افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الاحد 6 يوليو 2025
الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Jul 06 25|07:15AM :نشر بتاريخ
النهار :
أعلنت إسرائيل مساء السبت أنها سترسل فريق تفاوض إلى قطر لإجراء محادثات تهدف إلى تأمين اتفاق لوقف النار وإطلاق سراح الرهائن في غزة، حيث أسفرت غارات الجيش الإسرائيلي عن مقتل 42 فلسطينيا، وفقا للدفاع المدني في القطاع.
والجمعة، أعلنت حركة حماس أنها "جاهزة بكل جدية للدخول فورا" في مفاوضات بشأن آلية تنفيذ مقترح وقف إطلاق النار مع إسرائيل في غزة برعاية الولايات المتحدة وبوساطة مصر وقطر.
وجاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتناياهو "لقد تم إبلاغنا الليلة الماضية بالتغييرات التي تسعى حماس إلى إدخالها على المقترح القطري وهي غير مقبولة لإسرائيل".
ورغم ذلك أصدر نتانياهو "توجيهات لتلبية الدعوة لإجراء محادثات غير مباشرة ومواصلة الجهود لاستعادة رهائننا على أساس المقترح القطري الذي قبلته إسرائيل"، موضحا أن "فريق التفاوض سيسافر غدا (الأحد) لإجراء مناقشات في قطر".
وبحسب مصدرين فلسطينيين مطّلعين على النقاشات، فإنّ المقترح الأميركي "يتضمن هدنة لستين يوما، وإفراج حماس عن نصف الأسرى الإسرائيليين الأحياء في مقابل إفراج إسرائيل عن أعداد من الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين".
"اتفاق شامل"
من بين 251 رهينة خطفوا في هجوم الحركة الفلسطينية على الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، لا يزال 49 محتجزين في غزة، بينهم 27 أعلنت إسرائيل أنهم لقوا حتفهم.
وأشار المصدران إلى أنّ حماس تطالب بتحسين آلية انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة وبضمانات تكفل عدم استئناف القتال خلال المفاوضات، وباستئناف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعترف بها إدارة توزيع المساعدات الإنسانية.
من جانبه، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يستقبل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو في البيت الأبيض الاثنين، إنّه "قد يكون هناك اتفاق بشأن غزة" الأسبوع المقبل.
وسئل ترامب في الطائرة الرئاسية إن كان متفائلا بشأن التوصل إلى وقف إطلاق نار بين إسرائيل وحماس فأجاب "كثيرا"، مشيرا رغم ذلك إلى أن "الأمر يتغير بين يوم وآخر".
وتعليقا على إبداء الحركة استعدادها للتفاوض حول مقترح وقف إطلاق النار في قطاع غزة، قال ترامب "هذا جيد، لم يتم إبلاغي بالأمر، علينا إنجاز ذلك، علينا أن نفعل شيئا بشأن غزة".
وأعلنت وزارة الخارجية المصرية أن الوزير بدر عبد العاطي ناقش عبر الهاتف مع الموفد الأميركي الى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف "تطورات مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن والأسرى والنفاذ الكامل للمساعدات الإنسانية للقطاع، والتحضير لعقد اجتماعات غير مباشرة بين الطرفين المعنيين للتوصل لاتفاق".
بمناسبة تجمعه الأسبوعي في تل أبيب، دعا منتدى عائلات الرهائن المسؤولين الإسرائيليين للتوصل الى "اتفاق شامل" يتيح الإفراج عنهم جميعا.
وقال المنتدى "حان الوقت لإبرام صفقة تُنقذ الجميع، من دون انتقائية"، وتساءلت ماكابيت ماير، قريبة الرهينتين غالي وزيف بيرمان، من على المنصة "ماذا يعني أن يُنقذ أحد ويبقى الآخر أسيرا؟".
على الأرض، قام الجيش الإسرائيلي في الفترة الأخيرة بتوسيع نطاق عملياته العسكرية في قطاع غزة الذي يشهد وضعا إنسانيا مأسويا بعد حوالى 21 شهرا على بدء الحرب.
والسبت، أفاد المتحدث باسم الدفاع المدني في القطاع محمود بصل عن مقتل 42 شخصا.
"تخريب توزيع المساعدات"
وفي اتصال مع وكالة فرانس برس، قال الجيش الإسرائيلي إنّه ليس في وارد التعليق على ضربات محدّدة في غياب إحداثيات جغرافية دقيقة.
كما أشار الجيش إلى أنه اعترض "مقذوفين" فوق الأراضي الإسرائيلية أطلقا من جنوب قطاع غزة.
من جانبها، أعلنت مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل السبت إصابة اثنين من موظفيها الأميركيين في "هجوم" على أحد مراكزها لتوزيع المساعدات الغذائية في جنوب القطاع.
وأوضحت أنّ "الهجوم الذي نفذه بحسب المعلومات الأولية مهاجمان ألقيا قنابل يدوية على الأميركيَّين، وقع في نهاية عملية توزيع ناجحة تلقى خلالها آلاف الغزيين مواد غذائية بأمان".
وأشارت المؤسسة إلى أنّه "لم يُصب أي من عمال الإغاثة المحلّيين والمدنيين بأذى ... والأميركيان الجريحان يتلقيان العلاج الطبي وحالتهما مستقرّة"، مؤكدة أنّ حياتهما "ليست في خطر".
وقال الجيش الإسرائيلي إن "المنظمات الإرهابية (...) تواصل جهودها لتخريب توزيع المساعدات الإنسانية".
ونظرا للقيود التي تفرضها إسرائيل على التغطية الإعلامية في غزة، يتعذّر على وكالة فرانس برس التحقق بشكل مستقل من الأعداد والتفاصيل الواردة من الدفاع المدني وغيرها من السلطات المحلية.
وأسفر هجوم حركة حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، عن مقتل 1219 إسرائيليا، معظمهم من المدنيين، وفقا لحصيلة أعدتها فرانس برس استنادا إلى بيانات رسمية.
وقُتل 57338 فلسطينيا على الأقل، معظمهم من المدنيين، في الحملة العنيفة التي تشنها إسرائيل في غزة ردا على الهجوم، وفقا لبيانات وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
الديار
فيما تتوجه انظار اللبنانيين الى الزيارة المرتقبة للموفد الاميركي توم باراك الاثنين الى بيروت وما قد ينتج عنها على ضوء الرد اللبناني الرسمي على الورقة التي كان سلمها براك للمعنيين والتي تضمنت خارطة طريق لحل سلاح حزب الله والمطلوب اميركيا للوصول الى الهدف، ينكب الداخل اللبناني على انجاز المطلوب منه قبل موعد الاثنين.
ولهذه الغاية كثّفت اللجة الثلاثية اجتماعاتها على مدار الايام الماضية والتي كان آخرها اجتماع مطول عقد امس السبت بين اعضائها الممثلين لكل من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة كما رئيس مجلس النواب وقد استمر لساعات وهو الاجتماع السادس للجنة.
فخلافا لما اشيع سابقا لم تشهد الساعات الماضية على اي لقاء للرؤساء الثلاثة في قصر بعبدا بل اقتصر المشهد على استكمال اجتماعات اللجنة الثلاثية المعنية بانجاز الخطوط العريضة للرد اللبناني على ورقة براك.
وبحسب مصادر مطلعة على جو اللقاءات، فقد سلم حزب الله ملاحظاته على الورقة التي تعكف اللجنة الثلاثية دراستها بعدما كان الحزب قد وضع اصلا المعنيين بجو خطوط رده العريضة بتنسيق كامل مع الرئيس بري عبر الحاج حسين الخليل.
وفي ظل شح المعلومات التي رشحت عن اجتماع اللجنة الاخير امس، وعن ملاحظات الحزب، كشفت معلومات خاصة بالديار بان رد الحزب مفاده التالي : لا تسليم للسلاح قبل تأمين الضمانات ولاسيما ان التجربة السابقة بمسألة الدول الضامنة لتنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار لم تكن مشجعة اذ لم تتمكن لا اميركا ولا فرنسا من لجم اسرائيل التي لا تزال تواصل اعتداءاتها وعدوانها.
وتشير المصادر الى ان الحزب لن يقبل باية املاءات تفرض عليه وامين عام الحزب الشيخ نعيم قاسم كان كشف عن هذا الموقف بتصريحاته الاخيرة ، وعليه تقول المصادر بان ما تضمنته ورقة باراك من تطبيق مبدأ خطوة مقابل خطوة اي ان يسلم الحزب جزءا من السلاح المتواجد حتى الليطاني فتنسحب اسرائيل من تلة كانت احتلتها على سبيل المثال ، او ان يسلم الحزب جزءا من الصواريخ الدقيقة فتنسحب اسرائيل من تلة، مرفوض لدى حزب الله ولاسيما الا شيء يمكنه ان يردع اسرائيل فيما لو التزم الحزب بتنفيذ الخطوة المقابلة المطلوبة منه. وتحيلك المصادر هنا الى مسألة "حرية الحركة" التي اعطيت للاسرائيلي سرا باتفاق وقف اطلاق النار الاخير وتسأل : ما الذي يضمن الا تعطى اسرائيل مرة جديدة هذه الحرية للتحرك سرا؟
وتلفت المصادر الى ان الضمانات التي يطالب بها الحزب تتلخص بنقاط اساسية، بحيث ان الاساس بالخطوط العريضة للاجوبة التي سلمها للمعنيين يقوم على "الا حاجة لاي اتفاق جديد، فليطبق الاتفاق الاول الذي تنصل منه العدو الاسرئيلي بغطاء اميركي".
كما ان المطلوب ،بحسب اجوبة الحزب، تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار وال 1701 وانسحاب اسرائيل من الاراضي التي احتلتها، ووقف الاعتداءات المتواصلة، ووقف الاغتيالات كما اعادة الاسرى واطلاق مسار اعادة الاعمار.
وتوضح المصادر ان الحزب يتمسك بمبادئ اساسية اولها عدم المساومة على السيادة، وعدم الخضوع للاملاءات، ومطالبة الجانب الاخر بالالتزام باتفاق وقف النار الذي تنصل منه فيما التزم الحزب به كما لم تتمكن الدول الراعية له لضمان تنفيذه.
وبالعودة لورقة الرد اللبناني ، فتفيد اوساط متابعة بان اللجنة عكفت امس على اعداد الصيغة شبه النهائية لهذا الرد فيما الخطوة المقبلة ستتمثل بدراسة هذه الصيغة بشكل مفصل من قبل الرؤساء الثلاثة قبل ان يتم التنسيق من جديد مع اللجنة لاجراء الروتوش اللازم على الصيغة كي تصبح نهائية والمتوقع ان يتم بالساعات القليلة المقبلة، مؤكدة ان الاتصالات واجتراح الافكار متواصلة.
وبانتظار ان تجهز الصيغة النهائية للرد اللبناني لعرضها الاثنين على باراك الذي يبدو انه يعمل وفقا للمسار الذي كان اتبعه سابقا اموس هوكستين، تفيد مصادر حكومية للديار بان هذا الرد سيوضع باجوائه الوزراء بعد ان يكون قد توافق عليه الرؤساء الثلاثة بصيغته النهائية فيعرض بعدها على الطاولة الحكومية، علما ان المصادر نفسها استبعدت ان تحصل هذه الخطوة (اي عرض الرد على الطاولة الحكومية) قبل زيارة باراك التي لم تعد تفصل لبنان عنها الا بضع ساعات، شارحة بان الرد اللبناني بصيغته النهائية سيعرض على باراك وبعدها يطرح على طاولة مجلس الوزراء ليكون كل الوزراء عى علم ببنوده وخطوطه العريضة.
على اي حال وبانتظار ما قد يرشح بالساعات المقبلة، يقول مصدر موثوق للديار بان ما قد يصعب الامور هو مسألة الضمانات التي قد تشكل عقدة اساسية للتنفيذ وهنا يطرح الف سؤال وسؤال فهل سيتمكن المعنيون من تأمين هذه الضمانات الاساسية وهل ستعطي وانشطن هذه الضمانات اصلا للبنان؟ او ان ما يطلبه الحزب يستحيل تنفيذه من قبل الجانب الاسرائيلي كما يستحيل على الدولة اللبنانية تأمينه فتتعقد الامور اكثر فاكثر؟ مع الاشارة الى ان الاجواء الخارجية لا توحي باية ليونة ممكنة هذه المرة ولاسيما ان المعنيين تبلغوا من دبلوماسيين وموفدين رسالة واضحة مفادها : اذا لم يسلم الحزب سلاحه فتوقعوا احتمال التصعيد الكبير! والاخطر من هذا هو ما كشفه مصدر متابع للديار اذ قال بان الاميركيين اوصلوا رسالة للبنان بان الامور قد تذهب للتلفت الخطير واذا لم ينفذ لبنان المطلوب منه فاسرائيل قد تقدم على اعمال خارجة عن كل السيطرة ويمكن عندها الا يتدخل الاميركيون للجمها!
فاي مسار سيقبل عليه لبنان ؟ واي مشهد ستكون عليه الاسابيع القليلة المقبلة التي يبدو انها ستحمل تطورات هامة على وقع سياسة "العصا والجزرة" التي تنتهجها واشنطن عبر توم باارك ؟
الأنباء
تترقّب الأوساط السياسية الزيارة المُرتقبة للمبعوث الأميركي توم برّاك إلى بيروت وما ستحمله من دلالات وانعكاسات بارزة على الساحة الداخلية بانتظار الردّ الرسمي اللّبناني على الورقة الأميركية، في ظلّ المعلومات عن إنجاز الصيغة النهائية بالتنسيق مع "حزب الله"، بينما أنَّ الأخير لم يسلّم جوابًا خطيًّا بل كانت المناقشات شفهيّة.
السلاح على طاولة الحكومة
توازيًا، أشارت مصادر سياسية متابعة إلى اتجاه حكوميّ لعقد جلسة في الأيام المُقبلة لإصدار قرار يتعلّق بموضوع السلاح وحصريته لتحدد وفقه التفاصيل كافة، لافتةً إلى أنَّ "الحزب" لن يسير على المواعيد الأميركية والإسرائيلية بل وفق أجندات داخلية.
مقاربة معقّدة
في السياق، ذكر الصحافي علي حمادة أنَّ النقطة الأساس في الورقة الأميركية مرتبطة بسحب السلاح، فيما أنَّ النقاط المتبقية تتعلّق بالإصلاحات الاقتصادية وبالتالي بدور الدولة اللّبنانية بشكلٍ مباشر.
حمادة أشار في حديث لـ"الأنباء" الإلكترونية إلى أنَّ "حزب الله" لا يُقارب الموضوع على قاعدة القول بإنه يرفض جملةً وتفصيلًا المناقشة بسلاحه، إنما يلتف على الموضوع بجملة شروط ومطالب لضمانات مالية تتعلّق بإعادة الإعمار، بالإضافة إلى عدم التعرّض لناشطيه وقادته العسكريين ومقاتليه، كما مسائل أخرى مرتبطة بالعلاقات اللبنانية السورية، إذ إنَّ الحديث داخل أروقة "الحزب" يتمحور في سياق أن الخطر يكمن في مكانين، تحسبًا من أيّ محاولات لدخول لبنان من الجانب السوري.
وإذ لفتَ حمادة إلى أنّ "حزب الله" لا يتحدث عن نزع سلاحه، بل تسليم بعض الأسلحة والبنى التحتية، كما الانسحاب من بعض النقاط في إطار تقليص تمدده، غير أنه ليس واردًا في الجواب تسليم السلاح والانخراط في المعادلة السياسية.
تصعيد مستمر وضغوط!
لا حديث عن تفكيك المنظومة الداخلية والهيكلة الأمنية والعسكرية للحزب، وفق ما يلفت حمادة، معتبرًا أننا على ضوء هذه التطوّرات، فنحنُ أمام حائط مسدود تحت وطأة وضع متحرك وخطير، واحتمالات إلى تصعيد متدرج في المرحلة المُقبلة بعد أن يغادر برّاك لبنان، وسط استمرار الضغط الإسرائيلي - الأميركي في ظلّ غموضٍ حول ما إذا كان هذا التصعيد سيتحوّل إلى حدّ الحرب.
في السياق، اعتبرَ حمادة أنَّ الدولة اللبنانية حائرة وواقعة بين ناري المطالب الدولية وعناد "حزب الله"، متطرّقًا إلى ما حصل في الخندق الغميق واصفًأ اياه بأنه نوع من التلويح وإن كان خجولًا بأنَّ "الحزب" لا يزال موجودًا، وباستطاعته التواجد في كلّ مكان بأسلحته حتى لو كان على مسافة مئة متر من السراي الحكومي، ما يُعد إشارة بإمكانية إشعال الشارع في أيّ وقت.
زيارة صريحة
تزامنًا، شكلت زيارة مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان على رأس وفد لبناني إلى سوريا ولقائه الرئيس السوري أحمد الشرع الحدث الأبرز، خصوصًا وأنها تعد استثنائية كونها الزيارة الأولى من نوعها في توقيتٍ حسّاس تمرّ به المنطقة.
في السياق، أفادت مصادر متابعة لـ"الأنباء"الإلكترونية إلى أنّ النقاش بين المفتي دريان والشرع كان صريحًا، وكان لافتاً أن يقدم المفتي دريان شهادة وسام دار الفتوى الذهبي للرئيس السوري أحمد الشرع، مع ما تحمله هذه الخطوة من دلالة.
الشرق الأوسط :
دخلت محادثات الهدنة في قطاع غزة مرحلة جديدة، بعد موافقة حركة «حماس» على مقترح الـ60 يوماً، واستعدادها لخوض مفاوضات غير مباشرة، وسط مخاوف من وضع إسرائيل عراقيل بشأن الانسحاب من المناطق التي سيطرت عليها وقاربت حتى الآن 65 في المائة بالقطاع.
ويرى خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» أن الزخم الذي يبديه الوسيط الأميركي بشأن الحرب في غزة والتجاوب من طرفي الأزمة «قادر على تجاوز أي عراقيل محتملة، وأهمها الانسحاب وضمانات إنهاء الحرب»، وتوقعوا أن «يتبلور اتفاق هدنة قريباً ربما يكون خلال زيارة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، للبيت الأبيض ولقاء الرئيس دونالد ترمب، الاثنين، أو بعدها بقليل».
وبدأت مصر في «إجراء اتصالات مكثفة مع مختلف الأطراف للوصول إلى صيغة نهائية تحظى باتفاق جميع الأطراف، مع استئناف المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين»، بحسب ما نقلته قناة «القاهرة الإخبارية» الفضائية، مساء الجمعة، عن مصادر مصرية، لم تسمها، لافتة إلى أن «(حماس) سلمت الوسطاء ردها على المقترح الأخير المقدم من الوسطاء، وأن ردها تضمن فتح المجال أمام مفاوضات غير مباشرة للتوصل للتهدئة لمدة ستين يوماً فور إقرارها».
وقال مصدر فلسطيني مطلع على مسار المفاوضات لـ«الشرق الأوسط»، السبت، إن «(حماس) قالت نعم للمقترح مصحوبة بلكن وتتمثل في تعديلات أبرزها: النص على إنهاء الحرب وإعادة تنظيم آلية إدخال المساعدات الإنسانية والانسحاب الإسرائيلي لما قبل 2 مارس (آذار) الماضي، في ظل توسع الاحتلال بالقطاع بعد انهيار اتفاق يناير (كانون الثاني) الماضي»، لافتاً إلى أن المفاوضات الجديدة ستكون ما بين الدوحة والقاهرة لوجود ملفات مشتركة بشأن تنفيذ نقاط الاتفاق موجودة لدى البلدين.
وكانت «حماس» أعلنت، الجمعة، في بيان، أنها سلمت رداً «إيجابياً» إلى الوسطاء بشأن المقترح، مؤكدة أنها «جاهزة بكل جدية للدخول فوراً في جولة مفاوضات حول آلية تنفيذ» المقترح، دون الكشف عن فحواه.
وأفادت صحيفة «إسرائيل هيوم» بأن «الصعوبة الرئيسية في استمرار المحادثات ستكون خريطة انسحابات القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، فبينما تطالب (حماس) بالانسحاب الكامل، تريد إسرائيل الاحتفاظ بمحور موراغ وجميع المناطق الواقعة جنوبه في يديها».
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، قد تحدث، الجمعة، عبر منصة «إكس»، عن أن الجيش بات يسيطر عملياتياً على نحو 65 في المائة من مساحة قطاع غزة.
بينما أكدت «هيئة البث الإسرائيلية»، عن مصادر مطلعة، أن «التعديلات المقترحة في رد (حماس) ستشكل تحدياً لصانعي القرار الإسرائيلي»، موضحة أن مجلس الوزراء الإسرائيلي سيجتمع، مساء السبت، لمناقشة الصفقة.
ويتوقع أستاذ العلوم السياسية المتخصص في الشؤون الإسرائيلية والفلسطينية، الدكتور طارق فهمي، أن يماطل الإسرائيليون في ملف الانسحاب قليلاً، لكن تحت المرونة التي تبديها «حماس» نحو الذهاب لاتفاق، سيجد نتنياهو نفسه مضطراً لبعض التجاوب، قبل لقاء ترمب، حرصاً من طرفَي الحرب على كسب الرئيس الأميركي وتقديم رسائل إيجابية له.
ويرى فهمي أنه مع التحفظات المطروحة من كلا الجانبين، فلن يكون هناك حديث بالمفاوضات التي تستضيفها القاهرة والدوحة عن انسحاب كامل، لكن قد نرى إعادة تموضع وإعادة انتشار للقوات الإسرائيلية والوجود خارج المناطق المأهولة بالسكان والانسحاب من عدة ممرات.
ويستبعد أن تُعرقل نقطة الانسحابات الرئيسية في الخلافات المفاوضات الحالية، موضحاً أن طرفَي الحرب لديه موافقة على الإطار المطروح للاقتراح، والتفاصيل تحمل نقاطاً تكتيكية وليست جذرية حقيقية، خصوصاً أن حركة «حماس» ترى أن دخول المساعدات أولوية لديها وستضغط لتشمل وجود وكالات دولية بخلاف الشركة الأميركية الإسرائيلية.
المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، يرى أن عقدة الاتفاق حالياً تتمثل بشكل رئيسي في مطالبة «حماس» للاحتلال بالانسحاب لما قبل 2 مارس الماضي، وهذه مساحة كبيرة ستتراجع عنها إسرائيل حال قبلت التفاهمات بشأنها، خصوصاً أن لديها نوايا للبقاء في رفح التي تمثل نحو 20 في المائة من مساحة قطاع غزة، متوقعاً أن تؤجل مناقشات الوضع النهائي والانسحاب الكامل لمناقشات فترة الهدنة الوشيكة، التي قد تشمل في مراحل متقدمة القبول بانسحاب إسرائيلي كامل مقابل وجود قوات دولية وعربية.
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، عن مسؤولين إسرائيليين لم تسمهم، أن ترمب قد يعلن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة خلال اجتماعه مع نتنياهو.
وكان ترمب قد قال، الجمعة، إنه «من الجيد» أن حركة «حماس» ردت «بإيجابية» على مقترح وقف إطلاق النار في غزة، مؤكداً للصحافيين على متن طائرة الرئاسة الأميركية أنه قد يكون هناك اتفاق بشأن غزة «خلال أيام».
وبحسب ما نقلته شبكة «سي إن إن» الأميركية، الجمعة، سيتم إطلاق سراح 10 رهائن إسرائيليين أحياء و18 رهينة متوفين موزعين على الجدول الزمني الكامل، دون مراسم أو احتفالات، وسيبدأ تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة على الفور مع بدء سريان وقف إطلاق النار.
ويرى فهمي أن نتنياهو يريد الذهاب للبيت الأبيض، وقد قام بتصفير جميع المشاكل وتنحية كل الخلافات الرئيسية ليركّز على مصالحه السياسية وملف إيران وترتيبات الشرق الأوسط الجديد، مشيراً إلى أنه سينحي أي خلافات شكلية تعوق إعلان الاتفاق قبل زيارته لترمب.
ويتوقع الرقب أن تتضح الصورة أكثر الفترة المقبلة، خصوصاً خلال زيارة نتنياهو للبيت الأبيض، لنرى مدى حقيقة الرغبة الأميركية في وقف الحرب بشكل نهائي بعد الشروع القريب في تنفيذ هدنة تصل إلى 60 يوماً.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا