افتتاحيات الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الخميس 1 مايو 2025

الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
May 01 25|07:27AM :نشر بتاريخ

النهار

 لم تغب التطورات المتصلة بالواقع الخطير القائم بين لبنان وإسرائيل أ،مس على رغم انشداد الأنظار إلى الزيارة التي بدأها رئيس الجمهورية جوزف عون لدولة الإمارات العربية المتحدة. ولعل الملف الحدودي كما ملف السلاح غير الشرعي برمته ، بما فيه سلاح “حزب الله” وواقع المخيمات الفلسطينية، سيكون المحور الأساسي لاجتماع المجلس الأعلى للدفاع الذي أفادت المعلومات أنه سيعقد اجتماعه الأول قبل ظهر غد الجمعة في قصر بعبدا منذ بداية العهد الحالي، علماً أن ثمة من تحدث عن “قرار كبير” سيتخذ خلاله. ويشار في هذا السياق إلى أن وكالة “فرانس برس” نقلت عن مصدر أمني لبناني أن الجيش اللبناني فكّك أكثر من 90 في المئة من بنية “حزب الله” في المنطقة الحدودية. ووفق مصدر حكومي لبناني، داهم الجيش اللبناني أكثر من 500 موقع تابع لـ”حزب الله”، في خطوة تُعدّ من أبرز التحركات الأمنية منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل في تشرين الثاني 2024.

كما أن مجلس الوزراء سيعقد جلسة بعد ظهر الجمعة في السرايا الحكومية لمناقشة جدول أعمال من 28 بنداً ابرزها طلب وزارة العدل الموافقة على مشروع قانون يرمي إلى تنظيم القضاء العدلي.

وفي غضون ذلك، بدت جولة رئيس لجنة الاشراف على تنفيذ آلية وقف النار في الجنوب الجنرال جاسبر جيفرز ومعه العضو الأميركي الثاني “الرديف” في اللجنة الجنرال مايكل ليني الذي بدأ مهامه أمس كعضو مقيم، فرصة ساخنة للبنان الرسمي لإبلاغ الجنرالين الأميركيين موقفاً موحداً مفاده أن استمرار إسرائيل في احتلال التلال الخمس يعيق استكمال انتشار الجيش الذي يقوم بكامل مهامه في الجنوب. وأكد الرئيس عون للجنرالين اللذين رافقتهما السفيرة الأميركية ليزا جونسون ضرورة تفعيل عمل اللجنة ومواصلة الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها والانسحاب من التلال التي تحتلها وإعادة الأسرى اللبنانيين. وأكد رئيس الجمهورية أن الجيش يقوم بمهامه كاملة في الجنوب لاسيما في منطقة  جنوب الليطاني، حيث يواصل عمليات مصادرة الأسلحة والذخائر وإزالة المظاهرالمسلحة، لافتاً إلى أن ما يعيق استكمال انتشاره هو استمرار الاحتلال للتلال الخمس ومواصلة الاعتداءات الإسرائيلية”. كما شدّد رئيس مجلس النواب نبيه بري أمامهما، على أن ” التمادي الإسرائيلي في عدوانه وخروقه إنما يصيب مسيرة تعافي الدولة إستقرارا وإصلاحا وسيادة “، مطالباً الولايات المتحدة الاميركية العمل بإلزام إسرائيل بتنفيذ الإتفاق فوراً والرامي إلى تطبيق القرار 1701”. كما أكد رئيس مجلس الوزراء نواف سلام لهما “أن لبنان يلتزم بالاتفاق، والجيش اللبناني يواصل مهامه في توسيع الانتشار لبسط سيطرته بشكل كامل على الأراضي اللبنانية، وشدّد على ضرورة التزام إسرائيل بوقف خروقاتها للاتفاق، ووقف الاعتداءات التي تطال مختلف المناطق.

على صعيد آخر، برزت في الساعات الأخيرة معالم احتقان درزي واسع في لبنان جراء التطورات الدامية التي حصلت في جرمانا السورية، وأجرى الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط اتصالات مكثّفة شملت الإدارة السورية الجديدة، تركيا، المملكة العربية السعودية، قطر والأردن، وطلب من المعنيين فيها السعي إلى وقف إطلاق النار في منطقة أشرفية صحنايا لوقف حمام الدم. وحذّر شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى، من “مخططات لضرب أبناء الوطن الواحد”، داعياً إلى “الحكمة والتبصّر بعواقب الأمور ولملمة الوضع الحاصل وجمع الشمل”، وذلك خلال لقاء روحي وشعبي عقد في مقام عبد الله التنوخي في عبيه، استنكاراً للأحداث الدامية التي تتعرض لها طائفة الموحدين الدروز في منطقتي جرمانا وأشرفية صحنايا في سوريا.

وأكد جنبلاط أنه “على استعداد للذهاب إلى دمشق مجدداً لوضع أسس لمطالب الدروز”. وقال إن “حفظ الإخوان يكون بإسكات بعض الأصوات في الداخل الذين يطالبون بحماية إسرائيل”، مضيفاً، “نحن في بداية مرحلة جديدة، إما أن نقتنع أننا لا بد من أن نعيش في سوريا موحدة أو أن ننساق إلى المشروع الإسرائيلي الذي يريد تهجير الدروز واستخدامهم”.

 

الأخبار

البحث عن إستراتيجية العدو في لبنان لم يعد يحتاج إلى جهود استثنائية. إذ إن بنيامين نتنياهو، منذ بدء الحرب على فلسطين ولبنان وسوريا بشكلها الأخير قبل عام ونصف عام، فرض تعديلات عملية على العقيدة العسكرية والأمنية لدولة الاحتلال.

وفكرة التوسع التي تتسم بها نظرية إسرائيل منذ قيامها، تحوّلت بعد السابع من تشرين الأول – أكتوبر 2023 – إلى قاعدة للتعامل مع كل المحيط. إذ يرى العدو أنه ملزم بفرض وقائع أمنية وعسكرية وسياسية في كل المناطق المحيطة بالكيان لتوفير ما يعتبره حماية إستراتيجية.

دلّت الحرب على لبنان، كما شكّل تعامل العدو مع عملية «طوفان الأقصى»، على أن إسرائيل كانت تستعد أكثر للمعركة على جبهتها الشمالية.

 

قد يكون المقاومون في غزة نجحوا في تضليل العدو، ولكنهم استفادوا من الغطرسة الإسرائيلية التي تعاملت معهم على أنهم عدو ثانوي، بينما ركزت كل أجهزة العدو السياسية والعسكرية والأمنية جهدها على مواجهة ما تعتبره «التهديد الأكثر خطورة» المتمثل بحزب الله من جهة، وبالقوى التي تحضر إيران مباشرة إلى جانبها في لبنان وسوريا والعراق.

وستخرج في وقت ما نتائج عمليات التقييم الجارية لما حصل، ومحاولة شرح الكثير من الأمور للجمهور. لكن الخلاصات الأولية، تشير إلى أن العدو تصرّف خلال الحرب، ويتصرف الآن، على أساس أنه صاحب حق في القيام بكل ما يعتقده مناسباً لمصلحته. وهذا يعني أمراً واحداً: إسرائيل تريد التمسك بقرار العمل المفتوح في لبنان وسوريا حتى إشعار آخر!

 

وثائق ديبلوماسية: باريس أقرّت قبل وقف إطلاق النار في تشرين الثاني الماضي بأن واشنطن تعدّ لنظام جديد في لبنان

صحيح أن العدو يسوّق لما يسميه إنجازات في لبنان، ضمن إستراتيجية إقناع الغرب بأنه أهل للدعم في مواجهة أعداء إسرائيل وأميركا، إلا أن قادته يفرطون في استثمار بعض العمليات النوعية.

وهو ما فعله نتنياهو قبل أيام، عندما تباهى بعمليات الاغتيال في لبنان وبقتل الأمين العام لحزب الله الشهيد السيد حسن نصرالله، وبعملية الـ«بيجر»، واضعاً ما حصل في سياق خطته لتغيير كبير في كل منطقة الشرق الأوسط.

علماً أن هدفه الذي يسوّقه لدى جمهور الكيان وبين حلفائه الغربيين، يقوم على فكرة «فك الطوق الإرهابي من حول إسرائيل»، في إشارة إلى محور المقاومة الذي تعزّز حضوره في غزة والضفة ولبنان وسوريا وصولاً إلى العراق.

ويكرر نتنياهو لازمة أن «المهمة لم تنتهِ بعد» وهو ما يطرحه بصورة دائمة في مقاربته لاستمرار الحرب على قطاع غزة، ومبرراً لاستمرار العدوان على لبنان وسوريا، وللعمليات الأمنية التي ينفذها العدو من دون إعلان في أكثر من منطقة في العالم.

الفكرة، أن إسرائيل لا تفكر الآن خارج إطار ما تعتبره «تثبيت الإنجازات وتوسيعها»، سواء في لبنان أو في المنطقة. وفي هذا السياق، يمكن فهم ما تعمل عليه الآن في الميدان، وما تخطط له للمرحلة المقبلة.

وما الموافقة الأميركية على خطط العدو سوى تشجيع على مزيد من العدوان، وهو ما يترافق مع ضغوط أميركية على لبنان لتقديم تنازلات بحجة سحب الذرائع من إسرائيل.

علماً أن السؤال الذي عاد ليُطرح بقوة: هل تفضل إسرائيل وأميركا لبنان بلداً تسوده الفوضى، أم تعتقدان أن بإمكانهما فرض سلطة موالية لهما تماماً وقادرة على تلبية الشروط الإسرائيلية؟

قبل توقف الحرب في تشرين الثاني الماضي، أعطت المداولات في الأمم المتحدة وعواصم القرار العربية والدولية إشارة إلى نمط التفكير لدى الأميركيين والإسرائيليين، وكشفت أيضاً أن الغرب والعرب المعاديين للمقاومة، إما منخرطان في المشروع أو ليسا بالقوة التي تسمح لهما بتعديل الوجهة، وهو ما يظهر الآن في متابعة عمل لجنة الإشراف الدولية على تنفيذ قرار وقف إطلاق النار في لبنان.

 

مفاوضات الخريف

وتظهر وثائق ديبلوماسية عربية اطلعت عليها «الأخبار» بعض النقاط المتعلقة بالمفاوضات على قرار وقف إطلاق النار وبعده. وكشف مصدر في وزارة الخارجية الفرنسية في حينه أن الولايات المتحدة «تعمل لتحقيق تغييرات جوهرية في تركيبة النظام اللبناني، عبر الإتيان بنخب سياسية وإدارية أكثر تجاوباً مع السياسة الأميركية المرسومة للمنطقة».

وتحدث المصدر الفرنسي أمام ديبلوماسي عربي مقيم في باريس عن «توجه لدى الأميركيين لإعادة تركيب النظام في لبنان، مستفيدين من الاندفاعية العسكرية الإسرائيلية التي عززت الاعتقاد لديهم بإمكان هزيمة محور المقاومة».

وعبّر المصدر عن «خيبة أمل فرنسا من المحاولات الأميركية لتهميش حضورها في لبنان»، إذ «تعمّد الجانب الأميركي في المفاوضات إخفاء أوراقه عن الجانب الفرنسي». وقال: «يُريدون منا دعم الخطوات التي يقومون بها من دون إطلاعنا على تفاصيلها».

كذلك أكّدت مصادر فرنسية أخرى أمام ديبلوماسيين عرب في باريس أن فرنسا «رفضت الورقة الأميركية الأولية الخاصة بوقف إطلاق النار في لبنان لجهة الدعوة إلى نشر قوات متعددة الجنسية في جنوب لبنان، لأن قوة كهذه تقلّص صلاحيات قوة اليونيفيل وتُضعف دور فرنسا في إطار هذه القوات، وفي لبنان عموماً».

وتحدث مسؤول فرنسي آخر عن «تنسيق وثيق بين فرنسا والسعودية بشأن لبنان» خلال الحرب، «يتولاه جان إيف لودريان ونزار العلولا المُستشار لدى الديوان الأميري»، مشيراً إلى «اتصالات تجريها باريس مع طهران لمحاصرة تداعيات الحرب على لبنان، رغم عدم رضى الجانبين الأميركي والإسرائيلي عن هذه الاتصالات».

وبحسب المصادر الديبلوماسية العربية، فقد تبين أن «واشنطن أبدت انزعاجها من إشراك فرنسا لإيران ضمن مساعيها إلى وقف إطلاق النار من دون التنسيق مع واشنطن».

 

ماذا تغيّر بعد 27 تشرين الثاني؟

الواضح، بحسب المداولات، أن تغييراً كبيراً طرأ على الإستراتيجية الإسرائيلية بعد أسابيع قليلة على إعلان وقف إطلاق النار مع لبنان، وأن العامل الرئيسي يتعلق بالتغيير الكبير في سوريا.

ورغم أن الجميع لا يزال يبحث عن تفاصيل ما حدث وأدى إلى انهيار كامل للجيش السوري في عشرة أيام، فإن الجهات المعنية باتت تميل أكثر إلى الرواية التي تتحدث عن صفقة أمنية – ديبلوماسية برعاية أميركية، أتاحت الوصول إلى ما حصل. لكن ،بالنسبة إلى إسرائيل التي كشف رئيس حكومتها في خطابه الأخير «عن تأثير اغتيال نصرالله في حكم الأسد»، يعتبر كيان العدو أن خسارة محور المقاومة لسوريا كساحة أساسية يجب أن يُستثمر في اتجاهات مختلفة.

 

مفاوضات أبو ظبي: الشرع تعهّد للأميركيين والإسرائيليين بمنع أي نشاط فلسطيني ضد الكيان انطلاقاً من سوريا

وما يحدث الآن من تفاوض بين الإدارة الأميركية وحكومة أحمد الشرع، يأخذ في الحسبان المطالب الإسرائيلية التي لا تكترث لأحوال الجماعات السورية، وهو الوهم الذي تعيشه بعض الجماعات التي تستند إلى إسرائيل للدفاع عن مصالحها في سوريا، خصوصاً أن إسرائيل مستعدة لتسوية ولو مؤقتة مع الشرع في حال تلبيته مطالبها.

واتضح أخيراً أن الوساطة التي تولّتها الإمارات بين الشرع والإسرائيليين من جهة، وبين الشرع والأميركيين من جهة أخرى، أسفرت عن لقاءات بين هذه الأطراف، جرى فيها التفاهم على نقاط عدة.

وما يتجاهله المراقبون، هو توقف الغارات الإسرائيلية على سوريا كلياً قبل أيام من سفر الشرع إلى الإمارات، وتبلّغه «ضمانة» من أبو ظبي بعدم توسيع إسرائيل المنطقة العازلة التي تحتلها في الجنوب السوري.

وهو ما التزم به العدو حتى يوم أمس، عندما استهدفت مسيّراته مجموعات مسلحة في أطراف منطقة صحنايا، ولكن بعد إبلاغ دمشق بأنها تنوي القيام بالضربة وبمكانها، وبأنها مضطرة إلى ذلك تحت ضغط الشيخ موفق طريف الذي يقول إنه حصل على تعهّد من نتنياهو شخصياً بدعم انفصال دروز سوريا عن حكومة دمشق.

وبالتالي، لم تكن الضربة قاسية كما كان يحصل سابقاً. وفي المقابل، أنجز الشرع سلسلة من الترتيبات طلبتها إسرائيل، لجهة المباشرة بحملة ملاحقة فصائل المقاومة الفلسطينية في سوريا بهدف إبعادها، كما فعل مع قيادات من حركة الجهاد الإسلامي، كما جرت اتصالات بين قيادة الشرع وقيادة حماس للحصول على تعهّد منهما بعدم القيام بأي نشاط ضد إسرائيل انطلاقاً من سوريا، إضافة إلى تعاون أمني وثيق لمراقبة الحدود العراقية – السورية والحدود السورية – اللبنانية، لعدم ترك أي منفذ يمكن لحزب الله الاستفادة منه.

وقد بادرت القوات القريبة من الشرع إلى اختلاق معارك على الحدود مع لبنان، بطريقة لا معنى لها سوى إشعار إسرائيل بأن دمشق توافق على ضرب التهديد الذي يمثله الحزب لإسرائيل.

غير أن ذلك كله لا يفيد في تحقيق الهدف المركزي للعدو، والمتمثل بالعمل على خلق واقع جديد في لبنان يؤدي إلى ضربة أكبر لحزب الله. ومع علم العدو بأن حلفاءه في لبنان ماضون في خوض المعارك ضد المقاومة، وصولاً إلى تولي «القوات اللبنانية» تبرير الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، لا تعتقد إسرائيل بأن هذا سيأتي لها برأس المقاومة، وهو ما يدفعها إلى البحث عن طريقة تجعلها تقوم بنفسها بدور جديد للقضاء على المقاومة.

 

هل يفكر نتنياهو باجتياح برّي؟

في هذا السياق، ينبغي رصد مجموعة من المواقف والتحركات الإسرائيلية والأميركية، وسط مؤشرات على نقاش فُتح بين الجانبين في الزيارة الأخيرة لنتنياهو إلى واشنطن. وكشفت مصادر ديبلوماسية غربية لـ«الأخبار» أن رئيس حكومة العدو خالف وجهة نظر الرئيس دونالد ترامب حيال اعتماد التفاوض لاحتواء إيران، وعرض عليه مشروعه لتوسيع الحرب على كل الجبهات التي تدعمها إيران.

ومع أن ترامب دعاه إلى عدم التدخل الآن في حربه ضد اليمن، ونصحه بعدم القيام بأي عمل ضد إيران قبل الخروج بنتيجة من المفاوضات، إلا أنه لم يطلب من حكومة العدو أي تغيير في سياستها تجاه لبنان وفلسطين، وهو ما يعزز المخاوف من احتمال لجوء العدو إلى توسيع العدوان.

وبحسب المصادر نفسها، فقد ناقش نتنياهو مع الأميركيين خطة لتوسيع العمليات العسكرية في لبنان، وأبلغه أن هناك حاجة إلى عملية عسكرية برية كبيرة لأن الحملة الجوية لم تنجز المهمة، ولأن حزب الله بدأ ترميم قدراته مستفيداً من دروس المواجهة الأخيرة. ويبدو أن هيئة أركان جيش الاحتلال أعدّت تصوراً لمعركة كبيرة مع لبنان، تتضمن اجتياحاً برياً كبيراً.

وفي هذا السياق، يعود العدو إلى خطة سبق أن نوقشت قبل الحرب الأخيرة، وساعد التغيير في سوريا على تنفيذها بسهولة أكبر، وهي تستند إلى استخدام العدو للأراضي السورية التي احتلها في الشريط الفاصل بين الحدود الشرقية للبنان مع مناطق القنيطرة والريف الغربي لدمشق، للانقضاض على مناطق البقاع الغربي وراشيا وحاصبيا، فيما تقوم القوات الموجودة على حدود منطقة العرقوب بالدخول إلى لبنان، وتشير المصادر الديبلوماسية الغربية إلى أن العدو يدرس إعداد قوة برية كبيرة لتنفيذ هذه العملية، بالتزامن مع حملة جوية جديدة.

 

 

الجمهورية

 ما خلا الاستحقاق البلدي والاختياري الذي ينطلق عملياً في جبل لبنان بعد ثلاثة أيام، تبقى سائر الاستحقاقات والتحدّيات الأخرى في دائرة انتظار اكتمال ظروف وعوامل تنفيذها على أرض الواقع، ولاسيما الإستحقاق الإصلاحي الموعود، المرتبط بهمّة الحكومة لإنجاز ما هو مطلوب منها من خطوات وإجراءات في هذا المجال، وخصوصاً على صعيد التعيينات التي بات ملحّاً الإفراج عنها بصورة عاجلة، وربطاً بها إعادة الانتظام المالي وهيكلة القطاع المصرفي على النحو الذي يعيد بث الحياة في شرايين البلد الاقتصادية والمالية، ويضمن بشكل أساسي إعادة اموال المودعين إلى أصحابها، ويوفر الأرضية الملائمة لمساعدات خارجية عربية ودولية للبنان، تمكّنه من النهوض من أزمته، وتخفف عنه عبء الأكلاف الكبيرة لإعادة إعمار ما دمّره العدوان الإسرائيلي.

المعوّل عليه في هذا السياق، هي الزيارات الخارجية لرئيس الجمهورية جوزاف عون، في أن تشكّل فرصة لفتح باب المساعدات. وفي سياقها تندرج زيارته أمس، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة ولقاؤه رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، تليها زيارة إلى الكويت بعد أيام تلبية لدعوة رسمية تلقّاها من أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح. وضمن هذا السياق ايضاً، تبرز إشارات متتالية ترد إلى مسؤولين كبار من دول خليجية، قالت مصادر موثوقة لـ«الجمهورية» إنّ مضامينها إيجابية وواعدة، تعبّر عن الاستعداد بتقديم المساعدات في مجال إعادة الإعمار، وفي سياقها زيارة مرتقبة خلال الاسبوع المقبل لوفد خليجي الى بيروت.

 

عون وبن زايد

ولوحظت حفاوة الاستقبال بالرئيس عون في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث عقد قمة مع رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد في قصر الشاطئ، في حضور الوفد المرافق والمسؤولين الإماراتيين، فيما رحّب بن زايد بالرئيس عون، قائلاً: «اهلاً بك بين أهلك، وانّها فرحة كبيرة أن نراكم هنا، ونرى لبنان في ظل قيادته الوطنية وقد استعاد حياته الطبيعية ووحدته وتضامن جميع أبنائه».

وشكر الرئيس عون، دولة الإمارات على استضافة 190 الف لبناني، كما شكر الشيخ محمد بن زايد على تجاوبه في إعادة افتتاح السفارة الإماراتية في لبنان، وقال: «انّ لبنان يمرّ بظروف صعبة، ولكن الدولة بدأت تستعيد اليوم حضورها وقدرتها وسيادتها والوضع يتغيّر، وكل مكونات الدولة تتعاون من أجل مستقبل لبنان».

وأضاف: «الماضي أصبح وراءنا ونتذكره فقط لأخذ العِبَر منه»، وشدّد على أنّ «المنطقة العربية هي جسم واحد، تتأثر كلها إذا ما مرض عضو فيها». وتابع الرئيس عون: «نحن عازمون على المضي في نهضة لبنان وتقدّمه، ونتطلع إلى رؤية اخوتنا الإماراتيين في ربوع لبنان من جديد».

واستُكمل البحث في لقاء ثنائي بين الرئيسين استمر لنصف ساعة. وبحسب معلومات رسمية إماراتية، فإنّ الرئيسين بحثا مختلف جوانب العلاقات الأخوية وسبل تنمية التعاون والعمل المشترك لمصلحة البلدين وشعبيهما الشقيقين. ورحّب صاحب السمو بالرئيس الضيف، متمنياً له التوفيق في قيادة لبنان الشقيق إلى كل ما يحقق الاستقرار والتنمية والازدهار لشعبه، وأن يعود لبنان إلى موقعه المهمّ في محيطه العربي والإقليمي والعالمي. كما استعرض الجانبان عدداً من القضايا والملفات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، وتبادلا وجهات النظر بشأنها.. مؤكّدين ضرورة العمل من أجل تعزيز أسباب الاستقرار والسلام في المنطقة لمصلحة جميع شعوبها.

أضافت المعلومات، وأكّد الشيخ محمد بن زايد خلال اللقاء، أنّ العلاقات بين دولة الإمارات ولبنان تاريخية وتجمع الشعبين الإماراتي واللبناني روابط المحبة والتقدير والاحترام المتبادل، مشيراً إلى أنّ «إعادة افتتاح السفارة الإماراتية في بيروت تجسّد التزام الإمارات بدعم لبنان والتطلّع نحو مرحلة جديدة من العلاقات المثمرة بين البلدين»، وشدّد على موقف دولة الإمارات الداعم لتعزيز مؤسسات الدولة اللبنانية ودورها في حفظ السيادة والأمن والاستقرار في البلاد، إضافة إلى دعم وحدة لبنان وسلامة أراضيه. وأشارت إلى أنّ الرئيس عون عبّر عن شكره للشيخ بن زايد لحفاوة الاستقبال، وتقديره موقف سموه الداعم والمساند للبنان، مؤكّداً الحرص على تعزيز علاقات لبنان مع الإمارات في مختلف المجالات لما فيه الخير لشعبيهما.

وكان الرئيس عون قد أكّد في حديث لـ«سكاي نيوز عربية» انّ «القرار اتُخذ بخصوص حصر السلاح، ولم يبق الّا المعالجة والتطبيق على أرض الواقع»، وقال: «سحب السلاح سيُطبّق على كل الأراضي اللبنانية ولكن الأولوية للجنوب»، مضيفاً: «إننا متفقون مع الرئيس بري بشأن موضوع سحب سلاح «حزب الله»، والجيش اللبناني يقوم بواجبه من دون أي اعتراض او مشكلات». واشارإلى أنّ «المعلومة عن انّ «حزب الله» رفض دخول الجيش لتفتيش أحد المواقع في الضاحية غير صحيحة».

 

رئاسة جديدة

وفي موازاة تلك الاستحقاقات، يبقى أكثر التحدّيات خطورة، المرتبط بأمن الجنوب، وربطاً به أمن كل لبنان، في ظلّ تمادي إسرائيل في اعتداءاتها، وتفلّتها من اتفاق وقف إطلاق النار، واستباحتها للسيادة اللبنانية براً وبحراً وجواً. وعلى ما تبدّى في الساعات الماضية، فإنّ ثمّة فرصة جديدة لمحاولة ضبط الأمور، مع إعادة إحياء لجنة مراقبة وقف إطلاق النار برئاسة أميركية جديدة.

فبعد انكفاء عن مهمّتها، أعقب طرح تشكيل اللجان الديبلوماسية الثلاث حول الحدود والأسرى والنقاط الخمس، أُعيد بث الروح في لجنة المراقبة باستبدال رئيسها الجنرال جاسبر جيفرز، برئيس جديد هو الجنرال مايكل ليني، وسط تأكيدات مصادر رفيعة لـ«الجمهورية»، «أنّها رافقت انتقال اللجنة إلى رئاسة جديدة بمواكبة حثيثة لاتفاق وقف اطلاق النار، والتزام كل الأطراف بمندرجاته، وسريانه بما يوفر الأمن والإستقرار خصوصاً على جانبي الحدود». ورئيس اللجنة، كما نقلت تلك المصادر «عَكَس حرصاً على إنفاذ المهمّة المنوطة باللجنة، وتوجّهاً جدّياً لإبقائها حاضرة بشكل دائم على خط المتابعة الحثيثة للتطورات، ومعالجة أي خروقات تحصل».

الرئيس الجديد للجنة المراقبة، قام بالأمس برفقة رئيسها السابق بزيارات تعارفية لرئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام وقائد الجيش رودولف هيكل.

وشدّد رئيس الجمهورية للجنرال ليني على ضرورة تفعيل عمل اللجنة ومواصلة الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها والانسحاب من التلال التي تحتلها وإعادة الأسرى اللبنانيين. كما اكّد «انّ الجيش يقوم بمهامه كاملة في الجنوب، لاسيما في منطقة جنوب الليطاني، حيث يواصل عمليات مصادرة الأسلحة والذخائر وإزالة المظاهر المسلحة»، لافتاً إلى «انّ ما يعوق استكمال انتشاره هو استمرار الاحتلال للتلال الخمس ومواصلة الاعتداءات الإسرائيلية».

 

بري: أنجزنا المطلوب

وأما الرئيس بري فلفت إلى «التمادي الإسرائيلي في الإعتداءات والخروقات بشكل يومي، في حين أنّ لبنان التزم بكافة ما هو مطلوب منه، فيما الجانب الإسرائيلي غير ملتزم بوقف إطلاق النار ولم يُنجز الإنسحاب المطلوب منه من الأراضي التي لا يزال يحتلها في الجنوب». وأكّد «أنّ التمادي الإسرائيلي في عدوانه وخروقاته إنما يصيب مسيرة تعافي الدولة استقراراً وإصلاحاً وسيادة»، مطالباً الولايات المتحدة الأميركية بالعمل على إلزام إسرائيل بتنفيذ الإتفاق فوراً والرامي إلى تطبيق القرار 1701.

وبدوره اكّد الجنرال ليني على أنّ اللجنة ستبدأ اجتماعات دورية دائمة لمتابعة الوضع.

 

سلام لانسحاب اسرائيل

أما الرئيس سلام فأكّد «أنّ لبنان يلتزم بالاتفاق. وشدّد على «ضرورة التزام إسرائيل بوقف خروقاتها للاتفاق، ووقف الاعتداءات التي تطال مختلف المناطق»، مؤكّداً ضرورة انسحابها الكامل من كل الأراضي والتلال التي تحتلها. كما طالب بضرورة إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين.

 

بيان السفارة

وحول هذا الموضوع أصدرت السفارة الأميركية بياناً قالت فيه «انّ رئيس لجنة آلية تنفيذ وقف الأعمال العدائية الجنرال جاسبر جيفرز، اجتمع مع القيادة اللبنانية وقيادة «اليونيفيل» في بيروت، برفقة الجنرال مايكل ليني، الذي انضمّ إلى اللجنة كقائد عسكري أميركي رفيع بدوام كامل في بيروت، لمواصلة العلاقة القوية بين الجيشين اللبناني والأميركي». وقال: «أنا ممتنٌّ لفرصة المشاركة في هذه المهمّة التي هي على هذا القدر من الأهمية، ومتفائلٌ جدًا بالمستقبل. الجيش اللبناني معروفٌ بكونه قوة فعّالة، وقد أظهرت لقاءاتي مدى التزامه بضمان السلام والاستقرار».

أضاف بيان السفارة: «سوف يعمل الجنرال ليني بشكل وثيق مع الجيش اللبناني و«اليونيفيل» وفرنسا واللجنة الفنية العسكرية للبنان، لتمكين الجيش اللبناني من توفير الأمن وحماية السيادة اللبنانية بشكل كامل. وإدراكاً لأهمية وقف الأعمال العدائية، سوف يبقى الجنرال جيفرز مهتمًا بلبنان فيما يقوم بدوره كقائد لقوات العمليات الخاصة الأميركية في بلاد الشام والخليج العربي وآسيا الوسطى».

 

تحذير من مخاطر

 

إلى ذلك، أجمعت مختلف الأوساط على أهمية إعادة إحياء لجنة المراقبة، وفي هذا الإطار أكّدت أجواء عين التينة لـ«الجمهورية»، انّ «العبرة تبقى دائماً في أن تنّفذ اللجنة مهمّتها وما هو مطلوب على النحو الذي يرسّخ اتفاق اطلاق النار ويُلزم إسرائيل بوقف اعتداءاتها، لا أن يتمّ التعاطي مع هذا الامر بمنطق التجاهل والتعامي والغياب الدائم عن هذه الاعتداءات».

 

وفي الإطار نفسه، ورداً على سؤال لـ«الجمهورية» عمّا إذا كان متفائلاً بمهمّة اللجنة في المرحلة المقبلة، قال مسؤول كبير: «ليس المهمّ أن نسمع كلاماً طيباً، المهمّ هو الأفعال على الارض، وهو ما لم نلمسه طيلة الفترة السابقة، ومن هنا لا استطيع أن استبشر خيراً قبل أن نلمس خطوات حقيقية وجدّية على أرض الواقع، نتثبت من خلالها انّ اللجنة تقوم فعلاً بما هو مطلوب منها، وخصوصاً مع الجانب الإسرائيلي، حيث كما هو معلوم لدى الجميع في الداخل والخارج ولدى اللجنة ايضاً، انّ لبنان وفى بكل التزاماته، ولم يحصل أي خرق للاتفاق من جانبه وتحديداً من «حزب الله».

 

الّا انّ المسؤول عينه استدرك قائلاً: «لا اقول هنا إنّ نجاح مهمّة لجنة المراقبة متوقف على اللجنة حصراً، بل على الدول الراعية لها، والولايات المتحدة الأميركية على وجه الخصوص، التي بيدها إنْ ارادت، أن تُلزم إسرائيل بوقف العدوان، وما لم يحصل ذلك أخشى ان تكون لجنة المراقبة مجرّد لزوم ما لا يلزم».

 

وفي توصيفه للوضع الراهن قال: «طالما انّ إسرائيل متفلتة ولا رادع لها، وطالما استمر غياب الضمانات الحقيقية لحماية اتفاق وقف إطلاق النار، فإنّ الوضع لا يطمئن، ويُخشى ان ينزلق إلى انفجار كبير».

 

 

 البناء :

تحدث الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن إنجازات حققها في الأيام المئة الأولى من ولايته، معتبراً أنها إنجازات لا يمكن لغيره تحقيقها في مئة عام، مشيراً إلى إصداره 140 أمراً تنفيذياً، وإعداده عشرات مشاريع القوانين، وتخفيض أعداد المهاجرين عبر الحدود، وترحيل 100 ألف من المهاجرين غير الشرعيين، بينما يقول منتقدوه إن أيامه المئة كانت فاشلة فهو لم يستطع تحقيق أي اختراق في الحرب الأوكرانية رغم التنازلات الي قدّمها للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعدما وعد بإنهاء الحرب خلال 24 ساعة، والتضخم لا يزال معضلة الاقتصاد الأميركي ومثله ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية رغم حديث ترامب عن انخفاضها، وتندّر بعض المعلقين على كلامه عن إقفال المصانع في الصين بسبب الرسوم الجمركية بينما لا يمثل كل السوق الأميركي أكثر من 15% من الصادرات الصينية، تمثل الإلكترونيات والهواتف والحواسيب نسبة كبيرة منها وقد تم إعفاؤها من الرسوم الجمركية، بينما لم يسجل أي تقدّم في الحديث عن ضم كندا وغرينلاند واستعادة قناة بنما، وتبدو اضطرابات السوق المالية تعبيراً عن عدم الثقة مثلها مثل استطلاعات الرأي التي أشارت إلى تدني شعبية ترامب إلى 40% فقط.
في سورية تجدّدت الاشتباكات التي بدأت أول أمس في ضاحية جرمانا قرب العاصمة دمشق وانتقلت الى صحنايا القريبة من دمشق، وقدرت الجهات الصحية نتائج الاشتباكات بـ 40 قتيلاً، نصفهم تقريباً من الأجهزة الأمنية والعسكرية للحكومة، وجديد الأمس كان الإنذار الإسرائيلي لقوات الحكومة بمغادرة صحنايا، والإنذار مصحوب بغارة لطائرة مسيّرة استهدف تجمعاً للقوات الحكومية، ورغم التوصل الى اتفاق جديد لوقف النار لا يزال الوضع قلقاً وجاء انسحاب القوات الحكومية من صحنايا ليشير إلى حجم تأثير التدخل الإسرائيلي الذي ترجم أهدافه وزير المالية في حكومة بنيامين نتنياهو بتسلئيل سموتريتش بقوله إن الهدف هو تفتيت سورية وتفكيكها.
لبنانياً، شهدت زيارة رئيس الجمهورية العماد جوزف عون إلى دولة الإمارات العربية المتحدة اجتماعاً ضمّ عون إلى رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أعلن بعده عن نية الإمارات تفعيل سفارتها وتعيين سفير جديد لها في بيروت، بينما أجرى الرئيس عون عدداً من الحوارات الإعلامية أكد خلالها على أن العقبة أمام تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار هو بقاء الاحتلال الإسرائيلي ومواصلة الاعتداءات الإسرائيلية، مشيراً إلى أن لبنان قام بكل موجباته وأن المقاومة نفذت ما عليها وأن الجيش فكك نسبة تصل إلى 85% من البنية التحتية التي تركها حزب الله جنوب الليطاني.

وتوزّع المشهد الداخلي بين جولة الوفد العسكري الأميركي إلى المقار الرئاسية، وبين الإمارات العربية المتحدة التي يزورها رئيس الجمهورية، وما بينهما تداعيات التطورات الأمنية والعسكرية في سورية على لبنان، حيث تجرى اتصالات مكثفة بين المرجعيات السياسية والدينية الدرزية مع الأجهزة الأمنية اللبنانية وقيادة الجيش لتدارك انتقال شرارة ما يجري في جرمانا على لبنان، وفق ما علمت «البناء» بعدما أبدت مراجع خشيتها من حصول اشتباكات بين متضامنين مع دروز سورية وبين آخرين مؤيّدين للنظام الحاكم في سورية وذلك بعد قطع عدد من المواطنين طريق عاليه احتجاجاً على الهجوم على منطقة جرمانا ومقتل بعض المواطنين واعتقال بعض المشايخ.
إلى ذلك، وفيما يواصل العدو الإسرائيلي اعتداءاته على الجنوب، أبلغ لبنان الرسمي الوفد الأميركي برئاسة رئيس لجنة الإشراف على تنفيذ آلية وقف إطلاق النار في الجنوب الميجور جنرال جاسبير جيفيرز، ومعه خلفه الرئيس الجديد للجنة الميجورجنرال مايكل ليني الذي تسلّم مهامه أمس، “أن استمرار “إسرائيل” باحتلال التلال الخمس يعيق استكمال انتشار الجيش الذي يقوم بكامل مهامه في الجنوب، فألزموها بالانسحاب”.
وأكد الرئيس عون للجنرال جيفرز خلال اجتماعه به على ضرورة تفعيل عمل اللجنة ومواصلة الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها والانسحاب من التلال التي تحتلها وإعادة الأسرى اللبنانيين. مشيراً إلى أن الجيش يقوم بمهامه كاملة في الجنوب لا سيما في منطقة جنوب الليطاني، حيث يواصل عمليات مصادرة الأسلحة والذخائر وإزالة المظاهر المسلحة، لافتاً إلى أن ما يعيق استكمال انتشاره هو استمرار الاحتلال للتلال الخمس ومواصلة الاعتداءات الإسرائيلية.
كما التقى جيفرز والسفيرة الأميركية والوفد المرافق في عين التينة رئيس مجلس النواب نبيه بري، في حضور المستشار الإعلامي لرئيس المجلس علي حمدان. وتمّ البحث في التطورات والمستجدات الميدانية في الجنوب في ضوء مواصلة “إسرائيل” اعتداءاتها وخرقها لبنود القرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار. استهلّ بري اللقاء بالإشاره إلى “التمادي الإسرائيلي في الاعتداءات والخروق بشكل يومي في حين أن لبنان التزم بكافة ما هو مطلوب منه، فيما الجانب الإسرائيلي غير ملتزم بوقف إطلاق النار ولم ينجز الانسحاب المطلوب منه من الأراضي التي لا يزال يحتلها في الجنوب”.
وأكد رئيس المجلس “أن التمادي الإسرائيلي في عدوانه وخروقه إنما يصيب مسيرة تعافي الدولة استقراراً وإصلاحاً وسيادة”، مطالباً الولايات المتحدة الأميركية العمل على إلزام “إسرائيل” بتنفيذ الاتفاق فوراً والرامي إلى تطبيق القرار 1701”. وأكد الجنرال ليني على “أن اللجنة ستبدأ اجتماعات دورية دائمة لمتابعة الوضع”.
كما استقبل رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، الجنرال جيفيرز، والرئيس الجديد للجنة، بحضور جونسون. وأكد أن لبنان يلتزم بالاتفاق، والجيش اللبناني يواصل مهامه في توسيع الانتشار لبسط سيطرته بشكل كامل على الأراضي اللبنانية، وشدّد على ضرورة التزام “إسرائيل” بوقف خروقاتها للاتفاق، ووقف الاعتداءات التي تطال مختلف المناطق، مؤكداً ضرورة انسحابها الكامل من كل الأراضي والتلال التي تحتلها. كما طالب بضرورة إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين. وقال الرئيس سلام إن الانسحاب الإسرائيلي هو المدخل الفعلي لتعزيز سلطة الدولة وتقويتها، إلى جانب الإجراءات التي يقوم بها لبنان لتعزيز قدرات الجيش عديداً وعتاداً، وشكر الرئيس سلام للجنرال جيفيرز الجهود التي بذلها على رأس اللجنة التي طالب بتفعيل عملها أكثر، متمنياً التوفيق للجنرال ليني في مهامه الجديدة.
ولفتت أوساط سياسية لـ”البناء” إلى أن الموقف الرسمي خلال جولة الوفد الأميركي حسم أولوية الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب ووقف الاعتداءات وإطلاق الأسرى على مسألة تسليم السلاح، وبالتالي على الدولة اللبنانية بكافة مؤسساتها السياسية والدبلوماسية والعسكرية إطلاق معركة دبلوماسية دولية واسعة عبر مراسلة مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة وتحريك البعثات الدبلوماسية اللبنانية في الخارج، للضغط على “إسرائيل” للانسحاب ووقف عدوانها وتثبيت الحدود الدولية وفق اتفاقية الهدنة وإطلاق سراح الأسرى ومن ثم البدء بإعادة الإعمار، وبالتالي أي ضغط على الدولة لدفعها لنزع سلاح المقاومة لن يجدي نفعاً طالما أن الدولة والمقاومة لديهما التوجّه نفسه، وحريصتان على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي وحماية السيادة اللبنانية.
ولفتت جهات مطلعة على موقف المقاومة لـ”البناء” الى أن حزب الله حرص ومنذ الإعلان عن وقف إطلاق النار على الخطاب المرن والهادئ للحفاظ على الوحدة الوطنية ولتجنب أيّ تداعيات سلبية للحرب على الساحة اللبنانية، لكن ذلك لم يلق آذاناً صاغية عند بعض الداخل ورأى فيه ضعفاً للمقاومة وبالتالي يعمل ليل نهار عبر التحريض وإثارة مسألة السلاح، على استكمال الحرب على المقاومة للقضاء عليها على اعتبار أن موازين القوى التي أفرزتها الحرب مؤاتية.
ونبّهت الجهات الى أن الحملة الشعواء على المقاومة وسلاحها تستهدف حزب الله بكل تأكيد لكنها تستهدف أيضاً السلم الأهلي ورئيس الجمهورية الذي يقدّم رؤية وطنية حكيمة وهادئة لا تتناسب ومشاريع البعض بإدخال البلد في فتنة داخلية لتحقيق مصالحه. كاشفة عن تواصل دائم بين حزب الله ورئاسة الجمهورية على المستوى السياسي على أن تتفعل قنوات التواصل باتجاهات أكثر جدية، في ظل أجواء من الحرص المتبادل على التهدئة ومعالجة كل القضايا الخلافية بروح وطنية وحكمة. كما كشفت الجهات عن تواصل إيجابي بين حزب الله ورئيس الحكومة نواف سلام لتبادل وجهات النظر والنقاش حول سلسلة من الملفات المحورية.
وقبيل توجهه إلى الإمارات، أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، أن “المعلومة عن أن حزب الله رفض دخول الجيش لتفتيش أحد المواقع في الضاحية غير صحيحة”، مشيراً إلى أن “السبب في عدم انتشار الجيش اللبناني على الحدود هو احتلال “إسرائيل” للنقاط الخمس”. وفي حديث صحافي، لفت الرئيس عون إلى أننا “متفقون مع الرئيس بري بشأن موضوع سلاح حزب الله”، مضيفاً: “الأهم هو تسليم السلاح الثقيل والمتوسط أمّا الأسلحة الخفيفة فهي ثقافة عند اللبنانيين”. وتابع: الجيش اللبناني يقوم بواجبه من دون أي اعتراض أو مشكلات، والدولة جسم واحد يتشكل من رئيس الجمهورية والحكومة ومجلس النواب، واختلافاتنا مع رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب ليست شخصية بل هي للصالح العام”. وأضاف الرئيس عون: “الشعب اللبناني تعب من الحرب لذلك لا يريد سماع لغة الحرب ونحن مع الخيار الدبلوماسي، ونتوقع من الطرفين احترام اتفاق وقف إطلاق النار جنوبي لبنان”. وأشار الرئيس عون إلى أن “البنك الدولي قدّر تكلفة إعادة الإعمار بـ 14 مليار دولار”. وأردف الرئيس عون “الإصلاحات هي مطلب لبناني داخلي قبل أن تكون مطلبًا خارجيًّا ولدينا خطط عملية لكشف الفساد عن طريق الحكومة الإلكترونية”. وأكد أن “العلاقة بين الإمارات ولبنان متجذرة وقديمة”.
إلى ذلك، أفاد مصدر أمني وكالة “فرانس برس” بأن الجيش اللبناني فكّك ما يفوق 90 في المئة من البنى العسكرية العائدة لحزب الله في منطقة جنوب نهر الليطاني منذ سريان وقف إطلاق النار.
وأوضح المصدر طالباً عدم ذكر اسمه، “أنجزنا تفكيك ما يفوق 90 في المئة من البنية في منطقة جنوب الليطاني. من المحتمل وجود مواقع قد لا نعلم بوجودها، لكن في حال اكتشفناها، سنقوم بالاجراءات اللازمة حيالها”، مضيفاً “حزب الله انسحب وقال افعلوا ما تريدون، لم تعد ثمة تركيبة عسكرية للحزب في جنوب الليطاني”.
على صعيد آخر، ومواكبة لتطورات جرمانا السورية الدامية، أجرى الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط اتصالات مكثّفة شملت الإدارة السورية الجديدة، تركيا، المملكة العربية السعودية، قطر والأردن، وطلب من المعنيين فيها السعي إلى وقف إطلاق النار في منطقة أشرفية صحنايا لوقف حمام الدم.
كما طلب جنبلاط أن تتم معالجة الأمور انطلاقاً من منطق الدولة ووحدة سورية بجميع مكوّناتها. وتمّ بنتيجة الاتصالات الاتفاق على وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ. وطلب جنبلاط الحفاظ على وقف إطلاق النار حيث من المتوقع أن يصل وفد من جبل العرب يضمّ شيخي العقل الشيخ حمود الحناوي، والشيخ يوسف جربوع، وقائد حركة رجال الكرامة الشيخ يحيى الحجار، والأمير حسن الأطرش، إضافة إلى وفد من المشايخ والفعاليات لوضع الصيغة النهائية التي تضمن عدم العودة إلى الاقتتال الداخلي الذي لا يفيد إلّا العدو الإسرائيلي. وذلك، بحسب بيان صادر عن الحزب التقدمي الاشتراكي. ولاحقا، دعا جنبلاط السلطة السورية إلى القيام بتحقيق شفاف وأكد أنه مستعد للذهاب إلى دمشق مجدداً لوضع أسس للمطالب التي يحتاجها الدروز.
بدورها، أشارت مشيخة العقل لطائفة الموحدين الدروز في بيان، إلى أنه بعد التواصل مع المشايخ الأجلّاء في المناطق، والتشاور معهم والوقوف على توجيهاتهم، تؤكد مشيخة العقل على تحريم قطع الطرقات أو خروج أبنائنا واخواننا إلى أي شارع بغية الاحتجاج أو التظاهر، مهما كانت الدوافع والأسباب، ورفضهم التعرّض للأخوة السوريين الأبرياء المتواجدين في مناطقنا.
ودعت مشيخة العقل الجميع للابتعاد عن تداول الأخبار التحريضية، واستبدالها بتوجيه النصح إلى الشباب المعروفي، بالعودة إلى رأي المشايخ الأفاضل قبل اتخاذ أي خطوة، من شأنها التسبب بتداعيات سلبية في مجتمعنا، مقدّرين اندفاع إخواننا وغيرتهم المعروفية، وآملين أن يبقى كل ذلك ضمن الإطار الديني والإنساني.

 

 اللواء

سمع الرؤساء الثلاثة من رئيس لجنة مراقبة وقف النار المقيم الجنرال مايكل ليني أن اللجنة ستبدأ اجتماعات دورية دائمة لمتابعة الوضع، ويبقى المؤشر لانتاجيتها، محصوراً فقط بوقف الاعتداءات الاسرائيلية.

ويوضع هذا التعهد بدءاً من اليوم، مع العلم انه الاول من ايار، عيد العمال العالمي والعمل على مستوى العالم، فضلاً عن التهاء دولة الاحتلال امس، بمتابعة ميدانية لما يجري في جرمانا السورية، والتوتر مع تركيا، اضافة الى السقوط في لهب الحرائق، التي ادت الى بلبلة غير مسبوقة، واقفال المطارات ومحطات القطارات، وجعلت الجمهور الاسرائيلي يفرّ من بعض «عذاب النار» وهو نوع من الغضب الإلهي رداً على احراق غزة ولبنان بالاطفال والنساء والرجال وصولاً الى سوريا ودول اخرى في المنطقة.

وعشية إجراء الإنتخابات البلدية والإختيارية، ينعقد اجتماع المجلس الأعلى الدفاع في اول اجتماع له منذ انتخاب رئيس الجمهورية برئاسة رئيس الجمهورية وحضور رئيس الحكومة ووزراء الدفاع والداخلية والخارجية  والاقتصاد والمال، ودعي الى الإجتماع وزير العمل. كما يشارك فيه قادة الأجهزة الأمنية ومدير المخابرات العميد طوني قهوجي والأمين العام للمجلس اللواء محمد المصطفى والمستشار الامني والعسكري لرئيس الجمهورية العميد انطوان منصور. وعلمت اللواء ان ملف سلاح حزب الله لاسيما بالنسبة الى تسليمه غير مطروح في الإجتماع، وأن النقاشات تتركز على موضوع الجنوب ومواصلة اسرائيل اعتداءاتها والتحقيقات في مسألة إطلاق الصواريخ مؤخراً من الجنوب.

ولفتت الى ان موضوع الاستحقاق الانتخابي البلدي سيحضر بطبيعة الحال ، مؤكدة ان هذا الإجتماع لن يدخل في ملفات أخرى وبالتالي مضمونه معلوم.

الى ذلك بدت لافتة تأكيدات رئيس الجمهورية بشأن مهمَّات الجيش وتفكيكه الأسلحة ردا على اي ادعاءات بشأن التقصير  في عمله وهو الذي يقوم بواجبه وخسر من عناصره كما انه يواصل عمله ومهامه وفق القوانين.

جولة الخماسية على الرؤساء الثلاثة

وسمع الجنرالان الاميركيَّان وحدة في الموقف، إن كان على مستوى جاسبر جيفرز او الجنرال المقيم مايكل ليني.

وحسب ما توافر لـ«اللواء» فإن اللقاءات أثمرت تفعيل عمل اللجنة عبر تعيين ضابط اميركي جديد هو الجنرال مايكل ليني بدل الرئيس السابق الجنرال جاسبر جيفرز، الذي تم تعيينه كـ «قائد لقوات العمليات الخاصة الأميركية في بلاد الشام والخليج العربي وآسيا الوسطى»، والتي يشمل عملها لبنان. كما اثمرت وعداً من الجنرال ليني بأن تبدأ لجنة الاشراف إجتماعات دورية دائمة لمتابعة الوضع في الجنوب.فيما اكد مصدر أمني لبناني ان حزب الله أبلغ الجيش أنه لم يعد لديه مواقع عسكرية بجنوب الليطاني. وأن الجيش اللبناني فكّك ما يفوق 90 في المئة من البنى العسكرية العائدة للحزب في منطقة جنوب نهر الليطاني المحاذية للحدود مع الأراضي الفلسطينية المحتلة، منذ سريان وقف إطلاق النار.

اضاف المصدر: من المحتمل وجود مواقع قد لا نعلم بوجودها، لكن في حال اكتشفناها، سنقوم بالاجراءات اللازمة حيالها، حزب الله انسحب وقال افعلوا ما تريدون… لم تعد ثمة تركيبة عسكرية للحزب في جنوب الليطاني.

وذكرت مصادرحكومية واكبت جولة الوفد الاميركي لـ «اللواء»: ان الجنرال جاسبير كان اصلا في موقع مؤقت بلجنة الاشراف الى حين تعيين الجنرال ليني، وأن الاخير سيكون ضابطا مقيما في لبنان وسيعقد اجتماعات دورية للجنة الاشراف لمتابعة الوضع الجنوبي ووقف التوتر، وقال الجنرال ليني ما معناه انه سيتصرف حيال استمرار الاعتداءات الاسرائيلية وعرقلة انتشار الجيش اللبناني في باقي مناطق الجنوب، ما يدل على جدّية اميركية هذه المرة في تفعيل عمل اللجنة واتخاذ إجراءات عملية، خاصة ان الجانب الاميركي اكد للرؤساء انه سيقوم بما عليه وعلى لبنان مواصلة ما يقوم به من اجراءات ميدانية لبسط سيطرة الجيش والدولة في كل المناطق.

ولكن المصادر الحكومية اوضحت ان لبنان سيترقب اجتماعات لجنة الاشراف وما سيصدر عنها وما ستقوم به من إجراءت. لذلك تبقى العبرة في التنفيذ، فتسلُّم الجنرال ليني هو تبديل تقني ولو انه سيكون متفرغا اكثر من جيفرز، ويبقى المهم التوجهات السياسية الخارجية في معالجة مشكلة الاحتلال الاسرائيلي.

وقد جال الضابطان الاميركيَّان امس على الرؤساء عون وبري وسلام وقائد الجيش العماد ردودولف هيكل في حضور السفيرة الأميركية في بيروت ليزا جونسون. وجرى التطرق الى الوضع في الجنوب وعمل لجنة الاشراف، حيث اكد الرئيس عون «ضرورة تفعيل عمل اللجنة ومواصلة الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها والانسحاب من التلال التي تحتلها وإعادة الاسرى اللبنانيين».

وقال رئيس الجمهورية ان «الجيش يقوم بمهامه كاملة في الجنوب، لا سيما في منطقة جنوب الليطاني، حيث يواصل عمليات مصادرة الأسلحة والذخائر وإزالة المظاهر المسلحة»، لافتا الى ان «ما يعيق استكمال انتشاره هو استمرار الاحتلال للتلال الخمس ومواصلة الاعتداءات الإسرائيلية».

واشار عون في حديث لسكاي نيوز، انه متفق مع الرئيس بري بشأن موضوع السلاح، وحزب الله معتبراً ان الاهم «تسليم السلاح الثقيل والمتوسط، وأن الاسلحة الخفيفة فهي ثقافة عند اللبنانيين».

وانتقل الوفد الاميركي الى لقاء ئيس الرئيس بري، الذي تحدث عن «التمادي الإسرائيلي في الإعتداءات والخروقات بشكل يومي في حين أن لبنان إلتزم بكافة ما هو مطلوب منه، فيما الجانب الإسرائيلي غير ملتزم بوقف إطلاق النار ولم ينجز الإنسحاب المطلوب منه من الأراضي التي لا يزال يحتلها في الجنوب».

وأكد بري «أن التمادي الإسرائيلي في عدوانه وخروقاته إنما يصيب مسيرة تعافي الدولة إستقراراً وإصلاحاً وسيادة، مطالباً، الولايات المتحدة الأميركية العمل على إلزام إسرائيل بتنفيذ الإتفاق فوراً والرامي إلى تطبيق القرار 1701.»

فرد الجنرال ليني مؤكداً أن لجنة الاشراف ستبدأ إجتماعات دورية دائمة لمتابعة الوضع.

وزار الوفد الاميركي قائد الجيش العماد رودولف هيكل.ثم زار رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام، الذي كرر بدوره «أن لبنان يلتزم بالاتفاق، والجيش اللبناني يواصل مهامه في توسيع الانتشار لبسط سيطرته بشكل كامل على الأراضي اللبنانية، وشدد على ضرورة التزام إسرائيل بوقف خروقاتها للاتفاق، ووقف الاعتداءات التي تطال مختلف المناطق، مؤكداً ضرورة انسحابها الكامل من كل الأراضي والتلال التي تحتلها. كما طالب بضرورة إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين».

وقال الرئيس سلام إن الانسحاب الإسرائيلي هو المدخل الفعلي لتعزيز سلطة الدولة وتقويتها، إلى جانب الإجراءات التي يقوم بها لبنان لتعزيز قدرات الجيش عديداً وعتاداً، وشكر الرئيس سلام للجنرال جيفيرز على الجهود التي بذلها على رأس اللجنة التي طالب بتفعيل عملها أكثر، متمنياً التوفيق للجنرال ليني في مهامه الجديدة.

وأعلنت السفارة الاميركية في بيان ان الجنرال مايكل ليني،انضم إلى اللجنة كقائد عسكري أميركي رفيع بدوام كامل في بيروت لمواصلة العلاقة القوية بين الجيشين اللبناني والأميركي.

وقال ليني:أنا ممتنٌّ لفرصة المشاركة في هذه المهمة التي هي على هذا القدر من الأهمية، ومتفائلٌ جدًا بالمستقبل. الجيش اللبناني معروفٌ بكونه قوة فعّالة، وقد أظهرت لقاءاتي مدى التزامه بضمان السلام والاستقرار.

اضاف بيان السفارة: سوف يعمل الجنرال ليني بشكل وثيق مع الجيش اللبناني واليونيفيل وفرنسا واللجنة الفنية العسكرية للبنان لتمكين الجيش اللبناني من توفير الأمن وحماية السيادة اللبنانية بشكل كامل. وإدراكاً لأهمية وقف الأعمال العدائية، سوف يبقى الجنرال جيفرز مهتمًا بلبنان فيما يقوم بدوره كقائد لقوات العمليات الخاصة الأميركية في بلاد الشام والخليج العربي وآسيا الوسطى».

عون في أبوظبي

وشدد الرئيس عون ورئيس دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على اهمية تعزيز العلاقات الثنائية لما فيه خير البلدين والشعبين الشقيقين. واعتبر الرئيس عون ان الماضي اصبح وراءنا، والدولة بدأت تستعيد حضورها وقدرتها وسيادتها وكل مكوناتها تتعاون من اجل مستقبل  لبنان، معربا عن  التطلع «الى رؤية اخوتنا الاماراتيين في ربوع لبنان من جديد».

بدوره، اكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على موقف دولة الإمارات الداعم لتعزيز مؤسسات الدولة اللبنانية ودورها في حفظ السيادة والأمن والاستقرار في البلاد، إضافة إلى دعم وحدة لبنان وسلامة أراضيه.معتبرا ان اعادة فتح السفارة في بيروت تجسِّد التزام الإمارات بدعم لبنان والتطلع نحو مرحلة جديدة من العلاقات المثمرة بين البلدين.

مواقف الرئيس عون والشيخ محمد بن زايد آل نهيان جاءت خلال لقاء القمة اللبنانية -الاماراتية والمحادثات الموسعة التي عقدت بعد ظهر امس، في قصر الشاطىء في أبو ظبي، في مستهل الزيارة الرسمية التي يقوم بها رئيس الجمهورية  تلبية لدعوة رئيس دولة الامارات الذي كان في استقبال الرئيس عون لدى وصوله الى القصر.

وعقد لقاء موسع بين الوفدين اللبناني والاماراتي، ثم استكملت المباحثات في لقاء ثنائي عقد بين رئيس دولة الامارات والرئيس عون استمر حوالي نصف ساعة قبل ان يغادر الرئيس عون الى مقر اقامته.

واعلنت رسمياً من «قصر الشاطىء»  المعلومات التالية عن المباحثات اللبنانية -الاماراتية: بحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة وفخامة جوزاف عون رئيس الجمهورية اللبنانية اليوم (أمس)..مختلف جوانب العلاقات الأخوية وسبل تنمية التعاون والعمل المشترك لمصلحة البلدين وشعبيهما الشقيقين. حيث رحب سموه بالرئيس الضيف متمنياً له التوفيق في قيادة لبنان الشقيق إلى كل ما يحقق الاستقرار والتنمية والازدهار لشعبه وأن يعود لبنان إلى موقعه المهم في محيطه العربي والإقليمي والعالمي.

كما استعرض الجانبان عدداً من القضايا والملفات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك وتبادلا وجهات النظر بشأنها..مؤكدين ضرورة العمل من أجل تعزيز أسباب الاستقرار والسلام في المنطقة لمصلحة جميع شعوبها.

وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال اللقاء..أن العلاقات بين دولة الإمارات ولبنان تاريخية وتجمع الشعبين الإماراتي واللبناني روابط المحبة والتقدير والاحترام المتبادل مشيراً إلى أن إعادة افتتاح السفارة الإماراتية في بيروت تجسد التزام الإمارات بدعم لبنان والتطلع نحو مرحلة جديدة من العلاقات المثمرة بين البلدين.

وشدد على موقف دولة الإمارات الداعم لتعزيز مؤسسات الدولة اللبنانية ودورها في حفظ السيادة والأمن والاستقرار في البلاد إضافة إلى دعم وحدة لبنان وسلامة أراضيه.

من جانبه عبر الرئيس عون عن شكره وتقديره موقف رئيس الدولة الداعم والمساند للبنان.. مؤكداً الحرص على تعزيز علاقات لبنان مع الإمارات في مختلف المجالات لما فيه الخير لشعبيهما.

مجلس وزراء غداً

يعقد مجلس الوزراء جلسة عند الساعة الثالثة من بعد ظهر يوم غد الجمعة  في السراي الكبير لبحث جدول الأعمال الذي وزعته امس الأمانة العامة لمجلس على الموقع الرسمي لرئاسة مجلس الوزراء. ويتضمن 28بنداً ابرز ما فيه:

– طلب وزارة العدل الموافقة على مشروع قانون لتنظيم القضاء العدلي.

– عرض تقرير وزير المالية عن مشاركة الوفد اللبناني في اجتماعات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.

– طلب وزارة الداخلية الموافقة على التدابير الواجب اتخاذها والاعتمادات المطلوبة لإجراء الانتخابات البلدية والاختيارية.

– طلب وزير المالية تعديل المادة 12 من قرر مجلس الوزراء المعلق المتعلق بإعفاءات للمتضررين من الحرب الاسرائيلية من الرسوم والضرائب.

– طلب وزارة التربية الموافقة على مشروع مرسوم لتأليف مجلس الاشراف على صندوق التعويضات للأساتذة في المدارس الخاصة.

– اضافة الى بنود تعيينات في الجمارك وشؤون وظيفية وادارية عامة وقبول هبات.

مالياً، طالب رئيس لجنة المال والموازنة النائب إبراهيم كنعان، بعد اجتماع اللجنة، ضرورة استعجال الحكومة في إرسال قانون الانتظام المالي الذي يُحدد المسؤوليات ويُوضح آليات استعادة الودائع. وشدد كنعان على أن استعادة الثقة بالقطاع المصرفي تبدأ من ثقة المودعين بأن أموالهم لن تُهدَر كل عشرين سنة، داعيًا إلى التزام الممارسة بإصلاحات واضحة تضمن رقابة فعلية على عمل المصارف، وذلك استنادًا إلى قانون إصلاح المصارف المحال إلى اللجنة.

قضائياً، وقع وزير المال ياسين جابر مرسوم التشكيلات القضائية لرؤساء التمييز في المحافظات، فور تسلمه بعد ظهر امس من وزير العدل.

اتصالات جنبلاط لوقف اشتباكات جرمانا

سياسياً، اعلن النائب وليد جنبلاط من دار الطائفة الدرزية انه على استعداد للذهاب الى دمشق مجدداً لوضع اسس لمطالب الدروز الذين هم جزء من الشعب السوري.

وأجرى الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط اتصالات مكثّفة شملت الإدارة السورية الجديدة، تركيا، المملكة العربية السعودية، قطر والأردن، وطلب من المعنيين فيها السعي إلى وقف إطلاق النار في منطقة أشرفية صحنايا لوقف حمام الدم. كما طلب جنبلاط أن تتم معالجة الأمور انطلاقاً من منطق الدولة ووحدة سوريا بجميع مكوّناتها.وتمّ بنتيجة الاتصالات الإتفاق على وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ. وطلب جنبلاط الحفاظ على وقف إطلاق النار حيث من المتوقع أن يصل وفد من جبل العرب يضمّ شيخي العقل الشيخ حمود الحناوي، والشيخ يوسف جربوع، وقائد حركة رجال الكرامة الشيخ يحيى الحجار، والأمير حسن الأطرش، إضافة إلى وفد من المشايخ والفعاليات لوضع الصيغة النهائية التي تضمن عدم العودة إلى الاقتتال الداخلي الذي لا يفيد إلّا العدو الإسرائيلي. وذلك، بحسب بيان صادر عن الحزب التقدمي الإشتراكي. ولاحقا، دعا جنبلاط السلطة السورية إلى القيام بتحقيق شفاف.

الى انتخابات البلديات درّ الأحد

وبعد 3 ايام من التوجه الى صناديق الاقتراع في محافظة جبل لبنان، في اول جولة من جولات انتخابات البلديات والهيئات الاختيارية، توالى اطلاق اللوائح الانتخابية في مختلف الاقضية.

وكاد ان ينتهي الاعلان عن لوائح الانتخابات للمجالس البلدية والاختيارية والمخاتير في اقضية محافظة جبل لبنان التي تجري الاحد المقبل، بعد إنجاز وزارة الداخلية والبلديات كل الترتيبات اللوجستية والامنية والمالية لإجرائها. فيما لم تسجل اي حادثة امنية تذكر في البلدات التي تخوض فيها اللوائح المتنافسة معارك انتخابية تتداخل فيها العوامل العائلية بالسياسية.

وقال وزير الداخلية العميد احمد الحجار لـ «اللواء»: نحن في جهوزية تامة وأن كل الاستعدادت لإنتخابات الجبل تسير على ما يرام، وهناك بعض الامور يجري استكمالها، والجانب الامني مؤمَّن وهناك تنسيق مع دول لجنة الاشراف على وقف اطلاق النار لمنع اي اعتداء اسرائيلي على المناطق التي تجري فيها الانتخابات (اشارة الى منطقة الضاحية الجنوبية التابعة لقضاء بعبدا) ونحن نعمل وفق الاجندة اللبنانية لا الاسرائيلية.

وحول توقعه لموعد صدور نتائج الانتخابات اوضح الوزيرحجار ان الامر منوط بلجان القيد الابتدائية والعليا بعد اقفال صناديق الاقتراع وبحجم البلدية وعدد المرشحين والناخبين في كل بلدة، ولا ننسى ان هناك انتخابات هيئات اختيارية ومخاتير ايضا وليس بلديات فقط. لذلك قد يستغرق الفرز معظم ليل الاحد وربما ساعات نهار الاثنين والنتائج ستصدر تباعا حسب حجم البلدة او القرية وعدد صناديق الاقتراع والناخبين.

اما في بيروت، فلازالت الاتصالات قائمة بين العائلات والمرجعيات البيروتية والقوى السياسية لتشكيل لائحة توافقية تضم مختلف الاطياف من شطري العاصمة لضمان تحقيق المناصفة الاسلامية – المسيحية بدرجة اولى وتشكيل مجلس بلدي متجانس ومتعاون يخدم ابناء العاصمة، وتوقعت مصادر متابعة ان تبصر اللائحة النور خلال ايام قليلة.

واعلنت قيادتا حركة «امل» وحزب الله لائحة «التنمية والوفاء» لعضوية مجلس بلديتي برج الراجنة والغبيري، في اجتماع في قاعة الجنان في ثانوية البتول في بئر حسن، بحضور قيادات معنية والنواب: علي عمار، وامين شري وفادي علامة.

جنوباً، اعترض مواطنون في قانا وجبال البطم دوريات لليونيفيل «القوة الفرنسية» على خلفية عدم وجود مرافقة من الجيش اللبناني، دون تسجيل اي اشكال». يذكر أن هذا الحادث هو الثالث من نوعه في أقل من اسبوع.

 

 

 الديار :

بلغ التوتر بين دروز سوريا والقيادة السورية الجديدة مستويات غير مسبوقة بعد الاحداث التي شهدتها كل من جرمانا وأشرفية صحنايا حيث ارتفع عدد قتلى المواجهات هناك إلى 42 قتيلاً.

ولعل ما فاقم الخشية من مشروع خارجي يُعد لدفع دروز سوريا لاعلان انفصالهم عن الدولة المركزية هو دخول اسرائيل عسكريا على الخط في الساعات الماضية معلنة شن هجوم تحذيري على مجموعة وصفتها بـ»المتطرفة»، كانت تستعد لمهاجمة الأقلية الدرزية في بلدة صحنايا السورية بريف دمشق. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه يسرائيل كاتس، في بيان مشترك، إن إسرائيل وجهت رسالة إلى النظام السوري بأنها تتوقع منه التحرك لمنع إلحاق الأذى بالدروز.

 

التطورات الميدانية

وأعلن المرصد السوري لحقوق الانسان بعد ظهر الاربعاء سيطرة قوات وزارة الدفاع على أشرفية صحنايا بعد اشتباكات عنيفة بين مجموعات مسلحة محلية من أبناء الطائفة الدرزية من جهة، وقوات تابعة لوزارتي الدفاع والداخلية إلى جانب قوات رديفة لها من جهة أخرى. وتحدث المرصد عن دويّ انفجارات عنيفة في أشرفية صحنايا، ناجمة عن ضربات إسرائيلية بالتزامن مع تحليق طائرات في الأجواء، وطائرات مسيرة تابعة لوزارة الدفاع. وأشار الى انتشار مجموعات من وزارة الدفاع في البلدة بحثا عن مطلوبين ومصادرة السلاح، بعد إغلاق جميع المداخل والمخارج المؤدية إلى البلدة، ابتداءً من منطقة المعامل وحتى أوتوستراد درعا ومحيط موقف الطيارة.

 

وأفاد المرصد بارتفاع عدد قتلى المواجهات في جرمانا وأشرفية صحنايا إلى 42 قتيلاً،  بينهم أفراد من القوات الأمنية والمسلحين المحليين.

 

خطة اسرائيلية

ونبهت مصادر معنية بالملف من خطورة ما يحصل في سوريا، لافتة الى ان «الدخول الاسرائيلي «الفج» على الخط يؤكد وجود مخطط لدفع دروز سوريا للتمرد واعلان انفصالهم عن الدولة المركزية» لافتة في حديث لـ «الديار»:»صحيح ان لدى تل ابيب

خططها المرتبطة بالمناطق الدرزية السورية التي تسعى لضمها اليها، لذلك من غير المستبعد ان تكون هي التي تستخدم ادواتها للعبث باستقرار هذه المناطق وزيادة الهوة بين الادارة الجديدة والمشايخ الدروز ..لكن بالوقت نفسه يبدو واضحا ان الرئيس السوري لا يمسك بزمام الامور تماما على الارض، اذ ان ظهور المجموعات المتشددة كل مرة تحدث إشكالات فيها في منطقة معينة الى جانب القوات التابعة للادارة السورية بات يطرح اكثر من علامة استفهام ويثير مخاوف كل الاقليات في سوريا دون استثناء».

ودخل دروز لبنان مباشرة على خط التطورات السورية الاخيرة، فأكد الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط انه «لا بد من موقف واضح وصريح لادانة من أهان النبي محمد والاسلام»، معلنا استعداده للذهاب الى دمشق مجددا «لوضع أسس لمطالب الدروز الذين هم جزء من الشعب السوري». واعتبر ان «حفظ الاخوان يكون بإسكات بعض الاصوات في الداخل الذين يطالبون بحماية اسرائيل»، مضيفا :» نحن في بداية مرحلة جديدة، اما ان نقتنع اننا لا بد من ان نعيش في سوريا موحدة او ان ننساق الى المشروع الاسرائيلي الذي يريد تهجير الدروز واستخدامهم».

واحتجاجا على الاحداث التي تشهدها مدينة جرمانا، قطع العشرات الطريق العام في عاليه، ما دفع مشيخة العقل لطائفة الموحدين الدروز لتحريم «قطع الطرقات او خروج ابنائنا واخواننا إلى اي شارع بغية الإحتجاج او التظاهر، مهما كانت الدوافع والأسباب، ورفضهم التعرّض للأخوة السوريين الأبرياء المتواجدين في مناطقنا».

رئيس جديد للجنة وقف النار

اما على خط التطورات اللبنانية، أُعلن عن تعيين رئيس جديد للجنة آلية تنفيذ وقف الأعمال العدائية. وقالت السفارة الاميركية في بيروت ان «الجنرال مايكل ليني انضم إلى اللجنة كقائد عسكري أميركي رفيع بدوام كامل في بيروت لمواصلة العلاقة القوية بين الجيشين اللبناني والأميركي» معلنة انه «سوف يعمل بشكل وثيق مع الجيش اللبناني واليونيفيل وفرنسا واللجنة الفنية العسكرية للبنان لتمكين الجيش اللبناني من توفير الأمن وحماية السيادة اللبنانية بشكل كامل، على ان يبقى الجنرال جاسبر جيفرز مهتمًا بلبنان فيما يقوم بدوره كقائد لقوات العمليات الخاصة الأميركية في بلاد الشام والخليج العربي وآسيا الوسطى.

وكان رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون التقى الجنرالين الاميركيين بحضور السفيرة الاميركية في بيروت وشدد خلال اللقاء على «ضرورة تفعيل عمل اللجنة ومواصلة الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها والانسحاب من التلال التي تحتلها وإعادة الاسرى اللبنانيين». واكد ان «الجيش يقوم بمهامه كاملة في الجنوب لاسيما في منطقة  جنوب الليطاني، حيث يواصل عمليات مصادرة الأسلحة والذخائر وإزالة المظاهر المسلحة، لافتا الى ان ما يعيق استكمال انتشاره هو استمرار الاحتلال للتلال الخمس ومواصلة الاعتداءات الإسرائيلية».

واعتبرت مصادر قريبة من «الثنائي الشيعي» ان «هذه اللجنة تعيش في ما يشبه الغيبوبة بحيث انها حتى لا تعد الخروقات الاسرائيلية التي تجاوزت الـ3 آلاف وقد اظهرت عن انحياز مباشر لاسرائيل». وسألت المصادر في حديث لـ «الديار» عن «ماهية دور هذه اللجنة واذا ما كان ينحصر بمراقبة الطرف اللبناني وغض النظر عن كل خروقات وجرائم اسرائيل».

وشددت المصادر على وجوب ان «تتصاعد وتيرة الضغوط اللبنانية لضمان الانسحاب الاسرائيلي من الاراضي المحتلة ووقف الخروقات التي باتت خبزا يوميا للبنانيين وهذا الامر مرفوض بكل اشكاله».

 

قمة لبنانية – اماراتية

ومن بيروت الى الامارات العربية المتحدة، انتقل الرئيس اللبناني حيث عقد لقاء قمة مع رئيس دولة الامارات  الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلص الى التشديد على اهمية تعزيز العلاقات الثنائية لما فيه خير البلدين والشعبين الشقيقين.

واعتبر الرئيس عون ان «الماضي اصبح وراءنا، والدولة بدأت تستعيد حضورها وقدرتها وسيادتها وكل مكوناتها تتعاون من اجل مستقبل لبنان»، معربا عن  التطلع «الى رؤية اخوتنا الاماراتيين في ربوع لبنان من جديد».

من جهته، أشار رئيس دولة الامارات الى ان «افتتاح السفارة الإماراتية في بيروت يجسّد التزام الإمارات بدعم لبنان والتطلع نحو مرحلة جديدة من العلاقات المثمرة بين البلدين». وشدد على موقف دولة الإمارات الداعم لتعزيز مؤسسات الدولة اللبنانية ودورها في حفظ السيادة والأمن والاستقرار في البلاد إضافة إلى دعم وحدة لبنان وسلامة أراضيه.

وبحسب مصادر واكبت زيارة عون الى الامارات فان اهميتها تكمن بأنها تعيد وصل ما انقطع بين لبنان ودول الخليج، لافتة في حديث لـ «الديار» الى ان «حصول هذه الزيارة هو بحد ذاته تطور اساسي وكبير يُبنى عليه»، مضيفة:»الرئيس عون وبزياراته المتتالية لدول الخليج يعيد لبنان للحضن الخليجي والعربي.. اما المساعدات فهي ستتدفق اليه مع انجاز الحكومة انجاز ما هو مطلوب منها بموضوع الاصلاحات وحصرية السلاح.. وها هي تقوم بخطوات كبيرة على هذا الطريق».

 

الأنباء :

تصدّرت أحداث جرمانا وأشرفية صحنايا في سوريا المشهد الإقليمي في اليومين الماضيين، بعد ما أعقبها من تصريحات ومواقف إسرائيلية محاولة الاستثمار فيها واستغلالها في مشروع فتنة على حساب طائفة الموحدين الدروز، تمهيداً لتنفيذ مخططاتها التقسيمية في سوريا.

أحدثت هذه التطورات الدموية استنفاراً واسعاً على المستوى الرسمي السوري، كما على مستوى قيادات ومرجعيات طائفة الموحدين الدروز، لا سيما في لبنان.

ولمعالجة هذه الأحداث وتداعياتها، عقدت الفعاليات الدرزية في لبنان اجتماعين لمعالجة ذيول الأزمة واستنكار ما جرى، الأول روحي ترأسه شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى، في مقام الأمير السيد عبدالله التنوخي في عبيه. والثاني في دار الطائفة الدرزية في فردان بحضور الرئيس وليد جنبلاط ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي تيمور جنبلاط وشيخ العقل وأعضاء المجلس المذهبي والنواب. حيث أكد خلاله جنبلاط أنه لا بد من موقف واضح وصريح لإدانة مَن أهان النبي والاسلام، معلنًا انه على استعداد للذهاب إلى دمشق مجدداً لوضع أسس لمطالب الدروز الذين هم جزء من الشعب السوري. 

وقال جنبلاط: "إن حفظ الاخوان يكون بإسكات بعض الأصوات في الداخل الذين يطالبون بحماية اسرائيل"، مشيراً إلى أننا "في بداية مرحلة جديدة، إما ان نقتنع أننا لا بد أن نعيش في سورية موحدة، أو أن نساق الى المشروع الاسرائيلي الذي يريد تهجير الدروز واستخدامهم". وأعلن عن استعداده للقيام بكل الخطوات كما فعل في السابق مع دروز إدلب لكن لا بد من برنامج واضح وإسكات بعض من في الداخل الذين يستنجدون باسرائيل.

وكان جنبلاط وفور تلقيه أنباء ما جرى في صحنايا أجرى اتصالات مكثفة شملت الإدارة السورية الجديدة، تركيا، السعودية، قطر والأردن طالب فيها المعنيين العمل على وقف إطلاق النار في أشرفية صحنايا وإيقاف حمام الدم. كما دعا إلى معالجة الأمور انطلاقاً من منطق الدولة ووحدة سورية بجميع مكوناتها وقد تم نتيجة هذه الاتصالات الاتفاق على وقف اطلاق النار ومعالجة ذيول ما جرى. 

اتفاق مبدئي

ومساء أمس، صدر عن محافظة السويداء بيان جاء فيه: "عُقدت جلسة في العاصمة السورية دمشق، بحضور محافظي ريف دمشق والسويداء والقنيطرة، إلى جانب عدد من الوجهاء والشخصيات الاجتماعية من مختلف المناطق. وخلال الجلسة، تم التوصل إلى اتفاق مبدئي يقضي بوقف إطلاق النار في منطقتي جرمانا وأشرفية صحنايا، في محاولة لاحتواء النزيف الدموي الذي شهدته المنطقتان مؤخراً. كما تم تشكيل لجنة مشتركة للعمل على وقف النار وايجاد حلول تساهم في تحقيق التهدئة، واستقرار الأوضاع في المنطقتين."

مشروع فتنة

وحول خلفيات ما جرى، وصفت مصادر مطلعة، عبر جريدة "الأنباء" الالكترونية، ما حصل في صحنايا وجرمانا بالمخطط لإشعال فتنة مذهبية سنية درزية في سورية تمهّد لتقسيم سورية لكن حكمة الرئيس وليد جنبلاط والزيارة التي قام بها على رأس وفد درزي الى سورية واللقاء الذي عقده مع الرئيس السوري احمد الشرع ساهم كثيراً بوأد الفتنة في مهدها.

واعتبرت أن زيارة جنبلاط إلى الشرع ساعدت في التخفيف من حدة الاحتقان المذهبي خاصة بعد دخول اسرائيل على خط التجييش ضد الادارة السورية الجديدة. 

المصادر رأت بالأحداث الأخيرة مقدمة لزعزعة الأمن والاستقرار في سورية، لكن دخول جنبلاط على خط معالجة ذيول ما جرى واستعداده للقاء الشرع مرة ثانية للتباحث معه في المطالب التي تتمسك بها محافظة السويداء قد يبدد القلق لدى بعض الدروز في سورية الذين يعتقدون ان اسرائيل يمكنها حمايتهم. لكن هذا الموقف المتقدم لجنبلاط وتأكيده على عروبة الدروز قد يساعد على تقليص المشروع الاسرائيلي وإبقاء الدروز كجزء أساسي من العالم العربي.

عون في الإمارات

لبنانياً، بدأ رئيس الجمهورية جوزاف عون زيارة رسمية الى الإمارات العربية المتحدة التقى فيها رئيس الدولة محمد بن زايد آل نهيان. وكان استبق زيارته بحديث لسكاي نيوز، أشار فيها إلى "اننا متفقين مع رئيس مجلس النواب نبيه بري بشأن موضوع سلاح حزب الله". وأضاف ان الأهم هو تسليم السلاح الثقيل والمتوسط، مؤكدا عدم صحة المقولة التي تقول ان حزب الله رفض دخول الجيش لتفتيش أحد المواقع في الضاحية قبل ان تقوم اسرائيل بقصف يوم الأحد الماضي، عازياً السبب في عدم انتشار الجيش على الحدود بسبب احتلال اسرائيل للنقاط الخمس. 

ولفت عون إلى قيام الجيش بواجبه الوطني في الجنوب من دون اعتراض أو مشاكل، مؤكداً ان الدولة جسم واحد يتشكل من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة. 

ليني خلفاً لجيفرز

على صعيد آخر، وبعد جولة شملت الرؤساء الثلاثة عون وبري وسلام أعلن رئيس لجنة مراقبة وقف اطلاق النار بين لبنان واسرائيل الجنرال جاسبر جيفرز عن انهاء خدماته في لبنان كرئيس للجنة، ليخلفه برئاستها الجنرال مايكل جي ليني. وقد رافق وجود جيفرز على رأس هذه اللجنة موجة انتقادات واسعة خاصة من فرنسا وقوات اليونيفل وذلك لعدم قيامه بواجبه كما يلزم ما أفقد لجنة الرقابة مصداقيتها وجعل اسرائيل تسرح وتمرح في سماء لبنان وكأنه ليس هناك اتفاقاً لوقف اطلاق النار.

 

 

 

 نداء الوطن

 انطلقت أمس “لجنة آلية تنفيذ وقف الأعمال العدائية”، وهو الاسم الآخر للجنة الخماسية المكلفة الإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار بدفع أميركي ملحوظ بانضمام الجنرال مايكل ليني، إلى اللجنة “كقائد عسكري أميركي رفيع بدوام كامل في بيروت لمواصلة العلاقة القوية بين الجيشين اللبناني والأميركي”، وفق ما ورد في بيان صادر عن السفارة الأميركية في لبنان. وسيبقى الجنرال جاسبر جيفرز رئيس اللجنة “مهتماً بلبنان فيما يقوم بدوره كقائد لقوات العمليات الخاصة الأميركية في بلاد الشام والخليج العربي وآسيا الوسطى”، بحسب بيان السفارة.

وبحسب معلومات “نداء الوطن” فإنّ الجنرال جيفرز سيبقى رئيساً مشرفاً على اللجنة على أن يكون خلفه الجنرال مايكل ليني رئيساً مقيماً في لبنان.

 

لقاءات الوفد الأميركي

أما عن كواليس اللقاءات التي عقدت، فعلمت “نداء الوطن” أن اجتماع بعبدا شكل مناسبة للتعارف بين رئيس الجمهورية ورئيس لجنة المراقبة الجديد وتم التداول في الوضع الجنوبي، فركز الرئيس عون على الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة وعدم حصول الانسحاب رغم مرور وقت ولم تتم إعادة الأسرى، ودعا إلى تفعيل عمل لجنة المراقبة وتعزيز فعاليتها. وشرح الرئيس بالوقائع ما يقوم به الجيش جنوباً بشأن احتكار السلاح وبسط سلطة الدولة وتطرقا إلى عمليات إطلاق الصواريخ من الجنوب على إسرائيل مرتين في حين نجح الجيش بكشف العملية الثالثة قبل حصولها.

وعن الاجتماع مع رئيس الحكومة، كشفت مصادر حكومية لـ “نداء الوطن” أنّ اللجنة أكدت تفعيل عملها، معتبرة أنّ الدولة اللبنانية تقوم بواجبها ولكن المطلوب منها بذل المزيد. أمّا الجانب اللبناني فلفت إلى أنّ الوجود الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية والاعتداءات المستمرّة، يساهمان في تقويض الدولة ومنعها من بسط السيطرة على كامل أراضيها. وتقول المصادر إنّ الوفد كان متفهّماً للموقف اللبناني.

ووصفت مصادر وزارية عبر “نداء الوطن” بقاء جنرال أميركي في بيروت بأنه “رسالة أميركية مفادها أن واشنطن لن تترك لبنان إلا وقد أصبح فعلاً خالياً من أية بقعة تهديد لواقعه الإقليمي”. وأضافت: “دخلنا عصراً جديداً بعد مرحلة السيطرة الإيرانية على لبنان فأصبح لبنان جزءاً لا يتجزأ من أولوية أميركية إضافة إلى أولوية المجتمعَين العربي والدولي”. وخلصت المصادر إلى القول: “إنها رسالة لإيران وغيرها أن الولايات المتحدة أصبحت في لبنان مباشرة”.

وشملت محادثات الجانب الأميركي رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي نبّه إلى “التمادي الإسرائيلي في الإعتداءات بشكل يومي في حين أن لبنان التزم بما هو مطلوب منه، فيما الجانب الإسرائيلي غير ملتزم بوقف إطلاق النار ولم ينجز الانسحاب المطلوب منه”.

كما عقدت في اليرزة محادثات بين قائد الجيش العماد رودولف هيكل والوفد الأميركي تناولت التطورات في الجنوب ومراحل تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار.

وقد جاء في بيان السفارة الأميركية “أن الجنرال جيفرز اجتمع مع القيادة اللبنانية وقيادة “اليونيفيل”، برفقة الجنرال ليني، وقال: أنا ممتنٌّ لفرصة المشاركة في هذه المهمة التي هي على هذا القدر من الأهمية، ومتفائلٌ جداً بالمستقبل. الجيش اللبناني معروفٌ بكونه قوة فعّالة، وقد أظهرت لقاءاتي مدى التزامه بضمان السلام والاستقرار”.

وأضاف بيان السفارة: “سوف يعمل الجنرال ليني بشكل وثيق مع الجيش اللبناني و”اليونيفيل” وفرنسا واللجنة الفنية العسكرية للبنان لتمكين الجيش اللبناني من توفير الأمن وحماية السيادة اللبنانية بشكل كامل”.

 

“حزب الله” وجنوب الليطاني و”اليونيفيل”

توازياً، أكد مصدر أمني أن “الجيش اللبناني فكّك “أكثر من 90 %” من بنية “حزب الله” في المنطقة الحدودية”. وأشار المصدر لـ “فرانس برس” إلى أن “حزب الله أبلغ الجيش أنه لم يعد لديه مواقع عسكرية في جنوب الليطاني”. وختم المصدر: “حزب الله” انسحب من مواقع في الجنوب وقال للجيش “إفعلوا ما تريدون”.

تأتي هذه العمليات في إطار تنفيذ بنود الاتفاق الذي ينص على انسحاب “حزب الله” من جنوب الليطاني وتسليم مواقعه للجيش اللبناني بالتعاون مع قوات “اليونيفيل”.

في المقابل، سُجّلت أمس سلسلة إشكالات بين عدد من أهالي بلدتي قانا وصدّيقين في قضاء صور جنوب لبنان، وعناصر من قوة فرنسية عاملة ضمن “اليونيفيل”، على خلفية محاولات دوريات فرنسية دخول مناطق داخلية من دون تنسيق مع الجيش اللبناني. وتخلل الإشكال إلقاء قنابل مسيلة للدموع.

 

مجلس الدفاع الأعلى ينعقد

تأتي هذه المستجدات، عشية تطور لبناني مرتقب غداً الجمعة. وعلمت “نداء “الوطن” أن تصعيد خطابات “حزب الله” بالنسبة للسلاح ترافق مع سلوك غير مقبول من حركة “حماس” في لبنان تمثّل بخرقها السيادة اللبنانية والتمرّد عليها والإخلال بالأمن اللبناني.

وفي السياق، يعقد مجلس الدفاع الأعلى قبل ظهر غد الاجتماع الأول له برئاسة رئيس الجمهورية في بعبدا حيث سيعرض الوضع الأمني في الجنوب والاعتداءات الإسرائيلية وعملية إطلاق الصواريخ، ومناقشة التحقيقات التي وصلت إليها الأجهزة وعلاقة عناصر من “حماس” بالعملية حيث هناك متورطون لم تسلمهم وخبأتهم في عين الحلوة ولا يوجد تعاون في هذا المجال مع الدولة اللبنانية. وهناك توصيات سترفع إلى جلسة مجلس الوزراء التي ستعقد بعد الظهر حيث تدلّ الأجواء على اتخاذ قرارات مهمّة بحق “حماس”.

 

القمة اللبنانية – الإماراتية

الوضع اللبناني حضر في الإمارات في القمة بين رئيس الجمهورية ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان واعتبر الرئيس عون “أن الماضي أصبح وراءنا، والدولة بدأت تستعيد حضورها وقدرتها وسيادتها وكل مكوناتها تتعاون من أجل مستقبل لبنان”، معرباً عن التطلع “إلى رؤية إخوتنا الإماراتيين في ربوع لبنان من جديد”.

بدوره، أكد بن زايد آل نهيان موقف الإمارات الداعم لتعزيز مؤسسات الدولة اللبنانية ودورها في حفظ السيادة والاستقرار، إضافة إلى دعم وحدة لبنان وسلامة أراضيه. وقال: “إعادة افتتاح السفارة الإماراتية في بيروت تجسد التزام الإمارات بدعم لبنان والتطلع نحو مرحلة جديدة من العلاقات المثمرة”.

إلى ذلك، أكد عون، أن “المعلومة عن أن “حزب الله” رفض دخول الجيش لتفتيش أحد المواقع في الضاحية غير صحيحة”، وقال لـ”سكاي نيوز عربية”: “متفقون مع الرئيس بري بشأن موضوع سلاح حزب الله”، و”الأهم هو تسليم السلاح الثقيل والمتوسط أمّا الأسلحة الخفيفة فهي ثقافة عند اللبنانيين”. وأضاف عون: “الشعب اللبناني تعب من الحرب لذلك لا يريد سماع لغة الحرب ونحن مع الخيار الدبلوماسي، ونتوقع من الطرفين احترام اتفاق وقف إطلاق النار”.

 

سلام والانتخابات البلدية

حكومياً، من المقرر أن تنعقد بعد ظهر غد جلسة لمجلس الوزراء في السراي وأبرز البنود ما يتعلق “بطلب وزارة العدل الموافقة على مشروع قانون يرمي إلى تنظيم القضاء العدلي”.

من جهة ثانية، حضر الاستحقاق البلدي في زيارة الرئيس سلام لمتروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده حيث شدد سلام على أنه مطمئن إلى أن أهل بيروت لن يرضوا بها، إلا إذا تمثل فيها الجميع كما يجب أن يتمثلوا، وبيروت هي دائماً مدينة حاضنة للجميع، ولن تتغير اليوم نتائج الانتخابات”.

 

مرفأ بيروت

قضائياً، خيّمت أجواء الترقّب على زيارة الوفد القضائي الفرنسي إلى بيروت، في ظل آمال معلّقة على تحقيق تقدّم في مسار التحقيقات الخاصة بانفجار المرفأ غير أن الزيارة انتهت من دون تسليم التقرير الفني الفرنسي المنتظر ما أثار تساؤلات حول مدى جدّية التعاون، وحدود الدور الفرنسي في كشف الحقيقة.

 

جنبلاط وأحداث سوريا

على خط آخر، أعلن الحزب “التقدمي الإشتراكي” في بيان أن “الرئيس السابق للحزب وليد جنبلاط أجرى اتصالات مكثّفة شملت الإدارة السورية الجديدة، تركيا، المملكة العربية السعودية، قطر والأردن، وطلب من المعنيين فيها السعي لوقف إطلاق النار في منطقة أشرفية صحنايا”. وأعلن جنبلاط عقب الاجتماع الاستثنائي للمجلس المذهبي: “أنه على استعداد للذهاب إلى دمشق لوضع أسس لمطالب الدروز الذين هم جزء من الشعب السوري”.

 

 

الشرق :

شدد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على اهمية تعزيز العلاقات الثنائية لما فيه خير البلدين والشعبين الشقيقين. واعتبر الرئيس عون ان “الماضي اصبح وراءنا، والدولة بدأت تستعيد حضورها وقدرتها وسيادتها وكل مكوناتها تتعاون من اجل مستقبل لبنان”، معربا عن التطلع الى “رؤية اخوتنا الاماراتيين في ربوع لبنان من جديد”.

بدوره، اكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على موقف دولة الإمارات “الداعم لتعزيز مؤسسات الدولة اللبنانية ودورها في حفظ السيادة والأمن والاستقرار في البلاد، إضافة إلى دعم وحدة لبنان وسلامة أراضيه.”

مواقف الرئيس عون والشيخ محمد بن زايد آل نهيان جاءت خلال لقاء القمة اللبنانية – الاماراتية والمحادثات الموسعة التي عقدت بعد ظهر أمس في قصر الشاطىء بأبو ظبي، في مستهل الزيارة الرسمية التي يقوم بها عون تلبية لدعوة رئيس دولة الامارات الذي كان في استقباله لدى وصوله الى القصر، قبل ان يتوجها معا الى المنصة حيث تم عزف النشيدين اللبناني والاماراتي.

بعد ذلك، توجه الرئيس عون والشيخ محمد بن زايد امام ثلة من الحرس، الى مدخل القصر حيث صافح رئيس الجمهورية الوفد الاماراتي فيما تم تقديم الوفد اللبناني الى رئيس دولة الامارات.

ثم انتقل الوفدان الى قاعة الاجتماعات حيث عقد لقاء موسع حضره عن الجانب الاماراتي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، ونائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون الخاصة الشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان، ومستشار رئيس الدولة الشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان، والأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني علي بن حماد الشامسي، والمستشار الدبلوماسي لرئيس الدولة الدكتور أنور بن محمد قرقاش، ووزير الدولة خليفة بن شاهين المرر، ورئيس مكتب رئيس الدولة للشؤون الإستراتيجية رئيس مكتب أبوظبي التنفيذي الدكتور أحمد مبارك المزروعي، ومساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية لانا زكي نسيبة، والقائم بأعمال سفارة الامارات في بيروت سعادة فهد الكعبي.

فيما حضر عن الجانب اللبناني وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، سفير لبنان في دولة الامارات فؤاد شهاب دندن، مدير المراسم والعلاقات العامة في رئاسة الجمهورية الدكتور نبيل شديد، والمستشارون العميد اندريه رحال وجان عزيز والدكتورة روعة حاراتي، ومدير مكتب الاعلام رفيق شلالا.

استهل الاجتماع بترحيب الشيخ محمد بن زايد بالرئيس عون في دولة الامارات، وقال: “انها فرحة كبيرة ان نراكم هنا، ونرى لبنان في ظل قيادته الوطنية وقد استعاد حياته الطبيعية ووحدته وتضامن جميع أبنائه”.

وأشاد الشيخ محمد بن زايد باللبنانيين الموجودين في الامارات، منوها بالجهدود التي بذلوها ويبذلونها لنهضتها. وقال: “لا ننسى المساهمة اللبنانية في بناء دولتنا منذ زمن”. كما نوّه بإمكانات اللبنانيين وكفاءاتهم وقدراتهم في مختلف المجالات.

واستعاد رئيس دولة الامارات ذكرياته في لبنان، منذ اول زيارة له في العام 1966، قائلا انها لا تزال في ذاكرته، مشيدا بالترحيب الذي لقيه في لبنان. وتوجه الى الرئيس عون قائلا: “اهلا بك بين اهلك”.

وتحدث الشيخ محمد بن زايد عن الظروف التي مرّت بها دولة الامارات عبر التاريخ، مؤكدا “استمرار النهضة القوية في اتجاه الانماء والتطور، وهو المسار الذي انتهجته الدولة الاماراتية منذ تأسيسها وحتى اليوم”.

من جهته، شكر الرئيس عون دولة الامارات على “استضافة 190 الف لبناني يعيشون على أراضيها ويلقون المعاملة الطيبة ويشاركون في نهضتها”. كما شكر الشيخ محمد بن زايد على تجاوبه في اعادة افتتاح السفارة الإماراتية في لبنان، خلال اتصال التهنئة الذي تلقاه منه بعد انتخابه رئيسا للجمهورية. وقال الرئيس عون: “ان لبنان يمر بظروف صعبة، ولكن الدولة بدأت تستعيد اليوم حضورها وقدرتها وسيادتها والوضع يتغيّر، وكل مكونات الدولة تتعاون من اجل مستقبل لبنان”.

أضاف: “الماضي اصبح وراءنا ونتذكره فقط لاخذ العبر منه”. وشدد على ان “المنطقة العربية هي جسم واحد، تتأثر كلها اذا ما مرض عضو فيها”. وأشاد بدور مؤسس دولة الامارات الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “صاحب الرؤية البعيدة والثاقبة التي أوصلت الامارات الى ما وصلت اليه اليوم، أي الى مصاف الدول المتطورة”.

وقال الرئيس عون: “نحن عازمون على المضي في نهضة لبنان وتقدمه، ونتطلع الى رؤية اخوتنا الاماراتيين في ربوع لبنان من جديد”.

 

بعد ذلك، تم التطرق الى العلاقات الثنائية وسبل تطويرها في المجالات كافة لما فيه مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين.

 

لقاء ثنائي

ثم استكملت المباحثات في لقاء ثنائي عقد بين رئيس دولة الامارات والرئيس عون استمر حوالي نصف ساعة، قبل ان يغادر الرئيس عون الى مقر اقامته.

 

متفقون مع بري

ليس بعيدا وقبيل توجهه الى الامارات، أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، أن “المعلومة عن أن حزب الله رفض دخول الجيش لتفتيش أحد المواقع في الضاحية غير صحيحة”، مشيراً إلى أن “السبب في عدم انتشار الجيش اللبناني على الحدود هو احتلال إسرائيل للنقاط الخمس”.

وفي حديث صحافي، لفت الرئيس عون إلى أن “متفقون مع الرئيس بري بشأن موضوع سلاح حزب الله”، مضيفاً: “الأهم هو تسليم السلاح الثقيل والمتوسط أمّا الأسلحة الخفيفة فهي ثقافة عند اللبنانيين”.

وتابع: الجيش اللبناني يقوم بواجبه من دون أي اعتراض أو مشكلات، والدولة جسم واحد يتشكل من رئيس الجمهورية والحكومة ومجلس النواب، واختلافاتنا مع رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب ليست شخصية بل هي للصالح العام”.

وأضاف الرئيس عون: “الشعب اللبناني تعب من الحرب لذلك لا يريد سماع لغة الحرب ونحن مع الخيار الدبلوماسي، ونتوقع من الطرفين احترام اتفاق وقف إطلاق النار جنوبي لبنان”.

 

 

 

الشرق الأوسط :

فكّك الجيش اللبناني «ما يفوق 90 في المائة» من البنى العسكرية العائدة لجماعة «حزب الله» في منطقة جنوب نهر الليطاني المحاذية للحدود مع إسرائيل منذ سريان وقف إطلاق النار، بحسب ما أفاد مصدر أمني لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» الأربعاء.

وقال المصدر، طالباً عدم ذكر اسمه: «أنجزنا تفكيك ما يفوق 90 في المائة من البنية في منطقة جنوب الليطاني. من المحتمل وجود مواقع قد لا نعلم بوجودها، لكن في حال اكتشفناها فسنقوم بالإجراءات اللازمة حيالها»، مضيفاً: «(حزب الله) انسحب وقال افعلوا ما تريدون… لم تعد ثمة تركيبة عسكرية للحزب في جنوب الليطاني».

ويسري منذ 27 نوفمبر (تشرين الثاني) اتفاق بين إسرائيل والتنظيم المدعوم من إيران، بعد نزاع امتد لأكثر من عام تكبد خلاله الحزب ضربات قاسية في البنية العسكرية والقيادية.

ونصّ الاتفاق على انسحاب مقاتلي الحزب من المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني (على مسافة نحو 30 كلم من الحدود) وتفكيك بناه العسكرية، في مقابل تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة (يونيفيل).

وأكد الرئيس اللبناني جوزيف عون أن الجيش بات يسيطر على أكثر من 85 في المائة من مساحة الجنوب.

وقال عون الذي زار الإمارات، الأربعاء، في مقابلة مع قناة «سكاي نيوز عربية»: «في موضوع الجنوب حصل اتفاق على وقف إطلاق النار برعاية الولايات المتحدة وفرنسا… وعلى كل من الطرفين احترام توقيعه. بالنسبة إلى الجيش اللبناني، أصبح مسيطراً على أكثر من 85 في المائة من الجنوب، ونظّف الجنوب».

وأضاف: «يقوم الجيش بواجبه من دون أي مشاكل ودون أي اعتراض»، موضحاً أن سبب عدم استكمال انتشاره جنوباً «هو احتلال إسرائيل لخمس نقاط» حدودية.

ونصّ الاتفاق كذلك على انسحاب إسرائيل من كل المناطق التي توغلت إليها خلال الحرب. لكن الدولة العبرية أبقت على وجود عسكري في خمسة مرتفعات تتيح لها الإشراف على جانبي الحدود. كما تشنّ ضربات شبه يومية ضد ما تقول إنها أهداف عسكرية أو عناصر من الحزب.

وردّاً على سؤال عن اتهام الحزب للسلطات بأنها «الدولة الناعمة» بسبب عدم تحرّكها إزاء استمرار الغارات، قال عون: «لدينا لغة الحرب ولغة الدبلوماسية»، معتبراً أن «الشعب اللبناني تعب من الحرب، لذلك… نريد الذهاب إلى الخيار الدبلوماسي».

وأقرّ بأن «الخيار الدبلوماسي يأخذ وقتاً طويلاً لكن ليس لدينا خيار»، معتبراً أن المواجهة مع إسرائيل تتطلّب «توازناً عسكرياً واستراتيجياً، وهذا غير موجود» في ظل ضعف العتاد المتوافر للجيش اللبناني.

 

 

الحزب «متعاون جداً»

وتشدد إسرائيل على أنها لن تسمح للحزب بإعادة بناء قدراته.

وأوضح المصدر الأمني اللبناني: «لن نسمح لأحد بإعادة تأهيل البنية العسكرية في جنوب الليطاني، وقمنا بردم العديد من الأنفاق وإغلاقها. وأحكمنا إقفال القطاع لمنع نقل الأسلحة من شمال النهر إلى جنوبه، وسنضبط وسائل القتال على الحواجز».

أضاف: «طبّقنا ما علينا من (قرار مجلس الأمن) 1701، وليطبق العدو الإسرائيلي ما عليه. ثمة مراكز عسكرية كانت للجيش سابقاً لا يزال العدو يسيطر عليها» في البلدات الحدودية.

وأنهى القرار 1701 حرباً بين «حزب الله» وإسرائيل في 2006، وشكّل أساساً لاتفاق وقف إطلاق النار الأخير بينهما. ويدعو القرار لنزع سلاح كل المجموعات المسلحة على كل الأراضي اللبنانية.

واكتسب النقاش بشأن سحب ترسانة الحزب و«حصر السلاح بيد الدولة» زخماً مع تصاعد الضغوط الأميركية على لبنان. وأكد عون في وقت سابق من أبريل (نيسان)، أن القرار بهذا الشأن اتخذ، لكن الموضوع «حساس» ويبقى تنفيذه رهن توافر «ظروف» ملائمة.

وأكد المصدر الأمني أن الجيش صادر أسلحة من مناطق خارج جنوب الليطاني.

وأوضح: «الجيش ينفّذ قرار السلطة السياسية ومجلس الوزراء. منطقة جنوب الليطاني مشمولة باتفاق وقعته الحكومة ونحن ملزمون بتنفيذه».

أضاف: «في شمال الليطاني صادرنا مخازن ولم نجد ممانعة من الحزب؛ لأنها كانت تشكل خطراً على السكان، والحزب كان متعاوناً جداً»، متابعاً: «طالما وجدنا أسلحة سنصادرها، لكن قضية السلاح في شمال الليطاني مرتبطة بالحوار السياسي الذي تحدث عنه رئيس الجمهورية».

وقال «حزب الله» إنه لن يسمح بـ«نزع سلاحه»، لكنه أبدى استعداده لحوار بشأن «الاستراتيجية الدفاعية» للبنان، شرط انسحاب إسرائيل، ومباشرة الدولة عملية إعادة إعمار ما دمّرته الحرب.

 

 

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية