إفتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الثلاثاء 20 مايو 2025
الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
May 20 25|08:17AM :نشر بتاريخ
الديار:
«الثنائي» «والقوات» أكبر الرابحين... والمجتمع المدني أول الخاسرين
القاهرة القلقة من التطوّرات الإقليميّة تدعم «حكمة» الرئيس عون
فيما كان رئيس الجمهورية جوزاف عون في القاهرة، يستشرف معالم المرحلة الاقليمية المقبلة مع الرئيس المصري عبد الفتح السيسي، القلق من محاولة «تهميش» دور مصر المحوري في المنطقة، كانت الارقام البلدية والاختيارية في البقاع وبيروت محور اهتمام داخلي وخارجي، بعدما شكلت النتائج رسائل مهمة على اكثر من مستوى.
وكانت «القوات اللبنانية» قد اكتسحت الانتخابات في زحلة، وسجلت انتصارا على كافة القوى المسيحية المناوئة لها، واثبتت انها الاكثر تنظيما في المدينة، بعدما استقطبت نحو 2000صوت من خارج البلوك الانتخابي المحسوب عليها، بفعل استنفار العصب المسيحي، مقابل هشاشة الائتلاف وسوء ادارته للمعركة. وخسرت «القوات» بلدية رأس بعلبك امام «التيار الوطني الحر»، لكنها ثبتت حضورها في القاع.
واذا كانت هذه النتائج قد استنفرت القوى المحلية لاجراء حساباتها وفق هذه الوقائع، فان المرحلة الثالثة من الانتخابات البلدية والاختيارية في بيروت والبقاع، افضت الى تثبيت وقائع سياسية شيعية لا يمكن تجاهلها او تجاوزها، حيث بدأت القوى السياسية المحلية كافة، اضافة الى الرعاة الاقليميين والدوليين، اجراء مراجعات باتت ضرورية للتعامل مع النتائج، بعدما نجح «الثنائي» في هذه الجولة في اكتساح كافة القوى المناوئة له في الساحة الشيعية بقاعا، خصوصا في مدينة بعلبك حيث تجاوز منافسيه باكثر من 6400 صوت، فيما ثبت موقعه الحامي للمناصفة في العاصمة بيروت، من خلال بلوك من 19 الف صوت، عوّض من خلاله الدور الذي كان يؤديه تيار «المستقبل» قبل عزوفه. ولولا هذا الالتزام لكانت لائحة «بيروت بتحبك» حققت خرقا باكثر من مرشح.
واذا كانت المناصفة قد تعرضت للاهتزاز، بحلول محمود الجمل مكان مرشح متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأورثوذكس المطران الياس عودة إيلي أندريا، الذي كان من المفترض أن ينتخب في المرحلة التالية كنائب رئيس المجلس البلدي، على غرار المجلس السّابق، فان التوازن داخل المجلس البلدي لن يختل على نحو فاقع، بوجود 13 مسلما مقابل 11 مسيحيا، خصوصا ان ثمة اجماعًا من قبل القوى المتحالفة، على ان الجميع بذل الجهد المطلوب وفق قدراته لحماية المناصفة.
ويبقى على كل القوى قراءة الرسالة من ابناء بيروت السنّة، الذين يدورون في فلك تيار «المستقبل» من خلال هذا الخرق، الذي اعتبره رعاة اللائحة انتصارا؟! وفي هذا السياق، يسجل ايضا تراجع تأثير قوى المجتمع المدني في بيروت، من 26 الف صوت في الانتخابات السابقة الى 10 آلاف الان، مع ملاحظة تراجعه في البقاع ايضا، في مقابل تقدمه في المناطق الدرزية على الرغم من الفوز الذي حققته لوائح الحزب «التقدمي الاشتراكي».
نتائج بيروت
في بيروت حسمت الانتخابات البلدية لمصلحة تحالف الأحزاب والشخصيات السياسية ضمن لائحة «بيروت بتجمعنا»، مع خرق وحيد للمنسّق السابق لـ «تيّار المستقبل» في بيروت محمود الجمل، رئيس لائحة «بيروت بتحبك»، المدعومة من النائب نبيل بدر و «الجماعة الإسلامية». وبحسب النتائج حلّ المحامي الدّكتور محمّد بالوظة، مرشح «اتحّاد جمعيات العائلات البيروتيّة» في المرتبة الأولى، بعدما حصل على نحو 46 ألف صوت، فيما حصل مرشّح حزب «الهنشاك» هوفيك بوكاكجيان، على أدنى عدد أصوات نحو 37 ألف صوت.
في المقابل، تمكّن الجمل من الفوز بحصوله على نحو 38 ألف صوت، على حساب مرشّح متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة إيلي أندريا، الذي كان من المفترض أن ينتخب في المرحلة التالية كنائب رئيس المجلس البلدي، على غرار المجلس السّابق.
«الثنائي» رافعة اللائحة
وقد سجّلت في بيروت نسبة اقتراعٍ مشابهة لما سجّلته في عام 2016 (20.14 %)، مع فارق بسيط لم يتعدّ الـ1% هذه المرّة، بوصول النسبة إلى نحو 21 في المئة. وقد تقصّد «الثنائي الشيعي» اثبات انه حامي المناصفة، من خلال تجيير «بلوك» وصل إلى نحو 19 ألف ناخب لمصلحة «بيروت بتجمعنا».
ووفق مصادر مراقبة، فانه لولا «الثنائي» لخسرت كامل اللائحة، وهو اراد ان يثبت أنّه الوحيد القادر على حماية المسيحيين والأقليّات، بعد غياب «تيار المستقبل» عن الساحة. وبعدما وعد بتأمين عشرة آلاف صوت للائحة، رفع نسبة حضور جمهوره الى 19 الفًا، من دون عمليّات استنفار عام، وتم التركيز فقط على الناخبين القاطنين قرب العاصمة. وكانت ماكينة حزب الله الأكثر حضوراً على صعيد تأمين النقل من بيروت وخارجها.
سنيا، امنت ماكينة جمعية «المشاريع» البلوك الانتخابي السني الذي وعدت به. في المقابل، بدت ماكينة النائب فؤاد مخزومي مبتدئة عاجزة عن استقطاب الشارع السنّي.
خرق الجمل
في المقابل، تمكنت لائحة «بيروت بتحبك» برئاسة العميد المتقاعد محمود الجمل، مدعوماً من النائب نبيل بدر و الجماعة الإسلاميّة»، من حصد ارقام سنية وازنة، نجحت في ايصاله الى المجلس البلدي بفارق نحو 1300 صوت، وقد تولت «الجماعة الاسلامية» نقل الناخبين الموجودين خارج بيروت.
الاقتراع المسيحي
وأظهرت نسب الاقتراع مسيحيا، تقاربها مع نسب الاقتراع في عام 2016 ، لكن اللافت ان مزاج النّاخب المسيحي لم يكن هذه المرة لمصلحة لائحة «بيروت مدينتي»، التي حصدت نحو 60% من أصوات المقترعين في الدورة الاخيرة. وكان لافتا البلوك الذي امنه حزب «الطاشناق» بنحو 4 آلاف صوت ، لمصلحة لائحة «بيروت بتجمعنا»، حيث ارتفع عدد الناخبين الأرمن عمّا كان عليه في عام 2016، بوصول العدد إلى أكثر من 5 آلاف و500، وقد فشلت النائبة بولا يعقوبيان في التأثير في الصوت الأرمني.
انتخابات البقاع
شيعيا، حقق حزب الله فوزا في مدن وقرى البقاع، ولم تنجح حملة قوى المجتمع المدني في تحقيق اي خرق، خصوصا في بعلبك، حيث تراجع حضورها عن الانتخابات السابقة من نحو 4000 صوت الى 2000.
في المقابل حقق الحزب «التقدمي الاشتراكي» فوزا واضحا في البقاع الغربي، لكن الارقام في راشيا خصوصا، اظهرت تقدم لائحة المجتمع المدني بالارقام 6 ، وبعد ان كان قد حقق الفوز ب6 بلدات بالتذكية ، فان الفارق في راشيا كان 200 صوت فقط على حساب لائحة المجتمع المدني .
معركة زحلة
في هذا الوقت، بدأت القوى السياسية في اجراء جردة حساب لما حصل في زحلة، بعد ان حققت «القوات اللبنانية» فوزا منفردا في مواجهة سائر الاحزاب مجتمعة ، خصوصا ان مجموع الارقام التي بلغت للائحة «قلب زحلة»، ضعف ارقام اللائحة المنافسة «زحلة رؤية وقرار»، واللافت حلول رئيس البلدية الحالي اسعد زغيب في المرتبة ما قبل الاخيرة بـ 7886.
باسيل: لاجراء مراجعة
وفي هذا السياق، لفت رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، خلال مؤتمر صحافي حول الانتخابات البلدية والاختيارية، الى ان «زحلة لها أهمية كبيرة وتركنا الخيار لأهلها، وفي النهاية أهلها اختاروا ومبروك لخيارهم ونحترمه ونقرؤه بكل احترام». اضاف: «اصطدمنا بعائقين في زحلة: رفض للتعاون من «القوات» معنا، لأنهم يعتبرون أنهم يربحون من دوننا، ولدينا مشكلة مع اسعد زغيب. وكان واضحا ان «القوات» هي القوة الكبرى، ونعترف بذلك بكل موضوعية وبرافو عليهم». وقال: «لدينا مسؤولية مراجعة لأدائنا السياسي والشعبي في زحلة، ونحن نشكل القوة الشعبية الثانية بعد «القوات» بفارق كبير، وعلينا مسؤولية استنهاض قوتنا ونرفض الأداء الإلغائي».
ولفت باسيل الى ان «التيار أثبت وجوده في البقاع من الهرمل إلى بعلبك وقضاء زحلة وراشيا، وفي راشيا ما زلنا الاقوى عند المسيحيين، وفي البقاع الغربي كنا وراء التفاهمات، وفي قرى قضاء زحلة نتمتع بوجود وازن، ونحن خسرنا في القاع بسبب الانقسامات. وفي مقابل القاع ربحنا في رأس بعلبك وجديدة الفاكهة بما يمثلان من وزن انتخابي، وفي الهرمل ورغم وجودنا المحدود، فزنا ببعض المخاتير.
جعجع: «ع زحلة ما بيفوتوا»
وتعليقا على نتائج زحلة، أعلن رئيس حزب «القوّات اللبنانيّة» سمير جعجع فوز لائحة «قلب زحلة» من المقر العام للحزب في معراب، في إطلالة مباشرة عبر الشاشة على المتجمهرين في ساحة الشهداء في زحلة، ليبدأ كلمته بعدها بالقول: «ع زحلة ما بيفوتوا، ع زحلة لا فاتوا، ولا رح بيفوتوا، لا هلأ ولا بعدين». ووجه جعجع تحيّة كبيرةً جداً «باسم الكثير من اللبنانيين وباسمي لزحلة وأهلها وشيبها وشاباتها وشبابها، ولكل من تعب وعمل واجتهد لكي تقوم زحلة بما قامت به اليوم»، وقال: «اليوم زحلة، طلعت قد الكل لوحدها، من دون أي لبس أو غموض، زحلة اختارت التقدّم والتغيير والحضارة والسيادة والشهداء ولبنان».
وتوجّه لكل من آثروا منذ سنوات الكلام على «قرار زحلة» بالقول: «هل رأيتم اليوم قرار زحلة أين؟ هل تأكدتم اليوم من هم قرار زحلة؟ وهل تأكّدتم اليوم «إنو مش زحلة قوات» لا بل إن «القوّات» هي زحلة؟».
تهميش مصر؟!
اختتم الرئيس جوزاف عون زيارته الى القاهرة بالامس، في ظل اجواء اقليمية متوترة، وفي ظل محاولة من بعض القوى الاقليمية لتهميش دور مصر عن الملفات الاساسية في المنطقة، وهو ما تظهّر خلال قمة بغداد العربية، حيث غاب عدد كبير من قادة الدول المؤثرة على الرغم من الاتفاق المسبق مع الرئيس السيسي على حضورها.
ووفق مصادر ديبلوماسية، لم تكن القاهرة مرتاحة لتجاهل الرئيس الاميركي دونالد ترامب زيارتها خلال جولته الخليجية، علما انه تم الغاء حضوره للقمة الخليجية مع ترامب دون اسباب موجبة.
قلق في القاهرة
وفي هذا الاطار، لا تبدو القاهرة مطمئنة الى السياق العام للاحداث في المنطقة، وهو ما تبلغه الرئيس عون، خصوصا ان التفلت «الاسرائيلي» يبدو دون «كوابح»، في ظل «ضوء اخضر «اميركي غير معروفة حدوده، ولهذا تبدو مصر قلقة ازاء المرحلة المقبلة في ظل اصرار على استمرار محاصرة لبنان اقتصاديا، لدفعه الى خيارات تبدو صعبة وتهدد الاستقرار الداخلي. ولهذا سمع الرئيس عون دعما لمواقفه وتشجيعا على حكمته، في التعامل مع الملفات الشائكة بما فيه ملف سلاح حزب الله، حيث لا تؤيد القاهرة سياسية الضغوط القصوى على العهد، كما انها تدعو الى التعامل بالحكمة ذاتها مع ملف السلاح الفلسطيني، كيلا تتحول المخيمات الى «لغم» قد ينفجر في وجه الجميع.
عون والسلام العادل والشامل
وقد دعا رئيس الجمهورية المُجْتَمَعَ الدُّوَلِيَّ إِلَى تَحَمُلٍ مَسْؤُولِيَّاتِهِ، فِي إِلْزَامِ «إِسْرَائيلَ» بِتَنْفِيذِ اتفاق وقف إطلاق النار». وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس المصري «ان لا مصلحةً لأي لبناني، ولا مصلحة لأي بلدٍ وشعب في منطقتنا، في أن يستثنيَ نفسَه من مسارٍ سلامٍ شاملٍ عادل». وتابع «سلامٌ يبدأُ بالنسبةِ إلينا، بتأكيدِ التزامِ لُبْنَانَ الكَامِلِ بِالقَرَارِ الدُّوَلِيِّ 1701، للحِفَاظِ عَلَى سِيَادَةِ لُبْنَانَ وَوَحْدَةِ أَرَاضِيهِ... مع تشديدنا على أَهمِيَّةِ دَوْرِ القُوَّاتِ الدُّوَلِيَّةِ، وضرورةٍ وَقْفِ الأَعْمَالِ العَدَائِيَّةِ الَّتِي تَقُومُ بِهَا «إِسْرَائِيل»... وَالعودةِ إلى أحكامِ اتفاقيةِ الهدنة للعام 1949، بما يَضْمَنُ عَوْدَةَ الاسْتِقْرَارِ وَالأَمْنِ إِلَى الجَنُوبِ الُّلبْنَانِيّ وَالمِنْطَقَةِ كَلِها». كما اكد حرص لبنان عَلَى «قيامِ أَفْضَلِ العَلَاقَاتِ مَعَ الجارةِ سورِية، وعَلَى أَهَمِّيَّةِ التَّنْسِيقِ وَالتَّعَاوُنِ بَيْنَ البَلَدَيْنِ لِمُوَاجَهَةِ التَّحَدِيَاتِ المُشْتَرَكة».
السيسي ودعم لبنان
من جهته، شدد السيسي على موقف مصر الثابت فى دعم لبنان... «سواء من حيث تحقيق الاستقرار الداخلى، أو صون سيادته الكاملة»... ورفض رفضا قاطعا «لانتهاكات «إسرائيل» المتكررة ضد الأراضي اللبنانية، وكذلك احتلال أجزاء منها». واكد «ان مصر تواصل مساعيها المكثفة، واتصالاتها مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية، لدفع «إسرائيل» نحو انسحاب فوري وغير مشروط، من كامل الأراضي اللبنانية... واحترام اتفاق وقف الأعمال العدائية، والتنفيذ الكامل والمتزامن، لقرار مجلس الأمن رقم «1701» دون انتقائية، بما يضمن تمكين الدولة اللبنانية، من بسط سيادتها على أراضيها، وتعزيز دور الجيش اللبناني فى فرض نفوذه جنوب نهر الليطاني».
كما جدد دعوة المجتمع الدولى، «لتحمل مسؤولياته تجاه إعادة إعمار لبنان، وحث الهيئات الدولية والجهات المانحة على المشاركة بفاعلية فى هذا الجهد، لضمان عودة لبنان إلى مساره الطبيعي،على طريق السلام والتعايش والمحبة فى المنطقة».
الاعتداءات «الاسرائيلية»
وقبل اسبوع من الاستحقاق الانتخابي جنوبا، شهدت الساعات القليلة الماضية تصعيدًا لافتًا للاعتدءات «الاسرائيلية» على الجنوب ، حيث ألقت مسيرة معادية قنبلة على سيارة في بلدة الضهيرة، ما ادى الى تضرر السيارة. كما أصيب مواطن في بلدة كفركلا برصاص جيش الاحتلال، بعد أن أطلقوا عليه النار وأصابوه برصاصة في كتفه، استدعى نقله إلى مستشفى مرجعيون الحكومي على الفور للمعالجة.
كما شنت مسيرة «اسرائيلية» غارة على دراجة نارية على طريق صربين وادي العيون وسقوط جريحين. وافاد مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة، بأن الغارة أدت إلى إصابة مواطنين اثنين بجروح. كما سقطت إصابات في غارة استهدفت أطراف بلدة حولا.
النهار :
الرئيس عون: "الاستقرارُ الثابت، لا يقومُ إلا على سلامِ دائم، لا يُبنى إلا على العدالة، والعدالة لها تعريف واحدٌ وحيد: ألا وهو إعطاءُ كلِ الحقوق، لكلِ أصحابها
تجاوزت أصداء نتائج الانتخابات البلدية والاختيارية في بيروت والبقاع تلك التي سبقتها في الجولتين الأولى والثانية، نظراً إلى اكتساب هذه النتائج طابعاً سياسياً أكبر وأوسع من العوامل السياسية – العائلية التي انتهت إليها انتخابات جبل لبنان والشمال. وبدا بديهياً أن تحتل نتائج انتخابات مدينة زحلة وبلدات القضاء أولوية المتابعات والاهتمامات في ظل الاكتساح المدوي الذي حققه حزب "القوات اللبنانية" في عاصمة البقاع ومعظم البلدات المسيحية في قضاء زحلة وعدد من بلدات البقاع الشمالي، بحيث شكل هذا الاكتساح حدثاً تجاوز إطار الانتخابات البلدية ليطاول ما يشبه الاستفتاء لاتساع شعبية "القوات" وقواعدها. وهو الأمر الذي يُعد بمثابة رسالة "ميدانية" في الشارع المسيحي برسم الحلفاء والخصوم وكل اللاعبين المحليين قبيل سنة من الانتخابات النيابية في أيار المقبل بعدما فازت "القوات" في زحلة بقوة الضعفين على شريحة ائتلافية واسعة من معظم الأحزاب والقوى والشخصيات الأخرى ومن بينها حلفاء أساسيين لها.
أما بيروت، فلم تتبدل نتائج انتخاباتها التي ضمنت عامل المناصفة، ولكن سجل مع عمليات الفرز المتقدمة خرقٍ للمرشح على لائحة "بيروت بتحبك" محمود الجمل بـ100 صوت في انتظار استكمال عمليات الفرز.
فرز الأصوات والتدقيق أمس في بيروت.
ومع أن الخلاصات التي أفضت وستفضي إليها الجولات الأربع من الانتخابات البلدية والاختيارية لا تنطبق بمجملها على الحسابات المتصلة بالانتخابات النيابية المقبلة، فإنها ستساهم في وضع ملف قانون الانتخابات النيابية على مشرحة الجدل السياسي والنيابي بسرعة، خصوصاً في ظل بدء اللجان النيابية المشتركة اليوم تحديداً درس اقتراحات قوانين تتعلق بتعديلات على القانون النافذ، كما أن امام اللجان اقتراحاً يتعلق بإنشاء مجلس الشيوخ. وهذا الملف سيطلق جدلاً واسعاً حول ما يمكن تعديله في قانون الانتخابات، علماً أنه يستبعد التوافق على تعديلات جوهرية من مثل البند المتعلق بالصيغة النسبية والصوت التفضيلي الواحد، ولكن لا بد من بت موضوع تصويت المغتربين و"الميغاسنتر" وبعض البنود الأخرى.
وكانت النتائج النهائية غير الرسمية في زحلة أظهرت فجر أمس تقدّم سليم غزالة مرشح لائحة "قلب زحلة" لرئاسة البلدية، بحصوله على 14341 صوتًا، فيما جاء أسعد زغيب، مرشح لائحة "زحلة رؤية وقرار" لرئاسة البلدية، في المراكز الأخيرة من لائحته بـ7886 صوتاً.
وأطلّ رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع فجر الإثنين من المقر العام للحزب في معراب عبر الشاشة على المتجمهرين في ساحة الشهداء في زحلة، ليرفع نخب الفوز المدوي ويعلن في حضور النائبة ستريدا جعجع وأعضاء المجلس المركزي في الحزب: "ع زحلة ما بيفوتوا، ع زحلة لا فاتوا، ولا رح بيفوتوا، لا هلأ ولا بعدين". وقال: "اليوم زحلة، طلعت قد الكل وحدها، من دون أي لبس أو غموض، زحلة اختارت التقدّم والتغيير والحضارة والسيادة والشهداء ولبنان". وتوجّه لكل من آثروا منذ سنوات الكلام على "قرار زحلة"، بالقول: "هل رأيتم اليوم قرار زحلة أين؟ هل تأكدتم اليوم من هم قرار زحلة؟ وهل تأكّدتم اليوم "إنو مش زحلة قوات" لا بل إن "القوّات" هي زحلة؟". وختم "مبروك لزحلة، الآن انتهت المعركة الإنتخابيّة، وغداً يوم جديد في زحلة، زحلة النجم الما بينطال".
وبرز اعتراف صريح لرئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل حول معركة زحلة بأنه "كان واضحاً أن القوات اللبنانية هي القوة الأكبر ونعترف بذلك بكل موضوعية وبرافو عليهم. وهم قدموا عرضاً لميريام سكاف ثم اختلفت معهم، وهناك نائب من خارج المدينة وحده كان وراء ترشيح أسعد زغيب، واعتقدوا أنهم قادرون على الربح من دون التيار". وقال: "حاولت اللائحتان استمالتنا وكان البعض يقول: "بدنا نخسر القوات"، لكن نحن لا نعمل بهذا المنطق من النكد وقررنا في اليوم الأخير إجراء استطلاع، وبنتيجته أكد المؤكد، وسألنا الناس والتياريين، وكان رأي الناس بنسبة 40 % أن نترك الخيار، وداخل التيار كان الرأي بنسبة 60 %، ولذلك قررنا احترام خيار الناس، مع الرسالة المباشرة لشخص زغيب بسبب أداءه المتعالي". وقال: "لدينا مسؤولية مراجعة لأدائنا السياسي والشعبي في زحلة، ونحن نشكل القوة الشعبية الثانية بعد القوات بفارق كبير، وعلينا مسؤولية استنهاض قوتنا ونرفض الأداء الإلغائي".
اما في بيروت، فاستبق النائب فؤاد مخزومي إعلان فوز لائحة "بيروت بتجمعنا" رسمياً، وتوجه إلى أهل بيروت قائلاً، إن اللائحة "تتجه إلى فوز كبير، ونتوجه إليكم بكلمة واحدة "بتكبروا قلب" لقد أكدتم أنكم الضمانة لبيروت وللعيش معًا". واعتبر "أن بيروت ربحت بكل أبنائها وجميع مرشحيها وليس هناك رابح أو خاسر، داعيًا الجميع إلى التعاون معًا لأن الانتخابات انتهت ويدنا ممدودة إلى الجميع".
وفيما شكلت نتائج بيروت ضربة قاسية للنواب التغييريين، اعتبر النائب وضاح الصادق "أن الانتخابات البلدية أسقطت كل الأوهام وكشفت غرور البعض وعقلياتهم المتحجرة، وحررتني نهائيًا من أثقال كنت قد ألقيتها منذ سنتين. سقطوا في حفرة تعاليهم، ورسموا الحد الفاصل بين النفاق والوضوح، وبين الجبن وشجاعة المواجهة. لن أزيح عن قناعاتي قيد أنملة، تاركًا الحكم للناس".
عون والسيسي
في غضون ذلك، واصل رئيس الجمهورية العماد جوزف عون زياراته الخارجية وأجرى أمس محادثات رسمية في القاهرة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تناولت الوضع في لبنان والمنطقة، ودعا خلالها عون "المُجْتَمَعَ الدُّوَلِيَّ إِلَى تَحَمُلٍ مَسْؤُولِيَّاتِهِ، فِي إِلْزَامِ إِسْرَائيلَ بِتَنْفِيذِ اتفاق وقف إطلاق النار". وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس المصري: "الاستقرارُ الثابت، لا يقومُ إلا على سلامِ دائم والسلامُ الدائم، لا يُبنى إلا على العدالة والعدالة لها تعريف واحدٌ وحيد: ألا وهو إعطاءُ كلِ الحقوق، لكلِ أصحابها. وهذا ما أقرته الدولُ العربية في مبادرةٍ بيروتَ للسلام سنة 2002 وهذا ما نتطلعُ إلى تجسيده في أقربِ وقت". وأكد "أنّ لبنانَ، كلَ لبنان، لا يمكنُه أن يكونَ خارجَ معادلةٍ كهذه وأنْ لا مصلحةً لأي لبناني، ولا مصلحة لأي بلدٍ وشعب في منطقتنا، في أن يستثنيَ نفسَه من مسارٍ سلامٍ شاملٍ عادل". وتابع: "سلامٌ يبدأُ بالنسبةِ إلينا، بتأكيدِ التزامِ لُبْنَانَ الكَامِلِ بِالقَرَارِ الدُّوَلِيِّ 1701، للحِفَاظِ عَلَى سِيَادَةِ لُبْنَانَ وَوَحْدَةِ أَرَاضِيهِ مع تشديدنا على أَهمِيَّةِ دَوْرِ القُوَّاتِ الدُّوَلِيَّةِ (اليُونِيفِيل) وضرورةٍ وَقْفِ الأَعْمَالِ العَدَائِيَّةِ الَّتِي تَقُومُ بِهَا إِسْرَائِيل وَالعودةِ إلى أحكامِ اتفاقيةِ الهدنة للعام 1949، بما يَضْمَنُ عَوْدَةَ الاسْتِقْرَارِ وَالأَمْنِ إِلَى الجَنُوبِ الُّلبْنَانِيّ وَالمِنْطَقَةِ كَلِها، لذلك ندعو المُجْتَمَعَ الدُّوَلِيَّ إِلَى تَحَمُلٍ مَسْؤُولِيَّاتِهِ، فِي إِلْزَامِ إِسْرَانِيلَ بِتَنْفِيذِ الاِتِّفَاقِ الَّذِي تَمّ التَّوَصُلُ إِلَيْهِ بِرِعايَةٍ أَمِيرِكِيَّةٍ وَفَرَنْسِيَّة، وَالإنْسِحَابِ مِنَ كاملِ الأراضي اللبنانية، حتى حدودنا الدولية المعترفِ بها والمرسّمة دولياً. وَإِعَادَةِ الأَسْرَى اللُّبْنَانِيِّينَ كافة. كما نؤكدُ أَنَّ لُبْنَانَ يَحْرِصُ عَلَى قيامِ أَفْضَلِ العَلَاقَاتِ مَعَ الجارةِ سورِيا، وعَلَى أَهَمِّيَّةِ التَّنْسِيقِ وَالتَّعَاوُنِ بَيْنَ البَلَدَيْنِ لِمُوَاجَهَةِ التَّحَدِيَاتِ المُشْتَرَكَةٍ. وَخَاصَّةً فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِمَلَفِ النَّازِحِينَ السُّورِيّينَ، وَضَرُورَةِ تَأْمِينِ عَوْدَتِهِمُ الآمِنَةِ وَالكَرِيمَةِ إِلَى بِلَادِهِمْ".
من جهته، قال السيسي: "شددت على موقف مصر الثابت فى دعم لبنان، سواء من حيث تحقيق الاستقرار الداخلى، أو صون سيادته الكاملة ورفضنا القاطع لانتهاكات إسرائيل المتكررة، ضد الأراضي اللبنانية، وكذلك احتلال أجزاء منها". وأعلن أن "مصر تواصل مساعيها المكثفة، واتصالاتها مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية، لدفع إسرائيل نحو انسحاب فوري وغير مشروط، من كامل الأراضي اللبنانية واحترام اتفاق وقف الأعمال العدائية، والتنفيذ الكامل والمتزامن، لقرار مجلس الأمن رقم 1701 دون انتقائية بما يضمن تمكين الدولة اللبنانية، من بسط سيادتها على أراضيها وتعزيز دور الجيش اللبناني، فى فرض نفوذه جنوب نهر الليطاني".
الأخبار:
أمس كان اللقاء الأول بين حاكم مصرف لبنان كريم سعيد ومجلس إدارة جمعية المصارف. ما قاله سعيد طمأن بعض المصارف، وأثار قلق بعضها الآخر. فالخطوات التي سيقوم بها الحاكم، صارت واضحة، وهي ترتكز على أنه لم يأت لقصّ رؤوس المصارف بل سيتاح للجميع أن «يعيش» إذا كان قادراً على تأمين السيولة ورأس المال. أما بالنسبة إلى الودائع، فيعمل الحاكم على خطّة لتقليص حجم الودائع، ثم إجبار المعنيين من مصرف لبنان والمصارف التجارية والدولة على التسديد.
كان لافتاً أن وفد الجمعية لم يكن حاضراً وحده، بل كان معه ممثّل شركة «أنكورا» التي كلّفتها الجمعية بالتفاوض مع الدولة اللبنانية بشأن إعادة هيكلة الديون في مجال سندات اليوروبوندز وفي مسألة توظيفات المصارف لدى مصرف لبنان. إبراهيم مردم بيه هو ممثّل الشركة التي تُعدّ من المؤسسات الدولية التي تعمل في مجال إعادة الهيكلة وكانت شريكاً في مسائل مماثلة في فنزويلا والأرجنتين.
وبحسب مصرفيين حضروا اللقاء، فإن الاجتماع كان ضرورياً للوقوف على رأي الحاكم الجديد في المسائل المتعلقة بإعادة الهيكلة وبالخسائر وتوزيعها. الإطار السياسي - التقني الذي رسمه سعيد للعلاقة بين مصرف لبنان والمصارف التجارية، هو أنهما يعملان معاً وفق أطر تجارية لا علاقة للدولة بها.
بدا سعيد من كلامه كأنه يعزل الخسائر التي وقع فيها المصرف المركزي مع المصارف عن خسائر الدولة. وبهذا المعنى، قال سعيد إنه أبلغ صندوق النقد الدولي بنوع العلاقة بين الطرفين، وبالتالي لم يعد هناك أي داعٍ ليتدخل الصندوق في كيفية معالجة هذه المسألة، منبّهاً من أن الربط بين خسائر الدولة وخسائر مصرف لبنان يمكن أن يؤدّي إلى رفع دعاوى من قبل الدائنين الأجانب من حملة اليوروبوندز للمطالبة بحجز الذهب، وبالتالي لا يجب أن يكون هذا الربط سبباً لخسارة الذهب. أيضاً في ما يتعلق بمصرف لبنان ربطاً بمشروع قانون معالجة أوضاع المصارف، قال سعيد إنه سيحافظ على استقلالية مصرف لبنان ويمنع خلط الأدوار مع جهات رقابية (في إشارة غير مباشرة إلى لجنة الرقابة على المصارف).
وأوضح سعيد أنه ضدّ نظرية «بنك جيد وبنك سيّئ» بل سيكون لكل مصرف ماضٍ وحاضر ومستقبل، وسيتاح للجميع أن يعيش إذا كان قادراً على تلبية شروط الرسملة والسيولة والتزام المعايير التي يضعها مصرف لبنان.
ولفت إلى أن هذا الأمر لا يعني أنه لن تتم مراجعة الماضي، وقدّم مثالاً على الأمر بالإشارة إلى أن الفوائد المرتفعة التي دفعها مصرف لبنان للمصارف هي أمر لا يمكن إلا أن يتم التعامل معه بشكل ما، بل يمكن استعادة قسم كبير من هذه الفوائد، وهو ما يؤدّي إلى تقليص حجم المطلوب للودائع.
وكان سعيد قد أبلغ معنيين في مصرف لبنان بأنه ينوي رفع سقف السحوبات وفق التعاميم التي أصدرها مصرف لبنان لتسديد الودائع، لكنه لم يحسم بعد المستوى الذي يمكن بلوغه، إنما علّل ضرورة رفع السقف بأنه يجب تعزيز الوضع القتصادي للأسر ومنحها أموالاً لتحريك النشاط التجاري، علماً أن مصرف لبنان يسدّد القسم الأكبر من هذه الودائع منه مباشرة أو عبر «هندسات»، إذ إنه يشطب للمصارف فوائد على توظيفاتها لديه مقابل تسديد هذه الأموال. وليس واضحاً ما إذا كان سعيد سيتّبع الآليات نفسها التي اتّبعها وسيم منصوري عندما تولّى الحاكمية.
الجمهورية:
مرّت الجولة الثالثة من الانتخابات البلدية والاختيارية في بيروت والبقاع بسلام، وتبقى الجولة الرابعة والأخيرة في منطقة الجنوب يوم السبت المقبل في الرابع والعشرين من أيار الجاري. ولعلّها أكثر الجولات حساسية في ظل الخشية من أن يؤثر التفلّت الإسرائيلي من اتفاق وقف إطلاق النار، على مسار العملية الانتخابية وأمن الناخبين، خصوصاً في القرى الأمامية القريبة من خط الحدود الدولية. وإذا كان هذا الإستحقاق من حيث تحضيراته اللوجستية والإدارية ومن ثم إنجازه، قد فرض نفسه عاملاً خفّف من زخم أجندة العمل الحكومي، وبطّأ مسار الإنجازات الإصلاحية الموعودة، إلّا أنّ نهاية هذا الاستحقاق لا تعني استعادة الزخم لهذا المسار، ذلك أنّ خروج البلد من باب الاستحقاق البلدي والاختياري، سيَليه فوراً دخوله من باب آخر إلى الاستحقاق النيابي، ولاسيما أنّ سنة الانتخابات قد بدأت بالسريان، وعلى جاري المعهود في هذه الحالة، فإنّ كلّ البلد يتفرّغ للمرحلة الانتقالية من مجلس نيابي إلى مجلس نيابي جديد، إذ تتراجع أولويات البلد وضروراته وتوضع على الرف، ولا صَوت يعلو على صَوت التحضيرات والتحالفات وهدير الماكينات الانتخابية، وضمن هذا السياق، تندرج جلسة اللجان النيابية المشتركة التي تتناول في جلستها اليوم جدول أعمال يتضمّن مجموعة اقتراحات قوانين متصلة بملف الانتخابات النيابية، تشكّل أولى المحطات العملية الصاخبة حول هذا الموضع.
قمّة لبنانية- مصرية
على أنّ اللافت في موازاة بدء غرق البلد في كوما الانتخابات النيابية، والزخم الحكومي المتراجع والخجول على خط الإنجازات، يتبدّى زخم الحركة الرئاسية والجهد المكثّف الذي يبذله رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون مع الدول الشقيقة والصديقة لإعادة فتح الآفاق الخارجية أمام لبنان، وحشد الدعم له لكبح العدوان الإسرائيلي على لبنان، وتوفير متطلبات ترسيخ الأمن والاستقرار فيه وإخراجه من أزمته. وضمن هذا السياق، تأتي زيارته إلى القاهرة أمس، ولقاؤه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
ودّ... ودعم
وفق معلومات ديبلوماسية لـ«الجمهورية»، فإنّ زيارة الرئيس عون إلى مصر كانت ناجحة إلى أبعد الحدود، واللقاء بين الرئيسَين عون والسيسي اتسم بمستوى عالٍ من الوِد والالتقاء في وجهات النظر حيال المسائل المشتركة، وكذلك حول قضايا المنطقة وضرورة إيقاف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وبحسب المعلومات الديبلوماسية، فإنّ الزيارة لم تقتصر فقط على الطابع السياسي، بل إلى جانب عمقها الأساسي الذي يتوخّى من خلاله لبنان دوراً مصرياً فاعلاً في مواجهة التحدّيات الكبيرة التي يواجهها، ولاسيما في ظل التوترات التي تفتعلها إسرائيل وانتهاكاتها للسيادة اللبنانية، وإلزام إسرائيل بوقف عدوانيّتها والانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة وتوفير الدعم اللازم للجيش اللبناني بما يمكّن لبنان من بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها، فإنّ هذه الزيارة تنطوي على «تعويل كبير من قِبل مصر باعتبارها تشكّل أحد المفاتيح الأساسية لانتعاش لبنان، في مجالات مختلفة، ولاسيما في مجال الطاقة.
وتشير المعلومات إلى أنّ الرئيس السيسي عبّر عن عاطفة ملحوظة تجاه لبنان، معرباً عن الأمل بمستقبل واعد له على كل المستويات، ومقدّراً الجهد الذي يبذله الرئيس عون لبلوغ واقع أفضل للبنان والشعب اللبناني، والتغلّب على التحدّيات التي تواجهه. مؤكّداً أنّ «مصر ومن منطلق حرصها على لبنان وشعبه واستقرار مؤسّساته وسلامة أراضيه، هي على موقفها الثابت إلى جانبه ودعمه الكامل في ما يسعى اليه، ولاسيما لجهة انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية، وإعادة اعمار لبنان».
ووفق المعلومات، فإنّ الجانب المصري عبّر عن استعداده للتعاون مع لبنان وتطويره في شتى المجالات، كما أثنى على مقاربة الرئيس عون للملفات اللبنانية الداخلية، مشدّداً على «دعم مصر لكلّ الخطوات التي من شأنها أن تُعيد للبنان دوره وموقعه وتحفظ مصلحة اللبنانيِّين، وتثبت السلم الأهلي في لبنان وتحافظ على وحدته الوطنية وتجنّبها أيّ مساس بها».
السيسي
وكانت محادثات الرئيس عون في القاهرة أمس، قد اشتملت على لقاء مغلق مع الرئيس السيسي في قصر الاتحادية تلاه اجتماع موسّع بين الوفدَين اللبناني والمصري، وتلا ذلك مؤتمر صحافي مشترك، أكّد فيه الرئيس السيسي أنّ زيارة الرئيس عون «تجسّد متانة العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين بلدَينا وصلابتها على المستويات كافة. أكّدنا حرصنا على دعم جهود لبنان في إعادة الإعمار، من خلال الاستفادة من الخبرات المصرية الرائدة فى هذا المجال. كما شدّدت على موقف مصر الثابت فى دعم لبنان، سواء لتحقيق الاستقرار الداخلي أو صَون سيادته الكاملة، ورفضنا القاطع لانتهاكات إسرائيل المتكرّرة ضدّ الأراضي اللبنانية، وكذلك احتلال أجزاء منها».
ولفت إلى أنّ «مصر إلى جانب لبنان في كل المساعي الرامية إلى الحفاظ على استقراره وسيادته، وأكّد استمرارها في مساعيها المكثّفة واتصالاتها مع مختلف الجهات الإقليمية والدولية، لدفع إسرائيل نحو انسحاب فوري وغير مشروط من كامل الأراضي اللبنانية، واحترام اتفاق وقف الأعمال العدائية، والتنفيذ الكامل والمتزامن لقرار مجلس الأمن رقم 1701 من دون انتقائية، بما يضمَن تمكين الدولة اللبنانية من بسط سيادتها على أراضيها؛ وتعزيز دور الجيش اللبناني في فرض نفوذه جنوب نهر الليطاني».
ودعا المجتمع الدولي إلى «تحمّل مسؤولياته تجاه إعادة إعمار لبنان»، وحثّ الهيئات الدولية والجهات المانحة على «المشاركة بفاعلية فى هذا الجهد، لضمان عودة لبنان إلى مساره الطبيعي على طريق السلام والتعايش والمحبة فى المنطقة».
عون
أمّا الرئيس عون، فأكّد أنّ «الاستقرار الثابت في منطقتنا لا يقوم إلّا على سلام دائم، والسلام الدائم لا يُبنى إلّا على العدالة، والعدالة لها تعريف واحد وحيد: ألا وهو إعطاء كل الحقوق لكل أصحابها، وهذا ما أقرّته الدول العربية في مبادرة بيروت للسلام سنة 2002، وهذا ما نتطلّع إلى تجسيده في أقربِ وقت». وأضاف: «بهذا السلام بالذات، نشهد قيام دولة فلسطين السيدة المستقلة، ونكافحُ التطرّف والإرهاب والفقر والجوع وأفكار الإلغاء وأهواء الإقصاء، ونحقق التنمية والازدهار لشعوبنا»، مؤكّداً أنّ «لبنان، كل لبنان، لا يمكنه أن يكون خارج معادلة كهذه، وألّا مصلحة لأي لبناني، ولا مصلحة لأي بلدٍ وشعب في منطقتنا، في أن يستثني نفسه من مسار سلام شامل عادل».
وأوضح قائلاً: «السلام يبدأ بالنسبة إلينا، بتأكيد التزام لبنان الكامل بالقرار الدولي 1701، للحفاظ على سيادة لبنان ووحدة أراضيه، مع تشديدنا على أهمية دور القوات الدولية (اليونيفيل)، وضرورة وقف الأعمال العدائية التي تقوم بها إسرائيل، والعودة إلى أحكام اتفاقية الهدنة للعام 1949، بما يضمن عودة الاستقرار والأمن إلى الجنوب اللبناني والمنطقة كلها». ودعا المجتمع الدولي إلى «تحمّل مسؤولياته في إلزام إسرائيل بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، والانسحاب من كامل الأراضي اللبنانية، وإعادة الأسرى».
وخلص إلى القول: «نحن أمام تحدّي السلام لكلّ منطقتنا، ونحن جاهزون له، ونقول للعالم أجمع: وحده سلام العدالة هو السلام الثابت والدائم».
الجامعة والأزهر
وزار الرئيس عون والوفد المرافق مقر جامعة الدول العربية والتقى الأمين العام أحمد أبو الغيط، ودوّن في سجل الجامعة: «لبنان الشريك بفاعلية في صياغة الهوية العربية الحديثة، سيبقى الحريص على أن تبقى الجامعة العربية الصوت الذي يجمع العرب حول ثوابتهم، بعيداً عن أي تجاذبات تُهدّد مصالحنا الجماعية».
وزار عون والوفد المرافق أيضاً الأزهر والتقى شيخ الأزهر أحمد الطيب الذي تمنّى التوفيق للرئيس عون في مهامه، وتمنّى رئيس الجمهورية على أبو الطيب إعادة فتح معهد الأزهر في بيروت، متمنّياً «أن نراك في بيروت قريباً».
وأوضح الرئيس عون «أنّه يتابع عن قرب المواقف التي تصدر عن إمام الأزهر، خصوصاً في ما يتعلّق بالحوار بين الأديان من أجل تحقيق المواطنة»، مشدّداً على أنّ «المنطقة في حاجة إلى عقلاء مثل الإمام الطيّب، ونتمنّى أن نراك قريباً في بيروت لمزيد من التواصل بين لبنان والأزهر الشريف».
ومساء أمس، عاد الرئيس عون إلى بيروت بعد زيارة المقر البابوي للكنيسة القبطية مختتماً زيارته الرسمية إلى مصر. وتوجّه البابا تواضروس للرئيس عون بالقول: «الفَرَحة كبيرة بوصولكم إلى سدّة الرئاسة، ونؤيّد الجهود التي تقومون بها لإقامة لبنان من كبوته ونشجعها».
بدوره، أكّد الرئيس عون أنّ «كل اختلاف في الرأي في لبنان مشروع ويمكن معالجته، لكنّ الخلاف ممنوع، والحوار هو العلاج لكلّ الاختلافات».
مرحلة صعبة
إلى ذلك، وفي موازاة ما يُتداول داخل الغرف الديبلوماسية حول تأكيدات أميركية بأنّ منطقة الشرق الأوسط بالصورة التي كانت قائمة عليها لن تبقى موجودة، وأنّ «موجة هائلة من التحوّلات والتغييرات تقترب من أن تكتسحها كلّها»، تنتظر الأوساط الداخلية زيارة مرتقبة قريباً لنائبة الموفد الأميركي إلى المنطقة مورغان أورتاغوس إلى بيروت.
ولاحظ مسؤول رفيع رداً على سؤال لـ«الجمهورية»، أنّ «مجموعة عوامل تصبّ في خدمة تحقيق هذه التحوّلات بسهولة غير مسبوقة، راكمتها تطوّرات المنطقة والمناخ العربي الملبّي لها، وليس خافياً أنّ المستفيد الأول وربما الأوحد ممّا يُعمَل عليه من تحوّلات، هي إسرائيل، والرئيس الأميركي دونالد ترامب قال كلاماً مباشراً بهذا المعنى في نهاية زيارته الخليجية».
ولفت المسؤول الرفيع إلى أنّ «الولايات المتحدة، كما هو واضح، لا تنوي الضغط على إسرائيل لوقف حربها على غزة، وموفد ترامب ستيف ويتكوف قال ذلك بوضوح، كما أنّها لا ترغب بالضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها على لبنان وإلزامها باحترام اتفاق وقف إطلاق النار، وهذا ما يدفع إلى السؤال عن الغاية من زيارة أوراغوس في هذه المرحلة؟».
وأضاف: «ما نذكره هو أنّ أورتاغوس في زيارتها الأولى شكرت إسرائيل على عدوانها، وعقدت اجتماعات عاصفة مع المسؤولين في لبنان وطلبت بوضوح وإصرار نزع سلاح «حزب الله»، وفي زيارتها التالية اتسمت بشيء من الليونة، والرئيس الأميركي دونالد ترامب قال في الخليج إنّ في الإمكان بناء ما سمّاها دولة جيدة في لبنان بعيداً عن سطوة «حزب الله». فما أخشى منه هو أن تكون زيارة أورتاغوس - إنْ حصلت - مندرجة في سياق ما أعلنه ترامب، وتكرار الضغط على لبنان بإعادة إحياء مطلبها حول النزع السريع لـ«حزب الله» والتركيز على منطقة شمال الليطاني. فإن صحّ هذا التقدير، فمعناه أنّ البلد سيغرق مجدّداً في أجواء مشحونة غير مريحة ومرحلة صعبة».
المؤسسات المالية
من جهة ثانية، كشفت مصادر مالية لـ«الجمهورية»، أنّ المؤسسات المالية الدولية وجّهت مراسلات عديدة في اتجاه لبنان، تحثّ الحكومة على استعجال الخطوات الموعودة في المجالَين المالي والاقتصادي، وكذلك الإجراءات الإصلاحية. وضمن هذا السياق توالت تأكيدات من قِبل صندوق النقد الدولي بأنّ «لبنان مُطالب بضرورة وضع خطة إصلاحية مالية موحّدة تساعده في الخروج من أزماته».
وبحسب المصادر، فإنّ «المؤسسات المالية الدولية تطرح علامات استفهام حول البطء في الإقدام على تلك الخطوات، ولاسيما ما يتصل بتعيينات الهيئات الناظمة للقطاعات الحيَوية وكذلك بإعادة تنظيم القطاع المصرفي (هيكلة المصارف)، ولاسيما أنّ ما أُنجِز من إجراءات على هذا الصعيد لا يُعدّ كافياً، ولا يُسرّع في عقد التفاهمات وبرامج التعاون مع لبنان».
يُشار إلى أنّ الحكومة على رغم من إحالتها مشروع القانون المتعلّق بإعادة هيكلة المصارف إلى مجلس النواب، فإنّ الكرة ما زالت في ملعبها، لأنّ هذا المشروع أُحيل إلى لجنة المال والموازنة التي طلبت من الحكومة الاستعجال في إرسال قانون الانتظام المالي المتعلّق بتحديد المسؤوليات وكيفية استعادة الودائع إلى مجلس النواب، خصوصاً أنّ الحكومة أبقت تنفيذ مشروع هيكلة المصارف، معلّقاً إلى حين إقرار قانون معالجة الفجوة المالية، باعتباره شرطاً ضرورياً لإعادة التوازن للانتظام المالي.
جابر
إلى ذلك، أكّد وزير المال ياسين جابر، أنّ «الحكومة والمجلس النيابي لن يتوانيا عن العمل على إقرار القوانين المطلوبة لإعادة الانتظام المالي والنقدي في لبنان، وحماية حقوق المودعين»، ونقل عن رئيس المجلس النيابي نبيه بري أنّ «المجلس جاهز لمناقشة وإقرار أي قانون يُسهّل خطة وزارة المال والمصرف المركزي في هذا المجال، ويُسهم في استعادة ثقة المجتمع الدولي بمؤسساته المالية، ويُطلق العجلة الاقتصادية ويُشجّع المستثمرين ويُعيد الحقوق إلى أصحابها، كما نُقل عن بري تشديده على «إيلاء ملف إعادة الإعمار الأهميّة القصوى، وأن ينصبّ السعي إلى إيجاد السبل التي توفّر التمويل له، باعتبار أنّ الاستقرار الاجتماعي وإن كان نتاج الاستقرار الاقتصادي، إلّا أنّه أساس في عملية استنهاضه من خلال الطاقات البشرية وعدم تسرّبها خارج البلاد».
نداء الوطن:
فوز كاسح لـ"بيروت بتجمعنا" وسقوط مرشح المطران
أعطت النتائج النهائية للدورة الثالثة من الانتخابات النيابية والاختيارية أمس في بيروت والبقاع إشارة قوية إلى التغيير الجاري في لبنان غير المسبوق منذ عقود. وكانت في هذا السياق نتائج معركة زحلة المحملة بكل رسائل هذا التغيير معطوفة على نتائج انتخابات بيروت التي أسقطت المخاوف حول موضوع المناصفة. وعلمت «نداء الوطن» أن إيلي أندريا الذي سقط من لائحة «بيروت بتجمعنا» التي حصدت فوزاً ساحقاً بنيلها 23 مقعداً من أصل 24 كان موضع «نقمة وبخاصة أرثوذكسية، ما أدى إلى حصول تشطيب لاسمه بسبب أن أداءه في المجلس البلدي السابق لم يكن جيداً. وكان هناك عناد وإصرار غير مفهوم من متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة على بقائه في اللائحة الجديدة انطلاقاً من أن اندريا هو شقيق مساعدة المطران. لكن خيار المطران تبين أنه غير موفق. كما تبين أن حملة تشطيب اسم أندريا ناجم عن نقمة مسيحية عموماً وأرثوذكسية خصوصاً فيما لم يحصل مثل هذا التشطيب في اللوائح الأخرى». كما علمت «نداء الوطن» أنه مع سقوط هذا العضو من اللائحة الفائزة ترتفع حظوظ أن يكون نائب رئيس بلدية بيروت المقبل المحامي راغب حداد بدلاً من أندريا الذي كان مرشحاً لتبوؤ هذا المنصب. وذهب المقعد الـ 24 إلى لائحة «بيروت بتحبك» .
انتصار زحلة: «القوات اللبنانية» عمق التمثيل المسيحي
أما في ما يتعلق بالانتصار الكامل الذي حققته «القوات اللبنانية» في زحلة، فقد أثبتت الأخيرة، بحسب أوساط سياسية بارزة أنها «أصبحت تمثل عمق الثقة للتمثيل المسيحي والرافعة الأساسية في أي استحقاق، وبالتالي ظهر أن المزاج المسيحي مؤيد للقوات اللبنانية انطلاقاً من تراكم الثقة بأدائها وثباتها على نهجها وهذا ما ظهر في زحلة. كل ما يهم «القوات اللبنانية» أنه أصبح لها تمثيل بلا منازع وأن تترجم الأمور مزيداً من التفاعل الإنمائي وتحقيق ما هو مطلوب على أكثر من مستوى كما يهم «القوات» أن هذه الانتصارات في سياق التجانس «تترجم بما يخدم المصلحة العليا لهذه البلدات ويحقق ما هو مطلوب إنمائياً للمصلحة العامة».
القمة اللبنانية - المصرية
وفي موازاة ذلك، وجه رئيس الجمهورية جوزاف عون أوضح الرسائل حول سلاح «حزب الله» وأيضاً حول السلاح الفلسطيني في المخيمات في دلالة إلى مسار الحكم في مرحلة يطل فيها على العالم وآخرها القمة اللبنانية - المصرية أمس وعشيه القمة اللبنانية الفلسطينية غداً.
فقد اختار الإعلام في القصر الجمهوري أمس توزيع نص حديث رئيس الجمهورية جوزاف عون إلى قناة ON TV تزامناً مع اختتام القمة التي عقدها في القاهرة مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي الذي قال «إن مصر تواصل مساعيها واتصالاتها لدفع إسرائيل نحو انسحاب فوري وغير مشروط من كامل الأراضي اللبنانية، واحترام اتفاق وقف الأعمال العدائية، والتنفيذ الكامل والمتزامن للقرار 1701 من دون انتقائية».
بدوره، أكد الرئيس عون أن «السلام يبدأ بالنسبة للبنان بالتزامه الكامل بالقرار 1701 والتشديد على أهمية دور القوات الدولية وضرورة وقف الأعمال العدائية التي تقوم بها إسرائيل والعودة إلى أحكام اتفاقية الهدنة للعام 1949». وأكدت مصادر سياسية لـ «نداء الوطن» أن زيارة عون إلى القاهرة مهمة نظراً لما تمتلك مصر من قوة معنوية في العالم العربي، وهذه الزيارة تؤكد عودة لبنان إلى الحضن العربي بعد طول انقطاع.
وأشارت إلى أن اللقاء بين عون والسيسي كان إيجابياً، والأهم هو ما تم تداوله بشأن المنطقة وإلى أين ستذهب، ووضعية لبنان في التركيبة الجديدة. ولفتت المصادر إلى أن عون الذي أكد التزام لبنان الخط العربي واحترام القرارات الدولية يحجز للبنان مقعداً في الشرق الجديد حيث أن سياسته واضحة وهي نسج أفضل العلاقات مع السعودية ودول الخليج ومصر وبقية الدول العربية، وبالتالي يريد إعادة لبنان إلى الخريطة العربية.
عون وحصرية السلاح بيد الدولة
وفي حديثه التلفزيوني، سئل الرئيس عون عن علاقته بـ «حزب الله»، فأوضح أنه موجود في البرلمان ويمثل شريحة من اللبنانيين، وعلاقته معه موجودة ولكن بطريقة غير مباشرة». وأضاف: «كرئيس للجمهورية يجب أن تكون لي علاقات مع جميع اللبنانيين، ولكن خصوصية الوضع الأمني لـ «حزب الله»، لا تسمح لمسؤوليه بالتحرك، لذلك هناك رسائل بيننا من خلال أشخاص معينين».
وعما إذا كان «الحزب» يقبل أن يصبح مكوناً من المكونات اللبنانية من دون مقاومة وسلاح، قال: «أتصور ليس لديهم خيار آخر. هم موجودون ويمثلون شريحة لبنانية، ومن حقهم أن يشاركوا في المعترك السياسي، ولكن حصرية السلاح يجب أن تكون بيد الدولة، وكذلك قرار السلم والحرب. يجب أن يقتنعوا أن الدولة هي التي تحمي الجميع، ووحدة اللبنانيين تحميهم». واستطرد الرئيس عون قائلاً: «إن حصرية السلاح تنطبق أيضاً على السلاح غير اللبناني، أي السلاح الفلسطيني في المخيمات»، متسائلاً: هل يستطيع هذا السلاح أن يحرر فلسطين، أم أنه يستعمل فقط للتقاتل الفلسطيني - الفلسطيني أو الفلسطيني - اللبناني؟ وأكد أن الشعب الفلسطيني تعب من هذا الموضوع، وكذلك الشعب اللبناني، وأنه ينتظر زيارة الرئيس الفلسطيني (الذي يصل غداً إلى لبنان) للبحث في هذا الموضوع، حيث سيتم التركيز في المرحلة الأولى على معالجة مسألة السلاح الثقيل في المخيمات، وسأل: «ماذا قدم السلاح الفلسطيني في لبنان من أجل تحرير فلسطين؟».
وعن مواقف الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم التصعيدية في ما خص سلاح «الحزب» أكد الرئيس عون أنه (قاسم) «يقوم بإرسال رسائل إلى «حزب الله»، وربما ما يخرج إلى الإعلام من قبلهم موجه إلى جمهورهم، ولكن بالنسبة لي القرار قد اتخذ، وفي المطلق لا تحمينا إلا الدولة اللبنانية، ويجب أن يقتنعوا بذلك، وفي تقديري، لقد بدأوا يقتنعون».
الأمن يهتز جنوباً وفي الضاحية ومخيم شاتيلا
جنوباً، أعلن الجيش الإسرائيلي، أنه قتل أمس عنصراً في «قوة الرضوان»، بقصف في حولا، جنوب لبنان، وادعى أنه استهدف موقعاً تابعاً لـ «حزب الله». وأصيب ثلاثة آخرون، أمس الإثنين، جراء اعتداءات إسرائيلية متفرقة على مناطق في الجنوب. وفي الضاحية الجنوبية لبيروت، أطلق ملثمان النار على المحال والسيارات عند تقاطع الغبيري - الرحاب وفرا إلى جهة مجهولة.
وفي مخيم شاتيلا الفلسطيني في بيروت أفيد عصر أمس عن اشتباك مسلح بين تجار مخدرات في المخيم ما أدى إلى سقوط إصابات. وناشد الأهالي الجيش اللبناني التدخل، فيما سمعت أصوات الرصاص في الطريق الجديدة والجوار.
الخارجية الأميركية و «حزب الله»
في واشنطن، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية عن تقديم مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي إلى تعطيل الآليات المالية لـ «حزب الله» اللبناني في أميركا اللاتينية. وقالت الوزارة، في بيان أمس: «يقدم برنامح مكافآت من أجل العدالة التابع للوزارة الذي تديره دائرة الأمن الدبلوماسي مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي إلى تعطيل الآليات المالية لمنظمة «حزب الله» الإرهابية، ويطلب البرنامج معلومات عن شبكة «الحزب» المالية في منطقة الحدود الثلاثية التي تضم الأرجنتين والبرازيل وباراغواي».
وأكدت الوزارة أنه «في هذه الدول الثلاث يمارس «الحزب» ومموله أنشطة غير مشروعة مثل غسل الأموال والإتجار بالمخدرات وتهريب الفحم والنفط وتجارة الماس غير المشروعة وتهريب سلع مثل السجائر والنقد بالجملة والسلع الفاخرة، وتزوير الوثائق والدولار الأميركي، إضافة إلى عائدات من الأنشطة التجارية في جميع أنحاء أميركا اللاتينية بما في ذلك البناء والاستيراد وتصدير السلع وبيع العقارات».
اللواء:
عون يعود بتفعيل اللجنة الوزارية مع مصر والضغط على إسرائيل.. وشبهة أبراهام في حقيبة أورتاغوس
مضت الانتخابات البلدية والاختيارية في مرحلتها الثالثة الأحد الماضي في بيروت ومحافظتي البقاع وبعلبك الهرمل إلى غاياتها. فتحققت المناصفة في بيروت، عبر فوز «لائحة بيروت بتجمعنا» التي شكلت ائتلافاً كرَّس المناصفة بين المسلمين والمسيحيين في العاصمة، على الرغم من خرق العميد محمود الجمل من لائحة «بيروت بتحبك» فيما انفرد حزب «القوات اللبنانية» في السيطرة على عاصمة البقاع زحلة فهزم الكتلة الشعبية ونواب خصومه في المدينة، وحزب الكتائب، وحتى بعض شرائح التيار الوطني الحر، والذي مدّ جسوراً عبر رئيس البلدية السابق أسعد زغيب إلى مناطق نفوذ الثنائي الشيعي، الذي أعاد الإعتبار لقوته في اكتساح البلديات والهيئات الاختيارية في المناطق المحسوبة عليه من بعلبك – الهرمل إلى البقاع الغربي .
واتجهت الانظار للتوّ إلى الجنوب، حيث نجحت «محدلة التزكية» في الحد من خطر الانتخابات في عدد من القرى، لا سيما في الحافة الامامية، وتمكّن «الثنائي الشيعي» (أمل – حزب الله) من إقناع الطامحين إلى أن الفرصة أفضل في انتخابات 2029..
وتستعد صيدا لمعركة انتخابية، وكذلك الحال في مدينة جزين، بعدما تمكَّن حزب «القوات» من إخراج خصمه التاريخي التيار الوطني الحر من معظم المدن المسيحية ذات التأثير السياسي والسياحي والمسيحي.
واشارت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» الى ان تنتهي الانتخابات البلدية والاختيارية في مرحلتها الأخيرة في الجنوب، يصبح التقييم لنتائجها في صورته النهائية مع العلم ان هناك مشهدية فرضت نفسها لجهة التمثيل والأحجام وأوضحت ان اتمام هذا الاستحقاق هو نجاح للعهد والحكومة معا .
الى ذلك أوضحت المصادر ان البحث في ملف السلاح يفترض ان يشهد تفعيلا مع العلم ان لا معطيات واضحة عن الأشواط التي قطعها هذا الملف او التوقيت وهذه مسألة متروكة لرئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الذي عاد من مصر ليستأنف لقاءاته والابرز مع الرئيس الفلسطيني غداً الاربعاء.
وعاد الرئيس جوزف عون بعد اختتام زيارته إلى مصر، بعقد قمة مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأنهاها بزيارة بعد الظهر إلى مقر البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية في منطقة العباسية في القاهرة.
وكان الرئيس عون، قبل ذلك زار شيخ الازهر الإمام الأكبر أحمد الطيب، الذي أكد أن لبنان هو في قلب كل عربي.
وفي برقية، بعد المغادرة، شكر الرئيس عون نظيره السيسي على «الحفاوة التي لقيها خلال زيارته إلى جمهورية مصر الشقيقة التي عكست محبتكم للبنان وشعبه». متوقفاً عند تفعيل عمل اللجنة الوزارية العليا.
ومن القاهرة، أكد الرئيس جوزف عون، بعد قمة مع الرئيس السيسي، أن لبنان لا يمكنه أن يكون خارج معادلة السلام، والسلام يتحقق بتأكيد التزام لبنان الكامل بالقرار الدولي 1701، للحفاظ على سيادته ووحدة أراضيه وضرورة وقف الاعمال العدائية.
قال السيسي «شددت على موقف مصر الثابت فى دعم لبنان.. سواء من حيث تحقيق الاستقرار الداخلى، أو صون سيادته الكاملة.. ورفضنا القاطع لانتهاكات إسرائيل المتكررة، ضد الأراضي اللبنانية، وكذلك احتلال أجزاء منها».
وتابع «فى هذا السياق، تواصل مصر مساعيها المكثفة، واتصالاتها مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية، لدفع إسرائيل نحو انسحاب فوري وغير مشروط، من كامل الأراضي اللبنانية.. واحترام اتفاق وقف الأعمال العدائية، والتنفيذ الكامل والمتزامن، لقرار مجلس الأمن رقم «1701».. دون انتقائية.. بما يضمن تمكين الدولة اللبنانية، من بسط سيادتها على أراضيها .. وتعزيز دور الجيش اللبناني، فى فرض نفوذه جنوب «نهر الليطانى». كما أجدد اليوم، دعوة المجتمع الدولى، لتحمل مسئولياته تجاه إعادة إعمار لبنان ..
مجلس الوزراء والتعيينات
وبعد عودة الرئيس جوزف عون الى بيروت علمت «اللواء» ان مجلس الوزراء سيستكمل في اول جلسة له ربما الخميس المقبل التعيينات في مجلس ادارة مجلس الانماء والاعمار (نائب الرئيس والامين العام ومفوض الحكومة والاعضاء) بعد تعيين المهندس الدكتور محمد علي نزار قباني رئيسا له، كما سيتم تعيين رئيس مجلس ادارة هيئة اوجيرو للإتصالات، ولاحقا رئيس مجلس ادارة تلفزيون لبنان، بعد ان رست لائحة التعيينات وفق آلية المتبعة على احد الاشخاص لتعيينه بالمنصب.
ومن جهة ثانية نفى وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية الدكتور فادي مكي ما ذكره احد المواقع وتم تداوله اعلاميا امس، من «أن اللائحة المصغّرة بالأسماء المرشّحة لمنصب كل من رئيس وأعضاء مجلس إدارة مجلس الإنماء والإعمار، لا تعكس الأفضلية ولا الخبرات ولا الكفاءة المهنية ولا حتى متطلبات الإدراة نفسها، التي وقّعها وزير التنمية الإدارية وأحالها على مجلس الوزراء.كما أنه تم تعيين رئيس مجلس الإنماء والإعمار من خارج الأسماء العشرة الأولى المدرجة على هذه اللائحة، مما يثبت عدم جدية آلية التعيينات».
وقال الوزير مكي لـ «اللواء»: لا ادري من اين تاتي بعض وسائل الاعلام بالاخبار غير الحقيقية ولا لأي هدف، إذ ان الذي نُشر غير صحيح بالمطلق، وماجرى هو ان اللجنة الوزارية المكلفة دراسة طلبات الترشيح المقدمة عبر منصة «اوسرام» اقترحت ثلاثة اسماء ممن تتوافر بهم شروط ومعايير التوظيف وبناء لعلامات وضعها وزير التنمية الادارية والوزير المعني ومجلس الخدمة المدنية، على ثلاثة معايير هي: عدد سنوات الخبرة (6 علامات على عشرة)، والمؤهلات العلمية (3 علامات على عشرة)، والتطور اوالتقدم المهني (علامة واحدة على عشرة). ومن مجموع علامات الاعضاء الثلاثة يتم اختيار المرشح المؤهل للمنصب. مشيراً إلى ان المهندس قباني كان الاول بين ثلاثة ولم يكن قباني « من خارج الأسماء العشرة الأولى المدرجة على هذه اللائحة» كما تردد ، والمرشحان الاخران هما هيثم عمر وربيع الخطيب.
واوضح مكي: بما ان مجلس الانماء والاعماريتبع لرئاسة مجلس الوزراء ومن المفروض ان يكون لرئيس الحكومة رأي فيه، فقد انتدب الرئيس سلام وزير الاقتصادعامر البساط لينوب عنه، وتم اختيار المهندس قباني وليس وزير التنمية الادارية هومن يختار المرشح الفائز.
دبلوماسياً، تصل الموفدة الاميركية مورغن أورتاغوس إلى بيروت نهاية الاسبوع، وربما قبل هذا الموعد، وستزور اسرائيل ايضاً.
وأجرى عضو الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية، مؤسس المركز اللبناني للمعلومات في واشنطن جوزف جبيلي، سلسلة اجتماعات خلال زيارته العاصمة الأميركية واشنطن. حيث عقد اجتماعات بارزة مع أورتيغوس، ومع كبير مسؤولي مكتب شؤون الشرق الادنى بوزارة الخارجية الاميركية تيم ليندر كينغ، ونائب مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الادنى ناتاشا فرانسيسكي، وعدداً من المسؤولين المعنيين بمنطقة الشرق الاوسط ولبنان، ولا سيما في مجلس الامن القومي في البيت الابيض، وفي وزارة الخزانة، واعضاء من لجنة الصداقة الاميركية اللبنانية في الكونغرس وغيرها من اللجان المختصة بمتابعة الشؤون الخارجية.
وحسب بيان عن قاءاته: قدم الدكتور جبيلي في هذه الاجتماعات ورقة سياسية تحدد موقف حزب القوات اللبنانية من الأوضاع والتطورات في لبنان وفي المنطقة.وقد أعرب المسؤولون الأميركيون عن اهتمام كبير بالوضع اللبناني والحرص على استمرار تقديم المساعدات العسكرية والأمنية وجددوا مواقف الرئيس دونالد ترامب الأخيرة التي أعرب فيها عن دعم الولايات المتحدة لتحقيق نهوض لبنان على الصعد كافة وصولا إلى تحقيق السلام والاستقرار والازدهار.
ونقل عن المسؤولين الذين التقاهم أن على السلطة الجديدة اغتنام الفرصة، والالتزام الكامل باتفاق وقف النار وحل القوى المسلحة غير الشرعية وضبط الحدود واقفال المعابر، ومحاربة الفساد ووقف علميات التمويل غير المشروعة.
إلى ذلك، كشفت مصادر أميركية أن الولايات المتحدة لم تعد تقبل بغير فكرة التطبيع، من زاوية معادلة جديدة أن لا مساعدات، ولا استثمارات قبل السير باتقافيات ابراهام.
وعليه، فإن ما تبحث عنه واشنطن اليوم ليس سلاماً حقيقياً بين لبنان وإسرائيل، بقدر ما تريد التزاماً سياسياً علنياً يفتح الطريق أمام تغييرات استراتيجية في التوازنات الداخلية اللبنانية...والتسوية المطلوبة من لبنان هي:
اولا:التنازل الضمني عن مزارع شبعا اذا اراد تجنب التطبيع المباشر.
ثانيا:سحب سلاح حزب الله وانهاء دوره العسكري بشكل نهائي
ثالثا: تفكيك الهيمنة السياسية لثنائي «امل-حزب الله»، بعد النتائج البلدية في الانتخابات الاخيرة..
رابعا: تجميد الملفات الداخلية كافة حتى تتبين نتائج الانتخابات النيابية في العام المقبل.
نتائج انتخابات بلدية بيروت
بلدياً، بقيت الاعصاب مشدودة لمعرفة النتائج الرسمية للإنتخابات البلدية في بيروت، حتى ظهرت نتائج غير نهائية ، فوز لائحة «بيروت بتجمعنا» مع خرق واحد من لائحة «بيروت بتحبك» ناله رئيس اللائحة العميد محمود الجمل على حساب المرشح ايلي جبرايل اندريا (ارثوذوكسي مدعوم من القوات اللبنانية) بفارق نحو 1400 صوت، ما يعني خرقاً بسيطاً للمناصفة. وبقيت نحو خمسة او ستة صناديق قيد الفرز قبل صدور النتائج الرسمية مساء او صباح اليوم. ونال محمد هشام بالوظة من لائحة «بيروت تجمعنا» 46194 صوتاً
ونال الجمل نحو38560 صوتا، وجاء بعده من لائحة «بيروت بتجمعنا» وفاء فريد الفخري (38077) وهوفيك اوهوفانيس قيومجيان (37920). بينما نال اندريا الخاسر37141صوتا، تلاه الخاسر من لائحة «بيروت بتحبك» رامي عيتاني.
كما بارك النائب فؤاد مخزومي فوز لائحة «بيروت بتجمعنا» وقال في مؤتمر صحافي: بعد التأكد من أن لائحة «بيروت بتجمعنا» تتجه الى فوز كبير، نتوجه لكم بكلمة واحدة «بتكبروا القلب» لقد أكدتم أنكم الضمانة لبيروت وللعيش معًا.
أضاف مخزومي: ربحت بيروت بكل أبنائها وجميع مرشحيها وليس هناك رابح أو خاسر»، داعيًا الجميع الى التعاون معًا لأن الانتخابات انتهت ويدنا ممدودة الى الجميع».
وتابع مخزومي: أما من جهتي فسأكون في جهوزية للتشريع لكي أساعد المجلس البلدي وأقول للبيارتة إذا عملنا سويًا سننجح وسنتابع المجلس وسنكون العين الساهرة له، مؤكدًا أن بيروت تستحق وأنتم تستحقون والأمل في الغد كبير عشتم وعاشت بيروت بتجمعنا وعاش لبنان.
وقال: ننا إذا عملنا سويًّا سننجح وستعود بيروت الوجهة السياحية التي تستقطب العرب والأجانب وسنكون إلى جانب المجلس البلدي في تأمين الأمن في العاصمة وفي تعاونه مع الإغتراب اللبناني. وأننا سننظّم مشاريع وتوأمة مع العواصم العربية والأجنبية وسندعو لاجتماع استثماري مع اللبنانيّين في الخارج لدراسة المشاريع، وأصبحت لدينا القوّة للتشريع في المجلس النيابي لحماية المجلس البلدي.
وحسب الماكينة الانتخابية لحزب الله فإن حجم أصوات الثنائي الشيعي الداعم للائحة بيروت بتجمعنا، والذي قارب الـ 20،000 صوت عن مستوى الدعم الشعبي الكبير والثقة بخيارات الثنائي والذي استقر كل حضوره وجهوده لتبقى «العاصمة حاضرة، وحاضنة لجميع ابنائها».
وأشاد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بوعي أهل بيروت، وأثبتت بيروت بأنها ضنينة على الوحدة، فأهلها أثبتوا أن وعيهم أكبر من أي زعيم يحرصهم على المناصفة».
وفي زحلة أظهرت النتائج النهائية غير الرسمية في زحلة تقدّم سليم غزالة، مرشح لائحة «قلب زحلة» لرئاسة البلدية، بحصوله على 14341 صوتًا، فيما جاء أسعد زغيب، مرشح لائحة «زحلة رؤية وقرار» لرئاسة البلدية، في المراكز الأخيرة من لائحته بـ7886 أصوات، من دون أن يتمكن من تحقيق الأغلبية المطلوبة.
جعجع: تعليقا، أعلن رئيس حزب «القوّات اللبنانيّة» سمير جعجع فوز لائحة «قلب زحلة» من المقر العام للحزب في معراب، في إطلالة مباشرة عبر الشاشة على المتجمهرين في ساحة الشهداء في زحلة، في حضور النائب ستريدا جعجع وأعضاء المجلس المركزي في الحزب، حيث أصر على أن تُستهل الإطلالة بأغنية «ع زحلة ما بيفوتوا، زحلة النجم الما بينطال»، وقد رفع والنائب جعجع وأعضاء المجلس المركزي نخب الفوز، ليبدأ كلمته بعدها بالقول: «ع زحلة ما بيفوتوا، ع زحلة لا فاتوا، ولا رح بيفوتوا، لا هلأ ولا بعدين». ووجه جعجع تحيّة كبيرةً جداً «باسم الكثير من اللبنانيين وباسمي لزحلة وأهلها وشيبها وشاباتها وشبابها ولكل من تعب وعمل واجتهد لكي تقوم زحلة بما قامت به اليوم»
وتفقد وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار سير عملية فرز الأصوات في بيروت، وذلك في كل من ثانوية الحريري الثانية البطريركية، الجمعية المسيحية للشابات YWCA، مدرسة الثلاثة الأقمار-الأشرفية إضافة الى مركزي اقتراع في الكرنتينا.ثم تفقد الحجار مع وزير العدل عادل نصار سير عملية الفرز في قصر عدل بيروت.
وقال الوزيرنصار: لم يردني أيّ إشكال وكل عملية الفرز حصلت بحضور مندوبين وبشكل رصين جداً
وقال الحجار من قصر عدل بيروت: عمليات الفرز تسير بشكل ممتاز ودقيق، واعتمدنا في الوزارة اطلاع الرأي العام على كل التطورات، وهناك عدد كبير من اللوائح ولكن عمليات الفرز سارت بشكل جيد ولجنة القيد العليا تستكمل الفرز. ونأمل خلال ساعات قليلة ان تنتهي العملية ولا اشكالات ولا تأخير ونثق بالنتائج.
وبوشرت بعد الظهر عملية فرز الاصوات في محافظة البقاع، بعدما تسلمت المديرة العامة للشؤون السياسية واللاجئين في وزارة الداخلية والبلديات فاتن يونس من كل من محافظ البقاع القاضي كمال أبو جودة، وقائمقام راشيا بالإنابة نبيل المصري، وقائمقام البقاع الغربي بالإنابة وسام نسبيه، نتائج الإنتخابات البلدية والإختيارية في زحلة والبقاع الغربي وراشيا، كما وردت من لجان القيد العليا، على أن يصار إلى إدخالها عبر البرنامج المعتمد في الوزارة وإعلانها رسمياً عبر الموقع الإلكتروني.
وفي الجنوب، تم الاعلان حتى مساء امس، عن فوز لوائح التنمية والوفاء بالتزكية في 48 بلدة جنوبية : وبقيت نحو خمس قرى حدودية تجري فيها الانتخابات او يتم انسحاب المرشحين الاخرين لتفوز بالتزكية لوائح التنمية والوفاء. والقرى الفائزة بلدياتها بالتزكية هي:
الخيام، حاريص، الكنيسة،الحنية، بافلية، طورا، تولين، مارون الرأس، وادي جيلو، بني حيان، ميس الجبل،عيتا الجبل، رب ثلاثين، خربة سلم، عدشيت القصير، ديرقانون رأس العين، دبعال، الجبين، نفاخية، رشاف، طلوسة، الغندورية، حبوش ، حاروف، الطيبة، الطيري، كونين، صديقين، يارون، يانوح، برج قلاوية، بستيات، الزلوطية، كفرصير، قاقعية الجسر، سيناي، عزة، زبدين، كوثرية الرز، العدوسية، إرزاي، قناريت، الحلوسية، الحميري، بيت ياحون، القليلة، المنصوري... اضافة الى بعض القرى في قضاء مرجعيون ايضا.
وعُلِم ان اقلام الاقتراع للقرى الحدودية على الخط الازرق ستوضع في النبطية وبنت جبيل - مدرسة جميل جابر بزي. وعدد من بلدات القضاءين.
شهيد وجرحى بتصعيد عدواني
جنوباً، لم توقف المسيّرات الاسرائيلية المعاية تعرضها للقرى والبلدات الجنوبية، وأعلنت وزارة الصحة أن الغارة على أطراف حولا أسفرت عن سقوط شهيد، هو عيسى حسين قطيش.
وكانت مسيّرة معادية استهدفت أطراف بلدتي صور ومركبا مساء أمس بعدما استهدفت طائرة مسيّرة دراجة نارية في صربين واخرى على الضهيرة، مما اسفر عن سقوط جريحين، كما أصيب مواطن في بلدة كفركلا بكتفه نقل إلى مستشفى مرجعيون الحكومة للمعالجة.
البناء:
عون يحصل على دعم السيسي لأولوية التزام الاحتلال… واليمن يُدخل حيفا هدفاً
موجة المجتمع المدني تنحسر وتتفكك وتبشّر بأن التغيير ينتظر نيابياً نواب التغيير
تلقى جيش الاحتلال صفعة قاسية مع الإعلان عن بدء العملية البرية الواسعة في قطاع غزة، بعدما كشف وزير المالية في حكومة بنيامين نتنياهو بتسلئيل سموتريتش عن ارتباط العملية بالسعي لاستعادة عدد من الأسرى، وفيما كانت الصفعة القاسية في خان يونس مع تنفيذ عملية خاصة لخطف أحد قادة المقاومة بعد تنفيذ أكثر من 20 غارة جوية، وكانت النتيجة مواجهة انتهت باستشهاد القائد أحمد كامل سرحان في قوات الناصر صلاح الدين بعد فشل محاولة خطفه وسقوط ضابط وجندي من القوة المهاجمة قتلى وسقوط عدد من الجرحى بين المهاجمين، وفشل محاولة استعادة أي أسير، بينما اعترف جيش الاحتلال بخسارة رقيب في كتيبة هندسة في شمال قطاع غزة، وأكدت قوات القسام تنفيذها عدة عمليات نوعية توزعت بين كمائن وهجمات استهدفت قوات الاحتلال.
في مسار الحرب على غزة برز متغير جديد مثله الموقف اليمني الذي يواصل استهدافه لمطار بن غوريون مع الإعلان عن قرار اليمن إضافة ميناء حيفا الى جدول الأهداف اليمنية التي تضم ميناء إيلات ومطار بن غوريون ما يعني فرض حصار كامل جوياً وبحرياً على كيان الاحتلال.
سياسياً، تواصلت المواقف الدولية المنددة بالحرب على غزة، وصدر نداء أوروبي لوقف الحرب فوراً وإدخال المساعدات، مهدداً للمرة الأولى بإعادة النظر باتفاقية الشراكة الأوروبية الإسرائيلية، بينما تزداد ضغوط الشارع الغربي، برزت دعوات أميركية لأولوية إدخال المساعدات وسط تأكيدات على أن الأجواء لم تعد كما كانت بين واشنطن وتل أبيب، وسط حديث متزايد عن داخل إسرائيلي يتصاعد فيه الغضب من الحرب التي بدأ الجنرالات السابقون يصفونها بـ المستنقع الخطير.
في الساحة الدولية اتصال هاتفي بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كشف الطرفان عن نتائج إيجابية رتبت عليه، سواء على مستوى العلاقة الثنائيّة أو في مساعي وقف الحرب في أوكرانيا، وبينما تدعو واشنطن إلى تسريع المفاوضات الثنائيّة وفق جدول أعمال يؤدي إلى تقدّم نوعيّ نحو إنهاء الحرب وإلى إعلان هدنة لمدة 30 يوماً بدا الرئيس الروسي الذي لم يكن متحمساً للهدنة مستعداً لتلبية طلب نظيره الأميركي بعد اختبارات مفاوضات اسطنبول.
لبنانياً، سمع رئيس الجمهورية العماد جوزف عون خلال زيارته للقاهرة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي دعماً مصرياً لمطالبة لبنان بإلزام الاحتلال بالقرار 1701 وأولوية انسحاب قوات الاحتلال ووقف الاعتداءات على لبنان واللبنانيين، وإعادة إعمار ما هدمته الحرب، بينما تحدّث عون عن سلاح المقاومة مجدداً تمسكه بحصر السلاح بيد الدولة، ومؤكداً موقفه بأنه لن يتورط بصراع داخلي وسيبقى يمنح الوقت لحل الخلافات بالحوار، بما في ذلك أي نقاش حول سلاح المقاومة، مع التأكيد على أولوية انسحاب قوات الاحتلال ووقف اعتداءاتها.
في الشأن السياسي اللبناني استحوذت نتائج الانتخابات في مراحلها التي شملت جبل لبنان وبيروت والبقاع والشمال، وما حملته من ظهور لانسحاب موجة المجتمع المدني التي بدأت بالنمو قبل عشرين عاماً، وتوجت حضورها برقم منافس في انتخابات بلدية بيروت عام 2016 ثم في ثورة تشرين 2019 وصولاً إلى الانتخابات النيابية عام 2022، لتحمل نتائج الانتخابات البلدية في كل المحافظات الأربع نتائج هزائم مدوية للوائح المدعومة من جماعات المجتمع المدني ونواب التغيير، وتوقعت مراكز دراسات إحصائية أن يواصل الخط البياني الهابط لشعبية هذا الفريق حتى انتخابات مجلس النواب العام 2026، متوقعة أن يطال التغيير عدداً لا بأس به من نواب التغيير.
وبينما تترقب الساحة السياسية الزيارة المتوقعة للمبعوثة الأميركية مورغان اورتاغوس إلى بيروت أواخر الأسبوع الحالي، بقي الاستحقاق البلدي والاختياري بجولته الثالثة في واجهة المشهد الداخلي مع استمرار عمليات الفرز في أقلام الاقتراع في بيروت حتى مساء أمس، والتي أظهرت تقدماً كبيراً للائحة الأحزاب «بيروت بتجمعنا» وفوزاً كاسحاً للوائح التنمية والوفاء في بعلبك – الهرمل والبقاع الغربي وفوز لحزب القوات اللبنانية على حزب الكتائب والعائلات في زحلة.
وتفقد وزيرا الداخلية والعدل أحمد الحجار وعادل نصار عملية الفرز في قصر العدل في بيروت. ولفت الحجّار، بعد الجولة، إلى أن «عمليات الفرز تتم بشكل جيد وبسرعة وبدقة وسنطلع الرأي العام على مسار عملية الفرز منعاً لأي تساؤلات من دون أجوبة».
وعلمت «البناء» أن سفارات دول أجنبية وعربية في لبنان كانت ترصد سير العملية الانتخابية في بيروت والبقاع لا سيما في مناطق حضور الثنائي حركة أمل وحزب الله، وكذلك تتابع نتائج الانتخابات وأبعادها السياسية لا سيما أنها الاستحقاق الانتخابي الأول بعد الحرب الأخيرة والتحوّلات في المنطقة، وبالتالي مدى تأثير تداعيات هذه الحرب على أداء الثنائيّ وإدارته لملف الانتخابات وعلى بيئة المقاومة ومدى تمسكها بالمقاومة وخيارها، للبناء على هذه النتائج في استحقاق الانتخابات النيابيّة في العام المقبل.
وفيما أعلنت وزارة الداخلية نتائج الانتخابات البلدية والاختيارية للعام 2025 في قضاء البقاع الغربي وقضاء راشيا، أظهرت النتائج النهائية غير الرسمية في زحلة تقدّم سليم غزالة، مرشح لائحة «قلب زحلة» لرئاسة البلدية، بحصوله على 14341 صوتًا، فيما جاء أسعد زغيب، مرشح لائحة «زحلة رؤية وقرار» لرئاسة البلدية، في المراكز الأخيرة من لائحته بـ7886 صوتاً، من دون أن يتمكّن من تحقيق الأغلبية المطلوبة.
وأشارت مصادر معنية لـ«البناء» أن أصوات الثنائي أمل وحزب الله شكلت الرافعة الأساسية للائحة «بيروت بتجمعنا» ومنعت حصول اختراقات كثيرة من لوائح أخرى تؤدي إلى الإطاحة بالمناصفة، لذلك كان القرار بتثبيت الشراكة في العاصمة كرسالة لحرص حزب الله وحركة أمل على الشراكة في الحكم في كل المواقع انطلاقاً من اتفاق الطائف للحفاظ على السلم الأهليّ والاستقرار الداخليّ وكرسالة من الثنائي للجميع بأنه يثبت مرة أخرى دوره المحوري والرئيسي في تعزيز منطق الدولة والمؤسسات وتعزيز الوحدة الداخلية لمواجهة الأخطار الخارجية وإعادة بناء الدولة.
وأعلنت الماكينة الانتخابية لحزب الله في منطقة بيروت أن «مستوى الدعم الشعبي الكبير والثقة الكاملة بخيارات الثنائي الوطنية في بيروت بلغ 20000 صوت، والذي استنفر كل حضوره وجهوده في مواجهة كل التحديات السياسية والاجتماعية، لتبقى العاصمة بيروت حاضرة وحاضنة لجميع أبنائها».
وتوجّهت بالشكر والتهنئة والتبريك من جمهور المقاومة الوفي، والصادق، والذي أثبت وعيه وحكمته، والذي شارك بفعالية ومسؤولية في المعركة الانتخابية، وبكل رقي وانضباط، حاميًا التوازن والاستقرار بين مكوّنات مدينة بيروت، ومتجاوزًا كل الحساسيّات، ومحافظًا على الشراكة الوطنية والعيش المشترك.
بدوره، شدّد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب على أن «روح المقاومة وشهداءها الميامين كانوا حاضرين في هذه الانتخابات التي أرادها بعض مَن في الداخل صراعًا سياسيًا لتثبيت ثقافتهم القائلة بهزيمة فريق معين، فكان أهلنا على مستوى المسؤوليّة الوطنيّة، لا سيما دورهم الأساسي في الحفاظ على العيش المشترك من خلال تثبيت المناصفة في المجلس البلدي لبيروت، ولكننا نأمل من المجالس البلدية الجديدة أن تكون أيضًا على مستوى المسؤولية، وخدمة مواطنيها الذين هم اليوم بأمسّ الحاجة للإعمار والإنماء نتيجة الحرب العدوانية الصهيونية».
بدوره، أشار رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل إلى انه «في بيروت التيار اختار مرشّحيه بسبب اتفاق سياسيّ للمحافظة على المناصفة، وهذا بأهميّة الحفاظ على العيش المشترك، وأثبتت بيروت بأنها ضنينة على الوحدة وأهلها أثبتوا أن وعيهم أكبر من أي زعيم بحرصهم على المناصفة، وأوضح بأن هناك خرقاً واحداً من قبل لائحة النائب نبيل بدر وهو مسّ بالمناصفة. وهذا يدلّ على أنّ التفلّت في القاعدة وارد رغم الوعي السياسيّ، ويجب تعزيز ما في النفوس في النصوص، ومعالجة موضوع المناصفة في بيروت، لأن ما حصل خدش في المناصفة.»
ولفت باسيل في مؤتمر صحافي إلى ان القوات بررت وجودها مع حزب الله في اللائحة البلدية في بيروت من أجل المناصفة، وهذا وضع الاتفاق الذي قمنا به في الوقت السابق مع حزب الله.
وأوضح بأن «الانتخابات فضحت كذبة الـ«ngos» وشيطنتهم للأحزاب ونحن مؤسسون للكثير من الجمعيات، ولكن دورهم أن يكونوا جزءاً من المجتمع اللبناني، ولكن لا يعني ذلك أن يتنمّروا على الأحزاب وقد ظهر عجزهم في البلديات التي اتخذت طابعاً انمائياً أو سياسياً ومنها في بيروت».
أمنياً، واصل العدو الإسرائيلي عدوانه على لبنان، فأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة أن «غارة العدو الإسرائيلي بمسيرة استهدفت أطراف حولا – قضاء مرجعيون، أدت إلى سقوط شهيد». كما أعلن في بيان آخر، أن «غارة العدو الإسرائيلي بمسيّرة استهدفت دراجة نارية في بلدة صربين أدت إلى إصابة مواطنين اثنين بجروح».
وأفاد مراسل «المنار»، بأن «قوة اسرائيلية مؤلفة من مشاة وجرافة عسكرية بحماية دبابة ميركافا تقدمت نحو الأراضي اللبنانية في وادي هونين».
وفي سياق أمني آخر، اندلعت اشتباكات داخل مخيم شاتيلا لليوم الثاني على التوالي، وقد سمعت أصوات الرصاص في عدد من أحياء بيروت، فيما تحدثت معلومات أولية عن سقوط قتلى وإصابات.
الى ذلك علمت «البناء» أن زيارة المبعوثة الأميركية إلى لبنان ستكون هامة وستحمل رسالة من الإدارة الأميركية بضرورة تنفيذ برنامج العمل التي التزمت به الحكومة اللبنانية ورئيس الجمهورية في خطاب القسم والبيان الوزاري لا سيما لجهة الإصلاحات الضرورية الاقتصادية والمالية لا سيما تعيين الهيئات الناظمة بعد تعيين إدارة مجلس الإنماء والإعمار إضافة إلى قانون التعافي المالي، والاستمرار بالمفاوضات مع صندوق النقد الدولي، وحسم ملف سلاح حزب الله وبسط سيطرة الدولة على كامل أراضيها ومن ضمنها ملف السلاح داخل المخيمات، كما لفتت المعلومات إلى أن أورتاغوس ستطلع المرجعيات الرئاسية والقيادات اللبنانية على مسار التحولات الذي يحصل في المنطقة في ضوء القمم التي عقدها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الخليج والتي انضم إليها الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع والرئيس التركي أردوغان عبر الهاتف، وستؤكد المسؤولة الأميركية على ضرورة أن يلتحق لبنان بمسار السلام الذي ستنضم إليه سورية بعد قرار رفع العقوبات الأميركية عليها.
إلا أن أوساطاً مطلعة لفتت لـ«البناء» إلى أن المبعوثة الأميركية لن تأتي بمواقف أو بلهجة عالية السقف كما في الزيارة الأولى، وذلك بعد تعرّضها لانتقادات واسعة من مرجعيات سياسية ووصل هذا الاستياء إلى واشنطن، وبالتالي من المتوقع أن تنقل أورتاغوس المواقف نفسها لجهة السلاح والإصلاحات لكنة بلغة هادئة ومن دون وضع مهل زمنية بموضوع حصرية السلاح بيد الدولة. كما لفتت الأوساط إلى أن الموقف الرسمي لن يتغير عما سمعته المبعوثة الأميركية في السابق لجهة ضرورة الضغط على «إسرائيل» للانسحاب من الجنوب ووقف الخروقات وتطبيق القرار الـ1701 والتأكيد على حصريّة السلاح بيد الدولة من خلال الحوار بين رئيس الجمهورية وحزب الله في إطار استراتيجية الأمن الوطني وأن لبنان يقف خلف الموقف العربي في موضوع السلام انطلاقاً من مبادرة السلام العربية في العام 2002.
ودعا رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون من مصر «المُجْتَمَعَ الدُّوَلِيَّ إلى تَحَمُلٍ مَسْؤُولِيَّاتِهِ، فِي إِلْزَامِ «إِسْرَائيلَ» بِتَنْفِيذِ اتفاق وقف إطلاق النار». وقال الرئيس عون في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي: الاستقرارُ الثابت، لا يقومُ إلا على سلامِ دائم… والسلامُ الدائم، لا يُبنى إلا على العدالة… والعدالة لها تعريف واحدٌ وحيد: ألا وهو إعطاءُ كلِ الحقوق، لكلِ أصحابها. وهذا ما أقرّته الدولُ العربية في مبادرةٍ بيروتَ للسلام سنة 2002… وهذا ما نتطلعُ إلى تجسيده في أقربِ وقت… بهذا السلامِ بالذات، نشهدُ قيامَ دولةِ فلسطينَ السيدة المستقلة… ونكافحُ التطرفَ والإرهابَ… والفقرَ والجوعَ… وأفكارَ الإلغاءِ وأهواءَ الإقصاء… ونحققُ التنمية والازدهار لشعوبنا… وأنا أؤكدُ أنّ لبنانَ، كلَ لبنان، لا يمكنُه أن يكونَ خارجَ معادلةٍ كهذه… وأنْ لا مصلحةً لأي لبناني، ولا مصلحة لأي بلدٍ وشعب في منطقتنا، في أن يستثنيَ نفسَه من مسارٍ سلامٍ شاملٍ عادل».
وتابع «سلامٌ يبدأُ بالنسبةِ إلينا، بتأكيدِ التزامِ لُبْنَانَ الكَامِلِ بِالقَرَارِ الدُّوَلِيِّ 1701، للحِفَاظِ عَلَى سِيَادَةِ لُبْنَانَ وَوَحْدَةِ أَرَاضِيهِ… مع تشديدنا على أَهمِيَّةِ دَوْرِ القُوَّاتِ الدُّوَلِيَّةِ (اليُونِيفِيل) وضرورةِ وَقْفِ الأَعْمَالِ العَدَائِيَّةِ الَّتِي تَقُومُ بِهَا «إِسْرَائِيل»… وَالعودةِ إلى أحكامِ اتفاقيةِ الهدنة للعام 1949، بما يَضْمَنُ عَوْدَةَ الاسْتِقْرَارِ وَالأَمْنِ إلى الجَنُوبِ الُّلبْنَانِيّ وَالمِنْطَقَةِ كَلِها، لذلك ندعو المُجْتَمَعَ الدُّوَلِيَّ إلى تَحَمُلٍ مَسْؤُولِيَّاتِهِ، فِي إِلْزَامِ «إِسْرَانِيلَ» بِتَنْفِيذِ الاِتِّفَاقِ الَّذِي تَمّ التَّوَصُلُ إِلَيْهِ بِرِعايَةٍ أَمِيرِكِيَّةٍ وَفَرَنْسِيَّةٍ فِي 26 تِشْرِينَ الثّانِي المَاضِي، وَالانْسِحَابِ مِنَ كاملِ الأراضي اللبنانية، حتى حدودنا الدولية المعترفِ بها والمرسّمة دولياً. وَإِعَادَةِ الأَسْرَى اللُّبْنَانِيِّينَ كافة. كما نؤكدُ أَنَّ لُبْنَانَ يَحْرِصُ عَلَى قيامِ أَفْضَلِ العَلَاقَاتِ مَعَ الجارةِ سورِية، وعَلَى أَهَمِّيَّةِ التَّنْسِيقِ وَالتَّعَاوُنِ بَيْنَ البَلَدَيْنِ لِمُوَاجَهَةِ التَّحَدِيَاتِ المُشْتَرَكَةٍ. وَخَاصَّةً فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِمَلَفِ النَّازِحِينَ السُّورِيّينَ، وَضَرُورَةِ تَأْمِينِ عَوْدَتِهِمُ الآمِنَةِ وَالكَرِيمَةِ إلى بِلَادِهِمْ… بحيث تَعْمَلُ حُكُومَتَا البَلَدَيْنِ في أسرع وقت، مِنْ خِلَالِ لِجَانٍ مُشْتَرَكَةٍ، تَمَّ الاتِّفَاقُ عَلَى تَشْكِيلِهَا، لتحقيق ذلك، بما يضمنُ مصلحةَ البلدين والشعبين… وإذ يؤكدُ لُبْنَانُ دعَمَه كُلَّ الجُهُودِ الهَادِفَةِ إلى حِفْظِ وَحْدَةِ سُورِيَة وَسِيَادَتِهَا، وَتَلْبِيَةِ تَطَلْعَاتِ شَعْبِها، يُرَحبُ بِقَرَارِ رَفْعِ العُقُوبَاتِ عَنْها، آمِلًا أَنْ يُسَاهِمَ فِي تعافيها واسْتِقْرَارِ المِنْطَقَة».
من جهته، قال السيسي «شددت على موقف مصر الثابت فى دعم لبنان.. سواء من حيث تحقيق الاستقرار الداخلي، أو صون سيادته الكاملة.. ورفضنا القاطع لانتهاكات «إسرائيل» المتكرّرة، ضد الأراضي اللبنانية، وكذلك احتلال أجزاء منها». وتابع «تواصل مصر مساعيها المكثفة، واتصالاتها مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية، لدفع «إسرائيل» نحو انسحاب فوري وغير مشروط، من كامل الأراضي اللبنانية.. واحترام اتفاق وقف الأعمال العدائية، والتنفيذ الكامل والمتزامن، لقرار مجلس الأمن رقم «1701».. دون انتقائية.. بما يضمن تمكين الدولة اللبنانية، من بسط سيادتها على أراضيها.. وتعزيز دور الجيش اللبناني، في فرض نفوذه جنوب «نهر الليطاني». كما أجدد اليوم، دعوة المجتمع الدولي، لتحمل مسؤولياته تجاه إعادة إعمار لبنان.. وأحث الهيئات الدولية والجهات المانحة، على المشاركة بفاعلية في هذا الجهد.. لضمان عودة لبنان إلى مساره الطبيعي، على طريق السلام والتعايش والمحبة في المنطقة»
الأنباء:
طوت الانتخابات البلدية والاختيارية صفحتها الثالثة في بيروت والبقاع وبعلبك الهرمل، على صورة المحطات التي سبقتها من ضعف القابلية على التصويت وبعض الإشكالات والخلافات والأخطاء، وسقوط الرهان على من يطلقون على أنفسهم "قوى التغيير والمجتمع المدني" الذين لم ينجحوا في تقديم نخب شبابية تنموية متجانسة أو مشاريع إنمائية، لا بل كانت المحطة الثالثة أكثر وضوحا في نتائجها وفي حسمها للخيارات الشعبية. ففي مدينة بيروت نجح تحالف الأحزاب المتعدد الألوان في حماية المناصفة وتحييد العاصمة عن تشنجات العصبيات الطائفية، وفي بعلبك الهرمل كان واضحاً اكتساح الثنائي الشيعي معظم البلديات محافظاً على شعبيته على الرغم من الظروف وبعض الإشكالات، أما في زحلة عروس البقاع حسم الأمر لصالح القوات اللبنانية، فيما حافظت بلديات راشيا على التزامها التقدمي الاشتراكي بالتوافق مع مختلف العائلات والتيارات السياسية.
هذا وبدأت التحضيرات للمرحلة الأخيرة في محافظتي الجنوب والنبطية التي بدأت تعلن فيها نتائج البلديات التي فازت بالتزكية، حيث من المتوقع أن تشهد مدن صيدا ومرجعيون وجزين معارك انتخابية حرجة، ويتوقع أن تحسم البلديات الأخرى لصالح الثنائي الشيعي مع بعض الخروقات.
محطة عربية جديدة
بالتزامن، استكمل الرئيس جوزف عون جولته العربية أمس في القاهرة، شاكراً للرئيس السيسي جهود بلاده التي بذلتها ضمن مجموعة الدول الخمس التي وقفت الى جانب لبنان، ولعبت دوراً بارزاً لفرض اتفاق وقف إطلاق النار في تشرين الثاني الفائت، وإنهاء الشغور الرئاسي وتشكيل الحكومة الجديدة، وفي مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، دعا الرئيس "إلى قيام نظام المصلحة العربية المشتركة ومن أولى ركائزه، إقامة هيئة جدية ناظمة للمصالح المشتركة بين دولنا وشعوبنا وبلداننا". وقال "إننا نطمح إلى إقامة سوق إقليمية مشتركة قد نبدأها بخطوة واحدة فقط بين بلدين اثنين لا غير، ثم نتوسع بها عبر القطاعات والجغرافيا حتى نحقق خير بلداننا وشعوبنا كافة".
وتابع: "إن تطلعا طموحا كهذا يحتاج إلى استقرار في منطقتنا، والاستقرار الثابت لا يقوم إلا على سلام دائم، والسلام الدائم لا يبنى إلا على العدالة، والعدالة لها تعريف واحد وحيد، ألا وهو إعطاء كل الحقوق لكل أصحابها، وهذا ما أقرته الدول العربية في مبادرة بيروت للسلام سنة 2002".
واردف قائلاً: "وأنا أؤكد أن لبنان، كل لبنان، لا يمكنه أن يكون خارج معادلة كهذه وأن لا مصلحة لأي لبناني ولا مصلحة لأي بلد وشعب في منطقتنا، في أن يستثني نفسه من مسار سلام شامل عادل، سلام يبدأ بالنسبة إلينا، بتأكيد التزام لبنان الكامل بالقرار الدولي 1701، للحفاظ على سيادة لبنان ووحدة أراضيه، مع تشديدنا على أهمية دور القوات الدولية "اليونيفيل" وضرورة وقف الأعمال العدائية التي تقوم بها إسرائيل والعودة إلى أحكام اتفاقية الهدنة العام 1949، بما يضمن عودة الاستقرار والأمن إلى الجنوب اللبناني والمنطقة كلها"، داعيا المجتمع الدولي إلى "تحمل مسؤولياته، في إلزام إسرائيل تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه برعاية أميركية وفرنسية في 26 تشرين الثاني الماضي والإنسحاب من كامل الأراضي اللبنانية، حتى حدودنا الدولية المعترف بها والمرسمة دوليا، وإعادة الأسرى اللبنانيين كافة". وأكد حرص لبنان على قيام أفضل العلاقات مع الجارة سوريا وعلى أهمية التنسيق والتعاون بين البلدين لمواجهة التحديات المشتركة، وخصوصا في ما يتعلق بملف النازحين السوريين وضرورة تأمين عودتهم الآمنة والكريمة إلى بلادهم".
من جهته، قال السيسي "شددت على موقف مصر الثابت فى دعم لبنان، سواء من حيث تحقيق الاستقرار الداخلى، أو صون سيادته الكاملة. ورفضنا القاطع لانتهاكات إسرائيل المتكررة، ضد الأراضي اللبنانية، وكذلك احتلال أجزاء منها". وتابع "فى هذا السياق، تواصل مصر مساعيها المكثفة، واتصالاتها مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية، لدفع إسرائيل نحو انسحاب فوري وغير مشروط، من كامل الأراضي اللبنانية. واحترام اتفاق وقف الأعمال العدائية، والتنفيذ الكامل والمتزامن، لقرار مجلس الأمن رقم "1701". دون انتقائية، بما يضمن تمكين الدولة اللبنانية، من بسط سيادتها على أراضيها. وتعزيز دور الجيش اللبناني، فى فرض نفوذه جنوب "نهر الليطانى". كما أجدد اليوم، دعوة المجتمع الدولى، لتحمل مسئولياته تجاه إعادة إعمار لبنان. وأحث الهيئات الدولية والجهات المانحة، على المشاركة بفاعلية فى هذا الجهد لضمان عودة لبنان إلى مساره الطبيعي،على طريق السلام والتعايش والمحبة فى المنطقة".
وزار الرئيس عون مقر جامعة ادول العربية حيث اطلع من الأمين العام أحمد أبو الغيط على نتائج قمة بغداد كما زار الأزهر الشريف والتقى الامام الأكبر احمد الطيب، واختتم زيارته بلقاء قداسة البابا تواضروس الثاني - بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، في المقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية في منطقة العباسية في القاهرة.
زيارة عباس
مع نهاية جولة الرئيس عون العربية في القاهرة، تبدأ برأي مصادر مطلعة مرحلة جديدة تبدأ بزيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى لبنان للبحث في "ملف السلاح الفلسطيني داخل المخيمات ووضع آلية ضبطه بيد القوى الشرعية الفلسطينية، الموكلة ضبط الأمن داخل المخيمات وآلية التنسيق مع القوى الأمنية اللبنانية لمنع أبقاء المخيمات بؤر أمنية خارجة عن القانون، بعد أن تم تسليم سلاح الفصائل الفلسطينية خارج المخيمات الى الجيش اللبناني".
وأشارت المصادر عبر جريدة الأنباء الالكترونية الى أنه بهذه الإنطلاقة التي تتزامن مع انتهاء الجولة الرابعة والأخيرة من الانتخابات النيابية والبلدية في الجنوب، يصبح لزام على لبنان إقران الأقوال والمواقف تجاه حصرية امتلاك الدول للسلاح بالأفعال، والشروع في مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع حزب الله لوضع آلية واضحة تضع سلاح الحزب أو ما تبقى منه تحت سلطة الجيش اللبناني والقوى الأمنية ضمن مهلة زمنية لا تتجاوز الصيف الحالي". وكشفت المصادر أن "الحديث جار في واشنطن حول عودة مرتقبة للموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس التي من المرجح ان تقود مفاوضات غير مباشرة بين لبنان وإسرائيل لترسيم الحدود البرية وإنسحاب إسرائيل من النقاط الخمس وتنفيذ إتفاق وقف إطلاق النار".
المصادر أكدت أن "عملية الإعمار لن تبدأ قبل البدء بتنفيذ هذه الخطوات والتي قد تتزامن في مواقيت تنفيذها، إعلان الجيش اللبناني إستلامه مواقع ومستودعات حزب الله وتجهيزاته العسكرية، وانسحاب إسرائيل من المواقع الحدودية وإطلاق الأسرى اللبنانيين".
وأشارت المصادر إلى أن كلام الرئيس ترامب عن "الفرصة المتاحة أمام لبنان" خلال مؤتمره الصحافي مع الأمير محمد بن سلمان في الرياض تنسجم مع موقف الدول العربي الداعمة للبنان والتي تنتظر استكمال خطة الإصلاحات المالية بخطوات عملية تجاه الملف الأكثر تعقيدا ألا وهو سلاح حزب الله".
الشرق :
السيسي: نشدّد على موقفنا الثابت فى دعم لبنان ونعمل لتحقيق الإنسحاب الإسرائيلي
دعا رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، خلال لقاء القمة الذي عقده مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي امس في قصر الاتحادية في القاهرة، إلى «قيام نظام المصلحة العربية المشتركة، لتجديد الاخوة على مفهوم عروبة المستقبل»، مؤكدا أننا «نطمح إلى إقامة سوق إقليمية مشتركة قد نبدأها بخطوة واحدة بين بلدين اثنين ثم نتوسع بها عبر القطاعات والجغرافيا حتى نحقق خير بلداننا وشعوبنا كافة». واعتبر ان الامر «يتطلب استقرارا ثابتا لا يقوم إلا على سلام دائم وفق ما أقرته الدول العربية في مبادرة بيروت للسلام سنة 2002، «نتطلع الى ترسيخه في اقرب وقت». وإذ اكد الرئيس عون ان «السلام يبدأ بالنسبة للبنان بالتزامه الكامل بالقرار 1701 والتشديد على اهمية دور القوات الدولية وضرورة وقف الاعمال العدائية التي تقوم بها اسرائيل والعودة الى أحكام اتفاقية الهدنة للعام 1949»، دعا المجتمع الدولي الى «تحمل مسؤولياته في إلزام اسرائيل تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل اليه في 26 تشرين الثاني الماضي، والانسحاب الكامل من الاراضي اللبنانية، واعادة الاسرى اللبنانيين كافة»، كما اكد «حرص لبنان على قيام أفضل العلاقات مع سوريا وعلى اهمية التنسيق معها وخصوصا في ما يتعلق بملف النازحين السوريين»، معربا عن «دعم لبنان لكل الجهود الهادفة الى حفظ وحدتها وسيادتها»، وترحيبه بقرار «رفع العقوبات عنها».
الرئيس السيسي
بدوره، اكد الرئيس السيسي ان بلاده «لا تتدخل في شؤون لبنان الداخلية لكنها تحرص على علاقات متينة معه»، مشددا على «الحرص على دعم جهود لبنان فى إعادة الإعمار»، مجددا دعوة المجتمع الدولي «لتحمل مسؤولياته في هذا الاطار»، كما شدد على «موقف مصر الثابت فى دعم لبنان، سواء من حيث تحقيق الاستقرار الداخلي، أو صون سيادته الكاملة ورفضها القاطع لانتهاكات إسرائيل المتكررة ضد الأراضي اللبنانية، وكذلك احتلال أجزاء منها». وقال: «ان مصر تواصل مساعيها واتصالاتها لدفع إسرائيل نحو انسحاب فوري وغير مشروط من كامل الأراضي اللبنانية، واحترام اتفاق وقف الأعمال العدائية، والتنفيذ الكامل والمتزامن للقرار 1701 دون انتقائية». كذلك شدد الرئيس المصري، على ان «امام اللجنة المشتركة التي ستعقد اجتماعها في القاهرة في وقت يحدد لاحقا، مواضيع كثيرة للبحث، ولكن على المستوى السياسي يجب ان يكون هناك صوت داعم للبنان ولرئيس الجمهورية لا سيما في ما يتعلق بالمطالبة بانسحاب الجيش الإسرائيلي من التلال الخمس ومعالجة القضايا الباقية في لبنان بهدوء وانتظام حسب رغبة الرئيس اللبناني للمحافظة على الامن والاستقرار في البلد».
الوصول الى قصر الاتحادية
وكان الرئيس عون وصل الى قصر الاتحادية والوفد المرافق عند الساعة الحادية عشرة قبل الظهر، حيث كان في استقباله الرئيس السيسي عند مدخل القصر. وبعدما عزفت موسيقى حرس الشرف النشيد الوطني اللبناني ثم النشيد الوطني المصري واستعراض القوى، توجه الرئيسان بين ثلة من الرماحة الى داخل القصر، حيث حيا الرئيس عون العلم المصري ثم قائد حرس الشرف قبل ان يصافح الوفد الرسمي المصري، فيما صافح الرئيس السيسي الوفد الرسمي اللبناني.
مباحثات ثنائية وموسعة
وبعد انتهاء مراسم الاستقبال والتقاط الصور التذكارية في البهو الداخلي، توجه الرئيسان عون والسيسي الى المكتب الخاص للرئيس المصري وعقدا محادثات ثنائية قبل ان ينتقلا الى الصالون الرئاسي، حيث انضم الى الرئيسين اعضاء الوفدين اللبناني والمصري، وعقدت محادثات موسعة حضرها عن الجانب المصري، رئيس ديوان رئيس الجمهورية اللواء احمد علي، وزير الخارجية وشؤون المصريين في الخارج الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المهندس محمود عصمت، سفير مصر لدى لبنان علاء موسى، مدير مكتب رئيس الجمهورية المستشار عمر مروان والمتحدث باسم رئاسة الجمهورية السفير محمد الشناوي. وعن الجانب اللبناني، وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، سفير لبنان لدى مصر علي الحلبي، المستشار الخاص لرئيس الجمهورية العميد اندره رحال، المستشار السياسي جان عزيز، الناطقة باسم رئاسة الجمهورية نجاة شرف الدين ومدير الاعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا.
الأزهر
كما زار رئيس الجمهورية مشيخة الازهر الشريف حيث كان في استقباله عند المدخل الخارجي للمشيخة الامام احمد الطيب مرحباً بالرئيس عون والوفد المرافق. في مستهل اللقاء صافح الرئيس عون الوفد المصري الذي شارك في الاجتماع الموسع وضم وكيل الازهر الشريف محمد عبد الرحمن الدويني، رئيس جامعة الازهر سلامة داود، عباس شومان امين عام هيئة كبار العلماء، سحر نصر وزيرة التعاون الدولي السابقة، الامينة العامة لصندوق الزكاة والصدقات المصري، محمد الجندي الامين العام لمجمع البحوث الاسلامية، الشيخ احمد عبد الغني رئيس قطاع المعاهد الازهرية، السفير قادري عبد المطلب مستشار الامام الشيخ الازهر للبروتوكول، السفير عبد الرحمن موسى مسؤول الطلاب الوافدين في الازهر. اما عن الجانب اللبناني فحضر وزير الخارجية، والمستشارون العميد اندره رحال، جان عزيز، نجاة شرف الدين ومدير الاعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا. وتحدث الامام الطيب مهنئاً الرئيس عون على انتخابه، متمنياً له التوفيق في مسؤولياته الرئاسية. وقال: «ان لبنان في قلب كل عربي وكل مصري وانا اقدر انكم انتخبتم في ظل ظروف صعبة ولكن استبشرنا خيراً ونأمل لكم كل التوفيق في عملكم.» واكد ان الازهر الشريف مع الشعب اللبناني ووحدة ارضه آملاً ان يجتمع شمل جميع اللبنانيين حول الرئيس عون وقال «نحن نؤيدكم في جميع المواقف التي تتخذونها لاسيما تلك المتعلقة بتحرير الارض». وكشف الامام الطيب خلال اللقاء ان لمشيخة الازهر معهداً في لبنان ولكنه اغلق نتيجة التطورات الاخيرة. ورد الرئيس عون شاكراً للامام الطيب على رحابة استقباله مع الوفد المرافق في هذا الصرح العريق وقال انه يتابع عن قرب المواقف التي تصدر عن امام الازهر خصوصا في ما يتعلق بالحوار بين الاديان من اجل تحقيق المواطنة. وقال الرئيس عون «ان المنطقة في حاجة الى عقلاء مثل الامام الطيب ونتمنى ان نراك قريباُ في بيروت لمزيد من التواصل بين لبنان والازهر الشريف».
وتمنى الرئيس عون على الامام الطيب العمل على اعادة فتح معهد الازهر في لبنان في وقت قريب على ان يتم ذلك بحضور الامام نفسه. من جهته، اعرب شيخ الازهر في هذا السياق عن استعداده لاعادة افتتاح المعهد
جامعة الدول العربية
والى ذلك، زار رئيس الجمهورية مقر جامعة الدول العربية في القاهرة، حيث استقبله الأمين العام أحمد أبو الغيط، الذي أطلعه على نتائج قمّة بغداد وأبرز قراراتها، وفي مقدّمها إنشاء صندوق التعافي.
الرئيس عون للبابا تواضروس الثاني: من لديه النية لإحلال السلام يتخطى كل العقبات
واختتم الرئيس عون زيارته الرسمية لجمهورية مصر العربية، بلقاء قداسة البابا تواضروس الثاني – بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، في المقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية في منطقة العباسية في القاهرة، حيث وصل اليها والوفد المرافق عند الساعة الرابعة والنصف، وكان في استقباله عند المدخل الخارجي للكاتدرائية، البابا تواضروس الثاني وتوجها معاً الى البهو الداخلي حيث صافح الرئيس عون الوفد المصري.
ثم انتقل الرئيس عون والبابا تواضروس الثاني الى الصالون الكبير حيث عقدا خلوة، انضم اليهما بعد انتهائها الوفدان المصري واللبناني في لقاء موسع صافح في مستهله البابا تواضروس الوفد اللبناني المرافق.
وشكر الرئيس عون قداسة البابا على حفاوة الاستقبال والكلمة التي ألقاها وما تضمنته من مشاعر صادقة. وقال الرئيس عون أن لبنان مرّ «بمرحلة سابقة لا نرغب ان تعود وعلينا التطلع قدماً، وقد اخذنا القرار كرئاسة وحكومة ومجلس نواب ان نضع لبنان على السكة الصحيحة، بمساعدة المحبين(…). تفضلتم وقلتم إن صنع السلام صعب، ولكنه ليس مستحيلاً، ومن لديه النية لاحلال السلام يتخطى كل العقبات. لقد عانى لبنان ما عاناه من الحرب، وهو يبحث عن السلام، واخذ الشعب اللبناني قراراً بعدم الرجوع الى الحرب، لان الحروب لم تجلب لبلدنا الا الدمار. نأمل، بدعم مصر ودعمكم وصلواتكم، ان ينعم لبنان بالسلام ويستعيد أيامه المشرقة التي يعرفه فيها العالم، واجدد شكري لاستقبالكم لنا في هذا الصرح الكريم، كما نأمل ان نراكم في لبنان.»
الشرق الأوسط:
السيسي يطالب بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي
جدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حرص بلاده على «دعم إعادة إعمار لبنان وصون سيادته الكاملة». وأشار في مؤتمر صحافي عقب لقائه ونظيره اللبناني جوزيف عون في القاهرة، الاثنين، إلى «استمرار» المساعي والاتصالات المصرية مع الأطراف الإقليمية والدولية لدفع إسرائيل إلى الانسحاب من الجنوب اللبناني.
واستقبل السيسي نظيره اللبناني، في القاهرة، الاثنين، في إطار زيارة «تستهدف تعزيز العلاقات الثنائية، لا سيما في المجالات الاقتصادية، والبنية التحتية، والطاقة، وجهود إعادة الإعمار، واستعادة السلم والأمن الإقليمي في تحديات كبيرة تواجه المنطقة»، حسب إفادة رسمية للمتحدث باسم الرئاسة المصرية.
وأشار السيسي إلى أن «زيارة عون لمصر تأتي في مرحلة دقيقة وظرف إقليمي شديد التعقيد»، مؤكداً «حرصه على دعم جهود لبنان في إعادة الإعمار، من خلال الاستفادة من الخبرات المصرية الرائدة».
وشدد السيسي على موقف القاهرة «الثابت» في دعم بيروت، «سواء من حيث تحقيق الاستقرار الداخلي، أو صون سيادته الكاملة»، مؤكداً «رفض مصر القاطع لانتهاكات إسرائيل المتكررة، في الأراضي اللبنانية، واحتلال أجزاء منها».
في هذا السياق، أشار السيسي إلى «استمرار المساعي المصرية المكثفة، والاتصالات مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية، لدفع إسرائيل نحو انسحاب فوري وغير مشروط، من كامل الأراضي اللبنانية، واحترام اتفاق وقف الأعمال العدائية، والتنفيذ الكامل والمتزامن، لقرار مجلس الأمن رقم 1701 دون انتقائية، بما يضمن تمكين الدولة اللبنانية من بسط سيادتها على أراضيها، وتعزيز دور الجيش اللبناني، في فرض نفوذه جنوب نهر الليطاني».
وجدد السيسي «دعوة المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه إعادة إعمار لبنان». وحث الهيئات الدولية والجهات المانحة على المشاركة بفاعلية في هذا الجهد «لضمان عودة لبنان إلى مساره الطبيعي، على طريق السلام والتعايش والمحبة في المنطقة».
بدوره، أكد الرئيس اللبناني، في كلمته خلال المؤتمر الصحافي، «ضرورة إلزام إسرائيل بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، والانسحاب من كل الأراضي اللبنانية». ودعا المجتمع الدولِي إِلى تحمل مسؤولياته.
ونصّ اتفاق وقف النار بين إسرائيل ولبنان على تفكيك البنى العسكرية لـ«حزب الله»، وسحب عناصره من جنوب لبنان وتعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة (يونيفيل)، في الجنوب. ورغم الاتفاق تشن إسرائيل غارات من آن لآخر، بدعوى استهداف عناصر «حزب الله»، كما احتفظت تل أبيب بقوات في خمسة مواقع رغم أن الاتفاق ينص على انسحابها.
وتطرقت المباحثات بين السيسي وعون إلى تطورات الأوضاع في قطاع غزة، وقال الرئيس المصري: «أكدنا ضرورة إنهاء العدوان على القطاع فوراً، واستئناف العمل باتفاق وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح كافة الرهائن والأسرى، مع ضمان دخول المساعدات الإنسانية، بشكل عاجل». وأشار إلى أن مصر ولبنان «جددتا تأكيد موقفهما الراسخ والداعم للقضية الفلسطينية، ورفض أي محاولات تهجير للفلسطينيين، أو تصفية قضيتهم العادلة».
ودعا السيسي، المجتمع الدولي، إلى «حشد الجهود الدولية والموارد، لتنفيذ خطة إعادة إعمار غزة دون تهجير أهلها، وتمكين السلطة الفلسطينية من العودة إلى القطاع، والعمل على توسيع الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، على حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967، وعاصمتها القدس الشرقية»، معتبراً هذا المسار هو «الضامن الوحيد للتوصل إلى السلام الدائم والاستقرار في المنطقة».
كما تناولت المباحثات المصرية - اللبنانية أيضاً الملفات الإقليمية الملحة، على رأسها الوضع في سوريا. وقال السيسي: «أكدنا دعمنا الكامل للشعب السوري، وضرورة أن تكون العملية السياسية، خلال الفترة الانتقالية، شاملة وغير إقصائية، مع استمرار جهود مكافحة الإرهاب، ورفض أي مظاهر للطائفية أو التقسيم». كما «شددنا على إدانة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على السيادة السورية، وضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي السورية المحتلة، واحترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها».
وأكد السيسي أن المباحثات مع عون «تمثل فرصة ثمينة لتبادل الرؤى حول سبل تعزيز التعاون بين البلدين، لا سيما في المجالات الاقتصادية والتجارية». وأشار إلى أن زيارة نظيره اللبناني «تحمل في طياتها رمزية خاصة»، واصفاً العلاقات بين البلدين بأنها «نموذج فريد، للأخوة العربية الحقيقية». واختتم السيسي حديثه مخاطباً عون بقوله: «نحن داعمون لك».
وانتخب البرلمان اللبناني، في يناير (كانون الثاني) الماضي، عون رئيساً جديداً للبلاد، بعد سنتين وشهرين وعشرة أيام من الفراغ الرئاسي.
وأجرى عون، أخيراً، سلسلة زيارات إلى دول المنطقة، وُصفت من جانب مراقبين بأنها «مساع لبنانية لتعزيز علاقاتها مع الدول العربية، والحصول على دعم لإعادة الإعمار، لا سيما ما يعانيه لبنان من أزمة اقتصادية».
وعد عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية السفير محمد حجازي مباحثات عون في القاهرة «إسناداً مصرياً ودعماً لوحدة لبنان وسيادته»، مشيراً إلى أنها «تأتي في توقيت يحتاج فيه لبنان دعماً اقتصادياً وسياسياً تقوم به القاهرة من خلال الاتصالات مع الأطراف الإقليمية». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «مصر يمكن أن تساهم بخبراتها في جهود إعادة إعمار لبنان ودعم انتشار الجيش وتجهيزه».
في سياق متصل، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في إفادة رسمية عقب لقائه وعون بالقاهرة، الاثنين، «حرص الجامعة العربية واستعدادها الكامل لمواصلة دعم ومواكبة لبنان في مختلف المحطات التي تمر بها، ما يسهم في ترسيخ سيادة الدولة وتعزيز السلم الأهلي».
وأوضح جمال رشدي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، أن اللقاء تناول مخرجات القمة العربية في بغداد، لا سيما القرار الخاص بإنشاء الصندوق العربي لدعم جهود التعافي وإعادة الإعمار من آثار الأزمات، الذي أعلنت العراق التبرع فيه بمبلغ 40 مليون دولار، يخصص منها 20 مليوناً لدعم إعادة الإعمار في لبنان
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا