الجمهورية: عدوان إسرائيلي ليلة الأضحى… و100 يوم للحكومة بإنجازات متواضعة
الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan
الكاتب : المحرر الاقتصادي
Jun 06 25|08:29AM :نشر بتاريخ
عشية عيد الأضحى المبارك كانت الضاحية الجنوبية ضحية عدوان إسرائيلي هو الأعنف الذي تتعرّض له منذ وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني الماضي، حيث استهدف العدوان بغارات جوية متتالية، مجموعة مبانٍ في أحياء متفرقة، منها زعم العدو الإسرائيلي أنّ «حزب الله» «يستخدمها لتصنيع الصواريخ الدقيقة والمسيّرات». ولاقى هذا العدوان استنكاراً شديداً لدى الرئاسات الثلاث، التي أكّدت انّ لبنان لن يرضخ للاستباحة الإسرائيلية المتمادية لسيادته. وطالبت المجتمع الدولي بإلزام إسرائيل بالتزام وقف النار والانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة.
دان رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بشدّة العدوان الإسرائيلي الذي تعرّضت له الضاحية الجنوبية لبيروت ليل أمس، وقال: «إنّ هذه الاستباحة السافرة لاتفاقٍ دولي، كما لبديهيات القوانين والقرارات الأممية والإنسانية، عشية مناسبة دينية مقدّسة، إنما هي الدليل الدامغ على رفض المرتكب لمقتضيات الاستقرار والتسوية والسلام العادل في منطقتنا، وهي رسالة يوجّهها مرتكب هذه الفظاعات، إلى الولايات المتحدة الأميركية وسياساتها ومبادراتها أولاً، عبر صندوق بريد بيروت ودماء أبريائها ومدنييها، وهو ما لن يرضخ له لبنان أبداً».
وعلّق رئيس مجلس النواب نبيه برّي في بيان على العدوان الإسرائيلي على الضاحية وما رافقه من رسائل صوتية أثارت الذعر في عين قانا ومختلف قرى وبلدات الجنوب، فقال إنّ «ما جرى يشكّل استباحة جديدة للسيادة اللبنانية ولقرارات الشرعية الدولية، وهو عدوان غاشم على قلب الوطن، لا يمكن السكوت عنه». وأضاف: «إنّ الموقف من هذه الاعتداءات متطابق ومتبنٍ بالكامل لموقف فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، بكل مضامينه الوطنية والسيادية، والذي يجب أن يشكّل مظلة جامعة لكل اللبنانيين في مواجهة العدوانية الإسرائيلية المستمرة. وهذا العدوان لا يستهدف طائفة أو منطقة بعينها، بل يطاول لبنان بكامله، واللبنانيين كافة، وحتى العرب والمسلمين، في أقدس مقدساتهم عشية عيد الأضحى المبارك». وختم: «قدرنا في كل أضحى أن نقدّم الأضاحي دفاعًا عن لبنان وسيادته. ولن يحول العدوان بيننا وبين أعيادنا».
وبدوره رئيس مجلس الوزراء نواف سلام دان في بيان، «بشدّة التهديدات والاستهدافات الإسرائيلية المتكرّرة للبنان، لا سيما في الضاحية الجنوبية لبيروت»، معتبراً أنّها تشكّل «استهدافاً ممنهجاً ومتعمّدًا للبنان، وأمنه، واستقراره، واقتصاده، خصوصاً عشية الأعياد والموسم السياحي». واكّد أنّ «هذه الاعتداءات تمثل انتهاكاً صارخاً للسيادة اللبنانية وللقرار الدولي 1701، مطالباً المجتمع الدولي، بتحمّل مسؤولياته لردع إسرائيل عن مواصلة اعتداءاتها، وإلزامها بالانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية».
وكان رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد اكّد في تصريح له قبل ساعات على العدوان أنّه «ما من أحد يستطيع ضرب المقاومة في نفوس الناس»، وقال: «إذا كان الهدف هو المقاومة، فكيدوا كيدكم واسعوا سعيكم، ولن تستطيعوا إسقاط إرادة المقاومة من شعبنا». وأضاف: «هناك نيات طيبة نسمعها من البعض، لكن هناك واقعاً يفيد أننا لسنا في أحسن حال ونعيش بالفعل عصر الوصايات». وختم: «لم يكن الصاروخ مصدر قوتنا انما كانت الروح هي التي تعطينا القوة».
مبادرة تعرقلت
وقد سبقت الغارات اتصالات رفيعة المستوى مع لجنة مراقبة وقف إطلاق النار ومع واشنطن وباريس، استهدفت منع العدوان عبر إدخال الجيش اللبناني إلى الأبنية المهدّدة بالقصف للكشف عليها، ولكن الإسرائيليين عرقلوا هذه المبادرة بإغارة إحدى مسيّراتهم على أحد الأبنية الذي كانت قوة من الجيش تهمّ بالدخول اليه، ما اضطر هذه القوة إلى الانسحاب. ونقلت قناة «الجزيرة» عن مصدر أمني لبناني قوله، انّ الجيش حاول عبر لجنة مراقبة وقف إطلاق النار الكشف على المواقع المهدّدة في الضاحية الجنوبية، ولكن إسرائيل رفضت الاستجابة لطلب لبنان، وبدأت بقصف هذه المواقع.
المباني المستهدفة
وقد سبق العدوان تهديد وجّهه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، إلى سكان أحياء: الحدث، حارة حريك، برج البراجنة، مرفق بخرائط وبصور لمبانٍ محدّدة باللون الأحمر في هذه الأحياء. وقال عبر منصة «إكس»، انّ «الطيران الإسرائيلي سيستهدف على المدى الزمني القريب بنى تحتية عدة تقع تحت الأرض والمخصصة لإنتاج مسيّرات، والتي أقيمت في قلب السكان المدنيين في الضاحية الجنوبية في بيروت». كذلك زعم انّ الجيش الإسرائيلي «رصد قيام الوحدة الجوية في «حزب الله» (127) بالعمل لانتاج الآلاف العديدة من المسيّرات بتوجيه وتمويل جهات إيرانية». وقال: «سيعمل جيشنا لإزالة أي تهديد على إسرائيل ومواطنيها، وسيمنع كل محاولة لإعمار قدرات حزب الله». وأظهرت الخرائط التي نشرها الجيش الإسرائيلي أنّ المباني التي استُهدفت هي: مبنى سوبر ماركت الجواد في جوار مسجد القائم – حي الأبيض، مبنى خلف مجمع الإمام العسكري – منطقة الكفاءات، مبنى صالة دار المعارف – منطقة الرويس، مبنى بجانب مقهى «أبو حسين» في الحي الخلفي لباب الحارة – حي الأميركان.
وقبيل الغارات حلّق الطيران الإسرائيلي المسيّر بكثافة فوق الضاحية ليشن بعدها 9 غارات تحذيرية قبل أن يشن الطيران الحربي 6 غارات عنيفة على الأقل، دمّر فيها المباني المستهدفة، فيما دوت أصداء الإنفجارات في بيروت وضواحيها وصولاً إلى منطقة جبل لبنان.
فيما شهدت شوارع الضاحية حركة نزوح كثيفة وسط إطلاق نار كثيف لإخلاء المباني المهدّدة، ما تسبب بزحمة سير خانقة، خصوصاً في أحياء الضاحية وشوارعها وصولاً إلى منطقة وسط بيروت التي غصّت ليلاً بالنازحين.
وفي غضون ذلك، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس: «نحمّل الحكومة اللبنانية مسؤولية منع خرق وقف إطلاق النار، وأصدرت مع رئيس الوزراء تعليمات بمهاجمة مبانٍ يستخدمها حزب الله لتصنيع المسيّرات في الضاحية الجنوبية». وأشار إلى «أننا سنواصل فرض قواعد وقف إطلاق النار في لبنان دون أي تساهل».
مئة يوم للحكومة
من جهة ثانية، قالت أوساط سياسية لـ«الجمهورية»، انّ رئيس الحكومة نواف سلام اراد عبر المطالعة التي قدّمها أمس لمناسبة مرور 100 يوم على تشكيل الحكومة، التركيز على الجزء المليء من كوب تجربة حكومته، في حين أنّ الجزء الفارغ لا يزال هو الأكبر ويفرض تحدّيات ملحّة. وأشارت هذه الاوساط إلى انّه إزاء حجم الاستحقاقات والملفات التي تواجه الحكومة، تبدو الإنجازات المفترضة المحققة حتى الآن متواضعة ودون طموحات اللبنانيين.
ورأت الاوساط، انّ على الحكومة تحرير الأرض الجنوبية من الاحتلال الإسرائيلي، وإطلاق ورشة الإعمار عملياً وليس فقط على الورق، وضمان عودة الودائع المصرفية إلى أصحابها، ومعالجة أزمة النازحين السوريين ووضع المخيمات الفلسطينية، وبعد ذلك تكون قد نجحت حقاً في الامتحان.
وأشارت الاوساط إلى انّه ينبغي تفعيل الأداء الوزاري في مرحلة ما بعد عيد الأضحى، خصوصاً انّ الوقت لا يعمل لمصلحة الحكومة، وهي المحكومة دستورياً بالرحيل بعد الانتخابات النيابية المقبلة.
وكان سلام اكّد في كلمة إلى اللبنانيين لمناسبة مرور 100 يوم على تشكيل الحكومة، انّه «لا يمكن تحقيق الاستقرار في ظل العدوان الإسرائيلي، وسنعمل على توفير إعادة الاعمار وإعادة الأسرى من اسرائيل»، وقال: «الجيش فكّك اكثر من 500 موقع عسكري ومخزن سلاح جنوب الليطاني». واضاف: «عزّزنا سيطرة الدولة. ومتأكّد أنّكم بدأتم في ملاحظة الفارق في المطار، فأزلنا الصور الحزبية وأوقفنا مَن اعتدى على القوّات الدوليّة على هذه الطريق، ونواصل العمل على تسهيل عودة آمنة للنازحين السوريّين، كما بدأنا بالتحضير للإنتخابات النيابيّة، ولبنان أمام مرحلة مفصليّة من تاريخه، ولا يمكن للبنان أن يكون خارج السياق العام، ولا يمكن أن ينهض من دون رؤية إقتصاديّة تقوم على إصلاح النظام المالي والمصرفي». وشدّد على انّ «الإنقاذ لا يتحقّق إلّا بإطلاق مسار إصلاحي حقيقي واستعادة ثقة الأشقّاء العرب». وقال: «أقرّينا قانون السرّية المصرفيّة التي أصبحت عبئاً اليوم، وهدفنا التأسيس لنظام مصرفي حديث ومتعاف، وحكومتنا في صدد إتمام قانون الفجوة الماليّة لأنّه الطريق لاستعادة ودائع الناس، وأنا مع شطب فكرة شطب الودائع». وأضاف: «سنكون على موعد مع مؤتمرين الأول دولي لإعادة الإعمار والثاني لجلب الإستثمارات».
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا