افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الثلاثاء 15 يوليو 2025

الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Jul 15 25|08:11AM :نشر بتاريخ

"النهار":

مع أن الأوساط الرسمية والسياسية اللبنانية لا تزال توجّه اهتماماتها العريضة نحو ترقّب الموقف أو التقويم الأميركي حيال الردّ الرئاسي على ورقة الموفد توم برّاك، لكون الردّ الأميركي سيعكس إلى حدود بعيدة طبيعة مسار المرحلة المقبلة، فإن محطة داخلية "نوعية" ستشكل اختراقاً للمشهد السياسي من خلال جلسة المناقشة العامة لسياسات الحكومة التي يعقدها مجلس النواب قبل ظهر اليوم وبعده. وإذا كانت هذه الجلسة تكتسب أهمية أساسية لجهة أنها الجلسة الأولى التي تخضع فيها الحكومة للمساءلة والمناقشة في الملفات الكثيرة المطروحة التي ستثيرها الكتل والنواب، فإن الجانب الأبرز فيها سيتمثل في الملف المتوهّج الذي يحتل أولوية مطلقة في سلم الأولويات اللبنانية الراهنة، والذي يشكّل محور التحركات الديبلوماسية والخارجية والدولية حول لبنان وهو ملف نزع سلاح "حزب الله". ويبدو واضحاً أن مناقشات الجلسة النيابية اليوم مرشحة لأن تشهد أوسع إثارة علنية نيابية لملف السلاح، انطلاقاً من استناد غالبية من الكتل والنواب ينتظر أن يتناوب عدد وافر منهم على الكلام إلى المطالبة الملحة بتنفيذ التزامات الحكومة باحتكار الدولة للسلاح إنفاذاً لخطاب قسم رئيس الجمهورية جوزف عون والبيان الوزاري لحكومة الرئيس نواف سلام واتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل والقرار 1701.

وتوقعت مصادر في كتل نيابية مؤيدة لنزع سلاح "حزب الله" أن تنجلي الجلسة عن واقع نيابي – سياسي بارز تتجسد عبره صورة غالبية كبيرة تدفع بالسلطة نحو استعجال وضع برنامج زمني لنزع السلاح، بما يعتبر تغطية نيابية وسياسية واسعة لهذه العملية. ولفتت إلى أن المواقف التصعيدية الأخيرة لـ"حزب الله" وتشدّده بل مكابرته حيال رفض تسليم سلاحه، فيما يخوض أركان السلطة ومن ضمنهم رئيس مجلس النواب أقسى مخاض ديبلوماسي في مواجهة الضغوط الخارجية، ستنعكس بقوة على اتّساع الدفع النيابي نحو برمجة نزع كل سلاح غير شرعي. كما أن الجلسة ستشهد إثارة مركّزة من جانب كتل محددة، أبرزها "القوات اللبنانية" وعدد من النواب المستقلين لكشف مضمون الردّ اللبناني الذي سُلّم إلى الموفد الأميركي توم برّاك والتوقعات المتصلة بالردّ الأميركي والخطوات التي ستلي تبلّغ لبنان للردّ مع تجدد المطالبة بعرض الملف بكامله على مجلس الوزراء.

ولن يقف ملف السلاح عند الجلسة النيابية هذا الأسبوع، إذ ثمة محطة أممية ثانية تتمثل في انعقاد مجلس الأمن الدولي يوم الخميس في 17 الجاري في جلسة مشاورات مغلقة حول تنفيذ القرار 1701، الذي دعا في العام 2006 إلى وقف الأعمال العدائية بين "حزب الله" وإسرائيل وأعيد تبنيه جزءاً اساسياً من اتفاق وقف النار الذي أعلن في تشرين الثاني 2024. ومن المتوقع أن يقدم الأمين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريش تقريره حول تنفيذ القرار 1701 الذي صدر قبل أيام ويغطي الفترة من 21 شباط إلى 20 حزيران. ويُتوقع أن يقدم الإحاطات كلٌ من المنسقة الخاصة للبنان جانين هينيس-بلاسخارت، ومساعد الأمين العام لشؤون الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ في إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام وإدارة عمليات السلام، محمد خالد خياري.

كما يُعقد يوم الجمعة اجتماع رسمي للجنة الأركان العسكرية في شأن الوضع في لبنان، بما في ذلك عمل قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (اليونيفيل) التي تعرضت خلال الأسابيع الأخيرة إلى اعتداءات جديدة من الجانب اللبناني كذلك، علماً أن لبنان طلب التمديد سنة إضافية للقوة الدولية في جلسة خاصة يتوقع أن يعقدها مجلس الأمن لهذه الغاية في أواخر شهر آب المقبل قبل انتهاء ولايتها في 31 منه.

ووسط هذه الأجواء، برزت معالم تطورات إيجابية مواكبة للزيارة التي قام بها النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الكويتي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح لبيروت، حيث جال على كبار المسؤولين مؤكداً دعم لبنان ومواجهة كل ما يؤدي إلى عدم الاستقرار. وشدد الوزير الكويتي بعد لقائه رئيس الجمهورية على أن "الكويت في حاجة إلى لبنان والعكس صحيح ولن تنسى يوماً اعتراف لبنان بدولة الكويت أيام الغزو العراقي". وشدّد على أن "الكويت تقف إلى جانب لبنان في هذه المرحلة". وبالنسبة إلى "حزب الله"، قال الصباح: "سوف نواجه كل ما يؤدي إلى عدم الاستقرار في المنطقة، والرئيس عون هو في الأساس رجل أمن ويعرف المخاطر الأمنية التي قد تواجه البلاد، ونحن في الكويت ليس لدينا أحزاب وبالتالي لن يكون هناك وجود لحزب الله". في المقابل، أشار الرئيس عون إلى أن "لبنان حريص على تعزيز التعاون الثنائي والتنسيق لمواجهة التحديات المشتركة، ولا سيما في مكافحة تهريب المخدرات وكل ما من شأنه الإخلال بالأمن في البلدين". وقال: "العلاقات المتجذّرة بين لبنان والكويت تزداد رسوخاً يوماً بعد يوم، كونها قائمة على أسس صلبة من الأخوّة والتعاون والاحترام المتبادل لسيادة كلٍّ من البلدين واستقلاله".

ومن عين التينة حيث استقبله الرئيس نبيه بري، أكد الصباح أن "لبنان سيبقى لبنان وسوريا ستبقى سوريا". وعقدت في السرايا الحكومي محادثات لبنانية- كويتية ترأس الجانب اللبناني فيها رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، والجانب الكويتي الوزير الصباح وتناولت العلاقات بين لبنان والكويت وأهمية تفعيل اللجنة المشتركة بين البلدين مع الحرص الكويتي على استكمال المساعدات للبنان، إضافة إلى التطورات المحلية والاقليمية والدولية. ثم زار الوزير الكويتي وزير الداخلية أحمد الحجار معلناً للبنانيين أن "هناك خبراً إيجابياً ستسمعونه من رئيسكم قريباً وليس مني".

وكانت الملفات المطروحة وأحداث السويداء محور زيارة الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أمس للرئيس بري، وأعلن جنبلاط أن التعيينات الباقية ستسير في المسار المطلوب. وفي موضوع الاعتداءات الإسرائيلية، قال: "إما يكون وقف النار أو لا يكون ولست متشائماً بشكل كبير". وعلّق على كلام توم برّاك حول ضم لبنان إلى بلاد الشام: "همّنا يشبه الهمّ الأميركي وهو الحفاظ على لبنان الكبير ونحن متمسكون بالكيانات الحالية".

في سياق ديبلوماسي متصل بالوضع في لبنان، عرض وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي مع نائبة رئيس المفوضية الأوروبية كايا كالاس خلال محادثات أجراها معها في بروكسيل، المواضيع المشتركة بين لبنان والاتحاد الأوروبي. وطلب رجي من كالاس مساعدة الاتحاد الأوروبي في الضغط لانسحاب إسرائيل من النقاط الخمس وباقي الأراضي المحتلة في جنوب لبنان، كما ركّز على دور الاتحاد المساعد في ملف التجديد لقوات حفظ السلام "يونيفيل". وتناول قرار الحكومة اللبنانية في شأن حصرية السلاح وأكد أنها ماضية في مسار الإصلاحات الاقتصادية والمالية والقضائية والإدارية، مشدداً على ضرورة دعم الاتحاد الأوروبي للبنان. وعرض لخطة الحكومة في معالجة ملف النازحين السوريين وأهمية عودتهم إلى بلادهم. من جهتها، أكدت كالاس على أهمية العلاقات الثنائية بين لبنان والاتحاد الأوروبي، وشدّدت على تنفيذ الإصلاحات والاتفاق مع صندوق النقد الدولي قبل مجلس الشراكة اللبناني- الأوروبي المنوي انعقاده في أواخر هذه السنة.

الردّ الأميركي أُبلغ إلى لبنان: نهاية السنة مهلة لاحتكار السلاح

تقاطعت معلومات مؤكدة مساء أمس من مصادر متعددة من أن لبنان الرسمي تبلّغ عبر السفارة الأميركية في بيروت، رداً من الإدارة الأميركية على الورقة التي قدمها الموفد الأميركي توم برّاك، وهو منكب على دراستها.

وأوضحت المعلومات الأولية عن الردّ، أن خلاصته تكمن في وجوب التزام لبنان بمهل زمنية محددة لحصر سلاح حزب الله بيد الدولة على ألا تتعدى المهلة نهاية العام الحاليّ.

 

 

 

 

"الأخبار":

الهجوم الأميركي المتجدّد على لبنان لم يعد بحاجة إلى أقنعة. ما عادت واشنطن تكترث للدبلوماسية إلّا بقدر ما تخدم مشروعها في تفكيك المنطقة.

هكذا لم تُعمِّر «إيجابية» مبعوثها توماس برّاك طويلاً، قبل أن يعود إلى تكرار الأسطوانة نفسها: نزع سلاح حزب الله، بأيّ وسيلة، وبأيّ ثمن، ولو كان إشعال حرب أهلية جديدة.

لم يعد ثمة حاجة لدى واشنطن إلى ورقة توت تغطّي مشروعها التفتيتي. وها هو مبعوثها يقول صراحة إن ««الخوف من نزع سلاح حزب الله ومنع الحكومة اللبنانية من ذلك قد يؤدّي إلى حرب أهلية».

تماماً كما قال سمير جعجع، بنبرة لا تخلو من التناغم المشبوه، إن نزع السلاح «ليس حرباً أهلية»، بل «فرض لهيبة الدولة»، علماً أن واشنطن لم تعد بحاجة إلى واجهات لبنانية موهومة، بل تبعث برسائلها مباشرة، من على منابر دبلوماسية، وبألسنة مبعوثيها.

بين السطور، ليس من الصعب قراءة الرسالة: «نزع سلاح حزب الله أو الحرب الأهلية». وهو ما يعيدنا بأمانة مخيفة إلى لحظة مفصلية في تاريخ لبنان الحديث، حين وقف المبعوث الأميركي ريتشارد ميرفي عام 1988، وبلغة لا تقلّ فظاظة، ليقول عبارته الشهيرة: «مخايل الضاهر أو الفوضى» التي حدثت فعلاً، ومهّدت لسنوات من الدمار والانقسام.

يدّعي برّاك بأن بلاده لا تسعى إلى تفجير لبنان، ثم يهدّد بضمّه إلى بلاد الشام إن لم يذعن. يتحدّث عن قرار أميركي كبير بمساعدة لبنان ولكن بشرط نزع سلاح حزب الله أياً تكن التبعات، وليس كل السلاح، بل «فقط السلاح الذي يؤذي إسرائيل»! وهنا، تتبدّى وقاحة الموقف الأميركي: ما يهمّ هو أمن الكيان الصهيوني، ولو أدّى ذلك إلى غرق اللبنانيين في دمائهم.

وفيما كانت بعض الأوساط تحاول الترويج لفكرة أن برّاك يحمل مقاربة مختلفة، وخطاباً أقل حدّة من مورغان أورتاغوس، جاءت تصريحاته لتكشف وجهه الحقيقي: مبعوث إدارة قرّرت أن لا تتعامل مع لبنان كدولة ذات سيادة، بل ككائن وظيفي مطلوب منه تنفيذ الأوامر الأميركية.

أمّا تراجع برّاك عن توصيفه السابق لحزب الله كـ«جزء من المشهد السياسي»، وعودته لترداد الموقف الأميركي الرسمي الذي يصنّف الحزب منظمة إرهابية، فليس ذلك مجرد زلّة لسان صوّبتها الخارجية الأميركية لاحقاً، بل تأكيد إضافي على أن واشنطن قرّرت تسكير كل الأبواب أمام أيّ محاولة لإيجاد صيغة تحمي الاستقرار الداخلي.

أما إشارته إلى «أننا لا نتعامل فقط مع حزب الله بل أيضاً مع معسكرات فلسطينية مسلحة»، فتضيف عنصراً جديداً إلى «التهويل»، وتستكمل سردية قديمة تحاول تصوير الفلسطينيين كخطر أمني دائم، لتبرير التدخّل الأمني الأميركي - الإسرائيلي في الداخل اللبناني.

من رسائل تصريحات المبعوث الأميركي، يمكن تصوّر طبيعة الردّ الأميركي الذي تبلّغه لبنان أمس على ردّ لبنان على الورقة الأميركية. ومع أن الجواب الأميركي بقي محاطاً بالكتمان، واكتفت مصادر بعبدا بالقول إن «الدولة ستدرسه»، إلا أن كلام برّاك كافٍ للقول إن واشنطن عادت إلى ما تضمّنته الورقة التي حملها برّاك في زيارته الأولى، لجهة الطلب إلى الحكومة اللبنانية اتخاذ قرار بالإجماع بنزع سلاح حزب الله وفقَ جدول زمني محدّد.

تصريحات برّاك ليست سوى إنذار مبكر. وهي تعني أن الخطة الأميركية دخلت مرحلتها التنفيذية، وأن المطلوب من اللبنانيين إمّا القبول بالشروط الإسرائيلية تحت عنوان «مساعدة أميركية»، أو مواجهة العواقب.

أما جعجع، الذي اعتاد تكرار ما يُملى عليه، فدوره أن يهيّئ المسرح الداخلي لتمرير هذه الأجندة، بشعارات فارغة عن الدولة والسيادة.

 

 

 

 

"الجمهورية":

لم يطل الوقت وجاء الردّ الأميركي سريعاً على الردّ اللبناني حول المقترحات الأميركية الأخيرة للحل المطلوب لإنهاء النزاع السائد بين لبنان وإسرائيل، وذلك بعد أسبوع من مغادرة الموفد الرئاسي الأميركي توماس برّاك بيروت، والذي كان استمهل المسؤولين اللبنانيين ثلاثة إلى أربعة أسابيع للعودة بهذا الردّ، الأمر الذي دلّ إلى استعجال أميركي للحل في مهلة أقصاها نهاية السنة الجارية، وهي مهلة يرجح أن تكون حافلة بالتطورات لبنانياً، إقليمياً ودولياً.

تلقّى لبنان الرسمي أمس عبر السفارة الأميركية في بيروت الردّ الأميركي على الورقة الرئاسية التي كان سلّمها إلى برّاك رداً على المقترحات الأميركية، وعلى الأثر باشرت الدوائر الرئاسية درس هذا الردّ.

وأوضحت مصادر رسمية، أنّ خلاصة الردّ تكمن في وجوب التزام لبنان بمهل زمنية محدّدة لحصر سلاح «حزب الله» وغيره بيد الدولة خلال مهلة لا تتعدّى نهاية السنة الجارية، وهو ما سيكون موضوع بحث بين الرؤساء الثلاثة وبرّاك الذي سيعود إلى لبنان أواخر الشهر الجاري.

خريطة معقّدة

وكانت لبرّاك مواقف جديدة مساء أمس، قال فيها إنّ «الخريطة الطائفية في لبنان معقّدة للغاية»، لافتًا إلى أنّ «الولايات المتحدة لا تفرض على الحكومة اللبنانية ما يجب عليها فعله»، ومشدّدًا على أنّ «الحكومة اللبنانية الحالية ليست فاسدة، بل إن الفساد كان يُغرق لبنان في السابق». وقال: «الخوف من نزع سلاح «حزب الله« ومنع الحكومة اللبنانية من ذلك قد يؤدي إلى حرب أهلية»، معتبراً «انّ عملية تخلّي «حزب الله» عن سلاحه تبدأ بمبادرة من الحكومة اللبنانية».

ولفت برّاك إلى «انّ الأسلحة التي نريد من «حزب الله» التخلّي عنها هي تلك التي تهدّد إسرائيل، ونحن لا نتعامل فقط مع «حزب الله» بل أيضاً مع معسكرات فلسطينية مسلحة». وقال إنّ «أميركا تنظر إلى «حزب الله» كمنظمة إرهابية، وإذا وافق على نزع سلاحه والتحول إلى حزب سياسي بحت غير تابع لإيران فقد يُعاد النظر في تصنيفه كمنظمة إرهابية». وأضاف: «الجماعة المسلحة التابعة لحزب الله هي المنظمة الإرهابية التي نواجه معها المشكلات». وأشار إلى «أنّ الحكومة اللبنانية الحالية مستعدة لحل كل القضايا، والفرصة متاحة لتحقيق الاستقرار إذا حصل تعاون داخلي ودولي».

عون يردّ

في هذه الأثناء، لم تهدأ العاصفة السياسية التي أثارها تحذير برّاك لبنان من «العودة إلى بلاد الشام» إن لم يتحرك لنزع سلاح «حزب الله» وغيره وحصره بيد الدولة.

وفي هذا الإطار ردّ رئيس الجمهورية على برّاك قائلاً أمام وفود زارته امس «انّ وحدة الأراضي اللبنانية ثابتة وطنية كرَّسها الدستور ويحميها الجيش اللبناني، وإرادة اللبنانيين الذين قدَّموا التضحيات على مرّ السنين للمحافظة عليها». وقال: «لقد أقسمت اليمين بعد إنتخابي رئيساً للجمهورية على المحافظة على «استقلال الوطن وسلامة أراضيه»، ويخطئ من يظن انّ من أقسم مرّتين على الدفاع عن لبنان الواحد الموحَّد يمكن ان ينكث بقَسَمه لأي سبب كان او يقبل بأي طروحات مماثلة». وأشار إلى «انّ قرار حصرية السلاح بيد الدولة إتخذ، وذلك إستناداً الى إتفاق الطائف. وهذا الأمر إلى جانب قرار السلم والحرب بيد الدولة، هما من المكونات الأساسية لأي دولة ومن المبادئ الأساسية». وقال: «إنّ التحدّيات كبيرة حولنا، كما انّ الفرص كبيرة، وعلينا كلبنانيين من خلال قدرة الإبداع التي لدينا، وإرادتنا الصلبة، أن نعرف كيف نستغل الفرص لمصلحة لبنان». وكشف انّ هدف زياراته إلى عدد من الدول هو إعادة مدّ الجسور بين لبنان والعالم.

مناقشة الحكومة

في غضون ذلك، تنعقد اليوم في ساحة النجمة أولى الجلسات النيابية العامة لمناقشة سياسة الحكومة منذ تأليفها قبل خمسة اشهر، ويُنتظر ان يكون موضوع نزع السلاح وحصره بيد الدولة نجم المناقشات في الأوراق الواردة خلال الجلسة.

وأبلغت مصادر نيابية إلى «الجمهورية»، أنّها تأمل في أن يتحلّى النواب خلال جلسة مناقشة سياسات الحكومة اليوم بأعلى مقدار ممكن من المسؤولية الوطنية التي تراعي حراجة المرحلة الحالية ودقة التحدّيات، من دون أن يعني ذلك التضييق على حقهم في مساءلة الحكومة بصراحة تامة. وأعربت المصادر عن خشيتها من أن يؤدي النقل المباشر لوقائع الجلسة إلى جنوح بعض النواب في مداخلاتهم نحو الشعبوية والمزايدات. وأشارت إلى أنّه إذا تخطّت المداولات الخطوط الحمر والحدود المقبولة فإنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري قد يلوّح بقطع النقل المباشر على الهواء.

وإلى ذلك، توقعت مصادر سياسية أن تكون جلسة مناقشة الحكومة اليوم بمثابة منازلة عنيفة بين طرفين، على خلفية ملف نزع سلاح «حزب الله». وعشية الجلسة بدت الحكومة في موضع لا تُحسد عليه، نتيجة تعرّضها لعملية تجاذب من هذا الطرف وذاك.

وقالت هذه المصادر السياسية لـ«الجمهورية»، إنّ حكومة الرئيس نواف سلام تبدو في وضع لا يرضي أياً من الطرفين. فالمطالبون بنزع سلاح «الحزب» يعتبرون أنّها مقصّرة وأنّها لم تف بتعهداتها ولا بمضامين «خطاب القَسَم»، وأنّها تتحمّل المسؤولية عن احتمال اتجاه لبنان نحو الأسوأ. وفي المقابل، يطالبها «الحزب» وحلفاؤه بالوفاء بالتزاماتها لجهة وقف الاعتداءات الإسرائيلية واستكمال الانسحاب من لبنان وإعمار القرى المدمّرة وإعادة الأهالي إليها. وبذلك، ستكون الحكومة في الوسط، وستدور حولها المعارك، وتنتهي الجلسة بلا أي نتيجة عملية.

بري وجنبلاط

على انّ آخر تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية كانت مساء امس مدار بحث في عين التينة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس السابق للحزب «التقدمي الإشتراكي» وليد جنبلاط، الذي قال بعد اللقاء: «ملفات عدة نوقشت مع الرئيس بري، في ما يتعلق بالمفاوضات في الجنوب، ملف الجنوب. هذا الأمر في أيدٍ أمينة مع الرئيس بري، مع الرؤساء الثلاثة، ولن أتدخّل فيه، ليس هذا الشأن من صلاحياتي، هو شأن الرؤساء ومجلس الوزراء». وأضاف :»وفي ما يتعلق بالتعيينات، يبدو أنّ العجلة أخذت وتأخذ أبعادها. وكما فهمت انّ التعيينات المتبقية ستسير ايضاً في المسار المطلوب». وقال:» في ما يتعلق بالتهديدات الإسرائيلية طبعاً هي سيف مصلت في كل لحظة، لكن لا يجوز الاستمرار في هذا الأمر، إما هناك وقف إطلاق نار أو ليس هناك وقف إطلاق نار، الأمور تسير ولست متشائماً هذا التشاؤم الكبير».

وأكّد أنّ «هناك مشكلات كبيرة، مثلاً في ما يتعلق بصناعة المخدرات. لكن اليوم أعلن الجيش أنّه فكّك مصنعاً كبيراً للكابتاغون في اليمونة».

وأضاف: «تمّ تضخيم أنّ هناك خلية صغيرة أو كبيرة مهما كانت في بلدة «بتبيات» فدخل على الخط ما «هبّ ودبّ» للتكبير، الجيش يقوم بواجباته والقوى الأمنية تقوم بواجباتها، لماذا التضخيم الإعلامي؟. هذا هو كل شي».

ورداً على سؤال حول أحداث السويداء والرسالة التي يوجّهها لأبناء السويداء، قال جنبلاط: «نحن مع عودة الأمن وبناء مصالحة في السويداء برعاية الدولة السورية، وبعد الإطاحة بالنظام السابق، كنت أول شخص عربي ودولي ذهب إلى دمشق لأقول إنّ سوريا كانت وستبقى موحّدة. وهي رسالة للبعض، البعض في السويداء لم يفهمني ونادى ولا يزال ينادي بالحماية الدولية وطبعاً الإسرائيلية. أقول السويداء مثل جرمانا مثل حمص مثل حماة مثل كل مكان في سوريا هي في حماية الدولة السورية».

وعن رأيه حول نظرية «العودة إلى بلاد الشام»، قال جنبلاط: «ما عندي فكرة «من وين طلعت هيدي النظرية»؟ بالآخر همّنا كما الهمّ الأميركي الحفاظ على لبنان الكبير الذي أُرسي عام 920، وبلاد الشام في النهاية هي بلاد الشام تاريخياً من لبنان إلى العراق هذه بلاد الشام، حرّ من يفكر بهذا الأمر، لكن في الكيانات الحالية، نحن نتمسك بالكيانات الحالية».

ورداً على سؤال عمّا اذا كان راضياً واطلع على الردّ اللبناني على المقترحات الأميركية، قال جنبلاط: «لقد أجبت وقلت انّ الأمور بيد أمينة. وانا مفوض الرئيس بري والرؤساء الثلاثة».

الموقف الفرنسي

ومن جهته، السفير الفرنسي في لبنان هيرفي ماغرو قال خلال استقبال أقامه في قصر الصنوبر لمناسبة العيد الوطني الفرنسي، انّ «البعض يرى انّ الحكومة بعد خمسة أشهر من تشكيلها لم تقم بما يكفي من خطوات لإطلاق عجلة الإصلاحات الضرورية لإعادة بناء الدولة اللبنانية». وأمل في «أن يكون مجلس النواب على قدر التحدّي الماثل أمامه لمواكبة هذه الإصلاحات. وآمل أن يغتنم النوّاب هذه الفرصة لإعادة لبنان إلى المسار الصحيح، ومنح اللبنانيين المستقبل الذي يستحقّونه». وقال: «التحدّيات لا تزال كثيرة، سواء في ما يتعلّق بحصر السلاح بيد الدولة، أو بمسار الإصلاحات، أو بتجديد ولاية قوات «اليونيفيل»، أو بالوضع الإقليمي. ونحن ملتزمون كلياً على كل هذه الجبهات، إلى جانب أصدقائنا اللبنانيين».

وأضاف: «لا تزال إسرائيل تحتلّ خمس نقاط على الأراضي اللبنانية، وتواصل ضرباتها. إنّنا ندين ذلك ولا نكفّ عن المطالبة بالإحترام الكامل لإتفاق وقف إطلاق النار الموقّع في تشرين الثاني الماضي. كما ندعم كلياً هدف السلطات اللبنانية وهو تحقيق حصريّة السلاح الكاملة في جميع أنحاء الأراضي اللبنانية. يجب على الجميع أن يدركوا أنّ الزمن قد تغيّر، وأنّ مرحلة جديدة يجب أن تبدأ في هذا البلد الذي عانى الكثير. ونحن ندعم كل الجهود التي يبذلها السفير الأميركي توم برّاك، ونحن مصمّمون على العمل معاً من أجل سيادة لبنان وإستقراره وإعادة إعماره». وشدّد على «أهميّة تنفيذ الإصلاحات الإقتصادية والماليّة التي تمّ تأجيلها لوقت طويل. فلا يمكن لأي بلد أن يعمل بلا مصارف. ولا يمكن لأي بلد أن يعمل بلا دولة بالحدّ الأدنى. ولا يمكن لأي بلد أن يعمل بلا بنى تحتيّة فعّالة وموثوقة تتيح تأمين الكهرباء والمياه وخدمات الإتصالات والإنترنت، التي تُعدّ حيويّة لأيّ إقتصاد حديث».

وشجع على «المضي قدماً في المناقشات مع صندوق النقد الدولي، لإعادة بناء نموذج إقتصادي قابل للحياة»، مؤكّداً دعم فرنسا للبنك الدولي، الذي قدّم مشروع صندوق إعادة إعمار بقيمة 250 مليون دولار، وقد أعلنّا عن استعدادنا للمساهمة فيه عندما يتمّ إقرار الإصلاحات المنتظرة، لا سيّما قانون إصلاح وضع المصارف، الذي لا يزال قيد الدراسة في مجلس النواب، إلى جانب قانون إستقلاليّة القضاء. ففي غياب العدالة، لا يمكن إقامة دولة القانون». وقال: «ما زلنا على إستعداد لتنظيم مؤتمر للنهوض بلبنان في باريس هذا الخريف. لكن المجتمع الدولي لن يهبّ لمساعدة لبنان كما في السابق ما لم تُقدَّم إلتزامات واضحة بشأن الإصلاحات». وأضاف: «من الضروري أن نكون شديدي اليقظة تجاه تطوّرات الوضع في سوريا، إذ يجب بكل تأكيد تفادي أي تأثير سلبي على لبنان. كما يجب على اللبنانيين أن يستعدّوا للتحرّك من أجل مواكبة عمليّة النهوض في سوريا، التي ستوفّر، وأنا على يقين من ذلك، فرصاً كثيرة عند إنطلاق إعادة الإعمار، سواء لتأمين عودة السوريين إلى وطنهم، أو لتمكين لبنان من المساهمة في هذه العمليّة وبالتالي الإستفادة منها. أما البديل المؤسف، فهو أن يبقى لبنان مجرّد متفرّج على هذا التعافي، بينما كان بإمكانه أن يلعب دوراً رئيسياً».

موقف كويتي

من جهة أخرى، جال أمس وزير الداخلية الكويتي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح على الرؤساء عون وبري وسلام. وأكّد أنّ «الكويت بحاجة إلى لبنان والعكس صحيح. ولن تنسى يوماً اعتراف لبنان بدولة الكويت أيام الغزو العراقي». وشدّد على أنّ «الكويت تقف إلى جانب لبنان في هذه المرحلة». لافتًا إلى أنّ «الشعب اللبناني شعب كريم ومبدع. وأقل جالية أرى فيها مشاكل في الكويت هي الجالية اللبنانية»، متمنيًا ان يزيد عددها. وبالنسبة لحزب الله، قال الصباح: «سوف نواجه كل ما يؤدي إلى عدم الاستقرار في المنطقة. والرئيس عون هو في الأساس رجل أمن ويعرف المخاطر الأمنية التي قد تواجه البلاد. ونحن في الكويت ليس لدينا أحزاب وبالتالي لن يكون هناك وجود لحزب الله». واكّد انّ «لبنان سيبقى لبنان وسوريا ستبقى سوريا»، معلناً للبنانيين انّ «هناك خبراً إيجابياً ستسمعونه من رئيسكم قريباً وليس مني».

 

 

 

 

"الديار":

عادت الفوضى في سورية لتفرض نفسها على المشهد اللبناني، في ظل المواجهات الدموية في السويداء بين ابناء الطائفة الدرزية، ومجموعات مسلحة تابعة للامن العام السوري مدعومة من اباء العشائر. هذه التطورات التي انعكست انقساما في المواقف السياسية الدرزية في لبنان، وتوترا مكبوتا لدى ابناء الطائفة الذين يشعرون بانهم مستهدفون كاقلية، بعد استهداف العلويين والمسيحيين.

هذه الاجواء المتفجرة التي جاءت بعد ايام قليلة من تصريحات المبعوث الاميركي توم براك المهددة للكيان اللبناني، احيت كل الهواجس لدى معظم اللبنانيين القلقين على مستقبلهم، في ظل تلزيم الملف لديبلوماسي اميركي لا يدرك الحقائق التاريخية والجغرافية، ويستخدم سياسة «العصا والجزرة» باسلوب خبيث، يكشف عن حقيقة الاستراتيجية الاميركية التي تمنح حزب الله دفعا جديا، للتمسك بمقاربته حول ملف السلاح الذي يتحول الى حاجة اكثر من اي وقت مضى.

رد اميركي على «الورقة» اللبنانية

وفيما كشفت مصادر مطلعة عن حَراك للسفيرة الاميركية في بيروت ليزا جونسون، خلال الساعات القليلة الماضية تجاه رئاسة الجمهورية، وابلغت دوائر بعبدا برد اميركي اولي على «ورقة» الرد اللبنانية، وفيها تجديد المطالبة بوضع جدول زمني لسحب السلاح في مهلة لا تتعدى نهاية العام، رفعت الاجهزة الامنية جهوزيتها لمواجهة مخاطر المجموعات التكفيرية، فيما تشهد «ساحة النجمة» اليوم سوق «عكاظ» قديم – جديد، حيث سيستفيد النواب من نقل جلسة مساءلة الحكومة على الهواء مباشرة، لخوض حفلة من المزايدات ، مع تركيز خصوم حزب الله كـ «القوات اللبنانية» على ملف السلاح. علما انه لم تسمع اصواتهم في الرد على استباحة براك للسيادة اللبنانية، فيما ستكون التعيينات الاخيرة تحت المجهرايضا، في مقابل تركيز «التيار الوطني الحر» على ملف النازحين السوريين.

اما حزب الله وحلفاؤه فيعاودون شرح المخاطر المحيطة بالبلاد، وضرورة وقف الاعتداءات «الاسرائيلية»، وسيركزون على الاداء السيىء لوزير الخارجية.

رد عون وبري على براك

وفي اول رد رسمي على كلام براك، اكد رئيس الجمهورية جوزاف عون امام وفدين، سياحي وإسكاني، ان «وحدة الأراضي اللبنانية ثابتة وطنيّة، كرّسها الدستور، ويحميها الجيش اللبناني، وتحصّنها إرادة اللبنانيين الذين قدّموا التضحيات على مرّ السنين للمحافظة عليها». وقال: «لقد أقسمت اليمين، بعد انتخابي رئيسًا للجمهورية، على الحفاظ على «استقلال الوطن وسلامة أراضيه»، ويُخطئ من يظن أن من أقسم مرّتين على الدفاع عن لبنان الواحد الموحّد، يمكن أن ينكث بقَسَمه لأي سبب كان، أو أن يقبل أي طروحات مماثلة. وفي السياق نفسه، اكد رئيس مجلس النواب نبيه بري ان «لبنان سيبقى لبنان، وسورية ستبقى سورية».

المخاوف اللبنانية

وتعززت المخاوف اللبنانية من خطورة المرحلة المقبلة، بعد معلومات ديبلوماسية غربية نقلت عن مستشارين مقربين من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تفيد بان «الهوة» تتسع أكثر بينه وبين رئيس الحكومة «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو، بالرغم من كل الادعاءات الإعلامية بعكس ذلك.

وخلافا لما يعلن، يبدو أن نتنياهو لم يمنح ترامب ما يريده في ملفات المنطقة، ولم يضغط عليه كفاية للحصول على ما يريده، خصوصا بشأن ألملف الإيراني. ونقلت مصادر اعلامية عن شخصية مقربة من ترامب إشارة الأخير الى شعوره بان نتنياهو «يتلاعب ويراوغ» .

مخاطر «اسرائيلية»

والمقلق، أن الرئيس ترامب اختار عدم الدخول في مواجهة مع نتنياهو ، لان الأخير يحظى بإسناد قوي من مجموعة ضغط مؤثرة جدا في أقرب دوائر ترامب، وهذا يمنحه فرصة كبيرة لتوسيع النفوذ «الإسرائيلي» الذي يعيق التصور الذي يدعمه ترامب في ترتيب ملفات المنطقة.

وفي هذا السياق، فان دوائر النفوذ في «البنتاغون» تؤيد وجهة نظر نتانياهو، بعدم الوقوف عند الحدود التي يقترحها الآن ترامب بعنوان التفاوض والضغط السياسي ووقف حالات النزاع. ونتنياهو يستثمر جيدا وبمهارة في تلك المساحات والثُغر بين مراكز القوة الاميركية.

نتانياهو وتوسع «اسرائيل»

وتقدم جملة مسربة واحدة قالها نتنياهو خلال زيارته الى واشنطن، دلالة واضحة على خطورة الموقف، عندما اشار الى ان «هناك فرصة تاريخية امام إسرائيل للتوسع»، وهي جملة مسربة التقطها «ميكروفون» مفتوح، خلال احد لقاءاته مع احد المسؤولين الاميركيين.

جلسة نيابية «حامية»

بانتظار عودة الموفد الاميركي توم برّاك الى بيروت، المرتقبة بين نهاية تموز وأوائل آب، تَمثل حكومة الرئيس نواف سلام اليوم امام المجلس النيابي في اول جلسة مساءلة نيابية، تتناول انجازاتها واخفاقاتها منذ نشأتها قبل 6 أشهر، وستشهد جردة حساب لناحية ما تحقق حتى الساعة، وما لم يتحقق بعد، والخطط المطروحة لمقاربة الملفات الشائكة...

ومن أهم النقاشات التي ستدور تحت قبة البرلمان، بحسب أجواء الكتل النيابية، سلاح حزب الله، وورقة الموفد الأميركي حوله والردّ الرئاسي عليها، من دون المرور في مجلس الوزراء، خاصة من قبل نواب «القوات اللبنانية». وستأخذ تصريحات براك حول وقوع لبنان وعودته الى بلاد الشام حيزًا من المناقشة العامة.

كما سيتطرق البحث الى سبل وقف الاعتداءات «الاسرائيلية « وإعادة الإعمار، اضافة الى مواضيع داخلية اخرى مثل كيفية حصول التعيينات الادارية والملاحظات عليها، ومصير باقي الملفات الاصلاحية المالية والاقتصادية والادارية ومواضيع خدماتية...

سلام ونيات «القوات»

يتوقع أن تتحول جلسة مناقشة الحكومة في مجلس النواب، وهي الاولى من نوعها منذ فترة طويلة، إلى جلسة سجالات سياسية تعكس الأجواء المشدودة في البلاد، دون ان يؤدي ذلك الى طرح الثقة بالحكومة، على الرغم من ان «القوات» تحضر الارضية للاستقالة، لكن التوقيت سيكون متناسبًا مع موعد الانتخابات النيابية المقبلة، لتحصيل الاستفادة المطلقة في صناديق الاقتراع، وهو امر بات يدركه رئيس الحكومة نواف سلام، الذي يبدو منزعجا من محاولة «معراب» فرض وصايتها على العمل الحكومي. وبات يدرك جيدا ان النيات مبيتة لتحويل الحكومة الى حكومة تصريف اعمال قبل اشهر قليلة من موعد الانتخابات.

الخلية المشبوهة

امنيا، تحدثت مصادر مطلعة عن استنفار امني عالي المستوى لدى الاجهزة الامنية، لمواجهة تهديدات ارهابية محتملة داخل البلاد، في ظل حالة الفوضى السائدة في سورية، مع الاخذ بعين الاعتبار وجود نحو مليوني نازح سوري على الارضي اللبنانية. وفي غياب معلومات محددة، تحذر تقارير اوروبية من محاولات لاستغلال بعض هؤلاء، في محاولات لهز الاستقرار الداخلي، بينما تبقى «العين» على الحدود الشرقية والشمالية خوفا من انتقال الفوضى الى لبنان.

وفي هذا السياق، جاء التحرك السريع في بلدة تيبيات المتنية، حيث تم تفكيك خلية مسلحة من 10 اشخاص، 8 منهم لبنانيون واردني وسوري. واذا كانت التحقيقات لم تصل بعد الى وجود ارتباطات واضحة بمجموعات ارهابية، الا ان كمية الاسلحة المصادرة كانت لافتة، وكذلك نوعيتها والتي تشمل قناصة، وقنابل يدوية، واسلحة متوسطة، ونواظير ليلية، والاخطر تعليمات حول خطط تدريب وتحركات امنية.

تفكيك معمل «كبتاغون»

وفي سياق، متصل، أعلن الجيش امس تفكيك «أحد أضخم معامل» تصنيع الكبتاغون على الحدود الشرقية مع سورية. وقال الجيش في بيان «بعد توافر معلومات لدى مديرية المخابرات حول معمل رئيسي لحبوب الكبتاغون في بلدة اليمونة – بعلبك، نفذت دورية من المديرية تؤازرها وحدة من الجيش عملية دهم للمعمل، وتبين أنه أحد أضخم المعامل التي ضُبطت حتى تاريخه». وأضاف «عمل عناصر الجيش على تفكيك المعدات والآلات المستخدَمة في المعمل، ويبلغ وزنها نحو 10 أطنان، وعمدوا إلى تدمير قسم منها، بالإضافة إلى ضبط كمية ضخمة من حبوب الكبتاغون ومادة الكريستال والمواد المخدرة المختلفة. وقد تم ردم نفق بطول 300 متر كان يُستخدم للدخول إلى المعمل والخروج منه وتخزين جزء من معداته»، مضيفا «أن التحقيق بدأ بإشراف القضاء المختص، وتجري المتابعة لتوقيف المتورطين».

استهداف دروز سوريا؟

في سورية، اكد وجهاء السويداء ان ما يجري استهداف للمكون الدرزي، حيث تتواصل الاشتباكات الدموية في محافظة السويداء بين مجموعات من الامن العام السوري مدعومة من عشائر البدو، ومسلّحين دروز من أبناء السويداء، وقد تدخّلت الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة السورية الجديدة ونفّذت عمليات اقتحام، في الجهة الغربية من المحافظة.

وقد دخلت «اسرائيل» على خط الفتنة، حيث أعلن الجيش «الإسرائيلي» أنه نفذ هجومًا استهدف عددا من الدبابات في اكثر من موقع بمحافظة السويداء جنوبي سورية. واكد مسؤول أمني «إسرائيلي» أنه «لا نستطيع التدخل بما يحدث في السويداء»، موضحا ان «إسرائيل» دعت حكومة الشرع لحماية الدروز. واضاف: «نحن نراقب عن كثب ما يحدث، وإذا رأينا ان الحكومة لا تقوم بما يجب فسيكون لنا كلام آخر».

جنبلاط «القلق» في «عين التينة»

وفي هذا السياق، جاءت زيارة الرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» الوزير السابق وليد جنبلاط الى رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة ، حيث تم البحث في آخر تطورات الاوضاع في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية. وقد لفتت مصادر مطلعة الى ان جنبلاط ابدى قلقه من الاحداث في سورية والدخول «الاسرائيلي» على الخط، وهو يشعر «ان الامور قد تخرج عن السيطرة اذا لم تضبط الامور»، وعبر عن حرصه على «عدم انتقال التوتر الى لبنان»، حيث يبذل جهودا حثيثة لتهدئة الامور في الجبل.

وبعد اللقاء قال جنبلاط: «ملفات عديدة نوقشت مع الرئيس بري، في ما يتعلق بالمفاوضات في الجنوب. ملف الجنوب في أيد أمينة مع الرئيس بري ومع الرؤساء الثلاثة، ولن أتدخل فيه، وليس هذا الشأن من صلاحياتي، هو شأن الرؤساء ومجلس الوزراء.»

اضاف : «في ما يتعلق بالتهديدات «الإسرائيلية»، طبعا هي سيف مصلت في كل لحظة ، لكن لا يجوز الاستمرار في هذا الأمر ، إما هناك وقف إطلاق نار أو ليس هناك وقف إطلاق نار، يعني الأمور تسير ولست متشائما هذا التشاؤم الكبير».

وردا على سؤال حول أحداث السويداء والرسالة التي يوجهها لابناء السويداء ، قال جنبلاط: «نحن مع عودة الأمن وبناء مصالحة في السويداء برعاية الدولة السورية، وكنت أول شخص بعد الإطاحة بالنظام السابق، أول شخص عربي ودولي ذهب إلى دمشق، لأقول إن سورية كانت وستبقى موحدة وهي رسالة للبعض، البعض في السويداء لم يفهمني ونادى ولا يزال ينادي بالحماية الدولية وطبعا «الإسرائيلية» ، أقول السويداء مثل جرمانا مثل حمص مثل حماة مثل كل مكان في سورية هي بحماية الدولة السورية.

استثمار كويتي؟

سياسيا، دخول كويتي على المشهد اللبناني، مع زيارة النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الكويتي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، الذي جال على كبار المسؤولين، مؤكدا دعم لبنان ومواجهة كل ما يؤدي الى عدم الاستقرار. وفيما يستكمل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون برنامج زياراته الخارجية - يزور خلال الشهر الجاري - البحرين والجزائر، استقبل امس الوزير الكويتي الذي أكد بعد اللقاء أن «الكويت بحاجة الى لبنان والعكس صحيح، ولن تنسى يوما اعتراف لبنان بدولة الكويت أيام الغزو العراقي».

ومن عين التينة حيث استقبله الرئيس نبيه بري، اكد ان «لبنان سيبقى لبنان وسورية ستبقى سورية». ثم انتقل الوزير الكويتي الى السراي الحكومي، حيث عقدت محادثات لبنانية- كويتية مع رئيس مجلس الوزراء نواف سلام. وبعد زيارته وزير الداخلية احمد الحجار قال الوزير للبنانيين ان «هناك خبر ايجابي ستسمعونه من رئيسكم قريبًا وليس مني». وقد رجحت مصادر مطلعة ان تتولى الكويت بناء الاهراءات في مرفأ بيروت، اضافة الى استثمارات كويتية في لبنان؟!

 

 

 

 

"نداء الوطن":

ساد اقتناع الأوساط النيابية أمس أن هناك أرنبَ "قطبة مخفيّة"، تبيّته دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى عقد جلسة مناقشة عامة للحكومة اليوم وما تعنيه هذه الجلسة إذا ما ذهبت كما هو متوقع إلى هتك أسرار التردد الرسمي في معالجة ملف سلاح "حزب الله". وتساءلت أوساط نيابية بارزة عبر "نداء الوطن" عما إذا كان الرئيس بري يريد إحراج الحكومة من باب سلاح وورقة الموفد الرئاسي توم براك على هذا الصعيد؟ وإلا، تضيف هذه الأوساط متسائلة، ماذا يبيّت رئيس البرلمان وهو أحد أركان الترويكا الذي يعطل اتخاذ القرار التنفيذي بشأن سلاح "الحزب" عبر مجلس الوزراء؟

وفي سياق متصل، علمت "نداء الوطن" أن الرد الأميركي الذي وصل أمس إلى بعبدا جاء متكاملًا، وقد كان سريعًا رغم أن المهلة التي كان سيحتاجه هي أسبوعان على حد تقدير المسؤولين اللبنانيين، وهو سيخضع للنقاش بين المسؤولين. والانطباع الأول لدى المسؤولين أن الرد إيجابي ويمكن البناء عليه وسيؤمن حلًا طويل الأمد قد يضع لبنان على خريطة الحل الشامل وينهي الصراع الجنوبي الذي استنزف البلد، وسط تأكيد أميركي على وضع مهلة زمنية لسحب السلاح من كل لبنان لا تتجاوز نهاية هذا العام.

عون يذكّر بقسمه على "استقلال الوطن وسلامة أراضيه"

وكان رئيس الجمهورية جوزاف عون شدد أمس على أن "وحدة الأراضي اللبنانية ثابتة وطنيّة، كرّسها الدستور، ويحميها الجيش اللبناني، وتحصّنها إرادة اللبنانيين الذين قدّموا التضحيات على مرّ السنين للمحافظة عليها". وقال: "لقد أقسمت اليمين، بعد انتخابي رئيسًا للجمهورية، على الحفاظ على "استقلال الوطن وسلامة أراضيه"، ويُخطئ من يظن أن من أقسم مرّتين على الدفاع عن لبنان الواحد الموحّد، يمكن أن ينكث بقَسَمه لأي سبب كان، أو أن يقبل بأي طروحات مماثلة".

جلسة المساءلة والمطلوب واحد

والآن ماذا عن جلسة اليوم لمساءلة الحكومة نيابيًا؟ وفق معلومات "نداء الوطن" أنه سبق لرئيس المجلس أن اتفق على عقد هذه الجلسة خلال استقباله قبل أيام رئيس الحكومة نواف سلام في عين التينة، متوجّهًا إليه بالقول "هيك أفضل حتى ما ينفجر اللغم فيك".

وبحسب المعلومات، فالكلمات التي ستنقل مباشرة على الهواء، ستكون عالية السقف. وقد وصل عددها حتى مساء أمس إلى أكثر من 50، والعدد مرشّح للارتفاع، وستركّز على ضرورة الالتزام بجدول زمني واضح لأن المماطلة قد تعرّض لبنان لخطر تجدد الاعتداءات الإسرائيلية من جهة، وستبقي الدولة اللبنانية أسيرة الأبواب العربية والدولية المقفلة بوجه التعافي الاقتصادي والشروع بإعادة الإعمار.

وفي تقييم لأوساط دبلوماسية عبر "نداء الوطن" أن جوهر الموضوع اللبناني هو لماذا لم تقدم حكومة لبنان حتى اليوم على أي شيء في موضوع اتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذه انطلاقًا مما وقعت عليه الحكومة السابقة بموافقة "حزب الله"؟ ولماذا لم تتبنَ الحكومة خطة الموفد الرئاسي الأميركي براك وتضعها على طاولة مجلس الوزراء ومن ثم الذهاب إلى تنفيذها؟

أضافت الأوساط الدبلوماسية أن تنفيذ خطة براك يعني احتكار الدولة للسلاح بما يشكل المقدمة أمام انسحاب إسرائيل ويفتح الباب أمام عودة علاقات لبنان مع المجتمعين الدولي والعربي من خلال حل التنظيمات المسلحة سواء أكان "حزب الله" أم غيره. وإذا كان تنفيذ هذه الخطة لم يحصل بعد، فذلك يعني أنه لن يمشي الحال في أي أمر آخر فيبقى لبنان في دائرة الحصار والفوضى وحرمانه من المساعدات الاقتصادية".

ولفتت الأوساط نفسها، إلى "أن هذا ما أبلغه براك للمسؤولين كما أبلغه الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان لكل من التقاه في آخر زيارة للبنان، علمًا أن السعودية كانت رأس حربة في الانتخابات الرئاسية في بداية العام الجاري، لكن دعمها كان مشروطًا باحتكار الدولة السلاح".

وانتقدت الأوساط "حجج الحرب الأهلية التي ترد على لسان المسؤولين"، وقالت: "إن المطلوب هو أن تتخذ الحكومة القرار السياسي قبل الذهاب إلى التنفيذ" ودعت إلى ملاحقة "حزب الله" قضائيًا بشخص أمينه العام الشيخ نعيم قاسم على "مواقف يطلقها لجهة قرار "الحزب" بالعودة إلى الحرب والمقاومة والسلاح علمًا أن هذا قرار يختص بالحكومة اللبنانية وحدها". وخلصت إلى القول: "إن المدخل الأساس لإنقاذ لبنان هو إزالة دولة "حزب الله" المستمرة منذ 30 عامًا والتي أخذت لبنان إلى الحرب والخراب".

وقال الرئيس السابق للحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط بعد لقائه رئيس مجلس النواب أمس: "إما يكون هناك وقف لإطلاق نار أو لا يكون، ولست متشائمًا بشكل كبير. همّنا يشبه الهمّ الأميركي وهو الحفاظ على لبنان الكبير ونحن متمسّكون بالكيانات الحالية".

الكويت و"الخبر الإيجابي"

وشهد أمس إطلالة كويتية على المشهد اللبناني مع زيارة النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الكويتي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح الذي جال على كبار المسؤولين مؤكدًا دعم لبنان ومواجهة كل ما يؤدي إلى عدم الاستقرار. معلنًا للبنانيين أن "هناك خبرًا إيجابيًا ستسمعونه من رئيسكم قريباً وليس مني".

ماغرو: مرحلة جديدة يجب أن تبدأ في لبنان وندعم بالكامل جهود برّاك

في سياق متصل، أقام السفير الفرنسي في لبنان هيرفي ماغرو وعقيلته حفل استقبال في قصر الصنوبر بمناسبة العيد الوطني الفرنسي. وقال في المناسبة: "التحدّيات لا تزال كثيرة، سواء في ما يتعلّق بحصر السلاح بيد الدولة، أو بمسار الإصلاحات، أو بتجديد ولاية قوات "اليونيفيل"، أو بالوضع الإقليمي. ونحن ملتزمون بالكامل على جميع هذه الجبهات، إلى جانب أصدقائنا اللبنانيين.

يجب على الجميع أن يدركوا أنّ الزمن قد تغيّر، وأنّ مرحلة جديدة يجب أن تبدأ في هذا البلد الذي عانى الكثير. ونحن ندعم بالكامل الجهود التي يبذلها السفير الأميركي توم برّاك، ونحن مصمّمون على العمل سويًّا من أجل سيادة لبنان واستقراره وإعادة إعماره. ويمكنه أن يعتمد على عزمنا على المساهمة في ذلك في نواحٍ عدة".

 

 

 

 

"اللواء":

لم يتأخر الردّ اللبناني على الردّ الاميركي، بوصف ما تسلمه لبنان من السفارة الاميركية في بيروت «بالايجابي» بانتظار مناقشة المهل الزمنية، وآخرها نهاية هذا العام لتسلم سلاح حزب الله، ضمن منظومة الخطوات المتلازمة مع الموفد الاميركي توم براك نهاية هذا الشهر أو في الاسبوع الاول من آب المقبل.

على أن الابرز، عشية الجلسة النيابية، تشديد الرئيس جوزف عون على أن وحدة الأراضي اللبنانية ثابتة وطنيّة، كرّسها الدستور، ويحميها الجيش اللبناني، وتحصّنها إرادة اللبنانيين الذين قدّموا التضحيات على مرّ السنين للمحافظة عليها».وقال: «لقد أقسمت اليمين، بعد انتخابي رئيسًا للجمهورية، على الحفاظ على «استقلال الوطن وسلامة أراضيه»، ويُخطئ من يظن أن من أقسم مرّتين على الدفاع عن لبنان الواحد الموحّد، يمكن أن ينكث بقَسَمه لأي سبب كان، أو أن يقبل بأي طروحات مماثلة».

وفي اليوم الاول من الاسبوع الطالع ملأ الساحة السياسية حدثان. الاول زيار النائب الاول لرئيس حكومة الكويت وزير الداخلية الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، الذي عقد لقاءات رسمية مع رؤساء الجمهورية جوزاف عون والمجلس النيابي نبيه بري والحكومة نواف سلام ووزير الداخلية العميد احمد الحجار وقادة الاجهزة الامنية. والثاني الانشغال السياسي لا سيما الدرزي بالاشتباكات الواسعة في منطقة السويداء السورية بين مسلحين من عشائر البدو ومن دروز المدينة بعد خطف احد تجار المدينة وسلبه، والتي اسفرت عن اكثرمن 30 ضحية و80 جريحاً، لا سيما بعد دخول الاحتلال الاسرائيلي على خط المعارك وقصف طيرانه دبابات للسلطة السورية بحجة «حماية الدروز» بعد اتهام مسلحي النظام بالتدخل لمصلحة مسلحي العشائر.

السفارة تبلغ لبنان بردّ براك

وتبلغ لبنان الرسمي رداً أميركياً عبر السفارة في بيروت على الورقة التي قدمها طوم براك لجهة انكبابه على دراستها. وفي المحصلة:1 – على لبنان الالتزام بمهل زمنية محددة لحصر سلاح حزب الله بيد الدولة. 2 – على أن لا تتعدى المهلة نهاية العام الحالي.

وأكدت مصادر لبنانية رسمية أن لبنان تسلم الرد الاميركي، فوصفت الاجواء بالايجابية من زاوية الردّ اللبناني على الورقة الاميركية يقوم على الخطوات المتلازمة والمراحل المتتالية.

وفي ماخصّ المهل الزمنية، وامتدادها حتى نهاية العام، قالت المصادر أن هذه النقطة ستناقش مجدداً مع الموفد الاميركي عند عودته.

و بدأت لجنة لبنانية مختصة بدراسة الرد الأميركي، الذي تضمن، مطالبة واضحة من واشنطن بتسليم السلاح في لبنان بشكل كامل بحلول نهاية العام الجاري.وستعكف اللجنة خلال الأيام المقبلة على تحليل مضمون الرد ومناقشة تداعياته قبل تقديم توصياتها للجهات السياسية المعنية لاتخاذ القرار المناسب.

وقال براك أن « الحكومة الحالية ليست فاسدة» مشيراً إلى أن جنوب لبنان يحتاج إلى التمويل والتنمية، مضيفاً: «الخوف من تزع سلاح حزب الله ومنع الحكومة لهذا الامر قد يؤدي إلى حرب أهلية.

وتعليقاً على كلام الموفد الاميركي براك قال النائب وليد جنبلاط من ___: همنا يشبه الهم الاميركي، وهو الحفاظ على لبنان الكبير، ونحن متمسكون بالكيانات الحالية.

الجلسة

نيابياً، تقفز حرارة منماقشة الحكومة في سياستها، في إطار المادتين 136 و 137 من النظام الداخلي إلى الواجهة، منذ العاشرة من صباح اليوم، وسط معلومات أن الجلسة قد تمتد إلى يوم غد الاربعاء، وهي ستنقل على الهواء، وبلغ وعدد طالبي الكلام من النواب تجاوز الخمسين نائباً، سيثيرون مختلف الملفات المتعلقة بعمل الحكومة خلال الاشهر الستة الماضية. وسترد الحكومة على اسئلة لنواب التي وجهت اليها خلال هذه الفترة، لا سيما بخصوص مهلة تنفيذحصرية السلاح وورقة المقترحات الاميركية والرد عليها.

وحسب مصادر نيابية فإن الرئيس بري سيطلب في بداية الجلسة حصر النواب الكلام، واعتبار عدد محدود من المتحدثين باسم كل كتلة على قاعدة لكل 5 نواب متكلم واحد إضافة إلى النواب المستقلين. تستكمل الحكومة ملف التعيينات بتعيين اعضاء المجلس الدستوري المطروح لها حسب بعض المعلومات غير المؤكدة، كُلاً من: عفيف الحكيم وعلي ابراهيم وطوني لطوف ووليد العاكوم، على ان يتم تعيين الخامس بعد التوافق عليه، ثم ينتخب مجلس النواب الاعضاء الباقين.

عشية الجلسة وزيران في النبطية

وعشية الجلسة، تحدثت وزيرة الشؤون الاجتماعية جنى السيد من النبطية، بعد لقاء في سراي المدينة، حضره نواب ومحافظ المدينة هويدا الترك، عن أن منطقة النبطية والمحافظة بأقضيتها الاربعى بحاجة لدعم اقتصادي نتيجة الاوضاع الصعبة سواء في الحرب وما قبلها وما بعدها.

وتعهدت برفع قيمة الاربعين دولار لكل معاق إلى أكثر من مائة ليتناسب مع وطبيعة العائلة، وفي السوق النبطية التقت وزير الاقتصاد عامر البساط وشاهدا معاً الدمار..

جنبلاط في عين التينة

وكان الوضع في السويداء مدار لقاءات ومواقف سياسية لكل من الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي زار الرئيس بري لهذا الخصوص ، وكذلك رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني طلال ارسلان ورئيس حزب التوحيد العرب الوزير الاسبق وئام وهاب، اللذين اتهما نظام احمد الشرع بالمسؤولية عمّا حصل. اضافة الى الهيئات الروحية الدرزية.

وبحث جنبلاط مع بري ايضا مواضيع وملفات داخلية منها التعيينات الادارية مواقف التي اثارت بلبلة سياسية داخلية لم تكن تنقص لبنان.

وقال جنبلاط بعد لقاء بري: إن ملفات عديدة نوقشت، وعلى صعيد ملف الجنوب نعتبره في أيادٍ أمينة ولن أتدخل به.

وأكد جنبلاط أن التعيينات الباقية ستسير في المسار المطلوب، والتهديدات الإسرائيلية سيف مسلّط لكن لا يجوز الاستمرار به، فإماان هناك وقف اطلاق نار او ليسهناك وقف اطلاق نار.

وأضاف: نحن مع ضبط الامن وعقد مصالحة في السويداء برعاية الدولة السورية، لكن البعض في السويداء لم يفهمني وينادي بالحماية الدولية وطبعا الاسرائيلية، لكن موقفي ان السويداء هي منطقة سورية مثل حمص وجرمانا وسائر المناطق يجب ان تكون تحت حماية الدولة السورية.

جولة الصباح

والبارز في الحركة الدبلوماسية، الزيارات التي قام بها النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الكويتي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح مع وفد يرافقه وبحضور القائم بأعمال سفارة الكويت في بيروت، والتي بدأها من بعبدا حيث التى الرئيس عون، بحضور وزير الداخلية أحمد الحجار.

ونقل الصباح الى الرئيس عون تحيات امير الكويت وولي العهد ورئيس الوزراء، معربا عن سعادته لوجوده في بيروت في زيارة رسمية تسنى له خلالها لقاء عدد من الكويتيين الذين يمضون فصل الصيف في لبنان. واكد الوزير الكويتي على دعم بلاده للبنان في كافة المجالات لاسيما التعاون الأمني انطلاقا من حرص الكويت على استقرار لبنان وسلامته، داعيا الى تفعيل عمل اللجنة العليا اللبنانية- الكويتية للبحث في مجالات مساعدة لبنان، لافتا الى انه سيبحث مع نظيره وزير الداخلية اللبناني في تفاصيل هذا التعاون.

وبعد انتهاء اللقاء، تحدث الوزير الصباح للصحافيين فقال: زيارتي الى فخامة الرئيس هي لتقديم الدعم من دولة الكويت لأشقائنا في الجمهورية اللبنانية. واستمعت الى توجيهات ونصائح فخامة الرئيس وتكلمنا في الجانب الأمني، وهو هاجس جميع الدول، لا سيما وان امن واستقرار كل بلد يشكل عامل الاستقرار لشعبه.

حاجات كل من الكويت ولبنان. ان الكويت بحاجة الى لبنان، ولبنان بحاجة للكويت. فلبنان والكويت بلدان اقرب ما يكون لبعضهما البعض. والكويت لن تنسى موقف لبنان في دعمه لها، والإعتراف بدولة الكويت أيام الغزو العراقي. فلبنان كان اول دولة في العالم عارضت الاحتلال. وكل ما يعيشه لبنان عاشته الكويت، من هذا المنطلق من الواجب ان تكون الكويت الأقرب الى شعب لبنان.

وسئل عما إذا كان لا يزال لحزب الله من دور في الكويت، بعدما كانت محكمة التمييز الكويتية وضعت الحزب على لوائح الإرهاب؟ فأجاب: ان كل الأمور التي ستؤدي الى عدم إستقرار أي بلد سنواجهها. وانتم تلاحظون التطور الأمني الحاصل في الكويت. حزب الله خط أحمر، وانا شخصيا لن أسمح بأي تجاوز لأي إنسان او لأي حزب موجود في الكويت، ونحن ليس لدينا رسميا أي أحزاب. وبالتالي لن يكون هناك وجود لحزب الله.

وأبلغ الرئيس عون الوزير الكويتي، حرص لبنان على التعاون مع دولة الكويت، محملاً اياه تحياته إلى الامير الدولة الشيخ مشعل الاحمد الجابر الصباح.

ومن بعبدا، انتقل وزير الداخلية الكويتي الى مقر الرئاسة الثانية في عين التينة للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري. وتناول اللقاء الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات والعلاقات الثنائية بين لبنان والكويت.

وبعد لقاء الرئيس بري أكد الصباح على مكانة لبنان ودوره، مشيراً إلى أن الزيارة حملت رسائل دعم ومحبة، فإن الكويت تواصل التزامها تجاه لبنان، تماماً كما وقف اللبنانيون إلى جانب الكويت في كل المحطات التاريخية.

وعمّا اذا كان هناك من مخاوف تهدد لبنان من حدوده الشرقية مع سوريا؟ أجاب الوزير الصباح: لبنان سيبقى لبنان وسوريا ستبقى سوريا.وملف السلاح سيتم حلّه قريباً.

الى ذلك، عقدت في السراي محادثات لبنانية-كويتية ترأس الجانب اللبناني رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، والجانب الكويتي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، وتناولت المحادثات العلاقات بين لبنان والكويت واهمية تفعيل اللجنة المشتركة بين البلدين مع الحرص الكويتي على استكمال المساعدات للبنان، اضافة الى التطورات المحلية والاقليمية والدولية.

وحضر عن الجانب اللبناني نائب رئيس مجلس الوزراء الدكتور طارق متري، وزير الثقافة الدكتور غسان سلامة، وزير الطاقة والمياه جو الصدي،وزير الداخلية والبلديات العميد أحمد الحجار، الامين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكيه وسفير سفير لبنان لدى دولة الكويت السفير أحمد عرفة.كما حضر عن الجانب الكويتي القائم بأعمال سفارة دولة الكويت لدى لبنان محمد الماجد، مستشار النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية عادل المناور، وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون الأمن الجنائي اللواء حامد مناحي المطيري والوفد المرافق .

ثم جال الرئيس سلام والمسؤول الكويتي في ارجاء السرايا بعد اعادة ترميمها بمساهمة كبيرة من الهبة المقدمة من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية .

وفي المناسبة أقام الرئيس سلام مأدبة غداء على شرف الضيف الكويتي والوفد المرافق.

والتقى الوزير الصباح لاحقا، وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار، في وزارة الداخلية، على رأس وفد أمني وإداري، وعُقد لقاء ثنائي بين الوزيرين تناول سبل تعزيز التعاون خصوصاً في مجال الأمن وتبادل الخبرات، تلاه لقاء موسع ضمّ الوفدين اللبناني والكويتي، الأمني والإداري، جرى خلاله البحث في الملفات ذات الاهتمام المشترك.

ثم أدلى الوزيران بتصريح مشترك، وسئل الصباح عن تقييم الكويت لعملية مكافحة المخدرات والتنسيق مع الأجهزة الأمنية؟ فقال: بالأمانة ان اهم نقطة ابحثها هي عملية تجارة ومكافحة المخدرات واكثر نقطة نعاني منها بالكويت هي عملية تجارة المخدرات والخوف على ابنائنا لأنها آفة يستخدمها الأعداء لضرب الجيل الجديد. وانا ممتن ومقدر للتعاون الذي يتم بين الأخوة في لبنان مع الأجهزة الكويتية المماثلة، وانا اراجع مشاهد هذا التعاون وآخره مستوعب يحوي ممنوعات كان لدينا معلومة عنه جال على ثلاثة دول قبل أن يصل الى الكويت، وهنا انا شاكر جدا للأجهزة اللبنانية وللبنان.

وكشف عن تعيين سفير جديد للكويت في بيروت قريباً.

مالياً أعلن مصرف لبنان عن إبرام اتفاقية تعاون مع شركة K2 Integrity الأميركية الرائدة في مجال إدارة المخاطر العالمية، والامتثال، والتحقيقات المالية، وذلك في إطار جهود المصرف الرامية إلى مكافحة توسّع الاقتصاد النقدي، والتصدي للأنشطة غير المشروعة والاحتيالية بكافة أشكالها.

أخبار ضد شكر

قضائياً، وفي تطور غير مسبوق، تقدم رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل بأخبار أمام النيابة العام التمييزية بحق المسؤول في حزب السيد فيصل شكر، الذي توعد بنزع أرواح من طالب بنزع سلاح حزب الله، بتهمة التحريض على القتل والعنف، واستخدام عبارات تثير النعرات الطائفية.

توقيفات المتن

وبقي توقيف عدد من الاشخاص في المتن الاعلى على قيد المتابعة، من الموقوفون المشتبه بهم هم من جنسيات مختلفة ويخضعون للتحقيق لدى الجيش اللبناني.

ونفّذ الجيش اللبناني، امس، عملية دهم في بلدة بتبيات الواقعة في قضاء المتن الأعلى بقضاءبعبدا – محافظة جبل لبنان، أسفرت عن توقيف مجموعة يُقدّر عدد أفرادها بنحو 10 أشخاص، وعُثر بحوزة الموقوفين على أسلحة فردية ومتوسطة، وذخائر، وقنابل، ونواظير ليلية. وتشير المعلومات إلى أن المجموعة كانت تعقد اجتماعات في هذا الموقع منذ أيام، ما أثار ريبة الأهالي.

وبحسب المعلومات الأولية، فإن الموقوفين يحملون جنسيات لبنانية، وسورية، وأردنية. ولم يُصدر الجيش اللبناني أي بيان رسمي يوضح فيه طبيعة المداهمة أو خلفيات الموقوفين.

وكان رؤساء بلديات في المتن الاعلى قد دعوا المواطنين إلى توخي الحذر والتواصل مع الأجهزة الأمنية عند الاشتباه بأي تحركات مشبوهة. وأكدت البلديات أن هذه الدعوة تأتي في إطار الحرص على سلامة الأهالي وتعزيز التعاون بين المواطنين والأجهزة الأمنية للحفاظ على الأمن والاستقرار.

الموقوفون السوريون

وبقي ملف الموقوفين السوريين موضع بحث رسمي، بإنتظار زيارة وفد سوري الى بيروت قد يكون برئاسة وزيرالخارجية اسعد الشيباني والبحث في اطار قانوني لمعالجة الملف، عبر لجنة لبنانية واخرى تضم وزراء العدل والخارجية والداخلية والدفاع في البلدين

وكشف وزير العدل عادل نصار ان سوريا أبدت اهتماماً بضرورة التوصل إلى اتفاقية تتناول الفترة الحكمية للسجناء السوريين خلال زيارة الرئيس نواف سلام إلى دمشق.

وعما إذا كان مستعداً لزيارة سوريا، قال: أرحب بمجيئ نظيري السوري، ودمشق حلوة ومنحبها، بس كمان بيروت ما بتشكي من شي.

 

 

 

 

 "الأنباء" الالكترونية:

تحضر الحكومة اليوم أمام المجلس النيابي في جلسة مساءلة علنية، حول ما أنجزته وما لم تنجزه، ويتقدم موضوع الرد الذي قدمه الرؤساء الثلاث للمبعوث الأميركية توماس برّاك إضافة الى الإجراءات التي اتخذتها لحصر السلاح غير الشرعي بيد الجيش والقوى الأمنية لا سيما سلاح حزب الله وسلاح الفصائل الفلسطينية، ومن المتوقع ان يشهد المجلس النيابي مواقف تصعيدية واستعراض للقوى على خلفية التحضير للانتخابات النيابية 2026.
وفيما عاد الملف الأمني في لبنان وسوريا ليتقدم على غيره من الملفات، جراء اعتقال الجيش اللبناني للمجموعة المسلحة في بلدة بتبيات المتنية، ومصادرته نفق تصنيع المخدرات في بعلبك، ونتيجة أحداث محافظة السويداء السورية، تسلم لبنان رسمياً، عبر السفارة الأميركية في بيروت، رداً على الورقة التي قدمها الجانب اللبناني للموفد الأميركي السفير توماس برّاك، ويعمل على دراسة الملاحظات التي وردت فيها وتحضير الرد عليها قبل عودة براك مطلع الأسبوع القادم.

وأكدت السفارة الأميركية في بيروت تسليمها الرد فعلاً، لكنها "رفضت التعليق نفياً أو تأكيداً على ما تردد عن أن خلاصة الرد الأميركي تضمنت وجوب التزام لبنان بمهل زمنية محددة لحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية "على ألا تتعدى المهلة نهاية العام الحالي".

وسط هذه الأجواء وضع الرئيس وليد جنبلاط النقاط على الحروف في تصريحه بعد زيارته الى عين التينة ولقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري، حيث جرى البحث في آخر التطورات.
ةقال جنبلاط: "ملفات عدة نوقشت مع الرئيس بري فيما يتعلق بالمفاوضات في الجنوب، هذا الأمر في يد أمينة مع الرئيس بري ومع الرؤساء الثلاثة. ولن أتدخل فيه لأنه ليس شيئًا من صلاحياتي إنما شأن الرؤساء ومجلس الوزراء".
وأضاف "فيما يتعلق بالتعيينات يبدو أن العجلة أخذت أبعادها، وكما فهمت التعيينات الباقية أيضاً ستسير في المسار المطلوب".
وحول التهديدات الإسرائيلية، علّق جنبلاط: "طبعا هي سيف مسلّط في كل لحظة لكن لا يجوز الاستمرار في هذا الأمر. إما هناك وقف إطلاق نار أو ليس هناك وقف لاطلاق نار. يعني الأمور تسير ولست متشائمًا بشكل كبير".
واستطرد قائلاً: "هناك مشاكل كبيرة مثلاً فيما يتعلق بصناعة المخدرات لكن اليوم أعلن الجيش أنه فكك مصنعًا كبيرًا للكبتاغون في اليمونة."
وتابع "جرى تضخيم حول خلية صغيرة أو كبيرة، مهما كانت، في بتبيات. فدخل على الخط مما هب ودب. لكن الجيش يقوم بواجباته والقوى الأمنية الآن تقوم بواجباتها. لماذا التضخيم الإعلامي؟".
وحول أحداث السويداء، قال جنبلاط: "نحن مع عودة الأمن وبناء مصالحة في السويداء برعاية الدولة السورية. كنت أول شخص عربي ودولي ذهب إلى دمشق بعد الإطاحة بالنظام السابق لأقول بأن سوريا كانت وستبقى موحدة ورسالة للبعض".
وأضاف: "البعض في السويداء لم يفهمني ونادى ولا يزال ينادي بالحماية الدولية وطبعاً الإسرائيلية. أقول السويداء مثل جرمانا مثل حمص مثل حماه مثل كل مكان في سوريا بحماية الدولة السورية".
وحول كلام الموفد الأميركي توم برّاك عن بلاد الشام، قال: "ليس لدي فكرة من أين خرجت هذه النظرية، همّنا كما الهمّ الأميركي، الحفاظ على لبنان الكبير الذي أرسي عام 1920 وبلاد الشام في النهاية بلاد الشام من لبنان تاريخياً إلى العراق، هذه بلاد الشام"، خاتماً: "حر من يفكر بهذا الأمر، لكننا نتمسك بالكيانات الحالية".

أحداث السويداء
مصادر مطلعة كشفت لجريدة الأنباء" أن "ما يجري اليوم في السويداء ليس صدفة ولا حدثا عابرا، إنما نتيجة تراكمات وأحداث سابقة، لا تخرج في مجملها عن سياق إعادة تركيب المشهد الإقليمي وترتيب البيت الداخلي السوري".

وكشفت المصادر أن الاتصالات بين الحزب التقدمي الاشتراكي والقيادة السورية لم تنقطع طوال فترة الأحداث وأنه يعمل جاهداً على تهدئة التوتر.
المصادر أوضحت، انه و"منذ احداث اشرفية صحنايا، تم الاتفاق على ترتيبات أمنية بالإتفاق مع الإدارة الجديدة، حيث عناصر الشرطة من أهالي السويداء، وعناصر الأمن العام التي تخدم في منطقة السويداء من أبناء محافظة السويداء أيضاً، والفصائل العسكرية التي انضمت الى وزارة الدفاع حافظت على سلاحها وتلتزم الخدمة في محافظة السويداء، لكن التوتر استمر وكانت النتيجة ما حصل في الساعات الماضية".
ورأت المصادر، أن "ما يجري اليوم في السويداء لا ينفصل عن سياق المتغيرات التي دخلتها سوريا منذ لقاء الرئيس السوري أحمد الشرع، مع المبعوث الأميركي توماس برًاك بحضور مسؤول "قسد"، حيث قال براك في تصريح للصحف التركية "الإدارة الأميركية ترفض أي نموذج فيدرالي في سوريا، مشدداً على أنه لا يمكن أن تكون هناك قوة درزية بلباس درزي أو كردية بلباس كردي أو علوية بلباس علوي. يجب أن تكون هناك قوة موحدة في إطار دولة واحدة، مؤكداً أن جميع المكونات يجب أن تنخرط في مؤسسات الدولة المركزية.
كما لا تتعارض مع الترتيبات الأمنية للجنوب السوري التي كانت محور جلسة التفاوض بين الوفدين السوري والإسرائيلي في العاصمة الأذربيجانية باكو، والتي سرب عنها تصريح لمسؤول أمني إسرائيلي يقول: "لن ندخل بريا إلى محافظتي درعا والسويداء وننسق الخطوات مع حكومة دمشق،‏ لا نستطيع التدخل بما يحدث بالسويداء ودعونا حكومة الشرع لحماية الدروز،‏ قوات الشرع أبدت استعدادا لبسط النفوذ والأمن والنظام في درعا والسويداء،‏ نقوم بطلعات جوية فوق درعا وحذرنا المليشيات المسلحة من المس بالدروز".

موقف "التقدمي"
بدوره أعرب الحزب التقدمي الإشتراكي، عن "الأسف الشديد للأحداث الدامية التي شهدتها محافظة السويداء، ويتوجه بالتعزية الى أهالي الشهداء الذين قضوا، داعياً إلى التهدئة الفورية حقناً للدماء.
وإذ أكد أنه يسعى من خلال الاتصالات اللازمة مع المعنيين للتوصل إلى وقف هذا المسلسل المتكرر، شدد الحزب التقدمي الإشتراكي على ضرورة التوصّل إلى حلّ سلمي برعاية الدولة السورية، يضمن الاستقرار والأمن والسلم الأهلي في جميع أراضي الجمهورية العربية السورية، وبمشاركة كل مكونات الشعب السوري وبالتعاون مع الدولة السورية.
ويرفض الحزب، بشكل قاطع، كل الدعوات المطالِبة بتوفير الحماية الدولية، من أي جهة أتت، ويشدد على أن مسؤولية الأمن والحماية تقع حصراً على عاتق الدولة السورية دون سواها".

 

 

 

 

"البناء":

بين فرضيّة خروج الوضع عن السيطرة وفرضية تطبيق خطة مسبقة وجدت مدخلاً لها في حادث ظرفيّ، دخلت محافظة السويداء السورية في حمام دم بات واضحاً أنه تحوّل إلى إطار لحسم عسكري تسعى إليه حكومة دمشق الجديدة، كما قالت بيانات وزارتي الدفاع والداخلية فيها، مع سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى، وبدا واضحاً أن اتفاق باكو بين حكومة دمشق وكيان الاحتلال يُرخي بظلاله على المعارك، حيث يتمّ ترسيم حدود انتشار القوات بالنار، وتحضر في بيانات الاحتلال مفردات جديدة مثل الحديث أنّها تنسق مع حكومة دمشق وأنها تدعو قيادات السويداء للبحث عن حل سياسيّ مع حكومة دمشق، ما أعاد التذكير بما شهدته مفاوضات قوات سورية الديمقراطية مع حكومة دمشق مع ضغط أميركيّ على قسد لقبول الصيغة المعروضة من دمشق، ومثلما استبدلت واشنطن دفاعها عن خطة خصوصية كردية في شمال شرق سورية رغم التأزم الذي تسبب به ذلك مع الحليف الأبرز في حلف الناتو الذي تمثله تركيا، بحيث لا يفهم التخلّي عن هذه الخصوصية لصالح حكومة دمشق إلا بحساب المصالح والحصول على مكاسب أهم وأكثر وزناً، بدا أن «إسرائيل» تفعل شيئاً شبيهاً مع تموضع عند موقف مخالف لمشروع السعي لكانتونات درزية وكردية، في ضوء المكاسب المحققة في العلاقة مع حكومة دمشق تستدعي تموضعاً جديداً شهدت عليه مواقف أمس، من أحداث السويداء، وهو ما دفع بعض المتابعين إلى الاعتقاد بأن الجديد هو اتفاق التعاون مع حكومة دمشق في مواجهة إيران وحزب الله، الذي ترجمه توماس براك بإشارته لسقوط سايكس بيكو وتهديد لبنان بضمّه إلى سورية.

في الملف الفلسطيني وبينما سجلت المقاومة عمليّة نوعيّة ضخمة في جباليا اعترف كيان الاحتلال بمقتل ثلاثة جنود فيها داخل دبابتهم بعد وقوعها في كمين للمقاومة، وقد وصف رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الذي جرى بيوم عصيب لـ»إسرائيل»، بينما كانت المفاوضات التي لم تُحرز أي تقدم تشهد تراجعاً إسرائيلياً عن خريطة الانسحابات التي تضمن ابتلاع نصف غزة، لتستبدلها بخريطة تكتفي بربع القطاع، وهو ما كرّرت المقاومة رفضه مطالبة بالعودة الى خرائط الاتفاق السابق في 19 كانون الثاني الماضي، برعاية أميركيّة مثلها المبعوث الرئاسي ستيف ويتكوف نفسه.

لبنانياً، أعاد توماس براك التموضع خارج خطاب التهديد بضمّ لبنان إلى سورية، ليتحدّث عن تفهم الخطة التي تعمل الدولة اللبنانيّة على أساسها في ملف سلاح المقاومة، وما في ذلك من حرص على الوحدة الداخلية والسلم الأهلي والخشية من حرب أهلية، ولكن على قاعدة الاقتناع بأن حقوق لبنان مستولى عليها من كيان الاحتلال وأن واشنطن معنية بتنفيذ ضمانتها بإلزام كيان الاحتلال بتنفيذ موجباته من اتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701، ورداً على تسريبات تتحدّث عن مطالبة براك للدولة اللبنانيّة بجدول زمنيّ لإنهاء ملف السلاح قال مصدر لبناني معنيّ بالمفاوضات مع براك، أن لبنان ينتظر التزاماً إسرائيلياً بالانسحاب حتى الحدود الدولية على مرحلتين، واحدة مستحقة فوراً بعدما أدّى لبنان بكل ما عليه في هذه المرحلة عبر انتشار الجيش اللبناني جنوب الليطاني وانسحاب حزب الله من المنطقة، ومرحلة ثانية تضمّ الانسحاب إلى ما وراء الحدود الدولية للبنان، إضافة لوقف الاعتداءات وانتهاك الأجواء والمياه اللبنانية في المرحلة الأولى، فهل يستطيع توماس براك جلب جدول زمنيّ لتنفيذ هذه الالتزامات من كيان الاحتلال ليضع لبنان على أساسه جدولاً زمنياً موازياً ومتزامناً؟

وفيما ينتظر لبنان الجواب الأميركي الرسمي من المبعوث توم براك على ورقة الملاحظات اللبنانية، تحضر الملفات الساخنة في الجلسة النيابية العامة المخصّصة لمناقشة الحكومة في سياساتها، ووفق معلومات «البناء» فإن نواب حزب القوات اللبنانية سيطرحون موضوع سلاح حزب الله ويوجهون سؤالاً للحكومة ورئيسها حول عدم طرح ورقة توم برّاك وورقة الملاحظات اللبنانية عليها على مجلس الوزراء لمناقشتها واتخاذ القرار حيالها. في المقابل سيطرح نواب الثنائي حركة أمل وحزب الله والتيار الوطني الحر موضوع كلام براك حول ضم لبنان إلى سورية وسيطالبون بموقف حكومي ونيابي يستنكر موقف براك لانتهاكه سيادة لبنان وحدوده وتهديد وجوده. كما سيحضر في مناقشات النواب وفق الأوراق الواردة ملف العلاقات اللبنانية – السورية وملف الإصلاحات المالية والودائع والموازنة والتعيينات الأخيرة القضائية والمالية والإدارية وآلية التعيينات.

كما علمت «البناء» أن وزراء الثنائي سيطالبون الحكومة بموقف واضح وصريح ضد مواقف براك والاعتداءات الإسرائيلية واتخاذ كافة الخطوات لإلزام الاحتلال الإسرائيلي بالانسحاب من الجنوب ووقف الخروقات وتطبيق القرار 1701.

من المتوقع أن تستمرّ الجلسة النيابية حتى المساء على أن تعقد جلسة ثانية صباح غدٍ الأربعاء.

وفيما لفتت مصادر وزارية لـ»البناء» إلى أنّه حتى مساء أمس الأول لم يتسلم رئيس الجمهورية أو رئيس الحكومة جوابًا أميركياً على ورقة الملاحظات اللبنانية، أشارت قناة «أل بي سي» إلى أن «لبنان الرسميّ تبلغ ردًا عبر السفارة الأميركية على الورقة التي قدّمها للمبعوث الأميركيّ توم براك وهو منكبّ على دراستها وخلاصة الردّ يكمن في وجوب التزام لبنان بمهل زمنية محددة لحصر سلاح «حزب الله» في يد الدولة على أن لا تتعدى المهلة نهاية العام الحاليّ.

وأشار المبعوث الأميركي توم براك الى أن «الخوف من نزع سلاح حزب الله ومنع الحكومة اللبنانية من ذلك قد يؤدي لحرب أهلية، معتبراً أن عملية تخلي حزب الله عن سلاحه تبدأ بمبادرة من الحكومة اللبنانية».

ولفت توم براك في تصريح له، الى ان الأسلحة التي نريد من حزب الله التخلي عنها هي تلك التي تهدّد «إسرائيل»، ونحن لا نتعامل فقط مع حزب الله بل أيضاً مع معسكرات فلسطينية مسلحة. وشدد على أن الولايات المتحدة تنظر إلى حزب الله «منظمة إرهابية»، معتبراً أن الخريطة الطائفية في لبنان معقدة للغاية.

واعتبر براك أن سورية تحتاج إلى موارد لإعادة البناء بسرعة وهي بحاجة لدعم عالمي، ورأى أن رفع العقوبات عن سورية هو منح الناس الأمل.

وعلمت «البناء» أن المبعوث الأميركي براك هو الوسيط بين الحكومتين اللبنانية والسورية لمعالجة الملفات المشتركة بين البلدين، كاشفة عن تقدم في عدد من الملفات لا سيما الموقوفين الإسلاميين، وأضافت أن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني سيقوم بزيارة قريبة الى لبنان، لكن توقيتها مرتبط بزيارة توم براك المقبلة الى لبنان ونتائجها على صعيد ملف سلاح حزب الله وتطور المفاوضات على صعيد الملفات المشتركة بين دمشق وبيروت.

أمنياً، ألقت محلقة إسرائيلية قنبلة صوتية قرب أحد رعاة الماشية في بلدة مارون الرأس.

وفيما يستكمل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون برنامج زياراته الخارجية فيزور خلال الشهر الحالي البحرين والجزائر، استقبل أمس، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الكويتي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح الذي جال على كبار المسؤولين، مؤكداً دعم لبنان ومواجهة كل ما يؤدي إلى عدم الاستقرار.

وأكد الوزير الكويتي بعد اللقاء أن «الكويت بحاجة الى لبنان والعكس صحيح، ولن تنسى يوماً اعتراف لبنان بدولة الكويت أيام الغزو العراقي».

وشدد على أن «الكويت تقف إلى جانب لبنان في هذه المرحلة» لافتًا إلى أن «الشعب اللبناني شعب كريم ومبدع وأقلّ جالية أرى فيها مشاكل في الكويت هي الجالية اللبنانية»، متمنيًا «أن يزيد عددها». وبالنسبة لحزب الله، قال الصباح: «سوف نواجه كل ما يؤدي الى عدم الاستقرار في المنطقة والرئيس عون هو في الأساس رجل أمن ويعرف المخاطر الأمنية التي قد تواجه البلاد ونحن في الكويت ليس لدينا أحزاب، وبالتالي لن يكون هناك وجود لحزب الله».

في المقابل، أشار الرئيس عون إلى أن «لبنان حريص على تعزيز التعاون الثنائي والتنسيق لمواجهة التحديات المشتركة ولا سيما في مكافحة تهريب المخدرات وكل ما من شأنه الإخلال بالأمن في البلدين». وقال: «العلاقات المتجذّرة بين لبنان والكويت تزداد رسوخاً يوماً بعد يوم، لكونها قائمة على أسس صلبة من الأخوّة والتعاون والاحترام المتبادل لسيادة كلٍّ من البلدين واستقلاله».

ومن عين التينة حيث استقبله الرئيس نبيه بري، أكد أن «لبنان سيبقى لبنان وسورية ستبقى سورية»، انتقل الوزير الكويتي إلى السراي الحكومي حيث عقدت محادثات لبنانية – كويتية ترأس الجانب اللبنانيّ رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، والجانب الكويتي الوزير الصباح وتناولت المحادثات العلاقات بين لبنان والكويت وأهمية تفعيل اللجنة المشتركة بين البلدين مع الحرص الكويتي على استكمال المساعدات للبنان، إضافة إلى التطورات المحلية والإقليمية والدولية. زار الوزير الكويتي وزير الداخلية أحمد الحجار معلناً للبنانيين أن «هناك خبراً إيجابياً ستسمعونه من رئيسكم قريباً وليس مني».

ووفق معلومات «البناء» فإن الكويت وعدت لبنان بالمساعدة في أكثر من ملف لا سيما تقديم دعم ماليّ للأجهزة الأمنية والعسكرية، وفي إعادة بناء الإهراءات في مرفأ بيروت، إلى جانب تسهيلات للبنانيين في الكويت.

وكان الرئيس عون شدّد خلال لقائه وفدين، سياحي وإسكاني، على أن «وحدة الأراضي اللبنانية ثابتة وطنيّة، كرّسها الدستور، ويحميها الجيش اللبناني، وتحصّنها إرادة اللبنانيين الذين قدّموا التضحيات على مرّ السنين للمحافظة عليها». وقال: «لقد أقسمت اليمين، بعد انتخابي رئيسًا للجمهورية، على الحفاظ على «استقلال الوطن وسلامة أراضيه»، ويُخطئ من يظن أن من أقسم مرّتين على الدفاع عن لبنان الواحد الموحّد، يمكن أن ينكث بقَسَمه لأي سبب كان، أو أن يقبل بأي طروحات مماثلة».

وحضرت التطورات العسكرية والأمنية في سورية بقوة على الساحة اللبنانيّة، حيث أشار رئيس حزب «التقدمي الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط، في كلمة من عين التينة، إلى أن «ملفات عديدة نوقشت مع بري على صعيد ملف الجنوب الذي نعتبره في أيادٍ أمينة ولن أتدخل به». ولفت جنبلاط، إلى أن «التعيينات الباقية ستسير في المسار المطلوب وبموضوع الاعتداءات الإسرائيلية إما يكون هناك وقف لإطلاق نار أو لا يكون ولستُ بمتشائم بشكل كبير».

وقال «نحن مع ضبط الأمن وعقد مصالحة في السويداء برعاية الدولة السورية والبعض في السويداء لم يفهمني وينادي بالحماية الدوليّة والإسرائيلية وموقفي أنها منطقة ككل المناطق السورية».

وتابع جنبلاط «مشاكل كبيرة بما يتعلق بصناعة المخدرات وحصل تضخيم لموضوع خلية بتبيات والجيش اللبناني يقوم بواجباته».

بدوره، تابع شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى التطورات والمستجدات الأمنية في مدينة السويداء، مع مشايخ المدينة وفاعلياتها الروحية، وفي مقدّمهم مشايخ العقل، مبدياً «أسفه البالغ للأحداث الدامية الحاصلة»، ودعا إلى «ضرورة التعاطي برويّة وحكمة وتعقل، لوقف التدهور الأمني والدخول بالقوة الى المحافظة، والعمل على إيجاد حلول تضمن الاستقرار والأمان وتحقن الدماء بين أبناء الوطن الواحد».

وحثّ الشيخ أبي المنى في بيان، «الدولة السورية على تحمّل مسؤولياتها الوطنية، إذ ان تبعات مواجهات كهذه لا تخدم مصلحة البلاد ولا تنهي النزاعات»، داعياً إلى «التفاهم والاتفاق تحت سقف الدولة ومؤسساتها الشرعية».

كما أشار رئيس الحزب «الديموقراطي اللبناني» طلال أرسلان الى إنه «لا يمكن اعتبار ما يحصل في السويداء مجرّد إشكال بين الدروز والعشائر الموجودة في المحافظة، إذ تخطّى الأمر كل التوقّعات وبات يُشبه إلى حدّ كبير ما شهدته بعض مناطق الساحل السوري»، فـ»الدولة»، التي يُفترض بها أن تتدخّل بأجهزتها لفضّ النزاع والتحكيم بين أبناء الوطن الواحد، دخلت كطرف بشكلٍ واضح وعلنيّ، وهذا ما يُساهم في تدمير الأوطان لا بنائها.

 

 

 

 

"الشرق":

يقف لبنان السياسي على عتبة مرحلة حافلة بالاستحقاقات السياسية والامنية ستحضر بمجملها اليوم في الجلسة النيابية العامة المخصصة لمناقشة الحكومة في سياساتها، والمتوقع ان تشهد سخونة عالية المنسوب بين فريقي السياديين المُصِرين على تسليم سلاح حزب الله وابرزهم احزاب القوات اللبنانية والكتائب والمستقلين من جهة، ونواب الثنائي لا سيما حزب الله، إن حضروا كلهم، في ضوء معلومات عن احتمال حضور رئيس الكتلة النائب محمد رعد مع نائب او اثنين لتجنب السجالات العنيفة، من جهة اخرى، فيتولى رعد الدفاع عن السلاح ومبررات وجوده.

ووسط ترقب لما ستحمله الجلسة من تطورات ونتائج بعدما رفعت معراب الصوت ضد “الترويكا” والتفرد بالقرار في ما خص الرد اللبناني على المبعوث الاميركي توماس برّاك، اطلالة كويتية على المشهد اللبناني مع زيارة النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الكويتي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح الذي جال على كبار المسؤولين مؤكدا دعم لبنان ومواجهة كل ما يؤدي الى عدم الاستقرار.

قسم الرئيس

أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون “ان وحدة الأراضي اللبنانية ثابتة وطنية كرَّسها الدستور ويحميها الجيش اللبناني، وإرادة اللبنانيين الذين قدَّموا التضحيات على مر السنين للمحافظة عليها.” وقال: “لقد أقسمت اليمين بعد إنتخابي رئيسا للجمهورية على المحافظة على “إستقلال الوطن وسلامة أراضيه”، ويخطىء من يظن ان من أقسم مرتين على الدفاع عن لبنان الواحد الموحَّد يمكن ان ينكث بقسمه لأي سبب كان او يقبل بأي طروحات مماثلة.”

وأشار الرئيس عون الى “ان قرار حصرية السلاح بيد الدولة إتخذ، وذلك إستنادا الى إتفاق الطائف. وهذا الامر الى جانب قرار السلم والحرب بيد الدولة، هما من المكونات الأساسية لأي دولة ومن المبادئ الأساسية.” وقال: “إن التحديات كبيرة حولنا، كما ان الفرص كبيرة، وعلينا كلبنانيين من خلال قدرة الإبداع التي لدينا، وإرادتنا الصلبة، ان نعرف كيف نستغل الفرص لمصلحة لبنان.”

وكشف ان هدف زياراته الى العديد من الدول إعادة مدّ الجسور بين لبنان والعالم.

كلام رئيس الجمهورية جاء في خلال لقاءين إقتصاديين، حيث التقى وفد مجلس نقابة المؤسسات السياحية البحرية في لبنان برئاسة السيد جان البيروتي، ووفد مجلس إدارة مصرف الإسكان برئاسة الاستاذ انطوان حبيب.

واكد رئيس الجمهورية “ان أي بلد ليس فيه إستقرار سياسي وامني لا يُكتب له النمو”، مشددا على “ان العمل جار على وضع الإصلاحات الاقتصادية موضع التنفيذ، ومنها قانون المصارف الذي بات امام الهيئة العامة للمجلس النيابي، الى قانون السرية المصرفية وصولا الى قانون الفجوة المالية.”

وأشار الرئيس عون الى “البعض الذين يرمون كلاما يسيء للبنان، من دون إي إعتبار مسؤول، وغير مبني على وقائع”، إضافة الى الفساد الذي اوصلنا الى الدرك الذي بلغناه على الصعيد الاقتصادي، “لا بل ان البعض يتهجم على الملفات التي تم فتحها. وقد بت مقتنعا ان البعض لا يهمهم بناء دولة لأن وجود الدولة نقيض لهم، ووجودها يلغي دورهم. وللأسف فإنَّنا نتَّجه الى سنة إنتخابية، وكل احد بات همه ما سيكون الحاصل الذي سيبلغه، وأخر همه قيام الدولة في لبنان.”

وختم الرئيس عون مؤكدا على “ان وحدة الأراضي اللبنانية ثابتة وطنية كرَّسها الدستور ويحميها الجيش اللبناني، وإرادة اللبنانيين الذين قدَّموا التضحيات على مر السنين للمحافظة عليها.” وقال: “لقد أقسمت اليمين بعد إنتخابي رئيسا للجمهورية على المحافظة على “إستقلال الوطن وسلامة أراضيه”. ويخطىء من يظن ان من أقسم مرتين على الدفاع عن لبنان الواحد الموحَّد يمكن ان ينكث بقسمه لأي سبب كان او يقبل بأي طروحات مماثلة.”

رجي- كالاس: ليس بعيداً، عرض وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي مع نائبة رئيس المفوضية الأوروبية كايا كالاس خلال محادثات أجراها معها في بروكسيل، للمواضيع المشتركة بين لبنان والاتحاد الأوروبي. وطلب رجي من كالاس مساعدة الاتحاد الأوروبي في الضغط لانسحاب إسرائيل من النقاط الخمس وباقي الأراضي المحتلة في جنوب لبنان، كما ركز على دور الاتحاد المساعد في ملف التجديد لقوات حفظ السلام “يونيفيل”. وتناول وزير الخارجية مع المسؤولة الأوروبية قرار الحكومة اللبنانية في شأن حصرية السلاح وأكد أنها ماضية في مسار الإصلاحات الاقتصادية والمالية والقضائية والإدارية مشددا على ضرورة دعم الاتحاد الأوروبي للبنان. وعرض لخطة الحكومة في معالجة ملف النازحين السوريين وأهمية عودتهم إلى بلادهم.

إخبار ضد شكر

قضائياً، تقدّم رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل، بواسطة وكيله القانوني المحامي بشير مراد، بإخبار أمام النيابة العامة التمييزية بحق نائب مسؤول منطقة البقاع في حزب الله فيصل شكر، وكل من يظهره التحقيق فاعلاً أو متدخلاً أو شريكًا أو محرّضًا، وذلك بجرائم تهديد بالقتل، والتحريض على العنف والقتل، وإثارة النعرات الطائفية، وتعريض سلامة الدولة أو سيادتها أو وحدتها أو حدودها للخطر.ويستند الإخبار إلى مضمون خطبة علنية ألقاها شكر بتاريخ 6 تموز 2025 خلال المسيرة العاشورائية المركزية لحزب الله في البقاع، تضمّنت، بحسب نص الإخبار، تهديدًا صريحًا بقتل كل من يطالب بنزع سلاح الحزب، وتحريضًا مباشرًا على القتل والعنف، واستخدامًا لعبارات تثير النعرات الطائفية.

اتفاقية مالية

في المقلب المالي، أعلن مصرف لبنان عن إبرام اتفاقية تعاون مع شركة K2 Integrity الأميركية الرائدة في مجال إدارة المخاطر العالمية، والامتثال، والتحقيقات المالية، وذلك في إطار جهود المصرف الرامية إلى مكافحة توسّع الاقتصاد النقدي، والتصدي للأنشطة غير المشروعة والاحتيالية بكافة أشكالها.

 

 

 

 

"الشرق الأوسط":

تسلم لبنان رسمياً، عبر السفارة الأميركية في بيروت، رداً على الورقة التي قدمها الجانب اللبناني للموفد الأميركي السفير توماس براك، ويعمل على دراسة الملاحظات التي وردت فيها.

وكان براك تسلم في الأسبوع الماضي، لدى زيارته العاصمة اللبنانية، ورقة لبنانية تضمنت رداً على ورقة المطالب الأميركية التي تلقتها بيروت في الشهر الماضي. ووعد الموفد الأميركي بالرد عليها قبل موعد عودته إلى بيروت المتوقع قبل نهاية الشهر الحالي.

وقالت مصادر قريبة من رئيس مجلس النواب نبيه بري، لـ«الشرق الأوسط»، إن بيروت تسلمت الرد الأميركي على الورقة اللبنانية، مضيفة أن لبنان سيعمل على درسها.

وأكدت السفارة الأميركية في بيروت تسليمها الرد فعلاً، لكنها رفضت التعليق نفياً أو تأكيداً على ما تردد عن أن خلاصة الرد الأميركي تضمنت وجوب التزام لبنان بمهل زمنية محددة لحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية «على ألا تتعدى المهلة نهاية العام الحالي».

جنبلاط

في هذا الوقت، بحث بري مع الرئيس السابق لـ«الحزب التقدمي الاشتراكي»، وليد جنبلاط، آخر تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية. وقال جنبلاط بعد اللقاء: «ملفات عديدة نوقشت مع الرئيس بري، فيما يتعلق بالمفاوضات في الجنوب، هذا الملف في يد أمينة مع الرئيس بري ومع الرؤساء الثلاثة (جوزيف عون وبري ونواف سلام)، ولن أتدخل فيه. ليس هذا الشأن من صلاحياتي، هو شأن الرؤساء ومجلس الوزراء».

ورأى جنبلاط أن «التهديدات الإسرائيلية هي سيف مسلط في كل لحظة، لكن لا يجوز الاستمرار في هذا الأمر، إما هناك وقف إطلاق نار أو ليس هناك وقف إطلاق نار، يعني الأمور تسير ولست متشائماً هذا التشاؤم الكبير».

وعن رأيه بنظرية «بلاد الشام» التي تحدث عنها الموفد براك، وعاد وأوضحها، قال جنبلاط: «لا فكرة لدي من أين صدرت هذه النظرية؟ في النهاية، همنا كما الهمّ الأميركي، الحفاظ على لبنان الكبير الذي أرسي عام 1920، وبلاد الشام، تاريخياً، تمتد من لبنان إلى العراق. حر من يفكر بهذا الأمر، لكننا نتمسك بالكيانات الحالية».

وتطرق جنبلاط إلى أحداث السويداء، وقال: «نحن مع عودة الأمن وبناء مصالحة في السويداء برعاية الدولة السورية، وبعد الإطاحة بالنظام السابق، كنتُ أول شخص عربي ودولي ذهب إلى دمشق، لأقول إن سوريا كانت وستبقى موحدة وهي رسالة للبعض، البعض في السويداء لم يفهمني ونادى ولا يزال ينادي بالحماية الدولية وطبعاً الإسرائيلية». وتابع: «أقول السويداء مثل جرمانا مثل حمص مثل حماة مثل كل مكان في سوريا، هي بحماية الدولة السورية».

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية