البناء: المنطقة تعيش قلق الحرب بعد قرار إخلاء قواعد وسفارات أميركية في المنطقة

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Jun 12 25|08:35AM :نشر بتاريخ

أطلقت تصريحات قيادة المنطقة الوسطى للقوات الأميركية عن الجاهزية لخيار الحرب على إيران، مناخ التصعيد، فجاءت تصريحات وزير الدفاع الإيراني باستعداد إيران لرد مزلزل لكيان الاحتلال إذا خاض مغامرة الحرب على إيران باستهداف القواعد الأميركية في مدى الصواريخ الإيرانية إذا غامرت أميركا بالحرب على إيران، وجاء البيان الأميركي عن قرار إخلاء قواعد عسكرية وتخفيض العديد في قواعد أخرى وإخلاء سفارات ضخمة مثل السفارة الأميركية في العراق، مؤشراً على أن التصعيد يتواصل، وشكّل كلام الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تراجع ثقته بالتوصل إلى اتفاق، بعد كلامه عن ثقته بالتوصل إلى اتفاق أول أمس، كما نقل عن محادثته مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، رغم أن الموعد المقرر للمفاوضات يوم الأحد لا يزال قائماً.

احتمال أن يكون الإيحاء بمناخ الحرب ضمن سيناريو الضغوط التفاوضية قائم، لكن أخذ التهديد على محمل الجد هو ما قاله الإيرانيون، الذين ربطوا بين تصعيد الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبين التصعيد الأميركي الإسرائيلي وتوعّدوا بردود مناسبة في كل الاتجاهات، بينما ربط كثير من متابعي المشهد المرتبط بالمواجهة والتفاوض بين أميركا وإيران، بين التطورات الدراماتيكية للأوضاع الداخلية في أميركا و»إسرائيل» ورأوا فيها حافزاً للسير بخيار الحرب لاستعادة الوحدة الداخلية وإعادة تجميع قوى الغرب الأميركي والأوروبي مع «إسرائيل»، بعدما تفككت هذه الوحدة، بسبب الرؤى المختلفة لحرب أوكرانيا بين أميركا وأوروبا من جهة، وتفاوت النظر لمشهد حرب الإبادة في غزة وتأثيرها على الشارع الغربي الأوروبي من جهة موازية، ولا تستبعد هذه المصادر أن يكون كلام ترامب عن وقف الحرب على غزة كعامل مساعد في التعامل مع إيران يقصد منه التخلص من عامل استنزاف سياسيّ ومعنويّ تسببه حرب «إسرائيل» على غزة، خصوصاً أن مواقف أوروبا والمعارضة الإسرائيلية والرأي العام الأميركي والغربي عموماً من المواجهة مع إيران تسمح بالاعتقاد أن وقف الحرب على غزة سوف يسحب الفتيل الذي يهدّد بإشعال وتفجير الوحدة بين أوروبا وأميركا ومعهما «إسرائيل» بوجه إيران.

وفيما واصل العدو الإسرائيلي اعتداءاته على لبنان وخرق إعلان وقف إطلاق النار والقرار 1701 من دون حسيب أو رقيب، يترقّب لبنان زيارة المبعوث الأميركيّ إلى سورية توم براك، وفق ما تشير المعلومات، وذلك على وقع رفع وتيرة الحملات الإعلامية والتهديد بالويل والثبور وعظائم الأمور ورسائل عالية السقف سيحملها براك والتلويح بالحرب على لبنان إذ لم ينفذ الشروط الأميركية – الإسرائيلية.

وأشارت مصادر مطلعة على الملف اللبناني في واشنطن «البناء» إلى أن هناك وجهتي نظر في الإدارة الأميركية الأولى تضغط لتولي اللبناني الأصل ميشال عيسى كسفير للولايات المتحدة في لبنان، وقد بدأ معاملات التخلي عن جنسيته اللبنانية تمهيداً للمصادقة على تعيينه كسفير، مع وكيل وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى جو رايبرن وهو خبير في الشؤون اللبنانية والمنطقة، وحلّ مكان باربرا ليف، وإذا جرى تعيينهما كسفير ووكيل، فلا حاجة لأن يكون هناك مبعوث خاص للبنان كبديل عن مورغن أورتاغوس وهي وكيلة ستيف ويتكوف، وهناك رأي آخر في الإدارة الأميركية يفضل تعيين مبعوث خاص بدلاً من أورتاغوس.

وفيما دأبت وسائل إعلام محلية وأجنبية على بث معلومات وأنباء خارجية عن رسائل عالية السقف سيحملها مسؤولون أميركيون إلى لبنان أشبه بإنذارات وتهديد، وضعت أوساط سياسية هذه الحملة في إطار الحرب النفسية على المقاومة وبيئتها وإرهابها والضغط على الحكومة اللبنانية لطرح ملف السلاح على طاولة الحكومة واتخاذ القرار، موضحة لـ«البناء» الى أن التلويح بحرب إسرائيلية جديدة على لبنان واجتياح بري للجنوب غير دقيق ولا يعبر عن الواقع لأسباب عدة تتعلق بالأزمات داخل الكيان الإسرائيلي والتطورات الأمنية في الولايات المتحدة والوضع الأمني في المنطقة لا سيما في اليمن وغزة والاستنفار الأميركي في الخليج والمنطقة تحسباً لأي ضربة على إيران تستدرج ردة فعل إيرانية على القواعد الأميركية، وبالتالي المنطقة لا تحتمل حرباً واسعة النطاق على لبنان، لكن الأوساط لا تستبعد توسيع «إسرائيل» عملياتها العسكرية واعتداءاتها كماً ونوعاً ونطاقاً جغرافياً وعمليات اغتيال وتفجير في محاولة للضغط على لبنان.

وانشغل الوسط السياسي والرسمي بزيارة الموفد الرئاسي الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان، وفي اليوم الثاني على التوالي لزيارته، زار لودريان رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، بحضور سفير فرنسا في لبنان هيرفيه ماغرو، ومسؤول العلاقات العربية والدولية في حزب الله عمار الموسوي، في مقرّ الكتلة في حارة حريك.

وخلال اللقاء، ناقش الجانبان تطوّرات الأوضاع السياسيّة في لبنان، والاعتداءات الصهيونيّة المتكرّرة على الأراضي اللبنانية، إضافة إلى الخروقات المستمرّة لاتفاق وقف إطلاق النار.

وفي السياق، شدّد النائب محمد رعد على اهتمام حزب الله بمناقشة مشاريع قوانين الإصلاح المحالة إلى المجلس النيابي، مجددًا دعم الحزب لموقف الدولة اللبنانية في ما يتعلق بالتمديد لقوات «اليونيفيل».

من جانبه، عرض لودريان الجهود التي تبذلها بلاده لتنظيم مؤتمر لإعادة إعمار جنوب لبنان، وكذلك سبل التجديد لمهمة قوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل).

وتؤكد جهات مطلعة على موقف اليونيفيل لـ«البناء» أن «الإشكالات بين بعض وحدات القوات الدولية وأهالي عدد من القرى يعود الى عدم التنسيق بشكلٍ كافٍ مع الجيش اللبناني في الدوريات وريبة بعض الأهالي بدخول دوريات الى مناطق مفتوحة وزراعية وذلك بعد الحرب الأخيرة، لكن هذا الوضع المستجدّ لن يؤثر على عمل اليونيفيل ولا على قرار التجديد له في آب المقبل، كاشفة أن الاتصالات والتواصل قائمان بين قيادة اليونيفيل وقيادة الجيش والسلطات اللبنانية لحل الإشكالات، ونفت الجهات أي علاقة لحزب الله بتحريض الأهالي على اعتراض قوات اليونيفيل. وتنفي الجهات أي تنسيق بين قيادة اليونيفيل وقيادة الجيش الإسرائيلي بما خص الغارات الإسرائيلية أو بالمهمات التي تقوم بها وحدات اليونيفيل في جنوب الليطاني، وبالتالي لا علاقة لليونيفيل بـ»الميكانيزم» المتبعة بين لجنة الإشراف والجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي، ما يعني أن دور اليونفيل يقتصر على المهمة الموكلة اليه وفق القرار 1701».

وفيما دعا رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع إلى توقيف المعتدين على اليونيفيل وتحويلهم إلى المحاكمة، سألت مصادر سياسية عبر «البناء»: لم يكن جعجع بهذه الحماسة عندما تعرّضت الضاحية الجنوبية الى عدوان إسرائيلي ولم ينبس ببنت شفا، ولم يستنكر بالحد الأدنى هذا العدوان هذا إذا ما رفعنا طموحاتنا بأنه سيدعو الى محاسبة العدو الإسرائيلي على عدوانه!

وفي المواقف دعا نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، العلامة الشيخ علي الخطيب، «أهلنا في الجنوب إلى التعاطي بإيجابية مع قوات الطوارئ الدولية، التزاماً بالمثل الأخلاقية النابعة من تراثنا الوطني والإسلامي». وأكد الخطيب في بيان أنّ «ما يحصل من إشكالات بين هذه القوات والمواطنين لا يخدم القضية الوطنية، ولا تحرير الأرض، ولا وقف العدوان الإسرائيلي، بل يستغله هذا العدو وبعض الداخل للنيل من المقاومة ومن أهدافنا النبيلة».

بدوره، أكد عضو الوفاء للمقاومة النائب علي فياض على «ضرورة المعالجة الهادئة والحكيمة والمسؤولة لأي احتكاك أو ‏توتر يحصل ‏بين أهالي الجنوب وقوات اليونيفيل الذين يدخلون القرى والبلدات والأملاك الخاصة ‏من دون تنسيق أو حضور ‏الجيش اللبناني، في الوقت الذي لا يلمسون أثرًا لدور اليونيفيل في ‏معالجة استمرار احتلال العدو الإسرائيلي ‏لأراضٍ لبنانية، والقيام بعمليات توغّل والإمعان ‏بالاغتيالات والأعمال العدائية في منطقة عمليات القوات ‏الدولية وفقا للقرار 1701».

وتابع «على الرغم من ذلك نحن نتطلع إلى علاقةٍ إيجابيةٍ بين الأهالي والقوات الدولية، حيث من المفترض ‏أن تكون ‏العلاقة مبنية على الثقة والاطمئنان والأمان لا على الشك والارتياب والشعور بالانحياز.‏. إننا نؤكد أهميّة وجود قوات اليونيفيل في الجنوب في إطار تنفيذ القرار 1701 بالتنسيق مع ‏الجيش ‏اللبناني، وضمن دورها المحدّد في منع الخروق والإعتداءات الإسرائيلية، ومساعدة الدولة ‏اللبنانية في بسط ‏سيادتها.‏. إننا إذ نأسف لمحاولات البعض إعطاء أبعاد غير موجودة لبعض الأحداث، ندعو الجميع إلى تغليب ‏المصلحة ‏الوطنية العليا وجعلها فوق كل اعتبار».

من جهته، حذّر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان من خطورة المرحلة الراهنة، معتبرًا أنّ لبنان يقف على «صفيح إقليمي أشبه بسايكس بيكو جديد»، مشددًا على أنّ اللعبة الدولية تتعامل مع البلد كمحرقة إقليمية وأداة تطبيع، بما يتنافى مع هويته التاريخية.

وفي بيان له، دعا الشيخ قبلان إلى التمسك بالثوابت الوطنية كضمانة وحيدة لكيان لبنان، مشيرًا إلى أنّ السيادة الأمنية أولوية ملحّة، وأنّ على الدولة تقديم «أجوبة أمنية من نوع ثقيل»، لأن شرعية لبنان نابعة من الداخل، لا من الخارج. وقبلان أكد أنّ دور «اليونيفيل» يجب أن يبقى ضمن الإطار السيادي، رافضًا أي محاولة لإقصاء الجيش اللبناني عن مهامه، وقال: «لا سيادة بلا الجيش، ولا قيمة لليونيفيل خارج احترام السيادة الوطنية». وشدد على ضرورة حماية الجنوب واليونيفيل من «لعبة مجهولة المصدر»، مؤكدًا أنّ الجيش مسؤول عن صون المصالح الوطنية لأهل الجنوب، بعيدًا عن أي توظيف سياسي.

ميدانياً، أعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة أن «الغارة التي شنتها مسيرة للعدو الإسرائيلي على بلدة بيت ليف قضاء بنت جبيل أدت إلى سقوط شهيد وإصابة ثلاثة أشخاص بجروح».

ومساء أمس، ألقت محلقة اسرائيلية 5 قنابل متفجرة على مزرعة مواشٍ لأحد المواطنين في بلدة رامية ما ادى الى نفوق عدد من رؤوس الأبقار والماعز وحصول اضرار في المزرعة.

وكشف الجيش اللبناني بعد ظهر أمس، مستعينا بحفارة، على مبنى في السانت تيريز في الضاحية الجنوبية لبيروت بطلب من لجنة الإشراف. وباشر عملية الجرف فيه. في المقابل، وفي الجنوب، تجاوز فجر أمس الأول أكثر من 50 جندياً إسرائيلياً الخط الازرق في منطقة بئر شعيب، شرق بلدة بليدا، برفقة جرافتين، وباشروا عملية تجريف في المكان نفسه الذي أزال فيه الجيش اللبناني الخرق السابق. ولاحقاً توغلت قوة مشاة إسرائيلية في أطراف ‎كفركلا لناحية الجدار.

وأعلنت قيادة الجيش، أنه «بتاريخ 11 /6/ 2025، تعرض ضابط وعسكريان في الجيش لإصابات طفيفة نتيجة إنفجار ذخائر غير منفجرة من مخلفات العدوان الإسرائيلي أثناء عملهم على نقلها لمعالجتها في منطقة عيناتا – بنت جبيل».

على صعيد آخر، أفادت مصادر لـ»الجديد»، بأن «التعيينات القضائية لا تزال عالقة بين وزير العدل ورئيس مجلس النواب نبيه بري حول منصب المدعي العام المالي حيث يصرّ بري على تسمية القاضي زاهر حمادة وهو ما يعارضه نصار». كذلك أفادت مصادر الثنائي لـ»الجديد»، بأن «برّي مصرّ على تعيين زاهر حمادة مدّعي عام مالي ويقول: «اذا في عليه شي خبروني غير هيك زاهر زاهر ثم زاهر».

وذكرت أن «اتصالات تحصل على خط بري – نصار يشارك فيها رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة للوصول الى حلول تسمح بإقرار هذه التشكيلات وعدم عرقلتها».

من جانبه، أشار وزير العدل في مؤتمر صحافي بعد 100 يوم في الوزارة، الى أنني «لم أقترح اسماً لمنصب المدعي العام المالي ويجب إبقاء الملف بعيداً عن الكباش السياسي».

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : البناء