النهار: لودريان والدعم الفرنسي "وفق المعادلة الدولية" التعيينات المالية متعثّرة ووزير العدل لن يستقيل
الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Jun 12 25|08:18AM :نشر بتاريخ
مع أن الموقف الرسمي اللبناني كان مبتوتاً ومحسوماً من التمديد للقوة الدولية العاملة في الجنوب "اليونيفيل" قبل موجة الاعتداءات "الأهلية" الاخيرة عليها في قرى الجنوب وبلداته، وهي الموجة المرعية والموجهة من "حزب الله"، فإن عاصفة المواقف المؤيدة داخلياً لهذه القوة زادت الموقف الرسمي ثباتاً بحيث ستتقدم الحكومة بطلب التمديد من مجلس الأمن الدولي من دون أي تعديل في تفويض القوة وصلاحياتها المعمول بها راهناً. ووفق المعطيات التي أبرزتها عاصفة الاعتداءات على اليونيفيل وما أثارته من ردود فعل واسعة منددة بالاعتداءات، وجد "حزب الله" نفسه أمام خطأ فادح جديد هو الانكشاف أمام إجماع داخلي لم يأخذ بأي تبرير أو ذريعة للاعتداءات التي دفع إليها أهالي العديد من أبناء المنطقة الحدودية، كما أن الحزب لم يجد التبرير المنطقي للتقاطع مع إسرائيل في تقييد اليونيفيل وتهديد مهمتها. ولكن صورة الواقع الميداني الحدودي جنوباً لا تزال على كثير من القلق والمحاذير، ولا يقتصر الأمر على موضوع اليونيفيل، بل أيضاً على التطورات الميدانية المثيرة للريبة. وفي هذا السياق، كان لافتاً للغاية تسجيل أربع عمليات توغّل بري محدودة للقوات الإسرائيلية داخل المنطقة الحدودية الجنوبية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية والقيام باعمال تجريف وسواها، بما ترك مخاوف من المؤشرات الميدانية لهذه التوغلات. وتتزامن هذه التحركات مع خلل واضح في تنفيذ آلية اجتماعات لجنة المراقبة لتنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل التي لم تنعقد منذ وقت طويل، ولكن اختراقاً لافتاً سجل في عملها بعد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية الأسبوع الماضي بحيث تكررت في الأيام الأخيرة عمليات دهم مبانٍ في الضاحية وتفتيشها على يد الجيش اللبناني بناء على طلبات اللجنة.
وكان الموقف الرسمي من هذه التطورات مرتقباً في جلسة لمجلس الوزراء، لكن الجلسة أُرجئت إلى مطلع الأسبوع المقبل بعد اتفاق بين رئيس الجمهورية العماد جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، علماً أن أبرز البنود الداخلية المرشحة للبحث في الجلسة تتعلق بالتعيينات المالية ولا سيما منها نواب حاكم مصرف لبنان الأربعة والمدعي العام المالي. ولم تحسم بعد وجهة إصدار أو التريث مجدداً في إصدار هذه التعيينات في ظل معلومات عن تباينات في التوجهات بين الرؤساء الثلاثة لم تذلّل بعد حيالها.
وبالنسبة إلى ملف تعيين مدعي عام مالي، أعلن أمس وزير العدل عادل نصار، "أن تعيين مدعي عام مالي ليس معركة سياسية مع أحد، وهدفنا اختيار الشخص المناسب للمكان المناسب في التعيينات القضائية بعيداً عن البطولات الوهمية". وأكد نصار أن "التشكيلات القضائية لن تتعطل والرئيس نبيه بري لا يسعى لذلك وتهمه المصلحة العامة والقضاء، ولا اظن أن الرئيس بري لا يريد للقضاء أن يستعيد هيبته، والموضوع هو فقط موضوع ملاءمة شخص معين لمركز معين". وأعلن أنه لن يستقيل ولن يقترح في التعيينات إلا وفق قناعاته وواجبه في إبعاد القضاء عن السياسة.
ويتوجه رئيس الجمهورية جوزف عون اليوم إلى الفاتيكان مع عائلته في زيارة ليومين حيث سيلتقي البابا لاوون الرابع عشر في اليوم التالي أي يوم الجمعة صباحا إلى جانب عدد من اللقاءات الرسمية الأخرى، ويعود إلى بيروت السبت المقبل.
لودريان
وسط هذه الأجواء، لم تكن المواقف التي رشحت عن جولة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان على المسؤولين والقيادات السياسية وعدد من النواب، مشجعة على التوقعات المتفائلة، إذ بدا واضحاً أن موقف فرنسا في العمق لا يختلف عن "معادلة" دولية باتت تتحدث عن لبنان بلغة واحدة هي أولوية نزع سلاح "حزب الله" والإصلاح شرطين لازمين لاي دعم خارجي. وأفادت المعلومات أن لودريان كرّر في لقاءاته أمس النصح والتحذير من أن "الوقت لا يلعب لمصلحة لبنان لكن لا تزال هناك فرصة وأمل"، وأعرب عن ضرورة قيام الدولة اللبنانية بواجباتها في ما يتعلق بالملفين السيادي والإصلاحي والا فسيتعذر إمكان قيام مؤتمر الدعم للبنان في الخريف المقبل. ونقل عنه أن على لبنان الرسمي حسم مواقفه والعمل على تطبيقها سريعاً، إذ أن المجتمع الغربي بدأ يلمس محاولات محلية لابطاء ملف تسليم السلاح.
وأمس التقى لودريان رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، كما اجتمع مع رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد وعرض “الجهود التي تبذلها فرنسا لتنظيم مؤتمر لإعادة إعمار جنوب لبنان، والتجديد لمهمة اليونيفيل.
وأعلن إعلام "حزب الله" أن رعد أكد "اهتمام الحزب بمناقشة مشاريع قوانين الإصلاح المحالة إلى المجلس النيابي، كما أكد موقف الحزب الداعم لموقف الدولة في التمديد لقوات اليونيفيل". والتقى أيضاً رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل الذي أعلن "أننا مع وضع خارطة طريق تؤمن انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية بالتوازي مع عملية سحب السلاح، وعلى الدولة أن تكون جدية وتظهر خطوات عملية بملف السلاح، وفي الوقت عينه على المجتمع الدولي أن يضمن بأن تظهر إسرائيل نوايا حسنة من خلال الانسحاب من المناطق الموجودة فيها ووقف الاعتداء المستمر على لبنان"، واعتبر أن الاعتداءات على قوات اليونيفيل "إشارة سلبية، وهذه المشاهد لا تشبه لبنان وهي رسالة سلبية لكل الدول التي يحتاج الى مساعدتها ودعمها سيدفع ثمنها إذا استمر الموضوع بهذا الشكل وإذا لم تظهر الدولة اللبنانية جدية في محاسبة كل من اعتدى على اليونيفيل". ثم زار لودريان معراب حيث التقى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، الذي كان "أستغرب أشد الاستغراب ما يحدث مع قوات الطوارئ الدولية في جنوب لبنان ومن دون أي موقف واضح من السلطات اللبنانية.
واعتبر أنه "من المفترض أن تبادر الأجهزة المعنية منذ اللحظة الأولى ليس إلى فض الاشتباكات التي تحصل بين بعض الشباب وقوات اليونيفل فحسب، بل إلى توقيف المعتدين وتحويلهم إلى المحاكمة. أما أن تبقى السلطة اللبنانية وكأنها مجرد قاضي صلح بين اليونيفيل من جهة، وبين من يعتدون عليها من جهة أخرى، فهذا من شأنه أن يضعف السلطة أكثر فأكثر، وأن يعطي فكرة خاطئة وكأن شيئاً في لبنان لم يتغيّر بعد الأحداث كلها التي مرّت عليه، وهذا ما يجب تداركه سريعا من خلال توقيف كل من يعتدي على اليونيفيل، والتصرُّف بطريقة توحي بأن دولة فعلية بدأت تقوم في لبنان".
على الصعيد الميداني كشف الجيش اللبناني بعد ظهر أمس مستعينا بحفارة، على مبنى في السانت تيريز في الضاحية الجنوبية لبيروت بطلب من لجنة الإشراف وباشر بعد الظهر عملية الجرف فيه.
أما في المنطقة الحدودية في الجنوب، فسجل فجر أمس تجاوز أكثر من 50 جندياً إسرائيليا الخط الازرق في منطقة بئر شعيب، شرق بلدة بليدا، برفقة جرافتين، وباشروا عملية تجريف في المكان نفسه الذي أزال فيه الجيش اللبناني الخرق السابق. ولاحقاً، توغلت قوة مشاة في كفركلا لناحية الجدار. وعصر أمس استهدفت مسيّرة إسرائيلية سيارة في بلدة بيت ليف أدت الى سقوط قتيل وثلاثة جرحى.
حمادة: المسألة لم تعد تحتمل
أعرب عضو اللقاء الديمقراطي النائب مروان حمادة، عن أسفه لما آلت إليه الأوضاع الراهنة في ظل البطء في معالجة الملفات الأساسية، أكانت أمنية وسواها.
ولفت إلى أن ما يجري في الجنوب من التعرض لليونيفيل فاقم الأمور وزاد الطين بِلة… التعرض لها يُضر بمصلحة البلد، وتداعياته سلبية على مسار الوضع برمته.
وقال حمادة في بيان: أحذّر الحكم والحكومة من مغبّة التأخير في مقاربة كل الملفات، وهذا له انعكاساته غير المقبولة في هذه الظروف الاستثنائية التي يمر بها البلد، وعليهم الحفاظ على الرصيد، ونحن حريصون وضنينون عليه، ومن هذا المنطلق يجب أن تكون هناك مواقف حازمة وصارمة لا مسايرة من هنا وهناك، لأن البلد لم يعد يحتمل ترف الوقت في ظل إعادة هيكلة المنطقة…
وخلص قائلاً: أحذر من مغبة ما يحصل وما يجري من باب النصيحة لا من باب التعرض لهذا المقام وذاك، فهذه مسألة لم تعد تحتمل بفعل ما يحدث اليوم في البلد.
توقيف أمين سلام
أمر النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار عصر أمس بتوقيف وزير الاقتصاد السابق أمين سلام، بعد استجواب الأخير أمام شعبة المعلومات لمدة ثلاث ساعات في ملف التزوير وإبرام عقود مشبوهة والتصرف بأموال بخلاف القانون، وهو ملف مختلف عن ملف الاختلاس والإثراء غير المشروع وابتزاز شركات تأمين.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا