الديار: الانتخابات البلدية في جبل لبنان اليوم: «نصف بروفة» للاستحقاق النيابي

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
May 04 25|07:27AM :نشر بتاريخ

تبدأ اليوم المرحلة الاولى من الانتخابات البلدية والاختيارية في جبل لبنان وسط اجواء تنافس ذي طابع سياسي في عدد من المدن والبلدات، بينما يغلب على عدد كبير منها الطابع العائلي بنكهة سياسية او حزبية.

وتتعامل القوى والاحزاب السياسية مع هذا الاستحقاق الانتخابي كاختبار للمزاج الشعبي وحجم شعبيتها ونفوذها قبل عام من الاستحقاق الانتخابي النيابي في ايار العام المقبل.

 

مصدر لـ<الديار»: الانتخابات البلدية نصف بروفة للنيابية

ويقول مصدر نيابي مسيحي مستقل لـ<الديار»: «ان طابع الانتخابات البلدية والاختيارية يختلف عن الانتخابات النيابية وحساباتها، ويغلب عليه الطابع المحلي والعائلة عموما لا سيما في البلدات والقرى الصغيرة، لكنه يأخذ منحًى سياسيا اكثر في المدن والبلدات الكبرى».

ويضيف:« ان انتخابات جبل لبنان تتميز بانها تشكل ثقلا مسيحيا كبيرا، وترسم جزءا اساسيا ومهما من المزاج السياسي المسيحي في البلاد. ورغم غلبة الطابع العائلي على عدد كبير من البلدات والقرى الا ان هذه الانتخابات البلدية تشكل نصف بروفة تعتمدها القوى والاحزاب لرسم خرائط مناهجها ومسارها نحو معركة الانتخابات النيابية العام المقبل».

 

في حساب العهد والحكومة

ويعول العهد برئاسة الرئيس جوزاف عون والحكومة على نجاح الاستحقاق الانتخابي البلدي كأحد الانجازات المهمة الذي يؤكد الانتقال الى مرحلة تنشيط وتعزيز المسار الديموقراطي وبناء الدولة، وتاكيد الصدقية في التعهد بالذهاب وتطبيق اللامركزية الادارية الموسعة في المرحلة اللاحقة كما ورد في خطاب القسم والبيان الوزاري لحكومة نواف سلام.

اما القوى السياسية المسيحية في جبل لبنان فهي تتعامل مع الاستحقاق الانتخاب البلدي بحذر وعناية دقيقة، حيث تتبنى في البلدات التي تجدها محسومة لمصلحتها اللوائح بشكل مباشر، بينما تلجأ في بلدات اخرى الى التوافقات او التحالفات مع قوى اخرى بحيث تشهد بعض البلدات تحالفات بين قوى متخاصمة ومتناقضة في الاصطفاف السياسي العام. كما لجأت القوى والاحزاب على اختلافها الى الاختباء وراء الفعاليات المحلية والعائلات لدعم هذه اللائحة او تلك والبقاء في المشهد الخلفي الى حين ظهور النتائج للتتعامل معها وتستثمرها او تتنصل من تداعياتها.

 

المعارك المحدودة وحسابات الاستحقاق النيابي

ووفقا لقراءة مصادر سياسية، فان الانتخابات البلدية في جبل لبنان تتميز بحيوية ملحوظة نظرا الى التنافس بين القوى والاحزاب المسيحية بوجه خاص، ولحضور فعاليات سياسية في مناطق عديدة اكان في جبيل او كسروان او المتن.

وتشهد بلدات عديدة معارك انتخابية وتنافسا شديدا في اطار حسابات القوى الساسية للفوز برئاسات اتحادات البلديات والدور الذي تؤديه هذه الاتحادات على الصعيد الانمائي وانعكاسه على مرحلة التحضير للانتخابات النيابية.

وتضيف المصادر ان هناك بلدات تتميز فيها الانتخابات بحساسية وابعاد مثل جونيه حيث توجهت القوات اللبنانية الى التحالف مع النائب نعمة فرام الذي يرشح شقيقه لرئاسة البلدية، ومع النائب فريد هيكل الخازن والنائب السابق منصور البون والكتائب، بينما اكتفى التيار الوطني الحر بدعم لائحة شبابية منافسة لا ينتسب اعضاؤها الى الاحزاب وهم من الناشطين في البلدة.

اما في الحدت التي تعتبر معقلا للتيار الوطني الحر، فان القوات فضلت عدم الانخراط المباشر في المعركة، حيث تتنافس اللائحة المدعومة من التيار برئاسة رئيس البلدية الحالي مع لائحة مدعومة من الكتائب والنائب الان عون والاحرار وبعض المرشحين من العائلات.

وفي المتن تختلف التحالفات من بلدة واخرى، وتبرز المعركة على رئاسة الاتحاد في مرحلة لاحقة في ضوء النتائج المرتقبة بين آل المر وحزب الكتائب. اما القوى المتنافسة في الساحل والجبل، فهي تشمل ايضا القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر والحزب السوري القومي الاجتماعي والنائب ابراهيم كنعان.

وفي الشوف وعاليه يتعاطى الحزب التقدمي الاشتراكي بارتياح مع الاستحقاق البلدية، ويسعى في كثير من البلدات والقرى الى التعامل بحذر وترك التنافس بين العائلات للحفاظ على رصيده الكبير في كل العائلات. ويبرز هذا المنحى للحزب بشكل كبير في اقليم الخروب ذي الاكثرية السنية حيث يحتفظ ايضا برصيد شعبي وازن، ويفضل عدم الدخول في معارك انتخابية مباشرة في الاستحقاق البلدي متعاونا مع العائلات وقوى سياسي وفعاليات محلية.

وقبل ساعات من الانتخابات في جبل لبنان، يرى مصدر سياسي مطلع لـ «الديار» ان هذا الاستحقاق الانتخابي لن يسفر عن مشهد واضح يرسم معالم نتائج الانتخابات النيابية العام المقبل لاعتبارات عديدة تتعلق باختلاف طبيعة الاستحقاقين والعوامل التي تحكم كل منهما، ومسار التطورات المؤثرة في المزاج الشعبي من الان الى حين موعد الانتخابات النيابية، ودخول قوى اخرى مع العهد الجديد في الاستحقاق المقبل.

 

انفراط التحالف بين القوات والكتلة الشعبية في زحلة

وفي شأن الانتخابات البلدية، برز في الساعات الماضية انفراط التحالف الانتخابي في زحلة بين القوات اللبنانية والكتلة الشعبية برئاسة ميريام سكاف التي اصدرت بيانا عنيفا اتهمت فيه القوات بالانقلاب على الاتفاق، معلنة ان الكتلة اصبحت في حل من اي التزام وباتت خياراتها مفتوحة، وانها لا ترضى وعائلة سكاف «ان تصبح مأمور نفوس لدى القوات اللبنانية ومجرد جسر العبور الى البلدية». واتهمت القوات بالقيام بعملية غدر وبخدعة الغائية ودكتاتورية.

 

وزير الداخلية: جهوزية تامة للعملية الانتخابي

وعشية الانتخابات، اشرف وزير الداخلية احمد الحجار على تسليم صناديق الاقتراع الى مراكز الاقلام في جبل لبنان، مؤكدا الجهوزية التامة لاجراء الانتخابات البلدية والاختيارية في كل المناطق وفي كل مراحلها خلال ايار.

وشدد ان الشفافية لهذه العملية يضمنها القانون، وقال ان ليس هناك ضمانات من قبل العدو الاسرائيلي، وان القرار السياسي اللبناني هو الذي يحكم هذه العملية الانتخابية.

وردا على سؤال، اكد الحجار ان الانتخابات البلدية ستجري في بيروت في موعدها.

ودخل الصمت الانتخابي في جبل لبنان حيز التطبيق اعتبارا من منتصف الجمعة – السبت. وستفتح صناديق الاقتراع اعتبارا من الساعة السابعة صباح اليوم وحتى السابعة مساء، وسط اجراءات امنية تحفظ سلامة العملية الانتخابية.

وفي دراسة للدولية للمعلومات نشرت امس، جاء ان عدد بلدات جبل لبنان يبلغ 479 بلدة وقرية بينما يبلغ عدد البلديات 333 بلدية، العدد الاكبر منها بلديات صغيرة بين 9و 12 عضوا في المجلس البلدي. ويبلغ عدد البلديات في كسروان 54 بلدية، وفي جبيل 40 بلدية، وفي المتن 56 بلدية، وفي بعبدا 49 بلدية، وفي عاليه 58 بلدية، وفي الشوف 76 بلدية.

ويبلغ عدد الناخبين في جبل لبنان 896996 ناخبا.

 

ماذا بعد تحذير حماس؟

على صعيد آخر، علمت «الديار» من مصادر مطلعة ان التحذير اللبناني الذي وجه لحركة حماس الفلسطينية من الاقدام على اي عمل يمس استقرار لبنان وأمنه وينتهك سيادته، سيأخذ مجراه في الاطار الذي حدده بيان مجلس الامن المركزي برئاسة رئيس الجمهورية جوزاف عون وتبناه مجلس الوزراء بقرار رسمي.

واضافت ان الجهات الامنية المعنية فعلت عملها واتصالاتها مع قيادة الحركة في لبنان، لا سيما في خصوص بعض المطلوبين المتهمين باطلاق ومسؤولية اطلاق الصواريخ مؤخرا من الجنوب باتجاه فلسطين المحتلة، ويتردد ان عددهم اربعة من بينهم المسؤول عن هذا العمل.

ووفقا للمصادر، فان الاتصالات مع حماس تجري في اجواء غير سلبية، وان قيادة الحركة في صدد التجاوب مع الموقف اللبناني، لكن لم يتضح بعد مصير كل المطلوبين من الحركة للسلطات الامنية اللبنانية.

هذا وأعلن المدير العام للأمن العام اللواء حسن شقير، أمس السبت، أنه أبلغ ممثل حركة «حماس» في لبنان توصيات المجلس الأعلى للدفاع المتعلقة بنشاط الحركة، محذّرًا من تنفيذ أي عمليات عسكرية انطلاقًا من الأراضي اللبنانية.

وأوضح شقير أنه طلب من ممثلي الحركة تسليم أربعة متهمين بإطلاق صواريخ من جنوب لبنان، مشيراً إلى أن «حماس» طلبت مهلة أقصاها 48 ساعة لتسليم المطلوبين إلى مخابرات الجيش اللبناني.

وأكد شقير اتخاذ إجراءات دقيقة لمراقبة المعابر والتدقيق في حركة الدخول والخروج، منعًا لأي خرق أو توتر أمني، مع الحفاظ على الطابع الإنساني في التعامل مع الحالات الوافدة من جرمانا والسويداء.

 

زيارة عباس لا تحسم حل موضوع سلاح المخيمات

وردا على سؤال حول زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى لبنان في 21 الجاري، قالت المصادر انها بطبيعة الحال ستتناول وضع الفلسطينيين في لبنان واوضاع المخيمات والسلاح الفلسطيني فيها، لكن من غير المتوقع ان تحسم الزيارة موضوع تسليم السلاح من المخيمات، باعتبار ان هذا الامر لا يتوقف على موقف الرئيس عباس وحده، بل مرتبط ايضا بموقف حماس والفصائل الفلسطينية وبالوضع الفلسطيني ومصير الحل في غزة.

واضافت المصادر ان هذا الموضوع سيوضع على نار هادئة وبشكل تدريجي من خلال حوار ومعالجة هادئة، مع التأكيد في الوقت نفسه على ان القرار اللبناني الثابت الذي يهدف الى حل هذا الموضوع انطلاقا من حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية ووقف كل ما ينتهك السيادة اللبنانية ويمس امن لبنان واستقراره.

 

مصدر لـ<الديار»: قرار معالجة سلاح المخيمات متخذ بالمبدأ

ووفقا للمعلومات المتوافرة لـ<الديار» من مصدر لبناني رفيع، فان قرار ضبط ومعالجة موضوع السلاح في المخيمات متخذ بالمبدأ، لكن ترجمته تحتاج الى اكتمال عناصر تطبيقه من دون تداعيات امنية او مضاعفات اخرى.

وابدى المصدر ثقته بالاسلوب والسياسة التي ينهجها الرئيس عون تجاه هذا الملف والملفات الامنية الاخرى.

 

التواصل ناشط بين عون وحزب الله والحوار المباشر في مرحلة لاحقة

من جهة اخرى كشفت مصادر مطلعة لـ «الديار» عن ان التواصل مستمر وناشط بين الرئيس عون وحزب الله عبر اكثر من محور، اولا من خلال الاتصالات واللقاءات بينه وبين الرئيس نبيه بري، وثانيا عبر اشخاص مقربين من رئيس الجمهورية وقيادات في الحزب، ومنهم رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد.

وقالت المصادر ان الحوار المباشر والمنتظم بين الرئيس عون وقيادة حزب الله لم يبدأ بعد ومنتظر في مرحلة لاحقة، لكن التواصل الجاري اليوم تسوده اجواء ايجابية بصورة عامة، وهي تتركز على الوضع في الجنوب حيث نفذ الجيش اللبناني مهامه بشأن اتفاق وقف النار وتسلم وجمع ومعالجة السلاح العائد للحزب جنوبي الليطاني بنسبة 90 في المئة، كما عبر رئيس الجمهورية.

 

تداعيات احداث سوريا وحراك جنبلاط

من جهة اخرى بقيت الانظار تتجه الى ما يجري في سوريا من تطورات واحداث امنية مؤسفة كان اخرها في الايام القليلة الماضية في جرمانا وصحنايا في ريف دمشق بين ابناء من الطائفة الدرزية من البلدتين ومسلحين وعناصر من هيئة تحرير الشام الذين انضموا الى قوات الامن العام السوري.

وبرز دور رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط لتدارك الموقف ومعالجة الوضع ووقف الاحداث وتجنب كل التداعيات الناجمة عما حصل.

وترافق ذلك ايضا مع لقاءات مكثفة جرت في دار الطائفة الدرزية في بيروت، ابرزها اللقاء الموسع الذي جرى بين شيخ عقل الطائفة الشيخ سامي ابي المنى مع السفراء العرب، وفي مقدمهم السفير السعودي وليد البخاري في حضور نواب اللقاء الديموقراطي، في محاولة لتأمين تدخل ومساعدة عربية لاحتواء الموقف في سوريا على قاعدة وحدة سوريا وحماية الدولة لامن الوطني وسائر المواطنين.

ووفقا للمعلومات المتوافرة بعد زيارة جنبلاط لدمشق والاجتماع مع الرئيس السوري احمد الشرع وما صدر عنه من مواقف في اطار معالجة الوضع وذيوله، فان التوتر بقي امس يسود المناطق السورية ذات الغالبية الدرزية، لا سيما منطقة السويداء ومحيطها، حيث سجلت الاستنفارات المتبادلة من دون حصول تطور ايجابي او حل للوضع القائم.

 

دخول العدو على الخط والغارات على سوريا

وما زاد الطين بلّة دخول العدو الاسرائيلي بقوة على خط هذه الاحداث ومحاولة تسعيرها بحجة الدفاع عن الدروز، حيث نفذ الطيران الاسرائيلي اوسع عدوان جوي على سوريا ليل اول من امس مستهدفا مناطق في محيط دمشق وحماه وادلب، بعد ان كان استهدف قبل ذلك محيط القصر الجمهوري في رسالة تحذيرية مباشرة للشرع.

 

استنفار دبلوماسي لجنبلاط

ووفقا لمصادر مطلعة لـ<الديار» ان جنبلاط بعد زيارة دمشق ولقاء الشرع اجرى امس سلسلة اتصالات شملت سفراء عربا واجانب، وبقي على تواصل مع قيادات روحية درزية سورية في اطار موصلة الجهود لتخفيف التوتر ومعالجة الموقف انطلاقا مما تضمنه بيان الحزب التقدمي الاشتراكي عن اللقاء مع الشرع لا سيما الاتفاق على تامين الدروز وانخراطهم في الدولة، واضطلاع الدولة السورية بمسؤولياتها في حفظ الوطن والمواطن، وتعزيز الحوار مع مختلف مكونات الشعب السوري.

وبعد العدوان الجوي الاسرائيلي الواسع على سوريا، اصدر جنبلاط امس بيانا دان فيه هذا العدوان وانتهاكه الفاضح لسيادة الدولة السورية «الذي لا يساعد على استكمال الحل السياسي الذي نعمل عليه مع الرئيس الشرع». ودعا الى «الضغط على العدو الاسرائيلي لوقف تدخله السافر وخرقه المتمادي جوا وبرا واحتلاله لاجزاء من الاراضي السورية».

واعلن جيش العدو الاسرائيلي في بيان له امس ان قواته «تنتشر في منطقة جنوب سوريا وتبقى مستعدة لمنع دخول قوات معادية الى المنطقة والى القرى الدرزية».

واضاف ان الجيش الاسرائيلي «يتابع التطورات ويبقى في حالة جاهزية للدفاع وللتعامل مع سيناريوهات مختلفة».

ويعكس بيان جيش العدو بشكل واضح نيات «اسرائيل» لتسعير الوضع في منطقة السويداء ومحيط دمشق، مستفيدة من الاحداث الامنية المتنقلة في سوريا. 

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الديار