الديار: باراك يعد لبنان ولا يضمن اقناع «اسرائيل» بمبدأ الخطوة بخطوة... ويعود قريبا

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Aug 19 25|08:20AM :نشر بتاريخ

 لم يحمل الموفد الاميركي توم باراك المعزز برفقة مورغان اورتاغوس في زيارته للبنان امس اي جديد بخصوص الموقف الاسرائيلي او السوري من الورقة الاميركية، لكنه وعد بان يزور تل ابيب ويبحث مع المسؤولين الاسرائيليين في ما يمكن ان يحصل عليه من موقف او خطوة اسرائيلية بعد خطوة لبنان وقرار الحكومة اللبنانية في جلستي 5 و7 آب.

باراك المرشد!

وحرص باراك هذه المرة على ابراز ما وصفه بالدور الارشادي في المهمة الموكل بها، مثنيا على الموقف اللبناني الاخير، ومشيرا في هذا المجال الى «ان التعامل مع حزب الله هو اجراء لبناني بحت، ودورنا كان ارشاديا».

مصدر لـ«الديار»: الاجواء مرهونة بالنتائج

وعلى الرغم من الاجواء التفاؤلية التي عكستها تصريحات باراك وكلامه مع رؤساء الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة، قال مصدر مطلع لـ«الديار»: «ان اجواء زيارة الموفد الاميركي ولقاءاته مع الرؤساء الثلاثة مرهونة بالنتائج، ومن السابق لاوانه الحديث عن ايجابيات ملموسة بانتظار ما ستسفر عنه زيارته لتل ابيب، وما سيكون عليه الموقف الاسرائيلي».

الموفد الاميركي: لبنان قدم اكثر من المطلوب

واشار المصدر الى «ان باراك حرص على التنويه بموقف لبنان وقرارات الحكومة الاخيرة، معتبرا ان لبنان قدم اكثر مما كان مطلوبا منه، وواعدا بالسعي لدى المسؤولين الاسرائيلين من اجل مقابلة الخطوة اللبنانية بخطوة اسرائيلية موازية».

ولم يتطرق باراك الى الشق المتعلق بسوريا في الورقة الاميركية، لكنه اشار الى انه مهتم بهذا الموضوع ايضا.

وعد بالسعي في مبدأ الخطوة بخطوة؟

وقالت مصادر مطلعة لـ«الديار» ان الموفد الاميركي وعد الرؤساء الثلاثة بالسعي لدى اسرائيل في السير بمبدأ الخطوة بخطوة، لكنه المح في الوقت نفسه الى انه لا يستطيع ان يؤكد او يضمن هذا الامر لانه مرهون بالموقف الاسرائيلي.

واضافت المصادر ان الجديد في زيارة باراك امس هو انه للمرة الاولى يتحدث عن عزمه على مناقشة هذا الموضوع مع المسؤولين الاسرائيليين وسعيه لاقناعهم بهذا التوجه.

ولفتت المصادر ايضا الى تقاطع الرؤساء الثلاثة على موقف موحد بشأن المطالبة بالتزام اسرائيل بوقف اعتداءاتها، والانسحاب من النقاط التي تحتلها، واستعادة الاسرى، والالتزام باعادة الاعمار، ودعم الجيش اللبناني.

اجواء لقاء عون وباراك

وعلمت «الديار» ان باراك استهل حديثه مع الرئيس جوزاف عون بالاشادة وتهنئة لبنان على موقفه وقرارات مجلس الوزراء في جلستي 5 و7 آب، معتبرا «ان هذه الخطوة مهمة ومشجعة على السير في الاتجاه الصحيح».

ورد الرئيس عون بالقول «نحن عملنا اللي علينا واتخذنا قرارنا في مجلس الوزراء، وطلبنا من الجيش اللبناني اعداد تقرير وخطة حصر السلاح بيد الدولة، ونحن نتابع هذا الموضوع ونسعى للتفاهم مع سائر الاطراف في هذا المجال. وقد جاء الوقت ليقوم الاخرون اسرائيل وسوريا بما عليهم».

وشدد على وجوب وقف الاعتداءات الاسرائيلية وقتل المواطنين اللبنانيين، واستعادة الاسرى، مؤكدا على مبدأ الخطوة بخطوة لانه اذا استمرت الاعمال العدائية سيبقى الوضع متوترا ومتشنجا.

ووعد باراك الرئيس عون بانه سيعرض الموقف اللبناني على المسؤولين الاسرائيلين وسيسعى لملاقاة هذه الخطوة بخطوة اسرائيلية موازية، لكنه المح الى انه في التعاطي مع «اسرائيل» لا يستطيع ان يؤكد على اعطاء وعد مسبق بخطوة اسرائيلية محددة.

باراك وعد بالعودة الى لبنان قريبا

وعلمت «الديار» من مصادر مطلعة ان باراك ابلغ الرؤساء الثلاثة ان سيعود واورتاغوس الى لبنان قريبا لكنه لم يحدد موعد العودة. وتوقعت المصادر ان تكون في نهاية الشهر الجاري او اول الشهر المقبل.

تصريح باراك

وعكست تصريحات باراك خلال جولته على الرؤساء الثلاثة عبارات مشجعة واجواء ايجابية، لكنها لم تحمل اية تطمينات جدية وملموسة بشأن الموقف الاسرائيلي ومبادلة الخطوة اللبنانية بخطوة موازية، لا سيما عندما اشار الى انه لم يقدم لـ«اسرائيل» اي اقتراح بشأن نزع سلاح حزب الله.

وقال بعد لقائه الرئيس عون ان بلاده تشعر بالامل، مشيرا الى ان الاسابيع المقبلة «قد تشهد تقدما ملموسا ينعكس على حياة افضل للشعب اللبناني وللجيران».

وقال «ان الحكومة اللبنانية اتخذت الخطوة الاولى، والان على اسرائيل ان تتماشى مع ذلك».

واضاف «بعد خطوة لبنان هناك خطوة منتظرة من اسرائيل، وعلى الجميع ان يتعاون بعيدا عن العدائية والمواجهة».

واكد «ان اميركا لا تحمل اي تهديد بشأن نزع سلاح حزب الله، وهناك تعاون من الجميع». وقال «ان حزب الله لا يمكن ان يأخذ شيئا دون تقديم مقابل «، مشيرا الى «ان الجيش اللبناني سيكون الضامن الامني لمسألة نزع سلاح حزب الله».

وكرر القول ان بلاده «لا تعمل على تخويف احد، فالنتائج الايجابية تشمل حزب الله ولبنان وإسرائيل معا، وترتكز على الازدهار المستقبلي وليس الترهيب».

وحول رفض حزب الله تسليم سلاحه شدد باراك على انه «لا تفكير بتوجيه اي تهديدات، فالتعامل مع حزب الله هو اجراء لبناني بحت، ودورنا كان ارشاديا».

وجدد القول «ان قرار نزع سلاح حزب الله يخص الدولة اللبنانية وحدها»، مضيفا «ان نزع السلاح يخدم الطائفة الشيعية لانها طائفة لبنانية، والنتائج ستشمل لبنان كله».

وفي عين التينة حرص باراك على الاشادة بالرئيس بري ووصفه بانه «شخصية حاذقة ولديه تاريخ مذهل»، وقال «نحن نتحرك بالاتجاه الصحيح».

موقف الرؤساء الثلاثة

وتقاطعت مواقف الرؤساء الثلاثة على المطالبة بالتزام «اسرائيل» بوقف اعتداءاتها، والانسحاب من الاراضي اللبنانية المحتلة، واستعادة الاسرى، واعادة الاعمار، ودعم الجيش اللبناني.

وخلال لقائه مع باراك والوفد الاميركي اكد الرئيس عون «ان المطلوب الاطراف الاخرى بمضمون ورقة الاعلان المشتركة، ومزيد من دعم الجيش اللبناني، وتسريع الخطوات المطلوبة دوليا لاطلاق ورشة اعادة الاعمار في المناطق التي استهدفتها الاعتداءات الاسرائيلية».

وشدد الرئيس بري على «ان التزام اسرائيل باتفاق وقف النار وانسحابها من الاراضي اللبنانية الى الحدود المعترف بها دوليا هو مدخل الاستقرار في لبنان، وفرصة للبدء بورشة اعادة الاعمار تمهيدا لعودة الاهالي الى بلداتهم، بالاضافة الى دعم الجيش اللبناني».

وشدد الرئيس سلام على «وجوب قيام الجانب الاميركي بمسؤوليته في الضغط على اسرائيل لوقف الاعمال العدائية والانسحاب من النقاط الخمس والافراج عن الاسرى».

واكد على اولوية دعم وتعزيز قدرات القوات المسلحة اللبنانية، مشددا ايضا على اهمية التجديد لقوات اليونيفيل في الجنوب.

ودعا الى اعلان التزام دولي واضح بعقد مؤتمر لدعم اعادة الاعمار والتعافي الاقتصادي في لبنان.

اميركا تسعى لتقليص مدة ولاية اليونيفيل؟

من جهة ثانية تناولت زيارة باراك امس ايضا موضوع التمديد لقوات اليونيفيل في الجنوب الذي تتولى اورتاغوس متابعته بشكل مباشر في ظل الحديث المتنامي عن رغبة الولايات المتحدة في تقليص عدد هذه القوات واختصار مدة ولايتها تمهيدا لانهاء مهمتها.

وعزز هذه الاجواء والمعلومات ما ذكرته وكالة الاسوشيتد برس بان وزير الخارجية الاميركية ماركو روبيو وقع في وقت مبكر من الاسبوع الماضي على خطة تقضي بانهاء عمل القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان اليونيفيل خلال ستة اشهر، وذلك بعد خفض كبير في مساهمة الولايات المتحدة في تمويل القوة.

وبحسب الوكالة ترى ادارة الرئيس ترامب ان اليونيفيل بعثة غير فعالة، وتشكل هدرا للانفاق، معتبرة انها تؤخر المتمثل في تقليص نفوذ حزب الله وتسليم الجيش اللبناني السيطرة الكاملة على الجنوب.

وفي المقابل اشارت الوكالة الى ان الموقف الاوروبي معارض للتوجه الاميركي خصوصا فرنسا وايطاليا اللتين حذرتا من ان انهاء مهمة اليونيفيل قبل الاوان قد يخلق فراغا امنيا يمكن ان يستفيد منه حزب الله، وتضغطان من اجل التمديد لهذه القوات لعام اضافي قبل البحث في جدول ترتيب الانسحاب.

موقف حزب الله

وامس قالت مصادر مطلعة لـ«الديار»: «ان موقف حزب الله حول كل ما يجري واضح ومعلن، وانه اكد على لسان امينه العام على وقف العدوان الاسرائيلي بكل اشكاله، والانسحاب من الاراضي اللبنانية المحتلة، وتحرير الاسرى، واعادة اعمار ما هدمه العدو قبل بحث اي شيء اخر».

واضافت ان الحزب مستعد للنقاش في استراتيجية للامن الوطني وللدفاع عن لبنان، ويعتبر ان ما اقدمت عليه الحكومة هو خضوع للاملاءات الاميركية.

وعكس هذا الموقف امس كلام للنائب حسين الحاج حسن الذي قال «ان الحكومة في 5 و7 آب قفزت فوق خطاب القسم وفوق بيانها الوزراي، وذهبت الى تنفيذ املاءات باراك الذي هدد بالحرب الاهلية».

واضاف «ان التهديدات الاسرائيلية باقية والتهديدات التكفيرية باقية وكذلك التهديدات التي جاءت على لسان باراك حين هدد بضم لبنان الى سوريا، ومن المنطقي ان يتفق اللبنانيون على كيفية مواجهتها قبل البحث في اي موضوع آخر».

لاريجاني: لا نتدخل بالشؤون الداخلية للبنان

وسبق زيارة باراك تصريح للامين العام للمجلس الاعلى للامن القومي الايراني علي لاريجاني قال فيه «ان تعليقنا على الوضع في لبنان والمقاومة لا يعني التدخل في الشؤون الداخلية للبنان».

واضاف «نحن لا ننوي التدخل في الشؤون الداخلية للبنان، لكننا في جميع الظروف نقف الى جانبهم والقرار بيد الشعب اللبناني».

واوضح «نقول دعوا الشعوب تمتلك سيادتها، واجبنا هو ان نكون الى جانب اخواننا ونساعدهم، ولكننا لا نأمرهم».

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الديار