اللواء: بابا السلام يشهد على وطن لن «يموت ولن يستسلم» وفد مجلس الأمن إلى بيروت وأورتاغورس تمثِّل واشنطن وبراك يمهِّد للعدوان!
الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Dec 02 25|09:17AM :نشر بتاريخ
اليوم يُنهي البابا لاوون الرابع عشر رحلته التاريخية الى لبنان، ومعه دعمٌ مطلقٌ للبنان الرسالة، ورفع راية السلام والاستقرار في مواجهة استهداف لبنان والاعتداء على سلامه واستقراره.
وعكست الحفاوة اللبنانية البالغة التي استقبل بها لبنان الرسمي والروحي والشعبي والسياسي بابا الفاتيكان ارتياحاً لدى الزائر الكبير، الذي استمع الى شهادات الشبيبة، ومواقف ممثلي الطوائف الكبرى المكوِّنة للمجتمع اللبناني، وكادت العاطفة القوية لديه ان تكون الاجابة العملية لما سيسعى اليه البابا دفاعاً عن لبنان الرسالة، ونموذج التعايش، والطموح الى معاندة الازمات والمخاطر، بدءاً من المخاطر الاسرائيلية التي تتوعد البلد بمناسبة وبغير مناسبة.
وسيختم البابا زيارته التاريخية بقداس عند واجهة بيروت البحرية..
وقالت اوساط سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان المحطة الثانية للحبر الأعظم لم تختلف عن محطته الأولى لناحية ما صدر عنه من مواقف بشأن تمسكه بمبدأ السلام والعيش المشترك، لكن هذه المحطة كانت حافلة باللقاءات والمواقف التي منحت فسحة امل للبنان وكان مستمعا فيها وعازما على الإصغاء.
ولفتت هذه المصادر الى ان توزع زيارات بين ضريح القديس شربل والصلاة ولقاء مع الاساقفة والكهنة والمكرَّسين والعاملين في الراعويات في مزار سيدة لبنان واللقاء المسكوني بين الأديان في ساحة الشهداء كما اللقاء مع كُلٍّ من الشباب في ساحة الصرح البطريركي في بكركي والبطاركة الكاثوليك في السفارة البابوية خطفت الأضواء وشهدت على النموذج الفريد للبلد وهو الذي يدركه البابا ويتفهم خصوصيته.
الى ذلك، لاحظت هذه المصادر استياء عدد من الشخصيات السياسية حول البروتوكول في لقاءات قداسة البابا الأمر الذي لم يؤثر على الاستقطاب الواسع لها شعبيا ورسميا، معلنة ان البابا لاوون الرابع عشر خاطب الجميع حول وقائع بعيدا عن اي إحباط انما حض على الأمل.
وكانت المحطة الأولى من زيارة البابا لاوون الرابع عشر الى بيروت مرت بسلام، محطة أظهرت نجاح الرئاسة الأولى في التحضير لهذه الزيارة وعكست قيمة لبنان المتنوعة وسعي هذا البلاد الى الرجاء الدائم وعدم الاستسلام. كل تفصيل سواء كان صغيرا او كبيرا كان كاملا في القصر الجمهوري الذي استقبل البابا بحفاوة بالغة تليق بالضيف الكبير. اقل من ساعتين امضاهما الحبر الأعظم في رحاب الرئاسة الأولى وكانتا اكثر من كفيلتين في ان يستمع من الرؤساء الثلاثة جوزاف عون ونبيه بري ونواف سلام كُلًّا على حرصهم على سعيهم الى السلام.
تحت عنوا«طوبى لفاعلي السلام»، جاءت زيارة الحبر الأعظم الى لبنان، وهي أولى خارجية له بعد توليه السدة البابوية.
في كلمة لكُلٍّ من البابا لاوون الرابع عشر ورئيس الجمهورية امام المسؤولين في البلاد من رؤساء سابقين ووزراء ونواب وسفراء ورؤساء الطوائف المسيحية والإسلامية وكبار المسؤولين والأعلاميين، تحدثا لغة واحدة لغة الرجاء والمساحة الواحدة والشراكة وعدم اليأس. وقال الرئيس عون متوجها الى قداسة البابا : أبلغوا العالم اننا لن نموت ولن نستسلم، مركِّزاً على قدسية لبنان.
اما قداسة الحبر الأعظم فقال:يمكن أن يفتخر لبنان بمجتمع مدني نابض بالحياة، غني بالكفاءات، وبشباب قادرين على أن يعبّروا عن أحلام وآمال بلد بأكمله. أشجعكم إذاً على ألا تنفصلوا أبداً عن شعبكم، وأن تضعوا أنفسكم في خدمة شعبكم، الغني بتنوّعه، بالالتزام والتفاني.
ولاحظت اوساط مراقبة عبر «اللواء» كيفية اختيار البابا التعابير الموجهة الى اللبنانيين ونضالاتهم وتنوعهم الديني وأهمية حض الشباب على العودة الى الوطن، مشيرة الى ان هذا الخطاب تلاقى مع خطاب الرئيس الذي كان متكاملا ومفصلا في نقاط السلام والتعايش.
وقالت ان هناك عدة خطابات لقداسة البابا والتي يمكن ان يستشف منها الرسائل التي يراد إيصالها والتي لا تختلف عن رسائل الباباوات الذين زاروا لبنان وأرسوا ثقافة المحبة والإيمان.
إذاً في القصر الجمهوري في بعبدا كان الحشد السياسي بإختلاف اطيافه على موعد مع لقاء ضيف جمع في زيارته المتناقضين في صورة يحتاجها لبنان الرازح تحت أعباء عدة ويواجه تهديدات يومية.
وعلى طريق القصر ايضا، كان الإستقبال الشعبي مشهدية تحدَّت عوامل الطقس للترحيب ببابا السلام.
وكانت زيارة البابا لاوون الرابع عشر الى لبنان طغت على المشهد اللبناني بكل وجوهه السياسية والروحية حتى الامنية، ولكنها تزامنت مع استمرار الاعتداءات الاسرائيلية وتحذيرات من الاحتلال ومن الموفد الاميركي توم براك وتسريبات عن ان التصعيد العسكري ضد لبنان حاصل بعد زيارة البابا، على امل ان يتولى الحبر الاعظم في اتصالاته لا سيمامع الجانب الاميركي العمل على تهدئة التصعيد الاسرائيلي. بإنتظار ما ستحققه المساعي التي ستتجدد هذا الاسبوع لمنع اي تصعيد يؤدي الى مواجهة عسكرية جديدة، مع الكلام عن احتمال ان يرد حزب لله على الخروقات المعادية، فيما اعلن جيش الاحتلال حالة التأهب على الحدود الشمالية لفلسطين مع لبنان وسوريا وتفقد قائد الجبهة الشمالية الجنرال ميلو جنوده هناك.
اليوم الثاني
وبُعيد الساعة السابعة والنصف اختتم البابا يومه الثاني وعاد الى مقر السفارة البابوية.
وكان نشاط اليوم الثاني حافلاً، فزار البابا لاوون بازيليك سيدة لبنان حريصا، وترأس اللقاء المخصص للاساقفة والكهنة المكرسين والعاملين في الحقل الرعوي، وقال في كلمة اننا نتضرع الى لله من اجل لبنان وكل المشرق، مؤكداً ان لا سلام من دون محادثات وحوار.
وفي ساحة الشهداء وسط بيروت، عقد اللقاء المسكوني والحواري بين الاديان الذي جمع البابا برؤساء الطوائف المسيحية والاسلامية، واكثر من 300 مدعوٍّ.
وخاطب البابا الشبيبة في لقاء بكركي، المستقبل بين ايديكم ولديكم فرصة تاريخية لتغيير المستقبل والحب قادر على معالجة جروح الجميع، ومباركون من يحملون السلام، ويضعونه وهولاء هم ابناء لله.
وخصص اليوم الثاني للصلاة، مروراً بسيدة حريصا وصولاً الى لقاء البطاركة في السفارة البابوية واللقاء المسكوني وتم لقاء الشبيبة في بكركي.
بابا السلام والتسامح
وانشغل المسؤولون بالزيارة، وما صدر من مواقف عن البابا يومي الاحد والاثنين لا سيما حول الدعوة الى تحقيق السلام، كل المسؤولين الرسميين والنواب والقوى السياسية والكنيسة بكل تنوعها والقيادات الروحية الاسلامية، لا سيما في محطتين من محطات الزيارة: محطة وصول البابا الى المطار بعد ظهر الاحد والاستقبال الحاشد له على طريق المطار في الضاحية الجنوبية من قبل حزب لله الذي حشد 3 آلاف كشفي من كشافة المهدي بأعلامهم وفرقتهم الموسيقية. ومحطة الاستقبال الرسمي له في القصر الجمهوري بحضور الرؤساء جوزيف عون ونبيه بري ونواف سلام والوزراء ورؤساء واعضاء الكتل النيابية، وكان بينهم رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد على رأس وفد من الكتلة.
وعقد البابا لاوون اجتماعات قصيرة منفصلة مع الرؤساء عون وبري وسلام، تناول البحث خلالها الوضع اللبناني لا سيما احتلال اسرائيل لمساحات واسعة من الاراضي اللبنانية في الجنوب واستمرار اعتدءاتها على لبنان وخروقاتها للقرار 1701 واتفاق وقف الاعمال العدائية. وسبل التوصل الى تسوية للموضوع.
والقى الرئيس عون كلمة في استقبال البابا بالقصر مما قال فيها: واجبٌ الإنسانية الحية الحفاظِ على لبنان. لأنه إذا سقطَ هذا النموذجُ في الحياة الحرة المتساوية بين أبناء ديانات مختلفة، فما من مكانٍ آخرَ على الأرض، يَصلحُ لها. وكما قلت في نيويورك، أكرر من بيروت: إذا زالَ المسيحيُ في لبنان، سقطت معادلة الوطن، وسقطت عدالتُها. وإذا سقطَ المسلمُ في لبنان، اختلت معادلة الوطن، واختلّ اعتدالها. وإذا تعطل لبنانُ أو تبدل، سيكونُ البديلُ حتماً، خطوطَ تماسٍ في منطقتِنا والعالم، بين شتى أنواعِ التطرّفِ والعنفِ الفكري والمادي وحتى الدموي.
اضاف عون: ونحن نجزم اليوم، بأن بقاء هذا اللبنان، الحاضر كله الآن من حولكم، هو شرط لقيام السلام والأمل والمصالحة بين أبناء ابراهيم كافة. وفي أرضنا اليوم، وأرض منطقتنا، الكثير من القهر، والكثير من المتألمين. وجراحهم تنتظر لمستكم المباركة. وتتطلع إلى سماع وإسماع صوتكم العظيم الشجاع.
وتابع: أبلغوا العالم عنا، بأننا لن نموت ولن نرحل ولن نيأس ولن نستسلم. بل سنظل هنا، نستنشق الحرية، ونخترع الفرح ونحترف المحبة، ونعشق الابتكار، وننشد الحداثة، ونجترح كل يوم حياة أوفر… أبلغوا العالم عنا، بأننا باقون مساحة اللقاء الوحيدة، في كل منطقتنا، وأكاد أقول في العالم كله. حيث يمكن لهذا الجمع أن يلتقي حول خليفة بطرس. ممثلين متفقين لكل أبناء ابراهيم، بكل معتقداتهم ومقدساتهم ومشتركاتهم… فما يجمعه لبنان، لا يسعه أي مكان في الأرض. وما يوحده لبنان لا يفرقه أحد. بهذه المعادلة يعيش لبنان في سلام مع منطقته، وفي سلام منطقته مع العالم.
اما البابا فقال في كلمته: إنّه لفرحٌ كبيرٌ لي أن ألتقي بكم وأزور هذه الأرض حيث «السّلام» هو أكثر من مجرَّد كلمة: السّلام هنا هو شَوق وهو مصير، وهو عطيّة وورشة عمل مفتوحة دائمًا. أنتم مكلَّفون بالسُّلطة في هذا البلد، كلٌّ في مجاله الخاصّ وبأدوار محدّدة. ومن منطلق هذه السُّلطة، أودّ أن أوّجه إليكم كلام يسوع، الذي تمّ اختياره ليكون مصدر إلهام أساسيّ لهذه الزّيارة: طوبى لفاعلي السّلام».. بالتّأكيد، هناك ملايين اللبنانيّين، هنا وفي كلّ العالم، يخدمون السّلام بصمت، يومًا بعد يوم. أمّا أنتم، الذين تحملون المسؤوليّات المختلفة في مؤسّسات هذا البلد، فلَكُم تطويبة خاصّة إن استطعتم أن تُقَدِّموا هدف السّلام على كلّ شيء. أودّ، في لقائنا هذا، أن أفكّر معكم قليلًا في معنى أن نكون فاعلي سلام في ظروف بالغة التّعقيد، ومليئة بالصّراعات والاضطراب.
اضاف: باﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺟﻤﺎل اﻟﻄّﺒيـﻌﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن وﻏِﻨﺎه اﻟﺜّﻘﺎﻓﻲّ، اﻟﻠﺬيـﻦ أﺷﺎد ﺑهـﻤﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺟﻤيـﻊ أﺳﻼﻓﻲ اﻟﺬيـﻦ زاروا ﺑﻠﺪﻛﻢ، ﺗﺘﺠﻠّﻰ ﺻﻔﺔٌ ﺗُﻤيـّﺰ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧيـّيـﻦ: أﻧﺘﻢ ﺷﻌﺐ ﻻ يـﺴﺘﺴﻠﻢ، ﺑﻞ يـﻘﻒ أﻣﺎم اﻟﺼّﻌﺎب ويـﻌﺮف داﺋﻤًﺎ أن يـُﻮﻟَﺪ ﻣﻦ ﺟﺪيـﺪ ﺑﺸﺠﺎﻋﺔ. ﺻﻤﻮدﻛﻢ هـﻮ ﻋﻼﻣﺔ ﻣﻤيـّﺰة ﻻ يمكن اﻻﺳﺘﻐﻨﺎء ﻋﻨهـﺎ ﻟﻔﺎﻋﻠﻲ اﻟﺴّﻼم اﻟﺤﻘيـﻘيـّيـﻦ: ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ، ﻋﻤﻞ اﻟﺴّﻼم هـﻮ ﺑﺪايـﺔ ﻣﺘﺠﺪّدة وﻣُﺴﺘﻤﺮّة. اﻻﻟﺘﺰام ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺴّﻼم، وﻣﺤﺒّﺔ اﻟﺴّﻼم ﻻ يـﻌﺮﻓﺎن اﻟﺨﻮف أﻣﺎم اﻟهـﺰاﺋﻢ اﻟﻈّﺎهـﺮة، وﻻ يـﺴﻤﺤﺎن ﻟﻠﻔﺸﻞ ﺑﺄن يـﺜﻨيـهـﻤﺎ، ﺑﻞ طﺎﻟِﺐ اﻟﺴّﻼم يـﻌﺮف أن يـﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﺒﻌيـﺪ، ﻓيـﻘﺒﻞ ويعاﻧﻖ ﺑﺮﺟﺎء وأﻣﻞ ﻛﻞّ اﻟﻮاﻗﻊ. يـﺘﻄﻠّﺐ ﺑﻨﺎء اﻟﺴّﻼم ﻣﺜﺎﺑﺮة، وﺣﻤﺎيـﺔ اﻟﺤيـﺎة وﻧﻤﻮّهـﺎ ﺗﺘﻄﻠّﺐ إﺻﺮارًا وﺛﺒﺎﺗًﺎ.
وتابع: ﺗﺒﺪو اﻟﻘﺮارات اﻟﻜﺒﺮى وﻛﺄﻧّهـﺎ ﺗُﺘّﺨﺬ ﻣﻦ ﻗِﺒﻞ ﻗﻠّﺔ ﻣﻦ اﻟﻨّﺎس، وأﺣيـﺎﻧًﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب اﻟﺨيـﺮ اﻟﻌﺎم، ويـَﻈهـﺮ ذﻟﻚ ﻛﺄﻧّﮫ ﻗﺪرٌ ﻣﺤﺘﻮم. أﻧﺘﻢ ﻋﺎﻧَيـﺘﻢ اﻟﻜﺜيـﺮ ﻣﻦ ﺗﺪاﻋيـﺎت اﻗﺘﺼﺎد ﻗﺎﺗﻞ، وﻣﻦ ﻋﺪم اﻻﺳﺘﻘﺮار اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ اﻟﺬي ﺧﻠّﻒ آﺛﺎرًا ﻣﺪﻣّﺮة ﻓﻲ اﻟﻤﺸﺮق أيـﻀًﺎ، وﻣﻦ اﻟﺘّﺸﺪّد وﺗﺼﺎدم اﻟهـﻮيـّﺎت وﻣﻦ اﻟﻨّﺰاﻋﺎت، ﻟﻜﻨّﻜﻢ أردﺗﻢ وﻋﺮﻓﺘﻢ داﺋﻤًﺎ أن ﺗﺒﺪأوا ﻣﻦ ﺟﺪيـﺪ».
لكن البابا رأى انه «يـﻤﻜﻦ أن يـﻔﺘﺨﺮ ﻟﺒﻨﺎن ﺑﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﺪﻧﻲّ ﻧﺎﺑﺾ ﺑﺎﻟﺤيـﺎة، ﻏﻨﻲّ ﺑﺎﻟﻜﻔﺎءات، وﺑﺸﺒﺎب ﻗﺎدريـﻦ ﻋﻠﻰ أن يـﻌﺒّﺮوا ﻋﻦ أﺣﻼم وآﻣﺎل ﺑﻠﺪ ﺑﺄﻛﻤﻠﮫ. أﺷﺠّﻌﻜﻢ إذاً ﻋﻠﻰ أﻻّ ﺗﻨﻔﺼﻠﻮا أﺑﺪًا ﻋﻦ ﺷﻌﺒﻜﻢ، وأن ﺗﻀﻌﻮا أﻧﻔﺴﻜﻢ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﺷﻌﺒﻜﻢ، اﻟﻐﻨﻲّ ﺑﺘﻨﻮّﻋﮫ، ﺑﺎﻻﻟﺘﺰام واﻟﺘّﻔﺎﻧﻲ».وقال:ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ، اﻟﺴّﻼم هـﻮ أﻛﺜﺮ ﺑﻜﺜيـﺮ ﻣﻦ ﺗﻮازن داﺋﻤًﺎ ﻣهـﻠهـﻞ، ﺑيـﻦ اﻟﺬيـﻦ يـﻌيـﺸﻮن ﻣﻨﻔﺼﻠيـﻦ ﺗﺤﺖ ﺳﻘﻒ واﺣﺪ. اﻟﺴّﻼم هـﻮ أن ﻧﻌﺮف أن ﻧﻌيـﺶ ﻣﻌًﺎ، ﻓﻲ وَﺣﺪة وﺷﺮﻛﺔ، ﻣﺘﺼﺎﻟﺤيـﻦ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ. اﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ، اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻨﺎ ﺑﺄن ﻧﻌيـﺶ ﻣﻌًﺎ، وﺗُﻌَﻠِّﻤﻨﺎ أيـﻀًﺎ أن ﻧﻌﻤﻞ ﻣﻌًﺎ، ﺟﻨﺒًﺎ إﻟﻰ ﺟﻨﺐ، ﻣﻦ أﺟﻞ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﻣﺸﺘﺮك. إذاّك، يـﺼيـﺮ اﻟﺴّﻼم ﺗﻠﻚ اﻟﻮﻓﺮة اﻟﺘﻲ ﺳﺘﺪهـﺸﻨﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ يـﺘّﺴﻊ أﻓﻘﻨﺎ إﻟﻰ ﻣﺎ وراء ﻛﻞّ ﺣد وﺣﺎﺟﺰ.
اما نهار يوم امس، فكان كنسياً وروحياً بإمتياز حيث زار البابا دير مار مارون في عنايا واضاء شمعة على ضريح القديس شربل، وقال امام الضريح: أن لله أنعم عليّ بهذه الزيارة للمزار التي طالما تمنيتها. نطالب بالسلام للعالم وتحديدًا للبنان والشرق الأوسط ونذكّر أن لا سلام من دون محادثات.
وكتب البابا عبر حسابه الرسمي على منصة «إكس»: نود في هذا اليوم أن نوكل احتياجات الكنيسة ولبنان والعالم إلى شفاعة القديس شربل. للكنيسة نطلب الوحدة. وللعالم نطلب السلام، لاسيما من أجل لبنان ومن أجل المشرق. لا سلام بدون ارتداد القلوب. ليساعدنا القديس شربل على التوجه إلى لله طالبين منه هبة الارتداد.
ثم القى كلمة امام الحضور مما قال فيها: من أجل الكنيسة نطلب الشركة والوحدة بدءًا بالعائلات الكنائس البيتية الصغيرة، ثم الجماعات المؤمنة في الرعايا والأبرشيات، وصولاً إلى الكنيسة الجامعة. شركة ووحدة. أما من أجل العالم فَلنَطلبِ السَّلام. نطلب السلام، بصورة خاصة، من أجل لبنان وكل المشرق.
وانتقل البابا من عنايا الى بازيليك سيدة حريصا للقاء الاساقفة ومسؤولي الشبيبة بحضور الرئيس عون وزوجته والبطريرك بشارة الراعي، حيث جرت صلاة. والقى كلمة مما قال فيها: هذا الموقع الموحّد للشعب اللبناني يعطينا دفعًا لمواصلة الصلاة رغم صوت السلاح. أفكر في المسؤولية التي تقع علينا جميعا تجاه الشباب ومن الضروري أن نعزز حضورهم حتى في المجالات الكنسية بالرحمة ننتصر والشباب مسؤوليتنا.وخاطب اللبنانيين قائلا: كونوا مبدعين كي تنتصر الرحمة.
وإحتضنت ساحة الشهداء في وسط بيروت، عند الرابعة من بعد ظهر امس، اللقاء المسكوني والحواري بين الأديان، الذي جمع البابا لاوون الرابع عشر برؤساء الطوائف في لبنان وأكثر من 300 مدعوٍّ. وعقد اللقاء في خيمة بنيت خصيصاً لهذا الحدث والتي تضم مسرحاً صمم بشكل دائري كرمز للعائلة المتحدة. وغرس في وسط المكان شجرة زيتون رمزا للسلام.اضافة الى حضور منشدين من جوقات: «سيستاما بيروت ترنم»، ودار الأيتام الاسلامية و«مؤسسة الإمام الصدر».
وشارك في اللقاء كل رؤساء الطوائف اللبنانية وحشد من رجال الدين، وتحدث رؤساء الطوائف عن ضرورة التلاقي والحوار وتكريس العيش الواحد «مع الحفاظ على الخصوصيات» كما قال مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في كلمته. اما البابا فألقى كلمة مؤثرة مما قال فيها: يرتكز الحوار في الشرق الاوسط على الراوبط الروحية التي تجمع المسيحيين مع المسلمين واليهود. في هذه الأرض لم ينطفئ صدى الكلمة وتنظر الانسانية الى الشرق الاوسط بقلق وإحباط أمام صراعات مؤلمة عبر الزمن ومع ذلك رغم التحديات نجد معنى للرجاء والعزاء.ويبقى شعب لبنان بدياناته المختلفة يذكّر بقوة بأن الأحكام المسبقة ليست لها الكلمة الأخيرة، انما المصالحة والسلام أمر ممكن وهذه الارض شاهدة للحقيقة الدائمة بأن المسيحيين والاسلام والدروز وسواهم قادرون على العيش معاً في بلد يتحلى بالحوار.
اضاف: الحوار يجب أن يرفض التفرقة والاضطهاد، وإن كان لبنان مشهوراً بأرزه الشامخ فإن شجرة الزيتون تشكّل حجر أساس في تراثه ومذكورة في النصوص المقدسة لدى الاسلام والمسيحيين واليهود. هذا الحوار لا تمليه أولا اعتبارات براغماتية سياسية أو اجتماعية، بل يستند، قبل كل شيء، إلى أُسَسٍ لاهوتية مرتبطة بالإيمان.
واوضح انه في زمن يبدو فيه العيش معا حُلُمًا بعيد المنال، يبقى شعبُ لبنان، بدياناته المُختَلِفَة، مذكّرًا بقوة بأنّ الخوف، وانعدام الثقة والأحكام المُسبَقَةِ ليست لها الكلمةُ الأخيرة، وأنّ الوحدة والشركة والمصالحة والسّلامَ أمرٌ مُمكن. إنّها رسالة لم تتغيَّر عبر تاريخ هذه الأرض الحبيبة.
واكدالبابا: الشهادة للحقيقة الدائمة بأنّ المسيحيين والمسلمين والدّروز وغيرهم كثيرون، يُمكنهم أن يَعِيشُوا معا ويَبنُوا معًا وطنًا يَتَّحدُ بالاحترام والحوار.
وشهد الصرح البطريركيّ في بكركي لقاء مميزا للبابا لاوون الرابع عشر، في السادسة من غروب الامس، مع شباب لبنان والعالم في باحة الصرح الخارجية. وتسجل أكثر من 12 الف و800 شخص على منصة اللقاء من مختلف الطوائف والكنائس المارونية والأرثوذكسية والبروتستانية واللاتينية والإنجيلية، إضافة الى ممثلين عن الطوائف الإسلامية ومعهم مجموعات تتعاون مع مكتب راعوية الشبيبة في لقاءات اللجنة المسكونية ولجنة العلاقات مع الأديان الأخرى.
وبعد عروض مسرحية دينية وشهادات من شباب لبنان عن تجاربهم، انتهى اللقاء بكلمة للبابا مما قال فيها:أشكركم جميعا على هذا الاستقبال وأشكر البطريرك الراعي على كلماته المعبّرة وأحيي الشباب القادمين من لبنان وسوريا والعراق والاردن.
أضاف: الشهادات التي سمعتها تحكي عن الامل والحب رغم الصعاب التي يواجهها الشباب اللبناني.أن تاريخ لبنان كان مليئاً بالإنجازات والتميّز لكن فيه أيضاً جروحاً عميقة يصعب معالجتها.
تابع: المستقبل بين أيديكم ولديكم فرصة تاريخيّة لتغيير المستقبل والحبّ قادر على معالجة جروح الجميع.وأن وطنكم سيستعيد شبابه علامة الوحدة والخصوبة عند الشعب.
ورأى ان «السلام ليس كاملاً إنّ كان ثمرة مصالح لبعض الشخصيات، وليس هناك من سلام من دون عدالة ولا عدالة من دون غفران».
واكد ان لبنان سيزدهر مجدداً بشكل جميل وشامخ كالأرزة ونجد الكثير من الميزات في المجتمع اللبناني نتيجة العمل الشجاع والدؤوب للكثيرين ممّن يشبهون جذور الأرزة المترسخة في الأرض.
وقال البابا للشبيبة: كونوا مصدر الأمل الذي تنتظره هذه البلاد، ويسوع مات وقام من أجل خلاصنا جميعاً وهو دليل الصفح الذي ينجينا من كل شرير ومنه نتعلم السلام. لا سلام من دون عدالة ولا عدالة من دون تسامح وأجمل صورة لوجود لله بيننا هو الحب والمساعدة.
وفد مجلس الأمن
على صعيد دبلوماسي، تصل بعد غد الخميس الى بيروت بعثة مجلس الامن الدولي آتية من سوريا، وتضم 14 سفيراً يمثلون الدول الاعضاء باستثناء السفيرة دورثي شيا، ممثلة الولايات المتحدة في المجلس، حيث ستحل مكانها السفيرة مورغن اورتاغوس، والتي قد تصل اليوم او صباح غد للمشاركة في اجتماع الميكانيزم في الناقورة.
وفي برنامج البعثة الاممية للقاءات تشمل الرؤساء الثلاثة وقائد الجيش للاطلاع على مدى سيطرة الجيش على المنطقة المحررة هناك.
وترددت معلومات ان الميكانزيم ستعقد اجتماعها الخميس بالتزامن مع جلسة مجلس الوزراء للاستماع الى التقرير الثالث عن حصر السلاح جنوب الليطاني، والذي سيقدمه قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل.
وجرت تكهنات ان اورتاغوس، قد تتطرق الى المفاوضات بين لبنان واسرائيل لجهة المستوى التفاوضي الذي لا يمانع لبنان من الوصول اليه، سواءٌ على الصعيد المدني او الدبلوماسي، وقد تعود الجمعة الى بيروت للقاء المسؤولين في ضوء اجتماع الميكانيزم.
وفي السياق الدبلوماسي الاميركي، ذكرت مصادر قناة «الحدث» : أنّ المبعوث الأميركي توم براك حمل رسالة للعراق تحذّر من عملية إسرائيلية قريبة ضد حزب لله بلبنان.وأوضحت المصادر أنّ براك أكد برسالته للعراق أن عملية إسرائيل في لبنان ستستمر حتى نزع سلاح حزب لله. وحذر براك العراق «من ضربة إسرائيلية قاسية له إذا تدخلت الفصائل إلى جانب حزب لله».
ومن المرتقب ان يصل وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني غداً الأربعاء إلى بيروت في زيارةٍ يلتقي خلالها الرؤساء الثلاثة، في اطار المساعي العربية ومنها المصرية والسعودية لمعالجة التوترات عند الحدود.
تراجع الاعتداءات ومواصلة التهديدات
ولئن كانت نسبة الاعتداءات تراجعت بعض الشيء، واقتصرت على اعمال استفزازية كإطلاق القنابل، او استعراض القوة بمواجهة الاهالي في القرى الامامية، فإن المخاوف آخذة بالتزايد مع عدوانية.
وقد بدأ الاحتلال الاسرائيلي حملة اتهامات ضد قوات اليونيفيل بهدف تسريع انسحابها من جنوب لبنان، ليأخذ مداه في العداون على لبنان من دون رقابة دولية على انتهاكاته لإتفاق وقف الاعمال العدائية. وفي هذا الاطار، زعمت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي «أن الجيش أعرب عن قلقه من تسريب اليونيفيل معلومات عسكرية واستخباراتية حساسة إلى حزب لله».
ونقلت عن مسؤول عسكري رفيع المستوى قوله: «إن اليونيفيل قوة مزعزعة ولا تساهم في نزع سلاح حزب لله».وأضاف: وجود اليونيفيل يمس حرية عملنا وقلقون من تسرب صور أنشطة قواتنا لحزب لله..وكلما أسرعت اليونفيل في مغادرة المنطقة وإنهاء أنشطتها كان ذلك أفضل».
وزار قائد المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال الإسرائيلي رافي ميلو، مواقع عسكرية على امتداد الحدود مع سوريا ولبنان، للاطلاع على تدريبات القوات وإجراء تقييمات ميدانية للجهوزية.
وبحسب ما نقلت صحيفة «جيروزاليم بوست»، أجرى ميلو سلسلة اجتماعات ميدانية خلص فيها إلى «أنّ القوات المنتشرة في مستوى عالٍ من التأهب دفاعيًا وميدانيًا، ومستعدة لأي تطورات محتملة في منطقتي سوريا ولبنان».وقال ميلو: إن الجيش لن يسمح بترسُّخ الإرهاب على الحدود، وأن وحدات الجيش ستواصل العمل بحزم وبمبادرة لإزالة التهديدات قبل تطورها!
وتطرّق ميلو إلى العملية الأخيرة في بلدة بيت جن بريف دمشق، التي وصفها بأنها «جزء من سلسلة عمليات واسعة لمكافحة الإرهاب جنوبي سوريا، مشيرًا إلى إصابة ستة جنود من قوات الاحتياط خلالها.
وأضاف: أن الجيش ماضٍ في «العمل الاستباقي» في المناطق الحدودية، معتبرًا أن الدفاع المتقدم هو عنصر أساسي في حماية المستوطنات والحدود الشمالية.وختم ميلو بالقول: لا يمكننا انتظار أن يهاجم العدو أولًا، علينا أن نكون المبادرين، وأن نكون السدّ الأول أمام أي تهديد.
وفي سياق متصل، أفادت صحيفة «معاريف» العبرية امس، أن الولايات المتحدة وجّهت طلباً عاجلاً إلى الحكومة اللبنانية لاستعادة قنبلة جوية إسرائيلية ذكية من طراز GBU-39B لم تنفجر بعد سقوطها في الضاحية الجنوبية خلال الغارة التي استهدفت القيادي في حزب لله هيثم علي الطبطبائي.وبقيت القنبلة سليمة في موقع الهجوم، ما أثار مخاوف واشنطن وتل أبيب من أن تتمكن روسيا أو الصين من الوصول إليها والحصول على تقنيات عسكرية متقدمة مدمجة فيها.وتُعد هذه القنبلة من أبرز الذخائر الدقيقة التي تصنّعها شركة بوينغ، وتتميّز برأس حربي فعّال قياساً إلى وزنها، إضافة إلى منظومات توجيه وتكنولوجيا لا تتوفر لدى موسكو أو بكين، وفق الصحيفة، لذلك تصرّ الولايات المتحدة على استعادتها سريعاً، معتبرة الأمر أولوية لمنع تسرُّب أي معلومات حساسة تتعلق بقدراتها العسكرية المتطورة.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا