البناء: إيران تبني لأول مرة في المنطقة توازناً استراتيجياً للنار والدمار مع كيان الاحتلال
الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Jun 16 25|08:26AM :نشر بتاريخ
خلال يومين من المواجهة المفتوحة بين إيران وكيان الاحتلال، نجحت إيران باحتواء الصدمة الأولى رغم قسوة الخسائر التي أصابتها، وانتقلت مع ساعات الليلة الأولى إلى إقامة توازن النار والدمار مع كيان الاحتلال، ثم نجحت في الليلة الثانية في تحقيق توازن نسبي في الأهداف الاستراتيجية لتستكمل إنجازها ليلة الأمس، وكانت الليلة الثالثة رغم التعتيم الإعلامي الذي تفرضه الرقابة العسكرية، ليلة إثبات تراجع القبة الحديديّة للاحتلال في صدّ صواريخ إيرانية بالستية وفرط صوتية دقيقة استهدفت مؤسسات ومنشآت استراتيجية، كما وصفتها مواقع إعلامية إسرائيلية دون القدرة على التصريح بالمزيد عن هويتها، إلا أن ما بدأ يتسرّب عبر الصحف الأميركيّة والبريطانيّة، يقول إن بطارية صواريخ ثاد الأميركية المتفوّقة قد تمّ تدميرها في تل أبيب بالقرب من مبنى وزارة الحرب الإسرائيلية، وأن منشأة وايزمان للبحوث العلميّة التي تم تدميرها وهي منشأة نووية، وأن مطارات إسرائيلية وقواعد جوية في الوسط والجنوب قد أصيبت بأضرار كبيرة، بينما يجري الحديث عن استهداف منشأة علميّة ذات طابع عسكريّ في حيفا بالتزامن مع استهداف معامل رافائيل التي تتولى إنتاج صواريخ القبة الحديدية لجيش الاحتلال ذات الصناعة المحلية، ولم يعد خافياً رغم العنوان المرتبط بالبرنامج النووي الإيراني بالنسبة للأهداف الإسرائيلية، أن الهدف الواضح هو تدمير القدرة الصاروخية الإيرانية، لان ذلك يمنح “إسرائيل” فرصة مواصلة الحرب لأطول وقت يحتاجه العمل على تدمير البرنامج النووي الإيراني، وفي السياق إخراج الدفاعات الجوية الإيرانية من الخدمة، وهنا تكشف مصادر إيرانية عن مخزون هائل من الصواريخ وعن شبكات دفاع جويّ احتياطية جاهزة للحلول مكان كل ما يمكن استهدافه، بحيث لا يستمر الفراغ أكثر من ساعات، بينما تسعى إيران رغم استهدافها لمراكز استراتيجية عسكرية واستخبارية واقتصادية ونووية إلى استنفاد قدرة القبة الحديديّة على العمل وإدخالها مرحلة شبيهة بما حدث خلال الحرب مع حزب الله، عندما اعترف كبار ضباط جيش الاحتلال بالقيام بتعقيد انطلاق صواريخ القبة الحديدية بسبب شحّ ذخائرها وربط ذلك بالدفاع عن أهداف محددة فقط.
في قلب هذه الحرب تسعى إيران وأميركا إلى تفادي مخاطر المواجهة المباشرة، وتربط كل منهما فتح النار على الآخر بالتعرّض لإطلاق النار، ولا تبدو إيران مستعجلة على استهلاك أوراق قوتها كإعلان الذهاب إلى خيار امتلاك سلاح نووي أو إغلاق مضيق هرمز وسائر الممرات المائية أمام تدفق الطاقة إلى الأسواق العالميّة، وتضع هذه الأوراق في سلة أوراق الردع للانخراط الأميركي.
الحراك الدبلوماسيّ الذي لا يبدو أنه راهن أو ممكن حالياً يستعد ليكون جاهزاً عندما تنضج الظروف، ويصبح أحد الفريقين جاهزاً لتعديل مواقفه وتوجهاته بما يقرّب فرص التسويات، وفي هذا السياق جاء التواصل الروسي الأميركي على مستوى الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين، ليؤسس رأس جسر نحو إنشاء شبكة أمان يتم تفعيلها عندما تبدو الظروف مناسبة، بينما لا يبدو اليوم أن إيران أو “إسرائيل” بوارد التسليم بالعجز عن مواصلة الحرب.
فيما ينتظر لبنان زيارة الموفد الأميركي الجديد توم باراك إلى بيروت بعد غد الأربعاء وما سيحمله من رسائل حاسمة ونصائح للمسؤولين اللبنانيين في ما خصّ ملف السلاح ومزارع شبعا، أكدت أوساط سياسيّة أن لبنان تبلغ رسالة رسمية أميركية حذرت لبنان من التدخل في ما يجري على خط إيران – «إسرائيل» لا سيما أن «إسرائيل» قد تلجأ إلى رد قاس إذا أطلق أي صاروخ من الأراضي اللبنانية. وبناء على ذلك يجهد الجيش من خلال دورياته واستطلاعاته لمنع أي عملية قد تأخذ الوضع في لبنان نحو المجهول.
الى ذلك تحضر اليوم في جلسة مجلس الوزراء التي يترأسها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في قصر بعبدا مقرّرات الاجتماع الأمني الذي ترأسه الرئيس عون يوم السبت والذي بحث في الإجراءات الواجب اتخاذها لمواكبة تداعيات المواجهات على الصعيد الأمنيّ، خصوصًا ما يتصل بحركة الملاحة الجوية في مطار رفيق الحريري الدولي. وتمّ اتخاذ عدد من الإجراءات للمحافظة على الاستقرار في البلاد وتأمين سلامة الطيران المدنيّ والحركة الجوية. وشدّد الرئيس عون على أهميّة الجهوزية الأمنية والإدارية لمتابعة الموقف من مختلف جوانبه، ولا سيما لجهة الحفاظ على الأمن والاستقرار في البلاد. وتقرّر إبقاء الاجتماعات مفتوحة لتقييم التطورات تباعًا.
وتلقى رئيس الجمهورية اتصالًا هاتفيًا من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي أكد وقوف بلاده إلى جانب لبنان في هذه المرحلة الدقيقة، ودعمها لسيادته والحفاظ على أمنه واستقراره. وكذلك تلقى عون اتصالًا من الرئيس القبرصيّ نيكوس كريستودوليدس، وكان اتفاق على ضرورة وقف التصعيد العسكري وتفعيل المفاوضات لوضع حد لهذه المواجهات، لتجنيب المنطقة المزيد من الاضطرابات التي تزعزع الاستقرار.
اعتبر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، أن “عدم التضامن مع إيران بهذه الحرب المصيريّة يعني خسارة العرب والدول الإسلامية للفرصة الوحيدة وللأبد”. وقال: لا يمكن فصل دول المنطقة عما يجري بين إسرائيل وإيران، وبالضرورة لبنان معني بحماية نفسه كقيمة إقليمية ضمن إطاره العربي والإسلامي، والقضية باتت قضية منطقة ونظام إقليمي وموقع واشنطن من لعبة الخراب الذي تديره لسحق الشرق الأوسط، ولا وجود لنظام عربيّ كما لا وجود نظام إسلامي، والتحديات الآن وجودية، واللحظة إنقاذية للمنطقة بما فيها من دول عربية وإسلامية، وما تقوم به إيران لحظة تاريخ غير مسبوق وسط لعبة تمزيق وتفريق وتحريق وإبادة وسياسات عداء مطلقة تقوم بها واشنطن للإطباق على كيانات الشرق الأوسط ونهبها وتصفيتها، ونصيحة تاريخية للعرب والدول الإسلامية المبادرة الآن، لأن الردّ الإيراني كشف زيف “إسرائيل” ووهنها وانكشافها تحت الضربات الإيرانية التاريخية، وحتى الآن الرد الإيراني تصاعدي، واللحظة بين يدي العرب والدول الإسلامية لقراءة الشرق الأوسط بخلفية أن “إسرائيل” سرطان، وأن الهيمنة الأميركية بالوعة نار وخراب ونهب حوّلت دول المنطقة إلى حطب، وأن التطبيع بالنسخة الأميركية الصهيونية مرض خبيث سيبتلع العرب ويأتي على آخر الدول الإسلامية، والثابت المطلق في هذه الأيام أن الرد الإيراني نسف نظرية القَدر والهيمنة، ورغم حزام الدعم الأميركي الأطلسي إسرائيل تلفظ أنفاس عظمتها تحت وطأة القوة الإيرانية المدمرة”.
وتابع: “إيران بهذا العمل تقدّم للعرب والدول الإسلامية فرصة تاريخية لا تتكرر، كما أنها تعيد وضع العرب والدول الإسلامية في قلب المعادلة التاريخية، واللحظة لحظة خيارات، وتركيا وباكستان والسعودية ومصر معنية بكتابة التاريخ، ولا شيء يهمّ أميركا بهذه المنطقة إلا النفط و”إسرائيل” والإطباق على أنفاس الدول العربية والإسلامية. واللحظة للخيارات التاريخية، وأي تضامن كبير من قبل تركيا وباكستان ومصر والسعودية مع إيران يشلّ يد أميركا ويعطيها فرصة الخلاص من أخبث كيان صهيوني مصطنع بهذه المنطقة، وفي الوقت نفسه يعيد تحرير الشرق الأوسط من قبضة واشنطن”.
أما البطريرك الماروني بشارة الراعي وإذ أشار إلى أنّ لبنان يقف عند “مفترق طرق”، حذّر من مواصلة السير في “نفق المراوحة والانقسام”، داعيًا إلى نهضةٍ وطنيّةٍ جديدةٍ تبنى على أسس الشّراكة والتجدّد. وعبر الراعي عن قلقه حيال ما وصفه بمحاولات تشويه رسالة لبنان، قائلًا: “لبنان في عمق رسالته هو وطن التنوّع والشّركة، وطن الطوائف المتعدّدة في وحدةٍ وطنيّة، لكنّ هذه الرسالة مهدّدةٌ اليوم بفعل الانقسامات والتباعد والتجاذب»…
ويعقد مجلس الوزراء عند العاشرة والنصف من قبل ظهر اليوم جلسة في القصر الجمهوري لبحث الأوضاع المدرجة في جدول الأعمال، أبرزها إنشاء وزارة التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في لبنان، والعرض الذي سيقدّمه وزير الأشغال لتأهيل وتطوير المرافئ الجوية والبحرية بنظام عقود التشييد والأشغال BOT أو DBOT.. وسيناقش مجلس الوزراء في طلب وزارة الطاقة تحديد التعويض الشهري المقطوع لرئيس وأعضاء الهيئة الوطنية لتنظيم الكهرباء، وطلب وزارة الأشغال تحديد تعويضات رئيس وأعضاء مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني، وطلب الموافقة على تعديل مخصصات أعضاء مجلس إدارة مجلس الإنماء والإعمار.
وأوضح نائب رئيس الحكومة طارق متري، أن “التشكيلات الدبلوماسية ستتم على الأرجح اليوم وقد تُستكمل بتعيينات في مصرف لبنان”.
الى ذلك يفترض بحسب مصادر مطلعة أن يزور لبنان مجدداً عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد، في الأيام المقبلة على رأس وفد أمني لاستكمال البحث في آليات تسليم السلاح الفلسطيني من دون ان يعني ذلك أن الملف وضع على سكة التنفيذ اذ ان هناك عقبات تقنية وسياسية لا تزال تقف عائقا أمام المعالجة ويجري راهناً العمل على حلحلة العقد منعاً لتفلت الأمور والفوضى.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا