افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 26 يوليو 2025
الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Jul 26 25|08:07AM :نشر بتاريخ
"نداء الوطن":
ندر أن تحدث رئيس الجمهورية جوزاف عون عن سلاح “حزب الله” والمفاوضات حوله، كما فعل أمس عندما أشار إلى قيامه شخصيًا باتصالات مع “الحزب” لحل مسألة السلاح، وأنه يمكن القول إن “هذه المفاوضات تتقدم ولو ببطء، وإن هناك تجاوبًا حول الأفكار المطروحة في هذا المجال”. وشدد على أن “أحدًا لا يرغب في الحرب، ولا أحد لديه القدرة على تحمل نتائجها وتداعياتها، ويجب التعامل بموضوعية وروية مع هذا الملف”.
لكن “حزب الله” أطل في الوقت نفسه، وربما صدفة، ليقول عبر عضو مجلسه السياسي الوزير السابق محمود قماطي: “لن ننخدع بشعار حصرية السلاح الذي لا يعني المقاومة التي تدافع عن لبنان مع الجيش اللبناني”، مضيفًا “أن حصرية السلاح، هي لحماية الأمن الداخلي اللبناني من السلاح المتفلت”.
وسط هذه الهوة التي تفصل بين الموقف الرسمي وموقف “الحزب”، أشارت مصادر رسمية متابعة لورقة التفاوض لـ “نداء الوطن” إلى أن الصورة ما تزال ضبابية وحتى قاتمة والأجواء الأولية التي تأتي من واشنطن تلمح إلى أن رد تل أبيب سيكون سلبيًا، فهي لن تقبل بالانسحاب من التلال الخمس وتسليم الأسرى والسير بخطوة مقابل خطوة، ولن توقف الغارات والاستهدافات، بل تضع شرطًا وحيدًا وهو تسليم “حزب الله” سلاحه فقط من ثم يتم البحث بالخطوات اللاحقة.
وتوضح المصادر، أن لبنان عالق بين تشدد إسرائيل واستمرارها بتنفيذ أجندتها وبين إصرار “حزب الله” على الضمانات، وبالتالي لن يحصل أي تقدم، لافتة إلى أن الرد الأميركي على الملاحظات اللبنانية لن يتأخر، لكن لبنان ينتظر وصوله ليبني على الشيء مقتضاه مع أن روحية الرد باتت معروفة.
ومن جهة ثانية، علمت “نداء الوطن” أنه كلما زاد منسوب التواصل بين الدولة و”حزب الله” وخصوصًا عبر قناة الرئيس نبيه بري كلما زاد تشدد “الحزب”، وبالتالي لم يحدث أي تغيير في موقفه ما يدل على أن الأمور تزداد تعقيدًا.
لا زيارة رابعة لبراك
بدورها، لفتت أوساط دبلوماسية واكبت محادثات الموفد الرئاسي الأميركي توم برّاك، إلى أنه لم تعد هناك ضرورة لزيارة رابعة أو خامسة أو سادسة يقوم بها الموفد للبنان، باعتبار أن الحديث عن زيارة جديدة لبرّاك هو “تمديد للآمال الفارغة”. وقالت: “الصورة باتت واضحة بعد فشل وساطة برّاك، ومن أفشل هذه الوساطة عليه أن يتحمل المسؤولية”.
وأشارت الأوساط إلى أن جواب “حزب الله” انكشف خلال محادثات الموفد الأميركي مع الرئيس بري الذي طالب باسم “الحزب” بضمانات فرد عليه برّاك أنه لا يمكنه تقديم مثل هذه الضمانات. وقالت: “إن موضوع الضمانات هو الذريعة الإضافية الجديدة بعد أحداث سوريا كي لا يقوم “الحزب” بتسليم سلاحه والذي يجب أن يسلّم بمعزل عن أي ذريعة، علمًا أن براك كان واضحًا عندما صرّح بأنه وسيط وأن إسرائيل تريد نزع سلاح “الحزب” فإذا كانت الدولة لا تريد القيام بهذه المهمة فلتتحملوا المسؤولية”.
وأعربت الأوساط عن خشيتها من أن واشنطن قد نفضت يدها من الوساطة، فأصبح الوضع متروكًا لإسرائيل”. وتساءلت: “هل سنكون أمام أيلول أسود وجولة جديدة من العنف قبل هذا الشهر أو بعده؟ أضافت: “من الواضح من ورقة برّاك أن هناك تشددًا إسرائيليًا، وهو قال ذلك من خلال أن إسرائيل لا تريد أن تبقى لـ “حزب الله” أي بنى عسكرية في لبنان”. وتابعت: “إن مطلب نزع سلاح “الحزب” في واقع الحال ليس مطلبًا إسرائيليًا بل هو مطلب لبناني، وأن من يريد ضمانات هو الشعب اللبناني من “الحزب” الذي انتهك السيادة واستجر الحروب وأوصل لبنان إلى ما وصل إليه وبالتالي فإن مطالبة “الحزب” بضمانات في غير محلها”.
وأكدت الأوساط أن لا مناص من أن تقوم الدولة بمسؤولياتها بتفكيك البنى العسكرية لـ “حزب الله” كي تصبح مسؤولية الأمن في لبنان ملقاة على عاتق الجيش اللبناني، فينتشر على الحدود الجنوبية والشرقية والشمالية وعند ذاك إذا ما قامت إسرائيل بأي فعل في لبنان تصبح إسرائيل في مواجهة الدولة اللبنانية بينما هي اليوم في مواجهة مع الحزب”.
وأكدت الأوساط الدبلوماسية أن الصورة قاتمة والدولة لا تريد الاصطدام بـ “حزب الله” وكأنها في مكان تتوقع هجومًا إسرائيليًا مجددًا على “الحزب” . وإذا ما حضر توم برّاك مجددًا إلى لبنان فستكون زيارته استطلاعية وعلاقات عامة”.
في المقابل، وبحسب الأوساط نفسها، “إذا كان هناك من رهان على فوضى في سوريا فالأمور هناك تمضي في اتجاه آخر من خلال الدعم الاقتصادي والمالي السعودي ولو أن الأمر متفق عليه سابقًا، ما يؤكد من خلال هذا الدعم السعودي أن سوريا خط أحمر. وقالت إنه بمعزل عما جرى في الجلسة الأولى بين وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني وبين الوزير الإسرائيلي، فمن المؤكد أن سوريا ذاهبة إلى مزيد من الترتيبات مع إسرائيل من جهة، ومن خلال الإمكانات الاقتصادية من جهة أخرى، لمنع إيران من أن تستغل أي فوضى داخلية. وبالتالي، إن أي رهان لـ “الحزب” على فوضى في سوريا يصطدم بالوضع الجديد .
وخلصت الأوساط الدبلوماسية إلى القول: “نحن أمام إعادة تثبيت وترتيب الوضع السوري. وفي المقابل، لبنان مفتوح على شتى الاحتمالات”.
من ناحيته، أجرى رئيس مجلس الوزراء نواف سلام أمس اتصالًا برئيس الجمهورية جوزاف عون، أطلعه خلاله على نتائج زيارته الرسمية إلى باريس ولقائه مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
ميدانيًا، أعلنت وزارة الصحة في بيان عن مقتل شخص في قصف مسيّرة إسرائيلية سيارة في بلدة برعشيت الجنوبية. كما إن عضو مجلس بلدية الضهيرة بسام سويد، نقل إلى مستشفى في قضاء مدينة صور، بعد أن أصيب بطلقين ناريين مصدرهما إسرائيل.
من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي، عن اغتيال مسؤول القدرات البشرية في بنت جبيل التابع لـ “حزب الله” علي محمد حسن قوصان.
تعديل أميركي فرنسي لمهمة “اليونيفيل”
على صعيد متصل، قالت مصادر دبلوماسية لـ mtv إن الجانبين الأميركي والفرنسي يريدان تعديل مهمات “اليونيفيل” بما يضمن حرية الحركة والتدخّل من دون الجيش اللبناني. وقالت إن حرية التدخّل التي يطالب بها الأميركيون لـ “اليونيفيل” تعني مداهمة مخازن أسلحة أو توقيف متهم بها من دون إبلاغ الجيش أو انتظار وصوله.
عودة جورج عبد الله
من جهة ثانية، وبعد أربعة عقود خلف القضبان، عاد الناشط اللبناني جورج إبراهيم عبد الله إلى لبنان أمس، بعدما أدين في ثمانينات القرن الماضي بتهمة التواطؤ في اغتيال دبلوماسيَّين أميركي وإسرائيلي. وكانت النيابة العامة في باريس، قد أعلنت التقدّم بطعن في قرار محكمة الاستئناف أمام محكمة التمييز، لكن هذا الطعن الذي يستغرق البت فيه أسابيع عدة، لم يعلق تنفيذ الحكم، ولم يمنع بالتالي عبد الله من العودة إلى لبنان.
"الأخبار":
41 عاماً من الأسر لم تُحرّك أحداً في الدولة اللبنانية لاستقبال جورج عبد الله بما يليق به. فالرّجل الآتي من فرنسا لا يحمل سوى صفة المقاوم المناضل الذي قضى أكثر من نصف عمره في زنزانة بلاد «الرجل الأبيض» الذي يُعلّمنا، نحن كدول العالم الثالث، أصول الديموقراطية والحريات وحقوق الإنسان. وصفة رجل هزم الغرب بعدم الاعتذار مقابل الإفراج عنه. أصر جورج أن يكون مقاوماً يشبه شعباً بأكمله، بينما أصرّت الدولة اللبنانية أن تتصرف كواحدة من أذناب الأنظمة الغربيّة. فلو كان موفداً أجنبياً يحمل تهديدات الويل والثبور للشعب اللبناني ورسائل التهويل، لكان مسؤولو الدولة اللبنانية جهزوا أنفسهم لـ«حفلة محاباة» بأرفع تمثيل سياسي، ولكانت أبواب القصور فتحت أمامه، ولكانت سيّدات المجتمع المُخملي تأنقت لاستقباله.
ولكن جورج مناضل متّهم بقتل ديبلوماسي أميركي وآخر إسرائيلي، وفرنسيين. وفي بلاد الأرز، يخاف المسؤولون من «زعل» الأميركيين والفرنسيين! يصفقون لديبلوماسييها متى تحدثوا عن التطبيع مع العدو الإسرائيلي، ولكنّهم يختفون في استقبال مقاومٍ يحمل الجنسية اللبنانيّة. ولذلك، غابت الدّولة بمعظم أركانها عن استقبال رمز من رموز المقاومة، الذي جابه النفاق الغربي الذي يزعم استقلاليّة قضائه والتزامه بقوانينه.
لم يكن المتظاهرون الذين احتشدوا لساعات في باحة مطار بيروت الدولي تحت أشعة الشمس الحارقة، وفي ظلّ إجراءات أمنيّة مشدّدة وكأنّهم من بلدٍ آخر، ينتظرون حضوراً رسمياً. كما لم يكن جورج يحتاج حينما وطأت قدماه أرض بيروت أن يرى شخصيّة رسميّة. فهو الذي بقي في وجدان الشعب اللبناني على مدى 41 عاماً لا يحتاج إلى اعتراف دولة خاضعة، أظهر «اختفاؤها» عن الاستقبال الرسمي مشهد خنوعها بالصوت والصورة مقابل مشهد التحرر من التبعية الذي مثله جورج.
إجراءات أمنية مشدّدة
ولذلك، لم يُفلح أيضاً تغيير الموعد الفرنسي لإطلاق سراح جورج في منع الحشود الشعبية من استقباله على بوابة المطار. كما لم تنجح المُحاولات الأمنية في كبح جماح المتظاهرين الذين أتوا بالمئات من كلّ المناطق من دون أن يتأثروا بمحاولات منعهم عن رفع الأعلام الحزبيّة، كما استخدامهم لمكبّرات الصوت. في البداية تأقلم هؤلاء مع الموانع مكتفين بأصوات علت من الحناجر: «حرية جورج عبد الله»، قبل أن يرفعوا الأعلام ثم يثبتوا المكبرات الصوتيّة، بانتظار هبوط الطائرة الفرنسيّة.
لم يُفلح تغيير الموعد الفرنسي لإطلاق سراح جورج في منع الحشود الشعبية من استقباله على بوابة المطار
هؤلاء أنفسهم اعتادوا أصلاً الإجراءات الأمنية المشدّدة على مدى ربع قرن وقفوا فيها أمام بوابة السفارة الفرنسيّة في بيروت. لم تتغيّر الشعارات ولا الوجوه، وإنّما كبر هؤلاء فقط والتحقت بهم أجيال جديدة. «الرفيق عباس» واحدٌ من هؤلاء. لا يُمكن أن يتذكّر المتظاهرون أمام السفارة الفرنسية تحرّك واحد لا يكون فيه «عباس لبّايا» (ينادونه رفاقه بهذه العبارة تيمّناً بمسقط رأسه) فيه. يرمي عباس الكوفية الفلسطينيّة على كتفيه ويضع يديه حول فمه هاتفاً لجورج، قبل أن يردّد الحاضرون وراءه. لا يذكر الشاب الذي صار كهلاً متى كانت المرّة الأولى التي شارك فيها باعتصامات من أجل الإفراج عن جورج، ولكنه يلتزم بمقولة تشي غيفارا «أينما يكون الظلم فذاك هو وطني».
وعباس كجميع الحاضرين الذين لم يصدّقوا أنّ جورج سيخرج من خلف البوابة الحديديّة، كما لم يصدقوا أنّهم سيلحقون به بالسيارات إلى مسقط رأسه في القبيّات في عكّار. الجميع هنا ينتظر اللحظة، يتسلّق البعض البوابة والحواجز الحديديّة الموضوعة على جوانب الطريق علّهم يرمقون ما يجري في الجهة المقابلة وتحديداً في صالة الشرف، حيث يُقال إنّ استقبالاً سيُقام له.
ولكن مشهد الاستقبال لم يكن يشبه ما يجري في الخارج، حيث رفع المتظاهرون قبضاتهم وحمل بعضهم أعلام الحزب الشيوعي والحزب القومي السوري الاجتماعي و«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، وصرخوا «مقاومة حرية»، عندما زُفّ الخبر إليهم: «طائرة جورج حطّت على الأراضي اللبنانيّة». أما الأجهزة الأمنية، فحاولت منع تقدم المتظاهرين خلال توجههم إلى البوابة أو إلى المخرج لمنع إقفال الطريق على الخارجين من المطار.
«كونوا إلى جانب المقاومة»
تزداد حماسة الموجودين عندما سمع هؤلاء أنّ جورج يحتضن أفراد عائلته بعد 41 عاماً من الغياب في ظل وجود بعض النواب الذين وقعوا سابقاً على عريضة إطلاق سراحه، وأبرزهم: أسامة سعد وإبراهيم الموسوي وأمين شري وقبلان قبلان وإلياس جرادي وجيمي جبور… إضافةً إلى الأمين العام للحزب الشيوعي حنّا غريب وعضو المجلس السياسي في حزب الله محمود قماطي. وتزداد دقات القلوب حينما فتحت البوابة الحديديّة التي سيخرج منها المناضل الأممي.
ساعة كاملة قبل أن تفتح البوابة بالكامل معلنةً انتهاء حقبة ظلم امتدّت 41 عاماً، ليخرج منها جورج، كما اعتادته عيون محبيه: رجل عجوز بـ«تي شيرت» حمراء وكوفيّة التفت حول القربة، وقبضة يد «أزهرت» بعد سنوات من النضال شارةَ نصر.
هكذا أطلّ جورج على المتظاهرين. لم يكن الرّجل يريد أكثر من شبان ما زالوا على درب المقاومة ينتظرون رؤيته، ويهتفون باسمه الذي التصق بعبارة المقاومة والحريّة. بدا جورج متأثراً بكلّ هذه الحشود التي كانت تحاول الاقتراب منه، وهو يمسح دموعه على عجل، بينما يبكي الموجودون تأثراً: هي اللحظة التي انتظروها منذ زمن.
التعب البادي على ملامحه والزحمة التي تحلّقت حوله والإجراءات الأمنية المشدّدة لم تُغيّر من رجل هادئ وذهنه حاضر. كلمات مقتضبة نطقها بعد خروجه أمام الحشود، ومع ذلك كانت كافية لاختصار المشهد: «كونوا إلى جانب المقاومة وشهدائها، إلى جانب فلسطين، إلى جانب غزّة»، داعياً الجماهير المصرية إلى التحرك لنصرة غزة.
وكان عبد الله قد صرّح قبل خروجه للقاء المحتشدين: «من المعيب للتاريخ أن يتفرّج العرب على معاناة أهل فلسطين وغزة»، مضيفاً: «ننحني أمام شهداء المقاومة إلى الأبد فهم القاعدة الأساسية لأي فكرة تحرّر في العالم. وإسرائيل تعيش آخر فصول نفوذها ويجب على المقاومة وفلسطين أن يستمرا في دحر إسرائيل».
"النهار":
وسط عودة التساؤلات والمخاوف حيال ما يمكن ان تتركه النتائج السلبية الواضحة التي افضت اليها جولة اللقاءات الأخيرة التي اجراها الموفد الأميركي توم براك في لبنان قبل أيام وهل يكون لبنان على موعد وشيك مع اتساع التصعيد الإسرائيلي الذي عاد بشكل ملحوظ في منطقة الجنوب ، تشكلت شبكة مواقف للدول الأساسية المعنية بلبنان من شأنها ان تفاقم القلق اذ تتجمع فيها مؤشرات تراجع الثقة الدولية بالسلطة اللبنانية ورموزها بما لا يمكن معه تجاهل خطورة تداعيات هذا العامل .
فعلى رغم الإحاطة الدافئة الذي حرص الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على إبرازها في استقباله لرئيس الحكومة نواف سلام الخميس الماضي في باريس لم تغب معالم الحذر الشديد الذي طبع الموقف الفرنسي حيال ملفات الإصلاح ونزع سلاح “حزب الله” وترسيم الحدود مع إسرائيل وسوريا كما حيال احتمال تعديل حجم قوة اليونيفيل في الجنوب بضغط أميركي . وقد أجرى الرئيس نواف سلام اتصالًا امس برئيس الجمهورية العماد جوزف عون، أطلعه خلاله على نتائج زيارته الرسمية إلى باريس ولقائه مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
ولكن المواقف المثيرة للقلق برزت في صلب اللقاءات الديبلوماسية الأخرى التي حصلت في اليومين الأخيرين في باريس ومن ابرزها المحادثات التي جرت بين وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو والموفد الأميركي توم براك . وفي هذا السياق أفادت مراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين ان باراك ابلغ بارو بالنسبة إلى محادثاته في لبنان ان السلطات اللبنانية لا تتقدم في مسألة نزع سلاح “حزب الله”. واما بارو فحذر من جانبه من انه إذا بقي التباطؤ حول موضوع نزع سلاح “حزب الله” فقد تعود إسرائيل بعملياتها التي كانت قبل كانون الثاني الماضي فهناك خطر ولذا ينبغي التقدم في نزع سلاح “حزب الله” بطريقة ربما تكون بمراحل او بشكل اكثر توازنا .
وأضافت مراسلة “النهار” ان المحادثات التي تمت قبل يومين بين بارو ووزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في باريس تناولت المؤتمر الذي سيعقد في نهاية الشهر في نيويورك حول حل الدولتين الذي يترأسه كل من بارو وبن فرحان في المرحلة الأولى كما تطرقا إلى سوريا ولبنان وايران . فحول سوريا هناك قلق سعودي مما تقوم به إسرائيل في سوريا والخطر الذي يحدث نتيجة ذلك . اما عن لبنان فأعرب الوزير السعودي عن استياء شديد قائلا انه إذا كان لبنان لا يريد ان يتحول إلى بلد طبيعي حيث الدولة تتسلم الامن والسلاح فالسعودية لن تساعده .
وفي تغريدة جديدة له ليل الخميس أعاد براك تأكيد موقف الولايات المتحدة من لبنان ، قائلاً إنه خلال زيارته الأخيرة إلى بيروت، صرّح بأن “سلاح (حزب الله) هو مسألة يجب أن يحسمها اللبنانيون أنفسهم، في تأكيد لموقف الولايات المتحدة الثابت منذ سنوات، وهو أن (حزب الله) يُشكّل تحدياً لا يمكن معالجته إلا من قبل الدولة اللبنانية”. واضاف برّاك إن الولايات المتحدة “لا تزال مستعدة لدعم لبنان إذا ما التزمت الحكومة بفرض حصرية السلاح بيد الدولة، على أن تكون القوات المسلحة اللبنانية هي الجهة الوحيدة ذات الصلاحية الدستورية للعمل داخل حدود البلاد”، وذكر بتصريح وزير الخارجية ماركو روبيو القائل: “إن هدفنا في لبنان هو دولة لبنانية قوية قادرة على مواجهة (حزب الله) ونزع سلاحه”.
وأكد براك أن الولايات المتحدة “لا تميّز بين الجناحين السياسي والعسكري لـ(حزب الله)، بل تعتبر التنظيم بكل أوجهه منظمة إرهابية أجنبية”. وأشار إلى أنه في المقابل، «تعترف الولايات المتحدة بالقوات المسلحة اللبنانية كمؤسسة عسكرية وطنية شرعية وحيدة، وركيزة من ركائز السيادة اللبنانية، والمفتاح نحو مستقبل مستقر ومزدهر». وقال: «الكرة الآن في ملعب القيادة السياسية اللبنانية، وكذلك في ملعب الجيش اللبناني، لإظهار العزم والإرادة السياسية من أجل، كما قال الرئيس ترامب، (اغتنام فرصة جديدة لمستقبل خالٍ من قبضة إرهابيي حزب الله)»، مشيراً إلى أن «على هذا الطريق، ستقف الولايات المتحدة جنباً إلى جنب مع شعب لبنان».
ولعل المفارقة اللافتة تمثلت في تقارير إعلامية تحدثت عن تدخل إيراني مباشر تولاه السفير الإيراني في بيروت الذي عقد اجتماعات مع الرئيس نبيه بري قبل وصول براك إلى بيروت وبعد زيارته . وأضافت هذه التقارير أن الاجتماعات عقدت بهدف “الدفع بالمصالح الإيرانية خلال التفاوض على الورقة الأميركية ولتنسيق المواقف بهذا الخصوص”. كما جاءت اللقاءات في محاولة للتأثير على موقف الدولة اللبنانية من مسألة سلاح حزب الله ولتحريف رد الدولة اللبنانية على مذكرة التفاهمات التي تم تقديمها من قبل الولايات المتحدة الأميركية. وأشارت إلى ان إيران تتدخل في شؤون لبنان السيادية ومحاولة فرض إملاءاتها من وراء الكواليس عن طريق أنصارها الذين يمثلون الموقف الإيراني في المباحثات مع الولايات المتحدة.
وفي حديث له امس امام نادي الصحافة قال رئيس الجمهورية العماد جوزف عون :” ما زلنا ننتظر نتائج تحركات السفير براك، والرد على الورقة اللبنانية المقدمة له. المطلب اللبناني واضح جداً، نريد التزام إسرائيل باتفاقية وقف اطلاق النار كما التزم لبنان بها، وانسحابها من التلال الخمس”.
اما عن سلاح حزب الله والدعوات الى الغاء اللجنة الأمنية بين الجيش والحزب، فقد استغرب الرئيس عون الكلام عن وجود مثل هذه اللجنة الأمنية، مشيراً الى “قيامه شخصياً باتصالات مع حزب الله لحل مسألة السلاح، وانه يمكن القول ان هذه المفاوضات تتقدم ولو ببطء، وان هناك تجاوباً حول الأفكار المطروحة في هذا المجال”. وشدد على “ان احداً لا يرغب في الحرب، ولا احد لديه القدرة على تحمل نتائجها وتداعياتها، ويجب التعامل بموضوعية وروية مع هذا الملف”.
اما عن الوضع في الجنوب وانتشار الجيش، فأكد الرئيس عون “ان الجيش بات منتشراً في كل المناطق اللبنانية، ما عدا الأماكن التي لا تزال إسرائيل تحتلها في الجنوب والتي تعيق استكمال هذا الانتشار. اما ما يحكى عن الخوف والقلق من عودة الحرب، فاعتبر انها اخبار مضللة هدفها ضرب العهد من اجل كسب بعض النقاط السياسية، فقط لا غير”.
وحذر رئيس الجمهورية، رداً على سؤال، “من الدعوات التي ينادي بها البعض من اجل التسلح، معتبراً انها تعبّر عن عدم ثقة بالجيش اللبناني الذي يقوم بكل ما هو مطلوب منه بتفان وإخلاص وشجاعة، ان على صعيد محاربة الإرهاب، او مكافحة المخدرات، او الحفاظ على الامن والاستقرار، داعيًا الى التحقق من الاخبار قبل نشرها”.
وفي المقابل مضى “حزب الله” في إظهار تحديه للوساطة الأميركية وإبراز تفاهمه مع الرئيسين جوزف عون ونبيه بري . وفي هذا السياق قال عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب ايهاب حمادة :” نحن في حزب الله غير معنيين بالورقة الأميركية، بل بتنفيذ القرار 1701 بكل مندرجاته، والرئيس بري يمثل موقف “حزب الله” على المستويين الديبلوماسي والسياسي. وردّ الدولة اللبنانية يرتكز على حقوق اللبنانيين”. وأكد حمادة أن “ما قدمه فخامة الرئيس جوزاف عون باسم الدولة اللبنانية واضح، ويبدأ بمندرجات القرار 1701، وفي مقدمها الانسحاب الإسرائيلي، وموقف الرئيس بري متقدم في هذا السياق، ونحن غير معنيين بأي كلام آخر، وهو غير موجود بالنسبة لنا”.
"الديار":
هل فاتح براك المسؤولين اللبنانيين بمشروع بيروت الكبرى المفتوحة والمنزوعة السلاح دون الغوص بالتفاصيل، وصيغة حل للبنان الجديد تنهي كل المشاكل فيه بعد حصرية السلاح بيد الدولة وفتح الابواب امام التطبيع مع اسرائيل، وما شجع براك على هذا الطرح انه سمع خلال اللقاءات الاجتماعية التي عقدها في بيروت موافقة الحاضرين على التطبيع مع اسرائيل ودعوا الادارة الاميركية الى خطوات اكثر جذرية ضد حزب الله، ونقل المبعوث الاميركي هذه المواقف الى المسؤولين.
في الجنوب السوري يبدو مشروع اللامركزية متقدما، وفي المعلومات المؤكدة ان الاسرائيليين تمسكوا بمشروع الجنوب السوري منطقة معزولة خالية من السلاح خلال سلسلة المحادثات التي جرت في باكو وباريس خلال اليومين الماضيين بين المخابرات الاسرائيلية والسورية برعاية اميركية وتشجيع تركي، والمنطقة المعزولة من السلاح، تمتد من الجولان الى القنيطرة والسويداء وأعطت اسرائيل احمد الشرع مهلة اسبوعين للانسحاب من درعا والا فان الجيش الاسرائيلي سيقوم بتدمير قوات الامن العام، ولن يتراجعوا عن المشروع وابلغوا القيادات الدرزية في السويداء بان الامن العام السوري ممنوع تواجده في المنطقة، لكن المفاجأة التي حصلت في باريس نصت على الإشراف الاميركي المباشر على الاتفاق وهذا ما جعل الشرع يقبل بشروطه القاسية التي تمنع اي تواجد لقوات النظام داخل محافظة السويداء او على مشارفها، ترحيل البدو من ارياف السويداء الى ارياف التنف، ممنوع دخول مساعدات الدولة السورية الى محافظة السويداء في المرحلة الاولى، مرجعية ادارة مؤسسات الدولة للجان المحلية الدرزية وكذلك الامن لمجموعات درزية، تشكيل لجنة اميركية درزية من ضباط اميركيين في التنف ومسؤولين دروز يعينهم حكمت الهجري، تشكيل لجنة اميركية دولية لمتابعة الانتهاكات التي حصلت في السويداء. وفي المعلومات، ان الورقة عرضت على الشرع والشيخ حكمت الهجري ووافقا عليها، وان الهجري ابلغ قيادات دينية درزية في لبنان بنص الاتفاق، وربما شكل الامر فرصة لنجاح الاتفاق ويبقى الخوف من مجموعات مسلحة لا تلتزم بقرار الشرع كما حصل امس في ام الزيتون وحرق صوامع القمح.
اميركا وخطوط النفط
وفي المعلومات، ان المعركة الكبرى عنوانها الاساسي، امن اسرائيل لكن الهدف، خطوط النفط وانابيب الغاز، والمشروع الاميركي يقضي بمد خط أنابيب للغاز من أذربيجان الى تركيا وصولا الى شمال سوريا ومنه الى اوروبا والاستغناء عن الغاز الروسي وضرب موسكو اقتصاديا، وهذا يتطلب بنظر الاميركيين، سوريا موحدة وقوية لحماية هذه الانابيب، ومن هنا تتعارض النظريتان الاميركية والاسرائيلية حول سوريا شكليا، وتم تقليل التباينات بعد موافقة اسرائيل على الإشراف الاميركي عليه دون التعديل في بنوده.
الاعتراف الفرنسي بفلسطين
لكن الأخطر من كل التفاصيل اللبنانية والسورية يبقى كلام الرئيس الفرنسي ماكرون اعترافه بالدولة الفلسطينية خلال انعقاد الهيئة العامة للامم المتحدة في ايلول مع دعم بريطاني وسعودي واوروبي ومعظم دول العالم، مقابل رفض اميركي للخطوة الذي وصف القرار بالمتهور بالإضافة إلى قيام اسرائيل بكل الخطوات لعرقلة القرار الفرنسي، والسؤال، هل تلجأ اسرائيل الى الحرب الكبرى لوقف القرار خصوصا ان الرئيس ماكرون اكد انه لن يتراجع عنه.
الافراج عن جورج عبدالله
وكان لافتا قيام فرنسا بالافراج عن المناضل جورج ابراهيم عبدالله بعد اعتقال دام 41 سنة، خرج جورج عبدالله ثابتا على مواقفه المقاومة، وحيا شهداء حزب الله واكد ان المقاومة مستمرة وهذا النضال سيحرر فلسطين.
نشاط ملحوظ لتجار السلاح
لاحظ المراقبون واكثرية اللبنانيين ارتفاعا في منسوب الكلام الطائفي والمذهبي وتحديدا بعد احداث السويداء، وترافق ذلك مع الدعوات العلنية للتسلح من معظم فئات الشعب اللبناني وسط نشاط ملحوظ لتجار الاسلحة، وسجل في الاسابيع الماضية ارتفاع في اسعار الاسلحة الخفيفة والمتوسطة، لكن الاعتداءات على السوريين تراجعت بعد الاجراءات الحاسمة للجيش والبلديات، وعلم ان الجيش اللبناني اتخذ إجراءات امنية مشددة في بعض المناطق الحساسة في الجبل وتحديدا في خلدة. فيما تقوم البلديات باجراءات بحق النازحين السوريين وتنظيم اقاماتهم وتسليم المشتبه بهم الى الجيش اللبناني ومغادرة كل سوري يقيم لوحده دون عائلته قرى الجبل، بالمقابل يواصل أهالي الجبل تشييع الشهداء من السويداء.
الاوضاع خطيرة ومواقف رئيس الجمهورية
الاوضاع في البلاد خطيرة ودقيقة وحساسة وسط انقسام سياسي عميق، وكشف رئيس الجمهورية جوزف عون عن قيامه باتصالات مباشرة مع حزب الله والاتصالات جيدة لكنها تتقدم ببطء، وحسب مصادر سياسية مطلعة، فان اللبنانيين يشهدون لرئيس الجمهورية حكمته في مقاربة الملفات بعقلانية،ّ ووقوفه بوجه الضغوط السياسية الداعية الى ان يكون طرفا في الصراعات الداخلية، وهو ما يفرغ موقع الرئاسة من اهميته كحكم بين اللبنانيين، فالبعض من السياسيين يطالبونه باتخاذ موقف حاسم من قضية السلاح ويزايدون عليه ؟، والسؤال، هل المطلوب ان يتكرر مشهد السويداء عندنا؟ عندما قامت السلطات السورية بخطوات متسرعه من دون ادراك عواقب ذلك على الاستقرار في لبنان وسوريا.
وتضيف المصادر السياسية، الرئيس يكرر التزامه يوميا بمضمون خطاب القسم وعناوينه ومندرجاته وتفاصيله، ويمضي بهدوء نحو تحقيق ذلك، فلماذا ادعاء خصومه السياسيين عكس ذلك ؟ قالوا ان العواصم الخارجية تخلت عن دعمه، وها هو يواصل زياراته الى قبرص والبحرين.
وتؤكد المصادر السياسية بأنه، على رغم محاولات براك اقناعه بدعم خطوات الشرع في سوريا لان البديل الفوضى، لكن الرئيس ابقى على الساحة اللبنانية مضبوطة بتوازن سياسي دقيق وحافظ على الامن الوطني رغم الحرائق الكبرى في سوريا وعلى امتداد المنطقة.
لا مساعدات للبنان
كشفت مصادر سياسية، انه لا مساعدات للبنان على كافة المستويات في المدى المنظور، وهذه القناعة تكرست في الزيارات الاخيرة، لكن في نفس الوقت، ممنوع ان يموت لبنان، وهذا القرار معمول به في كل الدوائر العالمية، ولذلك ستبقى المساعدات بالقطارة و سيعطى كل فترة ابرة مورفين ليبقى واقفا على رجليه، فالمساعدات مشروطة بسحب سلاح المقاومة والتطبيع والاصلاحات.
"الجمهورية":
برغم عدم تعيين موعد للردّ الأميركي الجديد على الردّ اللبناني على ورقة الحل الأميركي الذي أُبلغ إلى الموفد الأميركي توم برّاك الاثنين الماضي، إلّا أنّ معطيات الجهات المعنيّة بحركة الإتصالات الجارية في هذا الشأن تفيد من جهة، بأنّ الردّ الأميركي هو مسألة أيّام قليلة، وربّما خلال «الويك أند». الّا أنّها تقلّل من جهة ثانية من احتمال أن يأتي هذا الردّ إيجابيّاً، وقابلاً بما سُمّيت «خريطة الإنقاذ وترسيخ الأمن والاستقرار» المرسومة في الردّ اللبناني. كون الهدف الأساس المبني عليه مشروع الحل الذي قدّمه برّاك، والمتعلق بسحب سلاح «حزب الله» لم يُحسم حتى الآنّ بالشكل المنصوص عليه في المشروع الأميركي.
مكانك راوح
عملياً، ومنذ الزيارة الأولى للموفد الأميركي، وحتى زيارته الأخيرة، فإنّ التوصيف الدقيق لمجريات الإتصالات واللقاءات التي أجراها برّاك يلخّصه مشاركون في هذه الإتصالات بكلمتين: «مكانك راوح».
بناءً على هذا التوصيف، تؤكّد الأجواء أنّ السلبية هي «الطابشة» في ميزان تقييم الزيارة الثالثة للموفد الأميركي، ولاسيما انّ النقاشات حول الورقة الأميركية جرت بين منطقين لا خلاف بينهما، حول ما تُعتبر بنوداً ثانوية في الورقة، الّا انّهما متعاكسان تماماً حول جوهرها، أي حول بند سحب السلاح، الذي يتجاذبه الموقف الأميركي الذي يقول بصراحة ووضوح بسحبه بالكامل وبصورة عاجلة، مع إيلاء هذه المهمّة للحكومة اللبنانية، في مقابل الموقف اللبناني الذي يؤكّد من جهته الرغبة الكاملة في بلوغ حلّ يضمن الأمن والإستقرار، ويمهّد بصورة أكيدة لتحقيق هدف حصر السلاح بيد الدولة، ولكن مع تجنّب الوقوع في المحظور، بما له من ارتدادات وتداعيات على الداخل اللبناني.
وعلى ما يقول العارفون بمجريات النقاش، فإنّ الجانب الأميركي، وخلافاً للنبرة الهادئة التي جاءها برّاك في إطلالاته الإعلامية المكثفة، كان أكثر صراحة في المحادثات المباشرة، حيث كانت اللغة اكثر حدّة. وعلى حدّ تعبير أحد المشاركين في الاجتماعات، فإنّه في معرض تأكيد الجانب الأميركي على ضرورة استجابة لبنان لمندرجات ورقة الحل الأميركية، وتحديداً حول بند سحب سلاح «حزب الله»، انطوى الكلام الأميركي على تحذير من عدم الإستجابة، وحول هذا التحذير قيل كلام كبير جداً، ما يعني أنّ الأميركيين مصرّون على تحقيق هدف سحب السلاح بمعزل عن ايّ اعتبارات أخرى.
لا تراجع
وفيما تؤكّد مصادر مطلعة على تحضيرات الردّ اللبناني الأخير على الطرح الأميركي، لـ«الجمهورية»، أنّ هذا الردّ جاء بمضمون صلب، وبصياغة متينة حول كل ما هو مدرج في الورقة الأميركية، وهي بالتالي أقصى الممكن بالنسبة إلى لبنان، وتتوخى الاستجابة للحلّ، مع أولوية مراعاة مصلحة لبنان وسيادته»، فإنّ مطلّعين على الموقف الأميركي اكّدوا لـ«الجمهورية»، أنّ الأميركيين اكثر تصميماً على سحب سلاح «حزب الله». وكشف هؤلاء «أنّ التقييم الأوّلي للردّ اللبناني لا يرقى إلى ما يطلبه الأميركيون في الشق المتعلق بسحب السلاح. فالأميركيون مصرّون انّ على لبنان أن يقرأ تطورات المنطقة جيداً بما يحصل فيها من متغّيرات وتحوّلات، وليتصرّف على هذا الأساس بما ينجّيه من ايّ ضرر محتمل من بقاء السلاح بيد «حزب الله»، وأيّ تأخير في اتخاذ قرار سحب السلاح ستكون له تبعاته حتماً، وقد يزيد من الأضرار. من هنا فإنّ بند سحب سلاح الحزب ثابت بالنسبة إلى الاميركيين، بل هم متصلبون إلى أبعد الحدود في هذا الامر، ومصمّمون على سحبه ضمن مهلة زمنية محّدّدة (بين شهرين واربعة اشهر على الأكثر)، وهم يقولون إنّ القرار والمبادرة هما الآن بيد الحكومة اللبنانية، لكن ذلك لا يعني انّهم قد يبادرون في وقت لاحق إلى ممارسة ضغط او ضغوط مباشرة في هذا الاتجاه».
المشكلة معقّدة
اللافت في هذا السياق، ما يُقال في مجالس المسؤولين عن «اننا في مشكلة معقّدة جداً، ولبنان في ظل ما يجري فيه ومن حوله في وضع لا يُحسد عليه، والضغوط تستهدفه من الداخل والخارج، والخوف الكبير هو من انسداد الأفق أمام محاولات الحلول، ما يعني دفع لبنان لأن يقيم في قلب الخطر. فمن جهة تضغط عليه الورقة الأميركية لسحب السلاح، ومن جهة ثانية تضغط عليه فرضية انّ استعجال سحب السلاح هو استعجال لمشكل كبير في لبنان، وصعوبة اتخاذ مثل هذا القرار في ظل الرفض القاطع من قبل «حزب الله» للتخلّي عن سلاحه لا الآن ولا قبل ولا بعد».
كسر المراوحة
على أنّ السؤال الذي يطرح نفسه في موازاة هذا التعقيد، هل ستستمر هذه المراوحة عبر جولات متتالية للموفد الأميركي، أم سيبرز تطوّر ما يكسر هذه المراوحة ويقود الأمور في اتجاه الحلحلة الحقيقية؟
في اعتقاد مصدر رفيع «انّ الخطر يلوح في الأفق»، وقال لـ«الجمهورية»: «لبنان لا يستطيع أن يجازف بأيّ خطوة تهدّد استقراره الداخلي، وهذا ينطبق على قرار سحب سلاح «حزب الله»، وفي المقابل فإنّ الموقف الأميركي، ومعه الغرب بصورة عامة، يدفع إلى نزع السلاح بأي وسيلة، ومصرّ على اتمام هذا الامر بصورة عاجلة. وبين هذا وذاك يتبدّى خطر محتمل تصطدم فيه الامور بحائط مسدود، بما قد يشرّع الأجواء على احتمالات تصعيدية من اتجاهات مختلفة ومتعددة وبأكلاف كبرى، ولبنان في هذه الأجواء يشكّل الحلقة الأضعف، وغير القادر على تحمّل اي أضرار او تبعات».
تحذير ديبلوماسي
ولوحظ في الساعات الاخيرة، انّ «حزب الله» نأى بنفسه عن الورقة الأميركية، مؤكّداً انّه ليس معنياً بها، وانّ ثلاثة امور يجب تحقيقها قبل أي أمر آخر، وهي وقف الانتهاكات الإسرائيلية، وانسحاب إسرائيل من كل الأراضي اللبنانية المحتلة، وتحرير الأسرى اللبنانيين.
وفي موازاة ذلك، قال سفير اوروبي رداً على سؤال لـ«الجمهورية»: «لبنان في وضع حساس جداً، وعلى كل الاطراف فيه أن يتشاركوا في وضع الحصان امام عربة الحل وليس خلفها».
واكّد السفير «انّ التطورات الإقليمية والدولية تتسارع بوتيرة عالية جداً، والتأثيرات تبدو شاملة كل دول المنطقة، ومن هنا فإنّ الوقت ثمين جداً، خصوصاً امام لبنان الذي توجب مقتضيات أمنه واستقراره الاستفادة من هذا الوقت، والسير بما هو مطروح من حلول».
ورداً على سؤال آخر، أشاد السفير الاوروبي بـ«التعاطي المسؤول لدى المستويات الرسمية والسياسية والأمنية في لبنان، حيال ما أُثير من إشكالات بعد أحداث السويداء، ومنع إشعال فتيل العنف الطائفي بأبعاد كارثية».
الّا انّ السفير عينه اكّد انّ الخطر على لبنان ليس من داخله فقط، وقال: «اخشى من مخاطر وخطوات قد تلجأ اليها إسرائيل ضدّ لبنان».
إلى ذلك، وربطاً بالخطر الإسرائيلي، فقد كثفت إسرائيل من اعتداءاتها على المناطق اللبنانية، ما ادّى إلى سقوط شهداء وجرحى في برعشيت، بالتوازي مع استمرار التحليق التجسسي في الأجواء اللبنانية، ولاسيما فوق الضاحية الجنوبية لبيروت.
لا خوف على لبنان
وفي السياق، أكّد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون امام وفد نادي الصحافة، انّه «عندما تكون الأجهزة الأمنية والإرادة السياسية متفقين على هدف واحد، فلا خوف على لبنان، والجيش والقوى الأمنية تعمل على توقيف شبكات إرهابية، وتقوم بعملها على أكمل وجه، ويجب التنبّه من الأخبار المفبركة التي تهدف إلى إثارة البلبلة والخوف من أمور غير موجودة بالأصل».
وكشف عون عن قيامه شخصياً باتصالات مع «حزب الله» لحل مسألة السلاح، «وانّ المفاوضات تتقدّم ولو ببطء، وانّ هناك تجاوباً حول الأفكار المطروحة في هذا المجال». وشدّد الرئيس عون على دعمه للقضاء في فتح أي ملف متعلق بالفساد، بمعزل عن أي خلفية طائفية كانت أو حزبية. ولفت إلى انّ ملفات الفساد التي فُتحت إلى الآن، متعلقة بأشخاص من مختلف الطوائف والانتماءات الحزبية. وقال: «سأسير في ملف الفساد إلى النهاية، شاء من شاء وأبى من أبى».
وعن الخلافات الحاصلة حول موضوع اقتراع المنتشرين في الخارج في الانتخابات النيابية، أوضح الرئيس عون انّ هذا النقاش يحسمه مجلس النواب، وانّ الحكومة قامت بما عليها. وكان الرئيس عون قد تلقّى اتصالاً من رئيس الحكومة نواف سلام، أطلعه فيه على نتائج زيارته الرسمية إلى باريس ولقائه مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
بعد 40 سنة
في موازاة الأحداث الداخلية والسياسية والأمنية، برز أمس حدث مهمّ تجلّى في إفراج عن فرنسا عن جورج ابراهيم عبدالله، بعد 40 سنة في السجن، حيث أُدين بالتواطؤ على اغتيال ديبلوماسيين أميركي وإسرائيلي في العام 1987.
وتمّ الإفراج فجر امس عن عبدالله، الذي يعدّ أقدم السجناء في فرنسا، وقد وصل بعد الظهر إلى بيروت، حيث نُظّم له استقبال حاشد في المطار، وصولاً إلى بلدته القبيات. وقال عبدالله في المطار لدى وصوله: «المناضل داخل الأسر يصمد بقدر ما يحتل رفاقه الموقع الأساسيّ في المواجهة. وإسرائيل تعيش الفصل الأخير في وجودها. وأنا خرجت بفضل تحرّك الجميع». وأكّد أنّ «إسرائيل تعيش آخر فصول نفوذها ويجب على المقاومة وفلسطين الإستمرار».
مهرجانات بعلبك
انطلقت مساء أمس مهرجانات بعلبك الدولية، تحت شعار «أعمدة الخلود»، وذلك بعد توقف العام الماضي، حيث اقتصر البرنامج حينها على حفلة واحدة فقط.
وافتُتح المهرجان بعرض أوبرا «كارمن» للمؤلف جورج بيزيه، من إخراج المخرج اللبناني العالمي جورج تقلا، وقيادة الأوركسترا بقيادة المايسترو توفيق معتوق، وسط أجواء احتفالية مفعمة بالفن والجمال.
وحضر الافتتاح عدد من الشخصيات السياسية، أبرزهم رئيس الحكومة نواف سلام والسيدة الأولى نعمت عون.
أما السهرة الثانية من المهرجان، فستُقام في 8 آب 2025، مع عرض «حقبات» (Stages) بمشاركة الفنانة هبة طوجي، وإنتاج أسامة الرحباني، في ليلة فنية مميزة داخل قلعة بعلبك الأثرية.
"اللواء":
تقدَّم الملف السوري على ما عداه، لجهة المفاوضات التي جرت برعاية اميركية في باريس، بين وزير الخارجية السوري اسعد شيباني ووزير الخارجية الاسرائيلي تناول تفاهمات حول الوضع في السويداء، بما يعيد اليها الاستقرار ويوقف دورة القتال والعنف.
وفيما يسود الضياع الداخلي إزاء ما تزمع ادارة الرئيس رونالد ترامب القيام به بعد سفر موفده الى بيروت توم براك، في ضوء ما تحمله المسيّرات والطائرات الاسرائيلية من رسائل، بعضها يتعلق بالدبلوماسية، وبعضها الآخر يتعلق بجمع المعلومات، والاغتيالات في قرى الجنوب.
وأفادت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان ما من معطيات حول إمكانية بدء مجلس الوزراء مناقشة الجدول الزمني لتسليم السلاح، وأن المجلس سيستكمل في الوقت نفسه ملف التعيينات في اقرب فرصة ممكنة، مشيرة الى ان الاسبوع المقبل يبدأ التحضير لجلسة للحكومة كما ان الاسبوع المقبل يشهد زيارة لرئيس الجمهورية الى الجزائر.
وفي هذه الزيارة تبحث ملفات ثنائية من الطاقة وغيرها من ملفات ذات اهتمام مشترك.
الى ذلك فإن لرئيس الجمهورية سلسلة محطات خارجية الأبرز مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في شهر ايلول المقبل.
على ان الأهم، ما كشفه الرئيس جوزف عون عن قيامه شخصياً باتصالات مع حزب الله لحل مسألة السلاح، معتبرا ان هناك تجاوباً حول الافكار المطروحة، لكن المفاوضات تتقدم ببطء.
على وقع ذلك، عادت الرتابة الى الحياة السياسية بعد انتهاء مهمة الموفد الاميركي توم براك في بيروت وانشغاله بترتيب لقاءات امنية سورية– اسرائيلية في باريس، لكن على اساس إما أن براك سيعود الى بيروت لينقل الرد الاسرائيلي على رد لبنان على المقترحات الاميركية وعلى مقترحات الرئيس نبيه بري، وإما ستنقل الرد السفيرة الاميركية في بيروت ليزا جونسون. لكن بإنتظار الرد يبدو ان التوقعات صدقت حول التصعيد الاسرائيلي العسكري الضاغط على لبنان، وبرضى اميركي عبّر عنه براك مراراً خلال وجوده في بيروت بقوله ان بلاده «لا تستطيع ان تفرض على اسرائيل ما يجب عليها ان تفعله».
لكن ملأ الفراغ امس وصول المواطن اللبناني جورج ابراهيم عبد الله الى بيروت بعد الافراج عنه من السجون الفرنسية بعد اعتقال 41سنة، وتنظيم استقبال سياسي وشعبي له في المطار، حيث ادلى بمواقف تدعو الى استمرار المقاومة والالتفاف حولها والى نصرة غزة، قبل انتقاله الى مسقط رأسه في القبيات.
وبعد التصعيد الاسرائيلي خلال الايام الماضية حيث سقط العديد من الشهداء والجرحى في الجنوب، لاحظت مصادر متابعة استمرار غياب لجنة الاشراف الخماسية على تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار وعدم حصول اي اجتماع او تحرك لها لوقف التصعيد الاسرائيلي، وأي اطلالة او موقف لرئيسها الجديد الجنرال الاميركي مايكل ليني. ولا للجنرال الفرنسي الجديد فالنتين سيلير، الذي تسلم مهامه قبل فترة قصيرة وقام بجولة تعارف على الرؤساء وبعض المسؤولين.
لكن مصادر رسمية قالت لـ«اللواء»: ان رؤساء الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة يجرون اتصالات مباشرة او عبر معاونين مع لجنة الاشراف او مع سفراء دول اللجنة بهدف لجم التصعيد، لكن يبدو ان لا حماسة اميركية لتحريك وتفعيل لجنة الاشراف.
وحسب ما كشفت مراجع عليا، فإن زيارة باراك حملت تلويحاً اميركياً خطيراً مفاده: تتخلى الدولة عن حزب الله او تتخلى واشنطن عن الدولة.
في تطور بالغ الخطورة، حاول الموفد الأميركي توم براك، خلال لقائه شخصية لبنانية رفيعة جداً جسّ نبض لبنان ومن خلفه حزب الله، حول «صفقة شاملة» تطرحها واشنطن لتحقيق الاستقرار في لبنان حسب زعمها، وتتضمن إقامة منطقة عازلة خالية من المدنيين في القرى الأمامية الجنوبية، تمتد على شريط واسع من الأراضي اللبنانية المحاذية للحدود مع فلسطين المحتلة، وتُوضع تحت وصاية دولية كاملة بإشراف أميركي مباشر، وبحسب براك، فان هذه «التسوية الأمنية» إذا تم التوافق عليها، تضمن التزام إسرائيل بوقف العدوان نهائيا على لبنان، وإعادة الإعمار، وتحرير الأسرى، وضخ استثمارات هائلة، الى جانب ترتيبات سياسية جديدة من ضمنها سلاح حزب الله ودوره وموقعه في الدولة.
لكن، وبحسب معلومات مرجع سياسي بارز، فان هذه التسوية ليست سوى إحدى حلقات الخطة الأميركية الأخطر، التي عبّر عنها براك بصراحة، والتي وصلت إلى حدود تهديد اللبنانيين بمعادلة خطيرة مفادها «سلاح حزب الله مقابل بقاء الدولة اللبنانية»… وفي التفاصيل، فإن براك، الذي نعى بنفسه خلال زيارته إلى بيروت اتفاق وقف إطلاق النار، وضع على طاولة المسؤولين اللبنانيين هذه المعادلة، مقدّما بلاده كمساند للبنان إذا وافق على نزع سلاح الحزب بالقوة اذا لزم الأمر مستعملا عبارة «نحن الى جانبكم»، أو مواجهة مصير قاسٍ يشمل: عزلا دوليا، عقوبات اقتصادية، حربا إسرائيلية وتكفيرية، وانسحابا تاما للقوات الدولية من لبنان.
التمديد وأزمة تمويل
وكشفت مصادر دبلوماسية ان الجانبين الأميركي والفرنسي، يريدان تعديل مهمات اليونيفيل بما يضمن حرية الحركة والتدخل من دون الجيش اللبناني.
وبحسب المصادر فإن العقبة الاساسية امام التمديد لليونيفيل تمثل بالتمويل بعد وقف واشنطن تمويلها.
وذكرت المصادر ان باريس تحضر مسودة طلب التمديد لليونيفيل لعام واحد، وستتقدم بها في مطلع شهر آب.
البيان اللبناني – الفرنسي
الى ذلك، وبعد عودة رئيس الحكومة نواف سلام من باريس، صدر عن الجانبَين اللبناني والفرنسي بيان مشترك حول المحادثات التي جرت في قصر الإليزيه بين رئيس الوزراء نواف سلام والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في أول زيارة رسمية له إلى باريس منذ تسلّمه مهامه.تضمن تعهدات فرنسية بدعم لبنان. وافيد ان ماكرون وعد بالسعي من اجل تمديد ولاية قوات اليونيفيل بطريقة سلسة برغم اعتراض الادارة الاميركية واشتراطها تعديل مهامها بإعطائها حرية حركة اكبر واوسع.
وجاء في البيان: خلال اللقاء، عرض الرئيس سلام التحديات التي يواجهها لبنان، مؤكّدًا التزام الحكومة بمواصلة العمل الجاد لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة، واستعادة الثقة المحلية والدولية، وبسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية.
من جهته، رحّب الرئيس الفرنسي بالرئيس سلام، وأشاد بإصرار الحكومة اللبنانية على المضي قدمًا في مسار الإصلاح، مجددًا دعم فرنسا الثابت لسيادة لبنان واستقراره وازدهاره، ولجهود السلطات اللبنانية في إنعاش الاقتصاد وإصلاح المؤسسات.وأشار الرئيس ماكرون الى ان بلاده تستعد لتنظيم مؤتمر دولي لدعم لبنان في باريس، بالتوازي مع الوصول إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي، وذلك بعد إقرار القوانين الإصلاحية الأساسية، لا سيما في القطاعين المصرفي والقضائي.
وفي هذا السياق، أبلغ الرئيس الفرنسي رئيس الحكومة أن بلاده ستُساهم بمبلغ 75 مليون يورو في مشروع المساعدة الطارئة للبنان (LEAP) التابع للبنك الدولي، دعمًا لإعادة إعمار المناطق المتضررة من العدوان.
كما شدد الطرفان على أهمية تجديد ولاية قوات اليونيفيل وتعزيز آلية مراقبة وقف إطلاق النار. وأكد الرئيس سلام والرئيس ماكرون معاً على ضرورة انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي اللبنانية ووقف جميع الانتهاكات، وعلى دعم قدرات الجيش اللبناني بما يعزّز دوره الحصري في امتلاك السلاح وبسط سلطة الدولة.
وفي المجال القضائي، أعرب الجانب الفرنسي عن استعداده لتقديم الدعم الفني والمالي لإصلاح القضاء، من خلال إيفاد خبير إلى وزارة العدل اللبنانية، وإطلاق تعاون بين المدرسة الوطنية للقضاء الفرنسية ومعهد الدروس القضائية في لبنان.
كذلك، أعادت فرنسا التأكيد على استعدادها لمواكبة التعاون اللبناني- السوري لضبط الحدود المشتركة، وتقديم الدعم التقني اللازم لترسيمها، مستفيدة من الأرشيف التاريخي المتوفّر لديها.
وختم الرئيس سلام اللقاء معربًا عن امتنانه للدعم الفرنسي المتجدّد للبنان في مختلف المجالات، لا سيما الأمن، والاقتصاد، والتعليم، والثقافة، مثمّنًا التزام فرنسا الدائم تجاه استقرار لبنان وسيادته.
وأجرى الرئيس سلام اتصالًا برئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، أطلعه خلاله على نتائج زيارته الرسمية إلى باريس ولقائه مع الرئيس ماكرون.
سلام في بعلبك
ومساء امس، وصل الرئيس نواف سلام الى قلعة بعلبك، استعداداً لحضور احدى امسيات مهرجانات بعلبك الدولية لصيف 2025، وتأتي زيارته في اطار دعم الانشطة الثقافية والفنية التي تشكل ركيزة اساسية في الحياة العامة اللبنانية.
مذكرة إلى سلام حول تصحيح الرواتب
حياتياً، رفع العاملون في القطاع العام، مذكرة الى الرئيس نواف سلام، طالبت باعادة النظر بالرواتب والأجور، على قاعدة دمج كل المساعدات والمحفزات في أساس الراتب ، والعمل على استصدار سلسلة رتب ورواتب جديدة وربطها بمؤشر غلاء المعيشة واعتماد سُلّم متحرك للأجور، متمنين الانتقال بهذا الموضوع من المستوى النظري وعرض الأفكار ،إلى المستوى العملي وعرض النصوص واعطائها مجراها المستحق بأسرع وقت ممكن فإن اوضاعنا المعيشية لم تعد تحتمل أي تأخير.
2- زيادة مخصصات الجهات الضامنة لتستطيع مواكبة التكاليف الحقيقية للطبابة والاستشفاء .
3 – تطبيق أحكام المادة السابعة من القانون رقم 717 تاريخ 5/ 11/ 1998 واحتساب التعويض العائلي عن الزوجة والاولاد في ضوء نسبة التضخم السنوية المتراكمة تقيدا بالنص المشار اليه.
4 -اعطاء منحة مالية للمتقاعدين والذين سوف يتقاعدون في الحالة الحاضرة تكون متناسبة مع قيمة بدل المثابرة بما من شأنه دعم معاشاتهم التقاعدية المتهالكة، وذلك بالاستناد إلى الأسباب الموجبة ذاتها للقوانين الصادرة في 11/ 7/ 2025 والعائدة للقضاة ( القانون رقم 15) ولأفراد الهيئة التعليمية في الجامعة اللبنانية.
… في سن الفيل
وفي زيارة الوفاء والامتنان، لبلدة سن الفيل، فاجأ الرئيس عون رئيس البلدية نبيل كحالة الذي فوجئ بوصول رئيس الجمهورية وانتقل الرئيس وصحبه الى قاعة الاجتماعات الكبرى، حيث كان اعضاء المجلس البلدي في اجتماع، ورحبوا بالرئيس.
وبعد الصورة التذكارية، غادر الرئيس عون القصر البلدي ومشى في عدد من شوارع سن الفيل التي اعتاد خلال إقامته في البلدة السير فيها، والتقى الأهالي الذين فوجئوا بوجوده في البلدة، وصولا الى مطعم «جوزف» قبالة كنيسة السيدة، الذي اعتاد زيارته وتناول الشاورما والفلافل مع رفاقه وأصدقائه، حيث استقبله صاحب المطعم جوزف أبو خليل مرحّبا ومستعيدا ذكريات قال انها لم تغب عن باله.
وجلس الرئيس عون ونجله خليل وشقيقه رفيق وصهره العميد رحال على الطاولة التي اعتاد الجلوس عليها، وتناول «ترويقة فلافل» وسط ترحيب رواد المطعم والمارة الذين لاحظوا وجود رئيس الجمهورية.
وما ان انتشر خبر «زيارة الوفاء والامتنان» لسن الفيل حتى قرعت أجراس كنيسة السيدة، كما حضر كاهن الرعية الأب ميشال بركات مرحّباً بالرئيس عون ومعرباً عن سعادته لوجود رئيس الجمهورية «في البلدة التي وُلد فيها وأحبها وأمضى فيها فترة شبابه».
أولوية الحزب
في حين كشف الرئيس جوزاف عون عن «قيامه شخصياً باتصالات مع حزب الله لحل مسألة السلاح، وان المفاوضات تتقدم ولو ببطء، وان هناك تجاوباً حول الأفكار المطروحة في هذا المجال» . صدر موقف جديد لحزب الله حيث قال عضو المجلس السياسي في حزب الله الوزير السابق محمود قماطي: هناك أولوية واحدة ومهمة ونوعية وتاريخية ولا بد أن تطغى على كل شيء، حيث إن لبنان في خطر وفي عمق العاصفة، وهو مهدد من كل الجهات، شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً، ومهدد بالزوال بصيغته، وهذا ما أعلنه الرئيس الفرنسي ماكرون حينما قال «إن لبنان مخيّر بين الوصاية الإسرائيلية أو الوصاية السورية»، وهذا ما قاله المبعوث الأميركي براك أنه إذا لم يخضع لبنان، فيمكن أن يكون جزءاً من بلاد الشام، أي أن لبنان ينتهي ويصبح جزءاً من سوريا، وكل هذا لا يسمعه اللبنانيون الذين يطغى على عقولهم الحقد والضغينة والكراهية، وبناءً على كل ذلك، يجب أن نكون جميعنا كلبنانيين إلى جانب الجيش اللبناني، للدفاع عن الوطن وكيانه وعزته وسيادته، وعن الصيغة اللبنانية الفريدة في هذه المنطقة.
وأكد قماطي أننا مستعدون للحوار حول الاستراتيجية الدفاعية، وكيف تكون المقاومة ركناً أساسياً من سياسة الدفاع عن لبنان إلى جانب الجيش اللبناني.
شهيد وتصعيد
وفي اطار التصعيد المعادي، الذي اعتمده الإحتلال الاسرائيلي مؤخرا،ً اغارت طائرة مسيّرة معادية امس، على سيارة «رابيد» في بلدة برعشيت اسفرت عن ارتقاء الشهيد علي قوصان من بلدة عيترون.
وزعم المتحدث بإسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، أن «الجيش هاجم في وقت سابق الجمعة في جنوب لبنان وقضى على المدعو علي محمد حسن قوصان مسؤول القوة البشرية لقطاع بنت جبيل في حزب الله».
وأطلقت قوات الاحتلال النار على عضو بلدية الضهيرة بسام سويد، اثناء تواجده مع فرق ازالة الركام من البلدة، ما ادى الى اصابته بطلقتين في كتفه ونقله الى المستشفى اللبناني – الايطالي في صور، وبدت حالته مستقرة.
وألقت مسيّرة إسرائيلية قنبلة صوتية في أجواء حي الدباكة في ميس الجبل ولا إصابات.
كما نفذت جرافة للعدو عملية تجريف وتحصين لمربض دبابة «ميركافا» خارج موقع رويسات العلم في مرتفعات كفرشوبا اللبنانية المحتلة.
وحلقت مسيّرات إسرائيلية نهارا فوق الضاحية الجنوبية لبيروت وصولاً لمناطق الجبل.
وفي موقف برسم الدولة اللبنانية، اعلن أهالي بلدة عيتا الشعب انه «لا تمر فترة زمنية إلا ويكون أحد شباب بلدتنا هدفًا لاستهداف مباشر من قبل العدو الإسرائيلي، وآخرهم الشهيد مصطفى حاريصي، في انتهاك صارخ لكل الأعراف والمواثيق الدولية، وفي ظل صمت رسمي يكاد يرقى إلى التواطؤ بالإهمال».
أضاف الاهالي: إلى فخامة رئيس الجمهورية، ودولة رئيس الحكومة، ودولة رئيس مجلس النواب وقيادة الجيش اللبناني، وكل من يعنيهم الأمر: نحن لبنانيون ولسنا على الهامش. دماء أبنائنا ليست أرخص من دماء أي لبناني آخر.ونطالب بتحمّل المسؤوليات الكاملة تجاهنا، وباتخاذ خطوات جدية لحماية أهلنا في الجنوب، كما نحمّل الدولة تبعات هذا الإهمال المزمن.
وختم البيان: إننا، في ظل هذا الإهمال المتكرر، نُعلن بوضوح أننا ندرس اتخاذ خطوات مستقبلية لحماية أنفسنا وأرضنا، بما يضمن كرامتنا وأمننا وحقّنا بالحياة. أمننا ليس ترفًا… بل حق.
جورج ابراهيم عبد الله حراً في لبنان
وسط ذلك، عاد جورج ابراهيم عبد الله الى وطنه، واهله بعد 4 عقود امضاها في زنزانته في السجون الفرنسية.
وقال عبد الله قبل الوصول الى قريته القبيات، حيث اشاد بالجيش اللبناني وقدرته على مواجهة الاحتلال واعداء البلاد.
وفي المطار قال عبدالله لدى وصوله: «المناضل داخل الأسر يصمد بقدر ما يحتل رفاقه الموقع الأساسيّ في المواجهة وإسرائيل تعيش الفصل الأخير في وجودها وأنا خرجت بفضل تحرك الجميع». وأكد ان «إسرائيل تعيش آخر فصول نفوذها ويجب على المقاومة وفلسطين الإستمرار».
"الأنباء":
اتجهت الانظار في الساعات الماضية إلى باريس، حيث شهدت العاصمة الفرنسية على اجتماعين بالغي الأهمية، الأول بين سوريا وإسرائيل برعاية أميركية، حيث كشف المبعوث الاميركي توم برّاك عن انعقاده من دون صدور مواقف رسمية حول تفاصيله من كلا الجانبين. وأما محور المباحثات فكان الجنوب السوري على أثر أحداث السويداء الدامية، والاتفاق على تفاهمات أمنية أولية.
أما الاجتماع الثاني فكان سورياً فرنسياً أميركياً، ولم ينفصل بدوره عن أحداث الأيام الماضية، مع التأكيد على ضرورة المصالحة في السويداء ومحاسبة مرتكبي أعمال العنف.
إلا أن اجتماعاً ثالثاً لم يكن يقلّ أهمية لم يُكتَب له النجاح، وكان من شأنه أن يفتح نافذة على الحل بين الحكومة السورية و"قسد"، إلا أن الظروف يبدو أنها غير ناضجة للقاء، وربما أكثر من ذلك بانتظار ما تخفيه الكواليس.
الخبير العسكري العميد الركن المتقاعد ناجي ملاعب علّق على اجتماع باريس الإسرائيلي السوري، معتبراً في حديث لجريدة الأنباء الالكترونية أن الرئيس الأميركي يسعى الآن لتوسيع مساحة إسرائيل من خلال إحكام السيطرة على ثلاث محافظات في سورية، بحكم تشاركها الجغرافي وهي درعا والقنيطرة والسويداء، بحجة خلق منطقة آمنة تديرها قوى. وهو ما تم بحثه في باريس بين وزير الخارجية السوري ووزير الأمن الاستراتيجي الاسرائيلي.
وأشار ملاعب إلى أن إسرائيل مصمّمة على تقسيم سوريا، مقدّراً منح الأكراد والدروز حكماً ذاتياً، يمتد الى بلاد العلويين.
الخيارات تضيق
في هذه الأثناء، يبدو أن البعض في لبنان لم يلتقط بعد مؤشرات التحوّلات الكبرى التي تشهدها المنطقة، ولا يمكن وصف زيارة السفير برّاك إلا بغير الموفقة، وإن كان لبنان يتوقّع إجابة تصل عبر السفارة الأميركية أو عبر برّاك شخصياً. لكن المؤكد أن الوقت يمرّ والخيارات بدأت تضيق، لا سيما وأن الحديث عن مهل زمنية كان بغاية الوضوح هذه المرة.
وفي هذا السياق، لفت ملاعب الى فشل مهمة برّاك، وأن حزب الله لن يسلّم سلاحه، وان الدبلوماسية اللبنانية وعلى مستوى الرئاسات الثلاث نجحت بالتمسك بضمانات. ووصف هذا الموقف بالهام جداً وأن من حق لبنان المطالبة بضمانات قبل تسليم السلاح.
مصير اليونيفيل
على صعيد آخر، ومع اقتراب موعد التمديد لقوات الطوارىء الدولية العاملة في جنوب لبنان "اليونيفيل" المكلفة تطبيق القرار 1701، أفادت مصادر مطلعة عبر جريدة الانباء الالكترونية عن محاولة أميركية لتعديل مهمات اليونيفيل لا سيما لجهة ضمان حرية حركتها في جنوب لبنان من دون مواكبة الجيش اللبناني لدورياتها كما درجت العادة. على أن تُعطى صلاحيات بالتدخل في العديد من المهمات.
وأشارت المصادر إلى أن باريس تلعب دوراً كبيراً على هذا المستوى، وتتولّى إعداد قرار التمديد لسنة جديدة، وتسهيل الموافقة عليه بين الدول المعنية. وكشفت المصادر أن هذا الموضوع كان طبقاً أساسياً على طاولة البحث بين الرئيس ايمانويل ماكرون ورئيس الحكومة نواف سلام، الذي حصل على تطمينات فرنسية بهذا الخصوص، بانتظار ما ستؤول اليه الاتصالات حول تعديل المهام أو إبقائها على حالها.
جورج عبدالله حرّاً
في سياق منفصل، وبعد أن أمضى 41 سنة في السجون الفرنسية، أفرج القضاء الفرنسي عن السجين اللبناني جورج عبدالله المسجون بتهمة التخطيط لاغتيال أحد الرعايا اليهود. ولدى وصوله الى لبنان جرى لعبدالله استقبال حاشد في مطار رفيق الحريري الدولي وفي مسقط رأسه القبيات.
ومساء، نشر الرئيس وليد جنبلاط على "أكس" مجموعة صور لجورج عبدالله، معلّقاً بالقول: "التحية لجورج إبراهيم عبدالله. ستعود فلسطين".
مفاوضات غزة
فلسطينياً، تتعثر المفاوضات في الدوحة بين حماس واسرائيل، في ظل تصريحات عالية السقف من ترامب تجاه حماس.
وقدم العميد ملاعب، عبر جريدة الانباء الالكترونية، مقاربة أمنية وسياسة لما تشهده المنطقة مستقبلاً والتي لن يكون لبنان بمنأى عنها، لافتاً إلى أن ما يعلن عن تعثر المفاوضات الجارية في الدوحة بين حماس واسرائيل بشأن الوضع في غزة ليس دقيقاً، لأن ما يجب الاشارة اليه هو الكلام عن اليوم التالي الذي يلي الاتفاق على اتفاق غزة، كاشفاً أن عودة الوفد الإسرائيلي لبلده لا يعني تعثر المفاوضات، بل لمناقشة رد حماس والبحث في اليوم الاخر. فاسرائيل، على حد قوله، فقدت خلال الشهرين الماضيين 39 جندياً في غزة، عدا عن الجرحى الذين يقدروا بالعشرات، أما في الشهر الحالي فكل يوم يشهد مقاومة، وهناك خسائر كبيرة في صفوف الجيش الاسرائيلي في الارواح والعتاد. وأن الاعتقاد السائد بداخل اسرائيل ان المستوى العسكري غير مطابق للمستوى السياسي، لأن اسرائيل أصبحت تقاتل بقوات النخبة وهذا مؤشر خطير، وهي التي يجب أن تكون في الخطوط الخلفية لكنهم اضطروا للاستعانة بها للتعويض عن هبوط معنويات جنودها الذين أصبحوا يواجهون مقاومة شرسة.
وفيما لفت الى وجود صراخ وتململ في صفوف الجيش الاسرائيلي، قال ملاعب: "عندما تهدد اسرائيل بالقضاء على حماس ثم تعود وتجلس معها على طاولة المفاوضات، هذا يعني انها تحسب لها ألف حساب ولذلك بدأت تفكر باليوم التالي. حتى اميركا نفسها تخشى من اليوم التالي. فبعد الحديث الاميركي عن صفقة القرن بصيغة جديدة تحت عنوان القضاء على حماس وتهجير سكانها بسبب التجويع والابادة ووضعها تحت وصاية أميركية والاستعانة بإحدى الدول العربية بحفظ الأمن فيها قد تكون دولة الامارات العربية المتحدة أو غيرها. وهو ما عبّر عنه ترامب قبل شهرين، بأن غزة ستكون ملكاً للاميركيين. ما يعني أن ترامب ماض في تحقيق سياسته وتنفيذ كل ما وعد به. ولقد رأينا اتفاقه مع الصين وتوقيع عقود استثمارات مع اليابان بقيمة 650 مليار دولار. وفرض ضرائب على الصادرات اليابانية بقيمة 15% وصفر % على اميركا. وبالنهاية ما ينادي به ترامب يحصل عليه بشكل او بآخر.
"البناء":
أثار حديث الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومن بعده رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عن البحث عن بدائل للتفاوض لاسترداد الأسرى، السخرية في الأوساط الدوليّة المتابعة للمشهد الفلسطيني خلال عامين، لم يُبقِ الاحتلال ومن خلفه أميركا من وسائل قتل وتدمير وتجويع وحصار لم يقوما باستخدامها، بهدف تركيع المقاومة، إلا وتمّ اختبارها، ولم تبقَ خطط عسكرية للقضاء على المقاومة إلا وتمّت تجربتها وحشدت لها كل القدرات والإمكانات، لكن الحقيقة القاطعة التي ظهرت، أنّهم يستطيعون قتل النساء والأطفال وتجويع السكان، وتدمير البيوت والمستشفيات والمدارس، لكن هناك ما لن يستطيعوا نيله، استرداد الأسرى والقضاء على المقاومة، وأن قدرهم هو التفاوض مع المقاومة إن أرادوا استرداد الأسرى، ولذلك رأت مصادر فلسطينية في كلام ترامب ونتنياهو محاولات ضغط وحرب نفسيّة للتأثير على معنويات المفاوض الفلسطيني أملاً بدفعه لتقديم المزيد من التنازلات، خشية انهيار المسار التفاوضي الذي تؤكد المصادر أنّه لم يتوقف رغم الكلام التصعيدي الأميركي والإسرائيلي.
في باريس اجتماعان مهمان، واحد جمع وزير خارجية النظام الجديد في دمشق أسعد الشيباني بوزير الشؤون الاستراتيجية في حكومة الاحتلال رون دريمر، والثاني جمع الشيباني مع المبعوث الأميركي توماس باراك ووزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، والحصيلة في الشأن السوري الإسرائيلي مطالبة حكومة دمشق بتفهم المطالب الأمنية الإسرائيلية ومطالبة “إسرائيل” بعدم تعريض أمن سورية للخطر، وفق ما فهم من البيان الأميركي الفرنسي السوري المشترك الذي تحدث عن ضمان عدم تعرّض دول الجوار للأذى من الأراضي السورية وعدم تعرّض سورية للأذى من دول الجوار، بينما كانت الحكومة السورية تأمل بالحصول على دعم واشنطن وباريس لموقفها أمام الاعتداءات الإسرائيلية التي استهدفت دمشق ومقار سيادية فيها، بالرغم من أي موقف عدائي لم يصدر عن دمشق. وتضمن البيان المشترك إضافة لذلك دعوة للسير قدماً بمسعى المصالحة الوطنيّة بدلاً من تلبية طلب حكومة دمشق بدعوة من تصفهم بالخارجين عن القانون لإلقاء السلاح، وكانت في البيان فقرة خاصة في ملف مكافحة الإرهاب، فهم منها أن الأمر يتجاوز تنظيم داعش ويطلب رفع الغطاء عن تشكيلات إرهابية منضوية في مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية.
في بيروت، استقبال شعبي وسياسي للمناضل جورج عبدالله العائد من أسر الحكومة الفرنسية بعد 41 عاماً من الاعتقال منها 26 سنة دون مسوّغ قضائيّ بطلب أميركي إسرائيلي، وقد تحدّث جورج عبدالله أمام مستقبليه ووسائل الإعلام، مؤكدا تمسكه بالنضال لأجل فلسطين داعياً الشعوب العربية أن تتحمل مسؤولياتها وتقوم بما عليها أسوة بما تفعله الشعوب في الغرب، داعياً للالتفاف حول المقاومة التي قدّمت قادتها شهداء.
وأكّد المناضل اللبناني جورج عبد الله المُفرج عنه من السجون الفرنسية أنَّه يجب الاستمرار في مواجهة العدو حتى التحرير، مشدّداً على أنَّ المقاومة مستمرة في هذه الأرض ولا يمكن اقتلاعها، فيما لفت إلى أنَّ «إسرائيل» تعيش آخر فصولها.
واعتبر عبد الله في تصريحات إعلامية من داخل مطار بيروت الدولي، أنَّه من المعيب للتاريخ أن يتفرّج العرب على معاناة أهل فلسطين وأهل غزة، مشيراً إلى أنَّ الجماهير المصرية يمكن أن تغيّر المشهد في غزة. وأضاف: «ننحني أمام شهداء المقاومة كلنا. المقاومة ليست ضعيفة وهي قوية بفعل شهدائها وقادتها»، داعياً للالتفاف حول المقاومة أكثر من أيّ وقت مضى. كما لفت إلى أنَّ شهداء المقاومة هم القاعدة الأساسية لأيّ فكر تحرّري، مشدداً على أنَّ المقاومة في فلسطين يجب أن تتصاعد.
وقال خلال ملاقاته الحشود على طريق مطار بيروت: «تحياتي للمقاومة وشهدائها وللضاحية، المقاومة هي الحرية ويجب الالتفاف حولها»، وشدَّد المناضل عبد الله على أنَّ المقاومة هي الحرية والالتفاف حولها وحول غزة شرف وكرامة لكم جميعاً.
وتوجّه بالشكر للمقاومة ولشهداء الضاحية الجنوبية لبيروت ولمن حمل راية الحرية، وقال «تحياتي للمقاومة وللشهيد القائد السيد حسن نصر الله ولكلّ أبناء المقاومة وأهل الضاحية».
من جهّته، قال عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب إبراهيم الموسوي خلال استقباله المناضل عبد الله في مطار بيروت: «أنت رمز الكرامة والصمود والشرف والحريّة والمقاومة».
ونظم استقبال شعبي حاشد لعبدالله بحضور النائبين إبراهيم الموسوي وقبلان قبلان ونائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله محمود قماطي.
واستقبلت بلدة القبيات في عكار ابنها المحرر باحتفال حاشد حضره النائب جيمي جبور وفعاليات المنطقة.
وحيّا الحزب السوري القومي الاجتماعي المناضل جورج إبراهيم عبد الله، الذي بصموده وثباته وعدالة قضيته، التي نذر حياته دفاعاً عنها وفي قلبها فلسطين، استطاع أن ينتزع حريّته بعد 41 عاماً من الاعتقال المتواصل في السجون الفرنسيّة، وأن يعود إلى أهله ومحبيه ظافراً بشرف الصبر والثبات والخيار.
وفي بيان أصدره عميد الإعلام في الحزب معن حمية، لفت إلى أنّ السنوات الطويلة من اعتقاله التعسّفي، شكّلت وصمة عار على جبين القضاء الفرنسي، الذي رضخ، تحت وطأة الضغوط الصهيو-أميركية، وتذرّع بحجج واهية للتنصّل من مسؤوليّاته في إنفاذ القوانين الفرنسية المرعية الإجراء.
ورأى «القومي» أنّ قرار الإفراج عن الأسير البطل جورج عبد الله يُعيد شيئاً من ماء الوجه إلى قيم الثورة الفرنسية التي كانت تتشارك مع جورج الزنزانة ذاتها. فقيم الحرية والتحرر والتحرير، هي قيم تتقاطع بين الشعوب الحرة التي تناضل دفاعاً عن أرضها وكرامتها.
ولفت الى أنّ حرية الرفيق المناضل جورج عبد الله هي ثمرة صموده وجهود رفقائه ومحبيه، وكل المؤمنين بعدالة قضيته، وبموقفه الصلب الرافض للاعتذار من القتلة وداعميهم، والمتمسك بخيار المقاومة وبوصلة لا تحيد عن الحق.
في غضون ذلك، توزع المشهد السياسي بين لقاءات باريس ونتائج زيارة رئيس الحكومة نواف سلام إلى فرنسا واجتماعه مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، وبين لقاءات يجريها هناك المبعوث الأميركي توم برّاك مع مسؤولين فرنسيين يتابعون ملف لبنان، حيث اجتمع مع الموفد جان ايف لودريان للتشاور في ما توصلت إليه محادثاته في بيروت وردها على الورقة الأميركية إضافة الى استحقاق التجديد لقوات «اليونيفل».
في سياق آخر كشفت مصادر دبلوماسية لـ»الجديد» أن «الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عبّر لرئيس الحكومة نواف سلام عن دعم فرنسا له كرئيس للسلطة التنفيذية ليواكب المطالب الإصلاحية لا سيما أن فرنسا تحضر لمؤتمر دعم للبنان لا يمكن إنجازه من دون تقدم لبناني ملموس».
وسجلت زيارة للسفير الفرنسيّ في لبنان هيرفي ماغرو إلى كليمنصو مساء أمس، حيث استقبله الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وجرى البحث في التطورات السياسية في لبنان والمنطقة.
وينتظر لبنان الرد الأميركي على المذكرة اللبنانية الرسمية الذي تسلمها براك من رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون والتي تتلاقى مع الطرح المتكامل الذي قدّمه رئيس مجلس النواب نبيه بري للمبعوث الأميركي، وعلمت لـ»البناء» أن براك يجري مروحة لقاءات واتصالات مع المسؤولين الفرنسيين في باريس ومع مسؤولين إسرائيليين في تركيا لنقل الطرح اللبناني إلى «تل أبيب» على أن يتسلم الجواب الإسرائيلي خلال أيام ثم يستمزج رأي إدارته في واشنطن ثم يعود إلى لبنان أواخر الشهر الحالي أو مطلع الشهر المقبل لاستئناف المباحثات مع الجانب اللبناني والمتوقع أن تكون زيارة مفصلية وتحدّد ما إذا كانت الأجواء إيجابية أم أن التصعيد العسكريّ سيكون سيد الموقف في ظل استمرار «إسرائيل» اعتداءاتها أمس الأول وأمس بشن سلسلة غارات على الجنوب.
ولفتت أوساط رسمية لـ»البناء» الى أن الموقف اللبناني لم يتغير من الرد الأول على الورقة الأميركية الأولى رغم بعض التعديلات أو التقدم بالطرح اللبناني نحو ضمانات أكثر بعد الأحداث السورية، لكن الرد اللبناني الأخير سيكون نهائياً ولن يتغير لأنه ينطلق من السيادة اللبنانية والمصلحة الوطنية وحماية حدود لبنان وأمنه القومي واستعادة حقوقه وضمن الثوابت الوطنية.
ولفت زوار عين التينة لـ»البناء» إلى أن الرئيس بري قدم طرحاً متكاملاً مع شرح تفصيلي يحفظ الحقوق اللبنانية ويضمن حماية لبنان من العدوان الإسرائيلي مرفقاً بتوازي وتزامن المهل والتنفيذ بين «إسرائيل» ولبنان، وبالتالي بعد هذا الطرح باتت الكرة في الملعب الأميركي والإسرائيلي. ولفت الزوار إلى أن لا يمكن للبنان أن يتنازل أكثر من المطروح في الورقة اللبنانية، والمطلوب العودة إلى تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار لا خلق اتفاق جديد يطيح باتفاق 27 تشرين الثاني الماضي، وبالتالي الحلّ يبدأ بتطبيق إسرائيل التزاماتها في الاتفاقات والقرارات السابقة والانسحاب من كل الجنوب إلى الحدود الدولية ووقف العدوان وإطلاق سراح الأسرى مع ضمانات دولية وأميركية تحديداً بإعادة الإعمار.
غير أن مصادر نيابية أكدت بأن لبنان ليس ضعيفاً بل يملك أوراق قوة عدة أهمها سلاح المقاومة والإرادة الشعبية بالدفاع عن الوطن ضد الخطر الإسرائيلي والإرهابي، إلى جانب الموقف الرئاسي الموحد والوحدة الوطنية المتمثلة بأغلب القوى السياسية والمرجعيات الروحية التي أكدت خلال اليومين الماضيين أهمية الوحدة والتعاضد والتماسك الداخلي في مواجهة العدوان الإسرائيلي ومخططات الفتنة إلى جانب موقف رئيس الجمهورية الذي أكد بأن لا عودة الى لغة الحرب، إضافة الى مواقف الرئيس بري الذي وصفه مفتي الجمهورية اللبنانية عبد اللطيف دريان بالضمانة الوطنية الحقيقية.
وحذرت المصادر عبر «البناء» من حرب الإشاعات المغرضة التي تحاول بث روح اليأس والخوف والقلق بين اللبنانيين عبر التلويح بالحرب الإسرائيلية على لبنان أو التهديد بدخول مجموعات مسلّحة من الحدود السورية إلى البقاع واحتلال طرابلس وعكار. وشددت المصادر على أن هذه الحرب النفسية تهدف إلى الضغط على حزب الله والدولة اللبنانية للخضوع للأوراق الأميركية التي تحمل الشروط الإسرائيلية، وأكدت بأن لبنان بوحدته وجيشه وشعبه ومقاومته الشعبية والمسلحة سيواجه أي عدوان واجتياح إسرائيلي أو دخول إرهابي من سورية إلى لبنان.
أمنياً، نقل عضو بلدية الضهيرة بسام سويد الى المستشفى اللبناني – الإيطالي في صور، مصاباً بطلقين ناريين بعدما أطلق العدو عليه النار، بينما كان في طريقه الى بلدته الضهيرة الحدودية في قضاء صور، ووصفت إصابته بالخطيرة. وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان، أعلن أن «مواطناً أصيب بجروح في بلدة الضهيرة قضاء صور، بعدما أطلق العدو الإسرائيلي النار في اتجاهه». كما ألقت مسيّرة إسرائيلية قنبلة صوتية في أجواء حي الدباكة في ميس الجبل، من دون وقوع إصابات. ولاحقا، استهدف الطيران المسير الإسرائيلي سيارة من نوع رابيد عند أطراف بلدة برعشيت في قضاء بنت جبيل بغارتين ما أدى إلى سقوط شهيد.
وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة في بيان أن «غارة العدو الإسرائيلي على سيارة في بلدة برعشيت أدت إلى سقوط شهيد».
وزعم المتحدّث باسم جيش العدو الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، أنّ «الجيش هاجم في وقت سابق اليوم في جنوب لبنان، وقضى على مسؤول القوّة البشريّة لقطاع بنت جبيل في «حزب الله» علي محمد حسن قصان».
في المواقف أشار رئيس الجمهوريّة جوزاف عون، خلال استقباله في قصر بعبدا، وفداً من «نادي الصّحافة» «أنّنا ما زلنا ننتظر نتائج تحرّكات المبعوث الأميركي توماس براك، والرّدّ على الورقة اللّبنانيّة المقدَّمة له. المطلب اللّبناني واضح جدّاً، نريد التزام «إسرائيل» باتفاقيّة وقف إطلاق النّار كما التزم لبنان بها، وانسحابها من التلال الخمس».
وأكّد أنّ «الجيش بات منتشراً في كل المناطق اللّبنانيّة، ما عدا الأماكن الّتي لا تزال «إسرائيل» تحتلّها في الجنوب، والّتي تعيق استكمال هذا الانتشار». أمّا ما يُحكى عن الخوف والقلق من عودة الحرب، فاعتبر أنّها «أخبار مضلّلة هدفها ضرب العهد من أجل كسب بعض النّقاط السّياسيّة، فقط لا غير».
وعن سلاح «حزب الله» والدّعوات إلى إلغاء اللّجنة الأمنيّة بين الجيش والحزب، فقد أعرب الرّئيس عون عن استغرابه «الكلام عن وجود مثل هذه اللّجنة الأمنيّة»، كاشفاً عن «قيامه شخصيّاً باتصالات مع «حزب الله» لحل مسألة السّلاح، وأنّه يمكن القول إنّ هذه المفاوضات تتقدّم ولو ببطء، وإنّ هناك تجاوباً حول الأفكار المطروحة في هذا المجال». وشدّد على أنّ «أحداً لا يرغب في الحرب، ولا أحد لديه القدرة على تحمّل نتائجها وتداعياتها، ويجب التعامل بموضوعيّة ورويّة مع هذا الملف»، منبّهاً من «الأخبار المفبركة الّتي تهدف إلى إثارة البلبلة والخوف من أمور غير موجودة بالأصل، على غرار ما قيل حول دخول إرهابيّين إلى القصير وطرابلس، إذ تبيّن أنّ الموضوع غير صحيح، ولا يمتّ إلى الحقيقة بصلة». ولفت إلى أنّ «الخطاب المتطرف لا يفيد ولا يهدف سوى إلى تحقيق مكاسب سياسيّة، ولو على حساب الوطن».
"الشرق":
بقي الوضع اللبناني الداخلي متأثراً بحصيلة لقاءات باريس الموزعة بين نتائج زيارة رئيس الحكومة نواف سلام لباريس واجتماعه مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، وبين لقاءات يجريها هناك المبعوث الاميركي توم برّاك مع مسؤولين فرنسيين يتابعون ملف لبنان اذ يجتمع اليوم مع الموفد جان ايف لودريان للتشاور في ما توصلت اليه محادثاته في بيروت وردها على الورقة الاميركية اضافة الى استحقاق التجديد لقوات “اليونيفيل”.
وقد أجرى رئيس مجلس الوزراء نواف سلام اتصالًا برئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، أطلعه خلاله على نتائج زيارته الرسمية إلى باريس ولقائه مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وبين المتابعات السياسية والهم الامني، حدث لا بدّ من التوقف عنده، نسبة لما يختزن من عوامل انسانية ووطنية. فقد عاد الى بيروت المناضل اللبناني المؤيّد للقضية الفلسطينية جورج إبراهيم عبدالله بعدما خرج فجرا من السجن في فرنسا، حيث امضى أكثر من 40 عاماً لإدانته بتهمة التواطؤ على اغتيال دبلوماسيين إسرائيلي وأميركي في ثمانينيات القرن الماضي. واستقبله محبوه ومؤيدوه في المطار ومحطات اخرى وصولا الى بلدته القبيات حيث اعدت له الاحتفالات.
عبدالله في بيروت
وفي المطار قال عبدالله لدى وصوله: “المناضل داخل الأسر يصمد بقدر ما يحتل رفاقه الموقع الأساسيّ في المواجهة، وإسرائيل تعيش الفصل الأخير في وجودها، وأنا خرجت بفضل تحرك الجميع”. وأكد ان “إسرائيل تعيش آخر فصول نفوذها ويجب على المقاومة وفلسطين الإستمرار”.
ماغرو في كليمنصو
ووسط ترقب لما ستؤول اليه الحركة اللبنانية- الاميركية في الاتجاه الفرنسي، سجلت زيارة للسفير الفرنسي في لبنان هيرفي ماغرو الى كليمنصو مساء ، حيث استقبله الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وجرى البحث في التطورات السياسية في لبنان والمنطقة.
الحزب غير معني
في المواقف، قال عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب ايهاب حمادة: “نحن في حزب الله غير معنيين بالورقة الأميركية، بل بتنفيذ القرار 1701 بكل مندرجاته، والرئيس بري يمثل موقف “حزب الله” على المستويين الديبلوماسي والسياسي. وردّ الدولة اللبنانية يرتكز على حقوق اللبنانيين”. وقال “أن ما يجري هو “أسلوب من أساليب السياسة الأميركية الحديثة، التي تجمع بين الطمأنة وتمرير الرسائل”، مشددا في حديث عبر اذاعة “سبوتنيك” على أن “حزب الله لا ينظر إلى الأميركي كوسيط أو طرف محايد، بل يعتبره صاحب مشروع حقيقي في المنطقة، حيث إن الكيان الإسرائيلي يشكل الذراع الممتدة له”. وأشار إلى أن “المشروع الأميركي الثابت والوحيد يتمثل في نزع نقطة القوة في المنطقة، وفي لبنان، من خلال اعتماد سياسة العصا والجزرة”. وقال وأكد حمادة أن “ما قدمه فخامة الرئيس جوزاف عون باسم الدولة اللبنانية واضح، ويبدأ بمندرجات القرار 1701، وفي مقدمها الانسحاب الإسرائيلي، وموقف الرئيس بري متقدم في هذا السياق، ونحن غير معنيين بأي كلام آخر، وهو غير موجود بالنسبة لنا”. وفي ما يتعلق بحصرية السلاح، قال حمادة: “نحن غير مختلفين على المبدأ، لكن الإشكالية تكمن في تمكين الدولة، وفي صياغة استراتيجية خارجية تنتج استراتيجية دفاعية قادرة على حماية لبنان واللبنانيين. وأضاف: “سنواجه إذا فرضت علينا الحرب، فالأعزل لا يستطيع الدفاع عن نفسه.الإسرائيلي يسعى للقضاء على كل مفردات القوة في لبنان، وقد عبرنا عن جهوزيتنا ولن نسلم له”.
مستعدون للحوار
من جهته، أكد عضو المجلس السياسي في “حزب الله” محمود قماطي أننا “مستعدون للحوار حول الاستراتيجية الدفاعية، وكيف تكون المقاومة ركنا أساسيا من سياسة الدفاع عن لبنان إلى جانب الجيش اللبناني، ولن ننخدع بشعار حصرية السلاح الذي لا يعني المقاومة التي تدافع عن لبنان مع الجيش اللبناني، لأن حصرية السلاح، هي لحماية الأمن الداخلي اللبناني من السلاح المتفلت ومن المافيات والأفراح والأتراح، ومن السلاح الذي بيد الأحزاب التي لا تقاتل دفاعا عن لبنان، ولم تلعب يوما دور مقاومة للدفاع عن لبنان ضد عدو خارجي”.
استنكار التجاهل
وفي السياق، أشار أهالي بلدة عيتا الشعب الى ان “لا تمر فترة زمنية إلا ويكون أحد شباب بلدتنا هدفًا لاستهداف مباشر من قبل العدو الإسرائيلي وآخرهم الشهيد مصطفى حاريسي، في انتهاك صارخ لكل الأعراف والمواثيق الدولية، وفي ظل صمت رسمي يكاد يرقى إلى التواطؤ بالإهمال. نحن أبناء بلدة عيتا الشعب، تلك البلدة اللبنانية الصامدة على حدود فلسطين المحتلة، نرفع صوتنا عاليًا، مستنكرين وشاجبين هذا التجاهل المعيب لأمننا وسلامتنا. إن الاستهداف المتكرر لشبابنا، وأرزاقنا، ومنازلنا، لم يعد مجرد خرق أمني عابر، بل هو نتيجة مباشرة لغياب الحد الأدنى من الحماية والرعاية من الدولة اللبنانية”.وأضاف الاهالي في بيان: “إلى فخامة رئيس الجمهورية، ودولة رئيس الحكومة، ودولة رئيس مجلس النواب وقيادة الجيش اللبناني، وكل من يعنيهم الأمر: نحن لبنانيون ولسنا على الهامش. دماء أبنائنا ليست أرخص من دماء أي لبناني آخر”. وتابع: “نطالب بتحمّل المسؤوليات الكاملة تجاهنا، وباتخاذ خطوات جدية لحماية أهلنا في الجنوب، كما نحمّل الدولة تبعات هذا الإهمال المزمن”.وختم البيان: “إننا، في ظل هذا الإهمال المتكرر، نُعلن بوضوح أننا ندرس اتخاذ خطوات مستقبلية لحماية أنفسنا وأرضنا، بما يضمن كرامتنا وأمننا وحقّنا بالحياة. أمننا ليس ترفًا… بل حق. الرحمة لشهدائنا، والشفاء لجرحانا، والحرية لكل أرض تُقاوم”.
"الشرق الأوسط":
يتصدر حزب «القوات اللبنانية»، الشريك الأساسي في الحكومة، صفوفَ المعترضين على حصر المفاوضات الحاصلة بملف حصرية السلاح مع الجانب الأميركي، برئيس الجمهورية جوزيف عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام، مستهجناً ما سماه عودة «بدعة الترويكا»، بإشارة إلى تسيير شؤون الدولة بقرارات يتخذها المسؤولون الثلاثة من دون العودة إلى المؤسسات، على رأسها مجلسا الوزراء والنواب.
وشاع استخدام مصطلح «الترويكا» في تسعينات القرن الماضي خلال عهد رئيس الجمهورية الراحل إلياس الهراوي حين كان ورئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، ورئيس البرلمان نبيه بري، يتخذون القرارات الأساسية ويسيرون شؤون الدولة بالتعاون والتنسيق في ما بينهم. ولاحقاً، أصبحت «الترويكا» تُنتقد بوصفها نوعاً من التحاصص الطائفي والسياسي، وسبباً في ضعف المؤسسات الرسمية.
تغييب وزير الخارجية
حالياً يحصر الرؤساء الـ3 المفاوضات الحاصلة مع المبعوث الأميركي توم براك بهم وبعدد محدود جداً من مستشاريهم حتى أن وزير الخارجية يوسف رجي ليس شريكاً أو مطلعاً على المباحثات والأوراق التي يتم تبادلها بين الطرفين اللبناني والأميركي ولم يلتقه براك إلا مرة واحدة خلال الزيارات الـ3 التي قام بها إلى بيروت.
وعدَّ رئيس حزب «القوات» سمير جعجع أن ما يحصل في هذا المجال «ضرب للدستور والمؤسسات اللبنانية بعرض الحائط، فلا شيء في الدستور اسمه الرؤساء الثلاثة»، مشدداً على أن «مركز القرار التنفيذي في الدستور هو في الحكومة، والمركز التشريعي هو في المجلس النيابي».
ومع ارتفاع الأصوات القواتية المعترضة، بدأت التساؤلات ما إذا كانت قيادة «القوات» بصدد اتخاذ قرار الانسحاب من الحكومة، إلا أن مصادر قيادية في «القوات» قالت لـ«الشرق الأوسط»: «ما نقوم به راهناً هو وضع النقاط على الحروف، أما الخطوات التنفيذية فيكون لها وقتها المناسب»، وأضاف: «نحن لسنا في وارد الخروج من الحكومة، فوجودنا في مجلسي الوزراء والنواب يعطي القوة لموقفنا السياسي. ما كنا ولا نزال نطالب به هو عرض خطة براك على الحكومة على أن تحال بعدها إلى المجلس الأعلى للدفاع للتنفيذ».
موقف «الكتائب»
لا ينحصر الاستياء الحاصل بـ«القوات اللبنانية»، إذ يشدد عضو كتلة «الكتائب اللبنانية» الدكتور سليم الصايغ على أن رئيس الجمهورية وحده مخول التفاوض باسم لبنان، ولا أحد آخر، سواء رئيس الحكومة أو رئيس حركة «أمل»، مشدداً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على أن الرئيس نبيه بري لا يفاوض بصفته رئيساً لمجلس النواب وناطقاً باسمهم إنما باسم «الثنائي الشيعي».
ويعدُّ الصايغ أن «على الأميركيين أن يقووا موقع الرئاسة الأولى فلا ينتهكون الدستور والمؤسسات ومبدأ فصل السلطات بالتفاوض مع الرؤساء الـ3»، لافتاً إلى أنه «وبعد إنجاز أي تفاهم يحيل رئيس الجمهورية الأمر للحكومة لاتخاذ الإجراءات اللازمة»، ويضيف: «كما على رئيس الجمهورية في خضم المفاوضات الحاصلة توسيع مروحة مشاوراته مع القوى المعنية وتلك السيادية، فلا يكون البحث بمصير لبنان وكأنه من أسرار الآلهة».
لا لاختزال المؤسسات بأشخاص
من جهته، ينبّه عضو كتلة «تحالف التغيير» النائب ميشال دويهي لأن «اختزال المؤسسات السياسيّة بأشخاص ليس فقط غلطة سياسية في هذه الأوقات المصيرية، بل هي أيضاً تلامس الخطيئة الدستورية ومبدأ فصل السلطات»، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «ما يحصل خطير لأننا لسنا بصدد اتفاقية تجارية أو اتفاقية عادية ولتقوية وحماية أي قرار أو تفاهم يحصل يفترض أن يُتخذ داخل المؤسسات، وهنا بالتحديد نتحدث عن مجلس الوزراء».
قراءة دستورية
يشرح الخبير الدستوري الدكتور عادل يمين المسار الدستوري للموضوع، لافتاً إلى أن «التفاوض في عقد المعاهدات الدولية يخضع، وفقاً لأحكام المادة 52 من الدستور اللبناني، للصلاحية المنفردة لرئيس الجمهورية، إذ يتولى هو شخصياً مهمة التفاوض. أما الإبرام فيتم باتفاق مشترك بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، بينما الإبرام الإجرائي فيحصل في الحكومة بموافقة ثلثي عدد الوزراء».
ويوضح يمين في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «الإبرام البرلماني الذي يتطلب مصادقة المجلس النيابي، فيكون عند المعاهدات التي تتجدد سنوياً أو تتضمّن أعباء مالية على الدولة أو ذات طابع تجاري»، ويضيف: «أما في ما يخص التفاوض الحاصل راهناً، فهو عملية قد تُفضي إلى تفاهم مباشر أو غير مباشر مع هذا الطرف أو ذاك. وبموجب المادة 52 من الدستور، إضافةً إلى الأعراف السائدة، فإن رئيس الجمهورية هو الجهة التي تتولى التفاوض في المعاهدات والاتفاقات الدولية. ويجوز لرئيس الجمهورية أن يُفوض شخصاً آخر للتفاوض تحت إشرافه وتوجيهاته المباشرة.
كما يحق له، إن شاء، أن يستشير من يرغب خلال عملية التفاوض، كأن يتشاور مع رئيس الحكومة، أو رئيس مجلس النواب، أو غيرهما من دون أن يكون مُلزَماً بإجراء هذا التشاور أو بنتيجته».
ويلفت يمين إلى أنه «إذا جرى التعامل مع التفاوض وكأنه قرار تتخذه الرئاسات الثلاث مجتمعة، فذلك يُشكّل مخالفة دستورية واضحة لأن الدستور اللبناني يتحدث عن رئيس واحد للدولة، وهو رئيس الجمهورية، أما سائر الرؤساء، فهم رؤساء مؤسسات، لا رؤساء للدولة. بالتالي، لا يجوز الخلط بين دور رئيس الجمهورية ودور هؤلاء».
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا