الأنباء: تداعيات خطيرة لإنهاء عمليات "اليونيفيل" على لبنان... ولودريان يمهّد لمؤتمر الخريف

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Jun 11 25|10:06AM :نشر بتاريخ

مستقبل قوات الطوارئ الدولية ومهامها يتصدّر المشهد السياسي والأمني في لبنان، خصوصاً أن لبنان يواجه دبلوماسياً المخططات الإسرائيلية بمحاولة طمس الأداة التي توّثق اعتداءاتها على الأراضي اللبنانية، معوّلاً على الجهود والدور الفرنسي الفاعل للتجديد لها.

ولا لبس أن لقوات الطوارئ الدولية دور مهم ومحوري، إذ دعا مصدر خاص عبر جريدة "الأنباء" الالكترونية الى إحباط محاولات العدو الإسرائيلي إنهاء مهام اليونيفيل، لافتاً الى أن هناك تقاطع أميركي مع إسرائيل في هذا الإطار، مؤكداً ان ذلك ليس لمصلحة لبنان على الإطلاق. 

وحثّ المصدر على التمسك ببقاء قوات اليونيفيل وبمهامها، وخصوصاً أنها من ضمن اللجنة الخماسية وتقوم بدورها كما يجب، داعياً الأطراف اللبنانية الى وعي مخاطر إنهاء مهام اليونيفيل في لبنان والتأكيد على إستمرار عملها وممارسة مهامها، محذراً من أن إسرائيل لا تريد أن يكون هناك شاهد على عدوانها ولا تريد تقييداً لحركتها ولخروقاتها وإحتلالها. 

وفي الوقت الذي يحاول لبنان الرسمي شحذ الجهود الدولية للدفع بإتجاه إنسحاب القوات الإسرائيلية، والتجديد لقوات اليونيفيل، تتعرض القوات الى إعتداءات في الجنوب، إستنكرها لبنان الرسمي على كافة المستويات. 

فرنسا .. لا لتغيير مهام اليونيفيل

بدوره، لفت الخبير العسكري اللبناني المحلِّل في الأمن الاستراتيجي العميد المتقاعد ناجي ملاعب الى أن فرنسا كانت دوماً نصيرة للبنان بإنشاء قوات الطوارئ الدولية وبقائها، مذكراً بأنها في السنوات الأخيرة كان هناك مطلب إسرائيلي تنفذه الولايات المتحدة الأميركية عند كل تجديد لمهام القوات، لافتاً الى أن الولايات المتحدة كانت تغيّر مهام اليونيفيل، على أن تصبح مهامها قتالية بدلاً من أن تكون المهام القتالية بيد الجيش اللبناني، ودورها مساند، وبالتالي كان الفرنسيون يتصدّون لذلك، ولا يقبلون بهذا المطلب، إنطلاقاً من أن الأرض لبنانية والمعني بها هو الجيش اللبناني وهم قوات مساندة ومراقبة وإفادة. 

وإعتبر ملاعب أن ما يحصل اليوم أن اللجنة المكلفة آلية عمل قوات الطوارئ الدولية وآلية تنفيذ القرار 1701 لا تقوم بدورها بشكل جيد، وهي ذات عين واحدة بقيادة أميركية وتسمح للعدو أن يسرح ويمرح كما يشاء، وهذا مستنكر من قبل أهل الجنوب الذين منعوا من إعادة الإعمار، وحتى إحضار منازل مستعارة.

ولفت ملاعب الى أنه حتى في زمن السلم، وقبيل الأحداث الأخيرة كان وجود قوات الطوارئ الدولية مهماً من خلال صلاحياتها بالمراقبة والإفادة، مشيراً الى أن لبنان عندما كان يقوم بتقديم شكوى أمام الأمم المتحدة بالخروقات الإسرائيلية كان مدعوماً ببيانات لقوات الطوارئ الدولية- اليونيفيل، هذا يعطي مصداقية للشكاوى اللبنانية أمام مجلس الأمن الدولي.

الإصلاحات وورشة إعادة الإعمار

بالتزامن، يزور المبعوث الرئاسيّ الفرنسيّ جان إيف لودريان لبنان، لمناقشة العديد من الملفات مع المسؤولين اللبنانيين، وعلى رأسهم الرؤساء الثلاثة. وبعد لقائه المبعوث الفرنسي، مساء أمس، شكر رئيس الجمهورية جوزاف عون فرنسا والرئيس إيمانويل ماكرون على الاهتمام بلبنان على الصعد كافة والتحضير لمؤتمر الدعم في الخريف المقبل، مشدداً على أهمية اليونيفيل ودورها، ودان الاعتداءات عليها التي تخدم العدو وتسيء الى استقرار الجنوب.

وتعليقاً على فحوى الزيارة وأهدافها، لفت مصدر خاص لـ"الأنباء" الالكترونية الى أن إنطلاقة الدولة اللبنانية سارية على قدم وساق، والتحدي الأبرز إنجاز الإصلاحات التي تعتبر المطلب الدولي الأول وتحديداً من قبل فرنسا، مشدداً على أن "المسار الإصلاحي لا مفرّ منه، القرار الجذري إتخذ، دون إغفال زحمة الملفات الملقاة على كاهل لبنان وعلى رأسها إعادة الإعمار وإنسحاب العدو الإسرائيلي من النقاط التي يحتلها".

وخلال لقاء المبعوث الفرنسي بحضور السّفير الفرنسيّ هيرفيه ماغرو، أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري "التزام المجلس بإنجاز جميع التشريعات الإصلاحية المطلوبة".

وشدد الرئيس بري على "وجوب الشروع في ورشة إعادة إعمار ما تسبّب به العدوان الإسرائيلي على لبنان"، منوّهاً بـ"أهمية الجهد الفرنسيّ لمؤازرة لبنان في التصدي للمؤامرة التي تُحاك ضد القوّة الدولية للنيل منها ومن لبنان وجنوبه". 

الى ذلك، ثمّن المصدر عبر "الأنباء" الدور الفرنسي المساند للبنان، معتبراً أن زيارة المبعوث الفرنسي تجدد دعم فرنسا للبنان ووقوفها الى جانبه، خصوصاً أنها عضو في اللجنة الخماسية ودورها محوري ومقرر في عدد من المسائل وعلى رأسها التجديد لليونيفيل وتطبيق إتفاق ترتيب وقف إطلاق النار، وهو ما يعوّل عليه لبنان لإستمرار بقاء قوات الطوارئ الدولية.

ومن ناحية أخرى، وبحسب المصدر "إن التزام فرنسا دعم لبنان في إعادة الإعمار عبر مؤتمر مخصص لدعم لبنان لإعادة الإعمار ودعم الجيش اللبناني، وكذلك ملف ترسيم الحدود البرية، لا سيما أن قدمت مؤخراً للبنان الوثائق التي بحوزتها الى السلطات اللبنانية، خطوة جد مهمة ولمصلحة لبنان".

وفي اجتماع خُصص لمناقشة نشاط المجلس النيابيّ والقوانين الإصلاحيّة الّتي أُقرّت وتلك الموضوعة على جدول أعمال اللجان، إلتقى لودريان نائب رئيس مجلس النّواب إلياس بو صعب، في مكتبه في المجلس النيابي برفقة ماغرو ووفد دبلوماسي، وبحضور رئيس لجنة الإدارة والعدل النائب جورج عدوان، إذ إعتبر لودريان "أن الديناميّة السّائدة حالياً في مجلس النواب أساسيّة في هذه المرحلة، إذ يملك لبنان فرصةً فريدةً ليس لاستعادة تماسكه الداخليّ فحسب، بل لتحسين صورته خارجيًّا واستعادة ثقة المجتمع الدوليّ. 

كما حذّر المبعوث الفرنسي من أن لبنان لا يملك ترف الوقت، مشيراً الى أنه يجب الإسراع في إقرار القوانين الإصلاحيّة المطلوبة.

وأوضح لودريان بأنه تقع على عاتق فرنسا مسؤوليّة دعوة المجتمع الدوليّ إلى مؤتمر لدعم لبنان وحشد الدول المانحة فور إقرار تلك القوانين. 

إستعادة الثقة

كشف رئيس الحكومة نواف سلام خلال مؤتمر "إعادة بناء لبنان: إطار الاستثمار وفرص الأعمال" أنه تمّ نزع الأسلحة من أكثر من 500 مخزن في الجنوب، "ليقطع بذلك أي مزاعم أو إنتقادات حول تلكؤ الحكومة بحصر السلاح بيدها ونزع سلاح حزب الله، تحديداً بعد الإستهداف الأخير للعدو الإسرائيلي"، وفق ما عبّر مصدر لجريدة "الأنباء" الإلكترونية.

شدد الرئيس سلام على أن "استعادة سيادة بلدنا أمر أساسي لبناء الثقة مع المجتمع الدولي وتشجيع المستثمرين للعودة إلى لبنان والقضاء المستقّل هو حجر الزاوية ليكون بلدنا مركزًا للتحكيم الدولي وإعادة رسم دوره في حلّ النزاعات".

عون في الأردن

على صعيد آخر، يتابع الرئيس جوزاف عون جولته العربية، وآخرها يوم أمس في المملكة الأردنية الهاشمية، في دعوة رسمية، حيث التقى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في قصر بسمان بعمّان. وتعتبر هذه الزيارة اساسية ومهمة بالنسبة للبنان، لا سيما انها تعزز استمرارية العلاقات بين البلدين على صُعد استراتيجية مختلفة.

ومن ناحية اخرى، ثمة قضايا عربية مشتركة تجمع البلدين تتصدرها القضية الفلسطينية، ومواجهة المخططات الإسرائيلية لتهجير الفلسطينيين وقضم الحق الفلسطيني في ارضه، السعي الى تحقيق حل الدولتين كخيار وحيد لتحقيق السلام العادل. الى ذلك، للأردن دور مهم واساسي في دعم لبنان في دعم الجيش اللبناني.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : جريدة الأنباء الالكترونية