افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 12 يوليو 2025
الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Jul 12 25|08:10AM :نشر بتاريخ
الاخبار:
استكمالاً للأجواء التصعيدية التي بدأها قائد «القوات اللبنانية» سمير جعجع حيال تفرّد الرؤساء الثلاثة بإعداد الورقة التي سلّموها للمبعوث الأميركي توماس برّاك من دون المرور بمجلس الوزراء، هاجم وزيرا الصناعة والخارجية جو عيسى الخوري ويوسف رجّي رئيس الجمهورية جوزيف عون خلال جلسة الحكومة في قصر بعبدا يوم أمس، وعلت أصواتهما اعتراضاً على «الخطأ المنهجي الذي أدّى إلى تجاهل الحكومة والقفز فوقها من دون مناقشة ورقة برّاك» كما قال رجّي.
وردّ رئيس الجمهورية بأنه هو من قام بتسليم ورقة جاهزة لكل من رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب ورئاسة الجمهورية كي يطّلعوا عليها ويضعوا ملاحظاتهم.
فاجتمع الرؤساء الثلاثة واتفقوا على مجموعة من الملاحظات التي سلّموها لبرّاك، ومن المُفترض أن يأتي الأخير بردّ على هذه الملاحظات قريباً. وقال عون متوجّهاً للوزراء إنه لم يكن هناك أي شيء ليطّلعوا عليه، لكنه وعد عند قدوم برّاك مرة أخرى وتسليمه الرد على هذه الملاحظات، أن تتم دعوة الحكومة إلى الاجتماع لعرض الردّ والملاحظات في الجلسة.
فاستنفر عيسى الخوري في وجه رئيس الجمهورية سائلاً عمّا دفع الرؤساء الثلاثة إلى اعتبار الوزراء موافقين مسبقاً على تلك الملاحظات وما الفائدة من إطلاعهم عليها بعد تسليمها للمبعوث الأميركي ومبادرته إلى الجواب عليها. وقال الخوري: «كيف يتمكّن الوزراء عندها من إبداء رأيهم وطرح أفكارهم؟».
وبعد أخذ وردّ، خُتمت المسألة التي كادت أن تؤدي إلى تطور الأمور بين الفريقين لو طال النقاش على حدّ قول أحد الوزراء ولولا أن رئيس الجمهورية تجاهل تعليقات القوات وطلب من الأمين العام لمجلس الوزراء الانتقال إلى البنود الملحّة.
لكن، ما إن انتهت المُشادّة الأولى، حتى بدأت مُشادّة أخرى بسبب التعيينات الإدارية والقضائية، خصوصاً مع اعتراض بعض الوزراء على عدم الالتزام بآلية التعيينات المُتفق عليها، ولا سيما في ما خصّ لجنة الرقابة على المصارف ونواب حاكم مصرف لبنان ومجلس إدارة تلفزيون لبنان. ورغم ذلك جاء التصويت بالأكثرية لصالح تلك التعيينات، علماً أن مجلس الوزراء داس على آلية وزارة التنمية الإدارية.
وقد مرّ تعيين القاضي ماهر شعيتو مدّعياً عاماً مالياً بسلاسة، إذ كان الاسم محسوماً مسبقاً بين الرؤساء الثلاثة. كذلك الأمر بالنسبة إلى رئيس لجنة الرقابة على المصارف مازن سويد، والأعضاء ربيع نعمة، نادر حداد، تانيا كلاب وألين سبيرو.
لكنّ الاعتراض جاء على عدم الأخذ بالآلية، والسير في الإجراءات على ما كان يحصل في العهود الماضية الحافلة بالمحاصصات والقفز فوق المعايير.
رئيس الجمهورية «يقمع» وزراء «القوات» الذين احتجّوا على تجاوز مجلس الوزراء في إعداد الردّ على ورقة برّاك
وفيما أُبقي على نائبي حاكم مصرف لبنان وسيم منصوري وسليم شاهين في موقعيهما، عُيّن كل من مكرم بو نصار وغابي شلوزيان نائبين آخرين… وهنا، طلبت وزيرة الشباب والرياضة نورا بيرقداريان الكلام، معلنة الاعتراض على عدم الأخذ برأي الطائفة الأرمنية والأحزاب الأرمنية قبيل تعيين الاسم الأرمني، وتحدّثت بصوت مرتفع، معلنة عن رفض الأرمن لهذا التعيين من دون أن تتلقّى أي جواب على كلامها سوى أن وزير المال ياسين جابر اكتفى بالقول إنه حاول استمزاج آراء النواب الأرمن صباح أمس.
وذكرت المصادر أن سجالاً حصل بين الخوري وسلام الذي برّر عدم عرض التفاصيل قبل يومين من انعقاد الجلسة، بالخشية من تسرّب الأسماء إلى وسائل الإعلام.
فقال له الخوري: «نحن عرفنا بالمرشحين من خلال وسائل الإعلام، وأنتم لا تحترمون الآلية، وفوق ذلك، يوجد في الحكومة الآن وزراء على اطّلاع كامل على التعيينات، بينما يوجد وزراء لا يعرفون بالأمر. وهذا ما يجعل الحكومة تضم وزراء من فئة أولى ووزراء من فئة ثانية»، ما أثار غضب سلام.
ورغم اعتراض الوزيرة الأرمنية ووزيري «القوات» يوسف رجّي وجو عيسى الخوري على نواب الحاكم، أُقرّت الأسماء بتصويت الغالبية عليها. كذلك عيّنت الحكومة مستشارة وزير الإعلام إليسار الياس نداف رئيسة لمجلس إدارة تلفزيون لبنان، والأعضاء: جنان وجدي ملاط، شارل رزق الله سابا، محمد نمر زكريا مصطفى، علي إبراهيم قاسم وريما هاني خداج.
وتبيّن أن هذه الأسماء قفزت أيضاً فوق الآلية، ما أثار غضب باقي المرشحين إلى منصب أعضاء مجلس إدارة التلفزيون الذين أشاروا في بيان إلى أن «الآمال التي عُقدت على العهد الجديد وحكومة الإصلاح والإنقاذ وعلى حلم بناء مؤسسات قائمة على الجدارة والكفاءة والشفافية قد سقطت».
وتطرّقوا إلى ما «سُمّي زوراً الآلية والمنصة، والتي تحوّلت إلى بطانة لتغطية المحاصصة والمحسوبيات، إذ حُسمت الأسماء قبل دعوة وزارة الإعلام من يجد فيه الكفاءة للتقدّم عبر المنصة واستُتبعت بأدلة قاطعة من بينها زيارات المرجعيات الكبرى والتقاط الصور التي انتشرت على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي».
من جهة أخرى، ناقش مجلس الوزراء ملف ترسيم الحدود البحرية حيث جرى التوافق على زيارة وفد تقني قبرصي الأسبوع المقبل إلى لبنان لمتابعة هذا الملف، وتمّ تشكيل وفد لبناني برئاسة وزير الأشغال وعضوية المدير العام لرئاسة الجمهورية والأمين العام لمجلس الوزراء والأمين العام لوزارة الخارجية ورئيس هيئة قطاع البترول وممثّل عن قيادة الجيش وخبير تقني للبدء بمفاوضات مع الدولة القبرصية حول ترسيم الحدود البحرية الجنوبية.
كما نقل عون عن الرئيس القبرصي استعداد بلاده لمدّ كابل يربط كهرباء قبرص بلبنان حيث تمّ الاتفاق على تواصل الوزيريْن المعنيَّيْن في البلدين لمتابعة المشروع.
"النهار":
أتاحت فسحة الانتظار الفاصلة ما بين زيارة الموفد الأميركي توم براك الثانية للبنان وترقب تحديد موعد لزيارته الثالثة التي يبدو انها ستكون في مطلع آب المقبل، انصراف مجلس الوزراء إلى الانخراط في الملفات الداخلية ولا سيما منها استكمال مراحل التعيينات في شتى القطاعات الحيوية علما ان هذه المسيرة تتسم ببطء شديد نجم عنه تأخر ملحوظ في إعادة ملء شواغر الإدارات والقطاعات وتجديد الدم فيها على قاعدة التغييرات الاصلاحية المنشودة. ومن هنا “شرب مجلس الوزراء حليب السباع” وحل دور التعيينات المالية أمس وكانت مفاجأتها تعيينات نواب حاكم مصرف لبنان بما شكل دلالة أساسية على التوافق الرئاسي والسياسي الذي واكبها كما كانت ثمة دلالة مهمة على تعيين النائب العام المالي الجديد بما يؤشر إلى تحرير التشكيلات القضائية المنتظرة بعدما حل الخلاف الذي كان قائما مع رئيس مجلس النواب نبيه بري على هذا المنصب. ولكن وزير الصناعة جو عيسى الخوري رسم ظلال الشكوك حول آلية التعيينات مجددا اذ اعلن بعد الجلسة “لقد ثبت بالوجه الشرعي ان هناك وزراء فئة A ووزراء فئة B وللحديث صلة “. ولم يعط تفاصيل وانصرف مغادرا فيما علم ان الوزير عيسى الخوري اعترض داخل الجلسة على تعيينات لجنة الرقابة على المصارف التي لم يطلع عليها وزراء قبل ٤٨ ساعة فيما علم بها وزراء اخرون وهو ما يتكرر، كما ان عيسى الخوري ووزراء القوات اللبنانية سالوا مجددا عن الورقة الأميركية والرد اللبناني عليها ولماذا لا تطرح في مجلس الوزراء فرد رئيس الجمهورية بان الجانب الأميركي ارسل الورقة إلى الرؤساء الثلاثة وجرى الاتفاق على الرد عليها وليس من الممكن ان توزع ٢٤ ورقة على الوزراء للرد وفي الوقت المناسب تطرح على مجلس الوزراء . وتحدثت معلومات عن جو متوتر ساد الجلسة لدى حصول هذا النقاش.
فخلال انعقاد مجلس الوزراء في جلسته العاديةعصر امس في القصر الجمهوري في بعبدا، برئاسة رئيس الجمهورية العماد جوزف عون وبدعوة وحضور رئيس الحكومة نواف سلام والوزراء كرت تباعا سبحة الدفعات الجديدة من التعيينات فعين مجلس الوزراء القاضي ماهر شعيتو مدعيأً عاماً مالياً.
كما عيّن مازن سويد رئيسا للجنة الرقابة على المصارف وكلا من نادر حداد وربيع نعمة وتانيا الكلّاب وألين سپيرو أعضاءً.
كما ان مجلس الوزراء اصدر تعيينات تلفزيون لبنان فعين اليسار النداف جعجع رئيسة لمجلس الادارة المديرة العامة لتلفزيون لبنان وأعضاء مجلس الإدارة جنان وجدي ملاط وشارل رزق الله سابا ومحمد نمر وعلي إبراهيم قاسم وريما هاني خداج.
ثم اصدر مجلس الوزراء تعيينات نواب حاكم مصرف لبنان الأربعة فقرر الإبقاء على العضوين الشيعي والسني وسيم منصوري وسليم شاهين وعين النائبين الدرزي والأرمني الجديدين مكرم بو نصار وغابي شينوزيان.
وقبيل انعقاد الجلسة صدر مزيد من المواقف عن رئيسي الجمهورية والحكومة حول التزام استكمال بسط سيادة الدولة في وقت دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري الى جلسة عامة عند الساعة 11 من قبل الظهر وبعد الظهر يوم الثلاثاء الواقع فيه 15 تموز الجاري لمناقشة الحكومة في سياساتها العامة عملاً بأحكام المادتين 136 و137 من النظام الداخلي الأمر الذي يتوقع معه ان تشهد الجلسة نقاشا واسعا حول ملفات الساعة.
وامام وفد مجلس العلاقات العربية والدولية الذي ضم رئيسه محمد الصقر، والرئيسين امين الجميل وفؤاد السنيورة ونائب رئيس الحكومة طارق متري، اكد رئيس الجمهورية امس “ان القرار بحصرية السلاح قد اتخذ ولا رجوع عنه لأنه ابرز العناوين للسيادة الوطنية، وتطبيقه سيراعي مصلحة الدولة والاستقرار الأمني فيها حفاظا على السلم الأهلي من جهة، وعلى الوحدة الوطنية من جهة أخرى”، لافتا الى ان “تجاوب الافرقاء اللبنانيين وتعاونهم مع الدولة عامل ضروري لحماية البلاد وتحصينها ومواجهة ما يمكن ان يخطط لها من مؤامرات”. واعتبر ان “التغيير في الظروف التي تمر بها المنطقة يسهل في إيجاد الحلول المناسبة للمسائل الدقيقة التي تواجه اللبنانيين ومنها مسألة السلاح”، لافتا الى ان قرار الحرب والسلم هو من صلاحيات مجلس الوزراء الذي يرى اين هي مصلحة لبنان ويتصرف على هذا الأساس. واكد ان خطاب القسم كان نتيجة معاناة اللبنانيين وتطلعاتهم وهو كتب كي ينفذ، مع اشارته الى ان هذا التنفيذ سوف يتم تدريجيا لانه لا يمكن إعادة بناء لبنان على أسس وطنية سليمة دفعة واحدة بعد عشرات السنين من المعاناة تركت نتوءات في الجسم اللبناني لا يمكن معالجتها دفعة واحدة، لكن الإرادة موجودة والعزم ثابت. وميّزعون بين السلام والتطبيع، معتبرا ان “السلام هو حالة اللاحرب وهذا ما يهمنا في لبنان في الوقت الراهن. اما مسألة التطبيع فهي غير واردة في السياسة اللبنانية الخارجية الراهنة”. وأشاد عون بالدور الذي يلعبه رئيس مجلس النواب نبيه بري في المساهمة في تثبيت الاستقرار ونجاح إعادة بناء الدولة وتحقيق مبدأ حصرية السلاح.
وفد مجلس العلاقات العربية والدولية، زار ايضاً الرئيس سلام الذي استقبل سفراء دول الاتحاد الأوروبي، بحضور سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى لبنان، ساندرا دي وايل وأطلعهم على مسار الإصلاحات الجارية، وما يُرتقب تنفيذه في الأسابيع والأشهر المقبلة. وأكّد بدوره “أن الدولة ماضية في بسط سلطتها على كامل أراضيها، كما جاء في اتفاق الطائف والبيان الوزاري”. من جهة أخرى، أشاد بمساهمة دول الاتحاد بأكثر من 600 مليون دولار للمناطق المتضررة من العدوان، معتبراً أن هذا الدعم يشكّل ركيزة أساسية لتعزيز صمود السكان والحفاظ على الاستقرار. وشدّد على أهمية تجديد ولاية قوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل) لسنة إضافية، نظرًا لدورها المحوري في تعزيز الاستقرار في الجنوب، وتطبيق القرار 1701. من جهتهم، أكّد السفراء التزام الاتحاد الأوروبي الثابت بدعم لبنان، وشدّدوا على استمرار دعمهم للمسار الإصلاحي، لا سيّما في الشقين الاقتصادي والمالي، بالإضافة إلى استقلالية القضاء. كما أعربوا عن مساندتهم للخطوات التي تُسهّل العودة الآمنة والمستدامة للنازحين السوريين إلى بلادهم. كما استقبل سلام السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون.
في التطورات الميدانية استهدفت غارة من مسيرة إسرائيلية بصاروخين سيارة على الطريق العام لبلدة النميرية قضاء النبطية فأدت إلى سقوط قتيل وإصابة خمسة أشخاص بجروح. كما خرقت دورية اسرائيلية خط الانسحاب في خراج بلدة كفرشوبا – منطقة المجيدية وتوغلت لمسافة 400 متر حيث أطلقت النار باتجاه رعاة الماشية من دون وقوع إصابات. كما تجاوزت قوة إسرائيلية الحدود اللبنانية، متوغّلة لمسافة تزيد عن 800 متر في أطراف بلدة بليدا الواقعة جنوبي قضاء مرجعيون. وخلال التوغل، أقدم عناصر من الجيش الإسرائيلي على نسف غرفة مدنية في منطقة غاصونة شرق البلدة، كما ألقوا قنابل حارقة على الموقع نفسه.
"نداء الوطن":
أثار تغييب مجلس الوزراء أمس عن ورقة المبعوث الرئاسي الأميركي توم براك وعن التعيينات المالية والإدارية جدلًا واسعًا أثاره وزراء حزب “القوات اللبنانية”. كما اعترضت وزيرة الشباب والرياضة نورا بايراقداريان على تعيين نائب حاكم مصرف لبنان الأرمني من دون استشارتها.
ووفق معلومات “نداء الوطن”، إن “الاحتكاك مع وزراء “القوات” حصل على موضوعَين:
الأول، اعتبر وزراء “القوات” أن من حقهم الإطلاع على ورقة براك وإبداء الرأي فيها، لأنها ورقة تتناول منظمة مسلحة وليست بين دولة ودولة، وعندها بإمكانهم الأخذ برأيهم من عدمه بالاعتبار. واعتبر وزراء “القوات” أنه كان من المفترض إحالة هذه الورقة أولًا على مجلس الوزراء ليتسنّى لكل وزير الإطلاع عليها وإبداء الرأي، قبل صياغة موقف رسمي باسم الرؤساء الثلاثة. وأكدوا أن المنهجية السليمة تقضي بوصول أي مقترح أو مبادرة إلى الحكومة مجتمعة قبل اتخاذ أي خطوة عملية.
الثاني، اعترض وزراء “القوات” على طريقة مقاربة التعيينات، لا سيما في ما يخص لجنة الرقابة على المصارف وتلفزيون لبنان ونواب حاكم مصرف لبنان. وأبدوا استياءهم من عدم تزويد الوزراء بالسير الذاتية للمرشحين كي يتمكّنوا من الإطلاع المسبق ومناقشة الخيارات بشفافية. وأشار الوزراء إلى أن بعض الوزراء كانوا على اطلاع تفصيلي بما يجري في عملية اختيار الأسماء، في حين بقي الآخرون من دون معلومات كافية، ما يعدّ خرقًا لمبدأ حسن سير الإدارة. وشدد وزراء “القوات اللبنانية” على أن الالتزام بالأصول الإدارية والشفافية في التعيينات والنقاشات الجوهرية هو حجر الزاوية في استعادة الثقة بدور المؤسسات وتثبيت منطق الدولة.
وعندما وصلت إلى الوزراء صفحة بيضاء كتب عليها “تعيينات مختلفة”، تدخل وزير الصناعة جو عيسى الخوري معترضًا. وذكّر بأن هذا يحصل أيضًا كما حصل في تعيينات مجلس الإنماء والإعمار وهذا أمر غير مقبول. وقال: “كان يجب أن نحصل على سير ذاتية لاثنين أو ثلاثة من المرشحين، على الأقل ثلاثة أيام قبل أن نوافق. هذه المنهجية في التعاطي إن بورقة براك أو بالتعيينات غير مقبولة”.
عندئذ رد رئيس الحكومة نواف سلام قائلا: “إذا أرسلناها لكم تصبح في الصحف”. فأجابه عيسى الخوري: “هل تريد أن أقول لك من ستطرحون من الأسماء علينا، وقد قرأناها في الصحف أيضًا. نحن نمثل السلطة السياسية ومن غير المعقول أن نتواصل كوزراء مع الصحافيين لنعرف الأسماء. ثم لماذا هناك وزراء يعرفون الأسماء ووزراء لا يعرفون؟ يبدو هناك وزراء فئة A ووزراء فئة B”.
مع تطور الكباش الكلامي وإصرار عيسى الخوري وزملاء له على أنهم سيسجلون دومًا اعتراضهم إذا استمرت هذه المنهجية. وبعد جدال لثلث ساعة تقريبًا اعترضت وزيرة الشباب والرياضة على تعيين نائب حاكم مصرف لبنان الأرمني لأنها أيضًا لم تستشر وحصل معها ما حصل مع غيرها. وقالت: “لدينا نحن المجلس الأعلى الأرمني، فلماذا يؤخذ برأي مراجع الطوائف الأخرى ونحن يتم التعاطي معنا بهذه الطريقة”. وقد تضامن مع موقفها وزراء “القوات”. وأيضًا تدخل وزير الاتصالات شارل حاج قائلا: “بما انو لا تحترم هذه الآلية فدعوا كل وزير يهتم بتعيينات وزارته طالما الممارسة تشوبها شوائب”.
تعيينات مالية وإدارية
وبعد الجلسة أعلن وزير الإعلام بول مرقص مقررات جلسة مجلس الوزراء، وتضمنت تعيين نواب حاكم مصرف لبنان وهم: وسيم منصوري، سليم شاهين، مكرم بو نصار وكابي شينوزيان.
وتعيين إليسار ندّاف جعجع مديرة عامة لتلفزيون لبنان، وأعضاء مجلس الإدارة : جنان وجدي ملاط، محمد نمر، شارل رزق الله سابا، علي ابراهيم قاسم وريما هاني خداج.
كما عيّن مجلس الوزراء القاضي ماهر شعيتو مدعيًا عامًا ماليًا.
وعيّن أيضًا مازن سويد رئيسًا للجنة الرقابة على المصارف، والأعضاء: نديم حداد، تانيا كلاب، ألين سبيرو وربيع نعمة.
كذلك عين مجلس الوزراء أعضاء الهيئة الوطنية للمخفيين قسرًا برئاسة القاضي جوزف سماحة.
عون: حصرية السلاح تراعي السلم الأهلي
واستبق رئيس الجمهورية جوزاف عون الجلسة بمواقف خلال استقباله وفد مجلس العلاقات العربية والدولية الذي ضم رئيسه محمد الصقر، والرئيسين أمين الجميل وفؤاد السنيورة ونائب رئيس الحكومة طارق متري. وقال الرئيس عون: “إن القرار بحصرية السلاح قد اتخذ ولا رجوع عنه لأنه أبرز العناوين للسيادة الوطنية، وتطبيقه سيراعي مصلحة الدولة والاستقرار الأمني فيها حفاظًا على السلم الأهلي من جهة، وعلى الوحدة الوطنية من جهة أخرى”. لافتًا إلى”أن قرار الحرب والسلم هو من صلاحيات مجلس الوزراء”.
الرد الأميركي على الجواب الرسمي
وفي سياق متصل، حصلت “نداء الوطن” من أوساط دبلوماسية على فحوى الرد الأميركي على جواب المسؤولين اللبنانيين على ورقة الموفد الرئاسي توم براك. وقد تسلم الأخير هذا الجواب خلال زيارته الأخيرة لبيروت. ووفق هذه الأوساط ،”تبين للإدارة الأميركية أن الدولة اللبنانية عاجزة وغير قادرة على أن تبسط سيادتها ولا تريد أن تحتكر السلاح إلا بالتفاهم مع “حزب الله”، في وقت أكد “الحزب” أنه ليس في وارد تسليم سلاحه وأقصى ما يوافق عليه هو تنظيم وضعيته جنوب الليطاني وهو ما لا توافق عليه الولايات المتحدة الأميركية ولا إسرائيل، ما يعني أن الأمر خرج من يد اللبنانيين وبات مفتوحًا على شتى الاحتمالات”. أضافت: “لم تعد المسألة داخلية بعد رد المسؤولين اللبنانيين. فقد أصبح القرار وللأسف خارج لبنان”.
وتابعت الأوساط نفسها: “اعتاد “حزب الله” على أن الموقف الرسمي هو لفظي ليس إلا، ولن يصل إلى الترجمة والتنفيذ، ما جعل “الحزب” يتطبع مع هذا الموقف واعتاد عليه، وهذا أمر خطير للغاية. وقد حان الوقت للانتقال في لبنان من الموقف إلى التنفيذ”.
ولفتت إلى أنه “تردد في لبنان أن هناك مقايضة، وأن واشنطن ستحاور “حزب الله” حول دور مستقبلي وهذا غير صحيح. فالولايات المتحدة واضحة في موقفها، والبيان الذي صدر عن الخارجية الأميركية ركز على مسألة أساسية وهي أن لا سلاح لـ “حزب الله” في لبنان. ولو كان بيد “الحزب” ورقة للمقايضة وبيعها، فقد كان ذلك ممكنًا في 6 تشرين الأول 2023، أي قبل أن ينتهي سلاح “الحزب” في حرب الإسناد لاحقًا. وكان قبل تلك الحرب لدى “الحزب” بضاعة ليبيعها لكن ذلك اليوم لم يعد لديه ما يعرضه للبيع”.
وخلصت الأوساط إلى القول: “لا مقايضة ولا مفاوضة مع “حزب الله”، وعليه التزام الدستور اللبناني و”اتفاق الطائف” وتسليم سلاحه من دون أي مقابل”.
تحذير أميركي وأوروبي
في المقابل، عقدت وزارتا الخارجية والعدل الأميركيتان بالتعاون مع الشرطة الأوروبية (Europol)، اجتماعها الرابع عشر. وقال المجتمعون إن “الاجتماع مخصص لمكافحة الأنشطة الإرهابية وغير المشروعة لـ “حزب الله”. وأفادت الخارجية الأميركية في بيان، أن “المجموعة استعرضت قدرات “حزب الله” على تنفيذ عمليات وهجمات قاتلة حول العالم، رغم الضربات الكبيرة التي تلقاها خلال العام الماضي”، مضيفة: “أجمع المشاركون على أن “الحزب” لا يزال يشكل تهديدًا خطيرًا، ويواصل مساعيه للحفاظ على وجوده الخارجي، مع القدرة على شن هجمات مفاجئة دون سابق إنذار في مناطق مختلفة من العالم”.
ملف المعتقلين السوريين في السجون اللبنانية
على صعيد آخر، نفى مصدر في وزارة الإعلام السورية، صحة تقارير إعلامية متداولة عن نية الحكومة اتخاذها إجراءات تصعيدية تجاه لبنان، بشأن ملف المعتقلين السوريين في السجون اللبنانية.
بدوره علّق وزير العدل عادل نصار، رداً على سؤال mtv حول موضوع تسريع محاكمات الموقوفين بمن فيهم السوريون، بالقول: “بعد افتتاح قاعة المحاكمة في رومية أقفل حوالى 180 ملفاً وتحوّلت إلى المحاكمة، لكن لا يمكن تخطي الإجراءات القانونية والأمور تسير بشكل جيد”
أمنيًّا، صدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان أعلن فيه “أن غارة العدو الإسرائيلي بمسيرة على سيارة في النميرية قضاء النبطية أدت إلى سقوط شهيد وإصابة خمسة أشخاص بجروح.
"الجمهورية" :
في موازاة انتظار تلقّي لبنان الردّ الأميركي – الإسرائيلي على ردّه على ورقة الحلّ الأميركي التي قدّمها الموفد الأميركي توم برّاك، مشهد داخلي مزدحم بالملفات المتنوّعة؛ في الأمن، وتيرة عالية من التصعيد الإسرائيلي، وقلق من وضع مريب تتابعه الأجهزة الأمنية بعد رصد تسلّلات متتالية عبر الحدود السورية في اتجاه لبنان، المقلق فيها انّ المتسللين من فئات عمرية صغيرة وشابة. وفي السياسة، محطتان بارزتان تتجلّى الأولى الاسبوع المقبل، في جلسة مناقشة عامة للحكومة تضعها على منصة التصويب النيابي، والثانية في طلب رفع الحصانة عن النائب جورج بوشكيان.
وللذكرى، وقفة سريعة في ١٢ تموز، كتاريخ لا يمحى، اختارته اليد الشيطانية للنيل منها واحدة من القامات الوطنية العالية، لا لشيء الا لاخلاصها لهذا البلد وتوقها الى وطن واحد موحد لكل ابنائه.
هذا هو الوطن الذي حلم به دولة الرئيس الياس المر، ولأجله عمل ويعمل ويرفع صوته في كل المنابر. ولم تحط من عزمه، محاولة الاغتيال الآثمة التي استهدفته بتفجير سيارة مفخخة في انطلياس في مثل هذا اليوم، قبل عشرين سنة، وخرج منها اقوى وأكثر إصراراً وتصميماً على انتهاج الطريق إلى لبنان مرفوع الهامة عزيز الكرامة حراً سيداً مستقلاً.
متى سيصل الردّ؟
على صعيد الردّ الإميركي – الإسرائيلي على الردّ اللبناني، فلا موعد محدداً لإبلاغه إلى لبنان رسمياً، وأكّد ذلك مصدر سياسي رفيع بقوله لـ«الجمهورية» انّه «خلال محادثات برّاك قيل إنّ الردّ سيأتي في غضون ايّام قليلة، ولكن من دون تحديد تاريخ معيّن لذلك».
الّا أنّه أضاف المصدر قائلاً: «على الرغم من صلابة الموقف اللبناني الجامع الذي تضمّنه الردّ على الورقة الأميركية، لا يستطيع أن يقول بأنّ حظوظ التجاوب معه بصورة جزئية او كليّة كبيرة».
الغرب والحزب
وفي سياق متصل، برز تطوّر لافت أمس، عبر إعلان وزارة الخارجية الأميركية في بيان عن اجتماع عقدته «مجموعة تنسيق إنفاذ القانون المخصصة لمكافحة الأنشطة الإرهابية وغير المشروعة لـ«حزب الله»، يومي 9 و10 تموز الجاري، واستعرضت قدرات الحزب على تنفيذ عمليات وهجمات قاتلة حول العالم، رغم الضربات الكبيرة التي تلقّاها خلال العام الماضي». مضيفة: «إنّ المشاركين أجمعوا على أنّ الحزب لا يزال يشكّل تهديداً خطيراً، ويواصل مساعيه للحفاظ على وجوده الخارجي، مع القدرة على شنّ هجمات مفاجئة دون سابق إنذار في مناطق مختلفة من العالم». وقالت: «انّ الحضور، ناقشوا الوضع المالي المتأزم للحزب»، وأشاروا إلى «أنّه قد يسعى إلى توسيع أنشطة جمع الأموال وشراء المعدات في النصف الغربي من الكرة الأرضية وأفريقيا ومناطق أخرى، كما انّ الدول المشاركة استعرضت أبرز الإجراءات التي اتخذتها أخيراً للحدّ من آليات الحزب المالية ومخططاته، إلى جانب عملياته».
جرعة تعيينات
سياسياً، برزت أمس، جرعة تعيينات قضائية ومالية وإعلامية، عبرت ما كان يحوم حولها من تعقيدات، أصدرها مجلس الوزراء في جلسة عقدها برئاسة رئيس الجمهورية جوزاف عون، حيث تقرّر تعيين نواب حاكم مصرف لبنان وهم: وسيم منصوري ومكرم بو نصار وسليم شاهين وغابي شينوزيان. كما تمّ تعيين القاضي ماهر شعيتو مدّعياً عاماً مالياً، ومازن سويد رئيساً للجنة الرقابة على المصارف، ونادر حداد، ربيع نعمة، تانيا الكلاب والين سبيرو أعضاء. وتعيين اليسار نداف جعجع رئيساً لمجلس الإدارة – مديراً عاماً لتلفزيون لبنان، وجنان وجدي ملاط، شارل رزق الله سابا، محمد نمر، علي ابراهيم قاسم، وريما هاني خداج أعضاء مجلس الإدارة. وعيّن ايضاً أعضاء الهيئة الوطنية للمخفيين قسرًا برئاسة القاضي جوزف سماحة وهم: رضا رعد قاضٍ في منصب الشرف وندى الخراط محامٍ من نقابة المحامين في بيروت وزياد أحمد عجاج محامٍ من نقابة المحامين في طرابلس وسامر عبد الله أستاذ جامعيّ وجبرايل بطرس مشعلاني طبيب شرعي وماري رين وأنطوان صفير من الناشطين في حقوق الإنسان وعبير أبو زكي حيدر ونيفين وليد زرقوت من الناشطين في الجمعيات.
عون: لا تطبيع
وكان الرئيس عون قد أكّد خلال استقباله امس، وفد مجلس العلاقات العربية والدولية برئاسة محمد الصقر «انّ القرار بحصرية السلاح قد اتُخذ ولا رجوع عنه»، وشدّد على «انّ قرار الحرب والسلم هو من صلاحيات مجلس الوزراء، وانّ خطاب القَسَم كان نتيجة معاناة اللبنانيين وتطلعاتهم، وهو كُتب كي ينفّذ». وشدّد على «انّ السلام هو حالة اللاحرب. وهذا ما يهمنا في لبنان في الوقت الراهن. اما مسألة التطبيع فهي غير واردة في السياسة اللبنانية الخارجية الراهنة». مشيداً بالدور الذي يلعبه رئيس مجلس النواب نبيه بري في المساهمة في تثبيت الاستقرار ونجاح إعادة بناء الدولة وتحقيق مبدأ حصرية السلاح.
وجهاً لوجه
مجلسياً، دعا الرئيس بري إلى جلسة مناقشة عامة للحكومة الثلاثاء المقبل. وفيما أُثيرت تساؤلات حول مغزى تحديد جلسة تقف فيها الحكومة وجهاً لوجه مع المجلس، وذهبت بعض الأصوات إلى اعتبار انّ الدافع الأساس اليها هو سوء العلاقة بين الرئاستين الثانية والثالثة، وانّ بري حدّدها لجلد الحكومة. وهو ما اعتبرته مصادر قريبة من عين التينة بأنّه «حكي سخيف»، وقالت لـ«الجمهورية»: «اولاً، جلسات المناقشة منصوص عليها في النظام الداخلي للمجلس. وثانياً، بعض النواب، ممن هم ليسوا من ضمن الفريق السياسي للرئيس بري، وممن هم على علاقة وثيقة مع الحكومة ورئيسها، طالبوا بعقد جلسة مناقشة، فاستجاب رئيس المجلس للطلب وحدّد موعدها، لا أكثر ولا أقل».
وفيما أفيد بأنّ رئيس الحكومة نواف سلام كان على علم مسبق بقرار بري تعيين جلسة المناقشة، عبّرت مصادر سياسية عن خشيتها من أن تتحول الجلسة إلى حلبة استعراض ومشاحنات واشتباك حول العناوين والملفات الخلافية، وخصوصاً حول ملف السلاح وقرار الحرب والسلم، والتي قد يتخذها بعض الأطراف باباً لجلد الموقف الرسمي من الورقة الأميركية.
وبمعزل عن ذلك، قال مصدر حكومي لـ«الجمهورية»، انّ «جلسة المناقشة العامة ستكون فرصة للحكومة لكي تصارح اللبنانيين حيال مختلف التطورات، وتحدّد مسار الأولويات الذي تنتهجه، وتقدّم جردة حساب بما قامت به منذ تأليفها. علماً انّ رئيس الحكومة سبق له أن قدّم بداية حزيران الماضي، جردة واسعة بالإجراءات التي اتخذتها الحكومة، وبالإنجازات التي حققتها. وتجديد تصميمها على تحقيق ما حدّدته في بيانها الوزاري، وتجاوز ما هو ماثل في طريقها من تعقيدات وعراقيل، والمضي في المسار الإصلاحي الذي يؤسس لدولة حديثة، تستعيد ثقة اللبنانيين، والأشقاء العرب، والمجتمع الدولي، وصولاً لتعافي اقتصادي واجتماعي مستدام».
رفع الحصانة
على صعيد طلب رفع الحصانة عن وزير الصناعة السابق النائب جورج بوشكيان المقدّم من وزير العدل عادل نصار والنيابة العامة التمييزية، على خلفية ارتكابات في الوزارة منسوبة للوزير السابق، ترأس رئيس مجلس النواب نبيه بري اجتماعاً مشتركاً لهيئة مكتب مجلس النواب ولجنة الإدارة والعدل في مقر رئاسة المجلس في عين التينة، تمّت خلاله مناقشة الطلب، وخلص النقاش إلى تشكيل لجنة مؤلفة من النواب جورج عدوان ومروان حمادة والان عون، لإعداد تقرير مفصّل حول هذا الأمر خلال فترة اسبوعين، وبناءً على الوقائع المبينة في كتاب وزير العدل والنيابة العامة التمييزية المحال إلى مجلس النواب.
وأشارت مصادر المجتمعين إلى انّ النقاش خلال الاجتماع، اتسمّ بحيادية مطلقة، مع التشديد على أن يأخذ القانون مجراه في الاتجاه الذي يصل إلى تبيان ما إذا كان الامر المطروح يعتريه إهمال او سوء إدارة، أو تثبت الوقائع من جهة ثانية الاتهامات ووجود فساد بما يصل حكماً إلى الإدانة، او يصل إلى براءة في حال ثبت انّ هذه الاتهامات باطلة.
يُشار إلى انّ قرار رفع الحصانة عن النائب، لا يُتخذ بأكثرية الثلثين (86 نائباً) او بالأكثرية المطلقة (65 نائباً) بل يُتخذ بالأكثرية النسبية من عدد النواب الحاضرين القاعة العامة خلال الجلسة، أي النصف زائداً واحداً من عدد النواب الحاضرين.
"الشرق الاوسط" :
شدد السفير الأميركي إلى تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا توم براك على وجود إطار زمني محدود في لبنان، «مرتبط بصبر الرئيس ترمب» على حد تعبيره.
وقال براك في مؤتمر صحافي عقده في نيويورك دعيت اليه «الشرق الأوسط» قائلاً: «مع أنه (ترمب) معروف بصبره، إلا أن هذا الصبر ليس بلا حدود. هو يحب لبنان كثيرًا وربما لم يظهر هذا الحب أي رئيس أميركي منذ دوايت أيزنهاور. لقد أعرب عن تقديره الصادق لهذا البلد. لكن على اللبنانيين أن يتحركوا. يجب أن يستغلوا هذه الفرصة. وهناك بالفعل تفاعل معنا، ولهذا أنا متفائل، حتى وإن شعرت ببعض الإحباط أحيانًا».
وعن سلاح «حزب الله» قال براك انه اذا تم التوصل الى توافق داخل مجلس الوزراء وبين الرؤساء الثلاثة من رئيس الجمهورية، ورئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب ووافق «حزب الله» تدريجيًا على التخلي عن أسلحته الثقيلة، فإن ذلك قد يشكل بداية. مضيفاً: «الجميع في لبنان يحمل سلاحًا خفيفًا، لكن الحديث هنا عن الأسلحة التي يمكن أن تؤثر على إسرائيل. هذه عملية تحتاج إلى دعم، وتحتاج إلى أن يتم تمكين الجيش اللبناني للقيام بمهمة جمع الأسلحة. المشكلة أن الجيش لم يتقاضَ رواتبه منذ فترة، وهذه إحدى العقبات. كل هذه العناصر يجب أن تحدث في وقت واحد: تمكين الجيش اللبناني، الذي يتمتع باحترام واسع بين اللبنانيين، ليتفاوض بلين مع حزب الله بشأن آلية إعادة السلاح، وجمعه من دون إشعال حرب أهلية. لأن هذه الأسلحة مخزنة في مرائب وسراديب تحت الأرض وتحت المنازل».
واعتبر براك ان سبب تأخر الحكومة اللبنانية في التعامل مع سلاح «حزب الله» هو الخوف من حرب أهلية.
من جهة أخرى أشار المبعوث الأميركي الى أن أي تطبيع بين سوريا وإسرائيل سيتطلب بطبيعته تطبيعًا بين لبنان وإسرائيل والعراق وإسرائيل في نهاية المطاف، قائلاً إن «الرئيس السوري أحمد الشرع كان صريحًا في مواقفه عندما قال إن إسرائيل ليست عدواً، وإنه منفتح على النقاش والتفاوض معها لإيجاد حلول للمشكلات القائمة، وهذه العملية ستبدأ بخطوات تدريجية، كما هو الحال في باقي دول الجوار».
واعرب براك عن أمله في ان تكون «الخطوات الجريئة التي قام بها الرئيس ترمب، مثل دعمه لقصف إيران، تمثل فرصة وإن كانت قصيرة الأمد، لأن إيران، وحماس، وحزب الله، والحوثيين، في حالة تراجع مؤقت حاليًا. أما بقية الدول، فلديها فرصة لإعادة تعريف نفسها»، مشدداً على أن القرار يعود لهذه الدول وأضاف: «العملية تتطلب خطوات تدريجية. وأنا أؤمن أن هذه الخطوات تحدث بالفعل، وأن الجميع يتصرف بمسؤولية للسير نحو هذا الاتجاه».
"اللواء":
بعد أقل من 48 ساعة من انتقال الموفد الاميركي الى لبنان وسوريا طوم براك الى باريس، واجراء محادثات مع وزير الخارجية الفرنسي بارو، وفيما لبنان ما يزال في دائرة التقييم الأميركي للردّ الموحّد الذي قدمه لبنان على ورقة براك، هبَّت رياح ازمة من الشرق، إذ تحركت سيارات، أُعلن انهم من ذوي الموقوفين السوريين في سجن رومية، والذي تأخر لبنان بكشف وضعهم، ونقله الى المسؤولين السوريين، تتجه من حي التضامن في ريف دمشق الى معبر جديدة بابوس- المصنع لقطع الطريق أمام السيارات الآتية من لبنان.
ولم يتطرَّق مجلس الوزراء الى ما وصف بالتهديد السوري بالتصعيد، على خلفية الموقوفين السوريين، بانتظار وصول وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، لبحث المشكلة في اطار الاتفاقيات المعمول بها، وسيادة القانون اللبناني.
ومع ذلك، وفقاً لما توقعت «اللواء» فان دفعة لا بأس بها من التعيينات صدرت وهي أتت وفق آلية التعيينات الخاصة بهذا الملف، وقالت مصادر وزارية لـ«اللواء» ان بعض الاعتراضات سجلت لكنها لم تحل دون تمرير هذا الجزء الأكبر منها وبعضها هو مطلب إصلاحي لاسيما نواب حاكم مصرف لبنان ورئيس هيئة الرقابة على المصارف، كما تمكن المجلس وللمرة الأولى منذ سنوات من انجاز انتخاب مجلس إدارة تلفزيون لبنان.
سياسياً، طرح موضوع الرد اللبناني على الورقة الأميركية واستفسر وزراء «القوات» والكتائب عنه واكدوا ان مجلس الوزراء هو المكان الصحيح لبحث السياسة العامة للحكومة.
وعلم انه جرى التأكيد على أهمية دور اليونيفيل وأهمية عدم التعرض لعناصرها.
وسئل الرئيس بري: ما اذا كان مطمئناً او متفائلاً فأجاب: أنا دائماً لا ألغي الحذر من حساباتي، مشددا على ان التفاؤل لا يُغني عن الحذر في مثل الملفات المتعلقة بالأخذ والرد مع الأميركيين وغيرهم في ما خصَّ وقف النار، ووقف الانتهاكات الاسرائيلية.
وفي خطوة من شأنها تعزيز الاستقرار المالي، واطلاق الرقابة القضائية على المال العام، إلتأم مجلس الوزراء في جلسته العادية الساعة الثالثة من عصر امس في القصر الجمهوري- بعبدا، برئاسة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وبدعوة وحضور الرئيس سلام والوزراء.
وعيّن مجلس الوزراء القاضي ماهر شعيتو مدعياً عاماً مالياً كما عيّن مازن سويد رئيساً للجنة الرقابة على المصارف، وكُلًّا من نادر حداد وربيع نعمة وتانيا الكلّاب وألين سبيرو أعضاءً.
وقرّر المجلس الإبقاء على وسيم منصوري وسليم شاهين نائبَين لحاكم مصرف لبنان بالاضافة الى مكرم بو نصار وغابي شينوزيان.
والى ذلك، عين مجلس الوزراء الدكتورة اليسار النداف جعجع رئيسة مجلس ادارة مديرة عامة لتلفزيون لبنان، كما عين اعضاء مجلس الادارة وهم: جنان وجدي ملاط ، محمد نمر زكريا مصطفى ،شارل رزق الله سابا، علي ابراهيم قاسم وريما هاني خداج.
كما عيّن رئيس وأعضاء الهيئة الوطنية للمخفيين قسراً برئاسة القاضي جوزاف سماحة وعضوية: : رضا رعد قاض في منصب الشرف وندى الخراط محام من نقابة المحامين في بيروت وزياد أحمد عجاج محام من نقابة المحامين في طرابلس وسامر عبد الله أستاذ جامعيّ وجبرايل بطرس مشعلاني طبيب شرعي وماري رين أنطوان صفير من الناشطين في حقوق الانسان وعبير أبو زكي حيدر ونيفين وليد زرقوت من الناشطين في الجمعيات.
ونفى الرئيس سلام ما نقل عنه بأنه ليس راضياً عن التعيينات، وأن وزراء الشيعي فرضوا سيطرتهم على الجلسة. وقال لـ «اللواء»: التعيينات تمت وفقاً للآلية المتبعة.
وذكرت المعلومات أن خمسة وزراء بينهم وزيرا القوات اللبنانية أبدوا اعتراضهم خلال الجلسة على طريقة تعيين لجنة الرقابة على المصارف، معتبرين «أن الآلية المتبعة لا تتماشى مع الأصول القانونية ولا مع مبدأ التوافق داخل الحكومة». وقال وزير القوات جو عيسى الخوري: أنّ الاعتراض حصل على آلية التعيين حيث أن هناك وزراء لا يحصلون على أسماء المرشحين للمناصب قبل 48 ساعة من الجلسة بحسب الآلية.
كما طالب وزيرا القوات اللبنانية بعرض ورقة المقترحات الاميركية لمعالجة موضوع السلاح وسواه من مطالب اميركية والرد الرسمي اللبناني عليها بإعتبارها شأنا وطنيا عاما، لكن الرئيس عون اوضح ان هذه الاوراق تتضمن مجرد افكار ولم تصل الى نتائج نهائية بعد، وعندما ينتهي التشاور الرئاسي ومع الاميركيين حولها ونصل الى نتيجة نهائية بالتوافق ستعرض على مجلس الوزراء.
وقال وزير الإعلام المحامي بول مرقص، بعد انتهاء الجلسة أنّ الرئيس عون اطلع مجلس الوزراء على نتائج زيارته الى قبرص وايضا المحادثات مع الموفد الاميركي السفير توم باراك. وأن الرئيس القبرصي أبلغه أنّ قبرص ستترأس الاتحاد الأوروبي وأبدى استعداده لمساعدة لبنان في أي مجال، وانه يُخطط لمؤتمر دعم للبنان يُعقَد في قبرص، وهناك لائحة بألف فرصة عمل للبنانيين سيتم تزويد لبنان بلائحة بها. واكد الرئيس القبرصي ايضا استعداده لمدّ كابل بحري لتزويد لبنان بالكهرباء، وأنه تم تكليف وزير الطاقة متابعة الموضوع.
وقال: إنّ الرئيس عون أكّد خلال الجلسة أنّ موضوع هيكلة المصارف بات في مراحله الأخيرة في مجلس النواب ولا بدّ من الإسراع في إقرار قانون الفجوة المالية وطلب من الوزراء المعنيين في الملف السياسي ضرورة طمأنة المغتربين للمجيء إلى لبنان».
وأعلن أن مجلس الوزراء وافق على معظم بنود الجلسة، كما أنّه قرر اعتبار العناصر الفارّة من قوى الأمن الداخلي منذ العام 2019 بحكم المطرودة من الخدمة الفعلية مع التنازل عن بعض حقوقها وليس كلها.
وقال مرقص: تم البحث بمسألة حصرية السلاح من باب مناقشة الورقة الأميركية.
الوزير خوري: وزراء فئة «أ» ووزراء فئة «ب»
قال وزير الصناعة جو عيسى الخوري ردًّا على سؤال لدى دخوله إلى جلسة مجلس الوزراء هل سيتخذ وزراء «القوات موقفًا من عدم طرح ورقة برّاك؟: سنتخذ أكثر من موقف.
وبعد جلسة مجلس الوزراء قال الوزير خوري: لقد ثبت بالوجه الشرعي أن هناك وزراء فئة A ووزراء فئة B وللحديث تتمة.
وفي ظل الحديث عن تعديل التقويم الدراسي في المدارس الرسمية اللبنانية، المطروح امام جلسة مجلس الوزراء امس، برزت مخاوف جدّية في أوساط المعلمين من احتمال اتخاذ قرارات تمسّ بعطلتهم الصيفية أو بعدد أيام الدوام، من دون أي مراعاة للواقع المعيشي المتردّي أو إشراك ممثليهم في النقاشات.
وفي هذا الإطار، حذّر رئيس رابطة التعليم الأساسي الرسمي، حسين جواد، في حديث إلى موقع «ليبانون ديبايت»، من «أي محاولة لتعديل الدوام الأسبوعي، أو تقصير العطلة الصيفية، أو تعديل موعد بداية العام الدراسي، قبل إقرار سلسلة رتب ورواتب جديدة وعادلة تتناسب مع الأوضاع المعيشية الحالية» .. واكد أن «أي حديث عن تحسين الرواتب يبقى بلا قيمة ما لم يتم التنسيق مع الروابط بشكل مباشر»، ملوّحًا بخطوات تصعيدية قد تُعلن قريبًا في حال استمرار التجاهل.
وشدَّد الرئيس عون أمام الحاكم كريم سعيد ونوابه على ان المسؤولية كبيرة لاعادة ثقة الداخل والخارج بالنظام المصرفي اللبناني، لافتاً الى اهمية حماية العملة الوطنية والعمل بشفافية بعيداً عن التدخلات السياسية، وهما أمران يساهمان في مسيرة النهوض الاقتصادي.
ونوَّه الرئيس عون، في لقاء مع وفد مجلس العلاقات العربية والدولية، بدور الرئيس بري في المساهمة بتثبيت الاستقرار، ودعم جهود اعادة بناء الدولة، وتحقيق مبدأ حصرية السلاح.
واكد ان قرار حصرية السلاح قد اتخذ، ولا رجوع عنه، وقرار الحرب والسلم هو من صلاحيات مجلس الوزراء.
واعتبر ان السلام هو حالة اللاحرب، وهذا ما يهمنا في لبنان في الوقت الراهن، اما مسألة التطبيع فهي غير واردة في السياسة اللبنانية الخارجية الراهنة.. مشدداً على اهمية وحدة اللبنانيين وتعاون مختلف الافرقاء مع الدولة، من اجل حماية البلاد، وتحصينها ومواجهة ما يمكن ان يخطط لها من مؤامرات.
كما زار مجلس العلاقات العربية والدولية، وسفراء دول الاتحاد الاوروبي الرئيس سلام، الذي اكد ان الدولة ماضية ببسط سلطتها على كامل أراضيها، مشيداً بمساهمة الاتحاد بأكثر من 600 مليون دولار للمناطق المتضررة من العدوان الاسرائيلي، كما استقبل رئيس الحكومة السفيرة الأميركية ليزا جونسون، في اطار المتابعة في ما خصَّ مهمة براك.
جلسة مساءلة
رقابياً، دعا الرئيس بري الى جلسة لمناقشة الحكومة في سياساتها العامة، عملاً بأحكام المادتين 136 و137 من النظام الداخلي، وذلك نهار الثلثاء، في 15 تموز الجاري.
وفي سياق نيابي اشار وزير الداخلية في مجلس الوزراء الى ان اللجنة قد اجتمعت واعدت تقريرا يتعلق بمحاور ثلاثة، هي: صعوبة تطبيق كيفية اقتراع المنتشرين، موضوع البطاقة الممغنطة، ومراكز انتخاب خارج الدوائر الانتخابية. وسيرفع التقرير الى مجلس الوزراء، وسيناقش بغية تقرير ما اذا كان يلزم إعداد مشروع قانون بهذا الخصوص».
وكانت هيئة مكتب مجلس النواب ولجنة الادارة والعدل قررتا في اجتماعهما امس، تأليف لجنة مصغرة لاعداد تقرير خلال اسبوعين حول طلب رفع الحصانة عن النائب جورج بوشيكيان المقدم من وزير العدل عادل نصار، والنيابة العامة التمييزية.
وللغاية، ترأس رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر رئاسة الثانية في عين التينة إجتماعاً مشتركاً لهيئة مكتب مجلس النواب ولجنة الإدارة والعدل النيابية حضره النواب: جورج عدوان، هادي ابو الحسن، الان عون، عبد الكريم كبارة، حسين الحاج حسن، غازي زعيتر، غادة ايوب، اشرف بيضون، علي خريس، علي حسن خليل، حسن عز الدين، ميشال موسى، مروان حمادة، أسامة سعد، عماد الحوت، جورج عطالله، هاغوب بقرادونيان، قبلان قبلان وجورج عقيص، وأمين عام مجلس النواب عدنان ضاهر.
وبعد الإجتماع تلا الأمين العام لمجلس النواب عدنان ضاهر بياناً جاء فيه: إنفاذاً للمواد 92 و93 من النظام الداخلي عُقد هذا الاجتماع من مكتب المجلس ومن لجنة الإدارة والعدل وبعد التداول، شُكّلت بالملف المطروح من قبل وزير العدل والنيابة العامة التمييزية لرفع الحصانة عن النائب جورج بوشكيان لجنة مصغرة لإعداد التقرير المطلوب.
وتضمّ اللجنة النواب جورج عدوان ومروان حمادة وآلان عون.
وافادت بعض المعلومات: ان موضوع تشكيل لجنة تحقيق بحق 3 وزراء اتصالات سابقين هم نقولا الصحناوي وجمال الجراح وبطرس حرب، سيطرح على الهيئة العامة، بموازاة طلب رفع الحصانة عن بوشيكيان. وفي هذا المجال، فالنقاش سيتطرّق الى طرح القضيتين في الجلسة نفسها، أو أن تتم الدعوة الى جلستين منفصلتين، للبت بكل موضوع بشكل منفصل عن الآخر. وهي مسألة يحددها رئيس مجلس النواب نبيه بري في وقت لاحق.
ونقل عن مصادر نيابية ان رئيس المجلس ماشي في موضوع رفع الحصانة.
تحريك أم تصعيد
في تطور آخر، اثار ما نقل «تلفزيون سوريا» عمن وصفها مصادر خاصة «أن الرئيس السوري أحمد الشرع هدد بتصعيد دبلوماسي واقتصادي ضد بيروت، بسبب تجاهل ملف الموقوفين السوريين في لبنان، قائلة: دمشق تدرس خيارات تصعيدية تدريجية ضد لبنان تبدأ بتجميد بعض القنوات الأمنية والاقتصادية»،لغطاً قوياً لدى الأوساط اللبنانية.
اضافت: كما تدرس دمشق، بحسب المصادر، إعادة النظر في التعاون الأمني الحدودي المشترك، وصولًا إلى إغلاق معابر حدودية وفرض قيود على الشاحنات اللبنانية.
وأعربت المصادر عن قلقها من إغلاق كامل للمعابر البرية مع لبنان خلال الأيام المقبلة.
وأفادت المصادر بأن «وزير الخارجية أسعد الشيباني يزور بيروت خلال أيام بقرار من الرئيس الشرع لبحث ملف الموقوفين»
ولاحقاً، نفى مصدر في وزارة الإعلام السورية، صحة تقارير إعلامية متداولة عن نية الحكومة اتخاذها إجراءات تصعيدية تجاه لبنان، وذلك بشأن ملف المعتقلين السوريين في السجون اللبنانية.
وقال المصدر لقناة «الإخبارية» السورية الرسمية: لا صحة لما يتداول عن وجود نية لدى الحكومة السورية باتخاذ إجراءات تصعيدية تجاه لبنان.
وأضاف: تؤكد الحكومة السورية على أولوية ملف المعتقلين السوريين في السجون اللبنانية وضرورة معالجته بأسرع وقت، من خلال القنوات الرسمية بين البلدين.
لكن تزامن النفي مع معلومات مسرّبة ايضا من جهات غير معروفة تفيد عن «تحركات لأهالي المعتقلين السوريين في سجن روميه، من حي التضامن في ريف دمشق إلى معبر جديدة يابوس – المصنع، لقطع الطريق أمام السيارات الآتية من لبنان، وعن وقفة احتجاجية عند معبر جوسية الحدودي ودعوات لقطع طريق معبر العريضة».
وحسب معلومات «اللواء» من المصادر الرسمية، فإن سوريا سبق وطالبت بتسليم الموقوفين من معارضي النظام السوري السابق، والمحكومين بجرائم جنائية لإكمال عقوبتهم في سوريا، ولم يُعرف ما اذا كان طلب التسليم يشمل الموقوفين بتهم ارهابية وتشكيل خلايا تابعة لتنظيم داعش.
اضافت المصادر: كان من المفروض ان تقوم السلطات اللبنانية من مدة وبناء لطلب سوريا، بفرز الموقوفين حسب التهم الموجهة اليهم. واعداد تقرير شامل مفصل بهم لإتخاذ القرار بشأنهم، لكن هذا الامر لم ينتهِ حتى الآن ما اثار استياء السلطات السورية على ما يبدو، علماً ان هناك ملفات مهمة ايضا لم تتخذ فيها السلطة السورية إجراءات حاسمة، مثل عودة النازحين في لبنان لأسباب اقتصادية وسياسية، وملف الحدود البرية والبحرية، واتفاقات حركة التجارة والترانزيت والتنقل وغيرها.
وافيد ان الرئيس السوري الشرع حمّل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان خلال زيارته لدمشق رسالة استياء بسبب اهمال السلطات اللبنانية ملف الموقوفين. وان زيارة الوزير السوري الشيباني ستكون بمثابة «الفرصة الدبلوماسية الاخيرة لمعالجة ملف الموقوفين قبل ان تتخذ دمشق خطوات تصعيدية متدرجة حيال لبنان».
وبعد الكلام عن ضغط من السلطات السورية على لبنان لإنهاء ملف الموقوفين السوريين، علّق وزير العدل عادل نصار، رداً على سؤال حول موضوع تسريع محاكمات الموقوفين بما فيهم السوريين، بالقول: بعد افتتاح قاعة المحاكمة في رومية أقفلت حوالى ١٨٠ ملفاً وتحوّلت إلى المحاكمة، لكن لا يمكن تخطي الإجراءات القانونية والأمور تسير بشكل جيد.
العدل الأميركية: حزب الله لا يزال يشكل تهديداً
عقدت وزارتا الخارجية والعدل الأميركيتان بالتعاون مع الشرطة الأوروبية (Europol)، اجتماعهم الرابع عشر. وقال المجتمعون أن «الاجتماع مخصص لمكافحة الأنشطة الإرهابية وغير المشروعة لحزب الله». وأفادت وزارة الخارجية الأميركية في بيان، بأن «الاجتماع الرابع عشر لمجموعة تنسيق إنفاذ القانون (Law Enforcement Coordination Group – LECG)، المخصصة لمكافحة الأنشطة الإرهابية وغير المشروعة لحزب الله، عقد يومي 9 و10 تموز الجاري، وشارك فيه ممثلون عن أجهزة إنفاذ القانون، ومدعون عامون، وخبراء ماليون من نحو 30 دولة من مناطق الشرق الأوسط وأميركا الجنوبية وأوروبا وأفريقيا وآسيا وأميركا الشمالية». وذكرت الوزارة أن «المجموعة استعرضت قدرات حزب الله على تنفيذ عمليات وهجمات قاتلة حول العالم، رغم الضربات الكبيرة التي تلقاها خلال العام الماضي»، مضيفة: «أجمع المشاركون على أن الحزب لا يزال يشكل تهديداً خطيراً، ويواصل مساعيه للحفاظ على وجوده الخارجي».
و«استعرضت الدول المشاركة أبرز الإجراءات التي اتخذتها مؤخرا للحد من آليات الحزب المالية ومخططاته، إلى جانب عملياته»، بحسب البيان.
واعلنت الخارجية الاميركية ان البنتاغون وافق على بيع عتاد صيانة لطائرات اية 29 سوبر توكانوا الى لبنان بقيمة 100 مليون دولار.
التجديد لليونيفيل
وفي إطار الجهود التي تبذلها وزارة الخارجية والمغتربين للتجديد لقوات حفظ السلام الدولية العاملة في جنوب لبنان، استقبل وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي سفير الدانمارك كريستوفر فيفيكي Kristoffer Vivike، وسفير جمهورية سلوفينيا لدى لبنان والمقيم في أنقرة غورازد رينسيلج Gorazd Rencelj وعرض معهما الدور الذي يمكن لكل من الدانمارك وسلوفينيا أن تلعباها في هذا الشأن بصفتهما عضويين غير دائمَين في مجلس الأمن.
الوضع الميداني
ميدانياً في الجنوب، استهدفت مسيّرة معادية سيارة بين بلدتي النميرية والشرقية، ادت الى سقوط 3 شهداء، وجريح مدني.
كما قصفت المدفعية الاسرائيلية اطراف بلدة الخيام.
وفي اعتداءات امس، افيد عن سقوط مُحلّقة إسرائيلية وانفجار القنبلة التي كانت تحملها، وذلك بعد إلقائها قنبلة على مركبة من نوع بيك آب في بلدة كفركلا.
وتبين أنّ الصوت الذي سُمع قرابة الساعة 06:05 صباحا، ناجم عن تفجير قام به جيش العدو لغرفة قرب أحد المزارع في منطقة الجميلة (قرب غاصونا) عند الأطراف الشرقية لبلدة بليدا، بعد توغله لقرابة الـ800 متر داخل الأراضي اللبنانية.وتُعدّ «غاصونة» منطقة زراعية تحوي مزارع لتربية الدجاج، سبق أن تعرّضت لإطلاق نار من القوات الإسرائيلية في مناسبات سابقة.
كما القت محلقة إسرائيلية قنبلة صوتية باتجاه مزارعين كانوا يعملون في حقل بالضهيرة
وظهرا افيد أنّ جنود العدوّ الإسرائيليّ خرقوا خطّ الإنسحاب في خراج بلدة المجيدية، وتوغلوا لمسافة 400 متر، وأطلقوا النار باتّجاه رعاة الماشية لترهيبهم. كما عُلِمَ أنّ قوّات العدوّ أطلقت النار على مولد كهربائي في إحدى المزارع.
كما شنّ العدو غارة على منطقة طير هرما عند أطراف بلدة ياطر، استهدفت دراجة نارية، و أصيب سائقها بجروح، ونقل إلى مستشفى تبنين للمعالجة.
وافيد عن قصف مدفعي اسرائيلي يستهدف أطراف بلدة الخيام.
الرياضي يكرس زعامته لكرة السلة اللبنانية
كرس النادي الرياضي بيروت زعامته لكرة السلة اللبنانية، وتوج بلقب بطولة لبنان لأندية الدرجة الاولى للرجال، بفوزه على غريمه التقليدي الحكمة بفارق 15 نقطة وبنتيجة (92-77)، في المباراة الخامسة من السلسلة النهائية، والتي اجريت مساء الجمعة، بقاعة الرئيس صائب سلام في المنارة.
وحسم النادي الرياضي السلسلة امام الحكمة 4-1، ليتوج باللقب للمرة الثالثة على التوالي والـ38 بتاريخه، والـ19 بالعصر الحديث الذي انطلق موسم 1992-1993، علماً ان فوز ابناء «القلعة الصفراء» بالديربي الـ148 يحمل الرقم 100 بتاريخ لقاءات الفريقين على مدى نحو 30 عاماً.
واجريت مراسم تتويج النادي الرياضي امام جماهيره، التي انطلقت عقب المواجهة في مسيرات سيارة، طافت شوارع بيروت، كما معظم المناطق اللبنانية، حيث امتدت الاحتفالات حتى ساعات الصباح الاولى.
"الديار":
طوابير رابعة وخامسة وسادسة تعمم اجواء سوداوية وتحدد مواعيد لحرب جديدة واسابيع حاسمة وضربات في العمق اللبناني واجتياح اسرائيلي جديد بعمق ٤٥ كلم وعدم التجديد لقوات الطوارئء الدولية الا تحت الفصل السابع وتوسيع مهامها على المنافذ البرية والبحرية والجوية وتعزيزها بكل انواع الاسلحة كي تصبح قادرة على تنفيذ سحب سلاح المقاومة، هذه التسريبات حسب مصادر سياسية لا اساس لها من الصحة ولا تستند الى اي معطيات مادية او الى معلومات رسمية او دبلوماسية او الى أجهزة مخابرات محلية او عربية او دولية، والرؤساء ليسوا في هذه الاجواء مطلقا، فلا الموفد الاميركي برّاك نقل تهديدات ولا يزيد بن فرحان اوحى بأجواء سوداوية بل تحدث عن تمنيات وتاييد سعودي لرؤية الرئيس جوزاف عون حول حصرية السلاح بيد الدولة، وكان اجتماعه مع الرئيس بري من أفضل الاجتماعات التي عقدت بين الرجلين، وتؤكد المصادر السياسية، ان الهدف من تعميم هذه الاجواء عرقلة مسيرة العهد والتشويش على مواقف رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وهز وحدة الموقف الرسمي وضرب موسم الاصطياف الذي استعاد حيويته امس من بيت الدين وتحديدا مع الرئيس نواف سلام الذي «دبك» وغنى مع جاهدة وهبي «راجع راجع يتعمر لبنان» وانضم اليهما الرئيس فؤاد السنيورة وبعض الوزراء، فيما اكتفى وليد جنبلاط بالتصفيق والتصوير وارسال القفشات، وبعدها قام سلام بجولة بين الناس نالت استحسان الحضور، وتؤكد المصادر، ان موسم الاصطياف عاد إلى زخمه مع وصول 103 رحلات يومية الى مطار رفيق الحريري الدولي «مفولين» من مختلف أنحاء العالم، وسجلت حركة الحجوزات في الفنادق والمطاعم نسبا عالية وصلت في بعض المناطق الى 100%، فيما تعم المهرجانات السياحية كل المدن والقرى اللبنانية بمشاركة كبار الفنانين العرب والاجانب، كما تحسنت أرقام المصطافين القادمين من مصر والمغرب وتونس والعراق واوروبا ودول الخليج باستثناء المملكة العربية السعودية، وسينعكس ذلك ايجابا على الوضع الاقتصادي مع تأمين الاف فرص العمل وسيولة مالية، والامر المستغرب حسب المصادر السياسية تجاهل اجواء الفرح والتركيز على الاجواء السوداوية المسمومة، ويبقى الجنوب وحده محروما من هذه الاجواء بفعل الحرب الاسرائيلية والخروقات اليومية التي تصاعدت امس عبر القصف بالمسيّرات والتوغلات التي طالت بلدات طيرهرما وسقوط جريح، قصف دراجة في النميرية مما ادى الى استشهاد مواطن و5 جرحى.
اوضاع الحكومة
الحكومة باقية وليس أمامها سوى 10 اشهر فقط حتى موعد الانتخابات النيابية في ايار، وتشير المعلومات المؤكدة، ان اعتراضات القوات اللبنانية على عودة «الترويكا» وامساكها بالقرار السياسي للحكومة والتفرد بصياغة الرد اللبناني على ورقة العمل الاميركية لن يؤدي الى خروج القوات اللبنانية منها مطلقا، مع التاكيد، ان قرار الاستقالة من الحكومة ليس بيد الدكتور جعجع وحده، ولا يمكن الاقدام على هذه الخطوة دون الضوء الاخضر السعودي الداعم للعهد والحكومة في هذه المرحلة، لكن القوات اللبنانية ستصر في كل جلسة حكومية على اثارة موضوع ورقة الرد اللبنانية على برّاك واعتبارها غير دستورية، لان القرار لمجلس الوزراء مجتمعا ولا يجوز للرئيس بري التدخل في هذا الملف، الامر الذي سيفجر مجلس الوزراء في كل جلسة ويوسع الهوة بين سلام والقوات اللبنانية.
وفي التسريبات، ان القوات اللبنانية ستوجه سهامها باتجاه الرئيسين بري وسلام وتحييد رئيس الجمهورية الا من بعض الطراطيش،وتؤكد مصادر في القوات اللبنانية بأننا لن نعطي ورقة الخروج من الحكومة للبعض وفتح زجاجات «الشمبانيا».
واللافت ان الاتصالات التي سبقت جلسة مجلس الوزراء افضت الى توافق على التعيينات بين الرؤساء الثلاثة وجنبلاط وجعجع مما سهل صدورها عن مجلس الوزراء وأبرز التعيينات: القاضي ماهر شعيتو مدعي عام مالي بعد تراجع الرئيس بري عن اسم القاضي زاهر حمادة الذي سيعين مدعيا عاما في الجنوب، كما تم تعيين لجنة الرقابة على المصارف من مازن سويد رئيسا والأعضاء، نديم حداد وتانيا كلاب والين سبيرو وربيع نعمة كما عين نواب حاكم مصرف لبنان من وسيم منصوري، سليم شاهين، ومكرم بو نصار وغابي شينوزيان، وتم استبدال العضوين الدرزي والارمني ارضاء لجنبلاط درزيا وبعض الوزراء ارمنيا، فيما تم الابقاء على العضوين الشيعي والسني ارضاء لبري وسلام، كما تم تعيين اليسار نداف جعجع رئيسا لمجلس إدارة تلفزيون لبنان ومديرا عاما للتلفزيون و هي مقربة من رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع كما وزع أعضاء مجلس الإدارة على الرؤساء الثلاثة والشريك المضارب وليد جنبلاط وهم: جان وجدي ملاط، محمد نمر، شارل رزق الله سابا، علي ابراهيم قاسم وريما هاني خداج.
وقد اثار وزراء القوات في آخر الجلسة موضوع ورقة الرد اللبنانية على برّاك وحصل نقاش لم يخل من الحدة وسالوا عن الورقة الاميركية والرد اللبناني ومضمونه، ورد رئيس الجمهورية بشكل حاسم موضحا ان الورقة الاميركية ارسلت الى الرؤساء الثلاثة وتم الرد عليها بشكل موحد، وعندما يتم الاتفاق النهائي، سيتم عرض ما توصلنا اليه على مجلس الوزراء، ولايجوز ان يكون هناك 24 مقترحا وعندها كيف ستكون النتيجة ؟ ولم يرد وزراء القوات وانتهى النقاش على مضض لكن رسالة جعجع وصلت الى رئيس الجمهورية، اما الوزير جو عيسى الخوري الذي خرج من الجلسة غاضبا بحجة الاستراحة فقال: « لقد ثبت لنا بالوجه الشرعي ان هناك وزراء درجة أولى ودرجة ثانية، وزراء مسموح لهم بالحكي ووزراء ممنوع يعلنوا رأيهم» وسال : «لقد قرأنا اسماء لجنة الرقابة على المصارف بالصحف فاين الالية المعتمدة في التعينات»؟.
قانون الانتخابات
ملف تصويت المغتربين، سيكون العنوان الاساسي للمعارك الكبرى والصغرى ما بين تموز 2025 وايار 2026، والمعادلة واضحة عند الفريقين السياسيين، اذا شارك المغتربون بالتصويت للنواب الـ 128 فان الأكثرية النيبابية ستكون في جيب سمير جعجع وسامي الجميل والتغيريين والمطالبين بنزع سلاح المقاومة وصولا الى المجيء برئيس جديد للمجلس النيابي وانهاء حقبة نبيه بري وطرح التطبيع بين لبنان واسرائيل بموافقة مجلس النواب، اما عدم تصويت المغتربين فهذا يحسم بقاء بري وسقوط التطبيع واحتفاظ حزب الله بهامش واسع من التحرك، وبالتالي فان الانتخابات النيابية القادمة مسألة حياة او موت بالنسبة للقوى السياسية كونها تحسم هوية اي لبنان نريد، ولايحتمل الملف اي دعسة ناقصة، وربما ادى الكباش الكبير الى تاجيل الانتخابات اذا استمرت الخلافات على القانون الانتخابي.
وفي ظل الخريطة الحالية، فان بيضة القبان يبقى وليد جنبلاط المؤيد لمشاركة المغتربين والرافض لعزل الشيعة من خلال قانون الانتخابات.
الشرع والتهديد باجراءات قاسية
كشفت مصادر خاصة لتلفزيون سوريا، ان الرئيس السوري احمد الشرع فاتح مفتي الجمهورية اللبنانية عبد اللطيف دريان خلال زيارته دمشق في موضوع الموقوفين الاسلاميين اللبنانيين الذين ناصروا الثورة السورية ومن بينهم الشيخ احمد الاسير، وعاد الرئيس السوري امس الى اطلاق التهديدات عبر التسريبات التلفزيونية باتخاذ اجراءات دبلوماسية واقتصادية ضد بيروت اذا واصلت تجاهل ملف الموقوفين السوريين، وذكر التلفزيون السوري، ان الشرع سيوفد وزير خارجيته اسعد الشيباني الى بيروت خلال الايام القادمة لبحث هذا الملف مع المسؤولين اللبنانيين، وكشف التلفزيون ان الشرع يفكر بوقف التعاون الأمني بين البلدين وتحديدا بالنسبة لضبط الحدود واقفال بعض المعابر ومنع مرور الشاحنات اللبنانية من الاراضي السورية، وتزامنت التهديدات مع تحركات لاهالي الموقوفين السوريين في رومية من حي التضامن في ريف دمشق الى معبر جديدة يابوس ـ المصنع لقطع الطريق امام السيارات الآتية من لبنان كما سجل وقفة احتجاجية عند معبر جوسية ودعوات لقطع طريق العريضة، وفيما نفى التلفزيون السوري عصر امس هذه التسريبات، لكنه اكد في المقابل على ضرورة حل ملف الموقوفين بأسرع وقت وعدم المماطلة واعلان موقف جدي من لبنان، اما وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي فاكد ان لا زيارة قريبة لشيباني الى لبنان، وانه سيكون خلال الأيام القادمة في زيارة خارجية، وان موضوع زيارة شيباني طرح منذ فترة ولم تتم الزيارة، والسؤال، هل سيستقبل لبنان الشيباني بعد تسريبات وتهديدات الشرع؟
من جهته، اكد رئيس الجمهورية حرص لبنان على اقامة علاقات جيدة مع سوريا مع التاكيد على عدم التدخل في الشؤون الداخلية لاي من البلدين.
الاتصالات السياسية
الاتصالات السياسية مفتوحة بين لبنان والرياض وواشنطن، والقرار اللبناني ثابت لجهة وقف الاعتداءات الاسرائيلية اولا وحصرية السلاح بيد الدولة وكذلك قرار الحرب والسلم، هذا ما اكد عليه رئيس الجمهورية امس معلنا ايضا رفضه للتطبيع.
وحسب المواكبين للاتصالات الاميركية مع المسؤولين اللبنانيين، فان لا مهلة اميركية لتسليم سلاح الحزب ولا انذارات، وفي نفس الوقت فان الاميركيين لم يعطوا اي ضمانة بوقف الاعتداءات الاسرائيلية وحسب المصادر، فان الموفد الاميركي توم براك زار الجنوب مع وفد امني اميركي كبير وبرفقة كبار ضباط الجيش اللبناني وجالوا في معظم مناطق الجنوب ودخلوا منشآت عسكرية كانت تابعة لحزب الله وخرجوا بانطباعات جيدة عن تنفيذ اتفاق وقف النار والتزام حزب الله ببنوده كما تفقدوا مراكز انتشار الجيش والقوات الدولية وابدوا ارتياحهم للتنفيذ، وفي المعلومات، ان الجيش اللبناني فند للاميركيين كل ما يحصل في الجنوب من اعتداءات اسرائيلية وعدم صحة الادعاءات الاسرائيلية عن وجود مخازن اسلحة لحزب الله جنوب الليطاني والتأكيد على انسحاب حزب الله العسكري، وفي المعلومات ايضا، ان براك حاول عبر بعض الوسطاء اللبنانيين ايصال رسائل لحزب الله فحواها «سلموا السلاح وخذوا الضمانة التي تريدونها، واذا كانت قيادة الجيش تعطيكم الضمانة لا مانع عند الاميركيين» ورفض الحزب الرد على هذه الادعاء ات ويبقى الفصل بالانتخابات النيابية الخوف من ان يسود عدم الاستقرار المرحلة الفاصلة بين تموز 2025 وايار 2026.
"الأنباء" :
ما يزال المشهد السياسي على حاله من المراوحة وعدم وضوح الرؤية، خصوصاً في موضوع حصرية السلاح بيد الدولة. وباستثناء ما يصدر من مواقف وتصريحات من قبل رئيس الجمهورية جوزاف عون، والحكومة نواف سلام، ليس هناك من تحديد جدول زمني يشي بحل هذه المسألة في وقت قريب.
مصادر متابعة كشفت عبر جريدة الانباء الالكترونية أن الموفد الأميركي توم براك تسلم من المسؤولين اللبنانيين مجموعة أفكار رداً على الورقة الأميركية، لا سيما ما ورد بالورقة الرسمية اليت تحمل توقيع الرئيسين عون وسلام، إضافة إلى ملاحظات أخرى سمعها في عين التينة نقلاً عن حزب الله.
وأشارت المصادر إلى أن رد براك كان بأن الكرة في ملعب اللبنانيين، فإذا أرادوا بناء دولة عليهم اتخاذ خطوات أكثر جدية لكي يحصلوا على المساعدات للنهوض باقتصادهم واعادة الاعمار.
ولفتت المصادر إلى أنه على هذا الاساس حدّد براك مهلة الأسبوعين للعودة الى لبنان والبحث بالتفاصيل على ضوء الانطباع الأميركي على الرد الرسمي اللبناني.
في هذا السياق، أكد رئيس الجمهورية أمام زواره ان قرار حصرية السلاح قد اتخذ ولا رجوع عنه. وأن قرار الحرب والسلم هو من صلاحيات مجلس الوزراء. وان السلام هو حالة اللاحرب، وهذا ما يهمنا في لبنان في الوقت الراهن.
عون رأى ان مسألة التطبيع غير واردة في السياسة اللبنانية الراهنة. وفي الموضوع السوري أبدى عون حرصه على إقامة افضل العلاقات مع سورية، مع التأكيد على عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي من البلدين
إصرار "الحزب"
وأشار النائب بلال الحشيمي إلى "أننا لا زلنا ندور في الحلقة نفسها. وهناك تعنّت واضح من قبل حزب الله ويصرّ على ان يرفع السقف للحصول على مكاسب معينة. لأنه مع الأسف يرى أن ايران قد انتصرت بمواجهة اميركا واسرائيل وبما ان حزب الله احد أبرز أذرعها في المنطقة يريد تحقيق مكاسب. بينما الحقيقة هي خلاف ذلك تماماً، فإيران هُزمت وكذلك حزب الله، وسلاحه لم يعد له حاجة".
الحشيمي وفي حديث لجريدة الانباء الالكترونية اعتبر أن حزب الله يعرف جيداً ان هناك أجندة واضحة لتسليم سلاحه ومهما حاول أن يرفع سقوف شروطه فلن يغيّر الواقع، لأن قرار تسليم السلاح قد اتخذ.
وقال: "كان على حزب الله اتخاذ مبادرة ايجابية من أجل لبنان ومن أجل الشعب اللبناني الذي وقف الى جانبه".
دمشق - بيروت
على صعيد آخر، انشغل الرأي العام اللبناني أمس بما أشيع عن اجراءات تصعيدية قد تتخذها سوريا تجاه لبنان على خلفية ملف الموقوفين السوريين في لبنان.
لكن الحشيمي نفى صحة هذا الكلام واعتبره كلاماً مدسوساً ومفبركاً من أجل توتير العلاقة مع سورية. وقال إنها المدرسة نفسها التي فبركت قصة داعش ودخولها الى لبنان. كل ذلك لحرف الانظار عما يخططون له من مؤامرات، داعياً الدولة اللبنانية ايلاء هذا الملف جانباً من الاهتمام واتخاذ قرار جريء بتسليم هؤلاء الموقوفين الذين لا يزيد عددهم عن الـ170 شخصاً الى الدولة السورية للنظر بأمرهم ومحاكمتهم اذا ثبت تورطهم بأعمال مخلّة بالأمن.
وقال الحشيمي: "لا يجوز أن يعتقل معارضو النظام السوري البائد فيما مؤيدوه الذين لجأوا الى لبنان يسرحون ويمرحون بلا حسيب ولا رقيب"، مضيفاً "من الخطأ عدم النظر في قضيتهم خاصة وأن بعضهم معتقل من اكثر من 15 سنة وبعضهم الآخر مضى على اعتقاله اكثر من 7 سنوات".
في هذا السياق، أفاد مصدر في وزارة الاعلام السورية ان لا صحة لما يتم تداوله عن وجود نية لدى الحكومة السورية باتخاذ إجراءات تصعيدية تجاه لبنان. وتؤكد الحكومة على أولوية ملف الموقوفين السوريين في السجون اللبنانية وضرورة معالجته في أسرع وقت، من خلال القنوات الرسمية بين البلدين. وكان وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي نفى تبلغه بأي موعد لزيارة نظيره السوري اسعد الشيباني الى بيروت، مشيراً الى أن بيروت لم تتسلّم اي مذكرة سورية سواء عبر الخارجية أو من خلال لجنة مشتركة.
رفع الحصانة
وفي تطور لافت، برزت على الساحة التشريعية مهمة رفع الحصانة النيابية. حيث ترأس الرئيس نبيه بري اجتماعاً مشتركاً لهيئة مكتب مجلس النواب ولجنة الادارة والعدل. وبعد الاجتماع أشار الامين العام لمجلس النواب عدنان ضاهر إلى أنه بناء على طلب وزير العدل والنيابة العامة التمييزية لرفع الحصانة عن النائب جورج بوشكيان، تشكلت لجنة مصغّرة لإعداد التقرير المطلوب.
وفي الشأن التشريعي ومناقشة عمل الحكومة، دعا بري لعقد جلسة عامة يوم الثلاثاء المقبل لمناقشة سياسات الحكومة وذلك عملاً بالكامل المادتين 136 و 137 من النظام الداخلي.
"البناء" :
بعدما انتشرت الخرائط التي تقدّم بها الجانب الإسرائيلي لانتشار قوات الاحتلال خلال اتفاق وقف إطلاق النار، لم يعد ثمة حاجة للبحث عن أسباب تعثر المفاوضات، وسقطت مصداقية الحديث الأميركي عن التفاؤل لينكشف التواطؤ الأميركي الإسرائيلي لابتزاز الفلسطينيين بالقتل والتجويع أملاً بإعادة إحياء خطة التهجير، حيث حملت الخرائط ما يكفي من الأدلة على نية تجميع الفلسطينيين في معازل اعتقال تمهيداً للتهجير، مع امتناع أميركي عن ممارسة أي ضغوط بالرغم من أن الاتفاق السابق لوقف إطلاق النار في 19 كانون الثاني كان ثمرة وساطة أميركيّة وحسم أمر الانسحابات والمساعدات وفق صيغ متفق عليها، قبل أن ينقلب الاحتلال على الاتفاق ويعود إلى الحصار والتجويع والإبادة، وباستثناء التأييد الأميركي الضمني أثارت الخرائط الإسرائيلية الذعر في الأوساط الأمميّة والأوروبية بعدما شبهها خبراء إسرائيليون بخطة إقامة معازل للفلسطينيين شبيهة بالمعازل التي أقامها النازيون لليهود.
في الملف النووي الإيراني، تقارير غربية عن استئناف طهران برنامج تخصيب اليورانيوم في منشآت صغيرة، وتأجيل ترميم المفاعلات التي استهدفتها الغارات الأميركية الإسرائيلية بانتظار ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالحماية من الاستهداف وفق ما ينصّ ميثاق الوكالة نفسها، بينما تتريث طهران في قبول أي حديث عن التفاوض مع انعدام الثقة بالجانب الأميركي، وتهديد بالردّ على أي محاولة استهداف جديدة أميركية أو إسرائيلية، فيما ظهرت مساعي وساطة روسية عبر إعلان الاستعداد الروسي لتسلم الكميات المخزنة من اليورانيوم المخصب لدى إيران، وإعداده للتسويق تجارياً، وإحاطة كل من واشنطن وطهران بالمسعى، وهذا المسعى وفقاً لمصادر متابعة للعلاقات الأميركية الروسية والروسية الإيرانية يبدو الجزء الظاهر من وساطة أكثر عمقاً تخوض موسكو غمارها لإعادة مسار التفاوض وضمان بناء الثقة التي يشكو الإيرانيون من فقدانها.
في سورية صعدت مجدداً المسألة الكردية إلى السطح، مع تزامن إعلان حزب العمال الكردستاني عن بدء مسيرة إلقاء السلاح مع جولة التفاوض بين قوات سورية الديمقراطية وحكومة دمشق الجديدة، وفيما حمل أول أمس مواقف أميركية شديدة اللهجة ضد موقف الجماعات الكردية ومطالبها وصولاً إلى اتهامها بالبطء وتقديم طلبات مستحيلة، كما قال المبعوث الأميركي توماس باراك، شهد أمس، تراجعاً عن هذه التصريحات لصالح العودة على لسان باراك إلى الدعوة الموجهة للفريقين بالتساوي للبحث عن كيفية تجاوز الخلافات، ومطالبة حكومة دمشق بتوفير فرصة منصفة ومحترمة لقوات سورية الديمقراطية للاندماج بمؤسسات الدولة السورية وقواتها المسلحة خصوصاً، وهو ما ربطت مصادر متابعة بينه وبني موقف البنتاغون الذي رصد موازنة بـ 130 مليون دولار لعام 2026 لقوات سورية الديمقراطية، وسط الحديث عن ضغوط مارسها البنتاغون أدّت إلى تراجع باراك عن مواقفه السابقة.
بانتظار الرد الأميركي على ورقة الملاحظات اللبنانية على ورقة المبعوث الأميركي توم باراك الذي سيعود خلال أسبوعين إلى لبنان حاملاً معه الجواب الأميركي، تملأ الدولة اللبنانية الوقت الضائع بحسم مجموعة من الملفات في مجلس الوزراء إلى جانب تفعيل عمل مجلس النواب لإقرار مجموعة من القوانين إلى جانب جلسة خاصة لمساءلة الحكومة الثلاثاء المقبل.
ووفق معلومات «البناء» فإن الوفد الأميركي المرافق لتوم باراك زار بعبدا الثلاثاء الماضي والتقى فريق عمل رئيس الجمهورية، وطرح مجموعة من الأسئلة المتعلقة بالرد اللبناني، كما عقد الوفد الأميركي اجتماعاً آخر في اليوم نفسه مع مستشار رئيس مجلس النواب نبيه بري علي حمدان، بهدف تزويد باراك ببعض الاستيضاحات لنقلها إلى الإدارة الأميركية للعودة بأجوبة خلال خمسة عشر يوماً.
وأشارت جهات مطلعة على مداولات ونقاشات المسؤولين مع المبعوث الأميركي خلال زيارتيه الأولى والثانية، إلى أن ما عرضه باراك في ورقته هو صك استسلام الأمر الذي رفضه لبنان الرسميّ فيما رفض حزب الله تسلم الورقة ونقاشها والردّ عليها وتعامل معها وكأنها غير موجودة، حيث تولت الدولة اللبنانية المتمثلة بالرؤساء الثلاثة دراسة بنود الورقة وإدخال ورقة ملاحظات عليها، وتسليمها للمبعوث الأميركي في زيارته الأخيرة. ولفتت الجهات لـ»البناء» إلى أن المبعوث الأميركي لم يقدم ضمانات لوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان والخروقات اليومية ولا حيال توسيع الاحتلال للعمليات العسكرية في لبنان.
واللافت وفق الجهات أن الورقة الأميركيّة لا تتضمّن موضوع الأسرى اللبنانيين لدى «إسرائيل» خلال الحرب الأخيرة.
ووفق الجهات فإن الردّ اللبنانيّ على الورقة تلخّص بالآتي:
*التزم لبنان بالقرار 1701 وإعلان وقف إطلاق النار فيما الجانب الإسرائيلي لم يلتزم ويستمرّ بالاعتداء على لبنان بما يخالف كافة القرارت الدولية واتفاق وقف إطلاق النار الذي رعته وضمنت تطبيقه الولايات المتحدة وفرنسا عبر لجنة مراقبة وقف إطلاق النار الموجودة في الجنوب.
*حزب الله ملتزم بما طلبته الدولة وفق الاتفاقات والقرارات الدوليّة ولم يقم بأيّ ردة فعل لمواجهة الاعتداءات ويقف خلف الدولة في الدفاع والتحرير واستعادة الحقوق.
*التزم حزب الله بضبط النفس ولم يقم بأي تحرك عسكري ضد «إسرائيل» خلال الحرب الأميركية الإسرائيلية على إيران، ما يشكل دليلاً على التزام الحزب بقرار الدولة.
*حزب الله مكوّن سياسيّ شارك في الانتخابات الرئاسية وفي عملية تأليف الحكومة وقراراتها وفي منح الحكومة الثقة وفق البيان الوزاري الذي يتضمن حصرية السلاح، وأيضاً شارك في الانتخابات البلديّة ويملك حضوراً وازناً وواسعاً في مخنلف المناطق اللبنانية.
وكشفت أوساط سياسيّة لـ»البناء» أنه يجري التحضير لجبهة سياسية – إعلامية تتصدرها القوات اللبنانية لإثارة ملف سلاح حزب الله على نطاق واسع ومحاولة إحداث انقسام سياسيّ وطائفيّ قبيل الزيارة الثالثة للمبعوث الأميركي إلى لبنان، وذلك في إطار التوجّه الأميركي لممارسة الضغوط القصوى السياسية والاقتصادية على الدولة اللبنانية والضغوط العسكرية والأمنية على حزب الله وبيئته الحاضنة.
وحضر ملف سلاح الحزب على طاولة مجلس الوزراء أمس، في إطار الحديث عن الورقة الأميركيّة عموماً، وفق ما أعلن وزير الإعلام بول مرقص في رده على أسئلة الصحافيين بعد تلاوته مقرّرات مجلس الوزراء، وقال مرقص: «سيعرض الرد اللبناني، وتم شرح المضمون العام للرد، ولكن التفاصيل لم تنته بعد ولم تنضج لعرضها على مجلس الوزراء، وسننظر بها ملياً ونتخذ القرار المناسب عندما تحظى بحدّ كافٍ من النضوج، وهذا ما أشار إليه رئيس الجمهورية».
ووفق معلومات «البناء» فقد طلب وزراء القوات النقاش في ملف سلاح حزب الله وطرح الورقة اللبنانيّة التي سلمت للمبعوث الأميركي على مجلس الوزراء لمناقشتها، إلا أن رئيسي الجمهورية والحكومة طلبا تأجيل الأمر لمزيد من دراسة الورقة وتنقيحها قبل عرضها على المجلس.
وكان مجلس الوزراء في جلسته التي انعقدت في قصر بعبدا أمس، برئاسة رئيس الجمهورية جوزاف عون، أقرّ سلسلة تعيينات، منها تعيين القاضي ماهر شعيتو مدعياً عاماً مالياً، وتعيين الهيئة الوطنية للمفقودين والمخفيّين قسراً، وتعيين نواب حاكم مصرف لبنان، وتعيين رئيس وأعضاء لجنة الرقابة على المصارف، بالإضافة إلى تعيين رئيس وأعضاء مجلس إدارة تلفزيون لبنان.
وعلى الرغم من تعيين عدد من الموظفين في مجلس إدارة تلفزيون لبنان المحسوبين على القوات اللبنانية، ومشاركة وزراء القوات في سلة التعيينات، غير أن وزير الصناعة جو عيسى الخوري، أعلن في حديث تلفزيوني إلى أنه اعترض على آليّة التعيين حيث أن هناك وزراء لا يحصلون على أسماء المرشحين للمناصب قبل ٤٨ ساعة من الجلسة بحسب الآليّة.
وكان قد لفت الخوري، خلال مغادرته جلسة مجلس الوزراء في قصر بعبدا، إلى أنّه «ثبت اليوم أن هناك وزراء درجة أولى ووزراء درجة ثانية في الحكومة وللبحث صلة».
وتطرّق رئيس الجمهورية إلى «الزيارة الرسمية التي قام بها إلى قبرص ولقائه بالرئيس القبرصي، حيث وصفه باللقاء المنتج. وأوضح أن البحث تناول المواضيع التالية، الحدود البحريّة قطعنا فيه شوطاً كبيراً على الصعيد التقني، ولكن تجب ترجمة النتائج على نحو رسمي، وسيصل إلى لبنان الأسبوع المقبل وفد تقني قبرصي، لمتابعة هذا الملف تمهيداً لإنهائه»، وأضاف «الموضوع الثاني، متعلق بمبادرة قام بها الرئيس القبرصي، متعلقة بإتاحة بلاده ألف وظيفة عمل للبنانيين، وفي هذا الإطار طلب الرئيس عون إرسال ملف كامل عن هذه الوظائف. ثالثاً، أبدى الرئيس القبرصي استعداد بلاده أيضاً لمدّ كابل بحري يصل كهرباء قبرص بكهرباء لبنان، وتمّ الاتفاق على تواصل الوزيرين المختصين اللبناني والقبرصي للبحث في هذا الاقتراح».
ولفت مرقص إلى أنّ «الملف الخامس الذي تمّ البحث فيه هو موضوع الهجرة غير الشرعيّة، حيث لفت الرئيس عون إلى أن رئيسة المفوضية الأوروبية التي زارت لبنان العام الماضي، وعدت بتقديم مبلغ مليار يورو في إطار معالجة ملف النازحين السوريين، ولم يتم تقديم هذا الدعم بعد، فوعد الرئيس القبرصي بالقيام بالاتصالات اللازمة حول هذا الملف لتأمين مبلغ نصف مليار يورو على نحو فوري، لافتاً إلى عدم وصول مراكب للاجئين السوريين غير الشرعيّين القادمين من لبنان إلى قبرص في الفترة الأخيرة، بل إن غالبية مراكب الهجرة تصل من سورية، وتقوم قبرص بإعادتها إلى بلادها بالتعاون مع الحكومة السورية».
ومن التعيينات في الجلسة، تعيين القاضي ماهر شعيتو مدعياً عاماً مالياً وتعيين الهيئة الوطنية للمفقودين والمخفيّين قسراً، وهم: القاضي جوزف سماحة رئيساً، والأعضاء رضى رعد، ندى الخراط، زياد عجاج، سامر عبدالله، جبرايل مشعلاني، ماري رين صفير، جوزف هليط، عبير حيدر، ونيفين زرقوط؛ وتعيين نواب حاكم مصرف لبنان، وهم: وسيم منصوري، مكرم أبو نصار، سليم شاهين، وغابي شيروزيان.
كما أكّد مرقص تعيين رئيس وأعضاء لجنة الرقابة على المصارف وهم: مازن سويد رئيساً، ربيع نعمة ونادر حداد وتانيا كلاب والين سبيرو أعضاء.
وتمّ تعيين رئيس وأعضاء مجلس إدارة تلفزيون لبنان، وهم: اليسار الياس نداف رئيسة مجلس إدارة ومدير عام، الأعضاء: جنان وجدي ملاط، شارل رزق الله سابا، محمد نمر زكريا مصطفى، علي إبراهيم قاسم، وريما هاني خداج.
وجرى التطرّق أيضاً إلى عمل اللجنة الوزارية المكلفة مراجعة قانون الانتخابات النيابية، وفي هذا الإطار أشار وزير الداخلية أحمد الحجار إلى أن هذه اللجنة قد اجتمعت وأعدت تقريراً يتعلق بمحاور ثلاثة، هي: صعوبة تطبيق كيفية اقتراع المنتشرين، موضوع البطاقة الممغنطة، ومراكز انتخاب خارج الدوائر الانتخابية. وسيرفع التقرير إلى مجلس الوزراء، وسيناقش بغية تقرير ما إذا كان يلزم إعداد مشروع قانون بهذا الخصوص».
وقرّر مجلس الوزراء عقد جلسة أسبوعية عند الثالثة من بعد ظهر الخميس.
وقبل ترؤسه جلسة لمجلس الوزراء واجتماعه مع رئيس الحكومة نواف سلام، وأمام وفد مجلس العلاقات العربية والدولية الذي ضمّ رئيسه محمد الصقر، والرئيسين أمين الجميل وفؤاد السنيورة ونائب رئيس الحكومة طارق متري، قال رئيس الجمهورية: «إن القرار بحصرية السلاح قد اتخذ ولا رجوع عنه لأنه أبرز العناوين للسيادة الوطنية، وتطبيقه سيراعي مصلحة الدولة والاستقرار الأمني فيها حفاظاً على السلم الأهلي من جهة، وعلى الوحدة الوطنية من جهة أخرى، لافتاً إلى أن تجاوب الأفرقاء اللبنانيين وتعاونهم مع الدولة عامل ضروري لحماية البلاد وتحصينها ومواجهة ما يمكن أن يُخطط لها من مؤامرات».
واعتبر الرئيس عون أن التغيير في الظروف التي تمرّ بها المنطقة يسهل في إيجاد الحلول المناسبة للمسائل الدقيقة التي تواجه اللبنانيين ومنها مسألة السلاح، لافتاً إلى أن قرار الحرب والسلم هو من صلاحيات مجلس الوزراء الذي يرى أين هي مصلحة لبنان ويتصرّف على هذا الأساس.
وأبلغ الرئيس عون أعضاء وفد مجلس العلاقات العربية والدولية أن تطبيق القرار 1701 في منطقة جنوب الليطاني يتولاه الجيش اللبناني بالتعـــاون مع القوات الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل)، في كل الأماكن التي انسحب منها الإسرائيليّون الذين يعرقلون حتى الساعة استكمال انتشار الجيش حتى الحدود المعترف بها دولياً بسبب استمرار احتلالهم للتلال الخمس التي لا فائدة عسكريّة منها إضافة إلى خلق «إسرائيل» لأعذار واهية كي تستمر في انتهاك القرارات الدوليّة واتفاق تشرين الثاني الماضي من خلال الأعمال العدائيّة المتواصلة وعدم إعادة الأسرى اللبنانيّين. وشدّد الرئيس عون على أن هذه المواقف الإسرائيليّة المتعمّدة تمنع ليس فقط تطبيق القرار 1701 بكافة مندرجاته، بل كذلك تبقي التوتر قائماً في الجنوب والمناطق التي تتعرّض للاعتداءات في الضاحية الجنوبية من بيروت ومناطق أخرى.
وميّز الرئيس عون بين السلام والتطبيع، معتبراً أن السلام هو حالة اللاحرب وهذا ما يهمّنا في لبنان في الوقت الراهن. أما مسألة التطبيع فهي غير واردة في السياسة اللبنانية الخارجية الراهنة. وأشاد الرئيس عون أمام الوفد بالدور الذي يلعبه رئيس مجلس النواب نبيه بري في المساهمة في تثبيت الاستقرار ونجاح إعادة بناء الدولة وتحقيق مبدأ حصريّة السلاح.
ميدانياً، واصل العدو الإسرائيلي اعتداءاته على لبنان، ضاربًا اتفاق وقف إطلاق النار عرض الحائط.
وفي جديد الاعتداءات نسفت قوات الاحتلال غرفة مدنيّة في منطقة «غاصونا» في الأطراف الشرقية لبلدة بليدا، بعد تجاوزها الحدود وتسللها لمسافة تزيد عن 800 متر داخل الأراضي اللبنانية.
كما ألقت محلّقة صهيونيّة قنبلة صوتيّة بالقرب من مواطنين في بلدة كفركلا من دون وقوع إصابات، بينما ألقت محلقة صهيونيّة أخرى قنبلة على أحد البساتين في بلدة الضهيرة.
كما سقطت مُحلّقة صهيونيّة وانفجرت القنبلة التي كانت تحملها وذلك بعد إلقائها قنبلة على مركبة من نوع «بيك آب» في بلدة كفركلا، ما أدّى إلى تضرر المركبة.
ثم ألقت محلقة صهيونيّة ثانية قنبلة جديدة على «البيك آب» المتضرر في بلدة كفركلا ما أدّى إلى تضرره بالكامل.
وأفادت قناة «المنار»، بأنّ قوات الجيش الإسرائيلي أجرت اتصالات مع قوات اليونيفيل الدوليّة لاستعادة عشرات الأبقار التي دخلت عن طريق الخطأ إلى بلدة عيتا الشعب، بسبب الثغرات التي أحدثها الجيش الإسرائيلي، والتي يتوغل منها ليلًا إلى الأراضي اللبنانية.
على صعيد آخر، أفادت مصادر قناة «الجديد»، عن «تواصل رسميّ حصل بين لبنان وسورية بشأن ملف الموقوفين السوريين في لبنان، أدّى إلى نفي صحة الكلام المتناقل حول تصعيد سوري ضد لبنان».
وأكّدت مصادر قضائية لـ»الجديد»، أنّ «وزير الدفاع ميشال منسى يتابع ملف الموقوفين السوريين وهو قانونيّ ولا يمكن متابعته في السياسة وبحاجة إلى آلية قضائية للبت به».
ولفت إلى أنّ «الحل يكون بمراجعة الاتفاقيات الموقعة بين البلدين ومنها معاهدة العام 1951 التي تنص على التبادل القضائي»، موضحة أنّه «يوجد عدد كبير من الموقوفين السوريين الذين يُحاكمون أمام المحكمة العسكرية بتهمة انتمائهم إلى تنظيمات سورية معارضة».
"الشرق" :
أقر مجلس الوزراء عددا من التعيينات في جلسة ترأسها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في بعبدا، في حضور رئيس الحكومة الدكتور نواف سلام والوزراء، مع تسجيل غياب وزراء الطاقة، المهجرين، وتكنولوجيا المعلومات.
استهل الرئيس عون الجلسة بتهنئة وزيرة التربية وفريق عملها على تنظيم الامتحانات الرسمية، ولا سيما في مناطق الجنوب، موجّهًا تحية خاصة لطلاب هذه المناطق على مشاركتهم رغم الظروف الصعبة. ثم تطرق إلى زيارته الأخيرة إلى قبرص ولقائه الرئيس القبرصي، واصفًا اللقاء بـ»المنتج»، حيث تناول البحث: ملف ترسيم الحدود البحرية وتم الاتفاق على زيارة وفد تقني قبرصي الأسبوع المقبل إلى لبنان لمتابعة الملف. واقترح الرئيس تشكيل وفد لبناني برئاسة وزير الأشغال وعضوية مدير عام رئاسة الجمهورية، مدير عام رئاسة مجلس الوزراء أو الأمين العام، أمين عام وزارة الخارجية، رئيس هيئة قطاع البترول، ممثل عن قيادة الجيش، وخبير تقني للبدء بمفاوضات مع الجانب القبرصي حول ترسيم الحدود البحرية الجنوبية.
وأشار وزير الإعلام المحامي بول مرقص، بعد انتهاء الجلسة إلى أنّ «الرئيس القبرصي أبلغ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أنّ دولته ستترأس الاتحاد الأوروبي وقد أبدى استعداده لمساعدة لبنان في أي مجال ، وانه يُخطط لمؤتمر دعم للبنان يُعقَد في قبرص. واكد الرئيس القبرصي ايضا استعداده لمدّ كابل بحري لإعطاء لبنان الكهرباء».
وتم الاتفاق على تواصل الوزيرين المعنيين في البلدين لمتابعة المشروع. كما أبدى الرئيس القبرصي استعداد بلاده لتوفير ألف فرصة عمل للبنانيين، وطلب الرئيس عون إعداد ملف متكامل بهذا الخصوص. وأشار الرئيس عون إلى قرب انتهاء العمل في مركز البحث والإنقاذ في قاعدة بيروت البحرية، مع الاتفاق على تنسيق لاحق مع قبرص ومتابعة بين وزيري الدفاع في البلدين.
ولفت عون إلى وعد سابق من رئيسة المفوضية الأوروبية بتقديم مليار يورو لمعالجة ملف النازحين السوريين لم يُنفذ بعد، فوعد الرئيس القبرصي بالقيام باتصالات لتأمين نصف مليار يورو فورًا. كما أشار إلى أن غالبية مراكب الهجرة غير الشرعية التي تصل قبرص تنطلق من سوريا وليس من لبنان.
ثم تطرق الرئيس عون إلى ملف الإصلاحات المالية، مشيرًا إلى أن قانون هيكلة المصارف في مراحله النهائية في مجلس النواب، ويجب الإسراع بعدها في إقرار قانون «ردم الفجوة». وشدد كل من الرئيسين عون وسلام على ضرورة زيادة الإيرادات وتعزيز عمل الجمارك للحد من التهرب الضريبي، مع الإسراع في تعيينات الإدارة الجمركية.
كما دعا الرئيس عون وزير المال إلى التنسيق مع الوزارات لإعداد مشروع موازنة 2026 وإحالته إلى مجلس الوزراء في أسرع وقت، وأهاب بالإعلام نقل الحقائق بدقة والابتعاد عن المعلومات الأمنية غير الموثوقة التي قد تسيء إلى صورة لبنان وتعاونه مع دول أخرى، ولا سيما مع انطلاق موسم سياحي واعد. قرارات وتعيينات: وأقرّ المجلس معظم بنود جدول أعماله، وأبرزها:
– اعتبار عناصر قوى الأمن الفارين منذ 2019 مطرودين من الخدمة مع ملاحظة تتعلق بالتنازل عن جزء من حقوقهم.
– عدم الموافقة على اقتراح قانون لتخفيض السنة السجنية.
– إقرار منح مدرسية للعام 2024-2025 للخاضعين لقانون العمل.
وفي التعيينات: القاضي ماهر شعيتو مدعيًا عامًا ماليًا.
– تعيين الهيئة الوطنية للمفقودين والمخفيين قسرًا برئاسة القاضي جوزيف سماحة وعضوية رضا رعد، ندى الخراط، زياد عجاج، سامر عبد الله، جبرايل المشعلاني، ماري رين صفير، جوزيف هليط، عبير حيدر، ونيفين زرقوط.
نواب حاكم مصرف لبنان: وسيم منصوري، سليم شاهين، مكرم أبو نصار، غابي شلوزيان.
رئيس وأعضاء لجنة الرقابة على المصارف: مازن سويد رئيسًا، وربيع نعمة، نادر حداد، تانيا كلاب، وألين سبيرو أعضاء. رئيسة وأعضاء مجلس إدارة تلفزيون لبنان: اليسار الياس نداف رئيسة ومديرة عامة، والأعضاء جنان وجدي ملاط، شارل رزق الله سابا، محمد نمر زكريا مصطفى، علي ابراهيم قاسم، وريما هاني خداج. وعرض وزير الزراعة للصعوبات التي يواجهها القطاع الزراعي وضرورة فتح الطريق البري عبر السعودية إلى دول الخليج، فشدد المجلس على أهمية هذا الملف وضرورة مراجعة الاتفاقيات الدولية لحماية الإنتاج المحلي. واستعرض مجلس الوزراء تقرير اللجنة الوزارية المكلفة قانون الانتخابات، والذي عالج صعوبة اقتراع المنتشرين، موضوع البطاقة الممغنطة، ومراكز الانتخاب خارج الدوائر، على أن يُناقش في المجلس لاحقًا لاتخاذ القرار بشأن إعداد مشروع قانون. وكان مجلس الوزراء قد التأم في جلسته العادية الساعة الثالثة عصرا في القصر الجمهوري- بعبدا، وبحث في جدول أعمال من ٣١ بندا أبرزها البند ١٣ المتضمن للتعيينات في عدد من المراكز الشاغرة. وسبق الجلسة اجتماع بين الرئيسين عون وسلام بحث في المستجدات. وفي السياق، قال وزير الصناعة جو عيسى الخوري ردًّا على سؤال لدى دخوله إلى جلسة مجلس الوزراء «هل سيتخذ وزراء «القوات» موقفًا من عدم طرح ورقة براك»: سنتخذ أكثر من موقف. وبعد خروجه بعد انتهاء الجلسة ، قال خوري: « لقد ثبت بالوجه الشرعي أن هناك وزراء فئة A ووزراء فئة B وللحديث تتمة».
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا