البناء: عراقجي في بيروت: لصفحة جديدة من التعاون مع الدولة… والتخصيب خط أحمر
الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Jun 04 25|08:30AM :نشر بتاريخ
كسرت الصواريخ التي استهدفت الجولان السوري المحتل من الأراضي السورية جدار التهدئة التي سيطرت منذ ولادة الحكم الجديد في دمشق والتزامه منع أي تهديد للأمن الإسرائيلي من الأراضي السورية، والصاروخان اللذان تبنّت إطلاقهما جهة حملت اسم القائد العسكري لقوات عز الدين القسام الشهيد محمد ضيف، تزامناً كما قال البيان مع المجازر الوحشية وحرب التجويع في غزة، بينما تتصاعد عمليات المقاومة في غزة لفرض وقائع عسكرية جديدة، حيث سجلت أمس عملية نوعية في الشجاعية اعترف جيش الاحتلال بسقوط جندي قتيل وجرح جنديين بسببها، وقبلها كانت عملية جباليا التي اعترف جيش الاحتلال بسقوط ثلاثة جنود قتلى وتسعة جرحى بسببها، بما يشير بوضوح إلى خط بيانيّ للعمليّات يهدف إلى فرض مزيد من الضغوط العسكريّة على جيش الاحتلال وإيقاع أكبر كميّة من الخسائر بين صفوفه، بما يدفع به في ظل الأزمة التي يعانيها في عديده وروحه القتالية إلى الضغط لوقف الحرب، بينما كان اليمن يتولى وحيداً، مهمة إثارة الرعب في الجبهة الداخلية ودفعها للتحرك طلباً لوقف الحرب بعدما أصبحت الحياة لا تطاق بالنسبة لملايين المستوطنين، جاءت صواريخ الجولان تقول إن الأمر معرض للاتساع ليشمل جبهات خامدة مثل الجبهة السورية، وربما الأردنية والمصرية، وربما اللبنانية مجدداً؟
تزامنت هذه التطورات مع توتر في العلاقات الأميركية الإيرانية، عبر عنه كلام الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عن عواقب وخيمة على إيران إذا لم توافق على مقترحات مبعوثه ستيف ويتكوف، التي وصفها وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي من بيروت بأنها غامضة وأن إيران تدرسها وسوف تردّ عليها خلال الأيام المقبلة، مضيفاً أن تخصيب اليورانيوم خط أحمر وأن إيران تعتبر التخصيب حقاً لا جدال فيه وهي لا تأخذ الإذن من أحد لممارسة حقوقها الثابتة، وجاءت زيارة عراقجي لبيروت تحت شعار فتح صفحة جديدة مع الدولة اللبنانية كما قال بعد لقائه رئيس الجمهورية جوزف عون، مؤكداً الاستعداد لمساهمة إيران في إعادة الإعمار بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري، موجهاً الدعوة لزيارة إيران لرئيس الحكومة نواف سلام، ونقلت مصادر تابعت الزيارة عن عراقجي استغرابه للكلام الصادر في كثير من صالونات السياسة اللبنانية عن علاقة بين المفاوضات الأميركية الإيرانية ومستقبل سلاح المقاومة، مؤكداً أن هذا شأن يخص المقاومة والدولة في لبنان، ولا علاقة لإيران التي تحصر مفاوضاتها مع أميركا بملفها النووي.
انشغل لبنان بالمواقف التي أطلقها وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي من بيروت، خاصة لجهة حديثه عن فتح صفحة جديدة في العلاقات مع لبنان، مبنية على عدم التدخل بشؤونه الداخليّة. وجال عراقجي على المسؤولين اللبنانيين. في قصر بعبدا، أبلغه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أن لبنان يتطلّع إلى تعزيز العلاقات من دولة الى دولة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لافتاً إلى إن مسألة إعادة إعمار ما هدمته الحرب الإسرائيلية على لبنان هي من الأولويات التي نعمل عليها مع الحكومة بالتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة وفق القوانين المرعية الإجراء. وشدّد الرئيس عون على أن الحوار الداخلي هو المدخل لحل المسائل المختلف عليها، وكذلك الحوار بين الدول بعيداً عن العنف، لا سيما أن دولاً كثيرة في المنطقة من إيران إلى دول الخليج فلبنان عانت الكثير من الحروب ونتائجها السلبيّة. وأعرب الرئيس عون عن أمله في أن تصل المفاوضات الأميركية الإيرانية إلى خواتيم إيجابية لأن الشعب الإيراني يستحق أن يعيش براحة وبحبوحة، لا سيما أن النهاية الإيجابية لهذه المفاوضات ستكون لها انعكاسات إيجابية أيضاً على المنطقة كلها. وأيّد الرئيس عون ما ذكره الوزير عراقجي من أن العلاقات بين الدول يجب أن تقوم على الصراحة والمودّة والاحترام المتبادل وعدم التدخّل في شؤون الآخرين.
وكان عراقجي أكد تعزيز العلاقات اللبنانية – الإيرانية على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وأشار إلى أن بلاده تدعم استقلال لبنان وسيادته ووحدة أراضيه، وكذلك تدعم الجهود التي يبذلها لبنان لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي ولا سيما الجهود الديبلوماسية اللبنانية معرباً عن استعداد إيران للمساعدة فيها. وشدد عراقجي على أن دعم بلاده للبنان يأتي في إطار العلاقات الجيدة بين البلدين ومبدأ عدم التدخل في السياسة الداخلية، وهو مبدأ تعتمده إيران مع الدول كافة. كذلك أعرب عن دعم بلاده للحوار الوطني في لبنان بين الطوائف والمجموعات والاتجاهات المختلفة، على أمل أن يؤدي الحوار والتفاهم الوطني الى ما يحقق مصلحة قضايا لبنان من دون تدخل خارجيّ. وأشار الوزير الإيراني إلى الرغبة الإيرانيّة في تعزيز التعاون الاقتصاديّ والتجاري بين البلدين، معرباً عن استعداد بلاده للمساعدة في إعادة الإعمار وأن الشركات الإيرانية مستعدّة لذلك من خلال الحكومة اللبنانية.
وزار عراقجي رئيس مجلس النواب نبيه بري، قائلاً: ندعم جهود لبنان لإخراج الاحتلال من أراضيه وقلت لنظيري اللبناني إن بإمكانه الاعتماد على إيران. كما أكد أن “الشركات الإيرانية مستعدة للمشاركة في إعادة الإعمار إذا رغبت الحكومة”. وختم: حوار اللبنانيّين أمر يخصّهم فقط ولا يحق لأحد بالتدخل فيه. من السراي أيضاً، أكد عراقجي “حرص بلاده على فتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائيّة مع لبنان، تقوم على قاعدة الاحترام المتبادل وعدم تدخل أيّ دولة بشؤون الأخرى”. أما رئيس الحكومة نواف سلام فأكد أن “لبنان حريص على العلاقات الثنائيّة مع إيران على قاعدة الاحترام المتبادل والحفاظ على سيادة البلدين، وما يضمن استقلال كل دولة لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة”.
استقبل وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي نظيره الإيراني عبّاس عراقجي وأعرب للوزير الضيف عن تعويل لبنان على حرص الجمهورية الإسلامية الإيرانية على أمنه واستقراره وسلمه الأهلي، تمكيناً له من تجاوز التحديّات الجسام التي يواجهها، بدءاً باستكمال الجهد الدبلوماسيّ الرامي إلى تحرير الأراضي التي ما زالت تحتلّها “إسرائيل” ووقف اعتداءاتها المتواصلة، وبسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها وحصر السلاح بيدها، وصولاً إلى تأمين الدعم اللازم من الدول الصديقة للبنان من خلال الحكومة اللبنانية والمؤسسات الرسمية حصراً لكي تتمكن من القيام بدورها في إعادة الإعمار والنهوض الاقتصاديّ المنشود.
وأفادت مصادر مطلعة على أجواء لقاءات عراقجي أن اللقاء الذي جمع رئيس الحكومة ووزير الخارجيّة الإيراني تناول سبل تعزيز الشراكة بين لبنان وإيران، إضافة إلى إعادة تفعيل اللجنة المشتركة بين البلدين. وطلب عراقجي من سلام رفع قرار الحظر عن حركة الملاحة الجويّة الإيرانيّة إلى لبنان، غير أن رئيس الحكومة أوضح أن هذا التدبير اتُّخذ لأسباب أمنية.
ووجّه عراقجي دعوة رسميّة إلى الرئيس سلام لزيارة طهران، فردّ الأخير بالقول: “إن شاء الله نلبيها عندما تكون الظروف مناسبة”.
وفي وقت أفيد أن المبعوث الخاص لرئيس الجمهورية الفرنسيّ جان إيف لودريان سيزور لبنان الأسبوع المقبل، جال وفد لجنة الشؤون الخارجيّة في مجلس النواب الفرنسي يرافقه سفير فرنسا هيرفيه ماغرو، على الرؤساء للاطلاع على مستجدّات الأوضاع في لبنان وجهود الحكومة لتحرير الأراضي التي تحتلها “إسرائيل”، وتنفيذ الإصلاحات الضروريّة. كما تناولت اللقاءات قضيّة النزوح السوريّ ومسألة إعادة الإعمار، والتمديد لـ “اليونيفيل”.
إلى ذلك وفيما أعيد فتح معبر العريضة الحدوديّ بين لبنان وسورية صباحاً، وبدأت حركة العبور بين البلدين، أفيد أن وفداً وزارياً وأمنياً رفيع المستوى برئاسة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني سيزور لبنان نهاية الشهر الحالي. ومن المقرّر أن يناقش الوفد مع الحكومة اللبنانية ملفات أمنيّة وحدوديّة واقتصاديّة، بالإضافة إلى ملف إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.
إلى ذلك يُعقد مؤتمر للدول المانحة في 10 حزيران في السراي الحكومي بشأن إعادة إعمار لبنان.
على الصعيد الاقتصادي المالي، استقبل الرئيس عون بعثة من صندوق النقد الدولي في إطار الزيارة التي تقوم بها البعثة للبحث مع المسؤولين اللبنانيين في الأوضاع المالية والاقتصادية الراهنة. وأكد الوفد “استعداد الصندوق لمساعدة الدولة اللبنانية في مسيرة الإصلاحات الاقتصادية والمالية التي أطلقتها، وذلك استكمالاً لما كان قدّمه الصندوق من مساعدة خلال السنوات الماضية”، شارحاً الخطوط العريضة لتوجيهات الصندوق في هذا المجال. وعرض رئيس الجمهوريّة لأبرز ما أقرّ حتى الآن في مجالي الإصلاحات والتعيينات، مؤكداً تقديم الدعم اللازم لبعثة الصندوق لتسهيل مهمتها في لبنان مع الأخذ في الاعتبار الظروف الراهنة التي يمرّ بها على مختلف الأصعدة، لافتاً إلى التعاون القائم بين مجلس النواب والحكومة لاستكمال الإصلاحات التي تشكل حاجة لبنانية داخلية قبل أن تكون مطلباً خارجياً… كما زار وفد صندوق النقد رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب وتناول البحث مسار المفاوضات والنقاشات الجارية مع مختلف الجهات اللبنانيّة، إضافة إلى الإصلاحات اللازمة للمضي قدماً نحو توقيع اتفاق مع صندوق النقد.
على خط آخر حدّد المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، يوم الجمعة في 13 حزيران الحالي موعداً لاستجواب وزير الأشغال الأسبق النائب غازي زعيتر لاستجوابه كمدّعًى عليه في القضية، وأرسل مذكرة التبليغ بواسطة النيابة العامة التمييزيّة.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا