افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الخميس 20 نوفمبر 2025

الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Nov 20 25|09:18AM :نشر بتاريخ

"النهار":

لم يكن ممكناً تجاهل أو إنكار توقيت الموجة التصعيدية الواسعة التي تمثلت في حلقات متعاقبة من الغارات الإسرائيلية امتدت من ليل الثلاثاء إلى ليل الأربعاء متنقلة من عين الحلوة الى قرى وبلدات جنوبية، وعزلها عن المناخ الشديد التأزّم الناشئ بين الإدارة الأميركية ولبنان "الرسمي والعسكري"، عقب ما اصطلح على تسميتها الصفعة الأميركية القاسية لقيادة الجيش اللبناني.

ذلك أنه على رغم أن الغارات اليومية الإسرائيلية صارت القوت اليومي للجنوبيين منذ ما بعد سريان اتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل الذي يطوي سنته الاولى في 27 تشرين الثاني الحالي، بدا واضحاً أن إسرائيل استغلت ووظّفت التطور السلبي الخطير الذي تمثل في اهتزاز غير مسبوق في علاقات لبنان مع الولايات المتحدة عبر إلغاء زيارة قائد الجيش العماد رودولف هيكل لواشنطن، وهو الحدث الصادم الذي يعيش لبناتردداته وتأثيراته الحادة من دون اتضاح السياق الذي سيعتمده أهل الحكم في احتوائه لئلا تتّسع الفجوة ويتكبّد لبنان أكلافاً لا قدرة له على تحملها من جرائه.

وتتجه الأنظار إلى جلسة مجلس الوزراء اليوم في قصر بعبدا التي يفترض أن تناقش هذا التطور وما يتعين على أهل الحكم وفي مقدمهم رئيس الجمهورية جوزف عون القيام به على عجل لاستدراك ترددات الغضب الأميركي، وفي الوقت نفسه تقويم الأمر من زاوية مراجعة التراكمات التي أدت إلى هذا التطور السلبي، علماً أن ما طرح في أفكار واحتمالات في الكواليس لمعالجة الأمر لم ترقَ بعد إلى قرار واضح لجهة التواصل مع الإدارة الأميركية، وبأي مستوى وبأي مضمون سياسي وإجرائي وعسكري يمكن أن يكون عليه التوجه اللبناني لمواجهة هذه المشكلة الحساسة.

وتصاعدت المخاوف من ترددات الاهتزاز اللبناني الأميركي، ليس فقط لجهة الشكوك الثقيلة التي ألقاها على مصير المساعدات العسكرية الأميركية للجيش، وإنما أيضاُ لإمكان أن تسوء الأمور أكثر وتنعكس على الأوضاع الميدانية. إذ فيما كانت الاتصالات تجري على أعلى المستويات في الدولة مع السفارة في عوكر ودوائر القرار لاحتواء الغضب الأميركي ومفاعيله، أطلقت إسرائيل العنان لتحذيراتها وغاراتها بدءاً بضربة دامية غير مسبوقة لمخيم عين الحلوة حيث أوقعت نحو 15 قتيلاً، ثم أطلقت العنان مجدداً للإنذارات المرعبة لسكان بلدات جنوبية وشنّ طيرانها غارات عليها.

وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي بعد الظهر، إنذارات متعاقبة بأن الجيش الإسرائيلي سيضرب "بنى تحتية عسكرية تابعة لحزب الله في أنحاء جنوب لبنان وذلك للتعامل مع المحاولات المحظورة التي يقوم بها حزب الله لإعادة إعمار أنشطته في المنطقة". ودعا سكان مبانٍ في دير كيفا وشحور، إلى إخلاء منازلهم والابتعاد عن المباني. وقالت القناة 12 الإسرائيلية أن "الهجمات تأتي في إطار التصدي لانتهاكات حزب الله وهذا ليس تصعيدًا". وفي الأعقاب أغارت الطائرات الإسرائيلية على المباني المحددة. وبعد أقل من ساعة وجّهت تحذيراً آخر لمبانٍ في طيرفلسيه وعيناتا واستهدفتهما.

وكانت مسيّرة إسرائيلية، استهدفت صباحاً سيارة في بلدة الطيري بصاروخين، وصودف مرور حافلة مدرسية لطلاب خلف السيارة المستهدفة، ما أدى إلى سقوط قتيل يدعى بلال شعيتو و11 جريحاً.

ولفت موقف غير مباشر من التطور الأميركي لرئيس الجمهورية جوزف عون الذي أجرى اتصالاً هاتفياً بقائد الجيش العماد رودولف هيكل وقدم له التعازي باستشهاد العسكريين خلال ملاحقة تجار المخدرات في حي الشراونة في بعلبك، وقال: "مرة جديدة يدفع الجيش من دم رجاله ثمن حماية المجتمع اللبناني من آفة المخدرات من جهة، وتطبيق القانون من جهة أخرى. لقد انضم شهيدا الأمس إلى قافلة طويلة من رفاقهما الذين ضحوا بأغلى ما عندهم وفاءً لقسمهم، وتأكيداً على تصميم المؤسسة العسكرية بالتعاون مع القوى الأمنية الأخرى على المضي في تطبيق القوانين وملاحقة المرتكبين والحد من الجريمة على مختلف أنواعها، بالتزامن مع حماية الحدود وبسط سلطة الدولة، ولن يثني شيء الجيش عن القيام بدوره الوطني، لا الحملات المشبوهة ولا التحريض ولا التشكيك من أي جهة، أي سواء من الداخل أو الخارج".

أما رئيس الحكومة نواف سلام، فأعلن في الكلمة التي القاها في ختام مؤتمر بيروت – 1، أن "خطة الجيش اللبناني لا تقتصر على احتواء السلاح في جنوب الليطاني فحسب، بل تشمل شماله أيضاً"، مشدداً على "أن الوقت لا يسمح بتفويت الفرص ويجب استكمال بسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية". واعتبر أن "لبنان لا يزال بلد الفرص الواعدة وبدأنا بمسيرة الاصلاح ولا يزال أمامنا شوطاً كبيرا، ولا بد من استكمال الإصلاحات ولكن في غياب الأمن والأمان سنفوّت فرصة النهوض". وأكد أن رفع الحظر السعودي عن الصادرات اللبنانية "قريب جداً، وسنقوم بتدشين أجهزة "سكانر" في مرفأ بيروت، معلنًا أنه تم إغلاق أكثر من 30 معمل كبتاغون خلال شهر واحد، واتخذنا إجراءات أمنية جدية في مطار بيروت".

ليس بعيداً من موقف عون كتب الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنلاط على منصة "أكس": "نتمسك باتفاق الهدنة مدركين خطورة التراجع عنه ونؤكد ضرورة بسط سيادة الدولة على كل الأراضي اللبنانية وترسيم الحدود وإزالة التعديات وتحرير الأسرى. وفي هذا السياق نحيي الموقف الوطني لقائد الجيش العماد رودولف هيكل".

إلى ذلك، وعشية انتهاء مهلة تسجيل المغتربين للانتخابات النيابية طالب نواب الأكثرية الموقعون على عريضة حول قانون الحكومة للانتخابات النيابية في بيان، من مجلس النواب بإدراج مشروع القانون المُعجّل الذي أحالته الحكومة على جدول أعمال الهيئة العامة فورًا". واعتبروا أن الحكومة قامت بواجبها وأحالت مشروع التعديل الضروري على بعض أحكام قانون الانتخابات رقم 44/2017، وهو مشروع مرتبط مباشرة بتنظيم العملية الانتخابية، ولا سيما في ما يتعلق بحق اللبنانيين غير المقيمين في الاقتراع". وأعلنوا في بيانهم أنه "مع اقتراب انتهاء مهلة تسجيل المغتربين في 20 من الشهر الحالي، يصبح أي تأخير في طرح المشروع ومناقشته والتصويت عليه تهديدًا مباشرًا لحق مئات الآلاف من اللبنانيين في الخارج بالمشاركة في الانتخابات، خصوصًا أن المشروع ينصّ صراحةً على تمديد مهلة التسجيل حتى نهاية العام الجاري".

وأشاروا إلى "أن إحالة المشروع إلى اللجان في هذا التوقيت، أو الامتناع عن إدراجه ضمن أولويات الهيئة العامة، يعني عمليًا تعطيل العملية الانتخابية ويعرّضها للطعن ولعدم القدرة على الالتزام بالمواعيد الدستورية واللوجستية، وهو أمر لا يمكن القبول به تحت أي ذريعة، وانطلاقًا من مبدأ التعاون بين السلطات الدستورية نطالب بشكل واضح وصريح بإدراج مشروع القانون المُعجّل فورًا كبند أول على جدول أعمال أول جلسة للهيئة العامة، وتلاوته ومناقشته والتصويت عليه دون أي تأجيل". وحمّلوا "المسؤولية الكاملة عن أي تعطيل أو إرجاء أو إرباك في العملية الانتخابية لأي جهة تقف في وجه طرح المشروع أو تبطئ  مساره، لأن ذلك يشكّل بصورة واضحة قرارًا بتعطيل الانتخابات وإسقاط حق اللبنانيين جميعًا في الداخل والخارج في اختيار ممثليهم".

 

 

 

 

 

"الأخبار":

يبدو أن مشروع الدفع نحو مواجهة مباشرة بين الجيش اللبناني وحزب الله تحوّل اليوم إلى محور أساسي في البرنامج الأميركي - الإسرائيلي الذي بات يعتبر أن ضرب المقاومة غير ممكن من دون تفجير فتنة داخلية. وللمرة الأولى، يُظهِر الأميركيون اهتماماً صريحاً بدفع الجيش إلى الصدام مع المقاومة تحت شعار «تطبيق قرارات الحكومة بالقوة لا بالمُراضاة»، وهو ما سبق أن رفضه الرئيس جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، ومعهما قائد الجيش العماد رودولف هيكل، وأبلغوا الأميركيين بوضوح أن الحرب الأهلية ليست ممراً إلزامياً لضمان أمن إسرائيل.

وفي هذا السياق، فإن التصعيد الميداني للضغط على بيئة المقاومة، رغم إدراك تل أبيب أنها عاجزة عن إنجاز مهمة القضاء على حزب الله بعدما جرّبت في الحرب الأخيرة أقصى ما يمكن أن تفعله ضد البنية العسكرية للمقاومة، يؤذن بدخول لبنان مرحلة جديدة من الضغوط الأميركية - الإسرائيلية على الدولة اللبنانية ومؤسساتها لتوفير مناخ داخلي يستجيب لمطالبها، تحت التهديد الدائم بأن «البديل هو الانهيار»، في ظل انقسام القوى الرئيسية بين فريق تقوده «القوات اللبنانية» يريد من أميركا وإسرائيل القيام بأيّ شيء للقضاء على حزب الله، وفريق آخر يتوافق أطرافه على أن كلفة أي عدوان تبقى أقل من كلفة حرب أهلية تقضي على أي أمل بقيام دولة مستقرّة.

وتندرج في هذا السياق الحملة الأميركية على قائد الجيش، وزيارة وفد الخزانة الأميركية لبيروت الأسبوع الماضي، وسط خشية من أن يكون هذا التشدّد الأميركي غير المسبوق إشارة الى انتهاء فترة السماح التي أُعطيت للعهد للبتّ في ملف السلاح.

وتزامن ذلك مع تصعيد العدو الإسرائيلي ضغوطه الميدانية في الأيام القليلة الماضية، باستهداف أماكن يدّعي بأنها تضم منشآت للمقاومة، ودفع الجيش إمّا للرضوخ لإملاءاته وتنفيذ طلباته بتفتيش المنازل والممتلكات الخاصة بما يضعه وجهاً لوجه مع سكان القرى الجنوبية ويُظهِره كحرس حدود لإسرائيل، أو بإظهار قائد الجيش عاجزاً عن تنفيذ قرار نزع السلاح و«متعاوناً» مع حزب الله، وهو ما أشارت إليه صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس، مشيرة إلى أن «الجيش الإسرائيلي رصد في الأسابيع الأخيرة تعاوناً بين وحدات من الجيش اللبناني وعناصر من حزب الله، ونقل معدات تابعة للحزب بواسطة مركبات للجيش، وغضّ الطرف عن إدخال معدات هندسية إلى مواقع لحزب الله».

وكان أمس حافلاً بالاعتداءات الإسرائيلية، إذ سبقت سلسلة إنذارات استهداف منازل في بلدات شحور ودير كيفا وطيرفلسيه وعيناثا، زعم العدو أنّها «منشآت عسكرية». بعض هذه المنازل كان مأهولاً، ما اضطر أصحابها إلى مغادرتها على عجل. وليلاً، أصدر جيش الاحتلال خريطة لبلدة بيت ليف مدّعياً وجود 31 موقعاً ومنزلاً فيها تضم منشآت عسكرية، من دون أن يوجّه إنذاراً بالإخلاء أو القصف، ما أدّى إلى موجة من الذعر بين السكان.

وبعد مناشدة من رئيس بلدية بيت ليف عزات حمود، انتشرت قوة من الجيش في البلدة مع دورية مؤلّلة لـ«اليونيفل». وفيما تمّ تداول أخبار غير مؤكّدة عن طلب العدو عبر لجنة «الميكانيزم» تفتيش عدد من بيوت القرية، أشارت مصادر متابِعة إلى أن انتشار الجيش في بيت ليف «هو لمؤازرة الأهالي ورفض تهديدات العدو واستباحته البلدات الجنوبية»، مؤكّدة «رفض الجيش تنفيذ إملاءات العدو بتفتيش المنازل والممتلكات الخاصة».

تواصل الاعتداءات الإسرائيلية جاء على وقع مجزرة عين الحلوة ليل الثلاثاء. وحتى ساعات بعد ظهر أمس، كانت فرق الإسعاف لا تزال تجمع الأشلاء من محيط مسجد خالد بن الوليد في المخيم.

وفيما تمّ التعرّف إلى هويات 13 شهيداً، تجري فحوصات جينية لتحديد هويات أشلاء نُقلت إلى مستشفى الهمشري. ودعت حركة حماس والفصائل الفلسطينية الى تشييع جماعي للشهداء اليوم، وغالبيتهم من عناصر كشافة الحركة، تزامن وجودهم في محيط المسجد عند استهدافه بثلاثة صواريخ، سقط اثنان منها على «هنغار» يُستخدم ملعباً وموقفاً للسيارات، وأصاب الثالث السيارات المتوقّفة في المَرأْب المحيط، ما أوقع ضحايا وجرحى بين المارة وسكان المنازل المجاورة.

ولدحض مزاعم العدو بأن الغارة استهدفت مركز تدريب ومنشآت عسكرية تابعة للحركة، فتح عناصر حماس المسجد والملعب والمَرأب أمام وسائل الإعلام وعدسات المصوّرين أمس.

تمدّد الهجمات الإسرائيلية وتوجيه ضربات مكثّفة داخل بيئات مدنية مكتظة، يؤشران بحسب مصادر إلى إسقاط إسرائيل مبدأ تحييد المدنيين عن مسار أي تصعيد إسرائيلي جديد يتجاوز ساحات المواجهة التقليدية. وفي قراءة لطبيعة الرسائل الإسرائيلية وخلفياتها الميدانية، تخوّفت المصادر من أن يكون الاعتداء في عين الحلوة صورة عمّا ينتظر مناطق أخرى في الأيام أو الأسابيع المقبلة.

وفي هذا السياق ذكرت قناة «كان» العبرية أن «المنظومة الأمنية ترى أن الضربات الموجّهة ضد حزب الله غير كافية، وأن هناك حاجة إلى خطوات أوسع»، مشيرة إلى أن «التنظيم يعيد ترميم قدراته العسكرية، والجيش الإسرائيلي قد يهاجم مناطق امتنع عن استهدافها حتى الآن».

إلى ذلك، قالت مصادر لـ«الأخبار» إن اتصالات تجري مع السفارة الأميركية في بيروت لتخفيف التوتر بعد إلغاء زيارة قائد الجيش لواشنطن، وإن الأسبوع المقبل قد يشهد اجتماعاً بين عون والسفير الأميركي المُعيّن حديثاً في بيروت ميشال عيسى، مؤكّدة أن «لا تواصل أبداً بين عون والمبعوثيْن توماس برّاك ومورغان أورتاغوس». وأشارت المصادر إلى أن «عون ينوي الكلام مع عيسى عن خطورة وقف دعم الجيش».

 

 

 

 

 

"الجمهورية":

كانت المؤسسة العسكرية ولا تزال وستبقى الملاذ لكلّ اللبنانيين، والحاضنة لهم من دون تفريق او تمييز، والدرع الواقية لبلدٍ ظروفه بالغة الصعوبة ويعاني الأمرّين من أزمات الداخل والخارج في آن معاً. وتبعاً لذلك، فإنّ استهدافها، سواء ببخّ السموم على قيادتها وأفرادها، أو بالتشكيك بعقيدتها وبدورها وبمهامها، أو المسّ الخبيث بهيبتها ومعنويات وحداتها، أو بمحاولة تصويرها لفئة دون أخرى من اللبنانيين، جريمة كبرى لا يمكن أن تُغتفر. وأقلّ الواجب من اللبنانيين بكل مستوياتهم وفئاتهم ومناطقهم وانتماءاتهم، مبادلة ما تكابده من مصاعب، وما تواجهه من تحدّيات وأخطار، وما تقدّمه من تضحيات، بالانتصار لها والالتفاف حولها.

«أي لبناني وطني شريف لا يمكن ان يقبل باستهداف الجيش اللبناني والانتقاص من هيبته وإحباط معنوياته، فكلّ شيء مسموح، إلّا استهداف الجيش ممنوع وأمر مرفوض بل خطيئة لا تُغتفر»، وفق ما يقول مرجع كبير لـ«الجمهورية»، رافضاً ما سمّاها «الإثارة الإعلاميّة غير المبرّرة، التي ربطت عدم زيارة قائد الجيش العماد رودولف هيكل إلى الولايات المتحدة الأميركية، وقبل اتضاح سبب تأجيلها أو إلغائها، باختلاقات وروايات رُوِّجت بخبث موصوف عبر بعض المقالات والتحليلات ومواقع التواصل الإجتماعي، وتؤكّد بما لا يقبل أدنى شك، انّ الجانب الأساسي من هذه الإثارة، هو من صناعة وتأليف وإخراج جوقة الوشاة وبخّاخي السّموم».

ويؤكّد المرجع، أنّه «في هذا البلد لا يوجد سرّ مخبأ. فما يقوله، مَن هم خلف الإثارة الإعلامية المشبوهة، يصل إلينا. فهم يفاخرون بأنّ لديهم آذاناً صاغية في الولايات المتحدة، ويروّجون لاستياء أميركي من بعض كبار المسؤولين، وخصوصاً من قيادة الجيش، ومن عدم قيام الجيش بمهمّته كما يجب في ما خصّ قرار سحب سلاح «حزب الله». حتى انّهم لم يوفّروا رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون من اختلاقاتهم، بحيث انّهم يصفون اللقاء القصير بينه وبين السفير الأميركي الجديد ميشال عيسى، كرسالة تعكس أنّ مستوى الإستياء الأميركي مرتفع».

على أنّ «الأسوأ من كل ذلك»، على ما يقول المرجع عينه، هو «انّ بعض الأصوات في هذه الجوقة ترجّح أن يُترجم هذا الاستياء الأميركي بضغوط على المسؤولين في لبنان سياسيين كانوا أو غير سياسيين، مقرونة بإعادة النظر في برنامج الدعم الأميركي للجيش اللبناني».

جنبلاط يتضامن

وكان لافتاً للانتباه في هذا السياق، موقف التضامن مع قائد الجيش العماد رودولف هيكل، الذي عبّر عنه الرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، حيث قال في تصريح: «إننا نتمسك باتفاق الهدنة، ومدركون خطورة التراجع عنه، ونؤكّد على ضرورة بسط سيادة الدولة على كافة الأراضي اللبنانية وترسيم الحدود وإزالة التعديات وتحرير الأسرى. وفي هذا السياق، نحيي الموقف الوطني لقائد الجيش العماد رودولف هيكل». وقد أُفيد أمس بأنّ العماد هيكل قد تلقّى العديد من اتصالات التضامن.

عون: لا للحملات المشبوهة

وفي سياق متصل، برز اتصال رئيس الجمهورية بقائد الجيش معزياً باستشهاد العسكريين بلال البرادي وعلي حيدر، اللذين استُشهدا خلال ملاحقة تجار المخدرات في حي الشراونة في بعلبك ليل أمس الاول، وتمّ تشييعهما في مأتم مهيب أمس، وتمنّى الشفاء العاجل للعسكريين الجرحى. وقال عون: «مرّة جديدة يدفع الجيش من دم رجاله ثمن حماية المجتمع اللبناني من آفة المخدرات من جهة، وتطبيق القانون من جهة اخرى». أضاف: «لقد انضمّ شهيدا الأمس إلى قافلة طويلة من رفاقهما الذين ضحوا بأغلى ما عندهم وفاءً لقَسَمهم، وتأكيداً على تصميم المؤسسة العسكرية بالتعاون مع القوى الأمنية الأخرى، على المضي في تطبيق القوانين وملاحقة المرتكبين والحدّ من الجريمة على مختلف أنواعها، بالتزامن مع حماية الحدود وبسط سلطة الدولة، ولن يثني الجيش شيئاً عن القيام بدوره الوطني، لا الحملات المشبوهة ولا التحريض ولا التشكيك من أي جهة أتى، سواء من الداخل او الخارج».

مشهد ملبّد

على أنّ هذا المشهد على ضفته الأولى، يتزامن مع جوّ داخلي ملبّد بالانقسامات والترويجات والاختلاقات والاصطفافات المتصادمة، ولاسيما على الحلبة الانتخابية، حيث فتيل الاشتباك الكبير بدأ بالاشتعال مع وصول مشروع الحكومة لتعديل قانون الانتخابات الحالي، بما يسمح للمغتربين بالتصويت لكل أعضاء المجلس النيابي. وفيما يفترض أن يسلك مشروع الحكومة مساره وفق الأصول المحدّدة في الدستور والنظام الداخلي لمجلس النواب، وكذلك وفق صلاحيات رئيس المجلس النيابي، الذي له حق التصرف مع هذا المشروع وفق الأصول، بدأ فريق من النواب الذين يعتبرون أنفسهم سياديين وتغييرين، حملة تجييش لتصويت المغتربين خلافاً لمنطوق القانون الانتخابي النافذ، والضغط على رئاسة المجلس لإدراج هذا المشروع في جدول اعمال أول جلسة تشريعية لدراسته والتصويت عليه. وفيما لاحظت مصادر نيابية مسؤولة «انّ هؤلاء النواب الذين ينتمون إلى مثلث «القوات اللبنانية» و«الكتائب» ومستقلي السيادة والتغيير، يسعون إلى فتح معركة قبل أوانها، حتى لا نقول مع طواحين الهواء، ظنّاً منهم أنّهم من خلال الضغط يتمكنون من أن يفرضوا مشيئتهم على سائر الكتل والتوجّهات السياسية والنيابية. لا نقول إنّه ليس من حقهم أن يقوموا بما يقومون به، بل العكس، لديهم الحق في أن يفعلوا ما يريدون، ويقولوا ما يشاؤون، ولكن هناك قولاً قديماً نريدهم أن يقرأوه جيداً: مَن استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه.

وأما على الضفة الثانية من المشهد الداخلي، فيتزامن مع جمود واضح على خط المساعي والمبادرات لبلوغ حل ينهي العدوان الإسرائيلي ويوفّر الأمن والاستقرار على جانبي الحدود الجنوبية، وتصعيد إسرائيلي بلغ ذروته في المجزرة التي ارتكبها العدوان في مخيم عين الحلوة، وفي الاعتداءات التي طالت عمق المناطق السكنية في القرى والبلدات الجنوبية، ولاسيما في بلدات شحور ودير كيفا، وعيناثا وطيرفلسيه، والاغتيالات التي تواصلت بالأمس، وكادت تتسبب بمجزرة بطلاب مدرسة في بلدة الطيري، حيث سقط شهيد و11 جريحاً.

وفي تهديد غير مسبوق باتساعه، زعم الجيش الإسرائيلي، في بيان، بأنّ «حزب الله يعمل على إعادة ترميم قدراته في قرية بيت ليف. وشمل التهديد عدداً كبيراً من منازل البلدة. واستنكر اهالي البلدة التهديد المزعوم، وناشدوا الجيش حمايتهم، وافيد بأن لجنة «الميكانيزم» طلبت من الجيش تفتيش النقاط التي حددها الجيش الاسرائيلي.

مرحلة ضغوط

هذه الأجواء التصعيدية، تعزّز المخاوف التي يُعبّر عنها من مصادر متعدّدة من «إخضاع لبنان لمرحلة من الضغوط الصعبة، سواء الأمنية او السياسية». وضمن هذا السياق، يندرج تأكيد مسؤول لبناني رفيع لـ«الجمهورية»، على «صعوبة المرحلة، التي تتبدّى من جهة في إحجام القوى الدولية الكبرى عن إخراج لبنان من دائرة الاحتمالات المفتوحة، ومن جهة ثانية، في الضوء الأخضر الدولي المعطى لإسرائيل بإبقاء لبنان مستباحاً لعدوانيتها، ومن جهة ثالثة، في المحاولة الإسرائيلية الحثيثة لجرّ لبنان إلى مفاوضات مباشرة تفرض عليه وقائع سياسية وأمنية تمسّ كرامته وسيادته وجغرافيته، أسوأ من التطبيع، بل تتجاوز هذا التطبيع إلى الاخضاع الكامل».

ويرزت في هذا السياق، قراءة في الوضع اللبناني، عبّر عنها مسؤول أممي أمام مستويات رسمية، أشار فيها إلى صعوبة التأثير على الموقف الإسرائيلي في ما خصّ خفض التصعيد مع لبنان، معتبراً ذلك عاملاً على إبقاء الوضع في لبنان محاطاً بالقلق. ولافتاً إلى انّ ثمّة فرصة كانت متاحة لبلوغ تسوية لحل سياسي على جبهة لبنان، في اشارة واضحة إلى المسعى المصري الذي قاده رئيس المخابرات العامة في مصر اللواء حسن رشاد)، الّا انّ الأطراف المعنية بها بدّدتها وأفشلتها. لافتاً في خلاصة كلامه، انّه يتوقع أن تبادر الولايات المتحدة إلى التركيز على الملف اللبناني، بعد الانتهاء من المرحلة الثانية من اتفاق غزة، الذي تدفع واشنطن إلى الانتقال اليها قريباً جداً».

بري: لتقديم شكوى

وعلّق رئيس مجلس النواب نبيه بري على العدوان الإسرائيلي الذي طال صباح أمس بلدة الطيري، وأسفر عن إصابة عدد من طلاب الجامعات والمدارس. وقال: «مرّة جديدة يكرّر العدو الإسرائيلي جريمته باستهداف المدنيين والأطفال وطلاب المدارس والجامعات، وآخرها اليوم (امس) في بلدة الطيري، مطمئناً انّه فوق الحساب والمحاسبة والإدانة، لا بل للأسف بات لبنان الملتزم القرار 1701 واتفاق وقف العمليات الحربية في تشرين الثاني 2024، محط إدانة وانتقاد».

وأضاف بري: «لا بدّ للبنان من مواصلة تقديم الشكاوى لمجلس الأمن. وهو اليوم مطالب بالدعوة إلى عقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن الدولي، لتكريس الحق اللبناني والإدانة للخروقات الإسرائيلية، سواء باستهداف المدنيين أو ضمّ الأراضي».

«حزب الله» يدين

وفي بيان له، أدان «حزب الله» العدوان على مخيم عين الحلوة، معتبراً انّه اعتداء على لبنان وسيادته، وانتهاك صارخ لاتفاق وقف اطلاق النار والقرار 1701. ورأى انّه «بات على أركان الدولة اللبنانية ان يدركوا انّ إظهار اي ليونة او ضعف او خضوع لهذا العدوان لا يزيده الّا شراسة وتوحشاً وتمادياً، إن الواجب الوطني يقتضي اتخاذ موقف حازم وموحّد في التصدّي لإجرام العدو وردع عدوانه بكل الوسائل الممكنة، والتمسك بكل عناصر القوة التي يمتلكها لبنان، باعتبارها الضامن الوحيد لإسقاط مشاريع العدو وحماية سيادة لبنان وأمنه».

سلام

من جهته، قال رئيس الحكومة نواف سلام في مؤتمر «بيروت 1» أمس: «إنّ خطة الجيش تلحظ احتواء السلاح في شمال الليطاني أيضًا، وهذا يعني منع استخدام ونقل السلاح».

ولفت إلى «انّ لبنان لا يزال بلد الفرص الواعدة، وليكون على قدر الطموحات هو بحاجة إلى مزيد من الإصلاحات، والمسيرة بدأت، لكن أمامنا الكثير، إن كان في الإصلاح المالي، بدأنا برفع السرّية المصرفية، وأمامنا إنجاز قانون الانتظام المالي والفجوة المالية، ولا تزال امامنا مجموعة من الإصلاحات في المؤسسات بعدما شكّلنا الهيئات الناظمة».

وقال: «من دون الأمن والاستقرار سنفوّت الفرصة أمام لبنان، ولن تأتي الاستثمارات. وهذا لن يتحقق الّا ببسط سلطة الدولة بقواها الشرعية على كافة الأراضي اللبنانية. وهذه المسألة يجب التعامل معها بكل جدّية». ولفت في هذا السياق، إلى انّ «رفع الحظر السعودي عن الصادرات اللبنانية قريب جداً وسنقوم بتدشين أجهزة «سكانر» في مرفأ بيروت». وأشار إلى انّ «لدينا أزمات ثقة في لبنان. والناس تتطلّع إلى الأفعال كجدّية عمل الوزارات والتزامنا بالبيان الوزاري وتطبيقه، والحكومة فيها ما يكفي لاستعادة ثقة المواطنين والدول العربية».

تقدير أميركي

من جهة ثانية، ذكر موقع «The American Conservative» الأميركي، أنّ «التطورات الأخيرة أوضحت أنّ سياسة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه لبنان مدفوعة بشكل حصري تقريبًا بهوس الحدّ من نفوذ إيران الإقليمي. وضمن هذا السياق زار وفد أميركي رفيع المستوى بيروت مؤخّرًا، وأجرى محادثات مع قيادات سياسية لبنانية، ركّزت على وقف التمويل الإيراني لـ«حزب الله».

وأشار الموقع إلى انّ «حزب الله» لا يزال يتمتع بدعم واسع بين الشيعة اللبنانيين، ومن الخطأ افتراض أنّ هذا الدعم ينبع فقط، من الخدمات الاجتماعية والاقتصادية التي يقدّمها الحزب، بل إنّ المخاوف الأمنية، حيث أنّ شريحة كبيرة من الشيعة في لبنان تجد نفسها الآن في مواجهة تهديد مزدوج: الأول من الحدود الجنوبية مع إسرائيل، والثاني من الحدود الشرقية مع سوريا».

واشار التقرير إلى انّ «الشيعة في لبنان يعتبرون نظام احمد الشرع تهديداً أعظم حتى من إسرائيل. والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أنّ مسؤولي ترامب أعلنوا أنّ نظام الشرع سيكون شريكاً فعّالاً ضدّ «حزب الله»، من بين الجماعات الإرهابية الأخرى التي صنّفتها واشنطن».

وحذّر الموقع من أنّ أي محاولات متسرّعة لنزع سلاحه بالقوة قد تؤدي إلى إشعال فتيل صراع طائفي. معتبراً «لبنان، كدولة، لم يكن حليفًا وثيقًا أبدًا لمنافسي الولايات المتحدة، بل لطالما كان ولا يزال، قريبًا من الولايات المتحدة، التي لديها الكثير لتخسره إذا انحدر لبنان إلى الفوضى الطائفية نتيجة للتحرّك المتسرّع لإنهاء النفوذ الإيراني في البلاد من خلال تهميش «حزب الله».

 

 

 

 

 

"الديار":

وصل التصعيد العسكري «الاسرائيلي» الى ذروته بعد قصف مخيم عين الحلوة الذي اعقبه تصريح لوزير الدفاع يسرائيل كاتس قال فيه : «لم تعد هناك اعتبارات انسانية لمخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، محملا الحكومة اللبنانية مسؤولية وجود شبكات ارهابية في المخيمات تصنف انها للّاجئين، وقد اعطينا الاوامر لتحييدها». وهنا تباينت اراء المسؤولين حول كيفية قيام «اسرائيل» «بتحييد المخيمات» وما اذا كانت ستواصل قصفها لهذه المخيمات لحمل الفلسطينيين على اخلائها بصورة كاملة، والانتقال الى مناطق اخرى خارج الجنوب اللبناني، والى حد تخوف بعض الجهات الامنية من التفكير «الاسرائيلي» بتنفيذ عمليات «انزال صاعقة»، لا سيما في مخيم عين الحلوة الذي يعتبر المعقل الاساسي لحركة حماس ولفصائل فلسطينية اخرى.

وفي غضون ذلك، ومع تزايد الضغوطات الاميركية على لبنان ومواصلة «اسرائيل» «فلتانها العسكري» اخذة الضوء الاخضر من الادارة الاميركية الحالية، برزت احصاءات داخلية اميركية اشارت الى انخفاض نسبة التأييد للرئيس الأميركي الحالي، دونالد ترامب، إلى أدنى مستوياتها، وذلك بسبب عدة عوامل، أبرزها إغلاق الحكومة الأميركية، بالإضافة إلى قضايا مثيرة للجدل مثل فضيحة جيفري إبشتاين وغيرها من التحديات الداخلية، وبذلك يكون وضع ترامب الداخلي قد بدأ يهتز. من ناحية أخرى، تظل السياسة الخارجية مجالًا يُعتبر كـ «الملاذ» الوحيد بالنسبة لترامب، حيث حصل على موافقة الأمم المتحدة لمشروعه الخاص بقطاع غزة، رغم أن هناك بنودًا غامضة في المشروع، وعدم وضوح في كيفية تنفيذه. كما اشارت مصادر ديبلوماسية ان الرئيس الاميركي يعمل على تقديم خطة لحل الأزمة الأوكرانية ويحاول إقناع الأوروبيين بتبني مقترحه لهذا الصراع.

إضافة إلى ذلك، لا يزال الملف النووي الإيراني يشكل التحدي الأكبر أمام إدارة ترامب، وهو ملف ذو تأثيرات كبيرة في العلاقات مع أوروبا وروسيا والصين. وهنا يريد ترامب ان يحجّم ما يعتبره «التهديد الايراني» نظرا إلى ما له من تداعيات في المنطقة، ابرزها في العراق ولبنان. والحال ان التصعيد الاميركي على النظام اللبناني سيستمر وسيزيد، سواء بالضغط السياسي او الاقتصادي، اي بالعقوبات، علما ان الادارة الاميركية تراهن على الانتخابات النيابية اللبنانية المقبلة التي ستحصل عام 2026 والتي قد تحدث تغييرا داخليا يكون لمصلحة الاطراف التي تدور في الفلك الاميركي.

ازمة لبنان: ليس هناك من منتصر

في سياق متصل، يشير مصدر ديبلوماسي رفيع المستوى للديار الى انه لا يمكن لاي فريق لبناني ان ينتصر على الاخر رغم وجود بعض الأطراف التي لديها توجهات متطرفة ومتصلبة لا تأتي بالخير على لبنان، بل قد تؤدي إلى تفجير الوضع الداخلي، سواء كان ذلك عن قصد أو عن غير دراية. ولفت هذا المصدر انه في الوقت ذاته، يعلم جيدا كل من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وقائد الجيش اللبناني ان اي طرف لبناني مهما بلغت قوته، لن يكون الغالب ولن يستطيع سحق غيره، ومن هذا المنطلق يتعاملون مع الواقع الذي يُرسم امامهم وليس وفقا «للتمنيات» الغير واقعية. وتجدر الاشارة الى ان الاميركيين هم الادرى بتشعب الوضع اللبناني وتعقيداته، وهم اكثر من اختبر الساحة اللبنانية وألغامها ومخاطرها، ولا تزال التفجيرات عام 1982 التي استهدفت الجيش الاميركي في البال، الا انهم يريدون تحميل الجيش اللبناني اليوم المسؤولية فقط من باب تبريرعدم تحقيق مخططهم.

ويضيف المصدر الديبلوماسي ان الادارة الاميركية تريد تطبيق ما حصل في سوريا على لبنان، بعد ان سقط نظام الاسد واستلم احمد الشرع زمام الامور في سوريا. غير ان الوضع اللبناني مختلف تماما عن الوضع السوري، اذ لا يمكن لشخص واحد او فريق واحد ان يستلم الحكم ويبايعه الاخرون، فلبنان توجد فيه مكونات عديدة، ولذلك هو سهل وصعب في ان واحد، والتجارب سواء في الماضي القريب او البعيد خير دليل على ذلك.

مأزق اخر امام الحكومة

وكانت الخطة التي وضعتها الحكومة اللبنانية لنزع سلاح الفصائل الفلسطينية قد تعثرت امام الوضع المعقد في مخيم عين الحلوة، لرفض تلك الفصائل التجاوب مع الخطة، لاعتقادها ان ذلك يهدد عناصرها بالقتل او بالاعتقال، وهذا ما يضع الحكومة امام مأزق آخر بعدما تحولت المخيمات الفلسطينية الى هدف للغارات «الاسرائيلية» يضاف الى الاهداف الاخرى لمواقع مفترضة لحزب الله.

تطورات خطرة في الايام المقبلة

وكانت هيئة البث الاسرائيلية قد اشارت الى ان المنظومة الامنية اوصت بشن حرب ضد لبنان تمتد لايام طويلة، ولكن دون ان تقرها الحكومة المصغرة «الكابينت» حتى الان، مع تسجيل تصعيد واضح للضربات «الاسرائيلية» التي تجاوزت امس المناطق التي كانت تستهدف سابقا.

وتتوقع مصادر حكومية «ان نكون امام تطورات خطرة في الايام المقبلة»، حيث تبدو السلطة اللبنانية مربكة حيال مواجهة هذا الاحتمال، وفي ظل اشارات سعودية بان المملكة تواصلت مع الدوائر الاميركية المختصة للحيلولة دون انفجار الحرب مجددا ضد لبنان. انما، وعلى ما يبدو، فان الضوء الاخضر الاميركي لا يزال محدود الاثر حتى اللحظة. لا حرب، ولكن ما يحدث على الارض من غارات جوية لا يختلف الا من حيث الكثافة عن الحرب التي عاشها لبنان في الربع الاخير من العام الماضي، والتي ما زالت تداعياتها الكارثية تلقي بظلالها على المشهد الداخلي في لبنان.

وكانت الديار قد اتصلت باوساط اعلامية سعودية قريبة من قصر اليمامة للاستفسار عما اذا كان ولي العهد الامير محمد بن سلمان قد اثار «المسألة اللبنانية» في محادثات البيت الابيض مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب، فكان التأكيد ان الامير مهتم شخصيا بالوضع اللبناني، وان اتصالات جرت وتجري مع الادارة الاميركية من اجل معالجة الازمة الراهنة بالوسائل الديبلوماسية بعيدا عن الضغوط العسكرية.

اما المؤكد فهو ان «اسرائيل» تضغط من اجل حمل الدولة اللبنانية على عقد سلام شامل معها، رافضة كل كلام على الاتفاق الامني وعلى اي دور تفاوضي للجنة الرقابة الدولية لوقف الاعمال العدائية «الميكانيزم» التي لم تقدم على اي خطوة تحدّ من التصعيد الاسرائيلي اليومي، والتي لا يتعامل معها الجانب اللبناني باي خطوة عسكرية.

في المقابل، اصدر حزب الله بيانا ندد فيه بالغارات الاسرائيلية على عين الحلوة، داعيا اركان الدولة الى «ان يدركوا ان اظهار اي ليونة او ضعف لهذا العدو لا يزيده الا شراسة وتوحشا وتماديا، وان الاكتفاء بردود فعل لا ترقى الى مستوى العدوان لن تجر الا الى مزيد من الاعتداءات والمجازر».

ورأى حزب الله ان الواجب الوطني يقتضي اتخاذ موقف وطني موحد في التصدي لاجرام هذا العدو وردع عدوانه بكل الوسائل الممكنة.

مهلة تسجيل المغتربين تنتهي اليوم

الى ذلك، تنتهي اليوم مهلة تسجيل المغتربين اللبنانيين للانتخابات النيابية في ربيع العام المقبل، علما ان عدد المسجلين قارب مئة الف في حين بقي موضوع البت بمسألة تمثيل هؤلاء المغتربين عالقا، في وقت وقع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون على مرسوم احالة مشروع قانون معجل الى المجلس النيابي يرمي الى تعديل وتعليق بعض مواد قانون الانتخاب اعضاء مجلس النواب في ظل انقسام حاد بين الكتل النيابية حول مقاربة هذا التعديل، الى حد تخوف اوساط سياسية معنية من زعزعة حكومة الرئيس نواف سلام، وربما استقالة بعض وزرائها.

 

 

 

 

 

"نداء الوطن":

في ظلّ تباطؤ المسارات الإصلاحية والسيادية، يجد لبنان نفسه أمام ثلاثة سباقات متسارعة تتقاطع في التوقيت والمصير. أولها، انتهاء مهلة تسجيل المغتربين مساء اليوم، وسط ضغط نيابي متزايد لضمان حقهم في الاقتراع، وإزالة الحواجز السياسية، لا سيما من بوابة رئاسة البرلمان، تمهيدًا لإدراج قانون الانتخاب أمام الهيئة العامة، ثانيها، تزخيم الاتصالات الرسمية والدبلوماسية لمعالجة الأزمة الطارئة مع الإدارة الأميركية. أما السباق الثالث، والمرتبط مباشرة بنتائج النقطة السابقة، فيتمثل باتساع دائرة الاستهدافات الإسرائيلية وإنذارات الإخلاء جنوبًا، ما ينذر باقتراب ساعة الصفر المضبوطة وفق توقيت تل أبيب.

في موازاة المشهد المتشابك، وتفاديًا لتعرّي الدولة بالكامل أمام الخارج وسقوط ورقة التأمين الأميركية، علمت "نداء الوطن" أن الاتصالات تواصلت أمس على أعلى المستويات في محاولة لاحتواء تداعيات إلغاء المواعيد التي كانت مقرّرة لقائد الجيش العماد رودولف هيكل في واشنطن، بعدما بات ثابتًا لدى المستوى السياسي في لبنان، أن الرسالة الأميركية سياسية بالكامل، وجرى إيصالها إلى المعنيين في السلطة عبر البريد العسكري بهدف الضغط في ملف حصرية السلاح وتنفيذ القرارات الحكومية والدولية ذات الصلة. وتؤكد المعطيات أن التركيز على شخص العماد هيكل لن يحوّله إلى كبش محرقة في خضم الانقسام السياسي العمودي حول هذا الملف، وأن المؤسسة العسكرية لن تُزج في لعبة الاتهامات المتبادلة.

وتقاطعت المعلومات مع ما سبق أن أشار إليه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، حول الجهات التي "تبخ السم" في الخارج، إذ يُنتظر أن يخصّص الرئيس عون مداخلة في مستهل جلسة مجلس الوزراء بعد ظهر اليوم في بعبدا، لتوضيح خلفيات ما يجري والتشديد على تحصين المؤسسة العسكرية في هذا الظرف الدقيق.

كما تبيّن أن السفارة الأميركية في بيروت كانت محور الاتصالات السياسية والدبلوماسية التي تكثفت بالأمس لإعادة وضع الأمور في نصابها، في موازاة دور مماثل اضطلعت به السفارة اللبنانية في واشنطن على خط المعالجة وشرح ملابسات ما حصل. ووفق المعطيات المتوافرة، فإن الموقف الأميركي حازم وواضح: لا تسوية ممكنة من دون سحب السلاح غير الشرعي من كامل الأراضي اللبنانية قبل نهاية العام الجاري، بالتوازي مع استمرار الاتصالات المباشرة مع إسرائيل لصياغة تسوية شاملة تطول الملفات الأمنية والحدودية العالقة.

في سياق جلسة مجلس الوزراء اليوم، ورغم خلو جدول الأعمال من بنود سياسية ساخنة، علمت "نداء الوطن" أن الحملة التي شنها محور "الممانعة" من طهران إلى "حزب الله"، ضد حاكم مصرف لبنان كريم سعيد، "قد" تفرض نفسها على طاولة النقاش. وتشير المعلومات إلى أن عددًا من الوزراء سيشدّد على ضرورة دعم الإجراءات التنظيمية التي يتخذها مصرف لبنان، لما لها من دور أساسي في تنظيم القطاع المالي وضبطه.

استهداف "حماس" يحرّك سلاح المخيمات

وإذا كانت السلطة لا تزال عاجزة عن نزع سلاح "حزب الله" في جنوب الليطاني وخارجه، فإن الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مخيم عين الحلوة مساء الثلثاء وأسفرت عن مقتل 13 عنصرًا من حركة "حماس"، أعادت ملف السلاح الفلسطيني إلى دائرة الاهتمام القصوى، وفق معلومات رسمية لـ "نداء الوطن". ولفتت إلى أن العملية الإسرائيلية، أثارت استياءً فلسطينيًا واسعًا، في ضوء استخدام "حماس" المخيمات كدروع بشرية ومنصّات لتحرّكها العسكري، ما يعرّض أمن اللاجئين للخطر. في المقابل، يُرتقب تحرّك جديد للدولة اللبنانية، خصوصًا بعدما رفضت "حماس" الالتزام بقرار جمع السلاح الصادر عن الحكومة والمدعوم من السلطة الفلسطينية. وتشير المعطيات إلى اتجاه نحو رفع وتيرة الإجراءات الرسمية ضد "حماس"، بعدما تبيّن من خلال الغارة أن نشاطها العسكري في الداخل اللبناني يشهد تصاعدًا لن يُسمح باستمراره.

الساعات الأخيرة لتسجيل المغتربين

انتخابيًا، علمت "نداء الوطن" أن عدد المغتربين المسجلين، حتى مساء أمس، أي قبل 24 ساعة من انتهاء المهلة، وصل إلى 120 ألفًا. وكان النواب الموقعون على عريضة قانون الانتخابات أكدوا في بيان أمس، أن إجراء الانتخابات في موعدها المقرر في أيار التزام دستوري لا يقبل التأجيل، وأن ضمان ذلك يبدأ بإدراج مشروع القانون المُعجّل المقدم من الحكومة على جدول أعمال الهيئة العامة فورًا.

إسرائيل تلوّح بتوسيع عملياتها

أفادت هيئة البث الإسرائيلية بوجود مؤشرات على المستوى العسكري تشير إلى أن الهجمات الحالية ضد "حزب الله" لا تحقق الأهداف المرجوة، ما يعزز التقديرات بضرورة تنفيذ عمليات أوسع نطاقًا. وفي السياق، ذكرت الهيئة أن "الحزب" يعمل على إعادة تأهيل قدراته العسكرية، ما يرفع من احتمالية أن يُقدم الجيش الإسرائيلي على شن هجمات في مناطق كان يتجنبها سابقًا. وكان الطيران الإسرائيلي شن غارات على عدة بلدات في جنوب لبنان، قال إنها استهدفت "مستودعات أسلحة"، بعيد توجيهه تحذيرات للسكّان بإخلاء مبانٍ.

شبكة سرية لـ "الحزب" في أوروبا

كشف الادعاء الفيدرالي الألماني عن شبكة اتصالات سرّية ومتطورة يديرها "حزب الله" في أنحاء متعدّدة من أوروبا، تُعنى بتهريب كميات ضخمة من الأسلحة وقطع الغيار والطائرات المسيّرة إلى لبنان. ووفق وسائل إعلام إسرائيلية، بدأت خيوط الشبكة تتكشف أثناء التحقيق مع المواطن اللبناني "فاضل ز." (35 عامًا)، الذي يُحاكم أمام المحكمة الإقليمية في مدينة تسيله شمال ألمانيا. وتشير لائحة الاتهام إلى انتمائه إلى "الحزب"، ودوره المحوري في تسهيل عمليات نقل طائرات مسيّرة ذات طابع عسكري إلى الداخل اللبناني.

 

 

 

 

 

"الأنباء" الالكترونية:

وسط تزاحم التطورات السياسية والأمنية التي يشهدها لبنان محلياً وخارجياً، وفي ظل التصعيد الميداني الذي تقوم به اسرائيل على قرى الجنوب اللبناني وطال أخيراً مخيم عين الحلوة، عكس مؤتمر "بيروت 1" الذي انعقد على مدى اليومين الماضيين بحضور رئيسي الجمهورية جوزاف عون والحكومة نواف سلام وحشد من رجال الأعمال اللبنانيين والعرب يتقدمهم الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان على رأس وفد سعودي رفيع المستوى، صورة مشرقة عن عودة لبنان إلى الحضن العربي، وعودة العرب الى لبنان، بما يؤشر الى عودة المستثمرين العرب بقوة الى لبنان، بالتزامن مع قرب اعلان السعودية رفع الحظر عن الصادرات اللبنانية الى الرياض مقابل تعهد لبناني واضح وصريح بملاحقة مهربي المخدرات الى الخليج العربي وتحديداً المملكة العربية السعودية.
ونتيجة إصرار الجيش اللبناني على ملاحقة أوكار مهربي المخدرات ضمن الحملة التي يشنها منذ فترة، دفع مرة جديدة ضريبة الدم نتيجة هذه الملاحقات من خلال استشهاد عنصرين من الجيش وسقوط عدد من الجرحى في صفوفه أثناء تصديه لعصابة مخدرات في حي الشراونة في بعلبك. 
إلى ذلك، شكلت زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الى واشنطن والحفاوة البالغة التي استقبله بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لحظة استراتيجية في تاريخ العلاقات السعودية - الأميركية، وتاريخ منطقة الشرق الأوسط. وناقش القطبان السعودي والأميركي معظم الملفات في المنطقة بما يؤكد أن الرياض تحولت الى شريك محوري في رسم خارطة المنطقة والعالم.
وفيما ينشغل المسؤولون في معرفة الأسباب الكامنة وراء الغاء زيارة قائد الجيش العماد رودولف هيكل الى واشنطن ما قد ينعكس سلباً على عملية التسليح التي تعهدت بها واشنطن منذ العام 2008، أشارت مصادر حكومية لجريدة "الأنباء الالكترونية" الى أن هذا الموضوع سيناقش على طاولة مجلس الوزراء اليوم لدراسة المعطيات التي تكونت عقب عملية الالغاء واتخاذ القرار المناسب بشأنها.
في هذا الوقت، كثفت اسرائيل من اعتداءاتها ضد لبنان موقعة المزيد من الشهداء في مناطق عدة من الجنوب، حيث شن الطيران الحربي الاسرائيلي غارات على قرى طير دبا، وطير فلسيه، ودير كيفا، وعيناتا وشحور.

عون يعزي بشهداء الجيش
رئيس الجمهورية أجرى اتصالاً بقائد الجيش، وقدم له التعازي باستشهاد العسكريَيْن خلال ملاحقة تجار المخدرات في حي الشراونة في بعلبك ليل أول من أمس، متمنياً الشفاء العاجل للجرحى. وقال عون: "مرة جديدة يدفع الجيش من دم رجاله ثمن حماية المجتمع اللبناني من آفة المخدرات من جهة وتطبيق القانون من جهة اخرى"، مؤكداً "تصميم المؤسسة العسكرية بالتعاون مع القوى الأمنية الأخرى على المضي في تطبيق القوانين وملاحقة المرتكبين والحد من الجريمة على أنواعها بالتزامن مع حماية الحدود وبسط سلطة الدولة، ولن يثني شيئاً الجيش عن القيام بدوره الوطني لا الحملات المشبوهة ولا التحريض ولا التشكيك من أي جهة أتى سواء من الداخل أو من الخارج".

بري لتكريس الحق اللبناني
تعليقاً على العدوان الاسرائيلي على بلدة الطيري الذي أسفر عن اصابة عدد من طلاب الجامعات والمدارس، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري: "مرة جديدة يكرر العدوان الاسرائيلي جريمته باستهداف المدنيين والأطفال، وطلاب المدارس والجامعات، وآخرها أمس في بلدة الطيري مطمئناً بأنه فوق الحساب والمحاسبة. لا بل للأسف بات لبنان الملتزم القرار 1701 واتفاق وقف العمليات الحربية في تشرين 2024 محط ادانة وانتقاد". ورأى أنه "لا بد للبنان من مواصلة تقديم الشكاوى لمجلس الأمن وهو اليوم مطالب بالدعوة الى عقد جلسة لمجلس الأمن الدولي لتكريس الحق اللبناني، والادانة للخروق الاسرائيلية سواء باستهداف المدنيين أو ضم الأراضي".

سلام
رغم علامات الاستفهام التي شكلها غيابه عن جلسة افتتاح مؤتمر "بيروت 1" صباح الثلاثاء، أكد رئيس الحكومة في الجلسة الختامية للمؤتمر أنه "من دون الأمن والاستقرار سنفوّت فرصة النهوض ولن تأتي الاستثمارات الى لبنان، لأن ذلك لن يتحقق الا من خلال بسط سلطة الدولة بقواها الشرعية على الأراضي اللبنانية كافة". وأشار سلام الى أن لبنان عاد الى العالم العربي والعالم العربي بدأ يعود الى لبنان، آملاً في رفع الحظر عن الصادرات اللبنانية لأن لبنان ما يزال بلد الفرص الواعدة. وأوضح أن ورشة الاصلاحات بدأت ولا يزال أمام الحكومة شوط كبير لاستكمالها، مشدداً على أنه لا يجوز  التراجع عن الاتفاق مع صندوق النقد الدولي. وقال: "لقد وضعنا البلد على السكة الجديدة وللمرة الأولى هناك عمل جاد لبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها. وعلينا كحكومة استكمال المسيرة"، واعداً باعادة أموال المودعين وحل أزمة الثقة بين المواطن والدولة، وبين لبنان والعالم العربي. وأكد أن حكومته تعمل على استعادة هذه الثقة.

جنبلاط: العودة الى اتفاقية الهدنة
كتب الرئيس وليد جنبلاط على حسابه على منصة "اكس": "علينا أن نتمسك باتفاقية الهدنة بعد تحرير الاراضي المحتلة وقائد الجيش العماد رودولف هيكل تصرف على هذا الأساس في موقفه الوطني المشرف".

القرار 1701 على مشرحة مجلس الأمن
يعقد مجلس الأمن الدولي اليوم الخميس جلسة مشاورات مغلقة تتعلق بتقرير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حول تنفيذ القرار 1701. ومن المتوقع أن تتحدث في الجلسة المنسقة الخاصة بلبنان جانين بلاسخارت ووكيل الأمين العام لعمليات السلام جان بيير لاكروا. وهذا التقرير هو الأول بعد قرار مجلس الأمن رقم 2790 في 28 آب الماضي الذي حدد ولاية "اليونيفيل" الموقتة في لبنان لمرة أخيرة تنتهي في 31 كانون الأول 2026. مصادر ذات صلة أشارت لـ "الأنباء الالكترونية" الى أن من بين الخيارات المطروحة ايفاد بعثة الى لبنان قبل نهاية العام من أجل دفع الزخم نحو تنفيذ اتفاق وقف الاعمال العدائية والقرار 1701 بالاضافة الى تقييم الوضع الميداني في ضوء التطورات الاخيرة، قبل خطة انتشار القوات المسلحة اللبنانية والتخفيض المتوقع في عديد "اليونيفيل" في سياق مبادرة الأمم المتحدة رقم 80 وقرار مجلس الصادر في 28 آب الماضي بشأن سحب هذه القوات.

 

 

 

 

 

"اللواء":

كثَّفت إسرائيل من رسائل النار المدمِّرة تجاه قرى جنوبي نهر الليطاني، بإستهداف عمال البلديات والموظفين والأعضاء المنتجين، إمتداداً لتدمير منازل آمنة في ديركيفا وطيرفلسيه (قضاء صور)، الى تهديد قرى اخرى محاذية للحدود كـ«بيت ليف» (قضاء بنت جبيل) بذرائع لا تنطلي على احد، حتى على الاسرائيليين انفسهم..

ونار القتل والإقلاق لم تقتصر على الجنوب، بل طاولت مخيم عين الحلوة الذي لم يخرج من صدمته بعد، فيما عادت نار الطائرات المقاتلة والمسيَّرات الى عمق غزة، وكأن الحرب العدوانية عادت الى القطاع المنكوب.

ويحضر الوضع المتفجِّر في الجنوب، على وقع الغارات الاسرائيلية في جلسة مجلس الوزراء اليوم، فضلاً عن الوضع المستجد في ما خص الاتصالات لإعادة الامور الى السكة الصحيحة مع الولايات المتحدة واحتواء المسألة المتعلقة بتأجيل زيارة قائد الجيش التي كانت مقررة امس الى الولايات المتحدة.

وفي الوقت الذي طالب فيه الرئيس نبيه بري عقد جلسة طارئة لمجلس الامن لادانة الاعتداءات، ووضع قضية الجنوب مجدداً امام المجتمع الدولي، عشية مراجعة المجلس لتطبيقات القرار 1701، في هذا الوقت، كان لبنان الرسمي يتحرك بسرعة لاحتواء تداعيات السلوك الاميركي المستجد تجاه الجيش اللبناني والسلطات الرسمية.

واستمرت طوال الساعات الـ24 الماضية الاتصالات مع واشنطن، يسمع المسؤولون جواباً واحداً: نفّذوا حصر السلاح وأقِرّوا القوانين المتعلقة بالفجوة المالية والاصلاحات المالية والمصرفية.

ولا تخفي المصادر المعنية اعتبارها ان الاستهداف يتناول القيادة السياسية، لا سيما رئيس الجمهورية والحكومة، وهي رسالة كبيرة، ايضا «للثنائي الشيعي» أن ما أقدم عليه هذا الثنائي لا يكفي.

وافادت المعلومات عن اتصالات مكثفة بين المسؤولين في لبنان ومع الجانب الاميركي لا سيما مع السفير ميشال عيسى، لتبيان خلفيات القرار او وجود معلومات مغلوطة او «نميمة» جديدة وصلت للاميركيين، ولو ان الحجة كانت اتهام الجيش اللبناني للكيان الاسرائيلي بخرق اتفاق وقف الاعمال العدائية ومنع استكمال انتشاره في الجنوب ووصفه كيان الاحتلال بالعدو الاسرائيلي وعدم الجدية في جمع سلاح حزب الله. لكن المصادر المتابعة افادت ان الحملة الاميركية على الجيش لم تأتِ من فراغ او من تحريض لبناني داخلي فقط، بل بدأت قبل اسابيع بحملة اسرائيلية ممنهجة على الجيش تتهمه بعدم تنفيذ مهامه لا سيما في جمع السلاح، ووجدت اصداءها لدى المتطرفين الاميركين المساندين لكيان الاحتلال.

وافيد ان الجانب الاميركي يراجع الموقف ايضاً، وهناك مساعٍ لترتيب دعوة للعماد هيكل لزيارة واشنطن مطلع العام المقبل.

وشيَّع الجيش أمس شهداء مكافحته المخدرات وعمليته لهذه الغاية في بعلبك، واجرى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون اتصالا هاتفياً بقائد الجيش العماد رودولف هيكل وقدم له التعازي باستشهاد العسكريين خلال ملاحقة تجار المخدرات في حي الشراونة في بعلبك ليل امس، ومتمنياً الشفاء العاجل للعسكريين الجرحى.

وقال الرئيس عون:«مرة جديدة يدفع الجيش من دم رجاله ثمن حماية المجتمع اللبناني من آفة المخدرات من جهة، وتطبيق القانون من جهة اخرى. لقد انضم شهيدا الأمس إلى قافلة طويلة من رفاقهما الذين ضحوا بأغلى ما عندهم وفاءً لقسمهم، وتأكيداً على تصميم المؤسسة العسكرية بالتعاون مع القوى الامنية الأخرى على المضي في تطبيق القوانين وملاحقة المرتكبين والحدِّ من الجريمة على مختلف أنواعها، بالتزامن مع حماية الحدود وبسط سلطة الدولة، ولن يثنيَ شيءٌ الجيشَ عن القيام بدوره الوطني، لا الحملات المشبوهة ولا التحريض ولا التشكيك من اي جهة، اي سواءٌ من الداخل او الخارج».

وبعد موقف الرئيس عون الداعم لقائد الجيش غداة الغاء زيارته واشنطن، كتب الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جبنلاط على منصة «أكس»: «نتمسك باتفاق الهدنة، ونؤكد بسط سيادة الدولة على كافة الأراضي اللبنانية وترسيم الحدود وإزالة التعديات وتحرير الاسرى. ونحيي الموقف الوطني لقائد الجيش العماد رودولف هيكل».

سلام: لا خروج من الأزمة بلا صندوق النقد

قال الرئيس نواف سلام في كلمة له امام مؤتمر «بيروت 1» الاستثماري: كنت أول من قلت شطبنا شطب الودائع والاقتراحات السابقة لرد الودائع بعشر سنوات، وأكثر مقبولة خصوصاً لاصحاب الودائع الصغيرة والجميع سيحصل على ودائعه وفي فترات منطقية.

وقال الرئيس سلام: لا تصلح اي من الخيارات الاخرى، وكل «تشاطر لبناني» يقول اننا قادرون على الخروج بلا صندوق النقد غير معقول والاصلاحات التي يطلبها صندوق النقد هي التي نحن بحاجة اليها.

وقال: لبنان عاد الى العالم العربي وإن العالم العربي بدأ يعود الى لبنان، آملاً برفع الحصار عن الصادرات اللبنانية.

واضاف: وضعنا البلد على السكة الجديدة، وللمرة الاولى هناك عمل جاد لبسط سلطة الدولة على كامل اراضيها وعلينا استكمال هذه المسيرة.

عريضة المعارضة لعقد جلسة حول التعديلات الانتخابية

نيابياً، قدَّم 14 نائباً من نواب «القوات اللبنانية» والكتائب، والتغييريِّين عريضة نيابية، طالبوا فيها بإدراج مشروع التعديل الضروري على بعض احكام قانون الانتخابات رقم 44/2017، وهو مشروع مرتبط بالانتخابات وحق المغتربين بالانتخاب.

الفجوة بين جابر والمصارف

مالياً، عقد وزير المال ياسين جابر اجتماع عمل مع وفد من جمعية المصارف برئاسة سليم صفير، خُصِّص للبحث في المندرجات المرتبطة بقانون الفجوة المالية. تركز البحث على كيفية تعاطي كل من المصارف والدولة اللبنانية ومصرف لبنان في تغطية الفجوة الحاصلة، وفي إعادة تقييم وضع المصارف انطلاقاً مما ورد في قانون إعادة هيكلة المصارف وتحديد الخسائر التي تتكبدها، وقد ساد الاجتماعَ جوٌّ من التفاهم. واكد جابر حرص الدولة على القطاع المصرفي بقدر الحرص على اموال المودعين والمصرف المركزي، داعياً الى التشارك لايجاد حل عادل لاعادة الودائع الى المودعين.

ميدانياً، وسّع العدو الاسرائيلي من وتيرة عدوانه على لبنان عبر الغارات الكثيفة التدميرية على قرى الجنوب المسبوقة بتحذيرات لإخلاء المباني، وعبر اتصالات بالمواطنين في بيروت والضاحية الجنوبية لإخلاء مبانيهم ايضا.

بدأ العدوان صباحاً، حيث استشهد ابن بلدة الطيري بلال شعيتو في الغارة التي نفذتها مسيّرة معادية باستهداف سيارته من نوع «تويوتا» على طريق بلدة الطيري في قضاء بنت جبيل. كما اصيب 11 تلميذاً بجروح لحظة مرور حافلتهم المدرسية بالقرب من مكان الاستهداف، بالإضافة الى سائق الحافلة.حسبما افاد مركز طوارىء وزارة الصحة العامة.

وأدت الغارة ايضا الى احتراق السيارة المستهدفة، وعملت فرق من الدفاع المدني على اخماد النيران، فيما تم نقل الاصابات الى مستشفى صلاح غندور في بنت جبيل.

واستهدف العدو فجر أمس، منزلاً في بلدة بليدا – قضاء مرجعيون، بقذائف عدة، أطلقتها مسيّرة معادية من نوع «كواد كابتر»، ما أسفر عن أضرار مادية في المكان دون تسجيل إصابات في الأرواح.

واستهدفت مدفعية العدو ايضاً قرابة الثامنة والربع صباح أمس، حرج بلدة يارون بعدد من القذائف، كما ألقت محلّقة معادية قنبلة صوتية انفجرت في أجواء بلدة عديسة.

الى ذلك، سُجِّل تحليق كثيف ومركّز للطيران المسيّر المعادي على علو متوسط، فوق بلدات بنت جبيل.

وبعد ظهر أمس، وجّه الاحتلال الإسرائيلي إنذاراً إلى سكان منطقتي ديركيفا وشحور بإخلاء بعض المراكز والنقاط تمهيداً لإستهدافها بالعدوان، وشمل التحذير نقطتين في شحور ونقطة في ديركيفا.. ما اثار الذعر في صفوف الاهالي وحصل اطلاق نار في الهواء لإنذارهم بأخذ الحيطة والحذر والاحتماء، وتم إخلاء المدارس وبعض المؤسسات من الطلاب والموظفين.

ولاحقاً دخل الطيران المسيّرأجواء صير الغربية وشحور وبعض قرى النبطية وصورعلى علو منخفض. ثم شن جيش العدو غارة تحذيرية على بلدة شحور تلتها غارة اكبر. ثم شن العدو غارة على ديركيفا.

وعصر أمس، وجَّه المتحدث باسم جيش الاحتلال الاسرائيلي إنذاراً عاجلاً إلى سكان بلدة طفرفلسيه وعيناثا، جنوب لبنان وخاصة في المباني المحددة بالأحمر وفق ما يُعرض في الخريطة المرفقة والمباني المجاورة له.

وقال المتحدث باسم الاحتلال في بيان: «إنذار عاجل إلى سكان قريتي طيرفلسيه وعيناثا قائلا: سيهاجم جيش الدفاع على المدى الزمني القريب بنى تحتية عسكرية تابعة لحزب الله الإرهابي وذلك للتعامل مع المحاولات المحظورة التي يقوم بها حزب الله لإعادة إعمار أنشطته في المنطقة، نتوجه إلى سكان المبنى المحدد بالأحمر في الخريطة المرفقة والمباني المجاورة له: أنتم تتواجدون بالقرب من مبنى يستخدمه حزب الله الإرهابي. من أجل سلامتكم أنتم مضطرون لإخلاء المباني فورًا والابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 300 متر، البقاء في منطقة المبنى المحدد يعرضكم للخطر.

وبعد دقائق نفذ العدو تهديده بغارات على مناطق سكنية مدنية في طير فلسيه وعيناثا.

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي انه: «دمّر في الغارات مستودعات أسلحة تابعة للوحدة الصاروخية لحزب الله جنوبي لبنان».

وتعليقاً على العدوان الإسرائيلي الذي طال صباح أمس الاربعاء بلدة الطيري، مسفراً عن إصابة عدد من طلاب الجامعات والمدارس. قال رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري: مرة جديدة يكرر العدو الإسرائيلي جريمته باستهداف المدنيين والأطفال وطلاب المدارس والجامعات، وآخرها اليوم(أمس) في بلدة الطيري، مطمئناً انه فوق الحساب والمحاسبة، لا بل للأسف بات لبنان الملتزم القرار 1701 واتفاق وقف العمليات الحربية في تشرين الثاني 2024 محط إدانة وانتقاد.

وتابع بري : لا بد للبنان من مواصلة تقديم الشكاوى لمجلس الامن، وهو اليوم مطالب بالدعوة الى عقد جلسة عاجلة لمجلس الامن الدولي لتكريس الحق اللبناني والادانة للخروقات الإسرائيلية سواءٌ بإستهداف المدنيين أو ضم الاراضي.

الى ذلك، أكد المتحدّث باسم قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان «اليونيفيل» داني غفري، أنّ قوات حفظ السلام رصدت منذ بدء اتفاق وقف الأعمال العدائية في تشرين الثاني/نوفمبر 2024، أكثر من 7300 انتهاك جوي إسرائيلي، إضافة إلى أكثر من 2400 نشاط نفّذه «الجيش» الإسرائيلي شمالي «الخط الأزرق».

وأضاف أنّ الانتهاكات الجوية والأنشطة العسكرية الإسرائيلية التي سُجّلت منذ 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024 تشكّل خروقات واضحة لهذا القرار.

وشدّد غفري على ضرورة امتناع «الجيش» الإسرائيلي عن أيّ أعمال عدوانية أو هجمات قد تطال قوات حفظ السلام أو تحدث في محيط انتشارها.

وناشد اهالي قرية بيت ليف بنداء عاجل قيادة الجيش اللبناني والرؤساء الثلاثة التحرك الفوري والقيام بواجبهم الوطني عبر الانتشار داخل البلدة، وتوفير الحماية للاهالي المدنيين العزّل، بعد الادعاءات الباطلة التي اطلقها العدو الاسرائيلي.

ودخل الجيش الى بلدة بيت ليف عند العاشرة الا ربعاً من ليل امس.

 

 

 

 

 

"البناء":

لليوم الثاني واصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب احتفالية استقبال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بينما واصل بن سلمان الإعلان عن المزيد من الاستثمارات في الاقتصاد الأميركي، وبينما أعلن ترامب عن منح السعودية صفة الدولة الحليفة من خارج الناتو، تمّ الكشف عن تعاون أميركي سعودي لوقف الحرب في السودان، وهو ما لاقى تأييد الحكومة السودانية التي سبق ورفضت دعوة المبعوث الأميركي للسودان مسعد بولس لإعلان وقف إطلاق النار.
في لبنان شهدت مدينة شحيم في قضاء الشوف تشييعاً ووداعاً وطنياً للنائب والوزير السابق زاهر الخطيب الأمين العام لرابطة الشغيلة، حيث شاركت وفود حزبية وشخصيات سياسية في وداع الخطيب، كان أبرزها وفد حزب الله الذي ضمّ الوزيرين السابقين محمود قماطي ومصطفى بيرم، ووفد الحزب التقدمي الاشتراكي الذي ضم النائب بلال عبدالله والنائب السابق علاء الدين ترو إضافة لمشاركة النائبين أسامة سعد وحليمة القعقور، ومشاركة وفد قيادي من المرابطون، ونعى رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي أسعد حردان الخطيب.
حردان تحدّث في حفل استقبال حاشد في ذكرى تأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي حضرته شخصيات سياسية وحزبية ونواب حاليون وسابقون، وسط حشود حزبية، فدعا إلى دولة تعلو على الطوائف، ودعم الجيش، وقال “نؤيد كل موقف يحصّن دوره، ويمكّنه من مواجهة أي عدوان، ونحن على ثقة بأنّ مؤسسة الجيش تشكل ضمانة لوحدة لبنان واستقراره وصون سيادته. واجبات الدولة أن تحتضن كل مواطنيها دون تلكؤ، وأن تسارع في إعادة إعمار ما دمّره العدوان تعزيزاً لصمود الشعب، وليست جائزة المساومة على هذا الحق خصوصاً لأبناء مناطق الجنوب والبقاع والضاحية. الإصلاح لا يُقاس بالنوايا بل بالفعل. والخطاب لا يُغني عن القرار. فالدولة حين تُحسن أداء وظائفها، وتنفّذ التزاماتها تجاه الشعب لا تجاه الخارج، وتُشرّع للحاضر والمستقبل، هي الدولة القادرة على النهوض بأبنائها، وتحصين وحدة المجتمع”. وقال: “لا يمكن للدولة أن تتقدّم وهي أسيرة النفوذ الطائفي والمذهبي أو محكومة بالإملاءات الخارجية. وفي ما خص القانون الانتخابي، نريده قانونا عصرياً يوحّد ولا يفرّق قائماً على الدائرة الواحدة أو الدوائر الموسّعة، وعلى مبدأ النسبية الكاملة، والاقتراع من خارج القيد الطائفي”. وأضاف: “في لبنان أرضٌ لا تزال تحت الاحتلال الصهيوني. والمطلوب موقف جامع وحازم، برفض الاحتلال والعدوان واستباحة السيادة. وليس جائزاً لأي فريق أو شخصية تحريض الخارج على لبنان. ونعتبر أن فخامة رئيس الجمهورية قرع جرس الإنذار، وعلى القضاء التحرك عفواً لمساءلة المتورّطين في التحريض على لبنان واللبنانيين. دعوتنا للجميع، بأن تعالوا نرسم معاً خطاً بيانياً مرجعه الدستور، يوحّدنا في معركة الدفاع عن حقنا وأرضنا. فالوحدة الوطنية على مبدأ الحق ليست انكساراً لمن ضلّ هذا المبدأ، بل انتصار له على موروثات مشاريع التقسيم. دعوتنا للجميع، بأن ارتقوا في الخطاب السياسي ليصبّ في مصلحة اللبنانيين ووحدتهم. فالخطر على لبنان داهم، لأن قرار الحرب بيد عدونا، وقد رأينا كيف تضاعف هذا الخطر، رغم قرار وقف إطلاق النار والضمانات الأميركية والغربية”.

وقال حردان خلال إحياء الحزب عيد تأسيسه بإقامة حفل استقبال في فندق ميتروبوليتان ـ سن الفيل، بحضور رسمي وحزبي وشعبي حاشد «إنَّ الجرائم اليوميّة التي يرتكبها العدوّ الصهيونيّ في غزّة وفلسطين المحتلّة، وفي لبنان، ولا سيَّما في الجنوب والبقاع، هي جرائم موصوفة ضدَّ الإنسانيّة، تُرتكب تحت أنظار العالم وصمته»، وشدّدَ على أنَّ «هذا الصمت ليس بريئاً، بل هو تواطؤ يمنح العدوّ صكّاً مفتوحاً لمواصلة جرائمه».
وأكّد أنَّ «الانكفاء ليس حلاًّ، والاستسلام لا يُنقذ شعباً ولا يحمي وطناً. وحده الصمود يحمي ووحدها مقاومة شعبنا، تحفظ الحقّ والكرامة»، معتبراً أنَّ «تحصين الوحدة الوطنيّة، والسعي الجادّ لبناء دولة قويّة قادرة وعادلة، يتطلّبان معالجة جذريّة للأزمات الاقتصاديّة والاجتماعيّة، وشروعاً جديّاً في تنفيذ الإصلاحات، وهذا مسار لا بدَّ منه. وعلى الدولة أن تستفيد من كلّ طاقات الشعب وقواها الحيّة، من أجل حماية السيادة وصون الكرامة، ومواجهة الاحتلال والعدوان بثقة واقتدار».
وشدّد حردان على «التمسُّك باتفاق الطائف وبالدستور المنبثق عنه، كنقطة ارتكاز لترسيخ الوحدة الوطنيّة. فلبنان لا يُحمى إلاّ بوحدته، وأيّ خروج عن مسار الطائف ودستوره، يعني الانزلاق نحو المجهول، وجعل البلد هشّاً، ضعيف البنيان والقرار»، مشدّداً على أنَّ «مسؤوليّة الدولة، بكلّ مؤسَّساتها، أن تطبّق الدستور لا أن ترفعه شعاراً للخطابات».
وأضاف: «مسؤوليّة الدولة أن توفّر كلّ الإمكانات المطلوبة للجيش اللبنانيّ. ونحنُ نؤيّد كلّ موقف يحصّن دوره، ويمكّنه من مواجهة أيّ عدوان، ونحنُ على ثقة بأنَّ مؤسَّسة الجيش تشكّل ضمانة لوحدة لبنان واستقراره وصون سيادته. وفي هذه المناسبة نحيي الجيش اللبنانيّ قائداً وقيادةً وضبّاطاً وأفراداً».
وبيّنَ أنَّ «واجبات الدولة أن تحتضن كلّ مواطنيها من دون تلكؤ، وأن تسارع في إعادة إعمار ما دمّره العدوان تعزيزاً لصمود الشعب، وليس جائزاً المساومة على هذا الحقّ خصوصاً لأبناء مناطق الجنوب والبقاع والضاحية».
وفي ما خصّ القانون الانتخابي، قال «نريده قانوناً عصريّاً يوحّد ولا يفرّق، نعم يوحّد ولا يفرّق، قائماً على الدائرة الواحدة أو الدوائر الموسَّعة، وعلى مبدأ النسبيّة الكاملة، والاقتراع من خارج القيّد الطائفيّ».
وتلقى حردان رسالة من القصر الجمهوري تضمّنت شكر رئيس الجمهورية جوزاف عون على دعوته وتشديده على أهمية دور الأحزاب في الحياة السياسية.
إلى ذلك، أشار رئيس مجلس النواب نبيه بري، في بيان، إلى أنّه «مرة جديدة يكرر العدو الإسرائيلي جريمته باستهداف المدنيين والأطفال وطلاب المدارس والجامعات وآخرها اليوم في بلدة الطيري، مطمئنًا أنّه فوق الحساب والمحاسبة، لا بل للأسف بات لبنان الملتزم القرار 1701 واتفاق وقف العمليات الحربية في تشرين الثاني 2024 محط إدانة وانتقاد». وشدّد على أنّه «لا بد للبنان من مواصلة تقديم الشكاوى لمجلس الأمن الدولي، وهو اليوم مطالب بالدعوة إلى عقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن الدولي لتكريس الحق اللبنانيّ والإدانة للخروقات الإسرائيليّة سواء باستهداف المدنيين أو ضم الأراضي».
ويُعَدّ استهداف مخيم عين الحلوة في مدينة صيدا الأول من نوعه منذ اتفاق 27 تشرين الماضي، ويهدف توسيع الإعتداءات الإسرائيلية، بحسب مصادر سياسية وعسكرية، إلى توسيع المدى الجغرافي للاستهدافات الإسرائيلية وخلق قواعد اشتباك جديدة وتوجيه رسالة لحزب الله وللدولة اللبنانية بأنه لم يعد هناك خطوط حمر للعمل العسكري الإسرائيلي في لبنان. وحذرت المصادر عبر «البناء» من أن توسيع العدوان بهذا الشكل هو مقدمة وتحضير لعدوان أكبر على لبنان قد يصل لأهداف أكبر مثل عمليات اغتيال أو أمنية خاصة وتوغلات داخل الأراضي اللبناني لاقتحام إحدى القرى الحدودية أو إنزالات أو توجيه ضربة جوية كبيرة في البقاع والجنوب والضاحية وربما العاصمة بيروت في التوقيت نفسه تحت ذرائع واهية (ضرب أهداف وبنى تحتية لحزب الله)، وذلك لبث الرعب والهلع داخل بيئة المقاومة وتهجير قسم كبير منهم إلى مناطق أخرى. كما تهدف وفق المصادر للضغط على الدولة اللبنانية للتراجع عن موقفها المتمثل بالرؤساء الثلاثة وقائد الجيش، برفض التفاوض المباشر مع «إسرائيل» وتوقيع اتفاقية سلام معها ورفض التفاوض تحت النار، والتنازل عن الحقوق السيادية، ورفض زج الجيش في مواجهة مع المقاومة وأهالي الجنوب.
ويربط مصدر سياسي اطلع على جانب من المحادثات والتواصل مع الأميركيين مؤخراً، بين التصعيد الإسرائيلي خلال اليومين الماضيين والتصعيد الأميركي الجاري في وجه السلطة اللبنانيّة والجيش اللبناني في ضوء إلغاء زيارة قائد الجيش العماد ردولف هيكل إلى الولايات المتحدة، مشيراً لـ»البناء» إلى أن الأميركيين يديرون الحرب الإسرائيلية على لبنان على ساعة حساباتهم ومصالحهم ويوقتون الضربات الإسرائيلية ونوعها وحجمها وفق ضرورات الضغط على لبنان وبالتزامن مع زيارة المبعوثين الأميركيين إلى لبنان. وأوضح المصدر أن توسيع الضربات العسكرية باتجاه مدينة صيدا في مخيم عين الحلوة هو ردّ على موقف قائد الجيش وبياناته ضد «إسرائيل» وعلى مواقف رئيس الجمهورية الذي يتعرّض بدوره إلى حملة سياسية وإعلامية كبيرة داخلية وخارجية.
وكان الاحتلال الإسرائيلي صعّد عدوانه على الجنوب مستهدفاً مساء الثلاثاء مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا جنوبي لبنان، ما أدى إلى استشهاد 14 وجرح آخرينً.
واستهدفت مسيّرة إسرائيلية أمس، سيارة في بلدة الطيري بصاروخين. وقد صودف مرور حافلة مدرسية لطلاب خلف السيارة المستهدفة، مما أدى استشهاد شخص يُدعى بلال شعيتو و11 جريحاً. كما استهدفت أحراج بلدة يارون بـ 3 قذائف إسرائيلية، ومنزلاً في بلدة بليدا ـ قضاء مرجعيون، بقذائف هاون عدة، أطلقتها مسيّرة إسرائيلية من نوع «كواد كابتر»، ما أسفر عن أضرار مادية في المكان دون تسجيل إصابات في الأرواح.
وأغارت مُسيّرات الاحتلال على مبانٍ سكنية في بلدتي شحور ودير كيفا جنوب لبنان، بعد كان هدّدها في وقت سابق ما أدى إلى نزوح عدد من الأهالي وخاصة سكان المباني المجاورة للمباني المهددة، بالإضافة إلى إجلاء طلاب المدارس في البلدتين. كما استهدف بعدد من الغارات مبنيين سكنيين في طرفلسيه وعيناثا جنوب لبنان.
وأعلنت وزارة الصحة في لبنان، أمس، عن ارتقاء شهيد وإصابة 11 مواطناً في عدوان للاحتلال الإسرائيلي استهدف بلدة الطيري، قضاء بنت جبيل، جنوب لبنان.
وأعرب «حزب الله»، في بيان، عن إدانته بـ»أشد العبارات المجزرة المروّعة التي ارتكبها العدو الصهيوني المجرم في مخيم عين الحلوة في صيدا. وشدّد على أنّ «الواجب الوطني يقتضي اتخاذ موقف حازم وموحّد في التصدي لإجرام هذا العدو وردع عدوانه بكل الوسائل الممكنة، والتمسك بكل عناصر القوة التي يمتلكها لبنان باعتبارها الضامن الوحيد لإسقاط مشاريع العدو وحماية سيادة لبنان وأمنه».
إلى ذلك بقيت الحملة الممنهجة التي تشنّها جهات سياسية وحزبية في الداخل ومسؤولون أميركيون في الخارج على الجيش وقائده ورئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب نبيه بري، تتصدّر المشهد السياسي، وعلمت «البناء» أن مجموعة لبنانيين من نواب حاليين وسابقين ووزراء سابقين ومسؤولين حزبيين يديرون حملة التحريض على رؤساء ومسؤولين لبنانيين عبر تواصلهم مع مسؤولين فاعلين في الإدارة الأميركية ووزارة الخارجية والمخابرات الأميركية، إضافة إلى نواب في الكونغرس الأميركي من أصول لبنانية مثل دارين لحود وتوم حرب وغيرهم، والهدف تحريض الإدارة الأميركيّة لاتخاذ مواقف عالية السقف ضد الرئيسين عون وبرّي وقائد الجيش لأنهم بنظر هؤلاء لم يتخذوا قرارات جدّية لنزع سلاح حزب الله وتقييده مالياً وسياسياً.
وعلمت «البناء» أنّ قرار قائد الجيش إلغاء زيارته إلى الولايات المتحدة اطلعت عليه مرجعيات رئاسية، وتجري مشاورات رئاسية مع السفارة الأميركية في بيروت ومسؤولين في واشنطن، حول ما يمكن فعله لاحتواء الخلاف بين قيادة الجيش والأميركيين ولكي لا ينعكس على الدعم المالي والعسكري واللوجستي الذي تقدّمه الولايات المتحدة للجيش.
ولفت مصدر نيابي لـ»البناء» إلى أنّ الحملة على الجيش لدفع قيادته إلى تعديل سياستها وتوجهاتها باتجاه الضغط على حزب الله وأهالي الجنوب وخلق مناخ صداميّ تستفيد منه «إسرائيل» لتوسيع عدوانها أكثر، والولايات المتحدة للضغط أكثر على الدولة، بينما تستغلّ جهات حزبية لبنانية حالة الفوضى والانقسام لتنفيذ انتشار عسكريّ بداعي الدفاع عن النفس كمقدّمة لتحقيق مآربها السياسية.
واستدعى التهجّم على الجيش حملة مواقف سياسية داعمة له، حيث أشار النائب السابق وليد جنبلاط في تصريح له إلى «أننا نتمسك باتفاق الهدنة مدركين خطورة التراجع عنه ونؤكد على ضرورة بسط سيادة الدولة على كافة الأراضي اللبنانية وترسيم الحدود وإزالة التعديات وتحرير الأسرى. وفي هذا السياق نحيي الموقف الوطني لقائد الجيش العماد رودولف هيكل».
بدوره، أجرى رئيس الحزب «الديمقراطي اللبناني» طلال أرسلان، اتصالاً هاتفياً بقائد الجيش العماد رودولف هيكل، أعرب خلاله عن «دعمه الكامل للمواقف التي يعتمدها هيكل ونهجه في قيادة المؤسسة العسكرية»، مؤكّدًا «تضامنه مع الجيش ودوره الوطني في حماية الأمن والاستقرار». وأشاد أرسلان «بالإنجازات الأمنية الأخيرة التي حقّقتها المؤسسة العسكرية»، معتبرًا أنّ «الجيش يبقى الضمانة الأساسيّة للبنان ولكلّ اللبنانيين».
وفي وقت شيّع الجيش شهداء خلال عملية أمنيّة في إطار مكافحة المخدرات في بعلبك، أجرى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون اتصالاً هاتفياً بقائد الجيش العماد رودولف هيكل وقدّم له التعازي باستشهاد العسكريّين خلال ملاحقة تجار المخدرات في حي الشراونة في بعلبك، ومتمنّياً الشفاء العاجل للعسكريين الجرحى. وقال الرئيس عون: مرّة جديدة يدفع الجيش من دم رجاله ثمن حماية المجتمع اللبنانيّ من آفة المخدرات من جهة، وتطبيق القانون من جهة أخرى. لقد انضمّ شهيدا الأمس إلى قافلة طويلة من رفاقهما الذين ضحوا بأغلى ما عندهم وفاء لقسمهم، وتأكيداً على تصميم المؤسسة العسكريّة بالتعاون مع القوى الأمنية الأخرى على المضي في تطبيق القوانين وملاحقة المرتكبين والحدّ من الجريمة على مختلف أنواعها، بالتزامن مع حماية الحدود وبسط سلطة الدولة، ولن يثني شيء الجيش عن القيام بدوره الوطني، لا الحملات المشبوهة ولا التحريض ولا التشكيك من أي جهة سواء من الداخل او الخارج.
على صعيد آخر، يعقد اجتماع اليوم في العاصمة الأردنية عمّان، بين وزراء الطاقة الأردني صالح الخرابشة واللبناني جو الصدي والسوري محمد البشير، للنقاش في استجرار الكهرباء والغاز من الأردن عبر سورية إلى لبنان، وفق ما نقلت قناة «إل بي سي اي».
وربطت أوساط سياسية بين الانفتاح الدبلوماسي – التجاري السعودي تجاه لبنان وبين التعاون الكهربائيّ الذي تبديه السلطات السوريّة، لافتة لـ»البناء» إلى أن خطوتين إيجابيتين على طريق إحياء العلاقات بين لبنان وكل من سورية والسعودية».
إلا أنّ مصادر نيابيّة وسطيّة تتواصل مع المملكة لفتت لـ»البناء» إلى أن الانفتاح السعودي خطوة إيجابية على الصعيدين التجاري والاقتصادي في لبنان، ومن المتوقع أن تنجح المباحثات السعودية – اللبنانية لفكّ الحظر عن الصادرات اللبنانيّة إلى السعودية والخليج وعن سفر السعوديين والخليجيين إلى لبنان في موسم السياحة والاصطياف، لكن لن ترقى إلى مستوى الاستثمارات وإيداع ودائع في البنك المركزي أو في المصارف اللبنانية، كاشفة أن هذا الدخول السعوديّ إلى لبنان من بوابة الاستثمارات والشركات الكبرى إلى لبنان للاستثمار في قطاعات العقارات والمشاريع وإعادة الإعمار مرتبطة ومشروطة بحصريّة السلاح وبسط سيطرة الدولة على كامل أراضيها، وإنجاز الإصلاحات التي طلبها صندوق النقد الدولي.
ووفق معلومات «البناء» فقد تمنّى الجانب اللبناني على الوفد السعودي تفعيل 21 اتفاقية الموقعة بين لبنان والمملكة على المستوى الاقتصاديّ والاستثماريّ والتجاريّ والثقافيّ والبيئيّ والإعلاميّ.
وأشار رئيس الحكومة نواف سلام، في الجلسة الختاميّة من مؤتمر «بيروت 1»، إلى أنّه «من دون الأمن والاستقرار سنفوّت فرصة النهوض أمام لبنان ولن تأتي الاستثمارات، والأمن هذا لن يتحقق إلا ببسط سلطة الدولة بقواها الشرعيّة على كافة الأراضي اللبنانيّة».
ولفت إلى أنّ «لبنان عاد إلى العالم العربيّ والعالم العربيّ بدأ يعود إلى لبنان ونأمل برفع الحظر عن الصادرات اللبنانية»، مضيفًا: «غدًا سيتمّ تدشين السكانيرز في مرفأ بيروت وأنا واثق بأن العرب سيعودون إلى لبنان».
على مقلب آخر، أعلن النواب الموقعون على عريضة حول قانون الحكومة للانتخابات النيابيّة في بيان من مجلس النواب «أن إجراء الانتخابات النيابيّة في موعدها المحدّد في أيار المقبل هو التزام دستوري لا يحتمل أي تأخير، وأن الخطوة الأساسية لضمان هذا الالتزام تبدأ بـ إدراج مشروع القانون المُعجّل الذي أحالته الحكومة على جدول أعمال الهيئة العامة فوراً».
بدوره، دعا رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل المنتشرين غير القادرين على المجيء إلى لبنان للانتخاب ومن يرغبون بانتخاب نواب للانتشار بأن «يتسجلوا قبل نهاية المهلة في 20 تشرين الثاني حتى يحفظوا وحقهم بالانتخاب». وقال: «إذا كان يجب أن تتسجّلوا للانتخابات المقبلة أم لا أو إذا كنتم ستتمكنون من الانتخاب أم لا. وأنا حزين لرؤيتي السلطة المؤلفة من كل الكتل النيابية باستثناء تكتل لبنان القوي، كيف تتآمر على حقكم بالانتخاب لتطييره وتمتنع عن تنفيذ القانون على الرغم من وجود تقرير عن كيفية تنفيذه».

 

 

 

 

 

"الشرق":

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء، إنه أجرى محادثات مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بشأن “اتفاقيات أبراهام” التي تهدف إلى تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، وأشار إلى أنّه تلقى ردّاً إيجابياً. وأضاف أن السعودية ترغب أن تكون جزءاً من هذه الاتفاقات، لكنها تشترط وجود مسار واضح نحو حلّ الدولتين.

صفقة دفاعية ومقاتلات إف-35

وخلال لقائه في المكتب البيضاوي مع ولي العهد، أعلن ترامب أن الولايات المتحدة توصلت إلى اتفاق دفاعي مع المملكة، مشيراً إلى أن واشنطن ستبيع مقاتلات إف-35 إلى السعودية ضمن صفقة تشبه تلك التي عقدتها مع إسرائيل. وصرّح: “أعتقد أن السعودية وإسرائيل، بحكم تحالفهما الوثيق، في مستوى يسمح لهما بالحصول على أفضل طائرات إف-35”.

من جهته، قال ترامب إن المملكة وافقت على ضخ استثمارات بقيمة 600 مليار دولار في الولايات المتحدة، وعلّق بالقول إنه “لو أعدت ذلك لمليار دولار، فقد يرتفع الرقم إلى تريليون دولار”. وردّ ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مؤكّداً أن بلاده تعتزم زيادة استثماراتها إلى تريليون دولار.

“قضية خاشقجي”

وفي سياق حديثه خلال اللقاء، وصف ولي العهد السعودي مقتل الصحافي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول عام 2018 بأنه “خطأ كبير” و”حادثة مؤلمة”، مؤكداً أن المملكة “تبذل كل ما في وسعها لئلا تتكرر”. من جانبه، قال ترامب إن خاشقجي، الذي كان مقيماً في الولايات المتحدة وكاتباً في صحيفة واشنطن بوست، كان “شخصاً مثيراً للجدل”، مضيفاً أن “أموراً حدثت، لكنه” – في إشارة إلى بن سلمان – “لم يكن على علم بأي شيء”.

وكان ولي العهد السعودي، في زيارة إلى الولايات المتحدة هي الأولى منذ سبع سنوات، قد استُقبل في البيت الأبيض استقبالًا رسميًا مهيبًا، حيث قرّب الرئيس ترامب لاستقباله، وأطلقت مدفعية ترحيبية مكوّنة من 21 طلقة، بينما حلّقت ست طائرات حربية فوق سماء البيت الأبيض، وفق ما أفادت به قناة “الإخبارية” السعودية.

وقال ترامب إنه قرر تصنيف المملكة العربية السعودية حليفا رئيسيا من خارج حلف شمال الأطلسي (ناتو)، خلال استضافته وليّ العهد الأمير محمد بن سلمان الذي يزور واشنطن، على مأدبة عشاء في البيت الأبيض.

وقال ترامب “الليلة، يسعدني أن أعلن أننا سنرتقي بتعاوننا العسكري إلى مستويات أعلى بتصنيف المملكة العربية السعودية رسميا حليفا رئيسيا من خارج الناتو، وهو أمر مهم جدا بالنسبة إليهم”.

يُذكر أن هذا التصنيف لم تحصل عليه إلا 19 دولة أخرى.

ووقّع الرئيس الأميركي ووليّ العهد السعودي، فجر الأربعاء، “اتفاقية الدفاع الاستراتيجي” بين البلدين، في إطار زيارة رسمية يجريها الأخير إلى الولايات المتحدة.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية “واس” أن ولي العهد محمد بن سلمان والرئيس ترامب عقدا قمّة ثنائية في البيت الأبيض.

وأضافت أن القمّة شهدت توقيع الزعيمين على “اتفاقية الدفاع الاستراتيجي”، إضافة إلى توقيع عدد من الاتفاقيات والمذكرات الثنائية الأخرى بين الجانبين.

وأوضحت “واس” أن هذه الاتفاقية “تأتي في إطار الشراكة الاستراتيجية والروابط التاريخية الراسخة التي تجمع البلدين منذ أكثر من تسعين عاما، وتمثل خطوة محورية تُعزّز الشراكة الدفاعية طويلة المدى، وتعكس التزام الجانبين المشترك بدعم السلام والأمن والازدهار في المنطقة”.

وذكرت أن الاتفاقية “تؤكد أن السعودية والولايات المتحدة شريكان أمنيان قادران على العمل المشترك لمواجهة التحديات والتهديدات الإقليمية والدولية، بما يعمّق التنسيق الدفاعي طويل الأجل، ويعزّز قدرات الردع ورفع مستوى الجاهزية، إلى جانب تطوير القدرات الدفاعية وتكاملها بين الطرفين”.

كما تضع الاتفاقية “إطارًا متينًا لشراكة دفاعية مستمرة ومستدامة، تسهم في تعزيز أمن واستقرار البلدين”، وفق الوكالة السعودية.

وفي السياق، أوضحت قناة “الإخبارية” السعودية أن ترامب وولي العهد السعودي وقّعا في البيت الأبيض على عدد من الاتفاقيات والمذكرات الثنائية شملت “الشراكة الاستراتيجية للذكاء الاصطناعي، والبيان المشترك لاكتمال المفاوضات بشأن التعاون في الطاقة النووية المدنية، واتفاقية تسهيل إجراءات تسريع الاستثمارات السعودية”.

كما شملت الاتفاقيات والمذكرات التوقيع على “الإطار الاستراتيجي للشراكة في تأمين سلاسل الإمداد لليورانيوم والمعادن والمغانط الدائمة والمعادن الحرجة، وترتيبات الشراكة المالية والاقتصادية من أجل الازدهار الاقتصادي، والترتيبات المتعلقة بالتعاون في قطاع هيئات الأسواق المالية”.

كما شمل التوقيع على “مذكرة تفاهم في مجال التعليم والتدريب، والرسائل المتعلقة بمعايير سلامة المركبات”، وفق القناة.

وعقب القمّة الثنائية بين الزعيمين، حضر وليّ العهد السعودي مأدبة عشاء رسمية مع ترامب في البيت الأبيض.

وعلى صعيد آخر، وقّع الجانبان، الثلاثاء، اتفاقات في مجالي الطاقة النووية لأغراض مدنية والدفاع.

وأعلنت الإدارة الأميركية أن البلدين صادقا على “إعلان مشترك” حول الطاقة النووية لأغراض مدنية “يُنشأ بموجبه الأساس القانوني للتعاون الذي تصل قيمته إلى مليارات الدولارات على مدى عقود” و”يجري بما يتوافق مع قواعد معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية”.

 

 

 

 

 

 "الشرق الأوسط":

تمدّدت الهجمات الإسرائيلية في الجنوب اللبناني، خلال الساعات الأخيرة، من الاستهدافات المحسوبة ضدّ مواقع عسكرية مفترضة، إلى ضربات مكثفة داخل بيئات مدنية مكتظة، مما يؤشر إلى إسقاط إسرائيل مبدأ تحييد المدنيين عن استهدافاتها.

فبعد غارة على مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين (شرق مدينة صيدا) ليل الثلاثاء، جاءت ضربة أخرى في بلدة الطيري الحدودية الأربعاء، لتصيب حافلة تقلّ طلاباً، ما يؤكد أنّ المدنيين لم يعودوا محيدين عن مسار تصعيد إسرائيلي جديد يتجاوز ساحات المواجهة التقليدية.

عين الحلوة

وليل الثلاثاء، أغارت طائرات إسرائيلية على مجمع مدني يضم ملعباً، وحوض سباحة، ومرأب سيارات في محيط مسجد خالد بن الوليد عند المدخل الغربي لمخيم عين الحلوة، أسفرت عن مقتل 13 شخصاً، وإصابة العشرات بجروح.

ورغم إعلان إسرائيل أنّها استهدفت مجمع تدريب تابعاً لحركة «حماس»، أكدت الحركة أنّ الموقع «ملعب يرتاده الفتية»، ووصفت ما جرى بأنه «مجزرة بحق المدنيين».

وعمَّ الإضراب العام في مخيم «عين الحلوة» للاجئين الفلسطينيين جنوب مدينة صيدا في جنوب لبنان، صباح اليوم (الأربعاء)، تنديداً بـ«المجزرة» التي ارتكبتها إسرائيل.

وأقفلت المدارس الرسمية والخاصة أبوابها في مدينة صيدا صباح اليوم، حداداً على ضحايا الغارة الإسرائيلية في مخيم «عين الحلوة».

الطيري

وفي بلدة الطيري، قُتل شخص، وجُرح 11 آخرون، في الغارة الإسرائيلية التي استهدفت سيارة، وقد صُودف مرور حافلة مدرسية خلفها، مما أدى إلى إصابة عدد من الطلاب وسائقها بجروح، وفق ما أعلنت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية.

وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة، التابع لوزارة الصحة العامة، في بيان أن «غارة العدو الإسرائيلي على سيارة في بلدة الطيري قضاء بنت جبيل أدت إلى استشهاد مواطن، وإصابة أحد عشر آخرين بجروح».

بري والحق اللبناني

وفي المواقف، طالب رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، بعقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن الدولي، داعياً إلى «تكريس الحق اللبناني، والإدانة للخروقات الإسرائيلية، سواء باستهداف المدنيين، أو ضمّ الأراضي».

وقال بري تعليقاً على الاستهداف الإسرائيلي الذي طال بلدة الطيري، وأسفر عن إصابة عدد من طلاب الجامعات، والمدارس: «مرة جديدة يكرر العدو الإسرائيلي جريمته باستهداف المدنيين، والأطفال، وطلاب المدارس، والجامعات، وآخرها اليوم في بلدة الطيري»، مضيفاً: «أنّ العدو يتصرف فوق الحساب، والمحاسبة، بينما بات لبنان الملتزم بالقرار 1701 واتفاق وقف العمليات الحربية في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 محط إدانة، وانتقاد، للأسف».

«حزب الله» والواجب الوطني

من جهته، دان «حزب الله» «المجزرة المروعة» في مخيم عين الحلوة، وقال في بيان: «بات على أركان الدولة اللبنانية أن يدركوا أن إظهار أي ليونة، أو ضعف، أو خضوع لهذا العدو لا يزيده إلا ‏شراسة، وتوحشاً، وتمادياً، وإن الاكتفاء بردود فعل لا ترقى إلى مستوى العدوان لن تجرّ إلا إلى مزيد من ‏الاعتداءات، والمجازر». وأضاف: «إن الواجب الوطني يقتضي اتخاذ موقف حازم، وموحد في التصدي لإجرام هذا العدو، وردع ‏عدوانه بكل الوسائل الممكنة، والتمسك بكل عناصر القوة التي يمتلكها لبنان باعتبارها الضامن الوحيد ‏لإسقاط مشاريع العدو، وحماية سيادة لبنان، وأمنه».

مشهد يومي

واعتبر النائب في البرلمان اللبناني عبد الرحمن البزري أنّ «الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة، سواء في مخيم عين الحلوة، أو في الجنوب عبر استهداف حافلة تقلّ طلاباً، تُظهر بوضوح توسّعاً خطيراً في دائرة الاستهداف ضد المدنيين»، مؤكداً أنّ «المشهد بات يعكس استخفافاً إسرائيلياً كاملاً بالضحايا، ولا سيما الأطفال، وبالحدود الدنيا للقوانين الإنسانية».

وقال البزري لـ«الشرق الأوسط» إنّ الغارة على عين الحلوة «تمثل تطوراً نوعياً خطيراً، ومجزرة حقيقية»، إذ استهدفت «أحد أكبر المخيمات الفلسطينية، وأكثرها حساسية في لبنان، رغم أنه بقي طوال سنوات بعيداً عن أي عمل عسكري على الحدود»، ورأى أنّ هذا الاستهداف «يحمل رسائل متعددة، بعضها موجّه إلى الدولة اللبنانية، وبعضها الآخر إلى الفلسطينيين، وربما أيضاً إلى اللبنانيين جميعاً أنّ المرحلة المقبلة قد تكون أكثر صعوبة».

وأشار إلى أنّ «استهداف الحافلة التي تقلّ طلاباً في الجنوب، وإصابة عدد من الطلاب، يعكس استمراراً في النهج نفسه»، موضحاً أنّ «هذه الضربات تنفّذ بلا رقيب، أو حسيب، ومن دون أي موقف دولي جدّي قادر على وقفها، أو محاسبة مرتكبيها»، الأمر الذي جعل من إصابة المدنيين «خبراً يكاد يتحوّل إلى مشهد يومي مألوف نتيجة تكرار الاعتداءات».

وشدد البزري على أنّ ما يجري «هو خرق واضح للسيادة اللبنانية، ومحاولة لرفع مستوى التصعيد»، لافتاً إلى أنّ «الآلية الدولية و«الميكانيزم» لم يعودا قادرين على ردع هذا السلوك، أو حتى الحدّ من حجم الضرر الذي يوقعه».

وعن إمكان توسّع الاستهدافات، قال البزري إنّ «الاحتمال كبير، والتطورات الأخيرة تُعدّ مؤشراً على مسار أكثر خشونة، وخطورة»، داعياً إلى «تحصين الساحة الداخلية سريعاً، وتكثيف التواصل مع الأشقاء، والأصدقاء لخلق ضغط فعّال على الاحتلال لوقف عدوانه».

ضغط متعدد المستويات

لا يقتصر المشهد على البعد الإنساني، والسياسي الذي حذّر منه البزري، إذ يذهب الخبراء العسكريون إلى قراءة أكثر عمقاً لطبيعة الرسائل الإسرائيلية، وخلفياتها الميدانية، وهو ما يشرحه العميد المتقاعد ناجي ملاعب بقوله: «إنّ الاستهداف الإسرائيلي لمخيم عين الحلوة بهذه الطريقة، أمام مسجد، ومن دون أي احترام لحرمة المدنيين، وبالكثافة التي أدّت إلى مقتل 13 شخصاً وإصابة آخرين، يحمل جملة رسائل في أكثر من اتجاه».

ورأى ملاعب في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنّ «الهدف الأول هو ردّ مباشر على موقف حركة (حماس) بعد صدور قرار مجلس الأمن بالموافقة على خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب»، موضحاً أنّ «(حماس) لم ترفض الخطة كلياً، بل رفضتها بشكل مشروط، مشدّدة على أنها لن تسلّم سلاحها إلا لسلطة فلسطينية تُنشأ لإدارة غزة». واعتبر أنّ «مجرد ظهور الخبر في الإعلام باعتبار أن (حماس) رفضت الخطة أعطى إسرائيل ذريعة لمهاجمة مخيم فلسطيني».

وأشار إلى أنّ «هناك بُعداً آخر مرتبطاً بالنمط الإسرائيلي المتكرر في الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث ركّزت إسرائيل سابقاً على استهداف المخيمات تحديداً، كما حصل في جباليا، وسائر المخيمات، في محاولة لإيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا، ولضرب البيئة اللاجئة التي هجّرتها إسرائيل أساساً من أراضيها».

واعتبر ملاعب أنّ «مخيم عين الحلوة يقع في صلب هذا النمط، إذ تتعامل إسرائيل مع المخيمات باعتبارها بيئات يجب ضربها، وإضعافها». وأوضح أنّ الاستهداف الأخير «يحمل أيضاً رسالة إلى السلطة اللبنانية، مفادها بأنّ السلاح داخل المخيمات ما زال حياً، وأن هناك خلايا، وعناصر مدرّبة، وأن الحديث عن انتهاء دور هذا السلاح غير دقيق»، لافتاً إلى أنّ هذه الرسالة «تتقاطع مع الضغوط الأميركية على الدولة اللبنانية، والتي ظهرت أخيراً في خطوة إلغاء زيارة قائد الجيش إلى أميركا».

وتوقف ملاعب عند الاستهداف الذي طال سيارة قرب بلدة الطيري في الجنوب، وتضررت خلفها حافلة تقلّ طلاباً، معتبراً أنّه «جزء من سياسة الضغط النفسي، والتصعيد المعنوي على المجتمع الجنوبي، وأنه يدخل ضمن منظومة الاستهداف التي تطال البنى التحتية، واللوجستيات، والمساكن الآمنة، باعتبارها وسيلة ضغط متقدمة». وأكّد أنّ ما يجري «يتقاطع أيضاً مع طلب لجنة (الميكانيزم) الدولية من الجيش اللبناني دخول المنازل في الجنوب وتفتيشها»، معتبراً أنّ «هذا الضغط متعدد المستويات يعكس مرحلة جديدة في مسار التصعيد الإسرائيلي».

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية