البناء : المسودة الأميركية للاتفاق النووي تفشل في إحداث اختراق رغم الإقرار بالتخصيب

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Jun 03 25|09:59AM :نشر بتاريخ

عملية نوعية في جباليا تقتل وتجرح 20… واليمن يصعّد صاروخياً… وشهر ساخن 
سلام يزور برّي مصالحاً وخطاب الإعمار بدل السلاح وودّ لرعد… بعد أورتاغوس

لم تنفع التوضيحات والشروحات التي نقلتها وكالة أكسيوس عن مسؤولين أميركيين حول اعتراف واشنطن بحق إيران بتخصيب اليورانيوم ضمن ضوابط تضمنتها مسودة الاتفاق النووي الذي عرضته واشنطن على طهران، في إحداث اختراق في مسار تفاوضي مسدود وفقاً لطهران، بسبب الطريقة التي تدير عبرها واشنطن ملف التفاوض، حيث التهديد مع الفوقيّة وإملاء الشروط والنظر لحقوق إيران القانونية وكأنها هبات تمنحها وتحجبها واشنطن، والاعتقاد بأن هناك خيارات أخرى غير التفاوض، كالحرب والعقوبات، بينما كل شيء يقول إن لا خيار لواشنطن إلا التفاوض وإن عليها التواضع والبحث عن حلول واقعيّة، تنطلق من أن إيران بعد سنوات من العقوبات أكثر تقدّماً على الصعيد النوويّ والتقني عموماً وأكثر قوة عسكرياً، ومَن لم يجرؤ على خوض الحرب في ظروف كانت فيها إيران أقل قوة لن يغامر بخوضها اليوم، ومَن يراهن على العقوبات عليه النظر فقط إلى إيران ما قبلها وإيران ما بعدها ليعلم أنّها سلاح لتعقيد التفاوض لا غير، لأن إيران قدر تفاوضي سيعود إليه الأميركيون بعد كل جولة عقوبات ليجدوا أنها تقدّمت نووياً وازدادت قوة عسكرياً، والصفقة الوحيدة التي كانت متاحة وسوف تبقى متاحة، هي رفع العقوبات مقابل برنامج نوويّ سلميّ بالكامل هو حق لإيران.

في جبهة غزة تراجع الاهتمام بعرض المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف بعد انكشاف كونه مجرد نسخة عن طلبات بنيامين نتنياهو، وقد عاد الميدان يرسم وحيداً مستقبل المشهد، وفي الميدان عادت المقاومة إلى عمليّاتها النوعيّة تربك جيش الاحتلال وتهزّ صورته، وقد كانت عمليات الأيام الماضية موضوع نقاش على صفحات الصحف الإسرائيلية وشاشات القنوات العبرية، حيث جيش الاحتلال يحصد الفشل وينزف بقوة تحت ضربات المقاومة التي نجحت مساء أمس، بخوض معركة امتدت لساعات في جباليا سقط بنتيجتها عشرون ضابطاً وجندياً بين قتيل وجريح اعترف جيش الاحتلال بمقتل ثلاثة منهم وإصابة أحد عشر آخرين، بينما يلاقي اليمن غزة بتصعيد مماثل فيزداد عدد الصواريخ التي تستهدف عمق الكيان وتتسبّب بإقفال مطار بن غوريون بصورة تؤدي إلى شلل تام فيه بعدما صارت الصواريخ وجبة يوميّة غير معلومة الموعد، كما تؤدي إلى شلل في الحياة الاقتصاديّة مع نزول الملايين إلى الملاجئ، وتوقف دورة الحياة في الشركات والمؤسسات.

في لبنان كل شيء يبدو مبرمجاً على معادلة نهاية زمان المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس التي تحوّلت إلى مفوضة سامية في زمن انتداب غير معلن، وقد ربطت مصادر إعلامية بين نهاية زمن أورتاغوس وما صدر عن رئيس الحكومة نواف سلام بعد زيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري، حيث حل الكلام عن إعادة الإعمار مكان الكلام عن السلاح والتغني بالودّ مع محمد رعد.

وفيما بات تغيير المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس شبه محسوم، تنتظر الساحة الداخلية زيارة وزير الخارجية الإيرانية عباس عرقجي اليوم، على أن تصل أورتاغوس إلى بيروت بعد عيد الأضحى مطلع الأسبوع المقبل، والمرجّح أن ترسم هاتان الزيارتان ملامح المشهد خلال المرحلة المقبلة. ومن المتوقع أن يصل إلى لبنان أيضاً مسؤولون أوروبيون وعرب ومن الأمم المتحدة ومن صندوق النقد الدولي خلال شهر حزيران لمتابعة جملة ملفات سياسية ومالية واقتصادية وفق ما علمت «البناء».

إلا أن الحدث البارز كان في عين التينة، حيث تمكّن لقاء الساعة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام إلى كسر جليد العلاقة بين السراي الحكومي وكل من عين التينة وحارة حريك، وعاد الودّ الى شرايين العلاقة بينهما واختار سلام التبريد بعدما خيّره بري بين التسخين والتبريد، وأعاد فتح أبواب السراي وقريطم أمام حزب الله.

ووفق معلومات «البناء» فإن اللقاء كان إيجابياً وتخللته مصارحة حول ملفات عدة، لا سيما الوضع الحكومي والتعاون بين الحكومة ومجلس النواب وملف الإصلاحات وضرورة مقاربة الملفات الحساسة بروح وطنية ومسؤولية وهدوء وحكمة بعيداً عن الضجة الإعلامية. كما نال ملف إعادة الإعمار حيزاً واسعاً من اللقاء، حيث شدّد الرئيس بري على ضرورة أن تفي الحكومة بالتزامها بهذا الملف وفصله عن كافة الملفات الأخرى. كما تطرّق اللقاء إلى الاعتداءات الإسرائيلية اليومية على الجنوب وسبل مواجهة هذا الأمر.

وقال سلام بعد اللقاء: «لم أقل أي كلمة خارجة عما اتفق عليه في البيان الوزاريّ وملتزمون بما تضمّنه البيان الوزاريّ، وبحثت مع الرئيس بري في ملف إعادة الإعمار لتأكيد التزامي بذلك». وتابع: «تارك مكان كبير للودّ مع الحاج محمد والحزب وأبوابي مفتوحة». أضاف «نحن مع «مبادرة السلام العربيّة» التي تقتضي بحل الدولتين وأن تكون العاصمة القدس الشرقيّة مع عودة اللاجئين إلى ديارهم».

وتلقف رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، تصريح رئيس الحكومة وأجواء لقاء عين التينة، وقال: «شكراً لودّ دولة رئيس الحكومة وسنلاقيه في أقرب وقت وندلي برأينا في ما نراه مصلحةً لشعبنا وبلدنا».

وعلمت «البناء» أن وفداً من كتلة الوفاء للمقاومة برئاسة النائب رعد سيزور السراي الحكومي للقاء الرئيس سلام خلال الأسبوع الجاري استكمالاً لجولة الوفد على الرؤساء والمرجعيّات لمناسبة عيد المقاومة والتحرير، وسيكون اللقاء مناسبة لتخفيف حدة التوتر والمصارحة بينهما.

كما علمت «البناء» أن الرئيس بري دخل على خط الوساطة وتبريد العلاقة بين رئيس الحكومة وحزب الله، وأبلغ الطرفين ضرورة ضبط النفس والحفاظ على الهدوء والابتعاد عن السجالات والتصعيد لأن الظروف الراهنة لا تسمح المسّ بالاستقرار الحكومي والسياسي في البلد.

غير أن أوساطاً سياسية لفتت لـ»البناء» الى أن رغم لقاء بري – سلام وتبريد العلاقة مع حزب الله، غير أن الجمر تحت الرماد، وتصعيد رئيس الحكومة ضد حزب الله وإيران ومسألة السلام والتطبيع من الإمارات ترك استياء كبيراً لدى حزب الله، وسط مخاوف من انعكاسه سلباً على التضامن الحكوميّ في ظل تباعد في المقاربة بين سلام والحزب حول قضايا أساسية مثل سلاح حزب الله والتطبيع وموضوع الاعتداءات الإسرائيلية وإعادة الإعمار، الى جانب جملة من الخلافات بين مكوّنات الحكومة وأداء بعض الوزراء لا سيما وزير الخارجية جو رجي. وتخوفت الأوساط من انتكاسة حكوميّة قريبة إذا استمر التصعيد، ما يؤثر على أدائها وتماسكها واستمراريتها. وكشفت الأوساط عن تدخل مراجع رئاسية عليا على خط احتواء التوتر والخلافات داخل الحكومة وتدارك الأسوأ وتأخذ الأمور مساراً آخر وتفرمل اندفاعة العهد في سنته الأولى من ولايته، وتدخل الحكومة في حالة شلل وتصريف الأعمال مبكر ولو حافظت على دستوريتها.

ويصل إلى لبنان اليوم وزير خارجية إيران عباس عراقجي الذي يجول على بعبدا وعين التينة والسراي الحكومي ويلتقي وزير الخارجية اللبناني، كما يلتقي مسؤولين في حزب الله، وسيطلع الوزير الإيراني وفق معلومات «البناء» المسؤولين على التطوّرات الإقليمية لا سيما التقدّم في موضوع المفاوضات الأميركية – الإيرانية حول النووي، وتداعياته في تهدئة التوتر في المنطقة وتسهيل الحلول والتسويات، وإذ يجدّد عراقجي دعم بلاده لأمن واستقرار لبنان وتحرير أرضه من الاحتلال الإسرائيلي ووقف الاعتداءات واستعداد إيران للمساعدة في شتى المجالات متى طلبت الحكومة اللبنانيّة ذلك، سيؤكد الدبلوماسيّ الإيراني بأن حركات المقاومة في المنطقة مستقلة ولا تتلقى توجيهات من طهران، وبالتالي حزب الله كحركة مقاومة في لبنان جزء من الشعب اللبناني والحكومة وإيران تشجع الحوار بين الحزب والدولة اللبنانيّة وباقي المكوّنات وتدعم كل ما يتفق عليه اللبنانيون.

إلى ذلك، وفيما يواصل العدو الإسرائيلي عدوانه على لبنان، أفيد أن الجيش اللبناني أزال علم لواء غولاني الإسرائيلي من موقعه في تلة رويسات الحدب في أطراف عيتا الشعب ويزيل السواتر الترابية والألغام التي استحدثها في المنطقة وعزّز انتشاره في خلة وردة.

من جهتها، أشارت قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان «اليونيفيل»، إلى أنها «تواصل دعمها الفعّال لإعادة انتشار الجيش اللبناني في جميع أنحاء منطقة عملياتها، بهدف تعزيز الاستقرار والأمن لصالح السكان المحليين. ويهدف هذا التعاون المشترك إلى خلق بيئة آمنة ومحمية (Safe and Secure Environment – SASE)، ليس فقط لعناصر حفظ السلام، بل أيضًا للمجتمعات المدنية التي تعيش شمال الخط الأزرق وعلى طوله».

في المواقف، أكد رئيس الهيئة الشرعية في «حزب الله» والوكيل الشرعي العام للسيد علي الخامنئي في لبنان، الشيخ محمد يزبك، أن نتائج الانتخابات البلدية الأخيرة عكست وفاء المواطنين للمقاومة وشهدائها، مشددًا على أنّ هذا الوفاء ينبع من بقاع الكرامة الذي كان المنطلق لمواجهة العدو الإسرائيلي. وجدّد يزبك تأكيد التمسك بخيار المقاومة، مشددًا على ضرورة حفظها والدفاع عنها، ورفض أي مساس بالسيادة الوطنية، معربًا عن دعمه للشعب الفلسطيني وصموده، وموجهًا التحية للجمهورية الإسلامية في إيران وقيادتها على دعمها المتواصل لقضايا المستضعفين.

بدوره، شدّد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب خلال زيارته بلدة يونين في البقاع الشمالي، أن «المقاومة هي مقاومة الشعب، كلنا مقاومة، ومَن يفكر أن ينهي المقاومة عليه أن يفكر كيف ينهينا جميعًا، والشعارات التي ترفع هذه تريد اقتلاع أمر من المستحيل اقتلاعه. هذه المقاومة من هذه البيئة ومن لبنان، فاللبنانيّون في أغلبهم مع المقاومة وعبروا عن ذلك في عدة محطات، وفي البلديات كان التعبير واضحًا عن أن اللبنانيّين ليسوا هم الذين يعبرون تعبيرات عصبية ضد المقاومة، هؤلاء لا يعبرون إلا عن فئة قليلة في لبنان، أما الشعب اللبناني فغالبيته والأغلبية مع هذا الخيار، والبقية هم مضللون بعناوين طائفية؛ فالشهيد دفع دمه ثمنًا فداء لهذه البلدة وأهلها».

وأشار عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله، في تصريح له من مجلس النواب إلى أنه «بدل أن تسارع الحكومة إلى معالجة قضايا المواطنين المعيشيّة الملحة عاجلتهم بضريبة جديدة، والنتيجة زيادة الأعباء المعيشيّة، فبعدما انتظر المواطنون تأمين الكهرباء ٢٤/٢٤ كما وعد الذين تولّوا حقيبتها، وتخفيض الفاتورة المعيشية اليومية، سيكون للمواطنين جدول أسعار جديد للمحروقات كل أسبوع، وفواتير مرتفعة في السلع المختلفة، وخصوصاً فاتورة الكهرباء بشقيها الرسمي والخاص».

وأكد رئيس الجمهورية خلال استقباله، رئيس الاتحاد الدولي لرجال وسيدات الأعمال اللبنانيين فؤاد زمكحل على رأس وفد من الاتحاد «أن محاربة الفساد تتم عبر خطوات ومنها الحكومة الإلكترونية للحدّ من الرشاوى والزبائنية، والقضاء النزيه والحازم، ولذلك أركز على هذين الشأنين»، لافتاً الى أن التشكيلات القضائية ستصدر قريباً «وسنتابع فتح ملفات الفساد». وشدّد على أهمية أن يضطلع المواطنون بمسؤولياتهم الى جانب الدولة تجاه الحد من الفساد والهدر، وعلى أهمية التعاون بين السلطتين التتنفيذية والتشريعية لإقرار القوانين اللازمة في السرعة المطلوبة باعتبارنا «لا نملك ترف الوقت». واعتبر ان الرشاوى والزبائنية السياسية باتت ثقافة يتطلب إلغاؤها وقتاً، وعلينا كلبنانيين أن نعي أن التغيير وإن كان مؤلما إلا أنه سيكون للأفضل، مؤكداً ان الورشة المقبلة ستكون الانطلاق بإصلاح الجمارك.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : البناء