افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الخميس 10 يوليو 2025
الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Jul 10 25|08:07AM :نشر بتاريخ
"النهار":
بدت صورة المشهد اللبناني غداة زيارة مثيرة للجدل قام بها الموفد الأميركي توم برّاك إلى لبنان وتسلّم خلالها الردّ اللبناني الرسمي على ورقة اتجاهات أميركية حيال لبنان لم يكشف مضمونه بعد، مشوبة بكثير من الضبابية وسط انتظار عودة برّاك بالرد على الردّ في غضون أسبوعين. وإذ تردّد أن الموفد الأميركي الذي ظهر أمس في دمشق راعياً محادثات بارزة جداً بين الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد "قوات سوريا الديموقراطية" مظلوم عبدي، سيعود إلى بيروت في 21 تموز الجاري في زيارته الثالثة منذ تكليفه ملف لبنان موقتاً حتى نهاية السنة، توزّعت صورة المواقف الأساسية من نتائج لقاءاته الأخيرة بين ترحيب مضمر من جانب الرؤساء الثلاثة جوزف عون ونبيه بري ونواف سلام، وترقّب حذر من جانب القوى والاتجاهات المؤيدة بشدة لنزع سلاح "حزب الله"، وتوظيف واضح من جانب "حزب الله" لعامل الوقت والإيحاء بامتلاك القدرة على التاثير في المفاوضات التي ستستكمل بين أركان السلطة اللبنانية والموفد الأميركي. غير أن الجانب الخارج عن المشهد اللبناني والمتصل بإسرائيل بدأ يتكشف بعد مغادرة براك عن مزيد من الخطوات المثيرة للمخاوف مع تعميق عملياتها الميدانية على الأرض اللبنانية، بما عزّز الخشية من بعض دلالات التصريحات التي أطلقها برّاك من بيروت والتي لمّح فيها إلى خطورة أن يبقى لبنان تحت سطوة العمليات الإسرائيلية ما لم يقم بما يمليه عليه هذا الواقع.
وتعمّدت إسرائيل الإعلان أمس، عن إطلاق عملية برية محدودة في جنوب لبنان، إذ أعلن الجيش الإسرائيلي، أن "قوات الفرقة 91 تواصل مهمتها على طول الحدود اللبنانية، بهدف حماية الإسرائيليين والقضاء على أي تهديد، وتعمل القوات على تفكيك البنية التحتية لحزب الله في جنوب لبنان، بتوجيه من فوج الإطفاء التابع للفرقة". وأضاف، "بناءً على معلومات استخباراتية وتحديد أسلحة وبنى تحتية تابعة لحزب الله في مناطق عدة بجنوب لبنان، شنّ الجنود عمليات خاصة ومحددة لتفكيكها ومنع حزب الله من إعادة تمركزه في المنطقة". ولفت إلى أنّه "في إحدى العمليات في منطقة جبل البلاط، عثرت قوات من اللواء 300 على مجمع يحتوي على مستودعات أسلحة ومواقع إطلاق نار تابعة لحزب الله، وقام جنود الاحتياط بتفكيك البنية التحتية. وفي عملية أخرى عثر جنود احتياط من اللواء التاسع على أسلحة مُخبأة في منطقة كثيفة في منطقة اللبونة، بما في ذلك قاذفة متعددة الفوهات، ومدفع رشاش ثقيل، وعشرات العبوات الناسفة"، لافتاً إلى أنّ "القوات صادرت وفكّكت المعدات والأسلحة العسكرية التي كانت موجودة في المنطقة". وأضاف: "عُثر على مبنى تحت الأرض يُستخدم لتخزين الأسلحة، وتم تفكيك البنية التحتية له في عملية هندسية نفذتها قوات اللواء"، معلناً أنّه "يواصل عملياته للقضاء على التهديدات الموجهة ضد إسرائيل ومنع محاولات حزب الله لترسيخ وجوده، وفقاً للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان".
ولم تكن هذه الأجواء بعيدة عن المحادثات التي أجراها أمس رئيس الجمهورية العماد جوزف عون في زيارته الرسمية لقبرص التي أتت تلبية لدعوة من نظيره القبرصي نيكوس خريسودوليدس، والتي أكدت في نتائجها الرسمية "ترسيخ العلاقات القائمة بين البلدين وتعزيزها على كل الصعد"، وشملت محادثات تناولت كيفية مواجهة التحديات والمشاكل التي تعترض المنطقة ككل.
وأكد الرئيس عون لنظيره القبرصي، أن "لبنان يتطلع إلى قبرص كونها البلد الذي لطالما كان الداعم له وسيبقى". وقال: "تحوّلنا معاً مستقراً لكل من يسعى إلى السلام والحرية، وهذا هو أكثر ما يجمعنا اليوم وأعمقُ ما نريده لبلدينا وشعبينا ومنطقتنا والعالم. السلام العادل، عبر الحوار، لتبادل كل الحقوق، والحرية المسؤولة، الحاضنة لكل ازدهار وإبداع، وتطور لحياة البشر وخيرهم".
وبدوره، أكد الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس، "أن رخاء لبنان واستقراره هما ذات أهمية إستراتيجية بالنسبة لقبرص والاتحاد الأوروبي". وحيا الجهود التي يقوم بها الرئيس عون "للتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي 1701، وأيضاً اتفاق وقف الأعمال العدائية بتاريخ 27 تشرين الثاني 2024، وشدّد على "أن لبنان الذي يتمتع بالإستقرار والسلام والقوة، من الممكن أن يقود منطقة شرق المتوسط كي تكون أقوى وأكثر سلاماً. وكشف أن الدعم المادي الذي أقرته المفوضية الأوروبية للبنان، بقيمة مليار يورو، بات اليوم في المرحلة الأخيرة لإتاحته، من أجل دعم قطاعات عدة فيه".
اما التطور الايجابي الذي برز أمس بعيداً من الملف اللبناني- الإسرائيلي، فتمثل في ما كشفته وكالة رويترز، من أن آلاف اللاجئين السوريين في لبنان يستعدون للعودة إلى ديارهم هذا الأسبوع بموجب أول خطة مدعومة من الأمم المتحدة تقدم حوافز مالية، بعد أن أبدى حكام سوريا الجدد ترحيبهم بعودة جميع المواطنين إلى بلدهم رغم الأضرار الكبيرة التي خلّفتها الحرب والمخاوف الأمنية.
وقالت وزيرة الشؤون الاجتماعية في لبنان حنين السيد، إن السوريين العائدين سيحصلون على 100 دولار لكل منهم في لبنان و400 دولار لكل أسرة عند الوصول إلى سوريا. وأضافت أن الخطة تغطي النقل وأن سلطات الحدود قررت إعفاءهم من الرسوم.
وقالت لرويترز: "أعتقد أنها بداية جيدة ومهمة. أجرينا مناقشات وننسّق هذا الأمر مع نظرائنا السوريين، وأعتقد أن الأعداد سترتفع في الأسابيع المقبلة".
ولم يرد متحدث باسم وزارة الداخلية السورية على طلب للتعليق. ويوجد في لبنان أكبر تجمع للاجئين في العالم مقارنة بعدد السكان، إذ يستضيف نحو 1.5 مليون سوري بين نحو أربعة ملايين لبناني.
وقالت الوزيرة، إن نحو 11 ألفاً سجلوا أسماءهم للعودة من لبنان في الأسبوع الأول، وإن الحكومة تستهدف بموجب هذه الخطة أن يتراوح عدد العائدين بين 200 و400 ألف هذا العام. وأضافت أن الحكومة اللبنانية تركز على المخيمات غير الرسمية في لبنان حيث يعيش نحو 200 ألف لاجئ، وربما تمنح الأشخاص الذين يعيلون أسرهم ويبقون في لبنان تصاريح عمل في قطاعات مثل الزراعة والبناء إذا عادت أسرهم إلى سوريا.
وتقول الحكومة السورية الجديدة التي يقودها إسلاميون منذ توليها السلطة، إن جميع السوريين مرحب بعودتهم إلى ديارهم. وأظهر استطلاع أجرته الأمم المتحدة في وقت سابق من هذا العام أن ما يقرب من 30 في المئة من اللاجئين الذين يعيشون في دول الشرق الأوسط يرغبون في العودة بعد أن كانت النسبة اثنين في المئة عندما كان الأسد في السلطة.
وقال إيفو فريسن، ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان، لرويترز: "بينما يستمر تطور الموقف بسرعة في سوريا، فإن المفوضية تعتبر الوضع الراهن فرصة إيجابية لعودة أعداد أكبر من اللاجئين السوريين إلى ديارهم، أو البدء في التفكير في العودة بطريقة واقعية ومستمرة".
وأضاف فريسن: "عبّر عدد من اللاجئين عن رغبتهم في العودة إلى بلادهم، لكنهم ما زالوا مترددين بسبب غموض الأوضاع على المدى القصير والطويل في سوريا".
والأمن هو مصدر القلق الرئيسي. ورغم عودة اللاجئين خلال العام الجاري، وصل أكثر من 106 آلاف سوري إلى لبنان، كثير منهم من الأقلية العلوية في البلاد هرباً من العنف في المناطق الساحلية.
"الأخبار":
توم برّاك عائد إلى لبنان قبل نهاية الشهر الجاري. وهذه المرة، يُفترض ألّا يقتصر ما في جعبته على ورقة وردّ وردّ على الردّ، بل مقترحات عملية تستهدف ما يعتقد الموفد الأميركي أنه ممكن في المرحلة الحالية.
ورغم كل الكلام الإيجابي الذي نقله من التقوا الرجل في زيارته الأخيرة لبيروت، يدعو مطّلعون على الموقف الأميركي إلى الابتعاد عن "الرغبوية" التي يتميّز بها السياسيون في لبنان.
بالنسبة إلى برّاك، لبنان ليس مطلق اليدين في ما يمكن أن يقوم به. صحيح أنه تعمّد أن يكرّر أمام من التقاهم، وفي الإعلام، أن المسألة في النهاية تخصّ اللبنانيين، وأن المبادرة في أيديهم، إلا أنه يدرك جيداً أن لبنان ليس في وضع من يدّعي القدرة على معالجة أموره بنفسه. وما أشار إليه الموفد الأميركي حول "مسؤولية اللبنانيين أولاً"، كان الهدف منه أن يعرض خدماته على اللبنانيين، وأن يبلغهم بتكليف من رئيسه دونالد ترامب أنه يمكنهم اللجوء إلى الولايات المتحدة لمعالجة مشكلاتهم الكثيرة، وفي مقدّمها ملف الصراع مع إسرائيل، ولكن ضمن سياق مُقنِع لواشنطن أولاً، وقابل للتطبيق ثانياً، مع آلية تضمن التزام اللبنانيين ثالثاً.
كثيرون أشاروا إلى أن برّاك لم يناقش الردّ اللبناني في اجتماعاته الأخيرة. لكنّ الواقع أنه كان على معرفة، مُسبقاً بغالبية النقاط التي وردت فيه، وكان مطّلعاً على المداولات الجارية بين اللبنانيين، وأنه كان هناك من يشاور الأميركيين أثناء كل اجتماع أو بعده، في محاولة لفهم ما الذي يرضي واشنطن. وهو بالطبع لم يكن يتوقع أن يحضر إلى بيروت، ليجد مجلس الوزراء قد أعدّ خطة مفصّلة على مستوى المراحل والوقت، لتلبية دعوة واشنطن إلى إنجاز اتفاق سلام مع إسرائيل.
كما أن برّاك الذي حرص على نفي وجود مهلة زمنية لم يكن يقول الحقيقة كاملة. فقد تحدّث بصراحة عن مساحة زمنية تمتد لثلاثة أشهر على أبعد تقدير. ولم يجب عن سؤال حول ما قصده عندما قال إن صبر ترامب ينفد سريعاً.
ويُنقل عن مرافقين للمبعوث الأميركي أن الأخير ليس دبلوماسياً بالمعنى التقليدي، بل رجل أعمال، لديه اطّلاع عام على السياسة، لكنه خبير في التواصل والتفاوض. وهو يعرف ترامب بصورة شخصية، ويدرك أن الأخير عندما طلب منه أن يلعب دوراً إلى جانبه، إنما فعل ذلك لأنه يريد تحقيق إنجازات في الملفات الصعبة خلال وقت قصير نسبياً.
وبحسب المصدر نفسه، فإن هناك تنافساً جدياً بين مجموعة من المبعوثين الذين كلّفهم ترامب بمهام صعبة، وزاد من ضغوطه عليهم في ضوء أمرين:
الأول، صدمته من عدم قدرته على إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحل سريع للمسألة الأوكرانية، بعدما أوحى للعاملين معه بأنه واثق من رغبة بوتين بإنهاء الحرب. ولا يهتم الرئيس الأميركي إن كانت هذه النهاية على حساب أوروبا، لكنه لا يريد اتفاقاً يكرّس انتصاراً روسياً يكون له أثره الكبير على المدى الاستراتيجي. وما زاد في إحباط ترامب أنه اختار مسؤولين في وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي ممن لا يعيقون عمل المبعوثين الخاصين. ومع إدراكه أن الإدارة العميقة في وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي ليست مرتاحة لحجم التفويض المُعطى للوسيط ستيف ويتكوف، إلا أن ترامب يمنع على هؤلاء التدخّل. ومع ذلك، لم يكن يتوقّع أن يعود إليه ويتكوف بأخبار سيئة، ويبلغه أن لا إمكانية لاتفاق قريب مع روسيا.
الثاني، إن ترامب أراد للحرب التي خاضها ضد إيران أن تنعكس تسريعاً تسويات لملفات كثيرة في المنطقة، من بينها الملف السوري، وإعادة تنظيم الوضع في العراق، وإنجاز اتفاق يناسبه في لبنان. ولكن، عندما انتهت الجولة إلى تعادل سلبي، وجد نفسه مضطراً إلى ممارسة ضغط أكبر في ملفَّي سوريا ولبنان، وهو يريد مجموعة من الإنجازات الخارجية، تضاف إلى ما يعتبره إنجازات داخلية على مستوى خفض العجز في الموازنة العامة، وإعادة تنظيم علاقة الدولة بالمواطن في أميركا، بما يجعله مرتاحاً في خوض معركة الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة خريفَ العام المقبل، خصوصاً أنه، على ما يبدو، يخشى مضاعفات داخلية لما يصدره من قرارات وما يقرّه نوابه من قوانين.
هذه الاعتبارات حاضرة بقوة في حسابات كبار موظفي الإدارة الأميركية. لكن بعض عارفي المبعوث برّاك يعتقدون أنه يختلف عن بقية المبعوثين. ويقول هؤلاء إنه من الفريق الذي يريد النجاح لترامب، لكنه، في ملف لبنان، يتعامل بشكل مختلف. ويُنقل عنه أنه عندما ناقش الملف اللبناني في زيارته الأخيرة لبيروت، استمع بجدّية إلى ملاحظات كرّرها الرؤساء الثلاثة ومسؤولون آخرون على مسامعه، من أن ما تقوم به إسرائيل بصورة متواصلة في لبنان، ومنع عودة سكان القرى الحدودية إلى منازلهم، وتعطيل عملية إعادة الإعمار، كلها أمور من شأنها تعقيد مهمة إقناع حزب الله بالدخول في برنامج لتسليم السلاح.
ولم يكن المبعوث الأميركي على أيّ حال غافلاً عن هذه النقطة. فبعد عودته من جولته الجنوبية، وبعد اطّلاعه على تقرير مفصّل عما أنجزه الجيش اللبناني من خطوات في جنوب الليطاني، قال إن الدمار الذي شاهده كان فظيعاً للغاية، وإنه كان مبهوراً بما فعله الجيش اللبناني. وتبيّن لاحقاً أن لهذا الكلام أبعاده، سواء لناحية النقاش في الولايات المتحدة حول توفير دعم إضافي للجيش، حيث توصي وزارتا الخارجية والدفاع بضرورة توفير نحو مليار دولار سنوياً لدعم الجيش بين رواتب وتجهيزات، أو لناحية أن يطلب برّاك من رئيسه تقديم العون لمشروع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الهادف إلى جمع مليار دولار لدعم عملية إعادة الإعمار في لبنان.
وحول برنامج عمل برّاك في الفترة الفاصلة عن عودته إلى بيروت، قال مصدر لبناني قريب من أحد الرؤساء إن الموفد الأميركي أقرّ بوجوب إلزام إسرائيل بالتوقف عن الكثير من العمليات القتالية في لبنان. وقال مسؤول لبناني آخر إن برّاك يستعد لمناقشة الجانب الإسرائيلي في آلية لضبط أعماله القتالية والخروقات اليومية للسيادة اللبنانية، وإنه يأمل أن يحصل من إسرائيل على خطوة تساعده في إقناع المسؤولين في لبنان بأن هناك ما يتغيّر في الأداء الإسرائيلي، ما يفتح الباب أمام نقاش يتعلق بسلاح حزب الله.
إلا أنه يكرّر أن بلاده ليست في وارد تقديم أي ضمانات بشأن ما يمكن أن تقوم به إسرائيل. لا بل كان صريحاً عندما قال إن الحرب لم تتوقف أصلاً، ولو كانت تحصل من طرف واحد. وهذا يعني أن اتفاق وقف إطلاق النار لا يعمل بشكل جيد، مشيراً إلى أن آلية عمل لجنة الإشراف على تنفيذ الاتفاق فشلت في تحقيق أهدافها.
عند هذه النقطة، كان لبنانيون يستمعون إلى برّاك يتوقّعون منه أن يحمّل إسرائيل مسؤولية فشل الاتفاق، أو أن يشير إلى تغيير يمكن أن يحصل في دور الولايات المتحدة. لكنّ الرجل ليس مهتماً بإلقاء المسؤوليات، بقدر ما يهمّه أن يقول إن هذا الاتفاق غير فعّال، وهناك حاجة إلى شيء بديل. وهو ما فهم رداً على موقف حزب الله الذي اختصره الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم بأن على الجميع العمل على إلزام إسرائيل بتنفيذ الاتفاق، قبل البحث في اتفاق جديد. وبرّاك، الآتي من عالم الصفقات، يقول إن فشل الاتفاق، أمر يمكن أن يحصل، وإن المهم تحقيق النتائج، وبالتالي، لا يجب أن يكون هناك رفض لعقد اتفاق جديد.
هناك جانب آخر في مهمة برّاك لا يهتم الأميركيون بتظهيره، ويحرص المسؤولون في لبنان على تغييبه عن دائرة النقاش، وهو المتعلق بملف الإصلاحات المالية والاقتصادية. وإذا كان البعض في لبنان، يعتبر أن طلبات أميركا بما خصّ الإصلاحات هي أفكار لخدمة اللبنانيين فهو واهم. فقد تبيّن أن الموفدة السابقة مورغان أورتاغوس، كانت قد أعدّت ورقة مفصّلة حول الإصلاحات والقوانين، وسلّمتها للرؤساء الثلاثة ولآخرين.
وبحسب مصدر دبلوماسي غربي "فإن لبنان يشهد مفاجآت غريبة عن سلوك سياسيّيه وإعلاميّيه، وإذا كان براك ممتنّاً لعدم تسريب ورقته الأولى إلى الإعلام، فإن الأميركيين لن يتورّطوا في تسريب الردّ اللبناني. لكنّ الأهم، هو أنه لا يُتوقّع أن يبادر أي مسؤول لبناني إلى تسريب ورقة أورتاغوس".
والسبب، وفق مصدر مطّلع، "أن ورقة أورتاغوس، هي عبارة عن سلسلة من الشروط القاسية التي تتطلب إدخال تعديلات على كثير من القوانين المعمول بها، أو على مشاريع ومقترحات قوانين جديدة، وأن الرؤساء الثلاثة وقوى بارزة في البلاد تعهّدوا بتنفيذها، لكنهم يريدون ذلك بعيداً عن الأضواء". وقال المصدر: "لقد نجح كل هذا الفريق في جعل بند نزع السلاح، بنداً وحيداً على طاولة النقاش، وأبعد الملفات الأخرى عن الأضواء، والسؤال هو عن قدرة خصوم حكام لبنان اليوم على تظهير هذه الأمور".
تروي شخصية لبنانية على تواصل مع برّاك أنها عبّرت له عن استغرابها إصرارَه على رمي كرة النار في أحضان القيادات اللبنانية التي لا تبدو قادرة على فعل شيء. ولمّا سأل برّاك عن السبب، أجابته الشخصية بـ: "إنكم في أميركا، كما نحن في لبنان، نعرف أن ما تبحثون عنه متصل بتسوية كبرى يجب أن تحصل في المنطقة. وإنه من دون اتفاق واسع وثابت ومستقر مع إيران، ووقف تام للحرب على غزة، سيكون من الصعب الوصول إلى حل في لبنان". وبحسب الشخصية فإن برّاك، ابتسم وقال: "نعمل على الخطوط كافة، والرئيس ترامب لا يزال متفائلاً بالوصول إلى اتفاق قريب ومتين مع إيران، لكنّ أولويته اليوم، إنجاز الاتفاق حول غزة"!
غادر برّاك لبنان تاركاً خلفه الكثير من الأسئلة، لكنّ الأهم، هو أن من يتصرف براحة إزاء ما قام به الرجل وما قاله يكون ساذجاً، إذ إن السياسة الأميركية في المنطقة تقوم على الخداع. هذا ما حصل مع لبنان صيف 2024، عندما تمّ إنضاج فكرة اتفاق لوقف إطلاق النار فقامت إسرائيل باغتيال الشهيد السيد حسن نصرالله، وما حصل لاحقاً في سوريا عندما جرى الحديث عن نجاح الثوار في إسقاط النظام، ليتبيّن أن واشنطن كانت - كما إسرائيل - صاحبة دور في العملية، وصولاً إلى المفاوضات مع إيران، حين كان ويتكوف يُغرِق الإيرانيين في الكلام المعسول عن الاستعداد لاتفاق قريب، لتبدأ الحرب الإسرائيلية على إيران، قبل أن تنضم إليها أميركا.
في لبنان جهات تعي هذا الأمر، ولا تنام على حرير الكلام المعسول، بل تراقب ما يمكن للعدو أن يقوم به من جديد ضد لبنان، أو ما يمكن أن يخترعه البعض من مشكلات على الحدود مع سوريا... وهي أمور تحصل على قاعدة أنه لا يمكن للمؤمن أن يُلدَغ من الجحر ذاته مرّتين!
"الجمهورية":
الترقّب سيّد الموقف، ريثما تنجلي صورة الموقف الأميركي - الإسرائيلي من الردّ اللبناني على ورقة الحلّ الأميركي. والفاصل عن جلاء هذه الصورة، وكما تؤشر الوقائع، هو مسألة أيام قليلة، حيث يتحدّد آنئذٍ ما إذا كان لبنان سيبدأ مساره نحو واحة الهدوء والاستقرار، او سيعود إلى التخبط في دوامة القلق والضغوط والاحتمالات المفتوحة. على انّ البارز في هذا السياق، ما نقلته "Lbc i" عن متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية بأنّ القوات المسلحة اللبنانية أحرزت تقدّمًا في نزع سلاح "حزب الله" في الجنوب، لكن لا يزال هناك المزيد من العمل المطلوب"، مضيفاً: "نحتاج إلى أن تقوم الدولة اللبنانية بالمزيد لإزالة الأسلحة والبنى التحتية التابعة لـ"حزب الله" والجهات غير الحكومية في أنحاء البلاد بشكل كامل"، وقال: "لا نريد أن نرى "حزب الله" أو أي جماعة أخرى في لبنان تستعيد قدرتها على ارتكاب أعمال عنف وتهديد الأمن في لبنان أو إسرائيل".
سياسياً، برزت أمس، الزيارة السريعة التي قام بها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون إلى قبرص، حيث التقى الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس، الذي اكّد دعم استقرار ووحدة وسيادة أراضي لبنان، والعمل على مقترح يتيح مشاركة لبنان في المجالس الأوروبية. وقال: "ندعم لبنان، ونريد تقليل حدّة التوتر في المنطقة، ونقوم بما يتسنى لنا من مساعٍ حتى نكون بمثابة الشريك الثابت". فيما قال الرئيس عون: "إننا "نريد لشعبينا السلام العادل عبر الحوار والحرية المسؤولة. وأصبحنا مع قبرص بلدين وشعبين. وكلّ ما بيننا قضايا مشتركة، ونحن نؤمن أنّ ما يجمعه التاريخ والجغرافيا لا تفرّقه الأرقام والحسابات".
لا إفراط في التفاؤل
من جهة ثانية، فما هو أصعب من هذا الترقب هو أنّ فراغ الإنتظار تملأه جوقة من غربان الشؤم جنّدت نفسها لدور وظيفي خبيث للعبث السياسي والإعلامي، واللعب بأعصاب اللبنانيين، وتفريغ زيارة الموفد الأميركي توم برّاك مما بدا فيها من إيجابيات، ورفع منسوب السلبيات بالنعيق المتواصل على وتر التهويل والتضليل وتعليق القادم من الأيام على حبل التوتير وتفخيخها بسيناريوهات دراماتيكية واحتمالات صعبة.
بمعزل عن نعيق الغربان وفلتانه الذي سبق وواكب وأعقب زيارة الموفد الأميركي ومحادثاته مع الرؤساء جوزاف عون ونبيه بري ونواف سلام، فإنّ الردّ الأميركي على الردّ اللبناني، وكما وعد توم برّاك، لن يستلزم وقتاً طويلاً، مؤكّداً انّه سيُبلّغ إلى لبنان في القريب العاجل. والجوّ السابق لتلقي الردّ الأميركي، تقاطع تقييم الرؤساء على إضفاء الطابع الإيجابي المريح على المحادثات مع الموفد الأميركي، ولاسيما أنّ مضمون الردّ اللبناني الذي وصفه برّاك بأنّه "مسؤول ومتزّن"، وخلص بناءً عليه إلى القول بأنّه "متفائل جداً جداً"، يرسم خريطة طريق نهوض لبنان، ويستجيب في جانبه الأساسي لما لحظه مشروع الحل الأميركي من شروط ومتطلبات الأمن والاستقرار على امتداد لبنان، وعلى وجه الخصوص في منطقة جنوب الليطاني.
أجواء الرؤساء مريحة بشكل عام، وهو ما لمسه زوار رئيس الجمهوريّة، وكذلك جرى التعبير عن ذلك بوضوح في اللقاء الذي جمع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام، كما لوحظت بشكل جلي في عين التينة. وإذا كانت الأجواء الرئاسيّة تميل إلى التفاؤل، إلّا أنّها في الوقت نفسه لا تفرط فيه لأنّه، كما قال مرجع كبير لـ"الجمهورية": "لا يؤمَن لإسرائيل وغدرها على الإطلاق، والتجارب معها غير مشجعة، وربطاً بذلك تبقى الخشية قائمة من تعطيلها لهذا الحل، إلّا إذا بادر الأميركيون هذه المرّة إلى ممارسة الضغط الجدّي على إسرائيل لوقف عدوانها على لبنان والسير بالحلّ، والموفد الأميركي نفسه قال إنّه لا يمكن للوضع أن يستمر على ما هو عليه".
بري حذر
إلى ذلك، تجنّب الرئيس بري تناول أيّ تفصيل إضافي مرتبط بالردّ اللبناني، على ما سبق وقاله بأنّه بُني بحرص كبير على مصلحة لبنان وسيادته، وأخذ بهواجس اللبنانيين كافة وكذلك بمطالب "حزب الله". واكتفى بالقول رداً على سؤال لـ"الجمهورية" عمّا اذا كان يتوقع ترجمة إيجابية للردّ اللبناني: "إن شاء الله". وعندما سُئل عمّا إذا كان مطمئناً، وإن كان منسوب التفاؤل عالياً لديه، اكتفى بالقول: "انا دائما لا ألغي الحذر من حسباني، فلننتظر ما ستؤول إليه الأمور، وعلى ما أقول دائماً لا تقول فول قبل ما يصير بالمكيول".
تفاؤل ديبلوماسي
على أنّ اللافت للإنتباه في هذا السياق، نفحة تفاؤلية تبدّت في مقاربة ديبلوماسي غربي لمهمّة برّاك في بيروت، حيث قال رداً على سؤال لـ"الجمهورية": "التطورات الأخيرة التي تلاحقت في المنطقة، من غزة إلى ايران وسوريا، فرضت تحدّيات جديدة على كل الأطراف، وعدّلت أجندة الأولويات الدولية بصورة عامة، والأميركية بصورة خاصة، عمّا كانت عليه في أوقات سابقة، وضمن هذا المجال، تندرج رغبة واشنطن في بلوغ حل سياسي وتبريد جبهة لبنان بصورة عاجلة ونهائية، والتي ترجمتها بمشروع الحلّ الاميركي الذي تسوّقه عبر الديبلوماسي المخضرم توم برّاك".
وفي رأي الديبلوماسي الغربي، أنّ واشنطن لا تريد تجدّد الحرب بين لبنان وإسرائيل، ومشروع الحل الذي طرحته فائق الجديّة، وتعتبره فرصة وملحّ النفاذ، ليس فقط لكونه في صدارة أجندة اهتمامات وأولويات إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بل لكونه أيضاً، يستجيب لحاجة كلّ الأطراف (لبنان وإسرائيل) إلى الأمن والاستقرار في هذه المرحلة.
وعندما سُئل الديبلوماسي عمّا يضمن أن يكون الردّ الإسرائيلي ايجابياً على الردّ اللبناني، قال: "أنا اتحدث بشكل عام، وأقرأ الواقع على الارض كما هو. لم أطلع اساساً على مضمون الحل الأميركي، او على مضمون الردّ اللبناني، وبالتأكيد لا استطيع ان اتكهن بما سيكون عليه الردّ الإسرائيلي، فبمعزل عن المضامين والتفاصيل، انا اتحدث عن الحل كحلّ من حيث المبدأ، كونه حاجة ومصلحة للبنان وإسرائيل وخصوصاً في هذا الوقت".
أضاف: "وما أود الإشارة اليه هو أنّ واشنطن راغبة في بلوغ حل، والردود السلبية من هذا الطرف أو ذاك تعاكس واشنطن بالدرجة الاولى وتحبط مبادرتها للحل السياسي، مع العلم انّ التقييم الأوّلي لردّ لبنان كان مرضياً على ما جاء على لسان السفير برّاك. ولا استطيع أن اتوقع مسبقاً ما سيكون عليه الموقف الإسرائيلي سواء أكان متجاوباً مع رغبة واشنطن او معاكساً لها. ولكن ما يعزز مستوى التفاؤل لديّ هو قناعتي بأنّ الوقت يسابق كل الاطراف، وانّ الولايات المتحدة تدفع إلى السير بالحلّ مع الأخذ في اعتبارات كلّ الأطراف، التي تصبّ في ما عبّر عنه مسوّق الحلّ الأميركي توم برّاك بإشارته الواضحة إلى التنازلات المتبادلة التي تسرّع في ترسيخ الأمن والاستقرار".
نظرة متشائمة
في موازاة ذلك، أعرب مصدر سياسي رفيع عن تشاؤمه حيال مستقبل الوضع، وقال لـ"الجمهورية" إنّه لا يرى في الأفق ليونة إسرائيلية واستعداداً لبلوغ حل، بل على العكس من ذلك، ويُقرأ ذلك في عملياتها العدوانية التي تكثفت منذ وصول برّاك إلى بيروت، وتصاعدت وتيرتها بشكل كبير في الساعات الأخيرة، بما ينذر بتطورات خطيرة.
وقال المصدر: "الوضع دقيق جداً، لا يغيّر فيه بعض الكلام الظاهري الهادئ والمعسول والإشادة بالشكليات الذي جاء على لسان الموفد الأميركي، بل ينبغي التمعن في جوهره الذي يعكس من جهة ضغطاً هائلاً على لبنان، ولاسيما عندما نأى بواشنطن عن دورها في ضمان اتفاق وقف إطلاق النار، ومن جهة ثانية صلابة الموقف الأميركي حيال ما تعتبرها واشنطن أولويات في لبنان، ولاسيّما ملف سلاح "حزب الله" والمجموعات الفلسطينية. فواشنطن حدّدث سحبه هدفاً آنياً لها، وتريده ان يكون عاجلاً".
ولفت المصدر إلى انّ "الواقعية توجب الحذر من الجانب الإسرائيلي، وإذا كان ثمة من يراهن على تجاوب إسرائيل مع الحل السياسي المطروح، فقبل كل شيء ينبغي عليه ان يجيب على ما يلي: هل ثمة سابقة من هذا النوع؟ ثم هل أنّ واشنطن في وارد الضغط على إسرائيل للدخول في هذا الحل؟ وما هو موقف واشنطن فيما لو جاء ردّ إسرائيل المنتظر مقيّداً للبنان بمطالب وشروط قديمة أو جديدة، فهل ستعارضها واشنطن أم ستماشيها؟ ولتسهيل الجواب أكثر: أيهما الأقرب إلى الولايات المتحدة لبنان ام اسرائيل؟".
تصعيد ملحوظ
إلى ذلك، لوحظ أمس، تكثيف العمليات العدوانية الإسرائيلية في منطقة الجنوب، حيث اعلن الجيش الإسرائيلي أنّه بناءً على معلومات استخباراتية وتحديد أسلحة وبنى تحتية تابعة لـ"حزب الله" في عدة مناطق بجنوب لبنان، شنّ الجنود عمليات خاصة ومحددة لتفكيكها، ومنع "حزب الله" من إعادة تمركزه في المنطقة". وفي إحدى العمليات في منطقة جبل البلاط، "عثرت قوات من اللواء 300 على مجمع يحتوي على مستودعات أسلحة ومواقع إطلاق نار تابعة لـ"حزب الله"، وقام جنود الاحتياط بتفكيك البنية التحتية". وفي عملية أخرى، عثر جنود احتياط من اللواء التاسع على أسلحة مُخبأة في منطقة كثيفة في منطقة اللبونة، بما في ذلك قاذفة متعددة الفوهات، ومدفع رشاش ثقيل، وعشرات العبوات الناسفة"، لافتاً إلى أنّ "القوات صادرت وفككت المعدات والأسلحة العسكرية التي كانت موجودة في المنطقة. كما عثر الجيش الإسرائيلي: على مبنى تحت الأرض يُستخدم لتخزين الأسلحة، وتمّ تفكيك البنية التحتية له في عملية هندسية نفّذتها قوات اللواء". واعلن انّه "يواصل عملياته للقضاء على التهديدات الموجّهة ضدّ إسرائيل ومنع محاولات "حزب الله" لترسيخ وجوده، وفقاً للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان".
في موازاة ذلك، تردّد في الساعات الأخيرة انّ بريطانيا تقدّمت بعرض رسمي نقله وزير الخارجية البريطاني دايفيد لامي إلى السلطات اللبنانية، السبت الماضي، لتثبيت أبراج مراقبة على طول الحدود الجنوبيّة مع إسرائيل، وتسليمها للجيش اللبناني لتعزيز قدراته على المراقبة وحماية الأمن والاستقرار في المنطقة الجنوبية، وضمان تنفيذ القرار 1701، وذلك على غرار أبراج شبيهة ثبتتها بريطانيا خلال السنوات العشر الماضية على الحدود مع سوريا.
عودة النازحين
من جهة ثانية، وفي تطور لافت في ملف النازحين، أفيد بأنّ آلاف اللاجئين السوريين في لبنان يستعدون للعودة إلى ديارهم هذا الأسبوع، بموجب أول خطّة مدعومة من الأمم المتحدة تقدّم حوافز مالية، بعد أن أبدى حكام سوريا الجدد ترحيبهم بعودة جميع المواطنين إلى بلدهم رغم الأضرار الكبيرة التي خلّفتها الحرب والمخاوف الأمنية.
وقالت وزيرة الشؤون الاجتماعية في لبنان حنين السيد، إنّ السوريين العائدين سيحصلون على 100 دولار لكل منهم في لبنان و400 دولار لكل أسرة عند الوصول إلى سوريا. وأضافت أنّ الخطّة تغطّي النقل وأنّ سلطات الحدود قرّرت إعفاءهم من الرسوم.
وقالت لـ"رويترز": "أعتقد أنّها بداية جيدة ومهمّة. أجرينا مناقشات وننسّق هذا الأمر مع نظرائنا السوريين. وأعتقد أنّ الأعداد سترتفع في الأسابيع المقبلة".
ولفتت الوزيرة السيّد إلى ان نحو 11 ألفاً سجّلوا أسماءهم للعودة من لبنان في الأسبوع الأول، وإن الحكومة تستهدف بموجب هذه الخطة أن يتراوح عدد العائدين بين 200 و400 ألف هذا العام. وقالت إنّ الحكومة اللبنانية تركّز على المخيّمات غير الرسمية في لبنان حيث يعيش نحو 200 ألف لاجئ، وربّما تمنح الأشخاص الذين يعيلون أسرهم ويبقون في لبنان، تصاريح عمل في قطاعات مثل الزراعة والبناء إذا عادت أسرهم إلى سوريا.
إلى ذلك، نقلت "رويترز" عن ممثّل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان إيفو فريسن عنه قوله، إنّه "بينما يستمر تطوّر الموقف بسرعة في سوريا، فإنّ المفوّضية تعتبر الوضع الراهن فرصة إيجابية لعودة أعداد أكبر من اللاجئين السوريين إلى ديارهم، أو البدء في التفكير في العودة بطريقة واقعية ومستمرّة".
أبراج مراقبة
تسعى بريطانيا لتوسيع مشروع أبراج المراقبة في جنوب لبنان لتعزيز قدرات الجيش اللبناني و"اليونيفيل" على مراقبة الخروقات وضبط الأمن، بما يضمن تنفيذ القرار 1701. العرض ما زال قيد الدرس ولم تُناقش تفاصيله التقنية بعد، وقد يُحال لاحقاً إلى قيادة الجيش بعد موافقة الحكومة. العرض ليس جديداً، إذ سبق طرحه خلال مفاوضات وقف إطلاق النار أواخر 2023، لكنه واجه سابقاً اعتراض "حزب الله" وتساؤلات تقنية حول وجهة الكاميرات. منذ 2014، موّلت بريطانيا بناء 39 برجاً مماثلاً على الحدود مع سوريا لمنع التهريب، وتعرض حالياً استكمال المشروع جنوباً لدعم الاستقرار.
"الديار":
من المنتظر أن يعود الموفد الأميركي توم باراك إلى بيروت خلال ثلاثة أو أربعة أسابيع، حاملاً أجوبة من الإدارة الأميركية حول الورقة اللبنانية التي لقيت استحسانه، رغم أنها لم تتضمّن مهلة زمنية واضحة لتنفيذ ما ورد فيها من بنود، بل جاءت كخارطة طريق حول سلاح حزب الله.
وفي ظل هذا المسار الدبلوماسي المستجد بين بيروت وواشنطن، يطرح السؤال نفسه: هل يمكن الوثوق بالمواقف الأميركية، أم أن ما يُقال علنًا يختلف كليًا عمّا يُخطط له فعليًا؟ وهل الدبلوماسية الأميركية هي فعلاً وسيلة للحلول أم مجرد واجهة تخفي أجندات تناقض ظاهر الخطاب؟
تجربة لبنان مع واشنطن لا توحي بكثير من التفاؤل. ففي تموز 2024، قدّم الموفد الأميركي السابق آموس هوكشتاين "ضمانات" للسلطات اللبنانية بأن العدوان الإسرائيلي لن يشمل العاصمة بيروت. لكن الأحداث سرعان ما كذّبت هذه الوعود، إذ شنّت إسرائيل غارات عنيفة على الضاحية الجنوبية في أواخر تموز وامتدت لاحقًا في أيلول، متجاوزة كل ما سُمّي بـ"الخطوط الحمراء". وهذا يُعد دليلاً صارخًا على أن الدبلوماسية الأميركية آنذاك لم تكن سوى غطاء للخداع والتضليل.
واليوم، تعود الإدارة الأميركية لتقارب الملف اللبناني من بوابة حسّاسة مجددًا، تتعلق بسلاح حزب الله. ورغم أن توم باراك أبدى رضاه المبدئي على الرد اللبناني، إلا أن الحذر هو سيد الموقف، إذ يترقّب الجميع ما ستؤول إليه الخطوات الأميركية الفعلية، خاصة بعد اللقاء الأخير الذي جمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب برئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض.
وهكذا، تبقى الأسابيع المقبلة كفيلة بكشف النوايا الحقيقية: فهل ستترجم واشنطن أقوالها إلى أفعال؟ أم أننا أمام جولة جديدة من الخداع السياسي المقنّع بشعارات دبلوماسية حيث تسمح "لاسرائيل" بتوسيع هجماتها للضغط على لبنان للرضوخ للشروط الاميركية؟
كيف تعمل اميركا مؤخرا في مقاربتها لمنطقة الشرق الاوسط؟
الى ذلك، يرى ديبلوماسي رفيع المستوى في حديثه لـ"الديار" ان السياسة الاميركية الجديدة تعتمد على حل مسألة واحدة في وقت معين ومن ثم تنتقل الى معالجة عقدة اخرى وعليه التركيز الاميركي الفعلي حاليا يكمن في سوريا وفي عملية التطبيع بين بلاد الشام و"اسرائيل".
وفي لبنان، تدرك واشنطن جيدا ان لبنان ليس لديه القدرة على السير في التطبيع وعليه يشير الديبلوماسي الى ان الاميركيين يميلون الى توظيف بعض القوى في سوريا بتنفيذ ضربة في لبنان. وتابع الديبلوماسي ان الحل في لبنان لن يتضح الان بل ستتوضح الصورة اكثر فاكثر بعدما تطبق واشنطن خططها المرسومة لسوريا.
من هنا، يبدو ان استقرار لبنان لا يزال معرض لعدة "خضات" وان الحل مؤجل الى ان تتوضح ملامح الاتفاقيات التي ستشمل سوريا ومستقبلها.
مصادر مقربة من المقاومة: كلام باراك يحمل في طياته تهديدات مبطنة
من جانبها، رأت مصادر مطّلعة على موقف المقاومة أن الموفد الأميركي، توم باراك، لم يعرب عن إعجاب بمضمون الرد اللبناني، إذ لم يتناول مضمونه بتاتًا، بل اكتفى بالإشادة بسرعة صدور الرد من الدولة اللبنانية، دون أي تعليق على فحواه.
واعتبرت المصادر أن هذا التجاهل يعكس نمط الدبلوماسية الأميركية المعروفة بالمراوغة، حيث تضمّن حديث باراك إشارات مبطّنة تحمل طابعًا تهديديًا، منها إعلانه الصريح بأن الولايات المتحدة ليست من ضمن الأعضاء الضامنين في لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار، وهو إعلان اعتبرته المصادر شكلًا من أشكال التضليل.
وأضافت أن الأخطر من ذلك هو انتقال واشنطن، بوقاحة، من دور الضامن إلى دور الوسيط، إذ أوحى باراك بأن بلاده تكتفي بلعب دور الوسيط بين لبنان والكيان الإسرائيلي، وتسعى فقط لتسهيل التسوية، متخلّية فعليًا عن أي التزام بحماية وقف إطلاق النار.
وبحسب هذه المصادر، فإن الرسالة الأميركية كانت واضحة: إذا لم تُحقّق واشنطن أهدافها عبر الوساطة، فعلى لبنان أن يتدبّر أمره مباشرة مع "إسرائيل"، إذ إن الإدارة الأميركية لا تعتبر نفسها معنية بما قد يُقدِم عليه العدو، سواء هجومًا أو عدوانًا، ما يعني عمليًا رفع الغطاء الأميركي عن لبنان.
وفي السياق ذاته، اعتبرت مصادر قريبة من حزب الله أن حديث باراك لم يحمل أي مؤشرات إيجابية، بل جاء سلبيًا بشكل واضح، خصوصًا حين أشار إلى أن المنطقة تمرّ بمرحلة تحوّلات كبرى، وعلى لبنان أن يواكبها وإلا سيتخلّف عنها. وهو ما فسّرته المصادر كنوع من الضغط السياسي المكشوف.
وأكدت هذه المصادر أن الحقيقة الجلية هي أن الولايات المتحدة نفسها تدفع "إسرائيل" لمواصلة الضغوط على حزب الله، من خلال استمرار عملياتها العدوانية، في انتهاك صريح للقرار 1701، الأمر الذي يعكس تورطًا أميركيًا غير مباشر في التصعيد.
من جهة أخرى، أشادت المصادر بمواقف الرؤساء الثلاثة في لبنان، ووصفتها بالوطنية والمسؤولة، خصوصًا لناحية التأكيد على ضرورة التزام العدو الإسرائيلي بالقرار 1701، وانسحابه من الأراضي اللبنانية المحتلة، مشيرة إلى أن الدولة اللبنانية والمقاومة ملتزمتان بهذا القرار بشكل كامل.
أما بخصوص الاعتداءات المتكررة التي تستهدف ما تزعم "إسرائيل" أنها مخازن أسلحة أو تنفّذ عمليات اغتيال، فقد اعتبرت المصادر أنها محاولات يائسة من جيش الاحتلال الذي يعيش حالة من الإفلاس العسكري. وأوضحت أن العدو بات عاجزًا حتى عن الوصول إلى قادة من الصفين الثالث أو الرابع في حزب الله، وأن هذه العمليات تأتي في إطار الترويج الداخلي، لتسويق "إنجازات" وهمية لجمهوره.
مصادر عسكرية لـ"الديار": احتمال كبير بحصول تصعيد اسرائيلي على حزب الله
في غضون ذلك، أفادت مصادر عسكرية لصحيفة "الديار" أن المؤشرات الحالية ترجّح احتمالية تصعيد "إسرائيلي" مرتقب يستهدف الضاحية الجنوبية لبيروت، مع استمرار سياسة الاغتيالات التي باتت تطال مدنيين وليس فقط عناصر من حزب الله.
لكن، وبحسب المصادر، فإن المقاومة تدرك جيدًا أن جيش الاحتلال غير قادر على خوض حرب شاملة على لبنان، وذلك بسبب افتقاره إلى بنك أهداف فعّال، ما يجعله عاجزًا عن إدارة مواجهة موسّعة.
وأشارت المصادر إلى أن الجيش الإسرائيلي يدرك مسبقًا أن أي توغل ميداني في الأراضي اللبنانية سيُمنى بفشل ذريع، خاصة بعد أن أثبتت المعارك السابقة تفوّق عناصر المقاومة في القتال المباشر، الأمر الذي ترك انطباعًا راسخًا لدى القيادة العسكرية الإسرائيلية بأن كلفة الحرب ستكون باهظة ومصيرها الهزيمة.
وأضافت أن "إسرائيل" قد تلجأ إلى تكثيف استخدام سلاح الجو لتنفيذ ضربات إعلامية الطابع تهدف إلى إظهار قوة معنوية أمام الرأي العام الداخلي، لكنها في الواقع تفتقر إلى أي إنجاز ميداني حقيقي. كما أن الذرائع التي تسوّقها لتبرير استهداف مبانٍ مدنية، بحجة احتوائها على أسلحة، لا تعدو كونها أكاذيب مكشوفة ومحاولة لتبرير الفشل العسكري المتواصل.
خطر التطرف يتسلّل إلى الداخل اللبناني: مؤشرات مقلقة واستنفار أمني
يشهد لبنان في الاونة الاخيرة مؤشرات دخول وانتشار عناصر أصولية ومتشددة، سواء من خلال الحدود المفتوحة مع سوريا أو عبر تجنيد داخلي في بعض المناطق التي تعاني من الفقر والتهميش.
وتُبدي مصادر أمنية لبنانية قلقها من هذا التمدد، لما يشكله من خطر مباشر على الاستقرار الداخلي. فمن الناحية الأمنية، يشكّل وجود المتطرفين تهديدًا فعليًا لاحتمال عودة التفجيرات أو تنفيذ عمليات تستهدف مناطق ذات طابع طائفي، ما يُعيد إلى الأذهان مشاهد الفوضى والعنف التي شهدها لبنان في مراحل سابقة. أما من الناحية الاجتماعية، فإن الخطاب الأصولي يهدد النسيج اللبناني القائم على التنوع، من خلال نشر ثقافة الكراهية والتكفير والتشكيك بالآخر المختلف.
سياسيًا، تداخل الساحة اللبنانية مع الصراع السوري، ووجود جماعات متطرفة عبر الحدود، يضاعف من تعقيد المشهد، ويجعل من لبنان ساحة محتملة لنشاطات مرتبطة بتنظيمات إقليمية متشددة.
اصوليون سوريون حاولوا تنفيذ عملية طعن في جونية
في سياق متصل، حصلت حادثة في جونية في احدى السهرات حيث حاول سوريون اصوليون تنفيذ عملية طعن بالسكين لمواطنين لبنانيين الا ان الاخيرين استطاعوا ردعهم ومنعهم من تحقيق اهدافهم الاصولية البربرية.
مصادر الممانعة لجعجع: موقفه قانوني ولكن التوافق السياسي أقوى
وفي سياق متصل، ردا على كلام رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع، قال مصدر مقرب من الممانعة ان ما يقوله جعجع كلام صائب من المنطلق الدستوري والقانوني لناحية بحث الرد اللبناني ومن ثم التصويت عليه في مجلس الوزراء ولكن في الوقت ذاته اشار المصدر الى انه في الصيغة اللبنانية، اذا حصل توافق بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب على ملف معين بما ان الرؤساء الثلاث يمثلون بيئتهم عندها لا يعود البت بالرد اللبناني بينهم مخالفا للقانون. ولفت المصدر المقرب من الممانعة الى انه في حال طبقنا ما طرحه الدكتور سمير جعجع فان معظم الوزراء تابعين للرؤساء عون وسلام وبري بينما الوزراء المعارضين هم فقط وزراء القوات وبالتالي جلسة التصويت ستكون لصالح توجه ومقاربة الرؤساء الثلاث ازاء وثيقة الموفد الاميركي توم باراك.
القوات اللبنانية لـ"الديار": لماذا تريد الدولة اعطاء انطباع ان هناك اتفاق قاهرة جديد؟
من جهتها، قالت مصادر القوات اللبنانية لـ"الديار" ان كلام الدكتور سمير جعجع حول اتخاذ موقف دستوري رسمي من خلال انعقاد مجلس الوزراء للرد على وثيقة باراك، يندرج في حرصه على العمل المؤسساتي فضلا انه لم يتحدث عن التواصل بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة للاتفاق على جدول اعمال اي جلسة وزارية او التواصل مع رئيس المجلس حول القوانين المدرجة لان هذه الامور بديهية. انما شدد رئيس حزب القوات اللبنانية على ان ورقة مصيرية مفصلية قدمها الموفد الاميركي يمكن ان تأخذ البلاد نحو الانفجار او ترسم خارطة طريق لقيام دولة فعلية، لا يمكن التعامل معها على غرار ما حصل بل يجب اطلاع وثيقة باراك على جميع الوزراء وان تقر انها الية تنفيذية لقرار وقف اطلاق النار الذي وقعتها حكومة تصريف الاعمال برئاسة نجيب ميقاتي في 27 تشرين الثاني الماضي. وعليه،عندما يقدم الرؤساء الثلاث ردا للاميركيين نريد ان نعلم ما هو طبيعة هذا الرد وما هي طبيعة الورقة الاميركية لانها مجهولة للاخرين.
وتساءلت المصادر القواتية انه:" لماذا تريد الدولة اعطاء انطباع اننا امام اتفاق قاهرة جديد؟ لماذا هناك قطبة مخفية في الموضوع؟
واضافت هذه المصادر ان الموفد الاميركي توم باراك قال بكل صراحة :"نرى ان المنطقة دخلت في مرحلة جديدة، وعلى لبنان ان يقرر، اما ان يكون جزء من هذه الصفحة الجديدة اما ان يبقى في الصفحة الماضية"، مشددا ان الاميركيين لا يمكنهم ان يقرروا عن لبنان وعن الاتجاه الذي يريد المضي قدما فيه.
اما من وجه اتهامات لرئيس القوات اللبنانية بان كلامه الاخير يهدد الامن القومي فاعتبرت المصادر القواتية انها تصب في خانة الافتراء في حين من يهدد فعلا الامن القومي هو من يرفض ان يكون السلاح حصريا بيد الدولة اللبنانية.
ماذا جاء في وسائل الاعلام "الاسرائيلية" اليمنية المتطرفة عن الرد اللبناني؟
في هذا السياق،جاء في وسائل اعلام عبرية يمينية متطرفة ان "اسرائيل" قد تصعد عسكريا اذا فشلت الديبلوماسية اللبنانية في نزع سلاح حزب الله وفقا لديبلوماسيين. كما قالت صحيفة "اسرائيلية" متطرفة بان الخيار العسكري لن يكون سوى الخيار الوحيد امام "اسرائيل" اذا لم تتقدم الدولة اللبنانية بقرار واضح حول نزع سلاح حزب الله.
صحيفة هأرتس: الرد اللبناني غامض ودون جدول زمني واضح
كتبت صحيفة "هأرتس" "اليسارية" بان الرد اللبناني تضمن غموض "تجنبي" اضافة انه لا يوجد جدول زمني واضح فيه مشيرة الى ان "اسرائيل" تعتبر ان جزءا من الرد قد لا يكون كافيا لحماية مصالحها الامنية.
ونقلت صحيفة "تايمز اوف اسرائيل" عن مسؤول "اسرائيلي" ان "تل ابيب" لن تنسحب من "نقاطها الحدودية" الا في حال " تم نزع سلاح حزب الله بالكامل" مشددة على بقاء "الوجود العسكري لحماية اسرائيل".
ما هو انعكاس زيارة وزير الخارجية الايراني لنظيره السعودي في الرياض على لبنان؟
الى ذلك، تشير زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى السعودية ولقاؤه نظيره السعودي إلى تقدم في مسار التهدئة الإقليمية، ما قد ينعكس إيجابًا على لبنان. ففي ظل التقاطع الإيراني-السعودي على الساحة اللبنانية، يُتوقّع أن تساهم هذه الزيارة في خفض منسوب التوتر، خصوصًا على الجبهة الجنوبية، وتليين المواقف بين القوى اللبنانية المحسوبة على الطرفين. كما قد تُمهّد لتقريب وجهات النظر حول ملفات خلافية، وتُشكّل عاملًا مساعدًا لتجنّب الانزلاق نحو مواجهة عسكرية شاملة. باختصار، أي تقارب إيراني-سعودي يخلق مناخًا أكثر ملاءمة لإعادة الاستقرار إلى لبنان، ولو بشكل تدريجي.
"نداء الوطن":
الموفد الأميركي توم برّاك " قال كلمته ومشى"، ولكن وفق ما هو واضح، فإنه بعد مغادرته عادت الكلمة للميدان، فهل ما بدأ يحصل من تطورات عسكرية يأتي ترجمة لِما قاله برَّاك من أن إعطاء الضمانات كمَن يمشي على المياه؟ وهل هذا بمثابة ضوء أخضر لإسرائيل لتحقق بالنار ما لم يتحقق بالدبلوماسية؟
المؤشر الأساسي إلى عودة العمليات العسكرية، هو أن إسرائيل أعطت اسمًا للعملية، وهو "عمليات خاصة وموّجهة" special and targeted operations.
وهذا له مدلولاته في العلم العسكري حيث أنه لا تُطلَق أسماء إلا عند بدء عمليات جديدة، وليس مجرد تصعيد.
التصعيد الإسرائيلي في الميدان
أول من أمس، بالتزامن مع وجود برّاك في بيروت، في يومه الثاني، شنَّت إسرائيل غارة، أهميتها ليست في ما استهدفته بل في العمق الجغرافي للهدف وعلى بُعد قارب المئة والثمانين كيلومترًا من الحدود الجنوبية.
أمس، عاودت إسرائيل عملياتٍ تشبه إلى حدّ بعيد ما كانت تقوم به قبل اتفاق وقف إطلاق النار في السابع والعشرين من تشرين الثاني 2024، ويقول الجيش الإسرائيلي، في هذا السياق، إن قواته واصلت مهمتها على طول الحدود اللبنانية، بهدف حماية الإسرائيليين والقضاء على أي تهديد، ويتابع الجيش الإسرائيلي: "تعمل القوات الإسرائيلية على تفكيك البنية التحتية لـ "حزب الله" في جنوب لبنان. مضيفًا "بناءً على معلومات استخباراتية وتحديد أسلحة وبنى تحتية تابعة لـ "حزب الله" في عدة مناطق في جنوب لبنان، شنّ الجنود عمليات خاصة ومحددة لتفكيكها ومنع "حزب الله" من إعادة تمركزه في المنطقة". ولفت الجيش الإسرائيلي إلى أنّه في إحدى العمليات في منطقة جبل البلاط، "عثرت قوات من اللواء 300 على مجمع يحتوي على مستودعات أسلحة ومواقع إطلاق نار تابعة لـ "حزب الله"، وقام جنود الاحتياط بتفكيك البنية التحتية". أضاف أنّه في عملية أخرى، "عثر جنود احتياط من اللواء التاسع على أسلحة مُخبأة في منطقة كثيفة في منطقة اللبونة، بما في ذلك قاذفة متعددة الفوهات، ومدفع رشاش ثقيل، وعشرات العبوات الناسفة"، لافتاً إلى أنّ "القوات صادرت وفككت المعدات والأسلحة العسكرية التي كانت موجودة في المنطقة".
وتابع الجيش الإسرائيلي: "عُثر على مبنى تحت الأرض يُستخدم لتخزين الأسلحة، وتم تفكيك البنية التحتية له في عملية هندسية نفذتها قوات اللواء"، معلناً أنّه "يواصل عملياته للقضاء على التهديدات الموجهة ضد إسرائيل ومنع محاولات "حزب الله" لترسيخ وجوده، وفقًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان".
اغتيال قائد في "وحدة بدر"
الجيش الإسرائيلي أعلن أنه اغتال "قائد قوة النيران في قطاع الزهراني في وحدة بدر التابعة لـ "حزب الله" حسين علي مزهر، وبهذه العملية تكون إسرائيل قد فعَّلت عملية الاغتيالات، في سياق تحقيق مطالبها بالنار بعد تعثر الدبلوماسية. ولم يكتفِ الجيش الإسرائيلي بتفعيل ماكينة الاغتيالات بل حرك ماكينة التوغل البري أيضًا.
الردّ الإسرائيلي يُكتب بالنار؟
عبّرت مصادر رسمية عبر "نداء الوطن" عن تخوّفها من التطورات الأمنية. ورأت أن الهجمات الإسرائيلية في الجنوب والشمال، والعملية البريّة التي أعلنت إسرائيل عنها تشكّل مؤشرات سلبية، وهذا يعطي بعض المؤشرات إلى طبيعة الردّ الإسرائيلي على الورقة اللبنانية، والذي بدأ يُكتب بالنار.
الخارجية الأميركية تشرح كلام برَّاك
وغداة مغادرة براك بيروت، موقف بالغ الأهمية للخارجية الأميركية. المتحدث باسم الخارجية قال: "لن نُعلّق على المناقشات الدبلوماسية الخاصة وكما قال السفير توم براك علنًا لقد كان راضيًا بشكل لا يُصدق عن الاستجابة الأولية من الحكومة اللبنانية لكنه أشار أيضًا إلى أننا بحاجة الآن للدخول في التفاصيل".
وتابع: "على الصعيد الأمني القوات المسلحة اللبنانية أحرزت تقدمًا في نزع سلاح "حزب الله" في الجنوب لكن لا يزال هناك المزيد من العمل المطلوب".
أضاف، "نحتاج إلى أن تقوم الدولة اللبنانية بالمزيد لإزالة الأسلحة والبنى التحتية التابعة لـ "حزب الله" والجهات غير الحكومية في أنحاء البلاد بشكل كامل".
"لا نريد أن يستعيد "حزب الله" قدرته"
وأردف، "لا نريد أن نرى "حزب الله" أو أي جماعة أخرى في لبنان تستعيد قدرتها على ارتكاب أعمال عنف وتهديد الأمن في لبنان أو إسرائيل".
وختم، "الإصلاحات الأمنية وحدها لا تكفي في لبنان فيجب إقرار إصلاحات اقتصادية وقضائية حاسمة لضمان استقراره الماليّ واستعادة ثقة المجتمع الدوليّ وعلى البرلمان التحرك لإقرار قانون إعادة هيكلة المصارف وتشريع استقلالية القضاء".
الجدير ذكره أن براك انتقل من لبنان إلى سوريا حيث التقى الرئيس أحمد الشرع في قصر الشعب.
هل يلتقي الشرع - نتنياهو في واشنطن؟
بحسب قناة "i24 " الإسرائيلية، نقلًا عن مصدر سوري وصفته بأنه مقرب من الرئيس السوري، أحمد الشرع، فإنه من المتوقع أن يلتقي الشرع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في أيلول المقبل.
وسيكون الاجتماع في العاصمة الأميركية واشنطن، قبل اجتماع "الجمعية العامة للأمم المتحدة" في أيلول المقبل.
ومن المتوقع أن يعقد الاجتماع في البيت الأبيض، وسيتم التوقيع خلال الاجتماع على اتفاقية أمنية، برعاية رئيس الولايات المتحدة الأميركية، دونالد ترامب.
المصدر السوري اعتبر أن الاجتماع المرتقب سيكون الخطوة الأولى نحو اتفاقية سلام والتطبيع بين البلدين.
يُذكَر أن الموفد الأميركي توم براك كان كشف يوم الإثنين 7 تموز، أن الحوار بين سوريا وإسرائيل قد بدأ.
أول رئيس لبناني في قبرص منذ 15 عامًا
أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، أن "لبنان يتطلع إلى قبرص كونها البلد الذي لطالما كان الداعم له وسيبقى"، وقال: "تحولنا معًا مستقرًّا لكل من يسعى إلى السلام والحرية، وهذا هو أكثر ما يجمعنا اليوم وأعمق ما نريده لبلدينا وشعبينا ومنطقتنا والعالم. السلام العادل، عبر الحوار، لتبادل كل الحقوق والحرية المسؤولة الحاضنة لكل ازدهار وإبداع وتطور لحياة البشر وخيرهم".
وأكد الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس أن "رخاء لبنان واستقراره هما ذات أهمية استراتيجية بالنسبة لقبرص والاتحاد الأوروبي"، وحيّا "الجهود التي يقوم بها الرئيس عون للتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي 1701، وأيضًا اتفاق وقف الأعمال العدائية بتاريخ 27 تشرين الثاني 2024".
مواقف الرئيسين عون وخريستودوليدس جاءت في مؤتمر صحافي مشترك أعقب لقاء القمة بينهما. يذكر أن الزيارة هي الأولى لرئيس لبناني إلى قبرص منذ أكثر من خمسة عشر عاماً.
نازحون سوريون يغادرون إلى بلادهم بدعم أممي
يستعد آلاف اللاجئين السوريين في لبنان للعودة إلى ديارهم، هذا الأسبوع، بموجب أول خطّة مدعومة من الأمم المتحدة تقدّم حوافز مالية، بعدما أبدى حكام سوريا الجدد ترحيبهم بعودة جميع المواطنين إلى بلدهم رغم الأضرار الكبيرة التي خلّفتها الحرب والمخاوف الأمنية.
وقالت وزيرة الشؤون الاجتماعية في لبنان حنين السيد إن السوريين العائدين سيحصلون على 100 دولار لكل منهم في لبنان و400 دولار لكل أسرة عند الوصول إلى سوريا. وأضافت أن الخطّة تغطّي النقل وأن سلطات الحدود قرّرت إعفاءهم من الرسوم.
وقالت الوزيرة السيد إن نحو 11 ألفاً سجّلوا أسماءهم للعودة من لبنان في الأسبوع الأول وإن الحكومة تستهدف بموجب هذه الخطة أن يتراوح عدد العائدين بين 200 و400 ألف هذا العام.
"اللواء":
تترقب الاوساط اللبنانية باهتمام متزايد الحركة الجارية بين عواصم العالم، للبحث عن مخارج للملفات المتأزمة المفتوحة، من غزة والقضية الفلسطينية، إلى سوريا، وطبيعة الترتيبات المطلوبة مع الادارة السورية الجديدة، إلى لبنان وإيران، والنشاط اليمني في البحر الاحمر، وعبر الصواريخ والمسيّرات..
ويبنى هذا الترقب على صلة وصل من نوع ما مع مهمة الموفد الاميركي توم باراك، الذي من المتوقع أن يعود إلى بيروت في غضون أقل من اسبوعين، لمناقشة عناصر الردّ اللبناني الذي يخضع لإعادة النظر، في ما خصّ الرؤية الاميركية لمعالجة سلاح حزب الله، وسائر أنواع الاسلحة في ما خصّ السلاح الفلسطيني وأسلحة الميليشيات.
وحسب مصادر سياسية بأنه من الخطأ الاستعجال في قراءة دبلوماسية باراك، الذي كانت له محطة في دمشق، بعد بيروت، حيث قيّم الوضع، وتحادث مع الرئيس السوري أحمد الشرع في مسائل تتصل بالوضع السوري وترتيباته.
وذكرت مصادر سياسية مطلعة لـ"اللواء" الى ان البلد ما يزال تحت تأثير زيارة المبعوث الأميركي توماس باراك التي تسلم من خلالها الرد اللبناني على الورقة الأميركية. واعتبرت ان الاعتراضات التي عبر عنها حزبا القوات والكتائب من عدم بحث الرد في مجلس الوزراء لا تزال على حالها ولم تتم معالجتها، ومن هنا فإن مواقف مرتفعة السقف قد تحضر في الايام المقبلة ولعل المسألة تتضح مع ما قد يعلنه رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع عبر برنامج " صار الوقت" على الـ "أم تي في" اليوم.
واشارت المصادر الى ان هناك متابعة لبنانية يفترض ان تشق طريقها بعد زيارة باراك لاسيما بالنسبة الى النقاط المتصلة بتسليم السلاح والإصلاحات والملف اللبناني - السوري.
والأخطر في مواقف الموفد الاميركي رمي كرة السلاح في الملعب اللبناني، وسط مقاربات متباينة من المرجح أن تظهر في أول جلسة لمجلس الوزراء، بعد عودة الرئيس جوزف عون من قبرص.
والمنتظر ان ينقل الرد اللبناني الى ادارته الاميركية ويناقشه لاحقا مع الرئيس ترامب ووزير الخارجية، ما لم تكن السفيرة الاميركية في بيروت ليزا جونسون قد سبقته بتقرير مفصّل عن محادثاته في بيروت، وتفاصيل الرد اللبناني والملاحظات على ورقة العمل الاميركية حول موضوع حصرية السلاح، واجواء اللقاءات الاخرى التي اجراها باراك مع بعض اركان القوى السياسية، ونتيجة جولته على منطقة جنوب نهر الليطاني.
لكن معظم المعلومات أجمعت على ان حزب الله لم يقدم اي ملاحظات او ردّ خطي على ورقة باراك بسبب غياب الضمانات الاميركية المطلوبة لوقف العدوان الاسرائيلي على لبنان،بل ان الرد جاء عبر الرئيس نبيه بري مع الحزب. كما ان باراك حدد ضمنا ولو بشكل غير مباشر فترة اشهر قليلة لتنفيذ قرار سحب السلاح، "ليس من حزب الله فقط بل من المخيمات والتنظيمات الفلسطينية واللبنانية المسلحة الاخرى".
الخارجية الأميركية: بحث التفاصيل
وفي موقف اميركي جديد، أكد متحدث بإسم وزارة الخارجية الأميركية، أننا "لن نُعلّق على المناقشات الدبلوماسية الخاصة، وكما قال السفير توم باراك علنًا لقد كان راضيًا بشكل لا يُصدق عن الاستجابة الأولية من الحكومة اللبنانية لكنه أشار أيضًا إلى أننا بحاجة الآن للدخول في التفاصيل".
وتابع في تصريح له أمس على الصعيد الأمني القوات المسلحة اللبنانية أحرزت تقدماً في نزع سلاح حزب الله في الجنوب، لكن لا يزال هناك المزيد من العمل المطلوب.
أضاف: نحتاج إلى أن تقوم الدولة اللبنانية بالمزيد لإزالة الأسلحة والبنى التحتية التابعة لحزب الله والجهات غير الحكومية في أنحاء البلاد بشكل كامل.
وقال: لا نريد أن نرى حزب الله أو أي جماعة أخرى في لبنان تستعيد قدرتها على ارتكاب أعمال عنف وتهديد الأمن في لبنان أو إسرائيل.
وختم:الإصلاحات الأمنية وحدها لا تكفي في لبنان، بل إقرار إصلاحات اقتصادية وقضائية حاسمة لضمان استقراره الماليّ واستعادة ثقة المجتمع الدوليّ، وعلى البرلمان التحرك لإقرار قانون اعادة هيكلة المصارف وتشريع استقلالية القضاء.
رسالة من باراك إلى حزب الله
وانشغلت مصادر دبلوماسية بما رشح من معلومات عن رسالة من براك لحزب الله، يتضمن دعوة للتفاوض ، وتحديد المكاسب السياسية المرغوب بها، مقابل إلغاء السلاح.
وحسب ما قاله مسؤول لبناني رفيع لـ "اللواء" فإن الموفد الاميركي براك حمّل احد المسؤولين اللبنانيين رسالة خاصة الى حزب الله مفادها: فلنتفاوض "قرروا الوقت والمكان"، ونعطيكم ضمانة اميركية بحصولكم على اي مكتسبات سياسية تريدونها مقابل السلاح والسلام مع اسرائيل ...ووفقاً للمعطيات، فان الحزب لم يرد حتى اللحظة على طلب باراك باجراء اي مفاوضات، سواء مباشرة او غير مباشرة.
وفي اطار هذه التطورات، كشف المسؤول، ان هناك عواصم عربية دخلت على خط عرض وساطتها لاستضافة اي حوار بين الحزب وواشنطن، وهناك اتصالات دولية واقليمية على اعلى المستويات لترتيب فتح باب التفاوض بين الطرفين.
وبحسب المصدر ذاته، فإن الغاية الأساسية المعلنة من زيارة باراك ،غير الرسالة التي مررتها واشنطن لحزب الله، كانت لإبلاغ لبنان رسميا، عبر الرئاسات الثلاث، ان واشنطن ترفع يدها عن أي تصعيد إسرائيلي محتمل ضد لبنان في اي مرحلة من مراحل التفاوض، حتى وإن لم يصل إلى مستوى الحرب الشاملة.. والاخطر بحسب المصدر، ان باراك لمّح بوضوح إلى أن بلاده لم تعد تكتفي بالمطالبة بحلّ حزب الله عسكريا، بل باتت تطالب بانخراط لبنان في مسار تطبيعي مع إسرائيل.
بالمقابل، نقل عن باراك قوله أن الانتهاكات الاسرائيلية قد تستمر حتى تسليم آخر رصاصة يملكها حزب الله..وسط رهان على أن ثلاثة عوامل قد تغير مجرى الاحداث، إنهاء حرب غزة، التفاوض الاميركي - الايراني، التفاوض بين واشنطن وحزب الله.
عون في قبرص
وقد أجرى رئيس الجمهورية جولة محادثات مع نظيره نيكوس خريستودوليدس الذي أكد دعم إستقرار ووحدة وسيادة أراضي لبنان، والعمل على مقترح يتيح مشاركة لبنان في المجالس الأوروبية.
وعقد الرئيس عون لقاءً ثنائياً مع نظيره القبرصي نيكوس خريستودوليدس الذي أكد دعم إستقرار ووحدة وسيادة أراضي لبنان، والعمل على مقترح يتيح مشاركة لبنان في المجالس الأوروبية.اعقبته محادثات موسّعة بين الوفدين اللبناني والقبرصي
وبعد اللقاء، أعلن خريستودوليدس في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس عون، أننا "نقوم بدور رائد ليس فقط من خلال دعم العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ولبنان ولكن أيضاً من خلال التواصل والتعاون"، مؤكدًا أننا "ندعم لبنان ونقدّر جهود الرئيس جوزاف عون".
اضاف: أننا نريد تقليل حدّة التوتر في المنطقة ونقوم بما يتسنى لنا من مساعٍ حتى نكون بمثابة الشريك الثابت.وأكد "التزامنا بالقانون الدولي وكل الجهد لأي مبادرة تهدف إلى وقف إطلاق النار في غزة وتحرير الرهائن".وقال: ممتنّون للدعم على مرّ الزمن للبنان في ما يتعلق بحل القضية القبرصية في قرارات مجلس الأمن والقانون الدولي ونقدّر زيارة الرئيس عون لقبرص.
كما اكد الرئيس القبرصي أن رخاء لبنان وإستقراره هما ذات أهمية إستراتيجية بالنسبة لقبرص والإتحاد الأوروبي. وحيا الجهود التي يقوم بها الرئيس عون للتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي 1701، وأيضا إتفاق وقف الاعمال العدائية بتاريخ 27 تشرين الثاني 2024.
وشدد الرئيس القبرصي على ان لبنان الذي يتمتع بالإستقرار والسلام والقوة، من الممكن ان يقود منطقة شرق المتوسط كي تكون اقوى واكثر سلاما. وكشف ان الدعم المادي الذي اقرته المفوضية الأوروبية للبنان، بقيمة مليار يورو، بات اليوم في المرحلة الأخيرة لإتاحته، من أجل دعم قطاعات عدة فيه.
وقال مخاطبا عون: ان قبرص تدعم مقترح مشاركتكم في اجتماع قمة المجالس الأوروبية، حيث ستتاح لكم الفرصة لعرض رؤيتكم للبنان. وفي هذا النطاق تدعم قبرص هذه المبادرة، ويسعدني أن استقبلكم في مجلس قمة غير عادي للاتحاد الأوروبي سيعقد في العام 2026، خلال رئاسة قبرص للاتحاد.
اما الرئيس عون فقال: ان لبنان يتطلع الى قبرص كونها البلد الذي لطالما كان الداعم له وسيبقى". وقال: تحوّلنا معاً مستقراً لكل من يسعى إلى السلام والحرية، وهذا هو أكثر ما يجمعنا اليوم وأعمقُ ما نريده لبلدينا وشعبينا ومنطقتنا والعالم. السلام العادل، عبر الحوار، لتبادل كل الحقوق، والحرية المسؤولة، الحاضنة لكل ازدهار وإبداع، وتطور لحياة البشر وخيرهم
بعد الجولة، اقام الرئيس القبرصي مأدبة غداء على شرف نظيره اللبناني في القاعة الوزارية، استكملت في خلالها المحادثات حول القضايا الثنائية ذات الاهتمام المشترك.
وفي السراي الكبير، استقبل الرئيس نواف سلام مع المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان جينين هينيس- بلاسخارت وتم البحث في الاوضاع الراهنة، والمستجدات ذات الصلة بتنفيذ القرار 1701
الامتحانات الرسمية
ولم تمنع الاعتداءات الاسرائيلية طلاب الجنوب وتلامذته من إجراء الامتحانات الرسمية، التي تفقَّدها الرئيس سلام برفقة وزيرة التربية ريما كرامي.
وقال سلام: أجريت الامتحانات الرسمية في موعدها، رغم كل الظروف، وهي رسالة واضحة بأن الدولة تستعيد عافيتها، تمامًا كما أجرينا الانتخابات البلدية، وكما نستعد لإجراء الانتخابات النيابية في موعدها".وفي رسالة خاصة إلى تلامذة الجنوب وذويهم، أكّد الرئيس سلام أن أي تطوّرات أمنية ـ لا قدّر الله ـ سيتم أخذها بعين الاعتبار، مشيرًا إلى أن وزيرة التربية ستتوجه شخصيًا إلى الجنوب غدًا لمتابعة سير الامتحانات والاطمئنان إلى سلامة التلاميذ. ولاحظت كرامي أن الاجواء هادئة ، وأن المرحلة ستُعد نقلة نوعية إلى إعادة تقوية المنهج وتحسين الطلاب للمرحلة المقبلة.
الاعتداءات
جنوباً، لم يكفّ الاحتلال الاسرائيلي عن الانتهاكات اليومية، وخرق أجواء لبنان على مدار الساعة، فحلقت مسيّراته فوق الضاحية الجنوبية وبيروت والجنوب على علو منخفض، وأقدمت على تفجير منزل في كفركلا.
وقال الجيش الاسرائيلي، أن "قوات الفرقة 91 تواصل مهمتها على طول الحدود اللبنانية، بهدف حماية الإسرائيليين والقضاء على أي تهديد وتعمل القوات على تفكيك البنية التحتية لحزب الله في جنوب لبنان، بتوجيه من فوج الإطفاء التابع للفرقة".وأضاف في بيان، "وبناءً على معلومات استخباراتية وتحديد أسلحة وبنى تحتية تابعة لحزب الله في عدة مناطق بجنوب لبنان، شنّ الجنود عمليات خاصة ومحددة لتفكيكها ومنع حزب الله من إعادة تمركزه في المنطقة". ولفت إلى أنّه في إحدى العمليات في منطقة جبل البلاط، "عثرت قوات من اللواء 300 على مجمع يحتوي على مستودعات أسلحة ومواقع إطلاق نار تابعة لحزب الله، وقام جنود الاحتياط بتفكيك البنية التحتية".
أضاف أنّه في عملية أخرى، "عثر جنود احتياط من اللواء التاسع على أسلحة مُخبأة في منطقة كثيفة في منطقة اللبونة، بما في ذلك قاذفة متعددة الفوهات، ومدفع رشاش ثقيل، وعشرات العبوات الناسفة"، لافتاً إلى أنّ "القوات صادرت وفككت المعدات والأسلحة العسكرية التي كانت موجودة في المنطقة". وتابع الجيش الإسرائيلي: "عُثر على مبنى تحت الأرض يُستخدم لتخزين الأسلحة، وتم تفكيك البنية التحتية له في عملية هندسية نفذتها قوات اللواء"، معلناً أنّه "يواصل عملياته للقضاء على التهديدات الموجهة ضد إسرائيل ومنع محاولات حزب الله لترسيخ وجوده، وفقاً للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان".
لكن تبين من معلومات ميدانية، ان الحديث عن "عملية برية" في جنوب لبنان هو تضخيم مقصود، وما يجري هو عمليات بحث وتفجير سابقة في بعض القرى، واستكمال لعدوان لم يتوقف بذريعة العثور على مخلفات للمقاومة والهدف التغطية على استمرار الخروقات. فقوات العدو تتمركز اصلا في موقع مستحدث بجبل بلاط وهو احد المواقع الخمسة ولم تدخل قوات الاحتلال اليه اليوم، وقامت بتفجيرات خلال الايام الماضية في محيط الموقع ، كذلك هي تتحرك بشكل دائم في احراج "اللبونة" حيث يوجد ايضا موقعا مستحدثا وهو احد النقاط الخمس.
توقيفات
بلغ عدد الموقوفين لدى القوى الامنية والجيش اللبناني 8 موقوفين، ظهروا في فيديوات حمل الاسلحة الحربية في إحياء إحدى ليالي عاشوراء في الخندق الغميق.
"الأنباء" الالكترونية:
حبس الأنفاس الذي عاشه اللبنانيون قبل زيارة الموفد الأميركي طوم برّاك الثانية الى لبنان، بدّدته المواقف والتصريحات التي أطلقها والتي أوحت بنوع من الليونة، بغض النظر عمّا اذا كانت تعكس حقيقة الواقع، لا سيما وأن برّاك كان أكثر وضوحاً في اطلالته التلفزيونية، مؤكداً ان على لبنان التقاط الفرصة، فبعد عام لن يكون هناك مَن يأتي ليفاوض لبنان.
مصادر مواكبة لفتت عبر جريدة الأنباء الالكترونية الى وجود متغيّرات جدية ومهمة في المواقف غير المعلنة لحزب الله، وربما يكون هناك مباحثات أكثر جدية معه، وقد يدخل الأميركي بشكل مباشر على خط التواصل، كما رشح من بعض التسريبات الاعلامية الغربية.
وفي هذا السياق، تتجه الأنظار مجدداً الى عودة برّاك الى بيروت بعد حوالى الأسبوعين، لتلمّس مدى استعداد واشنطن للاستمرار طويلاً بمناقشة لبنان، أم أن الخيارات ستضيق أمام الدولة اللبنانية.
الى ذلك، شددت أوساط حكومية عبر جريدة الأنباء الالكترونية على أن النقاش مع برّاك يستند بالدرجة الاولى الى المسلمات اللبنانية الواردة في البيان الوزاري، مشددة على ضرورة الانسحاب الاسرائيلي الكامل ووقف الاعمال العدائية والشروع في اعادة الاعمار والافراج عن الاسرى اللبنانيين المحتجزين لدى اسرائيل.
وجددت تأكيد رئيس الحكومة نواف سلام تمسكه بحصرية السلاح، وأن الدولة وحدها صاحبة قرار الحرب والسلم.
عون في قبرص
على صعيد آخر، قام رئيس الجمهورية جوزف عون بزيارة الى قبرص، التي تترأس المجموعة الاوروبية. حيث تباحث مع نظيره القبرصي خريسو دوليدس بحضور وزير الخارجية يوسف رجي والوفد المرافق في العمل على ترسيخ العلاقات القائمة بين البلدين وضرورة تعزيزها على الصعد كافة لمواجهة التحديات والمشاكل التي تتعرض لها المنطقة ككل.
لقاء بن سلمان - عراقجي
على الصعيد الاقليمي، كان لافتاً اللقاء الذي عُقد في جدة، بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع وزير الخارجية الايراني عباس عرقجي، بحضور وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان.
واعتبرت مصادر سياسية عبر جريدة الانباء الالكترونية أن هذا اللقاء أحدث تفاعلاُ كبيراً نظراً لتوقيته وأهميته، وسط تساؤلات عن ابعاد هذا التقارب السياسي في توقيت بالغ الحساسية.
المصادر أشارت الى أن اللقاء شهد استعراضاً شاملاً للعلاقات السعودية الايرانية، اضافة الى المستجدات الاقليمية، حيث شدد ولي العهد السعودي على اهمية وقف اطلاق النار كمدخل اساسي لتعزيز الامن والاستقرار، داعياً الى اعتماد الدبلوماسية والحوار.
المصادر رأت أن هذا اللقاء يأتي في سياق التقارب بين السعودية وايران منذ اتفاق بكين، وسط سعي الطرفين لتخفيف حدة التوترات الإقليمية في ملفات شائكة، أبرزها اليمن غزة لبنان والعراق. وهو ما ينظر اليه كخطوة نحو اعادة صياغة التوازنات في المنطقة.
فاللقاء بحسب المصادر يندرج ضمن جهود مزدوجة لتهدئة وكسب الوقت في ظل التحولات الإقليمية المتسارعة وما اذا كان هذا الانفتاح سيترجم الى خطوات عملية في الميدان.
"البناء":
بين واشنطن والدوحة جولات مكوكية وتبادل خرائط ووثائق على مدار الساعة، سعياً لتذليل العقبات من طريق ولادة اتفاق الهدنة لستين يوماً في غزة، وهو الاتفاق الذي يأتي على خلفية قناعة دولية وإقليمية باستنفاد الحرب أسباب استمرارها حتى من واشنطن التي تتفهّم حرج رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو القبول بإعلان إنهاء الحرب، ولذلك تقترح هدنة يتمّ تمديدها لأكثر من مرة، بدلاً من التمديد التلقائي لحين نهاية التفاوض كما تقترح ورقة حركة حماس، واستنفاد الحرب يجتمع مع نتائجها الكارثيّة على وضع الحكومات الغربية والعربية من جهة، ومن الخشية من أن يكون استمرارها مدخلاً لجولة حرب جديدة يريدها نتنياهو ضد إيران يستدرج أميركا إليها مجدداً، وهي حرب تدرك واشنطن مخاطر تجددها وتدرك حجم القلق الخليجي من هذا التجدّد، والتحذيرات التي وصلت إلى البيت الأبيض عن العجز عن الوفاء بالتعهّدات المالية التي قطعتها حكومات الخليج للرئيس الأميركي دونالد ترامب.
انخراط الرئيس ترامب في المفاوضات واضح من خلال تكثيف الاجتماعات التي تضمّ نتنياهو في البيت الأبيض، سواء مع ترامب نفسه أو مع معاونيه، بينما نقلت اكسيوس عن مصادر موثوقة أن اجتماعاً عقد في البيت الأبيض بين مسؤول قطري زار واشنطن والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف ووزير الشؤون الاستراتيجية في حكومة نتنياهو رون دريمر. وقالت مصادر متابعة لملف التفاوض إن تقدّماً نسبياً يمكن تسجيله في مفاوضات ملفي الانسحابات والمساعدات، حيث المواقف لا تزال متباعدة، لكنها شهدت تحسناً نسبياً في الموقف الإسرائيلي، فيما يراوح الموقف من إنهاء الحرب مكانه، لكن المفاوضات تتواصل بزخم، وحركة حماس تعلن أنها أبدت كل المرونة اللازمة ونتنياهو يميل لتمديد زيارته لمواصلة قيادة المفاوضات.
ميدانياً، شكلت عمليات المقاومة في غزة رافعة قوية لصالح الوفد المفاوضات، حيث دخل إنهاك جيش الاحتلال والضغوط التي يقوم بها قادة الجيش على المستوى السياسي للسير بصفقة تنهي الحرب على خط المشهد التفاوضي، بينما سجل اليمن مزيداً من العمليات النوعية بعد القصف الصاروخيّ الذي استهدف عمق الكيان قبل أيام، ونجحت القوات اليمنية باتسهداف سفينة تابعة لشركة تتعامل مع موانئ الكيان وسبق لها أن خرقت الحظر المفروض من اليمن على السفن التي تتجه نحو موانئ الكيان، حيث أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية التابعة لحركة “أنصار الله“ يحيى سريع، في بيان، أنّ “القوات البحرية في القوات المسلحة اليمنية استهدفت سفينة (ETERNITY C) التي كانت متجهة إلى ميناء أم الرشراش (إيلات) بفلسطين المحتلة، وذلك بزورق مسير وستة صواريخ مجنحة وباليستية، انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني، وإسناد مجاهديه الأبطال”. وأوضح أنّ “العملية أدّت إلى إغراق السفينة بشكل كامل، والعملية موثقة بالصوت والصورة. وبعد العملية تحرّكت مجموعة من القوات الخاصة في القوات البحرية، لإنقاذ عدد من طاقم السفينة، وتقديم الرعاية الطبية لهم، ونقلهم إلى مكان آمن”.
فيما ينتظر لبنان الرد الأميركي على الملاحظات اللبنانية على الورقة الاميركية، دخل لبنان بحالة قلق من احتمال توسيع الاحتلال الاسرائيلي العمليات العسكرية والقيام بمغامرة ضد لبنان.
ووفق معلومات «البناء» فإن المبعوث الاميركي توم براك تسلم الملاحظات اللبنانية على الورقة الاميركية وسيتقلها الى الادارة الاميركية على ان تحضر على طاولة النقاش بين الرئيس الاميركي ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو. واشارت المعلومات الى أن الملاحظات اللبنانية عبارة عن مسار متكامل للحل على قاعدة خطوة – خطوة ويبدأ بالانسحاب الاسرائيلي من الاراضي المحتلة ومن ضمنها حل لمزارع شبعا وفق القرار ١٧٠١ اضافة الى اعادة الاسرى ووقف الخروقات والبدء باعادة الاعمار وبالتالي طلب لبنان ضمانات من الأميركيين بإلزام «اسرائيل» بتنفيذ التزاماتها تجاه لبنان وفق القرار ١٧٠١ واعلان وقف اطلاق النار، وبالتالي الكرة في ملعب الاميركي والاسرائيلي وليس اللبناني ونجاح الحل معقود على التزام «إسرائيل» بتنفيذ بنود القرارات الدولية لا سيما ١٧٠١.
ولفتت مصادر مطلعة لـ»البناء» الى ان الاميركيين سيناقشون مع الحكومة الاسرائيلية الملاحظات اللبنانية وسيعود براك الى لبنان حاملاً الرد الاميركي الاسرائيلي على الملاحظات اللبنانية على أن يُصار الى البدء بتنفيذ الاتفاق بحال كان الرد الاسرائيلي إيجابياً.
وعلمت «البناء» أن المسؤولين اللبنانيين طلبوا من المبعوث الأميركي ضمانات جدية من «اسرائيل» بالتزامها تطبيق أي آليات يجري الاتفاق عليها بين لبنان والاميركيين حول ملف الحدود في ظل التجارب غير المشجعة خلال المراحل السابقة التي نكثت فيها «اسرائيل» كل الاتفاقات وضربت بعرض الحائط جميع القرارات الدولية ولجأت الى الخيار العسكري وأسلوب الغدر وحرب الاغتيالات والتصفيات.
ونقلت قناة «LBCI»، عن متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، قوله «إننا لن نُعلّق على المناقشات الدبلوماسية الخاصة بشأن لبنان وكما قال الموفد الأميركي توماس باراك علنًا لقد كان راضيًا بشكل لا يُصدق عن الاستجابة الأولية من الحكومة اللبنانية، لكنه أشار أيضًا إلى أننا بحاجة الآن للدخول في التفاصيل».
وقال إنّ «الإصلاحات الأمنية وحدها لا تكفي في لبنان، فيجب بشكل عاجل إقرار إصلاحات اقتصادية وقضائية حاسمة لضمان استقراره الماليّ واستعادة ثقة المجتمع الدوليّ وعلى البرلمان التحرك لإقرار قانون اعادة هيكلة المصارف وتشريع استقلالية القضاء».
وأضاف «على الصعيد الأمني القوات المسلحة اللبنانية أحرزت تقدمًا في نزع سلاح حزب الله في الجنوب لكن لا يزال هناك المزيد من العمل المطلوب».
وذكر المتحدث «أننا نحتاج إلى أن تقوم الدولة اللبنانية بالمزيد لإزالة الأسلحة والبنى التحتية التابعة لـ»حزب الله» والجهات غير الحكومية في أنحاء البلاد بشكل كامل»، وقال «لا نريد أن نرى حزب الله أو أي جماعة أخرى في لبنان تستعيد قدرتها على ارتكاب أعمال عنف وتهديد الأمن في لبنان أو «إسرائيل»».
من جهتها افادت مصادر اعلامية محلية أن «كل ما تلقاه لبنان حتى اللحظة يندرج في إطار التمنيات من دون أي تطمينات حول مسار الأمور مع التأكيد على أن الكلمة الفصل ستخرج من الأروقة الأميركية».
وذكرت المصادر، أنه «مرتاحين لموقف الرئيس بري في مقاربة الأمور وتحديداً الصيغة النهائية للورقة اللبنانية».
وحول ما تمّ ترويجه عن لعب أحد النواب دور الوساطة بين حزب الله والجانب الأميركي، كشفت أنه «لا صحة لها والمهمة فضفاضة ولا تُعالج على هذا المستوى إطلاقاً».
الى ذلك عاد رئيس الجمهورية جوزاف عون، إلى بيروت آتيًا من لارنكا في قبرص، على متن طوافة عسكرية للجيش اللبناني، يرافقه وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي والوفد المرافق، بعد ان اختتم زيارته الرسمية الى قبرص التي أتت تلبية لدعوة من نظيره القبرصي نيكوس خريسودوليدس.
وجرى خلال الزيارة التأكيد على «ترسيخ العلاقات القائمة بين البلدين وتعزيزها على الصعد كافة»، وشملت الزيارة محادثات تناولت كيفية مواجهات التحديات والمشاكل التي تعترض المنطقة ككل.
وأكد خريستودوليدس دعم استقرار ووحدة وسيادة أراضي لبنان، والعمل على مقترح يتيح مشاركة لبنان في المجالس الأوروبية.
وكان الرئيس عون عقد لقاء ثنائياً مع نظيره القبرصي اعقبته محادثات موسّعة بين الوفدين اللبناني والقبرصي. وبعد اللقاء، أعلن خريستودوليدس في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس عون، أننا «نقوم بدور رائد ليس فقط من خلال دعم العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ولبنان ولكن أيضاً من خلال التواصل والتعاون»، مؤكدًا أننا «ندعم لبنان ونقدّر جهود الرئيس جوزاف عون». وأشار إلى أننا «نريد تقليل حدّة التوتر في المنطقة ونقوم بما يتسنى لنا من مساعٍ حتى نكون بمثابة الشريك الثابت». وأكد «التزامنا بالقانون الدولي وكل الجهد لأي مبادرة تهدف إلى وقف إطلاق النار في غزة وتحرير الرهائن». وقال: «ممتنّون للدعم على مرّ الزمن للبنان في ما يتعلق بحل القضية القبرصيّة في قرارات مجلس الأمن والقانون الدولي ونقدّر زيارة الرئيس عون لقبرص».
من جهته، أعلن الرئيس عون، أننا «نريد لشعبينا السلام العادل عبر الحوار والحرية المسؤولة وأصبحنا مع قبرص بلدين وشعبين وكلّ ما بيننا قضايا مشتركة». وأضاف: «للسلام العادل عبر الحوار لتبادل كل الحقوق ونحن نؤمن أن ما يجمعه التاريخ والجغرافيا لا تفرقه الأرقام والحسابات».
من جهته استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، حيث تناول اللقاء بحثاً لتطورات الاوضاع في لبنان والمستجدات السياسية والميدانية.
على صعيد آخر أفادت وكالة «رويترز»، بأنّه «من المتوقع أن يعود آلاف النازحين السوريين من لبنان هذا الأسبوع في إطار أول خطة مدعومة من الأمم المتحدة تقدم حوافز مالية، بعد أن قال حكام سوريا الجدد إن جميع المواطنين مرحب بهم للعودة إلى وطنهم على الرغم من الأضرار العميقة الناجمة عن الحرب ومخاوف الأمن».
وأضافت «سيتم منح العائدين السوريين 100 دولار لكل شخص في لبنان و400 دولار لكل عائلة عند وصولهم إلى سورية»، حسبما قالت وزيرة الشؤون الاجتماعية اللبنانية حنين السيد للوكالة. كما تمّت تغطية تكاليف النقل وتم إعفاؤهم من الرسوم من قبل السلطات الحدودية، حسبما أضافت.
وقالت السيد لوكالة رويترز: «أعتقد أن هذه بداية جيدة ومهمة. لقد ناقشنا هذا ونحن منسقون مع نظرائنا السوريين وأعتقد أن الأعداد ستزيد في الأسابيع المقبلة». ولم يرد المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية على طلب للتعليق.
"الشرق":
لبنان الرسمي ينتظر رد الموفد الاميركي توماس برّاك. رد سيستوجب بعض الوقت ما دام يحتاج تفكيرا اميركياً كما اعلن الديبلوماسي "الهادئ" حينما تسلّم رد لبنان الاثنين الماضي، ملقياً على عاتق الدولة اللبنانية مسؤولية حل المشاكل، لأن احداً لن يأتي من الخارج لحلها ولا لسحب سلاح حزب الله لأن القضية داخلية. شأن سيعمّق انقسامات الداخل، لا سيما في ضوء مواقف حزب الله وأمينه العام نعيم قاسم الرافض تسليم السلاح الا بشروطه، مقابل مضي اسرائيل في استهدافه بشرياً وقد اطلق اليوم عمليات برية خاصة ومحدودة في الجنوب، معلناً تفكيك وتدمير بنى تحتية للحزب.
رمى برّاك كرة سحب السلاح في ملعب الدولة وغادر الى سوريا للتفرغ لشؤونها حيث اجتمع اليوم مع الرئيس أحمد الشرع في قصر الشعب.
اما الرئيس جوزاف عون فطار بدوره الى قبرص، حيث اجرى جولة محادثات مع نظيره نيكوس خريستودوليدس الذي أكد دعم إستقرار ووحدة وسيادة أراضي لبنان، والعمل على مقترح يتيح مشاركة لبنان في المجالس الأوروبية.
بلاسخارت
وفي السراي الحكومي، استقبل الرئيس نواف سلام المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس- بلاسخارت وتم البحث في الأوضاع السياسة الراهنة والمستجدات المتعلقة بتنفيذ القرار 1701.
بري- ميقاتي
ليس بعيداً، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي حيث تناول اللقاء بحث لتطورات الاوضاع في لبنان والمستجدات السياسية والميدانية.
واستقبل الرئيس بري، المدير العام رئيس مجلس ادارة طيران الشرق الاوسط محمد الحوت الذي وضع رئيس المجلس في أوضاع شركة (الميدل ايست) والظروف التي عملت وتعمل فيها الشركة الوطنية، لا سيما في المرحلة الراهنة لتأمين ديمومة التواصل بين لبنان والعالم الخارجي ، وفي هذا الإطار نوه رئيس المجلس بجهود الشركة رئيسا وإدارة وجميع العاملين فيها.
وبعد الظهر، استقبل الرئيس بري مدير مكتب المرجع سماحة اية الله السيد علي السيستاني في لبنان الحاج حامد الخفاف.
برقية شكر
على صعيد، آخر تلقى بري برقية شكر من نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أوسمان ديون.
لا للحوار حول السلاح
الى ذلك، اعتبر رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل أن الأسلحة الخفيفة والمتوسطة تشكل خطرًا مباشرًا على الدولة وتمنع بناءها، مشددًا على أن القرار بحصر السلاح أصبح قرارًا رسميًا بموجب خطاب القسم والبيان الوزاري، وباتفاق وقف إطلاق النار وما من حاجة لأي حوار على هذا الموضوع. وشدد على أن كل اللبنانيين مجمعون على الاستثمار والانتهاء من الدم والدمار فيما فريق واحد خارج هذا الإجماع وهو حزب الله، الذي يعطّل مسار بناء الدولة من خلال التمسك بسلاحه وهذا صلب المشكل الذي يجب أن تعالجه الدولة إما بـ"المنيح" أو بالقوة. ورفض الانتقادات الموجهة إلى رئيسي الجمهورية والحكومة، داعيًا إلى مساندتهما ورافضًا المزايدات. وأكد الجميّل أن تسليم السلاح هو الخطوة الأولى قبل أي شيء آخر لأن كل شي نريد القيام به يتطلب المساواة بالحقوق فلا يمكن القيام بمصارحة ومصالحة وتطوير النظام السياسي وهناك من يضع السلاح على الطاولة.
عملية اسرائيلية
أمنياً، قال الجيش الاسرائيلي، أن "قوات الفرقة 91 تواصل مهمتها على طول الحدود اللبنانية، بهدف حماية الإسرائيليين والقضاء على أي تهديد وتعمل القوات على تفكيك البنية التحتية لحزب الله في جنوب لبنان، بتوجيه من فوج الإطفاء التابع للفرقة".وأضاف في بيان، "وبناءً على معلومات استخباراتية وتحديد أسلحة وبنى تحتية تابعة لحزب الله في عدة مناطق بجنوب لبنان، شنّ الجنود عمليات خاصة ومحددة لتفكيكها ومنع حزب الله من إعادة تمركزه في المنطقة". ولفت إلى أنّه في إحدى العمليات في منطقة جبل البلاط، "عثرت قوات من اللواء 300 على مجمع يحتوي على مستودعات أسلحة ومواقع إطلاق نار تابعة لحزب الله، وقام جنود الاحتياط بتفكيك البنية التحتية". أضاف أنّه في عملية أخرى، "عثر جنود احتياط من اللواء التاسع على أسلحة مُخبأة في منطقة كثيفة في منطقة اللبونة، بما في ذلك قاذفة متعددة الفوهات، ومدفع رشاش ثقيل، وعشرات العبوات الناسفة"، لافتاً إلى أنّ "القوات صادرت وفككت المعدات والأسلحة العسكرية التي كانت موجودة في المنطقة". وتابع الجيش الإسرائيلي: "عُثر على مبنى تحت الأرض يُستخدم لتخزين الأسلحة، وتم تفكيك البنية التحتية له في عملية هندسية نفذتها قوات اللواء"، معلناً أنّه "يواصل عملياته للقضاء على التهديدات الموجهة ضد إسرائيل ومنع محاولات حزب الله لترسيخ وجوده، وفقاً للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان".
توقيف مسلحي الزقاق
في مجال آخر، أعلن الجيش اللبناني، عن توقيف 4 مواطنين من بين مسلحين ظهروا أثناء إحدى المناسبات في منطقة زقاق البلاط- بيروت. وقالت قيادة الجيش- مديرية التوجيه في بيان: "إلحاقاً بالبيان الصادر بتاريخ 7 /7 /2025 المتعلق بتوقيف أحد المسلحين الذين ظهروا أثناء إحدى المناسبات في منطقة زقاق البلاط- بيروت بتاريخ 4 /7 /2025، وبعد عمليات الرصد وملاحقة المتورطين، أوقفت دوريات من مديرية المخابرات في مدينة بيروت وبلدة عين قانا- النبطية المواطنين (م.ا.ر.) وشقيقه (م.ا.ر.) و(م.خ.) و(ع.ج.)، الذين كانوا من بين المسلحين المذكورين. بوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص."
الامتحانات الرسمية
تربوياً، انطلقت صباح امس الامتحانات الرسمية لشهادة الثانوية العامة بفروعها كافة، في مختلف المناطق اللبنانية، وسط أجواء من التنظيم والاستعداد اللوجستي الذي أشرفت عليه وزارة التربية والتعليم العالي.
"الشرق الأوسط":
عرضت المملكة المتحدة، رسمياً على لبنان، تثبيت أبراج مراقبة على طول الحدود الجنوبية مع إسرائيل، وتسليمها للجيش اللبناني لتعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة، وضمان تنفيذ القرار "1701"، أسوة بأبراج شبيهة قد ثبتتها خلال السنوات العشر الماضية على الحدود مع سوريا، حسبما قال مصدر لبناني رسمي لـ"الشرق الأوسط".
وينتشر الجيش اللبناني إلى جانب قوات حفظ السلام الأممية العاملة في الجنوب (اليونيفيل) في المنطقة الحدودية مع إسرائيل، ويتمسك لبنان بالتمديد لولاية بعثة "اليونيفيل"، وتعهد بنشر 10 آلاف جندي في المنطقة الحدودية، ويقول إن استمرار احتلال إسرائيل لخمس نقاط بالحد الأدنى داخل الأراضي اللبنانية، يحول دون استكمال الجيش لانتشاره في المنطقة.
وتلقى لبنان العرض خلال زيارة وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إلى بيروت يوم السبت الماضي. وقالت مصادر وزارية واسعة الاطلاع لـ"الشرق الأوسط" إن الجانب البريطاني "عرض توسعة أبراج المراقبة التي شيدها في مناطق شمال وشرق لبنان على الحدود مع سوريا، إلى الحدود الجنوبية مع إسرائيل"، وتسليمها للجيش اللبناني لتعزيز قدراته على المراقبة، وحماية الأمن والاستقرار في المنطقة الجنوبية.
وقالت المصادر إن لبنان "لم يرفض العرض"، لكنه "أبلغ الجانب البريطاني أن المطلوب الآن، قبل البحث بأي تفاصيل أخرى، هو تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار، ووقف الخروقات الإسرائيلية، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من النقاط المحتلة". وشدّدت المصادر على أن المنطقة الحدودية "تحتاج إلى الاستقرار، وضمانة الأمن فيها، وانسحاب إسرائيل منها، قبل الدخول في أي خطوات عملية في ظل التوتر القائم".
السفارة البريطانية في بيروت
ولم تنف البعثة الدبلوماسية للمملكة المتحدة في بيروت هذه المعلومات، كما لم تؤكدها. وقال متحدث باسم السفارة البريطانية في بيروت لـ"الشرق الأوسط": "تربط المملكة المتحدة شراكة ثنائية راسخة وقوية مع الجيش اللبناني. ومن خلال هذه المساعدة، تدعم المملكة المتحدة الحكومة اللبنانية في بناء الأمن والاستقرار، على أساس أن الجيش اللبناني القوة العسكرية الشرعية الوحيدة للدولة اللبنانية".
وأشار المتحدث إلى أن "المملكة المتحدة قدمت أكثر من 115 مليون جنيه إسترليني منذ عام 2012 لدعم الجيش اللبناني بالبنية التحتية والمركبات والتدريب والمعدات، ولإنشاء أفواج الحدود البرية".
وكان الرئيس اللبناني جوزيف عون استقبل لامي في قصر بعبدا يوم السبت الماضي، وشكر بريطانيا على الدعم الذي تقدمه للجيش اللبناني، "لا سيما بناء أبراج المراقبة على الحدود وتجهيزها"، وأفادت الرئاسة اللبنانية بعد الاجتماع بأن عون "أكد ترحيب لبنان بأي مساعدة من شأنها أن تعزز الاستقرار على الحدود الجنوبية، وتمكّن الجيش والقوات الدولية من القيام بالمهام المشتركة بينهما". ودعا الرئيس عون إلى الضغط على إسرائيل لسحب قواتها وتقديم الضمانات اللازمة لعدم تكرار الاعتداءات على لبنان، والتقيد بالقرار "1701" بكل مندرجاته، حسب بيان الرئاسة اللبنانية.
تعزيز الأمن
ويُنظر إلى أبراج المراقبة البريطانية على أنها تعزيز للأمن في المنطقة الحدودية، بما يتيح للجيش اللبناني و"اليونيفيل" قدرات إضافية على المراقبة والتقصي وتوثيق الخروقات من الطرفين، والتعامل معها من الضفة اللبنانية وفق القانون والتفويض السياسي، والإبلاغ عنها وفق الآلية المعتمدة عبر اللجنة الخماسية (تضم اليونيفيل وممثلين عن جيش كل من لبنان وإسرائيل والولايات المتحدة وفرنسا) في حال الخروقات من الجانب الإسرائيلي، للتعامل معها عبر اللجنة. وعليه، يهدف المشروع لضمان تنفيذ واحترام القرار "1701"، ومراقبة أي مظاهر مسلحة على الجانبين.
ولم تتم مناقشة التفاصيل المرتبطة بهذه الأبراج، كون الأمر "لا يزال في إطار العرض"، وفقاً لما قالته المصادر، وسط تقديرات بأن تكون "مختلفة تقنياً من ناحية المواصفات عن تلك المثبتة على الحدود الشمالية والشرقية، بالنظر إلى اختلاف المنطقة جغرافياً". ويتوقع أن تُحال التفاصيل التقنية إلى قيادة الجيش، بعد موافقة الحكومة اللبنانية في وقت لاحق على العرض.
عرض قديم يتجدد
وليس هذا العرض هو الأول من نوعه من بريطانيا لتوسيع أبراج المراقبة البريطانية إلى الجنوب، إذ ترددت معلومات عن عرض مشابه خلال مفاوضات وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل خلال الحرب الموسعة بين سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني) الماضيين. يومها حُكي عن أبراج مراقبة، ثم تحدثت معلومات أخرى عن "تجهيز مراكز عسكرية متطورة ومزودة بتقنيات حديثة للجيش اللبناني في المنطقة بدعم بريطاني"، ولاحظت المقترحات السابقة "زيادة عدد المراكز العسكرية للجيش اللبناني وثكناته في منطقة جنوب الليطاني". لكن العرض الجديد، حسب المصادر، "يتمثل في تشييد أبراج مراقبة مزودة بالكاميرات والتجهيزات التقنية" بما يتيح للجيش مراقبة أفضل.
رفض "حزب الله" وعوائق تقنية
واصطدم النقاش السابق حول عرض بريطاني بتشييد أبراج مراقبة وتسليمها للجيش اللبناني في الجنوب، بعاملين، أولهما سياسي يتمثل في "حزب الله" الذي رفضه في ذلك الوقت، وبعامل آخر تقني، يتمثل في أسئلة حول الكاميرات المثبتة عليها أو في المراكز العسكرية، إلى أي وجهة ستكون موجهة؟ وهل ستكون موجهة باتجاه الحدود مع إسرائيل، أم باتجاه العمق اللبناني فقط، أم بالاتجاهين؟ بالنظر إلى شكوك لبنانية حول رفض إسرائيل أن تكون موجهة باتجاه حدودها.
وقالت المصادر الوزارية اللبنانية إن جميع تلك النقاشات "لم تحصل الآن بعد"، لافتة إلى أن "الدولة اللبنانية لم تفاتح "حزب الله" أصلاً بالفكرة، ولم يتم الخوض بنقاشات تقنية"، مشددة على أن الأولوية اللبنانية في هذا الوقت، وقبل الخوض بأي نقاشات، تتمثل في تثبيت الاستقرار، وضمانة تنفيذ الاتفاقات الدولية لتجنب أي مشاكل في المنطقة الحدودية مع إسرائيل.
ومنذ عام 2014، موّلت بريطانيا ودعمت بالتجهيزات تشييد 39 برجاً للمراقبة على الحدود مع سوريا لوقف التهريب، وهي عبارة عن أبراج ثابتة ومحمولة ومتنقلة، يوفّر كل منها رؤية بنصف قطر 360 درجة لمسافة 10 كيلومترات. وتمتد تلك الأبراج على مدى الحدود اللبنانية السورية من منطقة العريضة شمال لبنان إلى ما بعد قرية راشيا في الجنوب الشرقي.
وفي مارس (آذار) الماضي، أكد المستشار الأول بوزارة الدفاع البريطانية لشؤون الشرق الأوسط الأميرال إدوارد ألغرين، جهوزية بلاده لاستكمال بناء أبراج المراقبة على الحدود للمساعدة في تحقيق الاستقرار، وذلك خلال لقائه بالرئيس اللبناني جوزيف عون.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا