت واشنطن مستعدة لتوفير الغطاء الدبلوماسي لتحول حزب الله السياسي السلمي، وتنسيق البيانات الإقليمية التي تربط الاستثمار بالتقدم، ومساعدة بيروت في تقديم نزع السلاح ليس استسلامًا، بل استعادة للسيادة. لكن جميع هذه المبادرات توقفت بينما تسرع بقية المنطقة في طرد وكلاء إيران الإرهابيين.
ورأى براك « ان الخطوات الشجاعة لسوريا نحو اتفاق حدودي وآملًا تطبيعًا مستقبليًا، أولى خطوات تأمين الحدود الشمالية لإسرائيل. ويجب أن يكون نزع سلاح حزب الله الثاني. يواجه لبنان الآن خيارًا حاسمًا: أن يسلك طريق التجديد الوطني أو يبقى غارقًا في الشلل والتدهور». وقال: يجب على الولايات المتحدة دعم بيروت للفصل سريعاً عن ميليشيا حزب الله المدعومة من إيران وتحقيق التوافق مع إيقاع مكافحة الإرهاب في المنطقة قبل أن تبتلعه موجة جديدة من عدم التسامح مع التنظيمات الإرهابية.!
اضاف: إذا فشلت بيروت في التحرك، فإن الذراع العسكرية لحزب الله ستواجه حتماً مواجهة كبيرة مع إسرائيل في لحظة قوة إسرائيل ونقطة ضعف حزب الله المدعوم من إيران. وبالمقابل، سيواجه جناحه السياسي على الأرجح عزلة محتملة مع اقتراب انتخابات أيار 2026. وإذا تعرض حزب الله لهجوم عسكري خطير من إسرائيل وخسر أراضي أو سياسياً أو سمعة، فمن المرجح أن يسعى لتأجيل انتخابات مايو 2026 للحفاظ على قاعدته السياسية وإعادة التنظيم. ستكشف الانتخابات في مثل هذه اللحظة عن وضعه الضعيف، وتعرض حلفاءه لخسائر انتخابية، وتشجع الفصائل المنافسة على تحدي هيمنته داخل النظام الطائفي اللبناني الهش. وباستخدام حجج «الأمن الوطني» و»عدم الاستقرار الحربي»، يمكن لحزب الله تبرير التأجيل كوسيلة للحفاظ على الوحدة وحماية المجتمع الشيعي من الاستغلال الخارجي المزعوم. في الواقع، سيشتري التأجيل وقتًا – لإعادة بناء القوة العسكرية، والتنظيم السياسي، وإعادة التفاوض على توازن القوى بعد الحرب قبل مواجهة الناخبين.
وحذر براك من ان «تأجيل انتخابات 2026 بذريعة الحرب سيؤدي إلى فوضى كبيرة داخل لبنان، مما يُغرق النظام السياسي الهش بالفعل ويعيد إشعال عدم الثقة الطائفية. سيعتبر العديد من الفصائل اللبنانية – خاصة المسيحية والسنية والإصلاحية – التأجيل بمثابة استيلاء غير دستوري على السلطة من قبل حزب الله لترسيخ سيطرته وتجنب المحاسبة عن دمار الحرب. من المرجح أن يشل ذلك البرلمان ويعمق الفراغ الحكومي ويؤدي إلى احتجاجات على نطاق واسع تشبه انتفاضة 2019 – لكن هذه المرة وسط توتر مسلح وانهيار اقتصادي».
وقال: إن تصور أن ميليشيا واحدة يمكنها تعليق الديمقراطية قد يقوض الثقة العامة في الدولة، ويدعو لتدخل إقليمي، ويهدد دفع لبنان من الأزمة إلى الانهيار المؤسسي الكامل».
وختم بالقول: سفير الرئيس ترامب الجديد والموهوب للغاية في لبنان، ميشال عيسى، سيصل إلى بيروت الشهر المقبل لمساعدة لبنان في عبور هذه القضايا المعقدة بثبات.الآن هو وقت لبنان للعمل».
سجال بري- جعجع انتخابياً
على صعيد الانتخابات النيابية، كتب رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع على حسابه عبر منصة «إكس»، التالي: دولة الرئيس نبيه بري، لا تستطيع اختزال المجلس النيابي بشخصك. إن قولك «إننا قد جربنا تصويت المغتربين في الانتخابات النيابية السابقة لمرة واحدة وأخيرة، ولا إمكانية على الإطلاق لتكرار هذا الأمر لمرة ثانية مهما علا الصراخ والضجيج»، هو قول يضرب المجلس النيابي، والنظام البرلماني، والنظام اللبناني، والديموقراطية، برمتها. دولة الرئيس، ربما في السنوات الأربعين الماضية لم يقل لك أحد ذلك، وأنا أقوله لك اليوم: إن من يقرر في المجلس النيابي هو الأكثرية النيابية، لا أنت، ولا أي شخص آخر بحد ذاته، مع كامل احترامنا لك ولكل شخص آخر. إما دستور وقانون ونظام، وإما شريعة الغاب. ولن نقبل بعد الآن بشريعة الغاب. مع تحياتي، دولة الرئيس.
وبعد ساعات، نقلت مصادر عن بري قوله رداً على كلام جعجع: من أين لك هذا الكلام الذي نسبته إلي؟ ألم يعد في جعبتك غير إستصدار كلام عن لساني والجواب إليك!!
وعلّق جعجع ردا على رد بري بالقول: هذا أقصى ما كنت أتمناه. من هذا المنطلق، نحن في انتظار ان تُدرِج اقتراح القانون المعجل المكرر، الذي وقّعه 67 نائبا، على جدول أعمال أول جلسة تشريعية. ولك منّا ألف تحية.
الدويهي مكان آلان عون؟
وفي سياق انتخابي آخر، وقبيل جلسة انتخاب اللجان النيابية وهيئة مكتب المجلس اليوم، ذكرت قناة «ام تي في»، أن النائبة ندى بستاني اتصلت بالنائب المعارض ميشال دويهي عارضة عليه بتكليف من النائب جبران باسيل «ان يترشح الى أمانة سر مجلس النواب في مواجهة النائب آلان عون».
وعلّلت بستاني الأسباب الموجبة التي تحول دون امكانية ترشيح أحد من تكتل لبنان القوي الى أمانة السر «بسبب سوء علاقة التيار بمختلف القوى السياسية، وأن باسيل يشجّع دويهي للسير بهذا الترشيح بحكم إمكانية تسويقه ضمن فريق المعارضة، وأن باسيل على استعداد تام لتجيير أصوات كتلته له».
وعلى الفور، بدأ دويهي سلسلة اتصالات بالكتل السياسية المعارضة وبالنواب المستقلين مستطلعاً فرص دعمه في مواجهة عون، من دون ان تتضّح بعد نتائج مساعيه لتأمين أكثرية لانتخابه.
بخاري في دار الفتوى
وكانت الشؤون اللبنانية والعربية والاسلامية مدار بحث بين المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان وسفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري، وتم التأكيد خلال اللقاء على أهمية استقرار لبنان وأمنه لأنهما جزء من الأمن العربي، ولرسم ملامح جديدة أكثر استقرارا وإنسانية وأمانا بحيث ان الأمن والتنمية في لبنان لا يمكن أن يتحققا إلا في ظل استقرار شامل وقيام الدولة بمسؤولياتها الوطنية الكاملة». كما تم التشديد على دعم الجيش اللبناني وبقية الأجهزة الأمنية ومساندتها لبسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية، انطلاقا من الخطوات التي يقوم بها الجيش اللبناني بتنفيذ قرارات الحكومة بحصرية السلاح وتغليب منطق الدولة وسيادتها على كافة أراضيها، و تشجيع الحكومة التي تتبنى نهجا يقوم على الديبلوماسية الفاعلة المتزنة لاستكمالها اتخاذ قرارات جذرية نحو الإصلاح المالي والإداري وتفعيل المؤسسات».
الجنوب: غارت وقنابل
بعد كلام براك، نفذ الطيران الحربي الاسرائيلي بعد الظهر سلسلة غارات جوية وصلت الى ثماني غارات استهدفت مناطق مفتوحة واودية في مناطق المحمودية ، الجرمق ، مجرى نهر الخردلي وهي تقع عند اطراف بلدتي الجرمق ومزرعة الدمشقية الى الشرق من سهل الميدنة -كفررمان.وألقت الطائرات المغيرة عددا من الصواريخ التي احدث انفجارها دويا هائلا تردد صداه في مناطق النبطية ومرجعيون والريحان واقليم التفاح وتعالت سحب الدخان الكثيف التي غطت اجواء المنطقة المستهدفة، وتسبب باشعال حرائق عديدة في الاحراج ، وعملت فرق الدفاع المدني من مراكز النبطية والهيئة الصحية الاسلامية وكشافة الرسالة الاسلامية على محاصرته واخماده.
وكتب المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة «اكس»:هاجم الجيش الإسرائيلي بنى تحتية لحزب الله في منطقة النبطية في لبنان.. «ويشكل وجود البنى التحتية الإرهابية ونشاط حزب الله في المنطقة خرقًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان.سيواصل جيش الدفاع العمل لإزالة أي تهديد والدفاع عن دولة إسرائيل».
الى ذلك، سقطت قذيفة مدفعية إسرائيلية على أطراف بلدة كفرشوبا، ما أدى إلى حالة تأهب في المنطقة الحدودية.وتزامن ذلك مع عملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة نفذتها القوات الإسرائيلية من موقع السماقة باتجاه الأطراف الشرقية للبلدة، وسط حالة استنفار في محيط القرى الحدودية.
وحلّق الطيران الحربي المعادي منذ الصباح على علو منخفض جدا فوق بيروت والضواحي وعرمون وخلدة وشوهد بالعين المجردة. وفوق السلسلة الشرقية لقرى البقاع الشمالي. وعاد للتحليق عصراً فوق الشياح بالضاحية الجنوبية على علو منخفض جداً. وشوهدت مسيّرات تُحلّق على مستوى منخفض فوق بيروت والضاحية الجنوبية عصرا، كما حلقت مسيرة اسرائيلية نحو السادسة والنصف مساء قرب القصر الجمهوري في بعبدا. ووصل تحليق الطيران الى مناطق قرى عاليه.كماحلّق فوق راشيا الوادي والسفح الغربي لجبل الشيخ وصولا الى بلدة شبعا جنوبا ومرتفعاتها.وبقي حتى ساعات المساء.
ومساء أمس اعلنت قيادة الجيش - مديرية التوجيه في بيان انه «وضمن إطار متابعة الخروقات والاعتداءات الاسرائيلية المتكررة، عملت امس، وحدة من الجيش بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل على إزالة عدد من المكعبات الإسمنتية والسواتر الترابية التي كان العدو الإسرائيلي قد أقامها الاحد ليلاً في خراج بلدة عيترون – بنت جبيل، لقطع طريق في البلدة ومنع الأهالي من الوصول إلى أراضيهم.
"الأنباء" الالكترونية:
يقف لبنان أمام مرحلة شديدة الدقة والحساسية. ففيما تتجه جبهة غزة نحو انفراجات محتملة، تحشد إسرائيل قواتها على الجبهة الشمالية وتجري مناورات تهديدية، تلاقي مواقف وتغريدات المبعوث الأميركي توم برّاك الذي حذَّر من أنّ "الجناح العسكري لحزب الله سيواجه حتماً مواجهة كبرى مع إسرائيل في لحظة قوة إسرائيل، ودعم إيران لحزب الله في أضعف نقاطه. وفي المقابل، سيواجه جناحه السياسي، بلا شك، عزلة محتملة مع اقتراب انتخابات أيار 2026" ليختم قائلاً: "الآن وقت لبنان للعمل".
وفيما يواجه اقتراح رئيس الجمهورية العماد جوزف عون شروطاً تعجيزية تغرقه في تفاصيل الشكل، تعاني الجبهة الداخلية من انقسامات عمودية حادة تضيع بين ثناياها الفرص الضئيلة المتبقية، حيث أعلن الرئيس نبيه بري في تصريح صحافي أنه "متشائل" وكشف إن "الموفد الأميركي توم براك، أبلغ لبنان بأن إسرائيل رفضت مقترحاً أميركياً يقضي بإطلاق مسار تفاوضي يستهل بوقف العمليات الإسرائيلية لمدة شهرين، وينتهي بانسحاب إسرائيلي من الأراضي اللبنانية المحتلة وإطلاق مسار لترسيم الحدود وترتيبات أمنية".
الرئيس بري قال إن "مسار التفاوض المقترح بين لبنان وإسرائيل قد سقط، وإن المسار الوحيد حالياً هو مسار "الميكانيزم" الذي يضم ممثلين للدول المعنية والراعية لاتفاق وقف العمليات العدائية الذي أوقف حرب لبنان الأخيرة في تشرين الثاني الماضي".
طبول الحرب تقرع من جديد
وأمام هذه التطورات، أعربت مصادر مطّلعة في اتصال مع "الأنباء الإلكترونية" عن قلقها من "انتهاء فترة السماح الأميركية التي مُنحت للبنان عندما تبنّى مجلس الوزراء قرار تكليف الجيش اللبناني سحب السلاح غير الشرعي"، ورأت أن منشور المبعوث الأميركي توم برّاك حول لبنان، لا يلاقي مبادرة الرئيس عون التفاوضية، حيث أن الموقف الأميركي ينتظر خطوات تنفيذية وفي مقدمتها سحب سلاح حزب الله قبل الشروع في خطوات تفاوضية أخرى".
المصادر أوضحت أن "الولايات المتحدة الأميركية توفر الغطاء السياسي والأمني لإسرائيل، وهي تعتبر أنّ باستطاعة حزب الله تخريب المسار السلمي في المنطقة وأنَّه مازال يمتلك ترسانة عسكرية تخضع لأوامر إيران، وأنَّ عليه إما أن يبادر الى تسليم سلاحه للدولة اللبنانية، أو أن يتحمل تبعات موقفه".
متري
بدوره أشار نائب رئيس الحكومة طارق متري الى أنّ فكرة التفاوض غير المباشر هي من أجل تنفيذ ما تعهدت به إسرائيل العام الماضي ومن ثم الدخول في موضوع الحدود.
وقال: "لا أعتقد أن أحداً يظن أن لبنان مستعد أو قد طُلب منه أن يوقع اتفاقية سلام مع إسرائيل وهدف المفاوضات غير المباشرة هو النظر إلى المستقبل بشرط أن يُنفذ ما اتُفق عليه".
أضاف متري: "لن نتفاوض على قرار سبق واتُّفق عليه بل الحديث هو عن تنفيذه وليس التفاوض حوله وأنا من الذين يعتقدون أن اتفاق الهدنة عام 1949 وهو منصوص عليه أكثر من مرة في القرار 1701 هو أفق للحل".
عون - بري
هذا وكانت مبادرة الرئيس عون، محور لقائه قبل ظهر أمس مع الرئيس نبيه بري في بعبدا، حيث شكّلت الأوضاع الأمنية في الجنوب محوراً أساسياً إضافيا في الاجتماع الذي اكتفى بعده بري بالقول: "اللقاءات دائماً ممتازة مع فخامة الرئيس". وأتى لقاء عون مع بري بعد ثلاثة أيام على اجتماع رئيس الجمهورية جوزيف عون مع رئيس الحكومة نواف سلام وبعد ساعات على تغريدة المبعوث الأميركي توم براك الذي حذّر لبنان من أن التردُّد في نزع سلاح حزب الله قد يفتح الباب لتحرُّك إسرائيلي.
غارات ومسيرات
وبعيد مواقف برّاك، نفذ الطيران الحربي الإسرائيلي، سلسلة غارات جوية وصلت الى ثماني غارات استهدفت مناطق مفتوحة واودية في مناطق المحمودية، الجرمق ، مجرى نهر الخردلي وهي تقع عند اطراف بلدتي الجرمق ومزرعة الدمشقية الى الشرق من سهل الميدنة -كفررمان. كما حلّق الطيران الحربي الاسرائيلي فوق السلسلة الشرقية لقرى البقاع الشمالي. كذلك حلّق على علو منخفض جدا فوق بيروت والضواحي.
انتخاب اللجان النيابية
في سياق آخر دعا الرئيس نبيه بري الى عقد جلسة نيابية قبل ظهر اليوم لانتخاب أعضاء هيئة المجلس ورؤساء اللجان، فيما يغيب عن الجلسة اقتراح تعديل قانون الانتخابات النيابية الذي كان محور جدال بين الرئيس نبيه بري ورئيس حزب القوات اللبنانية.
"البناء":
قال المرشد الأعلى في الجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد علي الخامنئي «إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب واهم باعتقاده أنه دمّر المنشآت النووية الإيرانية وإنه بإمكانه أن يعيش مع هذا الوهم»، وأضاف السيد خامنئي أن «الرئيس الأميركي دونالد ترامب حاول في زيارته للأراضي المحتلة، رفع معنويات الصهاينة عبر بعض تصريحاته الفارغة والباطلة»، موضحاً أنهم «يشعرون بالإحباط بسبب الصفعات التي تلقوها من إيران خلال حرب الـ12 يوماً، فلم يتخيل العدو أن الصواريخ الإيرانية قادرة على قصف أعماق مراكز أبحاثه وتدميرها».
بالتوازي كان رئيس حكومة كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو يتحدّث في اجتماع للكنيست، قال معلقون في القنوات الفضائية إنها ربما تكون آخر جلسة للكنيست قبل الانتخابات المبكرة التي يستعدّ لها نتنياهو، القلق من الفشل في إقرار الموازنة بعد انسحاب الحريديم من حكومته، والقلق من التصويت على تشكيل لجنة تحقيق موسعة في أحداث طوفان الأقصى وفقاً لاقتراح وقعه 40 نائباً من المعارضة، وفي الطريق إلى الانتخابات تراجع نتنياهو عن سردية النصر التي كان يتباهى بها أمام انتقادات واسعة في الرأي العام للحديث عن النصر بينما حماس تمسك بالأمن في غزة، وحزب الله يعيد بناء قوته، ولا يبدو أن لدى «إسرائيل» خريطة طريق واضحة بعد بلوغ الحرب الحد الأقصى وفشلها في تحقيق النصر، بينما المبادرات الدبلوماسية الأميركية يغلب عليها السعي لوقف إطلاق النار دون امتلاك ديناميكية بحجم الوعود، كما يقول الوضع في غزة وفي لبنان، ومع بقاء القوة الإيرانية التي أصابت «إسرائيل» بخسائر فادحة والقوة اليمنيّة التي واظبت على إقفال البحر الأحمر واستهداف العمق الإسرائيلي، واختار نتنياهو خطاباً بديلاً يقوم على القول إن «إسرائيل» كانت مهددة بالزوال والسقوط، مع خطر امتلاك إيران سلاحاً نووياً مع هذه القوة الصاروخية المدمرة، وتهديد حزب الله بالدخول إلى الجليل، وما قامت به حماس في طوفان الأقصى، وأنه نجح بحماية «إسرائيل» من خطر السقوط.
في عالم آخر كالعادة يطل المبعوث الأميركي توماس برّاك مهدداً بحرب إسرائيلية على لبنان، ما لم يقبل لبنان بالتخلي عن القرارات الأممية التي تحفظ حقوقه والانخراط في مفاوضات مباشرة مع «إسرائيل» دون أي ضمانات لاستعادة حقوقه في أراضيه، ومع التبشير بتهجير 100 ألف لبناني من مدنهم وبلداتهم وقراهم لإقامة حزام أمني إسرائيلي على الحدود، والتوقيع أسوة بسورية على امتيازات أمنية إسرائيلية في الأراضي والمياه والأجواء، والمخاطرة بالسلم الأهلي عبر تكليف الجيش اللبناني نزع سلاح حزب الله بالقوة ولو أدى ذلك إلى حرب أهلية.
فيما يواصل الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاته على لبنان لجرّ الحكومة اللبنانية الى تفاوض مباشر لانتزاع مكاسب سياسية وأمنية وعسكرية واقتصادية فشل بتحقيقها خلال الحرب، تكثّفت الاتصالات واللقاءات بين أركان الدولة لتوحيد الموقف الداخلي والبحث بسبل مواجهة الضغوط الدبلوماسية الأميركية المترافقة مع التصعيد العسكري الإسرائيلي، وإطباق مكثف وغير مسبوق للمسيرات الإسرائيلية في معظم الأجواء اللبنانية وصولاً الى أجواء قصر بعبدا.
ووضع خبراء في الشؤون العسكرية التحليق المكثف للمسيرات والطائرات الإسرائيلية في الأجواء اللبنانية في إطار توجيه رسائل سياسية للدولة اللبنانية أكثر مما هو جهد استخباري للتمهيد لتنفيذ عملية عسكرية جوية واسعة في لبنان. مشيرين لـ«البناء» إلى أن رفع وتيرة الضغط العسكري والحركة الجوية تترافق مع عروض أميركية لإحياء المفاوضات بين لبنان و«إسرائيل» بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، لجسّ نبض لبنان حيال التفاوض مع «إسرائيل» لفرض الشروط السياسية والأمنية الإسرائيلية على لبنان على غرار ما يحصل في سورية لاعتبار الإسرائيلي أن القوة والمزيد منها يؤدي إلى إخضاع الجبهات التي تشكل خطراً على الأمن الاستراتيجي الإسرائيلي مثل غزة ولبنان وسورية.
وحضرت هذه التطورات وملف التفاوض مع «إسرائيل» في لقاء عقد في بعبدا بين رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، بعدما استقبل عون الجمعة الماضي رئيس الحكومة نواف سلام وتباحثا في التفاوض. ولدى خروجه من بعبدا قال الرئيس بري عن أجواء اللقاء: «اللقاءات دائماً ممتازة مع فخامة الرئيس».
ولفتت جهات رسمية لـ«البناء» إلى أن جهود رئيس الجمهورية تتركز على تحصين الساحة الداخلية وتوحيد الموقف السياسي الوطني والاتفاق بين الرؤساء الثلاثة والحكومة على رؤية واستراتيجية موحدة للتعامل مع العرض الأميركي وأي عروض جديدة ولمواجهة أيّ توسيع للحرب العسكرية الإسرائيلية ضد لبنان. وأوضحت الجهات أن «إسرائيل تريد عبر التصعيد العسكري وبث الحرب النفسية على لبنان وخلق الانقسام السياسي الداخلي لإضعاف الموقف السياسي اللبناني قبل بدء المفاوضات أكانت مباشرة أو غير مباشرة، ما يدفع الحكومة إلى التنازل لمصلحة العدو تحت ضغط الانقسام الداخلي واستمرار الاعتداءات الإسرائيلية.
ووفق معلومات «البناء» أن الحراك الرئاسي ناتج عن عرض أميركي نقله المبعوث الأميركي توم براك إلى الدولة اللبنانية، يقضي بإطلاق مفاوضات بوساطة أميركية على الملفات العالقة بين لبنان و«إسرائيل» لا سيما النقاط الـ 13 المتنازع عليها إلى جانب النقاط الست التي احتلتها «إسرائيل» بعد الحرب مقابل انتشار الجيش اللبناني الكامل واستكمال نزع السلاح في جنوب الليطاني ثم العمل لاحقاً على حصرية السلاح بيد الدولة بعد تحقق الانسحاب الكامل من الجنوب ووقف الخروقات.
وجزمت أوساط سياسية لـ«البناء» أن «رئيس الجمهورية لن يفرط بعناصر قوة لبنان وبالسيادة الوطنية وبوحدة اللبنانيين وتماسك المؤسسة العسكرية»، مشيرة إلى أن أي موقف لبناني إزاء العرض الأميركي ومواجهة العدوان سيكون بالتوافق بين أركان الدولة والحكومة، وأن الرئيس على تشاور دائم مع رئيسي المجلس والحكومة، ولم يقبل بتفاوض مباشر أو عقد اتفاقية سلام مع «إسرائيل» ولم يفاوض تحت النار، بل على الجانب الإسرائيلي الانسحاب ووقف الخروقات ثم البدء بالمفاوضات.
وفي سياق ذلك، تشير مصادر صحافية إلى أنّ «برّاك كان قد نقل إلى الجانب اللّبناني في الأسبوع الماضي، مبادرةً تقوم على أن يجتمع رئيس الجمهوريّة جوزاف عون وبرّي ورئيس الحكومة نواف سلام معه، لمناقشة انسحاب إسرائيلي من لبنان خلال شهرين، ووقف الخروقات، في إشارة إلى مفاوضات غير مباشرة لحلّ الأزمة، وكان ردّ لبنان إيجابيّاً على المبادرة الأميركيّة».
وكشف رئيس مجلس النّواب نبيه بري، أنّ مسار التفاوض المقترَح بين لبنان و«إسرائيل» قد سقط، بسبب رفض تل أبيب التجاوب مع مقترح أميركي بهذا الشّأن، مشيراً إلى أنّ «المسار الوحيد حاليّاً هو مسار «الميكانيزم»، الّذي يضمّ ممثّلين للدّول المعنيّة والرّاعية لاتفاق وقف العمليّات العدائيّة، الّذي أوقف حرب لبنان الأخيرة في تشرين الثّاني الماضي».
وأوضح في حديث صحافي أنّ «الموفد الأميركي توم برّاك أبلغ لبنان بشكل رسمي بأنّ «إسرائيل» رفضت مقترحاً أميركيّاً يقضي بإطلاق مسار تفاوضي، يُستهلّ بوقف العمليّات الإسرائيليّة لمدّة شهرين، وينتهي بانسحاب إسرائيلي من الأراضي اللّبنانيّة المحتلّة، وإطلاق مسار لترسيم الحدود وترتيبات أمنيّة».
ولفت برّي إلى أنّ «بالتالي، تمّ التراجع عن أيّ مسار للتفاوض مع «إسرائيل»، ولم يعد هناك من مسار دبلوماسي قائم، سوى العمل ضمن الآليّة المتَبعة عبر لجنة الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النّار (الميكانيزم)»، مبيّناً أنّ «تطوّراً مهمّاً حصل في آليّة عملها، بعدما باتت تجتمع كلّ أسبوعين، خلافاً للمسار الّذي اتبعته في السّابق، حيث كانت تعقد اجتماعات متقطّعة ومتباعدة».
وشدّد على «أنّنا متمسّكون باتفاقيّة وقف إطلاق النّار الّتي تمّ التوصّل إليها في تشرين الثّاني 2024، وهي الاتفاقيّة الّتي يُفترض أن تشرف على تنفيذها لجنة الميكانيزم»، مشيراً إلى أنّها «الآليّة المعتمَدة حاليّاً، ولا شيء سواها».
وأمام هذه التطوّرات، رفض بري القول إنّه متشائم أو متفائل، قائلاً: «أنا متشائل».
بدوره، أشار نائب رئيس الحكومة طارق متري، في حديث تلفزيوني الى أن «واشنطن عرضت ما يشبه الوساطة ونحن فهمنا أن مسعاها سيؤدي إلى الضغط على «إسرائيل» لكي تلتزم بالاتفاق وهو ما لم يحصل». ولفت متري، الى أن «الصيغة التي اقترحها المبعوث الأميركي وقبلها لبنان لم تُقبل عند الإسرائيلي»، مضيفاً «»إسرائيل» استمرت في الخرق اليومي لوقف الأعمال العدائية التي اتفق عليها في 27 تشرين الثاني من العام الماضي».
وقال «فكرة التفاوض غير المباشر هي من أجل تنفيذ ما تعهّدت به «إسرائيل» العام الماضي ومن ثم الدخول في موضوع الحدود»، لافتاً الى أنني «لا أعتقد أن أحداً يظن أن لبنان مستعد أو قد طُلب منه أن يوقع اتفاقية سلام مع «إسرائيل»».
وذكر أن «هدف المفاوضات غير المباشرة هو النظر إلى المستقبل بشرط أن يُنفذ ما اتُفق عليه»، مشيراً الى أننا «لن نتفاوض على قرار سبق واتُّفق عليه بل الحديث هو عن تنفيذه وليس التفاوض حوله». وأردف «التفاوض على المستوى السياسي لم يكن وارداً عندنا وربما كان ذلك من شأنه أن يزعج الإسرائيليين فاستمروا بغطرسة القوة».
وأشار مصدر دبلوماسي على تواصل مع مسؤولين في واشنطن لـ«البناء» الى أن الأميركيين مصرّون على مطلب حصر السلاح بيد الدولة وتعزيز المؤسسات ويعتبرون أن الفرصة اليوم أمام لبنان لن تكرّر لإحداث تغيير شامل في سياسات النظام اللبناني للانضمام إلى الاتفاقات التي تخدم السلام في الشرق الأوسط عبر قمة شرم الشيخ والحوار بين إسرائيل والنظام الجديد في سورية، وتريد الإدارة الأميركية حل الملفات العالقة والتوتر بين لبنان و«إسرائيل» عبر مفاوضات بينهما يقضي بوقف الأعمال العدائية وفق اتفاق 27 تشرين وترتيبات أمنية تفتح الباب أم انسحاب القوات الإسرائيلية من الجنوب واستعادة الأمن والاستقرار على جانبي الحدود كما كان قبل الحرب الأخيرة.
وكان برّاك لفت في تغريدات على اكس إلى أن «خطوات سورية الشجاعة نحو اتفاق حدودي، ونأمل أن يكون تطبيعاً مستقبلياً، تمثّل الخطوات الأولى نحو تأمين الحدود الشمالية لـ«إسرائيل». ويجب أن يكون نزع سلاح حزب الله الخطوة الثانية. يواجه لبنان الآن خياراً حاسماً: إما انتهاز فرصة التجديد الوطني أو البقاء غارقاً في الشلل والتدهور». أضاف: «يجب على الولايات المتحدة دعم بيروت للانفصال سريعاً عن ميليشيا حزب الله المدعومة من إيران، وتحقيق التوافق مع إيقاع مكافحة الإرهاب في منطقتها قبل أن تستنزفها موجة جديدة من عدم التسامح مطلقاً مع المنظمات الإرهابية». ونبّه برّاك من أنّ «إذا لم تتحرك بيروت، فسيواجه الجناح العسكري لحزب الله حتماً مواجهة كبرى مع «إسرائيل» في لحظة قوة «إسرائيل» ودعم إيران لحزب الله في أضعف نقاطه. وفي المقابل، سيواجه جناحه السياسي، بلا شك، عزلة محتملة مع اقتراب انتخابات أيار 2026»…»الان وقت لبنان للعمل».
في المقابل رأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله أن الاعتدات الإسرائيلية المستمرة على لبنان وخصوصا الجنوب هي محاولة لاستكمال تحقيق مجموعة من الأهداف التي عجز عنها في عدوانه الواسع خلال ستين يوماً من الحرب وأهمها طرد سكان الجنوب واحتلال جنوب الليطاني وتهجير هذه القرى، وهو ما أفشلته تضحيات المقاومين وصمود شعبنا، ولكن العدو واصل خرقه لاتفاق وقف إطلاق النار الذي التزمت به المقاومة من موقع الحرص بعدما التزمت الدولة بتحمّل هذه المسؤولية لأنها هي مَن قالت إنها تريد أن تتصدى لهذا الأمر، والعدو يحاول اليوم أن يضرب استقرار الجنوب ويثير القلق، ويجعل الناس غير مطمئنين في بلداتهم وقراهم وأعمالهم، ويريد أن يمنع إعادة الإعمار، وأن يضغط على الدولة اللبنانية كي تذهب إلى مفاوضات سياسية، لأنه يرسل بطرق مختلفة أنه يريد مفاوضات مع لبنان ويريد اتفاقاً سياسياً.
وبُعيد مواقف برّاك، نفذ الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات جوية وصلت إلى ثماني غارات استهدفت مناطق مفتوحة وأودية في مناطق المحمودية، الجرمق، مجرى نهر الخردلي وهي تقع عند أطراف بلدتي الجرمق ومزرعة الدمشقية إلى الشرق من سهل الميدنة – كفررمان. وألقت الطائرات المغيرة عدداً من الصواريخ التي أحدث انفجارها دوياً هائلاً تردد صداه في مناطق النبطية ومرجعيون والريحان وإقليم التفاح وتعالت سحب الدخان الكثيف التي غطت اجواء المنطقة المستهدفة، وتسبب بإشعال حرائق عديدة في الأحراج ، وعملت فرق الدفاع المدني من مراكز النبطية والهيئة الصحية الإسلامية وكشافة الرسالة الإسلامية على محاصرته وإخماده.
وحلّق الطيران الحربي الإسرائيلي فوق السلسلة الشرقية لقرى البقاع الشمالي. كما حلق على علو منخفض جداً فوق بيروت والضواحي.
وزعم المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي أن «الجيش الإسرائيلي هاجم بنى تحتية لحزب الله في منطقة النبطية في لبنان».
وأعلنت قيادة الجيش، أنه «بتاريخ 20 /10 /2025 وضمن إطار متابعة الخروقات والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، عملت وحدة من الجيش بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل على إزالة عدد من المكعبات الإسمنتية والسواتر الترابية التي كان العدو الإسرائيلي قد أقامها بتاريخ 19 /10 /2025 ليلاً في خراج بلدة عيترون – بنت جبيل، لقطع طريق في البلدة ومنع الأهالي من الوصول إلى أراضيهم».
في مشهد من مشاهد الصمود والتحدي، وتأكيداً على التمسّك بالأرض وإرادة الحياة، افتتحت بلدة ميس الجبل الحدودية مجمع المدارس الموقّت أمس، إيذاناً بانطلاق العام الدراسي، وبعد قُرابة الشهر من التجهيزات اللوجستية والإدارية والأمنية. وقد وصل أكثر من 300 طالب في صفوف الابتدائي والثانوي والمهني إلى المجمع المؤلّف من 40 غرفة جاهزة حُوِّلت إلى صفوف للدراسة والإدارة ولوازمها.
وُسجِلت جبهة عين التينة – معراب سجالاً سياسياً – انتخابياً، حيث كتب رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع على حسابه عبر منصة «إكس»: دولة الرئيس نبيه بري، لا تستطيع اختزال المجلس النيابي بشخصك. إن قولك «إننا قد جربنا تصويت المغتربين في الانتخابات النيابية السابقة لمرة واحدة وأخيرة، ولا إمكانية على الإطلاق لتكرار هذا الأمر لمرة ثانية مهما علا الصراخ والضجيج»، هو قول يضرب المجلس النيابي، والنظام البرلماني، والنظام اللبناني، والديموقراطية، برمتها. من يقرر في المجلس النيابي هو الأكثرية النيابية، لا أنت، ولا أي شخص آخر بحد ذاته، مع كامل احترامنا لك ولكل شخص آخر. إما دستور وقانون ونظام، وإما شريعة الغاب. ولن نقبل بعد الآن بشريعة الغاب. مع تحياتي، دولة الرئيس».
على الاثر، نقلت مصادر عن بري قوله رداً على كلام جعجع: من أين لك هذا الكلام الذي نسبته إلي؟ ألم يعد في جعبتك غير استصدار كلام عن لساني والجواب إليك! إلا أنّ جعجع عاد وتوجه الى الرئيس بري بالقول: «هذا أقصى ما كنت أتمناه. من هذا المنطلق، نحن في انتظار ان تُدرِج اقتراح القانون المعجل المكرر، الذي وقّعه 67 نائباً، على جدول أعمال أول جلسة تشريعية. ولك منّا ألف تحية».
"الشرق":
عادت واشنطن الى لغة التحذير من الاسوأ. فجأة، ومن دون مناسبة، اقتحم المبعوث الاميركي توم برّاك المشهد اللبناني، بحزمة تغريدات عالية السقف ضد حزب الله اولاً لنزع سلاحه سريعاً لأن خلاف ذلك فالمواجهة الكبرى واقعة مع اسرائيل القوية وايران الضعيفة وعزله سياسياً في الانتخابات وللسلطة السياسية في لبنان ثانياً، للإختيار، فإما “انتهاز فرصة التجديد الوطني أو البقاء غارقًا في الشلل والتدهور”.
مواقف برّاك حضرت بقوة، الى جانب ملف التفاوض مع اسرائيل في لقاء عقد في بعبدا بين رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، بعدما استقبل عون يوم الجمعة الماضي رئيس الحكومة نواف سلام وتباحثا في التفاوض. ولدى خروجه من بعبدا قال الرئيس بري عن اجواء اللقاء: “اللقاءات دائماً ممتازة مع فخامة الرئيس”.
براك يصعّد
وكان براك قال في تغريدات على اكس انه “مع استعادة سوريا استقرارها مع جيرانها، بما في ذلك إسرائيل وتركيا، تُشكل هذه العملية الركيزة الأولى في الإطار الأمني الشمالي لإسرائيل، أما الركيزة الثانية، فيجب أن تكون نزع سلاح حزب الله داخل لبنان وبدء مناقشات أمنية وحدودية مع إسرائيل”. وفي منشور مسهب، رأى ان “خطوات سوريا الشجاعة نحو اتفاق حدودي، ونأمل أن يكون تطبيعًا مستقبليًا، تمثّل الخطوات الأولى نحو تأمين الحدود الشمالية لإسرائيل. ويجب أن يكون نزع سلاح حزب الله الخطوة الثانية. يواجه لبنان الآن خيارًا حاسمًا: إما انتهاز فرصة التجديد الوطني أو البقاء غارقًا في الشلل والتدهور”. اضاف: يجب على الولايات المتحدة دعم بيروت للانفصال سريعًا عن ميليشيا حزب الله المدعومة من إيران، وتحقيق التوافق مع إيقاع مكافحة الإرهاب في منطقتها قبل أن تستنزفها موجة جديدة من عدم التسامح مطلقًا مع المنظمات الإرهابية. ونبه برّاك من ان “إذا لم تتحرك بيروت، فسيواجه الجناح العسكري لحزب الله حتمًا مواجهة كبرى مع إسرائيل في لحظة قوة إسرائيل ودعم إيران لحزب الله في أضعف نقاطه. وفي المقابل، سيواجه جناحه السياسي، بلا شك، عزلة محتملة مع اقتراب انتخابات مايو/أيار 2026”… “الان وقت لبنان للعمل”.
بري يكشف
من جهته كشف الرئيس بري أن مسار التفاوض المقترح بين لبنان وإسرائيل قد سقط بسبب رفض تل أبيب التجاوب مع مقترح أميركي بهذا الشأن، قائلاً لـ«الشرق الأوسط» إن المسار الوحيد حالياً هو مسار «الميكانيزم» الذي يضم ممثلين للدول المعنية والراعية لاتفاق وقف العمليات العدائية الذي أوقف حرب لبنان الأخيرة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
وقال الرئيس بري إن براك، أبلغ لبنان بأن إسرائيل رفضت مقترحاً أميركياً يقضي بإطلاق مسار تفاوضي يستهل بوقف العمليات الإسرائيلية لمدة شهرين، وينتهي بانسحاب إسرائيلي من الأراضي اللبنانية المحتلة وإطلاق مسار لترسيم الحدود وترتيبات أمنية، وتالياً، يقول بري إنه «تم التراجع عن أي مسار للتفاوض مع إسرائيل، ولم يبقَ سوى الآلية المتبعة عبر لجنة الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار (الميكانيزم)».
وقال بري إن «براك أبلغ لبنان بشكل رسمي أن المبادرة رفضتها إسرائيل، وبالتالي، لم يعد هناك من مسار دبلوماسي قائم، إلا العمل ضمن آلية لجنة (الميكانيزم)». وأشار إلى أنه «حصل تطور مهم في آلية عملها، بعدما باتت تجتمع كل أسبوعين، خلافاً للمسار الذي اتبعته في السابق»، حيث كانت تعقد اجتماعات متقطعة ومتباعدة.
وشدد بري: «إننا متمسكون باتفاقية وقف إطلاق النار التي تم التوصل إليها في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، وهي الاتفاقية التي يفترض أن تشرف على تنفيذها لجنة الميكانيزم»، مشيراً إلى أنها «الآلية المعتمدة حالياً، ولا شيء سواها».
وأمام هذه التطورات، رفض بري القول إنه متشائم أو متفائل، قائلاً: «أنا متشائل»، في إشارة إلى مساحة مختلطة بين التشاؤم والتفاؤل.
غارات عنيفة
في الاعقاب وبعيد مواقف برّاك، نفذ الطيران الحربي الاسرائيلي امس سلسلة غارات جوية وصلت الى ثماني غارات استهدفت مناطق مفتوحة واودية في مناطق المحمودية، الجرمق، مجرى نهر الخردلي وهي تقع عند اطراف بلدتي الجرمق ومزرعة الدمشقية الى الشرق من سهل الميدنة -كفررمان. وألقت الطائرات المغيرة عددا من الصواريخ التي احدث انفجارها دويا هائلا تردد صداه في مناطق النبطية ومرجعيون والريحان واقليم التفاح، وتعالت سحب الدخان الكثيف التي غطت اجواء المنطقة المستهدفة، وتسبب باشعال حرائق عديدة في الاحراج.
لا تقرر
على صعيد آخر، وعلى ضفة الانتخابات النيابية، كتب رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع على حسابه عبر منصة “إكس”، التالي: دولة الرئيس نبيه بري، لا تستطيع اختزال المجلس النيابي بشخصك. إن قولك “إننا قد جربنا تصويت المغتربين في الانتخابات النيابية السابقة لمرة واحدة وأخيرة، ولا إمكانية على الإطلاق لتكرار هذا الأمر لمرة ثانية مهما علا الصراخ والضجيج”، هو قول يضرب المجلس النيابي، والنظام البرلماني، والنظام اللبناني، والديموقراطية، برمتها. دولة الرئيس، ربما في السنوات الأربعين الماضية لم يقل لك أحد ذلك، وأنا أقوله لك اليوم: إن من يقرر في المجلس النيابي هو الأكثرية النيابية، لا أنت، ولا أي شخص آخر بحد ذاته، مع كامل احترامنا لك ولكل شخص آخر. إما دستور وقانون ونظام، وإما شريعة الغاب. ولن نقبل بعد الآن بشريعة الغاب. مع تحياتي، دولة الرئيس.
عين التينة ترد
على الاثر، نقلت مصادر عن بري قوله رداً على كلام جعجع: من أين لك هذا الكلام الذي نسبته إلي؟ ألم يعد في جعبتك غير إستصدار كلام عن لساني والجواب إليك!!
إذا فشل لبنان فأمام حزب الله مواجهة كبرى
برّاك: القادة في شرم الشيخ اجتمعوا حول رؤية ترامب للمنطقة
اشار المبعوث الاميركي توم براك الى أن “مع استعادة سوريا لاستقرارها عبر تطبيع العلاقات مع جيرانها، بما في ذلك إسرائيل وتركيا، أصبحت تشكل الركيزة الأولى في الإطار الأمني الشمالي لإسرائيل. أما الركيزة الثانية، فيجب أن تكون نزع سلاح حزب الله داخل لبنان وبدء المحادثات الأمنية والحدودية مع إسرائيل”.
ولفت الى ان “اتفاق وقف الأعمال العدائية لعام 2024، الذي رعته إدارة الرئيس الاميركي السابق جو بايدن وجرى التوصل إليه بوساطة أميركية وأممية، سعى إلى وقف التصعيد لكنه فشل في النهاية. لم يتم التوصل إلى اتفاق مباشر بين إسرائيل وحزب الله، لأن لبنان ما زال يعتبر التعامل مع إسرائيل جريمة، وبالتالي لا وجود لآلية حقيقية للتنفيذ. في الوقت نفسه، تواصل إيران تمويل حزب الله رغم العقوبات، فيما يرسل مجلس الوزراء اللبناني المنقسم رسائل متناقضة إلى الجيش اللبناني الذي يفتقر إلى التمويل والصلاحيات للتحرك. والنتيجة: هدوء هش بلا سلام، وجيش بلا سلطة، وحكومة بلا سيطرة”.
واضاف “لا تزال إسرائيل تحتل خمس نقاط تكتيكية على طول “الخط الأزرق”، محتفظة بقدرتها على الإنذار المبكر، فيما تنفذ ضربات يومية ضد مخازن حزب الله. في المقابل، يبقى مبدأ الحكومة اللبنانية “دولة واحدة وجيش واحد” أقرب إلى الطموح منه إلى الواقع، بفعل هيمنة حزب الله السياسية والخشية من اندلاع اضطرابات داخلية”.
واعتبر ان “إذا فشلت بيروت في التحرك، فإن الجناح العسكري لحزب الله سيواجه حتماً مواجهة كبرى مع إسرائيل في وقت قوة إسرائيل ونقطة ضعف حزب الله المدعوم من إيران. وبالمثل، فإن جناحه السياسي سيواجه بلا شك احتمال العزلة مع اقتراب الانتخابات في أيار 2026”.
وذكر ان “إذا تعرض حزب الله لهجوم عسكري جدي من إسرائيل وواجه خسائر إقليمية أو سياسية أو في سمعته، فمن المرجح جداً أن يسعى لتأجيل انتخابات أيار 2026 للحفاظ على قاعدة سلطته وإعادة ترتيب صفوفه. الانتخابات في مثل هذه اللحظة ستكشف وضعه الضعيف، وتعرض حلفاءه لخسائر انتخابية، وتشجع الفصائل المنافسة على تحدي هيمنته ضمن النظام الطائفي الهش في لبنان. ومن خلال الاستناد إلى “الأمن القومي” و”عدم الاستقرار في زمن الحرب”، قد يبرر حزب الله التأجيل كوسيلة للحفاظ على الوحدة وحماية المجتمع الشيعي من الاستغلال الخارجي المتصور. في الواقع، فإن التأجيل يمنحه وقتاً – لإعادة البناء عسكرياً، وإعادة التنظيم سياسياً، وإعادة التفاوض حول توازن القوى بعد الحرب قبل مواجهة الناخبين”.
في سياق اخر، رأى براك أن “13 تشرين الاول 2025 سيُذكر كلحظة فارقة في ديبلوماسية الشرق الأوسط الحديثة. ففي شرم الشيخ، لم يكتفِ القادة العالميون بالاحتفال بإطلاق سراح الاسرى، ووقف إطلاق النار، وبدء مفاوضات السلام فحسب، بل اجتمعوا أيضاً لتأييد رؤية الرئيس الاميركي دونالد ترامب الجريئة المكونة من عشرين نقطة من أجل التجديد، وإعادة الإعمار، والازدهار المشترك في المنطقة”.
واعتبر أن “لأول مرة منذ قرن، نشأ توافق حقيقي فهم بأن الشرق الأوسط، الذي طالما شُقّ على أساس القبيلة والدين، والممزق بإرث الاستعمار، يمكنه الآن نسج نسيج جديد من التعاون. ما بدأ كوقف إطلاق نار في غزة تطور إلى ما هو أعظم: أول قطع فسيفساء في فسيفساء متجددة من الشراكة. تحت قيادة الرئيس ترامب، لم يعد الاستقرار يُفرض عبر الخوف، بل يُتصور من خلال الفرصة المشتركة؛ السلام لم يعد توقفاً للعنف، بل منصة لازدهار”.
ولفت الى ان “القطعتين التاليتين الحاسمتين من هذا البناء السلمي لا تزالان ناقصتين. أولاً سوريا، المنقسمة والمتعبة بعد سنوات الحرب، والتي تمثل رمزاً واختباراً لما إذا كان هذا النظام الإقليمي الجديد قادرًا على الصمود حقاً. لا يمكن أن تكتمل فسيفساء السلام بينما يظل أحد أقدم الحضارات في العالم في خراب. يجب أن تعبر رياح المصالحة التي بدأت في غزة الآن الحدود الشمالية لإسرائيل لتمنح سوريا فرصة للنهوض”.
وذكر أن “في 13 أيار 2025 في الرياض، أعلن ترامب عن نيته رفع العقوبات الأميركية عن سوريا، تحوّل تاريخي من الإكراه إلى التعاون. وأصبح هذا الوعد سياسة رسمية في 30 حزيران، عندما ألغى أمر تنفيذي معظم العقوبات السورية، بدءاً من 1 تموز. هذه الإجراءات المزدوجة حوّلت السياسة الأميركية من العقاب إلى الشراكة، وأرسلت إشارة للمستثمرين والحلفاء بأن أميركا أصبحت تدعم إعادة الإعمار لا الكبح”.
في سياق اخر، اكد ان “قمة سلام غزة لم تكن مسرحية رمزية، بل كانت افتتاحية لسيمفونية جديدة من التعاون المبني على تكامل الطاقة، والترابط الاقتصادي، والطموحات الإنسانية المشتركة. إطلاق سراح الرهائن، ووقف الأعمال العدائية، والالتزامات التي وُقعت في شرم الشيخ وضعت الأساس الذي يجب مراقبته، وتعديله، وإدارته في غزة لأن هذا بلا شك مسار وليس حدثاً. ولكن الآن يجب تمديد هذا الإيقاع للحوار شمالاً إلى سوريا، وفي النهاية إلى لبنان. اتفاقات إبراهيم للمنطقة بأسرها هي النجم القطبي الحقيقي”.
"الشرق الأوسط":
كشف رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري أن مسار التفاوض المقترح بين لبنان وإسرائيل قد سقط بسبب رفض تل أبيب التجاوب مع مقترح أميركي بهذا الشأن، قائلاً لـ«الشرق الأوسط» إن المسار الوحيد حالياً هو مسار «الميكانيزم» الذي يضم ممثلين للدول المعنية والراعية لاتفاق وقف العمليات العدائية الذي أوقف حرب لبنان الأخيرة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
والتقى بري صباح الاثنين رئيس الجمهورية جوزيف عون، حيث شكّلت الأوضاع الأمنية في الجنوب وملف التفاوض مع إسرائيل محوراً أساسياً في الاجتماع الذي اكتفى بعده بالقول: «اللقاءات دائماً ممتازة مع فخامة الرئيس».
وقالت رئاسة الجمهورية في بيان لها إنه «تم عرض خلال اللقاء الأوضاع العامة في البلاد، ولا سيما في الجنوب في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية. كما تطرق البحث إلى التطورات في المنطقة بعد قمة شرم الشيخ والاتفاق حول غزة».
وأتى لقاء عون مع بري بعد ثلاثة أيام على اجتماع رئيس الجمهورية جوزيف عون مع رئيس الحكومة نواف سلام وبعد ساعات على كلام لافت للمبعوث الأميركي توم براك الذي حذّر لبنان من أن التردُّد في نزع سلاح «حزب الله» قد يفتح الباب لتحرُّك إسرائيلي.
بري: تم التراجع عن أي مسار للتفاوض مع إسرائيل
وقال الرئيس بري إن الموفد الأميركي توماس براك، أبلغ لبنان بأن إسرائيل رفضت مقترحاً أميركياً يقضي بإطلاق مسار تفاوضي يستهل بوقف العمليات الإسرائيلية لمدة شهرين، وينتهي بانسحاب إسرائيلي من الأراضي اللبنانية المحتلة وإطلاق مسار لترسيم الحدود وترتيبات أمنية، وتالياً، يقول بري إنه «تم التراجع عن أي مسار للتفاوض مع إسرائيل، ولم يبقَ سوى الآلية المتبعة عبر لجنة الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار (الميكانيزم)».
ونقل براك إلى الجانب اللبناني في الأسبوع الماضي، مبادرة تقوم على أن يجتمع رؤساء الجمهورية جوزيف عون، والبرلمان نبيه بري، والحكومة نواف سلام معه لمناقشة انسحاب إسرائيلي من لبنان خلال شهرين، ووقف الخروقات، في إشارة إلى مفاوضات غير مباشرة لحل الأزمة، وكان رد لبنان إيجابياً على المبادرة الأميركية.
وقال بري إن «براك أبلغ لبنان بشكل رسمي أن المبادرة رفضتها إسرائيل، وبالتالي، لم يعد هناك من مسار دبلوماسي قائم، إلا العمل ضمن آلية لجنة (الميكانيزم)». وأشار إلى أنه «حصل تطور مهم في آلية عملها، بعدما باتت تجتمع كل أسبوعين، خلافاً للمسار الذي اتبعته في السابق»، حيث كانت تعقد اجتماعات متقطعة ومتباعدة.
بري «متشائل»: متمسكون باتفاق وقف إطلاق النار
وشدد بري: «إننا متمسكون باتفاقية وقف إطلاق النار التي تم التوصل إليها في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، وهي الاتفاقية التي يفترض أن تشرف على تنفيذها لجنة الميكانيزم»، مشيراً إلى أنها «الآلية المعتمدة حالياً، ولا شيء سواها».
وأمام هذه التطورات، رفض بري القول إنه متشائم أو متفائل، قائلاً: «أنا متشائل»، في إشارة إلى مساحة مختلطة بين التشاؤم والتفاؤل.
براك يحذّر لبنان من عواقب وخيمة
وقال براك عبر منصة «إكس»، في منشور له بعنوان: «وجهة نظر شخصية - سوريا ولبنان القطعتان التاليتان نحو سلام المشرق»، إن «13 أكتوبر (تشرين الأول) 2025 سيذكر كلحظة فارقة في دبلوماسية الشرق الأوسط الحديثة».
وفي الشأن اللبناني قال: «حان الوقت الآن ليتحرك لبنان بشأن سلاح حزب الله»، محذراً من أنه «إذا استمرت بيروت في التردد بشأن نزع السلاح فقد تتصرف إسرائيل بشكل أحادي وستكون العواقب وخيمة».
وأشار إلى أن «حزب الله» قد يسعى لتأجيل انتخابات 2026 في لبنان «بذريعة الحرب مع إسرائيل»، لافتاً إلى أن ذلك سيخلق «فوضى عارمة ويمزق النظام السياسي الهش ويعيد إشعال فتيل انعدام الثقة الطائفية».
وأضاف: «الاعتقاد بأن ميليشيا واحدة قادرة على تعطيل الديمقراطية قد يدعو إلى تدخل إقليمي ويخاطر بدفع لبنان من الأزمة إلى انهيار مؤسسي كامل».
وقال: «يبقى مبدأ الحكومة اللبنانية (دولة واحدة، جيش واحد) أكثر من مجرد طموح، مقيداً بسيطرة حزب الله السياسية وخوفه من الاضطرابات المدنية».
وقال براك: «في وقت مبكر من هذا العام، قدمت الولايات المتحدة خطة (محاولة واحدة أخرى)، وهي عبارة عن إطار لنزع السلاح المرحلي، وحوافز اقتصادية تحت إشراف الولايات المتحدة وفرنسا لكن رفض لبنان اعتمادها بسبب تمثيل وتأثير حزب الله في مجلس الوزراء اللبناني...».
وأشار إلى أن «الخطوات الشجاعة لسوريا نحو اتفاق حدودي، آملاً تطبيعاً مستقبلياً، تشكّل أولى خطوات تأمين الحدود الشمالية لإسرائيل. ويجب أن يكون نزع سلاح حزب الله الخطوة الثانية»، معتبراً أن لبنان «يواجه الآن خياراً حاسماً: أن يسلك طريق التجديد الوطني أو يبقى غارقاً في الشلل والتدهور».
ورأى أنه «إذا فشلت بيروت في التحرك، فإن الذراع العسكرية لحزب الله ستواجه حتماً إسرائيل مواجهة كبيرة، في لحظة قوة إسرائيل ونقطة ضعف حزب الله المدعوم من إيران. وبالمقابل، سيواجه جناحه السياسي على الأرجح عزلة محتملة مع اقتراب انتخابات مايو (أيار) 2026».
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا