البناء: مسارات تفاوضية متسارعة لإنهاء قلق الحروب في مسقط وجنيف واسطنبول

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
May 12 25|08:19AM :نشر بتاريخ

شهد يوم أمس الأحد محطات وإعلانات تشير إلى نجاحات في المسارات التفاوضية، وفيما كانت المفاوضات الأميركية الإيرانية في مسقط تتجاوز عنق الزجاجة في ضوء تصريحات أميركية صدرت عن المبعوث الرئاسي ستيف ويتكوف اعتبر فيها إلغاء إيران لبرنامج تخصيب اليورانيوم شرطاً حاسماً لاستمرار المفاوضات، مقابل إعلان وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي عن اعتبار التخصيب منجزاً تقنياً وطنياً لا تراجع عنه. وبعد نهاية جولة المفاوضات التي وصفها الطرفان بالمعقدة والصعبة والمفيدة في آن واحد، تقول مصادر متابعة للمفاوضات إن الاتجاه نحو التفاوض على تخفيض نسبة التخصيب سوف يشكل الحل الوسط لإنجاح مسار التفاوض الذي يشكل هدفاً للطرفين، على قاعدة استبعاد الخيارات الأخرى، بينما كانت واشنطن وبكين تعلنان إحداث تقدّم كبير في مسار التفاوض حول الرسوم الجمركية والتبادل التجاري بين البلدين، وبدت بكين التي رفضت سياسة الرسوم الجمركية وتبنت خيار التفاوض ودعت إليه قد حققت مكسباً بجلب الجانب الأميركي إلى التفاوض على بدائل للرسوم بعدما اكتشف الأميركيون عدم تجاوب السوق مع خيار الحرب التجارية، كما قالت أرقام البورصة مراراً خلال شهر، وبعدما بدأت سلاسل التوريد تعاني نقصاً كبيراً في السلع الاستهلاكية من نقاط البيع، وأغلب السلع من منشأ صيني، فيما شركات التكنولوجيا الأميركية التي تتخذ من الصين مكاناً لتصنيع منتجاتها لا تجد جدوى اقتصادية لانتقالها إلى اميركا، وكان الاختراق الأهم على مسار الحرب الروسية الأوكرانية حيث اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مفاوضات مباشرة مع أوكرانيا في اسطنبول دون شروط مسبقة، ليعلن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي أنه سيذهب إلى اسطنبول الخميس للقاء الرئيس بوتين، وأنه يتوقع وقف إطلاق النار اليوم، وتأتي كل هذه التطورات التفاوضية، بعد إعلان وقف إطلاق نار هندي باكستاني، بمسعى أميركي، بقي ثابتاً رغم بعض الخروقات.

في المنطقة، وبالتزامن مع إنجاز التقدم على مسار التفاوض الأميركي الإيراني، والغضب الإسرائيلي من هذا المسار، وبعدما كان الاتفاق الأميركي اليمني سبباً إضافياً للغضب الإسرائيلي، كشفت حركة حماس عن اتفاق مع الجانب الأميركي على قيامها بالإفراج عن الأسير الإسرائيلي الكسندر عيدان الذي يحمل الجنسية الأميركية، مقابل فتح بوابات العبور أمام المساعدات الإنسانية وإنهاء حرب التجويع المفروضة إسرائيلياً على سكان قطاع غزة، بينما رحّبت مصر وقطر بالاتفاق الذي رأت أنه خطوة على طريق إعادة التفاوض على إنهاء الحرب وتدفق المساعدات، واكتفى الجانب الإسرائيلي بالقول إنه تلقى إحاطة أميركية بالإفراج عن الأسير الكسندر عيدان، بينما تحدّث الإعلام الإسرائيلي عن ضربة أميركية ثالثة على رأس بنيامين نتنياهو.

لبنانياً كانت الانتخابات البلدية في الشمال محطة ثانية للانتخابات البلدية، لم تحمل أي مفاجآت سياسية حول الأحجام والأوزان ولم تشر إلى أي تغيير سياسي، بينما تراجعت نسبة المشاركة فيها 10% عن النسبة التي سجلتها انتخابات جبل لبنان مع مشاركة دون الـ 35%، وكثير من الفوضى الإدارية والأمنية انتهت بإطلاق نار عشوائي في طرابلس وإصابة الإعلامية ندى أندراوس برصاصة طائشة.

فيما تترقب الساحة الداخلية زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى المنطقة ونتائجها على الإقليم برمته ومن ضمنها لبنان، تضاربت المعلومات حول زيارة جديدة للمبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس الى بيروت وما ستحمله الى المسؤولين فيما يتعلق بالإصلاحات وبسلاح المقاومة.

ووفق معلومات “البناء”، فالمرجح أن يعلن الرئيس الأميركي خلال زيارته الى السعودية والإمارات وقطر، تأييده لإعلان الدولة الفلسطينية، أما إطلاق مسار التطبيع بين “إسرائيل” ودول الخليج وترتيب العلاقة مع دول المنطقة والخليج فالمتوقع أن يُعلن بعد مؤتمر القمة العربية المرتقبة في الرياض أو جدة، خصوصاً أن هناك قمة متوقعة بين ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيس السلطة الفلسطينية محمود والرئيس السوري أحمد الشرع في السعودية، أما الاتفاق الأميركي مع إيران بشأن النووي فغير متوقع خلال الشهرين المقبلين.

ولم يُعرف إذا كانت القمة ستضمّ إلى جانب ترامب وبن سلمان والشرع، رئيس الجمهوريّة اللبناني جوزاف عون! فيما كانت المعلومات المتداولة حتى مساء أمس، أن الرئيس عون سيكون في القمة بناء لطلب السعودية وإصرار الأمير محمد بن سلمان.

ووفق معلومات “البناء” من مصادر خارجيّة أن هناك قمتين قبل القمة العربية التي لم يُحسم جدول أعمالها بعد، القمة الأولى ستجمع ترامب وبن سلمان وعباس والشرع وعون، والقمة الثانية بين ترامب وملوك وأمراء دول الخليج، على أن يكون الملف اللبناني بنداً رئيسياً على جدول أعمال القمة العربية المقبلة حيث من المتوقع أن تصدر توصيات لمصلحة لبنان فيما يتعلق بالحدود اللبنانية مع كل من فلسطين وسورية.

إلى ذلك علمت “البناء” أن المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس ستزور لبنان خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وستجري مباحثات مع رئيس الجمهورية جوازف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري حول ملف سلاح حزب الله استكمالاً لزيارتها السابقة، في ضوء التصعيد الإسرائيلي الأخير في النبطية، على أن يجدّد لبنان موقفه الرسمي على لسان الرئيسين عون وبري برفض الاعتداءات الإسرائيلية وضرورة الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب ووقف الاعتداءات قبل أي بحث بسلاح المقاومة.

ولفتت مصادر مطلعة على موقف المقاومة لـ”البناء” أن المقاومة قوية ولا زالت تملك قدرات كبيرة وإرادة عالية ومستعدة للدفاع عن لبنان عندما تستدعي الحاجة وفي الوقت الذي تراه مناسباً، كما لن تنجر الى التوقيت الإسرائيلي لاستدراج المقاومة إلى حرب، لا سيما أن المقاومة تقف اليوم خلف الدولة والخيار الدبلوماسي للضغط على “إسرائيل” للانسحاب من الجنوب وتثبت الحدود الدولية.

ورفضت المصادر فرض أيّ إملاءات خارجية أميركية على لبنان تصب في خدمة العدو الإسرائيلي، وبالتالي لن نسمح بأي طرح لأورتاغوس أو أي مسؤول خارجي بنزع سلاح المقاومة وتجريد لبنان من ورقة قوة وكشفه عسكرياً وأمنياً أمام العدو الإسرائيلي والمجموعات الإرهابية. وأكدت المصادر أن قيادة المقاومة مستعدة للحوار مع رئيس الجمهورية حول السلاح واستراتيجية الأمن الوطني لحماية لبنان من كل الأخطار والتهديدات.

في غضون ذلك، مرّ قطوع الجولة الثانية من الانتخابات البلدية في الشمال رغم وقوع أكثر من إشكال في مناطق مختلفة ما أدى الى تدخل الجيش اللبناني، وسط احتدام المعركة في بلديات عدة، حيث وصلت نسبة الاقتراع إلى 50 في المئة في بعض المناطق. وقتل شخص وأُصيب طفل حالته حرجة جداً نتيجة إطلاق الرصاص الطائش في بحنين – المنية، فيما حذر وزير الداخلية المواطنين من إطلاق النار مع صدور النتائج.

ونشرت وزارة الداخلية والبلديات مقارنة نسب الاقتراع بين عامَي 2016 و2025 في محافظتي لبنان الشمالي وعكار حتى الساعة 7 مساءً بين عامي 2025. وأظهرت أن مجموع نسبة الاقتراع في محافظتي الشمال وعكار في عام 2025 بلغت 39.36%، بينما كانت قد بلغت النسبة في عام 2016 45.30%.

وتوقفت عمليّة الانتخابات البلديّة والاختياريّة داخل مدرسة تكريت الرسميّة في عكار بسبب مناكفات حصلت في باحة المدرسة وتدخّل الجيش.

وأوضح وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار، أنّ الإشكالات الأمنية كانت نسبتها مرتفعة في الانتخابات النيابية والاختيارية في الشمال وعكار، موضحًا أنّه “تمت معالجة الإشكالات من قبل القوى الأمنية أو الجيش”. وذكر، في تصريح من وزارة الداخلية، أنّ “سبب الإشكالات اندفاع الناس للمشاركة في الانتخابات”.

وأوضح الحجار أنّ عدم التحاق الموظفين في وزارة الداخلية إلى الشمال قد يكون سببه المشقة والتكاليف، مؤكدًا أن جميع الموظفين تمّ تبليغهم عبر اتصال هاتفي وهذا استحقاق وطني وواجب وطني. وأضاف “الموظّفون يقومون بواجبهم وأحييهم فهؤلاء هم المسؤولون عن نجاح أيّ عمليّة انتخابيّة ومن دونهم لا يمرّ الاستحقاق”.

بدوره، أشار رئيس الحكومة نواف سلام، في تصريح من وزارة الداخلية، إلى أنّه “كانت هناك سرعة وجدية بالتعامل مع الشكاوى التي وصلت خلال النهار في الانتخابات النيابية والاختيارية”، مضيفًا “من المؤسف توقف عملية الانتخاب لأكثر من مرة”. ولفت إلى أنّ “الشكاوى ستحول إلى القضاء المختص وستتم ملاحقة من تم توقيفهم”، مشددًا على أهمية ضبط عمليات الرشى خلال الانتخابات البلدية والاختيارية. ورأى أنّ نسبة الاقتراع في محافظتَي الشمال وعكار مقبولة جدًا.

وفازت لائحة تيار المردة في بلدية زغرتا – إهدن، وقال النائب طوني فرنجية: “أهدي هذا النصر في زغرتا الى شهداء إيطو”. فيما أعلن “الوطني الحر” فوز المزيد من المخاتير بمناطق في طرابلس والبترون وعكار وزغرتا والكورة.

سياسياً، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط يرافقه رئيس اللقاء الديمقراطي النيابي النائب تيمور جنبلاط، حيث تناول اللقاء بحث تطورات الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية.

الى ذلك، أكد رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون أن العلاقات مع دولة الكويت متجذرة في التاريخ ومبنية على الاحترام المتبادل والتعاون الوثيق على مختلف الصعد. وأوضح الرئيس عون لوكالة الأنباء الكويتية “كونا” لدى وصوله إلى الكويت في زيارة رسمية: “أود أن أعبر عن بالغ تقديري وامتنان الشعب اللبناني للدعم المستمر الذي قدّمته وتقدّمه دولة الكويت للبنان خاصة في الظروف الصعبة التي مر بها وطننا. فدولة الكويت كانت ولا تزال سنداً قوياً للبنان في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والإنسانية”. وأوضح أنه خلال هذه الزيارة “سنبحث مع الأشقاء في الكويت سبل تعزيز التعاون الثنائي وتفعيل الاتفاقيات المشتركة بين بلدينا بما يخدم مصالح شعبينا الشقيقين وستكون فرصة للتأكيد على أن اللبنانيين ينتظرون عودة أشقائهم الكويتيين إلى بلدهم الثاني لبنان لا سيما خلال فصل الصيف المقبل لتزهو الربوع اللبنانية من جديد بوجودهم”.

وتابع الرئيس عون: “سنتطرق إلى التحديات التي تواجه المنطقة والقضايا ذات الاهتمام المشترك وسبل تعزيز العمل العربي المشترك في ظل الظروف الراهنة”.

في الموازاة، ذكرت رئاسة الجمهورية، في بيان صادر عن مكتب الإعلام، جميع وسائل الإعلام اللبنانية الكريمة بضرورة التحلّي بالمسؤولية الوطنية، والقانونية، والأخلاقية، في هذه الظروف الحساسة بالذات. وأهابت بالجميع عدم التطاول، تجنياً أو تلفيقاً أو تركيباً، على أي جهة خارجية صديقة للبنان، وخصوصاً من الأشقاء العرب، وبالأخص في قضايا وتوقيت تلامس حدّ التآمر على المصالح الوطنية العامة.

وكرّرت رئاسة الجمهورية تمسكها الكامل بحرية التعبير وبقدسيّتها، مذكّرة المعنيين بهذه الحرية بأن لها مقتضيات ثابتة، أولها الحقيقة، وثانيها الانتظام العام في مجتمع ديمقراطي، تماماً كما ينصّ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وأكدت أن أي خروج عن هذه المقتضيات، يُعرّض مرتكبه لوقوعه خارج إطار الحرية، وفي خانة الارتكاب المشهود.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : البناء