خاص ايكو وطن_الإنتخابات البلدية في طرابلس إزدحام لوائح ومعركة شرسة عنوانها " التشطيب"

الرئيسية مقالات / Ecco Watan

الكاتب : روعة الرفاعي
May 08 25|13:31PM :نشر بتاريخ

عشية الانتخابات البلدية في مدينة طرابلس، المقررة يوم الأحد المقبل، بات المشهد الانتخابي مكتملاً، مع دخول ست لوائح حلبة التنافس، تضم مرشحين يتمتعون بالكفاءة والخبرة. إلا أن ضيق الوقت حال دون تمكن هذه اللوائح من عرض برامجها الانتخابية بشكل مفصل، ما اضطرها للاكتفاء بالزيارات الميدانية للأسواق والأحياء الشعبية التي تمثل مراكز ثقل انتخابية تقليدية. 

تحديات في العمق: القرار السياسي قبل البرامج

رغم الطروحات الطموحة التي ترفعها اللوائح، إلا أن تطبيقها يظل رهن قرار سياسي حازم. تجربة إزالة المخالفات التي نفذتها بلدية طرابلس مؤخراً بإشراف الرئيس الحالي وبمؤازرة الشرطة البلدية، أظهرت أن الدعم السياسي والأمني هو الأساس لأي تغيير حقيقي، خاصة وأن تلك المخالفات كانت محمية سابقاً من قوى سياسية نافذة. فهل سيُمنح المجلس البلدي المقبل الغطاء نفسه لتطبيق مشاريع الإنماء المؤجلة في أدراج البلدية أو اتحاد بلديات الفيحاء؟


الماكينات الانتخابية وصراع الوقت

تشير معطيات الميدان إلى أن التأخر في تشكيل اللوائح ضيّق هامش التحرك أمام الماكينات الانتخابية، التي لجأت إلى التواصل المباشر والانتشار عبر وسائل التواصل الاجتماعي مثل "فايسبوك" و"واتساب"، في حين اقتصرت الحملات على جولات ميدانية محدودة. بالتوازي، شهدت شوارع المدينة فوضى إعلانية لافتة مع تعليق الصور واللافتات بشكل عشوائي، ما أثار تساؤلات حول قدرة المجالس المقبلة على فرض النظام الذي تفتقده المدينة أصلاً.


تشطيب محتوم ... هل يولد مجلس غير متجانس؟

في ظل إصرار شعبي متزايد على عدم انتخاب لوائح كاملة واعتماد أسلوب "التشطيب"، يرجّح مراقبون أن يتمخض عن الانتخابات مجلس بلدي غير متجانس. هذا الواقع يهدد بإعادة سيناريو الانقسامات والشلل في اتخاذ القرارات، ويثير المخاوف من استمرار أزمات المدينة الخانقة كالنظافة، السير، وانتشار "النكاشة" الذين يعيدون النفايات إلى الشوارع دون رقابة أو مساءلة.


قلق على تمثيل الأقليات

من أبرز ما يطفو على السطح أيضاً، هو التخوف من تراجع تمثيل الأقليات، خصوصاً المسيحيين والعلويين، نتيجة احتدام المنافسة، إلى جانب غياب التوازن في التحالفات، قد يؤدي إلى تغييب أصوات مكونات أساسية من النسيج الطرابلسي، علماً أن ثمة تراجع غير مبرر في ترشح المسيحيين إلى عضوية المجلس حيث ترشح تسعة مسيحيين من أصل مئة وثمانية وثمانين  شخصاً تقدموا بترشيحاتهم ثم إنسحب منهم خمسة ليبقى أربعة توزعوا على ثلاث لوائح. 
يمكن القول إنه حتى الآن ما تزال الحركة الانتخابية في حدودها الدنيا فهل تنشط في الساعات المقبلة قبل فتح صناديق الاقتراع ؟ وهل تتحرك ماكينات معينة لدعم هذه اللائحة أو تلك؟ وهل يتحرك النواب لترجمة مباركاتهم للوائح التي إلتزموا بالتصويت لها، أم أن المباركة ستكون معنوية من دون أي دعم لوجستي لتبقى عملية التصويت رهن المزاج الشعبي غير المتحمس لأي إنتخابات؟؟؟

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan